جون
01-12-2011, 02:55 PM
رحلة الوفاق لأرض العراق
http://www.aldaronline.com/Dar/UploadAlDar/Article%20Pictures/2011/1/12/DSC_0362.JPG_thumb2.jpg
قام عدد من الإعلاميين والصحفيين بزيارة نشطة إلى الجمهورية العراقية حيث انطلقت الرحلة من الكويت لتجوب الأراضي العراقية وتلتقي أبرز قادتها المركزية والكردستانية. وقد ضم الوفد أكثر من 30 إعلامي وصحفي وأكاديمي وناشط سياسي كويتي برئاسة السيد أحمد بهبهاني رئيس جمعية الصحفيين الكويتية وبتنسيق وإشراف الزميل عدنان الراشد.
فقد كتب لهذه الرحلة النجاح قبل انطلاقها بسبب تواجد سفراء البلدين سعادة سفير الجمهورية العراقية السيد محمد حسين بحر العلوم وسعادة سفير دولة الكويت في بغداد الفريق علي المؤمن كمرافقين مع الرحلة من بدايتها وحتى المغادرة:
وكان خط سير الرحلة انطلاقا من الكويت إلى أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق عبر مطار بغداد الدولي للقاء مسئولي الإقليم وكان أبرزهم حاكم كردستان العراق فخامة الرئيس مسعود برزاني ودولة رئيس مجلس الوزراء السيد برهم صالح، وعدد من مفكري وصحفيي كردستان. ليعود الوفد مرة أخرى إلى بغداد في اليوم التالي حيث كان أول لقاء في العاصمة مع سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الإسلامي الأعلى ثم توالت اللقاءات تباعا مع كل من الدكتور أياد علاوي رئيس المجلس الوطني للسياسات العليا والنائب الأول لرئيس الجمهورية العراقية الدكتور عادل عبدالمهدي ومعالي وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري وكان ختام هذا اليوم بلقاء دولة رئيس مجلس الوزراء العراقي السيد نوري المالكي.
ثم تشرف الوفد في اليوم الذي يليه بزيارة مدينة النجف الأشرف ومرقد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، حيث زار الوفد في هذه المدينة المقدسة كلا من سماحة العلامة السيد محمد بحر العلوم والمرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم.
وفي اليوم التالي تشرف الوفد أيضا بزيارة العتبات المقدسة في مدينة كربلاء وقد استهل الوفد في هذا اليوم بلقاء محافظ كربلاء ثم التشرف بزيارة ضريح الإمام الحسين عليه السلام وأخاه أبو الفضل العباس عليه السلام.
والدار ترصد بعض المشاهدات وتفاصيل هذه الرحلة وتسردها لقرائها الأعزاء على ترتيب خط سير الرحلة:
لقاء الوفد بحاكم كردستان
زار الوفد قصر المصيف الرئاسي لفخامة الرئيس مسعود برزاني حيث أكد فخامته بأن شعب كردستان والشعب الكويتي يشتركان معاً بأن ظالمهم ومشردهم واحد وهو الطاغية المقبور صدام حسين، وقد كشف بعض جرائم النظام البائد بحق كرستان وشعبه وإنه قد تم تدمير كامل 3500 مدينة كردية من أصل 4000 قام صدام حسين بمسحها عن بكرة أبيها، كما نقل لأعضاء الوفد بشاعة استخدام السلاح الكيماوي والأسلحة المحرمة دوليا ضد شعب كردستان المظلوم وكيف بأن هذا الفعل قد قضى على أكثر من جيل كردي وتسبب في تشريد الشعب الكردي إلى الدول المجاورة والدول الأوربية.
وحول العمران والبناء الاقتصادي أكد برزاني بأن الشعب الكردي طموح ولديه رغبة حقيقية بتطوير الإقليم من النواحي المدنية والاستثمارية والاقتصادية، وفي هذا الصدد أكد فخامة الرئيس بأن سلطة كردستان تفتح ذراعيها لمختلف مجالات التعاون والاستثمار الواسع والمفتوح أمام الكويتيين في كردستان خاصة وأننا نسعى كي تكون كردستان بوابة الاستثمار في العراق ونموذجا لكل المناطق، وأبدى استعداده لتذليل أي عقبات تواجه المشاريع الاستثمارية.
وحول التمثيل الدبلوماسي تحدث سعادة سفير دولة الكويت الفريق علي المؤمن حول طيبة وحب الشعب الكردي للشعب الكويتي وأكد بأن الطموح الفعلي لديه هو إنشاء القنصلية ولا يمانع حتى لو بدأ ذلك بمكتب لتمثيل السفارة في أربيل.
وفي الشأن العراقي أكد برزاني بأن الشعب الكردي يتعايش مع الشعب العربي داخليا بدون مشاكل وإن طموح الانفصال غير وارد لطالما كانت السلطة المركزية في بغداد ديمقراطية تعددية.
كما أوضح الرئيس برازاني في لقاءه مع الوفد الإعلامي، أوضح حول تقرير مصير الشعب الكردي بأنه حصل سوء فهم لهذا الموضوع وقال أن الأمة الكردية لها حق بتقرير مصيرها ونحن نتفهم الواقع الذي نعيشه سواء على المستوى الداخلي العراقي أو على مستوى المحيط الجغرافي. وأن الأكراد قد اتخذوا قرارهم بأن يكونوا جزءا فدراليا من كيان الدولة العراقية وسوف نبقى ملتزمين ضمن حدود الدولة في ظل وجود دستور يحكمنا وهو دستور يعطي الحق للأكراد بالفدرالية. وبالحديث عن الانفصال من عدمه، أكّد مجددا بأن الشعب الكردي سوف يتعايش بالحكم الذاتي تحت فيدرالية مع العراق بدون مشاكل شريطة أن يكون الحكم المركزي للعراق ديمقراطي تعددي، فإذا إنتفى هذا الشرط فإن الشعب الكردي لن نبقى دقيقة واحدة تحت إمرة أي نظام ديكتاتوري وأحادي السلطة، مشدداً بأن الشعب الكردي لن يكر تجربة صدام حسين وحزب البعث العراقي.
وحول مصير العلاقات بين الشعب الكويتي والشعب الكردي، أكد سفير الكويت لدى العراق الفريق علي المؤمن رغبة سمو أمير البلاد وتوجيهاتها بإزالة كافة العقبات والعراقيل وعدم وضع أي شرط سياسي مع العراق ومساعدته للوصول إلى حلول تعمل على رفع القيود كما وصفه تحت الفصل السابع، مشيرا إلى إنشاء ميناء بوبيان وميناء الفاو على الجانب العراقي سيكونان من أكبر الموانئ في المنطقة مما يجعل المصالح المشتركة أقوى مما هي عليه الآن.
وفي محضر هذا الخطاب الذي أجراه الوفد الإعلامي الكويتي مع فخامة رئيس إقليم كردستان، وصف سعادة سفير الجمهورية العراقية بالكويت السيد محمد بحر العلوم هذه الزيارة بأنها مدعاة خير وعربون صداقة حقيقية سوف تساعد على تطوير العلاقات أكثر بين الكويت وكردستان، مشيرا إلى أنه وبعد مضي 6 أشهر له في الكويت ممثلا لبلده لمس العشق الكويتي للتاريخ العراقي ومنه تاريخ ونضال الشعب الكردي.
رئيس مجلس وزراء إقليم كردستان
أولم دولة رئيس مجلس الوزراء الكردستاني الدكتور برهم صالح على شرف أعضاء الوفد في القصر الوزاري مأدبة غداء سبقتها لقاء مع أعضاء الوفد شرح فيه طبيعة الحكم في كردستان وسياسة السلطة الكردية كما أثنى على فوائد زيارة الوفد والدفع باتجاه تبني مثل هذه الوفود مستقبلا وتأصيل الدبلوماسية الشعبية وحوار الشعوب بين شعبه والشعب الكويتي.
وقد تخلل حفل الغداء مناقشات بين أعضاء الوفد الكويتي ونقيب الصحفيين الكردستاني وبعض مسؤولي الدولة والإعلاميين.
فقد أكد الدكتور صالح على حرص حكومته على ضرورة إعادة الثقة مع الكويت معرباً عن أمله في أن تكون زيارة الوفد الإعلامي جسرا لقيام علاقات طيبة بين الكويت وكردستان، مشددا على أن المستثمر الكويتي يستطيع أن يؤسس قاعدة استثمارية للانطلاق إلى مناطق عراقية أخرى مجاورة سواء كان داخل الإقليم أم خارجة. وقال نحن لدينا استثمارات كويتية كالاتصالات وغيرها، إلا أنها ضئيلة مقارنة بالاستثمارات التركية واللبنانية التي أخذت طريقها بالانتشار داخل الإقليم.
وعن تطوير الإقليم والنهوض بمستوى خدماته الحكومية، كشف دولة الرئيس د. برهم صالح بأن الإنفاق الحكومي يصل سنوياً إلى 10 مليارات دولار علماً أن حجم الاستثمارات الكلي في عام 2010 تجاوز الـ 13 مليون دولار صرفت في مجالات البنية التحتية والخدمات الرئيسية للإقليم وهذا هو سر الازدهار والتطوير العمراني في الإقليم.
أما عن قضية الطيران الكويتي والعراقي أكد د. صالح أن آفاق العلاقات الكويتية العراقية يجب أن تتجاوز أي عقبات تاريخية وأن تحل المشاكل العالقة على أساس الرغبة في تطوير مثل هذه العلاقات، مشيرا إلى أن فتح خط طيران مباشر بين الكويت وأربيل يحتاج إلى مناقشات على مستوى إدارة الطيران المدني لإعادة النظر بالاتفاقية المبرمة بين البلدين. فإذا ما تم ح مثل هذه المشاكل، فإن النقل الجوي بين البلدين سوف يعود بالنفع على الشعبين إن كان في المجال السياحي أو الاقتصادي أو الاستثماري.
وعن المشاكل العالقة بين السلطة في كردستان العراق والسلطة المركزية في العراق، أشار د. برهم صالح بأن المشاكل العالقة والصراعات حول قضية المشاركة في السلطة في طريقها للحل على مبدأ أساسه بأننا نريد العيش السلمي والهادئ مع إخواننا العرب، وما يدل على ذلك هو استقرار أوضاعنا الأمنية بشكل كامل داخل الإقليم والمساعدة على استتباب الأمن بشكل كلي على كل الأراضي العراقية.
الخطاب الحكيم من سماحة الحكيم
كلام سماحة السيد عمّار الحكيم، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، تمحور حول تأصيل وترجمة النوايا الصادقة بين الجانبين الكويتي والعراقي والدفع بقوة باتجاه حل كافة القضايا المشتركة والتحديات التي تقابل الطرفين. فقد أشار الحكيم إلى صدق الرغبة وعزيمة التنفيذ من قبل المسئولين العراقيين في تسوية الخلافات العالقة بين البلدين، وقد تم ترجمة ذلك بشكل انسيابي من خلال الاجتماعات المغلقة كان هو شخصياً يحضر بعضها. في ذات الإطار أستطرد الحكيم بقوله بأن ليس كل ما يروج عبر الإعلام بشكل سلبي هو حقيقة ما يجري بين البلدين، فالعراق والكويت بالنسبة له دولتين مشتركتين في العديد من أوجه الشراكة المصيرية إن كانت اجتماعية أو شعبية أو أمنية أو إقليمية تساعد في استقرار المنطقة.
ودعى الحكيم في لقاء مع الوفد الإعلامي الكويتي الزائر إلى بغداد إلى عدم حصر العلاقة بين الكويت والعراق في إطارهما الحكومي بل عليها أن تمتد لتأخذ أبعاداً أوسع وعلى مستوى القطاع الخاص والمفكرين والإعلاميين. وأوضح في هذا الإطار بأن بعض الجهات إن كانت في الإعلام أو البرلمان وفي كلا البلدين التي اتجهت بشكل متطرف للإساءة إلى العلاقات الإيجابية بيننا وبين الكويت، قال بأن الحل الآن هو مواجهتها وليس بتكميم الأفواه لأن هذا غير ممكن، ومن الأفضل وجود جبهة إعلامية ونيابية وشعبية من الجانبين تتكفل بالرد على المسيئين الذين لا يجب إعطائهم أكثر من حجمهم لأنهم شواذ القاعدة. وفي ذات المحور قال الحكيم: "علينا ألا نسمح لتصريحات غير مسئولة وإن كانت قليلة بأن تشكّل مصدرا للانزعاج بين البلدين وتعكير صفو العلاقات بيننا، فالأصل بأننا متحابين ومتقاربين وهو ما يجب التركيز عليه".
ورحب الحكيم بالمقترحات التي تصب في تعزيز العلاقات بين البلدين ومنها على سبيل المثال تطوير العلاقات الاقتصادية بواسطة إنشاء منطقة حرة بين الجانبين تخدم القطاعات التجارية العراقية من بوابة السوق الكويتي. وفي ذات الموضوع عبّر سماحته عن سعادته بحصول شركات كويتية على تراخيص في مجال الغاز والنفط وغيرهما من مشاريع إستراتيجية وحيوية في العراق، وقال "يسعدنا أن نرى الكويت ضمن الدول الأخرى المستثمرة في العراق مثل تركيا وغيرها وهذا الأمر ينسجم مع ما تدعو إليه حكومتي البلدين ويشدد عليه سفراؤنا لدى البلدين وما ينقلوه من السلطات الرسمية في بلدانهم".
أمّا عن الشأن العراقي الداخلي، تطرق سماحة السيد عمّار الحكيم عن الفرز الطبيعي للقيادات والأطياف السياسية العراقية لوصولهم إلى اتفاق مصيري حول تشكيل الحكومة، وقال "يجب أن لا يستغرب المراقب السياسي وصول كافة الأطراف إلى اتفاق بعد أن كان لدى كل فريق منهم وجهة نظر متباينة عن الآخر حيث مرّ ذلك بمخاض أفضى إلى التوافق على تكليف نوري المالكي بإعادة تشكيل الحكومة"، موضحاً أنه النتيجة التي توصل له الساسة العراقيون ليست مسرحية أو نتيجة مزيفة بل هي تجربة خاضها العراقيون حتى توصلوا إلى حلول لأنهم يريدون النهوض ببلدهم والإصرار على تطوير العراق. وفي الوقت نفسه أكّد سماحته بأن خيار الديمقراطية الذي ارتضاه
العراق "ليست كبسولة تؤخذ ولا وصفة جاهزة" على حد وصفه، بل هي ديمقراطية توضع في إطارها العراقي الخاص تعكس طبيعة الظروف الاجتماعية التي نتمتع بها في العراق وهو ما دفعنا لأن نتصارح ونتكاشف على مدى أشهر، وقال "رغم التأخر في تكليف رئيس الحكومة بتشكيلها يجب أن نلتفت إلى النصف الممتلئ من الكأس، فقد أنتجت الأشهر الـ 9 تجربة تعلمنا منها كيفية صياغة ديمقراطيتنا التوافقية وبناء بلد يشعر الجميع فيه بالثقة رغم التنوع الكبير بين أطيافه وقد تبقى بعض التفاصيل المختلف عليها إذ لا يمكن أن نفكر جميعاً في طريقة واحدة بكل الأمور، وعلينا أن لا نخشى من الاختلاف فهذا أمر طبيعي لكن ما نخشاه هو الخلاف الذي لا توجد آليات لاحتوائه" وأضاف سماحته "أن ما يزيدنا اطمئناناً هو مشاهدة كيف أن كل المسئولين يحملون الدستور ويطبقونه وإن اختلفوا حول تفسير بعض مواده، فالدستور اليوم مرجعية الجميع" وهذا بحد ذاته نتيجة إيجابية في تأصيل الثقافة الدستورية والتي ولدتها أزمة تأخر تشكيل الحكومة.
واستكمالاً لدور المجلس الإسلامي الأعلى في تشكيل الحكومة، استذكر الحكيم دور حزبه في الدفع باتجاه الجدار الوطني الذي أثمر عن تشكيل الحكومة وقال "نحن أصحاب فكرة المبادرة التي أطلقها الرئيس برزاني في أربيل حيث اقترح وقتها جلوس كل الفرقاء على طاولة مستديرة أو حتى مستطيلة وفعلاً جلسنا وجرى الحل على الطاولة وخرجنا بالنتيجة التي رآها العالم".
وحول احتمال مشروع انفصال شمال العراق (إقليم كردستان العراق) في يوم من الأيام كما ذكره فخامة الرئيس الكردي مسعود برزاني، عقّب الحكيم قائلاً: "إن كلام الرئيس برزاني منطقي جدا والحديث عن مبدأ الانفصال لا يعني اتخاذ خطوات لتطبيقها فعندما نتحدث عن الطلاق وآليته شيء وعندما نطبقه فذلك شيء آخر" في إشارة بأحقية الشرط الرئيسي الذي وضعته الحكومة الكردية للتعايش الفيدرالي ما دامت الحكومة العراقية المركزية ديمقراطية تعددية وليست دكتاتورية.
أما فيما لو طالب جنوب العراق بنظام فيدرالي على غرار كردستان فقد أعرب أن هذا الأمر لن يحصل لأن اليوم هناك ثقة بشراكة حقيقة بين مكونات المجتمع العراقي، لافتاً إلى أهمية التوافق السياسي وانعكاساته الإيجابية على الاستقرار الأمني، وفي هذا الصدد قال سماحة الحكيم: "الثقة بين الأطياف السياسية تولد الاستقرار إذا ما استندت إلى شراكة حقيقة، والاستقرار يولد الأمن للمجتمع، والأمن يؤدي إلى التطوير والنمو" واستطر في ذات المسار قائلاً: "كلما تكاتفنا سوف نجد تراجعاً في الجرائم الإرهابية، وهذا لا يعني أن السياسيين متورطون في هذه الجرائم بل لأن الصراع السياسي يولد بيئة خصبة للإرهاب بينما الاستقرار السياسي ينتج استقراراً أمنياً تساعد في ضمور معدلات الجريمة".
أما حول الدور الإقليمي في المنطقة وتأثيره في تشكيل الحكومة، قال الحكيم: "من الطبيعي أن الدول التي لها مصالح في العراق تحاول التأثير في صنع القرار، لذلك أعود وأكرر ما أقوله لكل المسئولين هنا بأن الحل يكمن في العراق وحده، فلو اتفقنا ووحدنا خطابنا أمام الخارج بأننا معنيون بأمورنا الداخلية سوف يعرف العالم الآخر بأننا قادرون على إدارة شؤوننا دون تدخلاتهم". وحول المعالجات التي تنتظرها العراق قال الحكيم: "إذا نظرنا بشمولية للمشاكل وبأبعاد إقليمية أي على أساس المعالم التجارية والحضارية والثقافية والأمنية المشتركة مع دول المنطقة سوف يتحول العنصر الخارجي من عنصر ضاغط إلى عنصر داعم لوحدة العراق وتكون التعددية العراقية جسر لربط الدول بعضها البعض، وفي هذه الحالة يكون العراق قادرا على حل مشاكله والمساعدة في تسهيل العلاقات بين دول المنطقة".
وعن أسباب عدم دخول السيد عمّار الحكيم في تقلّد أي منصب حكومي أو قيادي رسمي، قال: "لا أرشح نفسي لأنني أرى أنه من الأفضل أن أعمل خارج الحكومة لأنني لو دخلت سوف أنافس هذا وذاك على المناصب رغم احترامنا للمناصب ومن فيها، لذلك أفضل أن أقوم بدور الجهة التي تعمل على تقريب وجهات النظر وحل الإشكاليات بفاعلية لا يمكن لها أن تتواجد من خلال أي منصب حكومي، فلو كنت طرفا في الحكومة أو أي موقع رسمي لن أستطيع أن ألعب هذا الدور".
http://www.aldaronline.com/Dar/UploadAlDar/Article%20Pictures/2011/1/12/DSC_0362.JPG_thumb2.jpg
قام عدد من الإعلاميين والصحفيين بزيارة نشطة إلى الجمهورية العراقية حيث انطلقت الرحلة من الكويت لتجوب الأراضي العراقية وتلتقي أبرز قادتها المركزية والكردستانية. وقد ضم الوفد أكثر من 30 إعلامي وصحفي وأكاديمي وناشط سياسي كويتي برئاسة السيد أحمد بهبهاني رئيس جمعية الصحفيين الكويتية وبتنسيق وإشراف الزميل عدنان الراشد.
فقد كتب لهذه الرحلة النجاح قبل انطلاقها بسبب تواجد سفراء البلدين سعادة سفير الجمهورية العراقية السيد محمد حسين بحر العلوم وسعادة سفير دولة الكويت في بغداد الفريق علي المؤمن كمرافقين مع الرحلة من بدايتها وحتى المغادرة:
وكان خط سير الرحلة انطلاقا من الكويت إلى أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق عبر مطار بغداد الدولي للقاء مسئولي الإقليم وكان أبرزهم حاكم كردستان العراق فخامة الرئيس مسعود برزاني ودولة رئيس مجلس الوزراء السيد برهم صالح، وعدد من مفكري وصحفيي كردستان. ليعود الوفد مرة أخرى إلى بغداد في اليوم التالي حيث كان أول لقاء في العاصمة مع سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الإسلامي الأعلى ثم توالت اللقاءات تباعا مع كل من الدكتور أياد علاوي رئيس المجلس الوطني للسياسات العليا والنائب الأول لرئيس الجمهورية العراقية الدكتور عادل عبدالمهدي ومعالي وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري وكان ختام هذا اليوم بلقاء دولة رئيس مجلس الوزراء العراقي السيد نوري المالكي.
ثم تشرف الوفد في اليوم الذي يليه بزيارة مدينة النجف الأشرف ومرقد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، حيث زار الوفد في هذه المدينة المقدسة كلا من سماحة العلامة السيد محمد بحر العلوم والمرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم.
وفي اليوم التالي تشرف الوفد أيضا بزيارة العتبات المقدسة في مدينة كربلاء وقد استهل الوفد في هذا اليوم بلقاء محافظ كربلاء ثم التشرف بزيارة ضريح الإمام الحسين عليه السلام وأخاه أبو الفضل العباس عليه السلام.
والدار ترصد بعض المشاهدات وتفاصيل هذه الرحلة وتسردها لقرائها الأعزاء على ترتيب خط سير الرحلة:
لقاء الوفد بحاكم كردستان
زار الوفد قصر المصيف الرئاسي لفخامة الرئيس مسعود برزاني حيث أكد فخامته بأن شعب كردستان والشعب الكويتي يشتركان معاً بأن ظالمهم ومشردهم واحد وهو الطاغية المقبور صدام حسين، وقد كشف بعض جرائم النظام البائد بحق كرستان وشعبه وإنه قد تم تدمير كامل 3500 مدينة كردية من أصل 4000 قام صدام حسين بمسحها عن بكرة أبيها، كما نقل لأعضاء الوفد بشاعة استخدام السلاح الكيماوي والأسلحة المحرمة دوليا ضد شعب كردستان المظلوم وكيف بأن هذا الفعل قد قضى على أكثر من جيل كردي وتسبب في تشريد الشعب الكردي إلى الدول المجاورة والدول الأوربية.
وحول العمران والبناء الاقتصادي أكد برزاني بأن الشعب الكردي طموح ولديه رغبة حقيقية بتطوير الإقليم من النواحي المدنية والاستثمارية والاقتصادية، وفي هذا الصدد أكد فخامة الرئيس بأن سلطة كردستان تفتح ذراعيها لمختلف مجالات التعاون والاستثمار الواسع والمفتوح أمام الكويتيين في كردستان خاصة وأننا نسعى كي تكون كردستان بوابة الاستثمار في العراق ونموذجا لكل المناطق، وأبدى استعداده لتذليل أي عقبات تواجه المشاريع الاستثمارية.
وحول التمثيل الدبلوماسي تحدث سعادة سفير دولة الكويت الفريق علي المؤمن حول طيبة وحب الشعب الكردي للشعب الكويتي وأكد بأن الطموح الفعلي لديه هو إنشاء القنصلية ولا يمانع حتى لو بدأ ذلك بمكتب لتمثيل السفارة في أربيل.
وفي الشأن العراقي أكد برزاني بأن الشعب الكردي يتعايش مع الشعب العربي داخليا بدون مشاكل وإن طموح الانفصال غير وارد لطالما كانت السلطة المركزية في بغداد ديمقراطية تعددية.
كما أوضح الرئيس برازاني في لقاءه مع الوفد الإعلامي، أوضح حول تقرير مصير الشعب الكردي بأنه حصل سوء فهم لهذا الموضوع وقال أن الأمة الكردية لها حق بتقرير مصيرها ونحن نتفهم الواقع الذي نعيشه سواء على المستوى الداخلي العراقي أو على مستوى المحيط الجغرافي. وأن الأكراد قد اتخذوا قرارهم بأن يكونوا جزءا فدراليا من كيان الدولة العراقية وسوف نبقى ملتزمين ضمن حدود الدولة في ظل وجود دستور يحكمنا وهو دستور يعطي الحق للأكراد بالفدرالية. وبالحديث عن الانفصال من عدمه، أكّد مجددا بأن الشعب الكردي سوف يتعايش بالحكم الذاتي تحت فيدرالية مع العراق بدون مشاكل شريطة أن يكون الحكم المركزي للعراق ديمقراطي تعددي، فإذا إنتفى هذا الشرط فإن الشعب الكردي لن نبقى دقيقة واحدة تحت إمرة أي نظام ديكتاتوري وأحادي السلطة، مشدداً بأن الشعب الكردي لن يكر تجربة صدام حسين وحزب البعث العراقي.
وحول مصير العلاقات بين الشعب الكويتي والشعب الكردي، أكد سفير الكويت لدى العراق الفريق علي المؤمن رغبة سمو أمير البلاد وتوجيهاتها بإزالة كافة العقبات والعراقيل وعدم وضع أي شرط سياسي مع العراق ومساعدته للوصول إلى حلول تعمل على رفع القيود كما وصفه تحت الفصل السابع، مشيرا إلى إنشاء ميناء بوبيان وميناء الفاو على الجانب العراقي سيكونان من أكبر الموانئ في المنطقة مما يجعل المصالح المشتركة أقوى مما هي عليه الآن.
وفي محضر هذا الخطاب الذي أجراه الوفد الإعلامي الكويتي مع فخامة رئيس إقليم كردستان، وصف سعادة سفير الجمهورية العراقية بالكويت السيد محمد بحر العلوم هذه الزيارة بأنها مدعاة خير وعربون صداقة حقيقية سوف تساعد على تطوير العلاقات أكثر بين الكويت وكردستان، مشيرا إلى أنه وبعد مضي 6 أشهر له في الكويت ممثلا لبلده لمس العشق الكويتي للتاريخ العراقي ومنه تاريخ ونضال الشعب الكردي.
رئيس مجلس وزراء إقليم كردستان
أولم دولة رئيس مجلس الوزراء الكردستاني الدكتور برهم صالح على شرف أعضاء الوفد في القصر الوزاري مأدبة غداء سبقتها لقاء مع أعضاء الوفد شرح فيه طبيعة الحكم في كردستان وسياسة السلطة الكردية كما أثنى على فوائد زيارة الوفد والدفع باتجاه تبني مثل هذه الوفود مستقبلا وتأصيل الدبلوماسية الشعبية وحوار الشعوب بين شعبه والشعب الكويتي.
وقد تخلل حفل الغداء مناقشات بين أعضاء الوفد الكويتي ونقيب الصحفيين الكردستاني وبعض مسؤولي الدولة والإعلاميين.
فقد أكد الدكتور صالح على حرص حكومته على ضرورة إعادة الثقة مع الكويت معرباً عن أمله في أن تكون زيارة الوفد الإعلامي جسرا لقيام علاقات طيبة بين الكويت وكردستان، مشددا على أن المستثمر الكويتي يستطيع أن يؤسس قاعدة استثمارية للانطلاق إلى مناطق عراقية أخرى مجاورة سواء كان داخل الإقليم أم خارجة. وقال نحن لدينا استثمارات كويتية كالاتصالات وغيرها، إلا أنها ضئيلة مقارنة بالاستثمارات التركية واللبنانية التي أخذت طريقها بالانتشار داخل الإقليم.
وعن تطوير الإقليم والنهوض بمستوى خدماته الحكومية، كشف دولة الرئيس د. برهم صالح بأن الإنفاق الحكومي يصل سنوياً إلى 10 مليارات دولار علماً أن حجم الاستثمارات الكلي في عام 2010 تجاوز الـ 13 مليون دولار صرفت في مجالات البنية التحتية والخدمات الرئيسية للإقليم وهذا هو سر الازدهار والتطوير العمراني في الإقليم.
أما عن قضية الطيران الكويتي والعراقي أكد د. صالح أن آفاق العلاقات الكويتية العراقية يجب أن تتجاوز أي عقبات تاريخية وأن تحل المشاكل العالقة على أساس الرغبة في تطوير مثل هذه العلاقات، مشيرا إلى أن فتح خط طيران مباشر بين الكويت وأربيل يحتاج إلى مناقشات على مستوى إدارة الطيران المدني لإعادة النظر بالاتفاقية المبرمة بين البلدين. فإذا ما تم ح مثل هذه المشاكل، فإن النقل الجوي بين البلدين سوف يعود بالنفع على الشعبين إن كان في المجال السياحي أو الاقتصادي أو الاستثماري.
وعن المشاكل العالقة بين السلطة في كردستان العراق والسلطة المركزية في العراق، أشار د. برهم صالح بأن المشاكل العالقة والصراعات حول قضية المشاركة في السلطة في طريقها للحل على مبدأ أساسه بأننا نريد العيش السلمي والهادئ مع إخواننا العرب، وما يدل على ذلك هو استقرار أوضاعنا الأمنية بشكل كامل داخل الإقليم والمساعدة على استتباب الأمن بشكل كلي على كل الأراضي العراقية.
الخطاب الحكيم من سماحة الحكيم
كلام سماحة السيد عمّار الحكيم، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، تمحور حول تأصيل وترجمة النوايا الصادقة بين الجانبين الكويتي والعراقي والدفع بقوة باتجاه حل كافة القضايا المشتركة والتحديات التي تقابل الطرفين. فقد أشار الحكيم إلى صدق الرغبة وعزيمة التنفيذ من قبل المسئولين العراقيين في تسوية الخلافات العالقة بين البلدين، وقد تم ترجمة ذلك بشكل انسيابي من خلال الاجتماعات المغلقة كان هو شخصياً يحضر بعضها. في ذات الإطار أستطرد الحكيم بقوله بأن ليس كل ما يروج عبر الإعلام بشكل سلبي هو حقيقة ما يجري بين البلدين، فالعراق والكويت بالنسبة له دولتين مشتركتين في العديد من أوجه الشراكة المصيرية إن كانت اجتماعية أو شعبية أو أمنية أو إقليمية تساعد في استقرار المنطقة.
ودعى الحكيم في لقاء مع الوفد الإعلامي الكويتي الزائر إلى بغداد إلى عدم حصر العلاقة بين الكويت والعراق في إطارهما الحكومي بل عليها أن تمتد لتأخذ أبعاداً أوسع وعلى مستوى القطاع الخاص والمفكرين والإعلاميين. وأوضح في هذا الإطار بأن بعض الجهات إن كانت في الإعلام أو البرلمان وفي كلا البلدين التي اتجهت بشكل متطرف للإساءة إلى العلاقات الإيجابية بيننا وبين الكويت، قال بأن الحل الآن هو مواجهتها وليس بتكميم الأفواه لأن هذا غير ممكن، ومن الأفضل وجود جبهة إعلامية ونيابية وشعبية من الجانبين تتكفل بالرد على المسيئين الذين لا يجب إعطائهم أكثر من حجمهم لأنهم شواذ القاعدة. وفي ذات المحور قال الحكيم: "علينا ألا نسمح لتصريحات غير مسئولة وإن كانت قليلة بأن تشكّل مصدرا للانزعاج بين البلدين وتعكير صفو العلاقات بيننا، فالأصل بأننا متحابين ومتقاربين وهو ما يجب التركيز عليه".
ورحب الحكيم بالمقترحات التي تصب في تعزيز العلاقات بين البلدين ومنها على سبيل المثال تطوير العلاقات الاقتصادية بواسطة إنشاء منطقة حرة بين الجانبين تخدم القطاعات التجارية العراقية من بوابة السوق الكويتي. وفي ذات الموضوع عبّر سماحته عن سعادته بحصول شركات كويتية على تراخيص في مجال الغاز والنفط وغيرهما من مشاريع إستراتيجية وحيوية في العراق، وقال "يسعدنا أن نرى الكويت ضمن الدول الأخرى المستثمرة في العراق مثل تركيا وغيرها وهذا الأمر ينسجم مع ما تدعو إليه حكومتي البلدين ويشدد عليه سفراؤنا لدى البلدين وما ينقلوه من السلطات الرسمية في بلدانهم".
أمّا عن الشأن العراقي الداخلي، تطرق سماحة السيد عمّار الحكيم عن الفرز الطبيعي للقيادات والأطياف السياسية العراقية لوصولهم إلى اتفاق مصيري حول تشكيل الحكومة، وقال "يجب أن لا يستغرب المراقب السياسي وصول كافة الأطراف إلى اتفاق بعد أن كان لدى كل فريق منهم وجهة نظر متباينة عن الآخر حيث مرّ ذلك بمخاض أفضى إلى التوافق على تكليف نوري المالكي بإعادة تشكيل الحكومة"، موضحاً أنه النتيجة التي توصل له الساسة العراقيون ليست مسرحية أو نتيجة مزيفة بل هي تجربة خاضها العراقيون حتى توصلوا إلى حلول لأنهم يريدون النهوض ببلدهم والإصرار على تطوير العراق. وفي الوقت نفسه أكّد سماحته بأن خيار الديمقراطية الذي ارتضاه
العراق "ليست كبسولة تؤخذ ولا وصفة جاهزة" على حد وصفه، بل هي ديمقراطية توضع في إطارها العراقي الخاص تعكس طبيعة الظروف الاجتماعية التي نتمتع بها في العراق وهو ما دفعنا لأن نتصارح ونتكاشف على مدى أشهر، وقال "رغم التأخر في تكليف رئيس الحكومة بتشكيلها يجب أن نلتفت إلى النصف الممتلئ من الكأس، فقد أنتجت الأشهر الـ 9 تجربة تعلمنا منها كيفية صياغة ديمقراطيتنا التوافقية وبناء بلد يشعر الجميع فيه بالثقة رغم التنوع الكبير بين أطيافه وقد تبقى بعض التفاصيل المختلف عليها إذ لا يمكن أن نفكر جميعاً في طريقة واحدة بكل الأمور، وعلينا أن لا نخشى من الاختلاف فهذا أمر طبيعي لكن ما نخشاه هو الخلاف الذي لا توجد آليات لاحتوائه" وأضاف سماحته "أن ما يزيدنا اطمئناناً هو مشاهدة كيف أن كل المسئولين يحملون الدستور ويطبقونه وإن اختلفوا حول تفسير بعض مواده، فالدستور اليوم مرجعية الجميع" وهذا بحد ذاته نتيجة إيجابية في تأصيل الثقافة الدستورية والتي ولدتها أزمة تأخر تشكيل الحكومة.
واستكمالاً لدور المجلس الإسلامي الأعلى في تشكيل الحكومة، استذكر الحكيم دور حزبه في الدفع باتجاه الجدار الوطني الذي أثمر عن تشكيل الحكومة وقال "نحن أصحاب فكرة المبادرة التي أطلقها الرئيس برزاني في أربيل حيث اقترح وقتها جلوس كل الفرقاء على طاولة مستديرة أو حتى مستطيلة وفعلاً جلسنا وجرى الحل على الطاولة وخرجنا بالنتيجة التي رآها العالم".
وحول احتمال مشروع انفصال شمال العراق (إقليم كردستان العراق) في يوم من الأيام كما ذكره فخامة الرئيس الكردي مسعود برزاني، عقّب الحكيم قائلاً: "إن كلام الرئيس برزاني منطقي جدا والحديث عن مبدأ الانفصال لا يعني اتخاذ خطوات لتطبيقها فعندما نتحدث عن الطلاق وآليته شيء وعندما نطبقه فذلك شيء آخر" في إشارة بأحقية الشرط الرئيسي الذي وضعته الحكومة الكردية للتعايش الفيدرالي ما دامت الحكومة العراقية المركزية ديمقراطية تعددية وليست دكتاتورية.
أما فيما لو طالب جنوب العراق بنظام فيدرالي على غرار كردستان فقد أعرب أن هذا الأمر لن يحصل لأن اليوم هناك ثقة بشراكة حقيقة بين مكونات المجتمع العراقي، لافتاً إلى أهمية التوافق السياسي وانعكاساته الإيجابية على الاستقرار الأمني، وفي هذا الصدد قال سماحة الحكيم: "الثقة بين الأطياف السياسية تولد الاستقرار إذا ما استندت إلى شراكة حقيقة، والاستقرار يولد الأمن للمجتمع، والأمن يؤدي إلى التطوير والنمو" واستطر في ذات المسار قائلاً: "كلما تكاتفنا سوف نجد تراجعاً في الجرائم الإرهابية، وهذا لا يعني أن السياسيين متورطون في هذه الجرائم بل لأن الصراع السياسي يولد بيئة خصبة للإرهاب بينما الاستقرار السياسي ينتج استقراراً أمنياً تساعد في ضمور معدلات الجريمة".
أما حول الدور الإقليمي في المنطقة وتأثيره في تشكيل الحكومة، قال الحكيم: "من الطبيعي أن الدول التي لها مصالح في العراق تحاول التأثير في صنع القرار، لذلك أعود وأكرر ما أقوله لكل المسئولين هنا بأن الحل يكمن في العراق وحده، فلو اتفقنا ووحدنا خطابنا أمام الخارج بأننا معنيون بأمورنا الداخلية سوف يعرف العالم الآخر بأننا قادرون على إدارة شؤوننا دون تدخلاتهم". وحول المعالجات التي تنتظرها العراق قال الحكيم: "إذا نظرنا بشمولية للمشاكل وبأبعاد إقليمية أي على أساس المعالم التجارية والحضارية والثقافية والأمنية المشتركة مع دول المنطقة سوف يتحول العنصر الخارجي من عنصر ضاغط إلى عنصر داعم لوحدة العراق وتكون التعددية العراقية جسر لربط الدول بعضها البعض، وفي هذه الحالة يكون العراق قادرا على حل مشاكله والمساعدة في تسهيل العلاقات بين دول المنطقة".
وعن أسباب عدم دخول السيد عمّار الحكيم في تقلّد أي منصب حكومي أو قيادي رسمي، قال: "لا أرشح نفسي لأنني أرى أنه من الأفضل أن أعمل خارج الحكومة لأنني لو دخلت سوف أنافس هذا وذاك على المناصب رغم احترامنا للمناصب ومن فيها، لذلك أفضل أن أقوم بدور الجهة التي تعمل على تقريب وجهات النظر وحل الإشكاليات بفاعلية لا يمكن لها أن تتواجد من خلال أي منصب حكومي، فلو كنت طرفا في الحكومة أو أي موقع رسمي لن أستطيع أن ألعب هذا الدور".