قمبيز
01-31-2011, 10:21 AM
محمد صادق الحسيني
2011-01-30
http://www.alquds.co.uk/today/30qpt77.jpg
من كان منا يتصور في السبعينات بان بلاد كلب الحراسة الامريكي ستتحول الى قاعدة متقدمة للمجاهدين من اجل فلسطين؟!
وها هي مصر اخيرا تنفض عن جسدها غبار السنين وتستعيد قدها وقديدها وقامتها وافراحها بالتمام والكمال، ولتغادر كامب ديفيد مرة والى الابد، وتعود الى اهلها بعد ان استعادت روحها ... روح ناسها لتقرأ في كتاب سعد زغلول والظاهر بيبرس وصلاح الدين وحسن البنا وجمال عبد الناصر والازهر الشريف ولتستعيد ما كان يسمى بالضلع الغائب الذي كان ينبغي ان يحضر من زمان حتى يكتمل مثلث القوة للامة كما وصفه مفكر مصر الكبير الراحل جمال حمدان: الوطن العربي وايران وتركيا!
ببساطة منقطعة النظير اجاب المستنطق المصري مذيعة احدى القنوات الفضائية عندما سألته غداة يوم الغضب الاكبر يوم الجمعة الفائت وماذا ستعملون الآن بعد ان قرر النظام قطع الاتصالات والانترنيت والفيس بوك و... ؟!: 'ببساطة اختي الفاضلة الناس جميعا تعرف موعد الاذان وتعرف كم تستغرق صلاة الجمعة ومن بعدها ستنطلق مظاهرات الغضب من كل مسجد ... وتتلاقى الجموع الغفيرة على طريقة الناس بوك وليقطعوا ما يريدون قطعه هذه شغلتهم هم اما نحن فماضون على طريقتنا'!
منذ زلزال الثورة الايرانية الكبرى في اواخرسبعينات القرن الماضي والذي داهم الكيان الصهيوني على حين غرة وادهش العالم الغربي والشرقي حينها ونحن نتناقش فيما بيننا ثلة من الشباب جمعتنا الكتيبة الطلابية الفلسطينية الشهيرة او ما عرف في تسمية اخرى بكتيبة الجرمق: هل الناس بخير فعلا والمشكلة في النخب المتعلقة ارواحها بمعادلة اصحاب اللغة الاكاديمية والاجنبية الصعبة التي كانت تترجم كل شيء حتى طريقة المأكل والمشرب من كتب وكراسات جامعات الغرب؟! ام ان الناس وضعها سيئ وان لا فائدة من انتظار الفرج فالناس نيام ولن تقوم لهم قائمة ما دام الوعي النخبوي لم يتسرب بعد الى الناس العاديين، وانهم اي الناس سيخذلوننا اذا ما دعوناهم الى القيام والثورة؟!
كنا قلة قليلة نحن القسم الاول من جماعة 'الناس بوك' يومها المتواجدين على ارض جنوب لبنان الطاهر في اطار الثورة الفلسطينية، ولكن كنا متنوعين جدا، فقد كان فينا الفلسطيني واللبناني والمصري والتركي والايراني والبحريني والمغربي، المسلم والمسيحي والدرزي والسني والشيعي والمتدين واليساري و.... وكان قائد الكتيبة الروحي الاستاذ منير شفيق الماركسي اللينيني والمسيحي الفلسطيني الذي اسلم فيما بعد على يد الامام الخميني الراحل، وكان فينا وبيننا من لم يكشفه الزمان الا بعد مرور عقود عندما غير وجه المنطقة بقيادته الشابة والمتميزة لجماعة 'الناس بوك' الطلائعيين من رجال الله في انتصاري ايار/وتموز!
اليوم وانا اطالع وجوه شباب وشابات مصر وهي تهتف للحرية وللثورة وللعدالة وهي تعيد الروح للضلع الاول لمثلث القوة الذي لطالما حلم به المفكر المصري الراحل جمال حمدان ومن بعده الراحل الكبير عبد الوهاب المسيري اتذكر واستحضر تلك الايام الحلوة والجميلة والرائعة لمجموعات 'الناس بوك' في الكتيبة الطلابية الفلسطينية التي ضمت يوما كل الذين آمنوا بان ناسنا بخير وان المشكلة في النخبة المتغربة التي كانت ولا تزال تنتظر الفرج من ما وراء البحار وباللغات الاجنبية المعقدة!
ينقل عن القائد المصري الكبير سعد زغلول انه كان يوما في زيارة الى بريطانيا العظمى وقد قيل له ان من بين البروتوكول الموجب عليك ان تنحني احتراما للملكة.. ولما جاء وقت اداء البروتوكول لم يفعل سعد وظلت قامته فارعة فحصل حيص بيص في الوفد المصري وبقي الجميع مندهشا لا يملك جوابا على ما حصل الى ان انتهى اللقاء وسألوه ما الذي حصل فقال: في اللحظة التي اردت فعلها شدني احساس غريب وقوي الى الوراء حتى لظننت ان الشعب المصري برمته يقول لي لا تفعلها يا سعد، فاستجبت فعلا للنداء ورفضت الانحناء للملكة اكراما لطلب الشعب المصري العظيم!
ما يحصل اليوم في شوارع القاهرة والسويس والاسكندرية والدمنهور والمنوفية ودمياط والاسماعيلية وفي كل منطقة من مصر العظيمة هو ان روح شعب مصر العظيمة قررت التوقف عن الانحناء امام اثقال كامب ديفيد التي تسربل بها فرعون مصر ثلاثة عقود رغما عن ابنائها البررة، وقرروا استعادة الضلع الاول من مثلث القوة الاقليمي باي ثمن كان!
ان ما يحدثه شباب مصر وشاباتها اليوم من تغيير هو بمثابة استعادة واعية لوزن الوطن العربي كله، وعندما ينتهون من هذه المهمة الكبرى سيتغير وجه المنطقة بالفعل!
من كان منا يتصور في السبعينات بان بلاد كلب الحراسة الامريكي ستتحول الى قاعدة متقدمة للمجاهدين من اجل فلسطين؟!
لكن ذلك حصل وها نحن نحيي الذكرى الثانية والثلاثين لمعجزة ذكرى ذلك العجوز التسعيني و'ناس بوك' الذين اليوم هم اكثر اصرارا من ذي قبل على تحقيق شعاره المفضل بعد سقوط عرش الطاووس: اليوم ايران وغدا فلسطين!
من كان منا يتصور في الثمانينات بان السيد الطيب اردوغان الذي اعتقل في بلد الاتاتوركية العلمانية لانه شارك في يوم القدس العالمي الذي احيته السفارة الايرانية في اسطنبول يقف اليوم على رأس حكومة قدمت شهداء في قافلة فك الحصار عن غزة وتقول لا كبيرة للكيان الصهيوني وتحذره من مغبة اي عدوان جديد على الفلسطينيين وتعتبره بمثابة اعتداء على تركيا؟!
هاهي مصر ام الدنيا، هاهو شعب مصر العظيم يفك الطوق عنه ويفاجئ العالم كله بانه قادر على التحدي وقادر على صناعة التاريخ من جديد وباتجاه فلسطين ايضا وسويا مع سائر شعوب العرب والمسلمين حيكمل المشوار!
انه يوم القطيعة مع كامب ديفيد يصنعه اهل مصر الطيبون الاحرار من كل لون وطيف وطبقة من الدلتا الى الصعيد ونيلهم سيبلع فرعونهم قبل انبلاج الصبح الذي بات اقرب الينا واليهم من حبل الوريد!
انه يوم عند ربك كالف سنة مما تعدون، يوم سيحرر فيه الوطن العربي كله من البحر الى البحر ومن البر الى البر انه يوم فك الحصار عن غزة والتلاحم مع فلسطين كل فلسطين!
انه يوم رحيل الطغاة كل الطغاة الذي شبههم يوما الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب: سجون متلاصقة سجان يمسك سجان!
انه يوم استعادة الرهان على الناس الطيبين: 'الناس بوك' الذين سيدخلون مصر ان شاء الله آمنين ولو كره الصهاينة واسيادهم الامريكيون الذين يحاولون عبثا تأخير يوم الرحيل ويوم الخلاص!
انه اليوم الذي تستعيد فيه مصر ذاتها وهويتها الحقيقية وثقافتها وروحها، انه يوم مصر 'الولادة' وهي تنادي باعلى الصوت من ميدان التحرير وميدان الشهيد عبد المنعم رياض في القاهرة الى حي الاربعين في السويس الى شوارع الاسكندرية الابية باصوات احمد فؤاد نجم والشيخ امام ونوارة نجم وكل شعراء وادباء وكتاب ومناضلي مصر: مصر يامه يا بهية هو رايح وانت جايية!
2011-01-30
http://www.alquds.co.uk/today/30qpt77.jpg
من كان منا يتصور في السبعينات بان بلاد كلب الحراسة الامريكي ستتحول الى قاعدة متقدمة للمجاهدين من اجل فلسطين؟!
وها هي مصر اخيرا تنفض عن جسدها غبار السنين وتستعيد قدها وقديدها وقامتها وافراحها بالتمام والكمال، ولتغادر كامب ديفيد مرة والى الابد، وتعود الى اهلها بعد ان استعادت روحها ... روح ناسها لتقرأ في كتاب سعد زغلول والظاهر بيبرس وصلاح الدين وحسن البنا وجمال عبد الناصر والازهر الشريف ولتستعيد ما كان يسمى بالضلع الغائب الذي كان ينبغي ان يحضر من زمان حتى يكتمل مثلث القوة للامة كما وصفه مفكر مصر الكبير الراحل جمال حمدان: الوطن العربي وايران وتركيا!
ببساطة منقطعة النظير اجاب المستنطق المصري مذيعة احدى القنوات الفضائية عندما سألته غداة يوم الغضب الاكبر يوم الجمعة الفائت وماذا ستعملون الآن بعد ان قرر النظام قطع الاتصالات والانترنيت والفيس بوك و... ؟!: 'ببساطة اختي الفاضلة الناس جميعا تعرف موعد الاذان وتعرف كم تستغرق صلاة الجمعة ومن بعدها ستنطلق مظاهرات الغضب من كل مسجد ... وتتلاقى الجموع الغفيرة على طريقة الناس بوك وليقطعوا ما يريدون قطعه هذه شغلتهم هم اما نحن فماضون على طريقتنا'!
منذ زلزال الثورة الايرانية الكبرى في اواخرسبعينات القرن الماضي والذي داهم الكيان الصهيوني على حين غرة وادهش العالم الغربي والشرقي حينها ونحن نتناقش فيما بيننا ثلة من الشباب جمعتنا الكتيبة الطلابية الفلسطينية الشهيرة او ما عرف في تسمية اخرى بكتيبة الجرمق: هل الناس بخير فعلا والمشكلة في النخب المتعلقة ارواحها بمعادلة اصحاب اللغة الاكاديمية والاجنبية الصعبة التي كانت تترجم كل شيء حتى طريقة المأكل والمشرب من كتب وكراسات جامعات الغرب؟! ام ان الناس وضعها سيئ وان لا فائدة من انتظار الفرج فالناس نيام ولن تقوم لهم قائمة ما دام الوعي النخبوي لم يتسرب بعد الى الناس العاديين، وانهم اي الناس سيخذلوننا اذا ما دعوناهم الى القيام والثورة؟!
كنا قلة قليلة نحن القسم الاول من جماعة 'الناس بوك' يومها المتواجدين على ارض جنوب لبنان الطاهر في اطار الثورة الفلسطينية، ولكن كنا متنوعين جدا، فقد كان فينا الفلسطيني واللبناني والمصري والتركي والايراني والبحريني والمغربي، المسلم والمسيحي والدرزي والسني والشيعي والمتدين واليساري و.... وكان قائد الكتيبة الروحي الاستاذ منير شفيق الماركسي اللينيني والمسيحي الفلسطيني الذي اسلم فيما بعد على يد الامام الخميني الراحل، وكان فينا وبيننا من لم يكشفه الزمان الا بعد مرور عقود عندما غير وجه المنطقة بقيادته الشابة والمتميزة لجماعة 'الناس بوك' الطلائعيين من رجال الله في انتصاري ايار/وتموز!
اليوم وانا اطالع وجوه شباب وشابات مصر وهي تهتف للحرية وللثورة وللعدالة وهي تعيد الروح للضلع الاول لمثلث القوة الذي لطالما حلم به المفكر المصري الراحل جمال حمدان ومن بعده الراحل الكبير عبد الوهاب المسيري اتذكر واستحضر تلك الايام الحلوة والجميلة والرائعة لمجموعات 'الناس بوك' في الكتيبة الطلابية الفلسطينية التي ضمت يوما كل الذين آمنوا بان ناسنا بخير وان المشكلة في النخبة المتغربة التي كانت ولا تزال تنتظر الفرج من ما وراء البحار وباللغات الاجنبية المعقدة!
ينقل عن القائد المصري الكبير سعد زغلول انه كان يوما في زيارة الى بريطانيا العظمى وقد قيل له ان من بين البروتوكول الموجب عليك ان تنحني احتراما للملكة.. ولما جاء وقت اداء البروتوكول لم يفعل سعد وظلت قامته فارعة فحصل حيص بيص في الوفد المصري وبقي الجميع مندهشا لا يملك جوابا على ما حصل الى ان انتهى اللقاء وسألوه ما الذي حصل فقال: في اللحظة التي اردت فعلها شدني احساس غريب وقوي الى الوراء حتى لظننت ان الشعب المصري برمته يقول لي لا تفعلها يا سعد، فاستجبت فعلا للنداء ورفضت الانحناء للملكة اكراما لطلب الشعب المصري العظيم!
ما يحصل اليوم في شوارع القاهرة والسويس والاسكندرية والدمنهور والمنوفية ودمياط والاسماعيلية وفي كل منطقة من مصر العظيمة هو ان روح شعب مصر العظيمة قررت التوقف عن الانحناء امام اثقال كامب ديفيد التي تسربل بها فرعون مصر ثلاثة عقود رغما عن ابنائها البررة، وقرروا استعادة الضلع الاول من مثلث القوة الاقليمي باي ثمن كان!
ان ما يحدثه شباب مصر وشاباتها اليوم من تغيير هو بمثابة استعادة واعية لوزن الوطن العربي كله، وعندما ينتهون من هذه المهمة الكبرى سيتغير وجه المنطقة بالفعل!
من كان منا يتصور في السبعينات بان بلاد كلب الحراسة الامريكي ستتحول الى قاعدة متقدمة للمجاهدين من اجل فلسطين؟!
لكن ذلك حصل وها نحن نحيي الذكرى الثانية والثلاثين لمعجزة ذكرى ذلك العجوز التسعيني و'ناس بوك' الذين اليوم هم اكثر اصرارا من ذي قبل على تحقيق شعاره المفضل بعد سقوط عرش الطاووس: اليوم ايران وغدا فلسطين!
من كان منا يتصور في الثمانينات بان السيد الطيب اردوغان الذي اعتقل في بلد الاتاتوركية العلمانية لانه شارك في يوم القدس العالمي الذي احيته السفارة الايرانية في اسطنبول يقف اليوم على رأس حكومة قدمت شهداء في قافلة فك الحصار عن غزة وتقول لا كبيرة للكيان الصهيوني وتحذره من مغبة اي عدوان جديد على الفلسطينيين وتعتبره بمثابة اعتداء على تركيا؟!
هاهي مصر ام الدنيا، هاهو شعب مصر العظيم يفك الطوق عنه ويفاجئ العالم كله بانه قادر على التحدي وقادر على صناعة التاريخ من جديد وباتجاه فلسطين ايضا وسويا مع سائر شعوب العرب والمسلمين حيكمل المشوار!
انه يوم القطيعة مع كامب ديفيد يصنعه اهل مصر الطيبون الاحرار من كل لون وطيف وطبقة من الدلتا الى الصعيد ونيلهم سيبلع فرعونهم قبل انبلاج الصبح الذي بات اقرب الينا واليهم من حبل الوريد!
انه يوم عند ربك كالف سنة مما تعدون، يوم سيحرر فيه الوطن العربي كله من البحر الى البحر ومن البر الى البر انه يوم فك الحصار عن غزة والتلاحم مع فلسطين كل فلسطين!
انه يوم رحيل الطغاة كل الطغاة الذي شبههم يوما الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب: سجون متلاصقة سجان يمسك سجان!
انه يوم استعادة الرهان على الناس الطيبين: 'الناس بوك' الذين سيدخلون مصر ان شاء الله آمنين ولو كره الصهاينة واسيادهم الامريكيون الذين يحاولون عبثا تأخير يوم الرحيل ويوم الخلاص!
انه اليوم الذي تستعيد فيه مصر ذاتها وهويتها الحقيقية وثقافتها وروحها، انه يوم مصر 'الولادة' وهي تنادي باعلى الصوت من ميدان التحرير وميدان الشهيد عبد المنعم رياض في القاهرة الى حي الاربعين في السويس الى شوارع الاسكندرية الابية باصوات احمد فؤاد نجم والشيخ امام ونوارة نجم وكل شعراء وادباء وكتاب ومناضلي مصر: مصر يامه يا بهية هو رايح وانت جايية!