سلسبيل
12-30-2010, 08:30 AM
30/12/2010
كتب دلع المفتي : القبس
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Authors/876a50a9-7ddc-4b9b-b7df-116c641a86e9_author.jpg
تتلبسني احيانا أرواح او شخصيات مختلفة، فتارة اجدني وقد أصبحت شرطي مرور، وتارة انقلب مرشدة اجتماعية او محللة نفسية، وأحيانا أفيق لأجد نفسي دكتورة أفتي في الطب والامراض وعلاجاتها. لا أدري من أين تأتيني القناعة انه يمكنني ان أفعل ما أفعل.. لكنني أفعله على أي حال.
رأيت رجلا يوما يقود سيارته حاملا طفله الرضيع بين يديه، فأخرجت رأسي من نافذة سيارتي ورحت أصرخ به كالمجنونة، الى ان توقف وأبعد طفله عن حضنه وهو يرميني بنظرة «حرام هذه المسكينة». ومرة توقفت بجانبي سيارة وإذ بسيدة (فاضلة) تفتح نافذة سيارتها وترمي بعلبة فارغة من شق النافذة، لم أتمالك أعصابي وإذ بي أنزل من سيارتي وألتقط العلبة وأعيدها من شق النافذة نفسه الى حضن السيدة.. المذهولة. وللعلم فقط.. إن كنت «عالق» في زحمة مرورية خانقة وحاولت ان تقود سيارتك على «حارة الامان»، ووجدت سيارة تخرج «بوزها» لتعيق مسارك.. فهذه أنا.
كثيرا ما اتمنى ان أقوم بأشياء يمنعني عنها خجلي، او ادبي، (وفي الغالب اولادي). فمرة تمنيت ان أصفع «أما» عندما رأيتها وطفلها ينزلان على السلم الكهربائي في أحد المجمعات، ولصدمتي وقع الطفل وقام ونفض ثيابه وتفحص جروحه ومسح دموعه وما زالت (المدام) تكبس ازرار جهاز البلاك بيري الذي لم ترفع عنه عينيها. ومرة وددت لو استوقفت تلك الفتاة التي كانت تركب خلف شاب على «الموتوسيكل»، لا لسبب إلا لأسحب لها قميصها الذي كان قد ارتفع ليصل الى رقبتها (خوفا عليها من البرد فقط..!!).
المصيبة هي عندما تتلبسني شخصية المصلحة الاجتماعية، فأتدخل في ما يعنيني وغالبا في ما لا يعنيني من مشاكل وسوء فهم بين الأصدقاء والأقرباء، (يسمونها لقافة أو كثرة غلبة)، وعندما اتدخل بين البصلة وقشرتها.. طبعا تعرفون النتيجة.
على الجانب الإيجابي من نواياي المجنونة، «تكبس» علي أحيانا عاطفة قوية تجعلني اتغزل بكل فتاة او طفل او حتى شاب يمشي امامي، (وهنا بالذات تنفقع مرارة اولادي)، فلا أستطيع كتمان اعجابي بجمال طفل أو بضحكة شاب أو بأناقة شابة أو بتهذيب سيدة.. فأرمي كلماتي عليهم من دون سابق إنذار. في معظم الاحيان أتلقى ابتسامات خجولة او كلمات شكر جميلة، لكن في بعض الاوقات أرى نظرات الاستغراب في عيون من أكلمهم مشككين في صحتي العقلية.
لا تضحكوا علي.. لكن أحيانا عندما أنتهي من كتابة مقال ويكون من النوع الساخر الذي احب، أربت على كتفي وأقول لنفسي.. «برافو دلوووع».. (أدلع نفسي كمان)!! صدقوني، لا احب التملق ولا دلق كلمات الاعجاب بلا معنى، وأكثر ما اكرهه هو المجاملات الفارغة، لكن عندما أشعر بإحساس قوي في داخلي، لا بد ان اخرجه، سلبيا كان ام ايجابيا... أما العواقب... فخلوها على الله...!!
***
عام جديد: لكل قرائي الذين غمروني بمحبتهم.. كل عام وانتم بألف بخير.. أحبكم.
دلع المفتي
كتب دلع المفتي : القبس
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Authors/876a50a9-7ddc-4b9b-b7df-116c641a86e9_author.jpg
تتلبسني احيانا أرواح او شخصيات مختلفة، فتارة اجدني وقد أصبحت شرطي مرور، وتارة انقلب مرشدة اجتماعية او محللة نفسية، وأحيانا أفيق لأجد نفسي دكتورة أفتي في الطب والامراض وعلاجاتها. لا أدري من أين تأتيني القناعة انه يمكنني ان أفعل ما أفعل.. لكنني أفعله على أي حال.
رأيت رجلا يوما يقود سيارته حاملا طفله الرضيع بين يديه، فأخرجت رأسي من نافذة سيارتي ورحت أصرخ به كالمجنونة، الى ان توقف وأبعد طفله عن حضنه وهو يرميني بنظرة «حرام هذه المسكينة». ومرة توقفت بجانبي سيارة وإذ بسيدة (فاضلة) تفتح نافذة سيارتها وترمي بعلبة فارغة من شق النافذة، لم أتمالك أعصابي وإذ بي أنزل من سيارتي وألتقط العلبة وأعيدها من شق النافذة نفسه الى حضن السيدة.. المذهولة. وللعلم فقط.. إن كنت «عالق» في زحمة مرورية خانقة وحاولت ان تقود سيارتك على «حارة الامان»، ووجدت سيارة تخرج «بوزها» لتعيق مسارك.. فهذه أنا.
كثيرا ما اتمنى ان أقوم بأشياء يمنعني عنها خجلي، او ادبي، (وفي الغالب اولادي). فمرة تمنيت ان أصفع «أما» عندما رأيتها وطفلها ينزلان على السلم الكهربائي في أحد المجمعات، ولصدمتي وقع الطفل وقام ونفض ثيابه وتفحص جروحه ومسح دموعه وما زالت (المدام) تكبس ازرار جهاز البلاك بيري الذي لم ترفع عنه عينيها. ومرة وددت لو استوقفت تلك الفتاة التي كانت تركب خلف شاب على «الموتوسيكل»، لا لسبب إلا لأسحب لها قميصها الذي كان قد ارتفع ليصل الى رقبتها (خوفا عليها من البرد فقط..!!).
المصيبة هي عندما تتلبسني شخصية المصلحة الاجتماعية، فأتدخل في ما يعنيني وغالبا في ما لا يعنيني من مشاكل وسوء فهم بين الأصدقاء والأقرباء، (يسمونها لقافة أو كثرة غلبة)، وعندما اتدخل بين البصلة وقشرتها.. طبعا تعرفون النتيجة.
على الجانب الإيجابي من نواياي المجنونة، «تكبس» علي أحيانا عاطفة قوية تجعلني اتغزل بكل فتاة او طفل او حتى شاب يمشي امامي، (وهنا بالذات تنفقع مرارة اولادي)، فلا أستطيع كتمان اعجابي بجمال طفل أو بضحكة شاب أو بأناقة شابة أو بتهذيب سيدة.. فأرمي كلماتي عليهم من دون سابق إنذار. في معظم الاحيان أتلقى ابتسامات خجولة او كلمات شكر جميلة، لكن في بعض الاوقات أرى نظرات الاستغراب في عيون من أكلمهم مشككين في صحتي العقلية.
لا تضحكوا علي.. لكن أحيانا عندما أنتهي من كتابة مقال ويكون من النوع الساخر الذي احب، أربت على كتفي وأقول لنفسي.. «برافو دلوووع».. (أدلع نفسي كمان)!! صدقوني، لا احب التملق ولا دلق كلمات الاعجاب بلا معنى، وأكثر ما اكرهه هو المجاملات الفارغة، لكن عندما أشعر بإحساس قوي في داخلي، لا بد ان اخرجه، سلبيا كان ام ايجابيا... أما العواقب... فخلوها على الله...!!
***
عام جديد: لكل قرائي الذين غمروني بمحبتهم.. كل عام وانتم بألف بخير.. أحبكم.
دلع المفتي