المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جدل في مصر حول دعوى تفريق كاتب مصري عن زوجته لتناوله عمرو بن العاص



مجاهدون
10-19-2004, 03:30 PM
قضية أسامة أنور عكاشة تعيد إلى الأجواء قضايا التكفير والحسبة وسط رفض وموافقة

القاهرة : عبد الحفيظ سعد

تصاعد في مصر الجدل حول التصريحات التي أدلى بها الكاتب والسيناريست المصري أسامة أنور عكاشة بعد هجومه على الصحابي عمرو بن العاص والذي وجه إليه عكاشة اتهامات اعتبرها البعض سبابا وشتيمة في حق الصحابي في احدى حواراته الصحافية ، ثم أصر عكاشة على رأيه عن عمرو بن العاص في برنامج تلفزيوني مع قناة أوربت ..

وتطورت تبعات الموضوع عندما قدم أحد المحامين بلاغا ضد أسامة أنور عكاشة يتهمه فيها بسب واحتقار الطوائف . كما أقام نفس المحامي دعوى تفريق للكاتب أسامة أنور عكاشة من زوجته باعتباره أنه خرج عن ملة الاسلام، وهذا ما تنظره محكمة القاهرة للأحوال الشخصية في 28 نوفمبر (تشرين الثاني) القادم . وقد أثارت هذه القضية ردود فعل متباينة متعاطفة ضد الاجراءات والتصعيد ضد عكاشة وأخرى ترى ضرورة استمرار مقاضاته ضد ما اعتبره هجوما على رمز من رموز المسلمين .

أسامة أنور عكاشة من جانبه رفض التعليق على القضية وما أثير بشأنها وأكد لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي معه أنه متمسك برأيه وأنه لم يقصد الاساءة إلى أحد ولكن رأيه يقتصر فقط علي الجانب السياسي لعمرو بن العاص ، وأنه لا يعتبر أن هجومه على عمر بن العاص خروجا عن الاسلام . ويدافع الدكتور عبد الصبور شاهين استاذ الفقه الاسلامي بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة عن شخصية عمرو بن العاص ويعدها من الشخصيات الهامة في التاريخ الاسلامي والتي حصلت على الثناء من الرسول صلى الله عليه وسلم والذي خصه كما يشير شاهين الى الحديث النبوي الذي يقول لقد أسلم الأعراب وآمن عمرو فالرسول اختص عمرو بن العاص بالايمان . كما أن الرسول( ص) كلف بن العاص بأن يتوليه أمر سرية في الجيش بعد اسلامه بشهر واحد وكان تحت إمرته سيدنا أبو بكر وعمر .

ولذلك كما يقول د . عبد الصبور شاهين فإن عمرو بن العاص له موقع هام في الاسلام وذو مكانة رفيعة ولن نسمح بأن يهينه أحد العلمانيين ، وأيد الدكتور شاهين اتخاذ اجراءات قانونية ضد أنور عكاشة، واعتبر أن ذلك لايهدف فقط لتأديب أسامة أنور عكاشة بل أنه يرى بأنه ضروري حتى يضع حدا للإساءة لصحابة رسول الله ولايترك الحبل على الغارب لهؤلاء، فلا بد من تخويفهم حتى يرتدعوا عما يقولوه من تشويه لرموز الاسلام . وأكد شاهين أنه سوف يقوم بالشهادة ضد أنور عكاشة لأنه كان شاهدا على الأوصاف المشينة التي الصقها بالصحابي عمرو بن العاص .

ويرفض المفكر الاسلامي جمال البنا شقيق حسن البنا مؤسس جماعة الاخوان المسلمين بشدة كل دعوى للمصادرة أو لتكفير أحد . وأضاف البنا أن الاسلام لم يعط أبدا أية سلطة أو ولاية على الناس والقرآن الكريم لم يمنح الرسول( ص) وصاية على المسلمين ولذلك نرفض أية هيئة أن تعطي لنفسها وصاية على المسلمين . وأكد البنا أن دعوى المصادرة والحجر على الأفكار التي نراها حاليا ستعيد بناء الذاكرة لعصور قديمة وعلينا أن ندرك أن الاسلام أعطى حرية الفكر للانسان، والتاريخ الاسلامي يؤكد أنه لا توجد عصمة لأحد، غير رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن الصحابة كانت لهم أخطاء ولذلك ليس صحيحا أن الصحابة بمنأى عن النقد. ويستدرك البنا:

ولكن هذا لايعطينا الحق في أن نسب أحد الصحابة أو أي شخص أو أن نتعرض لايمانهم ولكن يمكننا أن نصف أعمالهم سياسيا. فالمعروف أن عمرو بن العاص له تاريخ سياسي عليه جدل فلا مانع من أن نتعرض له تاريخيا. فالاسلام لا يعطي قدسية لأحد وجاء ولكن دعاوى الحجر على الأفكار تعيد بناء الحديث عن الوثنية . ويري الداعية الاسلامي الشيخ خالد الجندي، والذي كان أحد أطراف قضية أنور عكاشة وشارك ناقدا له في البرنامج التلفزيوني، أنه لا بد من وقفة «لتعرية المتطاولين» على الصحابة و«لا نترك لهم الحرية في النقد والتطاول غير المبرر» . ويضيف «والذين يرون أن لكل شخص حرية الانتقاد فإننا سنواجه إليهم سؤالا; لماذا نسكت عن إهانة الصحابة وحينما أقدم أحد المطربين الشباب على مهاجمة أم كلثوم قامت الدنيا ولم تقعد وعندما يتم تناول أحد الممثلين، ايضا ، تقوم الدنيا ولا تقعد. فلماذا نسكت عن الذين يهاجمون الصحابة»؟

وطالب خالد الجندي أسامة أنور عكاشة بأن يقدم اعتذارا رسميا عما قاله ضد عمرو بن العاص لأن ماقاله يعد تشويها للمسلمين عن طريق أحد المنتسبين اليه، وأكد الجندي أن كتابات أسامة أنور عكاشة أو مسلسلاته لن تشفع له . ورغم أن آراء علماء المسلمين تعارض ما أدلى به عكاشة إلا أن مراكز حقوق الانسان تعارض الحملة التي يتعرض لها أسامة أنور عكاشة وتعتبر أنها تستهدف في الأساس قمع التفكير وتعيد للذهن قضايا الحسبة، إلا أن المحامي نبيه الوحش أكد أنه سوف يستمر في دعواه حتى يحصل على حكم تفريق ضد أسامة أنور عكاشة .

* محاكم ونصوص

* فتحت القضية الأخيرة المثارة ضد السيناريست أسامة أنور عكاشة بعد هجومه على الصحابي عمر بن العاص في مصر ملف قضايا الحسبة من جديد والتي أثيرت عقب الحكم الشهير الذي قضى بتفريق الدكتور نصر حامد أبو زيد عن زوجته بعد أن أكدت محكمة النقض المصرية خروج أبو زيد عن الاسلام . وأيدت المحكمة حكم محكمة الاستئناف القاضي بتفريق أبو زيد عن زوجته بعد الدعوى المباشرة التي أقامها ضده عدد من الشيوخ المصريين، وهو ما تسبب في هجرة أبو زيد من مصر وابعاده في هولندا .

لكن عقب تلك القضية التي أثارت في مصر جدلا واسعا ما زال مستمرا أقدمت الحكومة المصرية على اجراء تعديل في قانون الحسبة قصرت في هذا التعديل التي تم في عام 1996 أن حق اقامة دعاوى الحسبة مقتصرة فقط على النائب العام الذي أعطاه القانون هذا الحق في تحريك دعوى الحسبة في الأحوال الشخصية ضد الشخص الذي يتعرض للأديان أو الثوابت، وذلك فقط في قضايا الأحوال الشخصية مثل التفريق أو الحرمان من الميراث عندها توجه تهمة الخروج عن الدين .. وبمقتضى هذا القانون رفض النائب العام البلاغ المقدم ضد الكاتبة نوال السعداوي والذي يطالبه بالتفريق بينها وبين زوجها بسبب هجومها على الاسلام، لكن تم حفظ البلاغ طبقا لتعديل قانون رقم 3 لسنة 1996 . وتعد قضية السينارست أسامة أنور عكاشة الحالة الثانية من الشخصيات المشهورة التي تعرض على النائب العام .