الباشه
01-29-2011, 11:10 PM
على الفرد ان يكون ذا وعي ونباهة ,ليفهم مايدور حوله من احداث ومجريات ربما نصفها في كثير من الاحيان بالمؤامرة ,افضل من ان يكون ساذجا وطيبا ,لايعرف من حياته سوى الاكل والشرب والعمل طوال ساعات النهار ,حتى اذا جنه الليل ,اوى الى فراشه ليعاود الكرة نفسها ,في اليوم التالي ,وهكذا الى ان يحمل فوق الاكتاف الى وادي الموت بغير رجعة.
وعلى الفرد ان يكون شاعرا بالمجتمع الذي يعيش في اكنافه ,يعرف تاريخه وحضارته جيدا,مثلما يعرف الظروف الراهنة التي تحيط به في الزمن الاني ,مع محاولة ان يكون عضوا مؤثرا ,وفعالافي ذلك المجتمع ,بحيث يعمل جنبا الى جنب مع بقية افراده للوصول الى نتيجة طيبة تضمن له ولهم العيش في ظل مؤسسات قانونية ,مدنية ,تحترم افكاره,ومعتقداته ,مثلما تضمن له حقوقه من الثروة ,والحرية,والاستقلالية.
واذا ما نجح الفرد ,والمجتمع ,بتخطي ديناميكية التجهيل ,والالهاء القسري ,التي تفرضه السلطات الحاكمة ,بحيث يستطيع التحرر من قيود التهميش ,والاضعاف التي تضعها تلك السلطات ,لتبقي الفرد والمجتمع ,تحت نير سطوتها ,واحتكاريتها ,للحريات ,والثروة ,فان ذلك الفرد نستطيع ان نسميه بالواعي ,وبالامكان ان نسمي المجتمع الذي يعيش فيه افرادا واعيين ,بنسبة اكبر من الافراد الجاهلين بالتاريخ ,والسياسة ,والفكر,بامكاننا ان نسميه بالمجتمع الواعي ,في ممايزة له عن المجتمع الجاهل ,الذي يعمل احيانا الى قتل نفسه وطمس هويته ,وتهميش ثروته ,بكل ما يملك من قوة ,وفاعلية .
البعض من الافراد ,وللاسف الكبير ,يغفل عن قضاياه المصيرية الكبرى ,كالدين ,والوطن ,والحضارة ,لينشغل بضرورات تكادتكون صغرى ,وغير مهمة ,او ينظر لها بانها اقل اهمية واقل ضرورة من الدين,والتاريخ,والوطن,فنجد ان هؤلاء الافراد يرجحون مصالحهم الشخصية ,على المصالح الجماهيرية ,فيلتحقون بمؤسسات الطغاة ,ودوائرهم ,ويطبلون ويزمرون لتلك المؤسسات الطاغوتية ,عن طريق الكلمة,والحرف,حتى لو انهم علموا ان ذلك الطريق ربما يحرق شعوبهم ,في تنور الفقروالعوز والحرمان.
في تونس تغلب الشعب التونسي على ادوات التجهيل ,والالهاء القسري ,التي استخدمها زين العابدين بن علي في ترويضه,واستغباءه لاكثر من ثلاثة وعشرين عاما ,ليطرده الى جدة السعودية ,الفاتحة ابوابها دوما للحكام العرب الطغاة والمفسدين ,ليصنع التاريخ من جديد ,ويبدأ حياة حرة كريمة ,خالية من البرجوازية والطبقية.
وفي مصر فار التنور,واصبحت ايام مبارك غير مباركة,وهو اليوم يحزم حقائبه ,ليلتحق برفيقه زين العابدين ,في احدى فنادق جدة الحكومية,ليسجل الشعب المصري حالة جديدة من الوعي الوطني ,الحر,بعد سبات دام لاكثر من ثلاثين عاما استطاع فيها مبارك من تخديره ,واماتته نفسيا ,وفكريا ,وثقافيا.
واذا ما عرجنا الى العراق ,فاننا نصادف حالة من الثبات والاصرار,على البقاء في الهامش من مجتمع يكاد ينقسم كلياالى مؤيد ومساند لخمسة شخوص وحسب,تقف في الظاهر على رأس الهرم السلطوي ,الديني,والسياسي,هؤلاء الخمسةهم السستاني ,ومقتدى,والمالكي,والطالباني (البرزاني),وعلاوي,والذين تمكنوا من استغلال غياب حالة الوعي الديني,والوطني ,للمجتمع العراقي ,ليجروه عنوة صوب ديناميكية التجهيل ,والالهاء القسري.
ونيجة لتلك السياسة الميكافلية البغيضة ,تولد لدينا مجتمعا يكاد يشبه بقرة افلاطون ,تلك البقرة التي وضع احدهم يديه على حوافرها ,وقال تلك الحوافر لي,ووضع الاخر يديه على قرنيها,وقال القرنان لي ,ووضع الاخير يديه على ذنبها ,وقال الذنب لي ,فلم تعد هناك بقرة ,بل مجرد اجزاء لبقرة ,وحسب.
هذا المجتمع لم يزل يدور حول نفسه ,كحمار الطاحونة ,الذي يدور حول نفسه ,ولايبرح مكانه ابدا,لكنه مطمئن لوجود علفه قريبا من متناوله,وهذا هو الهدف الرئيسي من حياته ,ولايعرف شيئا ,سوى الطاحونة,والعلف,وربما يسمح له المالك الرسمي لجسده ,بالتمتع مع حمارة ,في ليلة من ليالي الشتاء الباردة بشرط ان تتم العملية بالقرب من الطاحونة والعلف.
مجتمع يمارس طقوسه وشعائره الدينية ,كل يوم ,يتوجه فيها الى الله تعالى ,طالبا منه ان يكون مع النبيين والصديقين والشهداء,في اعلى عليين ,وفي الوقت نفسه يضع يديه بيدالمحتل ,وعملاء المحتل ,بل انه يبايعهم على النصح,والمعونة كلما طلبوا منه ذلك ,بل انه صار يدعوا الله تعالى ان يبقي القوات المحتلة ,في العراق,لمئات السنين ,ويبقيه عبدا مخلصاوامينا ,للسستاني ,ومقتدى,والمالكي ,والطالباني(البرازاني),وعلاوي ,يلعق صفيحتهم ,وياكل فتات موائدهم,ولتذهب الحرية ,والكرامة ,والانسانية ,والمقدسات الى الجحيم.
يبدو ان هذا المجتمع سيبقى ,بعيدا عن حالة الوعي ,التي يعيشهاكل من المجتمع التونسي,والمجتمع المصري ,وربما نحتاج الى عصا سحرية كعصا موسى ,تفلق البحر ,وتنقلنا من حالة السبات الفرعوني,التجهيلي ,والالهائي ,الى شاطيء المعرفة ,والشعورالديني ,والسياسي,الحقيقي ,وليس المزيف ,والفارغ من معانيه الاصيلة.
وعلى الفرد ان يكون شاعرا بالمجتمع الذي يعيش في اكنافه ,يعرف تاريخه وحضارته جيدا,مثلما يعرف الظروف الراهنة التي تحيط به في الزمن الاني ,مع محاولة ان يكون عضوا مؤثرا ,وفعالافي ذلك المجتمع ,بحيث يعمل جنبا الى جنب مع بقية افراده للوصول الى نتيجة طيبة تضمن له ولهم العيش في ظل مؤسسات قانونية ,مدنية ,تحترم افكاره,ومعتقداته ,مثلما تضمن له حقوقه من الثروة ,والحرية,والاستقلالية.
واذا ما نجح الفرد ,والمجتمع ,بتخطي ديناميكية التجهيل ,والالهاء القسري ,التي تفرضه السلطات الحاكمة ,بحيث يستطيع التحرر من قيود التهميش ,والاضعاف التي تضعها تلك السلطات ,لتبقي الفرد والمجتمع ,تحت نير سطوتها ,واحتكاريتها ,للحريات ,والثروة ,فان ذلك الفرد نستطيع ان نسميه بالواعي ,وبالامكان ان نسمي المجتمع الذي يعيش فيه افرادا واعيين ,بنسبة اكبر من الافراد الجاهلين بالتاريخ ,والسياسة ,والفكر,بامكاننا ان نسميه بالمجتمع الواعي ,في ممايزة له عن المجتمع الجاهل ,الذي يعمل احيانا الى قتل نفسه وطمس هويته ,وتهميش ثروته ,بكل ما يملك من قوة ,وفاعلية .
البعض من الافراد ,وللاسف الكبير ,يغفل عن قضاياه المصيرية الكبرى ,كالدين ,والوطن ,والحضارة ,لينشغل بضرورات تكادتكون صغرى ,وغير مهمة ,او ينظر لها بانها اقل اهمية واقل ضرورة من الدين,والتاريخ,والوطن,فنجد ان هؤلاء الافراد يرجحون مصالحهم الشخصية ,على المصالح الجماهيرية ,فيلتحقون بمؤسسات الطغاة ,ودوائرهم ,ويطبلون ويزمرون لتلك المؤسسات الطاغوتية ,عن طريق الكلمة,والحرف,حتى لو انهم علموا ان ذلك الطريق ربما يحرق شعوبهم ,في تنور الفقروالعوز والحرمان.
في تونس تغلب الشعب التونسي على ادوات التجهيل ,والالهاء القسري ,التي استخدمها زين العابدين بن علي في ترويضه,واستغباءه لاكثر من ثلاثة وعشرين عاما ,ليطرده الى جدة السعودية ,الفاتحة ابوابها دوما للحكام العرب الطغاة والمفسدين ,ليصنع التاريخ من جديد ,ويبدأ حياة حرة كريمة ,خالية من البرجوازية والطبقية.
وفي مصر فار التنور,واصبحت ايام مبارك غير مباركة,وهو اليوم يحزم حقائبه ,ليلتحق برفيقه زين العابدين ,في احدى فنادق جدة الحكومية,ليسجل الشعب المصري حالة جديدة من الوعي الوطني ,الحر,بعد سبات دام لاكثر من ثلاثين عاما استطاع فيها مبارك من تخديره ,واماتته نفسيا ,وفكريا ,وثقافيا.
واذا ما عرجنا الى العراق ,فاننا نصادف حالة من الثبات والاصرار,على البقاء في الهامش من مجتمع يكاد ينقسم كلياالى مؤيد ومساند لخمسة شخوص وحسب,تقف في الظاهر على رأس الهرم السلطوي ,الديني,والسياسي,هؤلاء الخمسةهم السستاني ,ومقتدى,والمالكي,والطالباني (البرزاني),وعلاوي,والذين تمكنوا من استغلال غياب حالة الوعي الديني,والوطني ,للمجتمع العراقي ,ليجروه عنوة صوب ديناميكية التجهيل ,والالهاء القسري.
ونيجة لتلك السياسة الميكافلية البغيضة ,تولد لدينا مجتمعا يكاد يشبه بقرة افلاطون ,تلك البقرة التي وضع احدهم يديه على حوافرها ,وقال تلك الحوافر لي,ووضع الاخر يديه على قرنيها,وقال القرنان لي ,ووضع الاخير يديه على ذنبها ,وقال الذنب لي ,فلم تعد هناك بقرة ,بل مجرد اجزاء لبقرة ,وحسب.
هذا المجتمع لم يزل يدور حول نفسه ,كحمار الطاحونة ,الذي يدور حول نفسه ,ولايبرح مكانه ابدا,لكنه مطمئن لوجود علفه قريبا من متناوله,وهذا هو الهدف الرئيسي من حياته ,ولايعرف شيئا ,سوى الطاحونة,والعلف,وربما يسمح له المالك الرسمي لجسده ,بالتمتع مع حمارة ,في ليلة من ليالي الشتاء الباردة بشرط ان تتم العملية بالقرب من الطاحونة والعلف.
مجتمع يمارس طقوسه وشعائره الدينية ,كل يوم ,يتوجه فيها الى الله تعالى ,طالبا منه ان يكون مع النبيين والصديقين والشهداء,في اعلى عليين ,وفي الوقت نفسه يضع يديه بيدالمحتل ,وعملاء المحتل ,بل انه يبايعهم على النصح,والمعونة كلما طلبوا منه ذلك ,بل انه صار يدعوا الله تعالى ان يبقي القوات المحتلة ,في العراق,لمئات السنين ,ويبقيه عبدا مخلصاوامينا ,للسستاني ,ومقتدى,والمالكي ,والطالباني(البرازاني),وعلاوي ,يلعق صفيحتهم ,وياكل فتات موائدهم,ولتذهب الحرية ,والكرامة ,والانسانية ,والمقدسات الى الجحيم.
يبدو ان هذا المجتمع سيبقى ,بعيدا عن حالة الوعي ,التي يعيشهاكل من المجتمع التونسي,والمجتمع المصري ,وربما نحتاج الى عصا سحرية كعصا موسى ,تفلق البحر ,وتنقلنا من حالة السبات الفرعوني,التجهيلي ,والالهائي ,الى شاطيء المعرفة ,والشعورالديني ,والسياسي,الحقيقي ,وليس المزيف ,والفارغ من معانيه الاصيلة.