المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محمد دحلان جامع النقائض فى السلطة الفلسطينية يعترف بصراحة جزء 1



طلال محمود
12-30-2010, 01:03 PM
القاهرة- الاهرام: لست ممنوعا من دخول مصر
علاقتى بالوزير عمر سليمان طويلة.. وأبو الغيط صديق منذ أيام عمرو موسى
قرار رفع الحراسة عن بيتى خطأ.. ولن يغير رأيي
سلوك إسرائيل غير مضمون وقد تحاصر السلطة كما حاصرت عرفات

لقاءاتى بالإسرائيليين مع أبو عمار وأبو مازن كانت من أجل التفاوض وليست تهمة

سلام أوسلو انتهى.. ومجلس الأمن هو الحل
لا توجد أسرار أختلف فيها مع أبو مازن
رسائلى إلى الإدارة الأمريكية والإسرائيليين شائعات
الطعن فى عباس أيام أبو عمار جاء من الملتفين حوله الآن
لست بديلا للرئيس.. ولا خلاف سياسي معه
فاوضنا على كل شىء ولم يبق لنا ما نفاوض عليه
أبو عمار وافق فى كامب ديفيد على تبادل الأراضي
وثائق ويكيليكس فضحت نميمة حماس عن ملفاتى السرية
حماس حاولت تزوير وثائق شبيهة بويكيليكس عنى ونصحوها بألا تفعل..
اللاجئون فى لبنان رفعوا صوري نكاية فى حماس
لا يوجد انقلاب أبيض أو أحمر على السلطة فالجميع تحت الاحتلال
الزهار قال في حركة فتح ما لم تقله إسرائيل
فاروق قدومى – سامحه الله- طعننى برواية غير معقولة ولا منطقية عن استشهاد عرفات
إسرائيل دمرت سلطة أوسلو.. وأعادت احتلال كل فلسطين

اتهموا أبو مازن بالتفريط لكنه مازال على خطا عرفات
لم أحاول اللقاء بخالد مشعل فى ليبيا ولم أرسل برسالة إلى هنية
كانت لدي تحفظات على الورقة المصرية .. ووقعنا عليها ورفضت حماس

لدينا خيارات لن نعلن عنها ليس من بينها الانتفاضة المسلحة
الجيل القادم ربما لن يرضى بما رضينا به
حل السلطة ليس قرارا فرديا..وسنبقى على الأرض..ولن نعود إلى المهجر.. وفكرة الوطن البديل ماتت.. وفلسطين للفلسطينيين والأردن للأردنيين

أن تعادى الإخوان المسلمين عليك أن تدفع الثمن
لا سلام مع نيتانياهو..
من العيب أن يتلاعب صحافى أمريكى بالساحة الفلسطينية

مهدي مصطفى
قصة محمد دحلان،عضو اللجنة المركزية فى حركة فتح الفلسطينية، تشبه قصص أمراء الظلام فى عالم السياسة.. نصيبه من الأعداء يتساوى مع المؤيدين... الأعداء يؤمنون بأنه عدو كامل الأوصافٍ.. أما المؤيدون فيتحصنون خلف روايات عن أدوار سرية قام بها فى سنوات الشبيبة الفتحاوية..وحسب الرواة والمشايعين كانت أدوارا توصف بالجسارة والخطورة..

دحلان، جامع المتناقضات الفلسطينى، تعلم فى دروب المخيمات الفقيرة.. ليصل إلى دنيا قصور الحكام، فيشترى بيت الشوا التاريخى فى غزة وما له من دلالات.. ومن حركة الشبيبة وأشبال أبو جهاد إلى الغرف السرية لجماعة أوسلو.. فى معركة الغربي بقيادة أبوجهاد فى الساحة الفلسطينة وجد نفسه فى منتصف الطريق بين رجال أبو جهاد وإبو إياد، الأول يوصف بأنه يمينى أما الثاني فيساري.. ويبدو أن هذا هو جوهر الملحمة على المسرح الفلسطينى.. ودحلان يبدو بارعا فى تمثيل بطل منتصف الطريق..

مع غياب أبو جهاد وأبو إياد، باغتيالات مريبة، اختار حماية أبو عمار ، فإذا الأمر ينتهى به اإلى أنه أحد الضالعين فى اغتيال القائد الرمز والأب الروحى على لسان فاروق قدومى أحد قادة فتح التاريخيين.. هذه المرة يراهن على أبو مازن صاحب طريق السلام منذ أيام عصام سرطاوي الذى اغتاله أبونضال فى مدريد السبعينيات.. لينخرط فى حلقة التنسيق الأمني مع الجنرال الأمريكى دايتون التى تكلم عنها القيادى هانى الحسن الفتحاوى القديم.. فى وقت كان فيه الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش يقول: "إن هذا الفتى يعجبني" .. وكان بيل كلينتون الرئيس الأمريكى الأسبق همس فى أذنه" أرى فيك قائدا مستقبليا لشعبك."

سفينة أبو مازن،المسالم الوديع، ليست سفينة أبو عمار.. فمع أول هبوب للرياح بدأت الأمواج العاتية .. انشقاق جديد بين الرفيقين.. كلاهما يعرف الآخر حق المعرفة، تم رفع الحراسة عن بيته وهو فى المغرب.. مصادرة المعدات التلفزيونية الخاصة بتلفزيون "فلسطين الغد" وهو أحد مالكيه..

تلاحقه تسريبات عن رسالة بعث بها إلى الأمريكان والإسرائيليين ومعه فريق من حركة فتح.. وتسريبات أخرى عن محاولة الانقلاب الأبيض على شريكه فى الخط السياسي أبو مازن.. وعن لقاءات لم تتم فى ليبيا مع خالدٍ مشعل، وعن رسالة إلى إسماعيل هنية فى غزة.. لكنه يعتصم بالنفي..والتسريبات تتواصل.. آخرها خبر عن منعه من دخول مصر بعد شكاوى أبو مازن.. وغضبه العارم من كشف أسرار ابنيه ياسر وطارق.. ودنياهما فى المال والأعمال.. وتشكيل لجنة حركة فتح برئاسة أبو ماهر غنيم للتحقيق فى الأمر... وأخيرا اعتباره فردا عاديا على المعابر عند دخوله وخروجه من فلسطين هو وأحمد قريع" أبو علاء" صانع اتفاق أوسلو الحقيقي قبل أن يغضب عليه أبو عمار ويجعل أبو مازن يوقع الاتفاق فى حدائق البيت الأبيض.. وباعتباره عضوا فى اللجنة المركزية فبات مشمولا بقرار أبو مازن بمنع السفارات الفلسطينية من استقبال أعضائها كما جرى العرف فى مطارات العالم..

شخصيا حين علمت من مصادر خاصة عن قصة الخصام الجديد بين دحلان والرئيس أبو مازن قلت" ما أشبه الليلة بالبارحة".. والبارحة فى 2002 حين ضارع أهم رمز فلسطيني أبو عمار، وحشد مظاهرات ضده فى غزة، ويقال إن دحلان يختار الشخص والمعركة دائما.. وعلى مدى سنوات كنت ألتقي به كصحافي ومصدر، فى أماكن ومناسبات مختلفة، منها ذلك اليوم من عام 2004 الذى كان يتكلم فيه كطلقات رصاص عن أبو عمار، بجرأة أدركت منها أن عصر عرفات ولى، كانت الوساطة الليبية قد نجحت فى عودته إلى رام الله..ثم مرافقته الرئيس فى رحلته الباريسية الأخيرة إلى مستشفى بيرسى العسكرى ليطوى صفحة الأب الروحى.. ومن خلال معرفتى الدقيقة به ومن خلال أصدقاء مشتركين، من الأعداء والمؤيدين له، يبدو لى وكأنه شخص ثالث وليس ما أعرفه أو يقوله الآخرون.. فقد قابلته منذ أشهر فى أحد فنادق القاهرة الشهيرة مع صحافي أمريكي ليبرالى من أصول مصرية وهو يجتمع برجال أوروبيين مهمين لتوصيل رسالة مشفرة عن القضية الفلسطينية يهدد فيها بأنهم سيلجأون لمجلس الأمن.. هذه القصة وغيرها كثير يقوم بها دحلان الشخص الثالث..
***
قصة دحلان وأبو مازن اليوم مع اختلافات بسيطة تشبه معركته مع عرفات.. وكما يقال لا يوجد دخان بدون نار، أبو مازن يرفع الحراسة عن بيت محمد دحلان، هكذا كان الخبر، فقد أتى على سيرة أولاد أبومازن، ولجنة من فتح تحقق فى الأمر، اندهشت فالرجل الذى اتهمه فاروق قدومى وغيره فى فتح والتنظيمات الفلسطينية بتصفية عرفات لم يحقق معه أحد، بل صار مستشارا للأمن القومي، وانتخبته فتح فى عضويتها المركزية، وهو نفس الذى اتهمه خصومه بأنه تسبب فى سيطرة حركة حماس على قطاع غزة، وتم تشكيل لجنة تحقيق ولم تصل إلى شىء، وبقى ركنا فى الحالة الفلسطينية يؤدى أدوارا خاصة، ولكن حين جاء على ذكر الأبناء تم التحقيق معه واتخذت ضده إجراءات عملية وعقابية، منها رفع اسمه من قوائم الأشخاص المهمين على المعابر، ورفع الحراسة عن بيته، وأخيرا مصادرة معدات تليفزيون الغد الشريك فيه.. أى أن كرة الثلج تدحرجت وتضخمت حتى سدت الطريق بين جيلين وسياستين مهما نفى هذا الطرف أو ذاك.. وقال صديق عزيز لي وكان مستشارا سياسيا سابقا لأبو عمار عن هذا الشقاق الجيد :" إنها سحابة صيف بين الطرفين..ستزول سريعا كعادة الطرفين فى السنوات الماضية" قلت: هذه المرة تختلف" فسكت وقال: دحلان عنصر نشيط واحتياطى لأى تغيير .. هكذا تدار السياسات فى العالم".. أمنت على كلامه، فى الوقت نفسه ، مصدر آخر فى رام الله روى لى ما يجرى فى قلب السلطة ودور بعض الدساسين، لكنه لم يتركنى فى حيرة.. مؤكدا أن الصراع حقيقي..
****
صديق عزيز مقرب من محمد دحلان سألته عن خبر منع دحلان من دخول مصر، ضحك وقال لى غدا سوف تلتقي به بعد أن يكون اليوم قد التقى بالوزير عمر سليمان مدير المخابرات العامة ... وفى مكان مختلف عن الأماكن التى التقينا فيها من قبل ذهب إليه فى الموعد المحدد، كان على غير عادته لا يرتدى زيا رسميا ، هادئا مبتسما لا تبدو عليه أمارات التوتر من معركة مرتقبة، ولا متحفظا معي بسبب معرفتي المعقولة بمسيرته وأدواره، وإن أراد يوحى بأنه أختلف الآن ..وصار فى العقد الخامس أكثر رصانة، فتركنا الحوار بيننا يمضى لا يقطعه سوى رنين الهاتف المحمول.. مرة قائد عربي شهير، ومرة أخرى عمرو موسى أمين جامعة الدول العربية، الذى دعاه مساء للقاء فى بيته.. فعلقت بدور: " أنت بتقابل الوطنيين والقوميين العرب" .. رد منتشيا" مرة كان السيد عمرو موسى معي.. وكنت أحاور أمريكيين وهاجمتهم بضراوة .. فبوسني موسى وقال : الله .. أنت غريب .. أمال محسوب على الأمريكان إزاي؟.. قلت له ضاحكا: هذى نقرة وتلك نقرة"..
***
أنت فعلا ممنوع من دخول مصر؟
ساخرا أعتقد أنني الآن موجود في مصر وليس في مكان آخر؟
نشر خبر بأنك ممنوع من دخول مصر، و من مقابلة الوزير عمر سليمان مدير المخابرات العامة، والوزير أحمد أبو الغيط وزير الخارجية.. فهل هذا صحيح ؟ ومن وراء هذا الخبر؟
أنت تسجل؟
نعم .. نحن بدأنا المقابلة..هل أنتظر لنبدأ ؟
مرة أخرى الخبر عارٍعن الصحة وهو خبر مدسوس أشاعه مغرضين
لكن هل أنت بالفعل ممنوع من مقابلة المسئولين فى مصر؟؟
أكرر مرة أخرى هذا.. هناك بعض الناس ليست لهم مهنة في العمل السياسي ولم يسجل لهم أنهم أحرزوا تقدما أو إنجازأ فى تاريخهم فى اجتماعات منظمة التحرير الفلسطينية أو فى حركة فتح ..مهمتهم الوحيدة هى النميمة وتسريب معلومات لإرباك الساحة الفلسطينية..وهؤلاء لاينشطون إلا في الأجواء الموبوءة.
أولا أنا تربطنى علاقة شخصية بمصر.. غير أنها رسمية، تاريخية منذ عهد الرئيس عرفات، وعلاقة شخصية طويلة مع الوزير عمر سليمان مدير المخابرات العامة، ومع الوزير أحمد أبو الغيط كذلك منذ أن كان مع الوزير عمرو موسى في وزارة الخارجية المصرية..
ولكننى لست من نوعية الناس الذين يبحثون عن اللقاءات من أجل اللقاء، وإذا كان لدي شيء أقوله يحدث اللقاء، إذا كان هناك شىء ضروري، والناس لديهم مشاغل ومهمات، وليس كل ما يأتى فلسطينى إلى القاهرة يجتمعون معه..
هذا التسريب ربما هو الذى دفع وزارة الخارجية المصرية للإعلان عن أن هذا لم يحدث ،وأعتقد انه لا يوجد تقليد فى وزارة الخارجية المصرية للرد على مثل هذه التسريبات عن شخص، ولكنها ردت هذه المرة لنفى الأمر بالكامل.. وأثناء هذا التسريب كنت في مؤتمر فى اليونان وكان يشارك فيه عرب ومصريون.. واليوم أنا في القاهرة وإلتقيت الاخ الوزير عمر سليمان وكان إجتماعاً مثمراً وبناءً.

لكن ما أسباب الخلاف مع أبو مازن..؟
من وجهة نظري..لا يوجد خلاف سياسي مع أبو مازن.. كنت ومازلت من المؤمنين بأن أبو مازن يستطيع أن يحدث تغييرا فى الوضع الفلسطينى، السياسي والداخلي ولا يوجد شك.. أنه حدث تقدم و تقبل دولي للقضية الفلسطينية .. للحالة الفلسطينية والموقف الفلسطينى فى السنوات الأخيرة، من الاتحاد الأوروبي و من دول كثيرة لم تكن تتفهم موقفنا، دول كثيرة كان لها موقف أوتوماتيكي لصالح إسرائيل بدأت تغير هذا الموقف..باختصار شديد ما جرى فى السنوات الماضية هو أن عاد الشعب الفلسطينى كضحية وإسرائيل كمعتدية، وفى فترة من الفترات تحولت إسرائيل أو حولت نفسها إلى ضحية وحولتنا فى الوعى الجماعي للمجتمع الدولي إلى معتد،وهذا مهم جدا .. في الصراع مع إسرائيل..
ولكن بعض المفسدين قد لا يعجبهم حالة الاستقرار فى النظام السياسي الفلسطيني.. فبدأوا يخربون ، وربما من بعض الأشياء التى نقلوها إلى الأخ أبو مازن أننى تحدثت عن أبنائه، وأنا تحدثت فى هذا الأمر فى اللجنة المركزية التى شكلت لجنة لمتابعة هذا الأمر وإنهائه..
لكن موقفي السياسي معروف، ولا يختلف بالمطلق عن قرار اللجنة المركزية التى اتخذته برئاسة أبو مازن، أنه لا ضروروة للذهاب إلى المفاوضات في ظل الاستيطان..
ولا يزال تقييمنا، وأنا ملتزم بهذا التقييم، أن حكومة نيتانياهو غير مؤمنة بحل الدولتين، و منذ عام 2000 وإلى الآن إسرائيل تدمر بشكل منهجي فرصة وتنفيذ حل الدولتين سياسيا أو حتى جغرافيا من خلال توزيع الاستيطان جغرافيا..
أفهم من كلامك أن هناك خلافا..
مقاطعا..
لا يوجد خلاف سياسى بالمطلق..
لا أعنى خلافا سياسيا بل خلافا على آلية معينة على التفاوض مع إسرائيل..
الآليات والتفاوض هذه توجد لها لجنة تفاوض، ولست مفاوضا، أنا خرجت من لجنة المفاوضات بعد استشهاد الرئيس أبو عمار، ولم أعد إلى المفاوضات، خرجت من الحكومة ولا أريد أن أعود إلى العمل الحكومي.. ووظفت كل جهودى خلال الفترة السابقة أن أعمل فى داخل صفوف فتح وذهبت إلى المؤتمر، وقد كافأني أبناء فتح فى المؤتمر، وأعمل فى إطار اللجنة المركزية، فى مهمتى فى الإعلام والثقافة

لكن قيل إنك هاجمت أبو مازن فى القاهرة حول المفاوضات وهو غضب غضبا شديدا وشكى للإدارة المصرية؟
أولا أنا أطرح موقفي فى إطار القيادة الفلسطينية، وموقفي واضح ومعروف، فى إطار..اللجنة المركزية ومنظمة التحرير.. ولكننى أعتقد أننا بإمكاننا أن نفعل أكثر ، فالاتجاه العام صحيح ودقيق.. ولكن مثلا أنا أستمع إلى خيارات الدكتور صائب عريقات وهى سبعة خيارات ثم ستة، ثم استمع إلى حل السلطة..