المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحب في الكبر، كالنزهة في سفر!!



السيد مهدي
02-06-2011, 04:38 AM
الحب في الكبر، كالنزهة في سفر!!

تقول الحكمة: العلم في الصغر، كالنقش في الحجر.

بمعنى عندما يتعلم الطفل شئ ما، فسوف ترسخ المعلومات في دماغه، ودون أن ينساها. لأن المعرفة وردت للدماغ وهو خال من الهموم والغموم، بحكم صغرالسن.

فثبات المعلومة في الذهن، مرتبط بشروط ورودها للذهن المتعطش للمعرفة، من حيث الصفاء والنقاء والتفتح لإلتقاط كل جديد.

هذا في حالة الذهن والدماغ في تفهم وخزن المعلومات.

أما في حالة الحب والغضب والعاطفة، بل وكل المشاعرالإنسانية، فالعلم والطب كشف بإن مركزها ليس المخ، بل المخيخ، وهو القسم الخلفي السفلي من المخ. حيث تتركز في خلاياه الوجدانيات والنوازع الإنسانية.

فالحب والكراهية والحقد والإثرة والإيثار...الخ كلها مركزها المخيخ.

وهو ما نعبر عنه بالقلب.

فعند غضب الإنسان الشديد، يرتفع عنده ضغط الدم ومركزه مضخة الدم أوالقلب.

وعندما حضورالحبيبة يخفق القلب لها، وينتعش الإحساس بوجود قربها.

هكذا يعبر الشعر الغزلي:

لا تلمني لم تلمن......خفق القلب لعين سحرتن

وما دمنا معنيين بالحب في الكبر. فسوف لا نتكلم عن الحب في الصغر.

لأن الحب في الصغر، حب أناني عنيف متسرع ومتلهف، وأيضا هواوي متغير.

بينما حب الكبر، حب إنساني لطيف متسع ومتعفف، وأيضا روي مسيّرمشيّر.

لذلك فشل الحب الشبابي وارد ومتوقع، بينما حب الكبير ناجح ومسدد غير متوقع الفشل.

ومن هنا جاء عنوان الموضوع.

فالطفل والصغير اليافع والشاب الطايش، نعم كل هذه الأعمار تستمتع بالنزهة والسفر. لكنها متعة غير متأملة، بل هي متعة مترهلة، بمعنى هناك ما يشغل الشاب أكثرمن تحسسه للجمال في الطبيعة، بل وكل مايصادفه في نزهته لأماكن الترفيه والنزهة.

أتذكرعندما كنا في اليابان في دورة تدريبية، في نهاية الثمانينات من القرن المنصرم، وكنت أكبرالموفدين سنا. بصعوبة بالغة أقنعت رفاقي للذهاب إلى مسجد طوكيو، لمشاهدته والصلاة فيه.

وبعد الفراغ من الصلاة، شكرني أحد الإخوة الموفدين، وقال: هذه واحدة من المصادفات التي لن أنساها، حيث كان لك الفضل بجلبنا لمسجد طوكيوللصلاة.

وحتى في المرأة إن تكلمنا عن الحب بين المرأة والرجل.

لذلك حب الشاب لحبيبته، وفي أغلب الأحيان، حب شهواني، وربما شيطاني.

بعكس حب الكبير، حيث حبه إيماني رحماني. لكونه قد تجاوز سن المراهقة، لتخمد فيه فورة الشبق للجنس.

فبدلا من الشبق الملتهب عند الشاب للجنس، يكون عند الكبيرحب متروي هادي منتخب، يشغله في محبوبتة، ليس فقط الجنس بل وأشياء أخرى، وربما تتفوق على الجنس.

ومن يلاحظ سلوك كبارالسن في الدول المتقدمة، نراهم أكثرالفئات سفرا للتمتع بالنزهة، وبذخا للمال على سفرياتهم وإلى أماكن بعيده عن مساقط رؤوسهم. وقد تطول سفرياتهم إلى المناطق النائية، حيث الواحد فيهم لايحب أن تكون سفرته قصيرة، بل طويلة متأملة ومفكرة في المناطق التي يرتادها.

وهكذا من يحب في كبره، يكون حبه أبعد مايكون عن دافع الجنس، بل لإسباب أخرى غير الجنس. وخاصة عند الكبيرحيث تشتد مشاعر الحنية وألرأفة والحب للصغير من البشر، وحتى غيرالبشر.

ولومن الله على الكبيربخلفة من حبيبته، ياسلام فسوف يطيرفرحا بالمولود الجديد، وكأن الله قد أعاد له شبابه وأعطاه حياة ثانية.

( اللهم أزرقنا بحبيبة، وأكملها بخلفه منها ههههههههه)