غفوري
01-21-2011, 11:52 PM
http://www.taqrir.org/images/1577.jpg
محمد المنشاوي - تقرير واشنطن
رزق السيد "ظفر علي هاشم" المهاجر للولايات المتحدة من بنجلاديش، وزوجته الأمريكية السوداء "تيلما كلارك" بطفل أطلقوا عليه اسم "هانسن" في العام 1957، إلا أن القدر لم يمهلهما من العمر المزيد حتى يروا أبنهما "هانسن هاشم كلارك" يبدأ مهام منصبه الجديد في الثالث من يناير 2011 كعضو في مجلس النواب (أحد مجلس الكونجرس الأمريكي) عن الدائرة رقم 13 بولاية ميتشجان، وذلك بعدما فاز بأغلبية ساحقة "بالمعايير الأمريكية" بلغت 79% من الاصوات.
وتمثل قصة انتخاب هانسن، الذي ينتمي للحزب الديمقراطي، أحد القصص القليلة الجميلة التي تمخضت عنها الانتخابات الأخيرة التي شهدت نجاح ساحق للحزب الجمهوري، حيث سيكون هانسن أول عضو بالكونجرس من أصل بنجلاديشي ليمثل ولاية ميشجان التي تعد الولاية الأمريكية الثانية، بعد كاليفورنيا، من حيث عدد الأمريكيين العرب، إذ يبلغ عددهم فيها 490 ألف حسب أرقام مؤسسة "زغبي إنترناشيونال" التي تعتمد جزئيا على بيانات مكتب الإحصاء الأمريكي الحديثة.
وفي الوقت الذي بلغ عدد النواب الأقباط في مجلس الشعب المصري الجديد ثلاثة فقط، أو نسبة 0.06% أي أقل من واحد بالمائة من النواب المنتخبين، وذلك قبل أن يعين الرئيس حسني مبارك سبعة أعضاء آخرين ليصل الإجمالي إلى عشرة أعضاء أو ما نسبته 1.9% من أجمالي أعضاء المجلس في وقت يصل فيه نسبة الأقباط في الشعب المصري ما يقرب من 12% طبقا لتقديرات محايدة، فاجئنا الناخبون الأمريكيون بانتخاب أحد أبناء الأقليات (ضئيلة العدد وضعيفة التأثير)، إذ تقدر بعض المصادر عدد الجالية البنجلاديشية داخل الولايات المتحدة بما لا يزيد عن 80 ألف شخص، يعيش منهم أقل من 5 ألاف شخص في ولاية ميتشجان، إلا أن هذا لم يمنع من الناخبين الأمريكيين من انتخاب أحد أبناء هذه الجالية، وهو أكثر المرشحين كفاءة، لتمثيل أحد دوائر مدينة ديترويت، عاصمة العالم لصناعة السيارات.
وبعد هجرة والد هانسن للولايات المتحدة استقر به الحال عاملا بسيطا في مدينة ديترويت في أحد مصنع شركة فورد للسيارات، ورغم أن هانسن ولد مسلما، إلا أنه تربى على القيم الكاثوليكية بعد وفاة والدة عندما كان عمره ثماني سنوات.
نشأ هانسن فقيرا بعد وفاة والده، وعاش مع أمه على مرتب ضئيل كانت تحصل عليه مقابل قيامها بتنظيم المرور حول أحد المدارس لتسهيل دخول التلاميذ وعبورهم الشارع إلى المدرسة، وحصلوا على ببطاقات الدعم الغذائية التي يوزعها برنامج خاص يوفر لشديدي الفقر بطاقات (تسمى بطاقات الغذاء) لشراء الأغذية بها.
وأظهر هانسن ذكاء في بدء حياته الدراسية مما أسترعى انتباه أساتذته ومعلميه، وحاول هانسن جاهدا أن ينهي تعليمه من خلال التحاقه للدراسة في معهد ديترويت للفنون، ثم حصل على منحة للدراسة في إحدى الجامعات الخاصة المتميزة "كورنيل"، لكنه ترك الدراسة في سنته الأولى عندما توفيت أمه وكان في التاسعة عشرة من عمره. ويصف هانسن تلك الفترة بأنها كانت أسوأ فترة في حياته، فقد فيها المنحة الدراسية وسيارته وكان عاطلا عن العمل واستعان على المعيشة بأعمال جزئية وبمساعدة حكومية.
وتذكر صحيفة ديترويت فري برس أن هانسن أستطاع إكمال تعليمه عن طريق دعم من الأصدقاء وجمعيات المجتمع المدني حين جمعوا له مالا يمكنه من العودة إلى الدراسة. وعاد هانسن إلى جامعة كورنيل ولكن ليدفع نفقات تعليمه من القروض الطلابية وأجر العمل في مكتبة الجامعة. وتخرج بشهادة جامعية في فن الرسم عام 1984 ثم تخرج بشهادة في الحقوق من كلية حقوق جامعة جورج تاون العريقة بالعاصمة الأمريكية واشنطن بعد ذلك بثلاث سنوات.
وعمل كلاك بعد تخرجه من كلية الحقوق في الحملات الدعائية السياسية وفي وظائف خاصة بالعلاقات العامة ثم أصبح في نهاية المطاف رئيس هيئة موظفي النائب الديمقراطي من ولاية مشيجان جون كونيارز. ثم خدم بعد ذلك ثلاث فترات في مجلس نواب ولاية مشيجان وفترتين كعضو في مجلس شيوخ الولاية.
وقال كلارك بعد إعلان فوزه الشهر الماضي في انتخابات الكونجرس "لقد ترشحت للانتخابات كي أساعد في خلاص أحياء الفقراء، مثل الحي الذي ولدت ونشأت فيه، وأريد أيضا أن أبعث الأمل وأخلق الفرص للناس. وسأواصل الكفاح في سبيل تغيير النظام بحيث تخدم الحكومة الشعب وليس السياسيين."
وينوي هانسن كذلك العمل على توسيع التجارة مع بنجلاديش عندما يبدأ عمله في الكونجرس الشهر القادم، وقد أقام مجلس الجالية الأمريكية البنجلادشية الأسبوع الماضي حفل استقبال تكريما لهانسن، ووصف خلال السيد محمد مجومدر، رئيس المجلس، فوز هانسن "بأنه أعظم إنجاز يحققه بنجلاديشي أمريكي حتى الآن"، وبدوره هانسن في كلمته الجالية البنجلاديشية لما قدمت له من دعم وأشاد بالقيم والقدوة التي خلفها أبوه.
للعلم:
يبلغ عدد أعضاء مجلسي الكونجرس 535 عضوا، وانتخب الشعب الأمريكي 42 عضوا من السود الأفارقة، و28 عضوا من الهيسبانك (المتحدثين بالأسبانية)، و11 عضوا من أصول أسيوية.
Mensh70@gmail.com
محمد المنشاوي - تقرير واشنطن
رزق السيد "ظفر علي هاشم" المهاجر للولايات المتحدة من بنجلاديش، وزوجته الأمريكية السوداء "تيلما كلارك" بطفل أطلقوا عليه اسم "هانسن" في العام 1957، إلا أن القدر لم يمهلهما من العمر المزيد حتى يروا أبنهما "هانسن هاشم كلارك" يبدأ مهام منصبه الجديد في الثالث من يناير 2011 كعضو في مجلس النواب (أحد مجلس الكونجرس الأمريكي) عن الدائرة رقم 13 بولاية ميتشجان، وذلك بعدما فاز بأغلبية ساحقة "بالمعايير الأمريكية" بلغت 79% من الاصوات.
وتمثل قصة انتخاب هانسن، الذي ينتمي للحزب الديمقراطي، أحد القصص القليلة الجميلة التي تمخضت عنها الانتخابات الأخيرة التي شهدت نجاح ساحق للحزب الجمهوري، حيث سيكون هانسن أول عضو بالكونجرس من أصل بنجلاديشي ليمثل ولاية ميشجان التي تعد الولاية الأمريكية الثانية، بعد كاليفورنيا، من حيث عدد الأمريكيين العرب، إذ يبلغ عددهم فيها 490 ألف حسب أرقام مؤسسة "زغبي إنترناشيونال" التي تعتمد جزئيا على بيانات مكتب الإحصاء الأمريكي الحديثة.
وفي الوقت الذي بلغ عدد النواب الأقباط في مجلس الشعب المصري الجديد ثلاثة فقط، أو نسبة 0.06% أي أقل من واحد بالمائة من النواب المنتخبين، وذلك قبل أن يعين الرئيس حسني مبارك سبعة أعضاء آخرين ليصل الإجمالي إلى عشرة أعضاء أو ما نسبته 1.9% من أجمالي أعضاء المجلس في وقت يصل فيه نسبة الأقباط في الشعب المصري ما يقرب من 12% طبقا لتقديرات محايدة، فاجئنا الناخبون الأمريكيون بانتخاب أحد أبناء الأقليات (ضئيلة العدد وضعيفة التأثير)، إذ تقدر بعض المصادر عدد الجالية البنجلاديشية داخل الولايات المتحدة بما لا يزيد عن 80 ألف شخص، يعيش منهم أقل من 5 ألاف شخص في ولاية ميتشجان، إلا أن هذا لم يمنع من الناخبين الأمريكيين من انتخاب أحد أبناء هذه الجالية، وهو أكثر المرشحين كفاءة، لتمثيل أحد دوائر مدينة ديترويت، عاصمة العالم لصناعة السيارات.
وبعد هجرة والد هانسن للولايات المتحدة استقر به الحال عاملا بسيطا في مدينة ديترويت في أحد مصنع شركة فورد للسيارات، ورغم أن هانسن ولد مسلما، إلا أنه تربى على القيم الكاثوليكية بعد وفاة والدة عندما كان عمره ثماني سنوات.
نشأ هانسن فقيرا بعد وفاة والده، وعاش مع أمه على مرتب ضئيل كانت تحصل عليه مقابل قيامها بتنظيم المرور حول أحد المدارس لتسهيل دخول التلاميذ وعبورهم الشارع إلى المدرسة، وحصلوا على ببطاقات الدعم الغذائية التي يوزعها برنامج خاص يوفر لشديدي الفقر بطاقات (تسمى بطاقات الغذاء) لشراء الأغذية بها.
وأظهر هانسن ذكاء في بدء حياته الدراسية مما أسترعى انتباه أساتذته ومعلميه، وحاول هانسن جاهدا أن ينهي تعليمه من خلال التحاقه للدراسة في معهد ديترويت للفنون، ثم حصل على منحة للدراسة في إحدى الجامعات الخاصة المتميزة "كورنيل"، لكنه ترك الدراسة في سنته الأولى عندما توفيت أمه وكان في التاسعة عشرة من عمره. ويصف هانسن تلك الفترة بأنها كانت أسوأ فترة في حياته، فقد فيها المنحة الدراسية وسيارته وكان عاطلا عن العمل واستعان على المعيشة بأعمال جزئية وبمساعدة حكومية.
وتذكر صحيفة ديترويت فري برس أن هانسن أستطاع إكمال تعليمه عن طريق دعم من الأصدقاء وجمعيات المجتمع المدني حين جمعوا له مالا يمكنه من العودة إلى الدراسة. وعاد هانسن إلى جامعة كورنيل ولكن ليدفع نفقات تعليمه من القروض الطلابية وأجر العمل في مكتبة الجامعة. وتخرج بشهادة جامعية في فن الرسم عام 1984 ثم تخرج بشهادة في الحقوق من كلية حقوق جامعة جورج تاون العريقة بالعاصمة الأمريكية واشنطن بعد ذلك بثلاث سنوات.
وعمل كلاك بعد تخرجه من كلية الحقوق في الحملات الدعائية السياسية وفي وظائف خاصة بالعلاقات العامة ثم أصبح في نهاية المطاف رئيس هيئة موظفي النائب الديمقراطي من ولاية مشيجان جون كونيارز. ثم خدم بعد ذلك ثلاث فترات في مجلس نواب ولاية مشيجان وفترتين كعضو في مجلس شيوخ الولاية.
وقال كلارك بعد إعلان فوزه الشهر الماضي في انتخابات الكونجرس "لقد ترشحت للانتخابات كي أساعد في خلاص أحياء الفقراء، مثل الحي الذي ولدت ونشأت فيه، وأريد أيضا أن أبعث الأمل وأخلق الفرص للناس. وسأواصل الكفاح في سبيل تغيير النظام بحيث تخدم الحكومة الشعب وليس السياسيين."
وينوي هانسن كذلك العمل على توسيع التجارة مع بنجلاديش عندما يبدأ عمله في الكونجرس الشهر القادم، وقد أقام مجلس الجالية الأمريكية البنجلادشية الأسبوع الماضي حفل استقبال تكريما لهانسن، ووصف خلال السيد محمد مجومدر، رئيس المجلس، فوز هانسن "بأنه أعظم إنجاز يحققه بنجلاديشي أمريكي حتى الآن"، وبدوره هانسن في كلمته الجالية البنجلاديشية لما قدمت له من دعم وأشاد بالقيم والقدوة التي خلفها أبوه.
للعلم:
يبلغ عدد أعضاء مجلسي الكونجرس 535 عضوا، وانتخب الشعب الأمريكي 42 عضوا من السود الأفارقة، و28 عضوا من الهيسبانك (المتحدثين بالأسبانية)، و11 عضوا من أصول أسيوية.
Mensh70@gmail.com