المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المختار والثورة ......علي المتروك



أمان أمان
01-09-2011, 05:13 AM
http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/images/91_w.png

كتب: علي يوسف المتروك


2011/01/08

يلازم ذكر اسمه أنه الثائر القائم بثأر الحسين عليه السلام، هو من أهل الطائف انتقل مع أبيه الى الكوفة، وعاصر الأحداث التي مر بها الإمام علي عليه السلام، وله صلة بالخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث إن ابنه عبدالله تزوج أخته فكانت هذه الصلة هي السبب الذي أخرجه من سجن عبيد الله بن زياد في أثناء مجيء مسلم بن عقيل، الذي اختار داره مقراً لإقامته ومركزاً لتخطيط أموره السياسية وأخذ البيعة من اهل الكوفة للإمام الحسين عليه السلام، ودام حكمه للكوفة حوالي ثلاث سنوات، قبل أن يقتل على يد مصعب بن الزبير والي البصرة من قبل أخيه عبدالله بن الزبير الذي أعلن نفسه خليفة في مكة.

كثر التساؤل حول شخصيته وأثيرت الشكوك حول الأحداث التي قام بها لملاحقة قتلة الحسين عليه السلام، حتى وصفت بالشنيعة والتمثيل.

وقد أخبره ميثم التمار وهو من أصحاب علي عليه السلام وكان معه في السجن بانه سيفلت من السجن ويخرج ثائراً ومطالباً بدم الحسين عليه السلام وقد استمد المختار مشروعية أساليب العقاب من قوله تعالى:

{إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم} (المائدة: 33)

وهل هناك جرم أعظم من قتل سبط رسول الله وأولاده وأهل بيته، والتنكيل بهم؟

وقد ذكر جعفر بن محمد بن نما في كتابه (أخذ الثأر في أحوال المختار) أنه اجتمع جماعة قالوا لعبدالرحمن بن شريح: إن المختار يريد الخروج بنا للأخذ بالثأر وقد بايعناه ولا نعلم أرسله إلينا محمد بن الحنفية أم لا، فانهضوا بنا اليه نخبره بما قدم به علينا، فإن رخص لنا اتبعناه وإن نهانا تركناه، فخرجوا وجاؤوا الى ابن الحنفية «الى أن قال» فلما سمع (ابن الحنفية) كلامه «عبدالرحمن بن شريح وكلام غيره» حمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي وقال: أما ما ذكرتم مما خصنا الله فإن الفضل لله يعطيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، وأما مصيبتنا بالحسين فذلك في الذكر الحكيم، وأما الطلب بدمائنا قوموا بنا الى الإمام علي بن الحسين، نساله عن ذلك، فلما دخل ودخلوا عليه أخبر خبرهم الذي جاؤوا لأجله، قال: يا عم، لو أن عبداً زنجياً تعصب لنا أهل البيت لوجب على الناس مؤازرته، وقد وليتك هذا الأمر فاصنع ما شئت فخرجوا وقد سمعوا كلامه وهم يقولون أذن لنا زين العابدين عليه السلام ومحمد بن الحنفية.

روى السيد ابن طاووس أن المنهال ابن عمر قال: دخلت على علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام عند انصرافي من مكة فسلمت عليه فقال لي: يا منهال ما خبرك بحرمله بن كاهل الأسدي(1) فقلت له: يا مولاي تركته حياً بالكوفة، فرفع زين العابدين يديه الى السماء ثم قال: اللهم أذقه حر النار وكررها مرتين، قال المنهال ثم دخلت الكوفة وقد ظهر المختار بن عبيدة الثقفي فيها وقتل من قتل وكانت بيني وبينه صداقة وبعد أيام ذهبت لزيارته فقال لي: يا منهال ما أتيتنا ولا شاهدتنا ولا هنيتنا فقلت يا مولاي إني كنت في مكة وقد جئت الآن، وسايرته قليلاً حتى أتينا الكنائس قال: فوقف كأنه ينتظر شيئاً، فلم تكن ساعة إلا وجاء قوم يركضون وقالوا: البشارة أتيناك بحرملة بن كاهل الأسدي، فلما رآه بين يديه قال عليّ بالنار والجزار، فقال المنهال: سبحان الله

فقال المختار:

يا منهال التسبيح حسن ولكن فيم سبّحت؟

فأخبره المنهال بما جرى بينه وبين الإمام السجاد زين العابدين ودعاء الإمام على حرمله، فقال المختار: بالله عليك سمعته يقول هذا الكلام، فقلت: والله سمعت ذلك منه، قال: فعند ذلك نزل المختار من على دابته فصلى ركعتين شكراً وحمداً لله على استجابة دعاء الإمام السجاد على يديه.

وروي أن أبا الحكم ولد المختار لما أتى أبا جعفر الباقر عليه السلام أكرمه وقربه حتى كاد يقعده في حجره فسأله أبوالحكم عن ابيه وقال: إن الناس قد أكثروا في أبي والقول قولك فمدحه وترحم عليه وقال: سبحان الله!

أخبرني أبي والله إن مهر أمي كان مما بعث به المختار.

رحم الله أباك يكررها، ما ترك لنا حقاً عند أحد إلا طلبه، وأما الإمام الصادق عليه السلام فيقول: ما امتشطت فينا هاشمية ولا اختضبت حتى بعث إلينا المختار برؤوس الذين قتلوا الحسين عليه السلام.

ومهما اختلفت الروايات وتعددت المصادر فإن المختار الثقفي قد قام بعمل ووضع حداً لأخذ الثأر من قتلة الحسين عليه السلام بأشخاصهم في الكوفة أو في خارجها، وكانت الملاحقة للأفراد المشتركين بتلك الجريمة ولم تكن لها امتدادات خارج ذلك النطاق لتتحمله فئة أو جماعة من المسلمين على مدى تاريخ الأمة فيما بعد.

1 - حرملة بن كاهل الأسدي: ارتكب أبشع جريمة يوم عاشوراء حينما رمى طفل الحسين بسهم فذبحه من إلى الوريد وكان الحسين عليه السلام قد حمل ذلك الطفل الى القوم ليسقوه قليلاً من الماء.

علي يوسف المتروك