تشكرات
01-28-2011, 12:30 PM
لا تقع في نفس الخطأ، لا تؤجل الأمور إلى الدقيقة 90 ! الآن لديك الفرصة، اجمع أموالك وأثاث قصورك وامسك بيد سوزان وتعال إلى هنا لنكون معا في نهايات أعمارنا، لنؤسس نادي الدكتاتوريين المطرودين، وعلى رغم كل السلبيات فأننا سنحظى برعاية الملك عبد الله فهو واحد منا .
عصر ایران - جعفر محمدی
عزيزي فخامة الرئیس محمد حسني مبارك
تحية طيبة وبعد،
في هذه الأيام حيث أقيم في جدة ولا أحد يستفسر عن أحوالي، أفكر بك باستمرار، وأتابع أحداث مصر عبر جهاز تلفاز أهداه لي الملك عبد الله متفضلا.
في الأمس كان التلفاز يبث برنامجا عن الصدامات في شوارع القاهرة، ظننت في بادئ الأمر أنها شوارع تونس، وتجددت مواجعي، لكني أدركت بسرعة أنه الشعب المصري وقد بدأ هو الآخر ثورته للإطاحة بك .
هذه المشاهد جعلتني متأثرا بشعور مزدوج: شريط ذكرياتي المريرة من جهة، ومن جهة أخرى حزني على زوجتي ليلى التي أسرعت وناديتها قائلا لا تحزني كثيرا يا عزيزتي، فقريبا سيأتي السيد مبارك وزوجته وسوف تنتهي عزلتنا. وكما تعلم يا سيدي فان الغربة مؤلمة وصعبة للغاية.
سيدي رئيس الجمهورية
لقد شاهدت قنوات التلفاز، وأحب أن أقول لك لم يعد مجديا بالمرة يا أخي، لم يعد مجديا أبدا!
لقد عايشتُ تجربة مماثلة مع اندلاع الأحداث في تونس، أمرت الإذاعة والتلفاز أن يقدما برامج تفضح مثيري الشغب، وفي الحقيقة تم تقديم برامج جيدة في هذا المضمار، وقد أنجزنا مئات المكالمات الهاتفية، حيث يتصل مئات الناس بالقناة التلفازية السابعة ينتقدون فيها المحتجين والمتظاهرين ويعترضون على إثارتهم للفوضى في المدن. لقد رأيت برامجك التلفازية، لن تنفعك أبدا يا أخي،
صدقني لن تنفعك شيئا.
ولكن لا أعرف لماذا لم يصدق الناس هذه البرامج التي أنجزت بطريقة جيدة، مجانين كانوا، لم يصدقوا كلامنا في قنواتنا التلفازية المعتبرة، لكنهم كانوا يثقون بكلام الانترنيت والفيس بوك وهذه الخزعبلات، تركوا كل أمور حياتهم ونزلوا إلى الشوارع، الآن أنت تمر في نفس التجربة، لذا أتفهم ظروفك.
عزيزي مبارك
أنا أفهم هؤلاء الناس، حينما يصرون على شيء ما فلن يتراجعوا أبدا، ان تحقيق مطالبهم هو مسألة وقت فقط، انظر الى شاه ايران المدفون في بلدك، لقد كان محظوظا حينما استطاع أن يصمد أمام ارادة شعبه 15 عاما، لكني، ويا لسوء حظي، استطعت أن أقاوم شهرا واحدا فقد ثم صممت على الرحيل.
أنت تبدو أيضا عنيدا ، بلغت الرابعة والثمانين من العمر ومازلت في الحكم، هنيئا لك، أنا لا أعرف ان كنت سأصل الى عمرك أم لا، ولكن أرجوك افهم شيئا واحدا وهو أن الإنسان كلما تقدم في العمر ازداد عطشه للسلطة وتضاعف حرصه على التمسك بها، لذلك فان الإطاحة به ستكون أكثر مرارة بالنسبة له.
الآن تيقنت لو أنني غادرت البلاد قبل عشرة أعوام، فان الأمر ربما كان أقل ألما مما هو عليه الآن، أتفهم ظروفك، وأتفهم الألم الذي تعاني منه !
صديقي المصري !
كلانا من قارة أفريقيا الكبرى وكلانا ابتلينا بغضب شعبينا ضدنا، لكن في هذه القارة نفسها ثمة أناس مجايلين لنا او ربما أقدم منا ابتعدوا عن السلطة بمحض إرادتهم، تنازلوا عنها، وهم يحظون باحترام شعوبهم، أذكر لحظة خروج نلسون مانديلا من قصر الرئاسة وهو في ذروة مجده والشعبية الاسطورية التي كان يتمتع بها، قلت حينها في قرارة نفسي هذا رجل خرف، كيف يمكن أن يسلم السلطة لشخص آخر، الأكيد أن أعوام السجن قد سببت له اختلالات نفسية.
لكن،الآن، هنا، وفي هذه الفسحة المتاحة للتفكير، أرى أنه سلك الطريق الصحيح اذ لم يتسبب في كراهية الشعب له ولم يتسبب ايضا في تشريد عائلته للعيش في الغربة.
ليتنا تنازلنا بعد سنوات من الحكم عن السلطة بطرق سلمية وديمقراطية وبمحض إرادتنا، ذلك كان سيجعلنا نحظى باحترام شعوبنا باعتبارنا رؤوساء جمهور سابقين وما كان علينا أن نكون محط نقمة شعوبنا وكراهيتها الشديدة لنا .
أعرف أن من الصعب عليك أن تفهم هذه الأمور، لم يكن باستطاعتي أنا أيضا أن أصل الى هذه النتائج قبل هروبي من بلدي، فأوقات الفراغ التي أعيشها هنا جعلتني أفكر بالأمور من منظور آخر، بصراحة لم أكن أشعر من قبل أن من الضروري علي فهم الأمور، كنت محاطا بأزلام متملقين، والآن تطوقني حقائق الأمور، التي واظبت طوال حياتي على تجاهلها كلما خطرت على ذهني .
لا تقلق، فسوف تفهم الأمور، بالطبع أنا في مستوى عال من اللياقة يجعلني أقدم لك كل خبرتي، فقد كان لي السبق في خوض هذه التجربة .
سيد الرئیس
في لحظة الهروب لم يتسن لي أن أرحل بطائرتي الخاصة التي سميتها الحصان الطائر، فقد كنت على عجل من أمري واستطعت ان انتخب طائرة صغيرة وأنجو بروحي وأرواح عدد من أقاربي من الهلاك، لم استطع أن احمل معي ذهبا وأموالا فنيت عمري في جمعها وتكديسها.
لا تقع في نفس الخطأ، لا تؤجل الأمور إلى الدقيقة 90 ! الآن لديك الفرصة، اجمع أموالك وأثاث قصورك وامسك بيد سوزان وتعال إلى هنا لنكون معا في نهايات أعمارنا، لنؤسس نادي الدكتاتوريين المطرودين، وعلى رغم كل السلبيات فأننا سنحظى برعاية الملك عبد الله فهو واحد منا .
ليلى هنا، تخصكم بالسلام وتقول انها اشتاقت كثيرا لسوزان
نحن في انتظاركما
الى اللقاء
زين العابدين بن علي
الرئيس السابق للجمهورية التونسية
جدة
عصر ایران - جعفر محمدی
عزيزي فخامة الرئیس محمد حسني مبارك
تحية طيبة وبعد،
في هذه الأيام حيث أقيم في جدة ولا أحد يستفسر عن أحوالي، أفكر بك باستمرار، وأتابع أحداث مصر عبر جهاز تلفاز أهداه لي الملك عبد الله متفضلا.
في الأمس كان التلفاز يبث برنامجا عن الصدامات في شوارع القاهرة، ظننت في بادئ الأمر أنها شوارع تونس، وتجددت مواجعي، لكني أدركت بسرعة أنه الشعب المصري وقد بدأ هو الآخر ثورته للإطاحة بك .
هذه المشاهد جعلتني متأثرا بشعور مزدوج: شريط ذكرياتي المريرة من جهة، ومن جهة أخرى حزني على زوجتي ليلى التي أسرعت وناديتها قائلا لا تحزني كثيرا يا عزيزتي، فقريبا سيأتي السيد مبارك وزوجته وسوف تنتهي عزلتنا. وكما تعلم يا سيدي فان الغربة مؤلمة وصعبة للغاية.
سيدي رئيس الجمهورية
لقد شاهدت قنوات التلفاز، وأحب أن أقول لك لم يعد مجديا بالمرة يا أخي، لم يعد مجديا أبدا!
لقد عايشتُ تجربة مماثلة مع اندلاع الأحداث في تونس، أمرت الإذاعة والتلفاز أن يقدما برامج تفضح مثيري الشغب، وفي الحقيقة تم تقديم برامج جيدة في هذا المضمار، وقد أنجزنا مئات المكالمات الهاتفية، حيث يتصل مئات الناس بالقناة التلفازية السابعة ينتقدون فيها المحتجين والمتظاهرين ويعترضون على إثارتهم للفوضى في المدن. لقد رأيت برامجك التلفازية، لن تنفعك أبدا يا أخي،
صدقني لن تنفعك شيئا.
ولكن لا أعرف لماذا لم يصدق الناس هذه البرامج التي أنجزت بطريقة جيدة، مجانين كانوا، لم يصدقوا كلامنا في قنواتنا التلفازية المعتبرة، لكنهم كانوا يثقون بكلام الانترنيت والفيس بوك وهذه الخزعبلات، تركوا كل أمور حياتهم ونزلوا إلى الشوارع، الآن أنت تمر في نفس التجربة، لذا أتفهم ظروفك.
عزيزي مبارك
أنا أفهم هؤلاء الناس، حينما يصرون على شيء ما فلن يتراجعوا أبدا، ان تحقيق مطالبهم هو مسألة وقت فقط، انظر الى شاه ايران المدفون في بلدك، لقد كان محظوظا حينما استطاع أن يصمد أمام ارادة شعبه 15 عاما، لكني، ويا لسوء حظي، استطعت أن أقاوم شهرا واحدا فقد ثم صممت على الرحيل.
أنت تبدو أيضا عنيدا ، بلغت الرابعة والثمانين من العمر ومازلت في الحكم، هنيئا لك، أنا لا أعرف ان كنت سأصل الى عمرك أم لا، ولكن أرجوك افهم شيئا واحدا وهو أن الإنسان كلما تقدم في العمر ازداد عطشه للسلطة وتضاعف حرصه على التمسك بها، لذلك فان الإطاحة به ستكون أكثر مرارة بالنسبة له.
الآن تيقنت لو أنني غادرت البلاد قبل عشرة أعوام، فان الأمر ربما كان أقل ألما مما هو عليه الآن، أتفهم ظروفك، وأتفهم الألم الذي تعاني منه !
صديقي المصري !
كلانا من قارة أفريقيا الكبرى وكلانا ابتلينا بغضب شعبينا ضدنا، لكن في هذه القارة نفسها ثمة أناس مجايلين لنا او ربما أقدم منا ابتعدوا عن السلطة بمحض إرادتهم، تنازلوا عنها، وهم يحظون باحترام شعوبهم، أذكر لحظة خروج نلسون مانديلا من قصر الرئاسة وهو في ذروة مجده والشعبية الاسطورية التي كان يتمتع بها، قلت حينها في قرارة نفسي هذا رجل خرف، كيف يمكن أن يسلم السلطة لشخص آخر، الأكيد أن أعوام السجن قد سببت له اختلالات نفسية.
لكن،الآن، هنا، وفي هذه الفسحة المتاحة للتفكير، أرى أنه سلك الطريق الصحيح اذ لم يتسبب في كراهية الشعب له ولم يتسبب ايضا في تشريد عائلته للعيش في الغربة.
ليتنا تنازلنا بعد سنوات من الحكم عن السلطة بطرق سلمية وديمقراطية وبمحض إرادتنا، ذلك كان سيجعلنا نحظى باحترام شعوبنا باعتبارنا رؤوساء جمهور سابقين وما كان علينا أن نكون محط نقمة شعوبنا وكراهيتها الشديدة لنا .
أعرف أن من الصعب عليك أن تفهم هذه الأمور، لم يكن باستطاعتي أنا أيضا أن أصل الى هذه النتائج قبل هروبي من بلدي، فأوقات الفراغ التي أعيشها هنا جعلتني أفكر بالأمور من منظور آخر، بصراحة لم أكن أشعر من قبل أن من الضروري علي فهم الأمور، كنت محاطا بأزلام متملقين، والآن تطوقني حقائق الأمور، التي واظبت طوال حياتي على تجاهلها كلما خطرت على ذهني .
لا تقلق، فسوف تفهم الأمور، بالطبع أنا في مستوى عال من اللياقة يجعلني أقدم لك كل خبرتي، فقد كان لي السبق في خوض هذه التجربة .
سيد الرئیس
في لحظة الهروب لم يتسن لي أن أرحل بطائرتي الخاصة التي سميتها الحصان الطائر، فقد كنت على عجل من أمري واستطعت ان انتخب طائرة صغيرة وأنجو بروحي وأرواح عدد من أقاربي من الهلاك، لم استطع أن احمل معي ذهبا وأموالا فنيت عمري في جمعها وتكديسها.
لا تقع في نفس الخطأ، لا تؤجل الأمور إلى الدقيقة 90 ! الآن لديك الفرصة، اجمع أموالك وأثاث قصورك وامسك بيد سوزان وتعال إلى هنا لنكون معا في نهايات أعمارنا، لنؤسس نادي الدكتاتوريين المطرودين، وعلى رغم كل السلبيات فأننا سنحظى برعاية الملك عبد الله فهو واحد منا .
ليلى هنا، تخصكم بالسلام وتقول انها اشتاقت كثيرا لسوزان
نحن في انتظاركما
الى اللقاء
زين العابدين بن علي
الرئيس السابق للجمهورية التونسية
جدة