المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا كهنوت في الإسلام



السيد مهدي
01-19-2011, 05:26 AM
لا كهنوت في الإسلام:

(الموضوع كتب للساحة اللبرالية السعودية)

يكررالإخوة السعوديين في هذه الساحة، ياشيعة إنتقدوا كهنوتكم الشيعي، كما ننتقد كهنوتنا السلفي!!!

بكل أسف، معظم من يكتب ويعقب من أخوتنا السعوديين، وأخص منهم المتنورين، الراغبين بالتغيير للأحسن في بلدهم قبل أي بلد آخر.

نعم، معظمهم شباب لم يعايشوا ويعاصروا حكم البعث في العراق.

هم فقط يسمعون الإعلام الحكومي، بإن حامي حمى البوابة الشرقية، وبطل العرب القومي!! حفظ العراق من التمزق بعدم إنفصال الأكراد، وأسكت الرافضة المشركين السابين للصحابة الكرام والطاعنين بشرف الرسول(ص)!!!!! ووقف سدا منيعا بوجه أطماع الفرس القادمين لإلتهام العالم العربي!!!

وخلاص أكتفوا بما لقنوه وقبلوه!!!!

ونتيجة هذا الأعلام المضلل، مع فكرة الإقصاء التي يحملها الفكرالوهابي، في كونه فقط الإسلام الصحيح، وبقية أمة محمد(ص) الإسلام القبيح!!!!

إنغسلت أدمغتهم، ليتصوروا الضلال والخبال، في كل مالا يوافق أمزجتهم.

يعني هم لم ينقموا على الإسلام الذي سبب تأخرهم(على حد زعمهم) عن ركب الحضارة والتقدم!!!!! إلا بعد أن أسقطوا كل بقية أنواع الإسلام الذي تدين به أمة محمد(ص).

وماداموا هم ينقدون الإسلام المتمثل بالكهنوت الذي يمثله رجال الهيئة في بلدانهم، يجب على بقية المسلمين أيضا أن ينتقدوا كهنوتهم الديني.

نعود لمسألة نقد الكهنوت الديني.

نقول لإخوتنا السعوديين:

ملاحظتكم عن ضرورة نقد الكهنوت الديني، وجيهة، وطلبكم منصف، إن كان ماتضمنه صحيحا.

لكن من جهتي، من حقي أن أتساءل: كيف تريد أن تقنعني بوجود كهنوت ديني في شريعة المصطفى(ص)؟؟ لتتبجح علي بنقد كهنوتك!!! ومن ثم تطالبني بنقد كهنوتي!!!

وأتحدث للقارئ الكريم، من واقع تجربة عشناها هنا في شمال أمريكا.

فعندما يقترب منك المسلم الجديد، ليعلن: خلاص إقتنعت بالإسلام دينا، فماذا أعمل كيف أصبح مسلما؟؟

أجيبه: أنت لاتحتاجني لكي تسلم.

وحتما قناعتك بالدين الجديد، لم تأت من فراغ، بل من دراسة وتدبر. لذلك أنت تعرف مايجب عليك عمله.

فيقول: لكنني أريد أن أعبد، أين مسجدكم يامسلمين؟؟؟

نعم هنا يأتي دور من عنده العلم الكافي، لإرشاد الداخل الجديد في الإسلام، بتذكيره بما تعلمه، أوخفي عنه لنرشده، إلى قول نبي الرسالة(ص).

جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا.

فأرض الله مسجدك ومحل عبادتك، وفيها ومنها طهارتك وسلسبيل
نقاءك.

بهكذا تعاليم سهلة سلسلة واضحة ناضحة بكل خيروأمل، ينجذب الغربيون للدين الإسلامي، لينعموا بآثار نعمته وسموقدره.

لايخالجك شك قارئي الكريم، بإنني أستعمل التقية، أوإستغل قدرتي الكتابية لألمع لك ما تنقم وتحقد عليه.

أنا لم أأت بجديد.

بل هي تعاليم نبينا الكريم(ص)،وفي بدء الدعوة حينما خاطب قومه عرب الصحراء بقوله:

قولوا لاإله إلا الله تفلحوا.

وقبل إسلام كل متشهد للشهادتين. لتنجح الرسالة في إيصال صوت الحق لأمة العرب.

هل تكلمت كسني أوكشيعي فيما شرحته؟؟ أبدا.

بل هي دعوة الإسلام كما يجب.

فإذن لايوجد كهنوت في الإسلام، بل نحن من خلق الكهنوت!!! حينما تركنا تعاليم الله وإتبعنا تعاليم البشر.

تطلب مني نقد مرجعي الديني!!! كيف أنقده؟؟ ولم أنقده؟؟ وهو لاسيطرة له علي!!!

هو لايعرفني، ولايتدخل بنشاطي اليومي، ولا يأخذ موقفا مني حتى لو قاطعته, لكونه لايحتاجني، بل أنا من يحتاجه، لغزارة علمه وورعه وتقواه طول حياته.

عندما كنت أشتغل في الخليج كان راتبي ممتازا وكان بمقدوري دفع الخمس، فكنت أدفعه لأحد وكلاء مراجع الدين. وصادف أن أنتقل وكيل المرجع الديني، ليحل محله وكيلا أخر.

وبعد فترة من تواجده بيننا، سمعت بإنه قبل سيارة هدية من أحد التجارفي الخليج، في حين رفض ذلك من كان قبله، وكان لرفضه نوع من الإستحسان والرضى عندنا.

شخصيا لم أتعرض للوكيل الجديد ولم أدعولإسقاط عدالته أوالتهريج عليه.

بل إكتفيت بمقاطعة المسجد الذي كان يؤم المصلين فيه في الصلاة.

فأفتقدني ليزورني في شقتي. ثم سألني عن سبب إنقطاعي عن الصلاة في المسجد. فذكرت له قبوله لهدية السيارة.

أجاب هي هدية، ولايوجد في الشرع ما يمنع من قبول الهدية.

والعائلة لاتستطيع العيش في طقس الخليج اللاهب الحاربدون سيارة.

أجبته بإن من كان قبله، عرضت عليه السيارة، فرفض وكنا نحن نقوم بخدمته،لكي يواسي من لايمتلك سيارة.

وحصل نقاش طويل بيني وبينه ولم أقتنع بوجهة نظره، ولم أسلم ما أستحق علي من خمس له، بل حتى توقفت من الصلاة خلفه.

أنا لاِأعرف عن نظام الهيئة عندكم في السعودية. لكنني على يقين مثل هكذا نظام لايوجد له مثيل في العراق.

فبداية لايوجد شئ إسمه رجل دين في الإسلام. فالمفروض نكون كلنا رجال دين، حتى تصدق علينا صفة المسلمين.

نعم يوجد عندنا في الإسلام علماء دين. بمعنى رجال تخصصوا في دراسة كتاب الله وشريعة نبيه(ص). لكون ذلك ليس بمقدور الكل عمله.

وهؤلاء لاتميزهم أية ميزة عن غيرهم، بل بالعكس إختصاصهم بدارسة كتاب الله والدين، جعلهم في محل المساءلة والترصد من قبل ألمسلم العادي، بإعتبارهم يعرفون أكثرمن غيرهم.

وهؤلاء إتجهوا للدراسة الدينية، شوقا منهم للتفقه بالدين والتضلع في علوم الشريعة.

وقلة قليلة فقط منهم من يصل لدرجة الإجتهاد ليتأهل للمرجعية، فيصبح عنده مقلدين.

يعني بالنتيجة مرجع الدين لايعرف من هم مقلديه، ولاسيطرة له عليهم، بل المقلدين الملتزمين دينيا من يحتاج لمرجع دين للحصول على الحكم الشرعي المجزي أمام الله.

وأعود لأتساءل تريديني أنقد مرجعي!!! أنقد ماذا؟؟

وآخردعوانا أن الحمد لله رب العالمين.