الفتى الذهبي
12-25-2010, 11:48 PM
مؤكدا لـ الوطن أن للكويت مكانة كبرى في نفوس اللبنانيين
2010/12/25
http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/images/78166_o.png
السيد علي فضل الله متحدثاً للزميل عباس دشتي (Alwatan)
لم نناقش إعلان مرجع بدلاً من السيد فالأمر بحاجة إلى كثير من الدراسة لاختيار المناسب
مستمرون على نهج الانفتاح والعلاقة مع الآخرين ولا حواجز تمنعنا من الاتصال بالمراجع
الشيعة جزء من النسيج اللبناني ومشاركون في مواجهة التحديات كافة
اتهام بعض الأفراد لا يعني تعميم الأمر على كل أبناء الطائفة وعلينا معالجة موضوع الحريري في إطاره المحدود
المسلمون جميعاً مستهدفون وليس الطائفة الشيعية فقط خوفا من تنامي الإسلام
الحسين شهيد القيم والمبادئ والحزن عليه إنساني إسلامي عام
ضرب الرؤوس وما يشابهه لا يجوز في الاحتفال بـ«عاشوراء»
لقاء اجراه عباس دشتي:
اشاد السيد علي فضل الله بالقيادة السياسية لدولة الكويت ودورها في تخفيف المعاناة عن الشعب اللبناني خلال الازمات المتتالية وآخرها حرب يوليو 2006، مضيفا يكفي اللبناني ان يمر على المدن والقرى اللبنانية التي قامت الكويت باعادة بنائها ليدرك دورها.
ولفت في لقاء مع «الوطن» الى انه جاء للكويت لتقديم الشكر والتقدير للكويت والكويتيين لمشاركتهم في تعازي السيد محمد حسين فضل الله وعلى ما أبرزوه من مشاعر طيبة.
وقال ان السيد محمد فضل الله استنكر مظلومية السيدة الزهراء عليها السلام بكسر الباب على ضلعها وانه بنى رأيه على الاسانيد العلمية، كما حرم الشعائر الحسينية المعتمدة على اذى الجسد مثل ضرب الرؤوس والسلاسل.
واكد ان شيعة لبنان هم جزء من النسيج اللبناني متمنيا ان يكون لهم حضور في كل الميادين،
وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
المرجع البديل
* ما سبب عدم اعلان مرجع بدلا من سماحة السيد الفقيد محمد حسين فضل الله بعد وفاته؟
- حتى الآن لم تدخل المؤسسة في مناقشة هذا الموضوع مع وجود استعداد لدراسته جيدا، لان الامر بحاجة الى الكثير من الدراسة والتشاور حتى تصل الى اختيار الشخص الذي باستطاعته استكمال هذه المسيرة التي انطلق منها سماحة السيد رضوان الله تعالى عليه في المجال الفقهي.
ولكن هناك رأي للفقهاء بالموافقة على تقليد المرجع الميت والقناعة بكونه الاعلم، ومن البدهي ان هناك متابعة من المؤسسة والمتابعين والمقلدين له وستكون للمؤسسة موقف في هذا الاطار، عندما ترى القناعة بشخص يمكنه استكمال المسيرة حتى الآن لم تتقدم اية شخصية لطرح مرجعيته ليكون خلفا لسماحة السيد.
السيد الغريفي
* كانت هناك اقاويل واصابع تدور حول السيد عبدالله الغريفي ليكون خليفة للمرجع الفقيد، فما صحة ذلك؟
- سماحة السيد عبدالله الغريفي من الاشخاص المشهود لهم في الساحة الفقهية ودوره كبير في المجالات الدينية، كما كان رفيق الدرب لسماحة السيد، ولكنه لم يطرح نفسه ليكون بديلا لسماحة السيد فضل الله، وربما لا يرغب الدخول في هذا المجال وهو من الاشخاص الذين كانوا يرون مرجعية السيد وتميزه.
فتاوى السيد كافية
* اذا كيف تصدر الفتاوى من مكتب السيد؟
- الحاصل الآن هو تبيان الفتاوى التي اصدرها سماحة السيد في حياته والامور المتعلقة ببدايات الشهور، وليست هناك فتاوى جديدة او كما يقال المسائل المستحدثة فيمكن الرجوع الى الفتاوى السابقة او المراجع الآخرين، وارى ان اراء سماحة السيد كافية للمكلف على الاقل في هذه المرحلة، وكما يقال انه في المسائل المستحدثة يجب الرجوع الى المرجع الحي ولكن من خلال معرفتنا بسماحة السيد ومتابعتنا للاستفتاءات التي تطلق على رأي السيد فلسنا بحاجة للرجوع الى فتاوى مرجع آخر حيث ان فتاوى السيد كافية.
* إلى من ترجعون حول المسائل المستحدثة؟
- حتى الآن لم يصدر رأي من مكتب سماحة السيد أو المؤسسة في هذا الإطار، ولكن سيصدر بيان بهذا الشأن في المرحلة المقبلة، مع أننا لسنا بحاجة إلى فتاوى مراجع آخرين، والمكلف هو الذي يحدد إلى من يرجع من المراجع الأحياء.
علاقتنا بالمراجع
* كان لسماحة السيد دور كبير في إيجاد القنوات الاجتماعية مع الآخرين، فهل مكتب السيد على نفس النمط بالعلاقة مع المراجعين الآخرين؟
- من الطبيعي أننا نستمر على نفس النهج الذي كان عليه سماحة السيد بعلاقته مع المراجع الآخرين الذين نجلهم ونوقرهم، فهناك تواصل عن طريق مكاتب المراجع، وليست هناك أية حواجز تمنعنا من الاتصال مع المراجع.
مقلدو السيد
* أين ينتشر مقلدو السيد؟
- ليس هناك مكان محدد لانتشار مقلدي السيد فهم في الكويت وفي العالم العربي وأوروبا وأمريكا واستراليا، فهناك امتداد لمرجعية السيد في كل مكان، ولكن ليس هناك إحصائية بالمعنى الدقيق، ولكن من خلال الأسئلة التي تصل للمكتب ندرك مدى ثقافة عدد مقلدي السيد ولاشك أن استمرار المقلدين بعد وفاة سماحة السيد يدل على الحجم الكبير لمرجعيته، أي أن هذا التفاعل الذي وجدناه في الآونة الأخيرة رأينا وجود أعداد ضخمة لمقلدي السيد.
ظلامة الزهراء
* كان لسماحة السيد رأي مخالف مع الكثير من الجماعات الشيعية حول مظلومية السيدة الزهراء عليها السلام، فهل كان لدى السيد شك حول هذه المظلومية؟
- سماحة السيد لم يشك في مظلومية السيدة الزهراء عليها السلام في حياتها وهذا يعرفه الكل من خلال خطبتها، ولكن سماحة السيد نقض حادثة الهجوم على بيتها وكسر ضلعها، فقد ناقش السيد الموضوع على مستوى السند والمضمون وأنه لا يمكن حدوث ذلك بوجود الإمام علي عليه السلام، حيث كان على الأقل بإمكانه الدفاع عن زوجته، كما أن السيد لم يعتقد بأن هؤلاء القوم الذين قدموا لأخذ البيعة من الإمام وأن يتجرؤوا بالهجوم على ابنة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم على الأقل من موقع سياسي إن لم نتحدث من موقع ديني، فقد ناقش سماحة السيد هذا الأمر وتحدث عن رأيه، وكان السيد يتمنى مناقشة هذا الرأي مع المخالفين والمعارضين، مع أن هؤلاء كان حديثهم غير علمي، لذا فإن السيد ينفي بأن السيدة الزهراء عليها السلام ظلمت.
وسماحة السيد من الأشخاص الذين يؤكدون ضرورة مناقشة ما ورد في التاريخ مع أن هناك من ينظر بعدم مناقشة التاريخ حتى لا يخل بالحدث ومساراته وظلاماته وتركه على ما كان عليه، كما أن السيد كان يرى بأنه على المسلمين بشكل عام والشيعة بشكل خاص مناقشة التغيرات وإيجاد السبل الكفيلة للتوحيد فيما بينهم وإزالة الأحقاد التي في التي في نفوسهم تجاه بعضهم البعض، حتى لايناقش هذا الفكر عندها يبدو انه غير صحيح والمطلوب العمل على تنقية الفكر من كل ما يدخل اليه في كل مرحلة من مراحل الحياة لاسيما ماورد الينا عن الرسول الاكرم عليه الصلاة والسلام والتدقيق في سنده والمضمون وعرضه على المنطق كما جاء في الروايات «وماجاءكم من حديث من بر وفاجر فاعرضوا على كتاب الله فما وافق كتاب الله فخذوه وماخالف كتاب الله فاضربوا به عرض الحائط ولا تأخذو به».
علماء لم يقبلوا الموضوع
* ما الفارق بين اسانيد السيد بعدم ظلامة السيدة الزهراء عليها السلام في هذه الجزئية وبين الكتب التي اشارت الى ذلك؟
- علينا ان ندرك ان هناك اجتهادا في هذا المجال، ولقد استطاع سماحة السيد من خلال اجتهاده ان يصل لقناعة كاملة من حيث السند والمضون ان هذا الحدث ليس صحيحا، وليس من الضروري انه وقف موقفا سلبيا ناقشوا ذلك علميا، خاصة وان هناك الكثير ممن ناقشوا الموضوع مناقشة علمية، فهناك المرجع الديني الكبير العالم الشيخ المفيد وكذلك المرجع الشيخ حسين كاشفا الغطاء حيث قال ان الاشكال لايقبله عقلي، وناقش الموضوع في كتابه جنة المأوى، كما ناقش الموضوع السيد معروف الحسني في كتابه سيرة الأئمة الاثني عشر، ومن جهة لم يتطرق السيد عبدالحسين شرف الى الموضوع في كتاب المراجعات، وعندما سأله سماحة السيد في زيارته الى لبنان عن الموضوع فرد بانه لم يثبت عنده لذا لم يطرح الموضوع في مناقشته شيخ الازهر في ذلك الكتاب، وهناك الكثير من العلماء الذين ناقشوا الموضوع مناقشة علمية وروائياً ومن حيث المضمون.
ولانرضى بان تكون المناقشة بطريقة تؤدي الى ان يشمت بالفكر الشيعي والانتقاص من المذهب، لذا فان الالتزام بالمذهب يجب ان يكون وفق قناعة راسخة وليست بقضايا لم تثبت امام النقد.
تواصل الشيعة
* كيف ترون وضع شيعة لبنان وسط كثرة الاحزاب والاوضاع السياسية هناك؟
- من المؤكد ان شيعة لبنان هم جزء من النسيج اللبناني ولهم دور في المشاركة بكافة المجالات بكل حرية وقوة من اجل جعل البلد بامكانه مواجهة التحديات، وعليه ندعو الى المشاركة الفعالة في المواقع كافة لذا نجد الحضور في كل الميادين، ونرى ان هناك تكاملا بين كل اللبنانين والتعاون بالمشاركة في العملية السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ونرى ان هناك تداخلا بين الشيعة وغيرهم من الاحزاب وليس هناك انفصال، وهذا هو المطلوب من الشيعة بتواجدهم وتواصلهم مع الآخرين وعدم الانغلاق على انفسهم واعتبار انفسهم مواطنين في اي بلد يعيشون فيه ويتفاعلون مع الآخرين.
http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/images/78167_o.png
عدم تعميم المشاكل
* وكان هناك هجوم من قبل البعض على الشيعة بعد مقتل رفيق الحريري بل أن هناك اصابع الاتهام تشير الى حزب الله؟
- من الطبيعي ان هناك تنوعاً للشيعة في لبنان ولديهم اتجاهات متعددة، وفي الوقت نفسه هناك تواصل بين كل الفئات الشيعية، وكذلك تواصل الشيعة مع غيرهم، فمن الطبيعي ونتيجة الواقع اللبناني فأي ظرف يحدث لأي طرف لاشك انه ينعكس على الآخرين، اي ان حصلت مشكلة مع الانسان الشيعي فانه يتحول الى كل الشيعة والعكس تماماً مع السنة، مع اننا نحرص ونؤكد ضرورة وجود ضوابط ينطلق منها الجميع حتى لا تتحول المشكلة الى الدائرة الطائفية او المذهبية وتعميق المشاكل مع الاحزاب الاخرى، لذا يجب الا نعمم هذه الاشكالات، وكذلك في الكويت يجب الا تعمم المشاكل بين السنة والشيعة حتى لا تصل الأمور الى التصرف المشين او الاساءة لاحد الرموز الاساسية التي يجلها الآخر وعدم التوسع في مثل هذه الأمور.
والمعروف ان المشكلة حالياً في لبنان هي حول استشهاد رفيق الحريري تلك الشخصية التي كان لها موقع في لبنان وكذلك في الدائرة السنية، وعليه تم اخيراً توجيه الاتهام لأفراد الشيعة، ومن الطبيعي ان الاتهام باق حتى صدور القرارات النهائية مع ان البعض يؤكد وجود اشكال بين السنة والشيعة، لذا علينا وضع المشكلة في نصابها بعد دراستها، والمعروف ان هناك أفراداً متهمون بهذه القضية وليس كل الشيعة وان كان هناك تحفظ على هذا الاتهام وتحيط به اشكالات كثيرة ولكن لا ينبغي ان توجه المشكلة بوجود مشكلة سنية شيعية، فيجب ترك القضية في اطارها الثقافي المحدود ومعالجتها في اطارها المحدود.
علاقات متواصلة
* وهل هناك اختلاف بين المجاميع الشيعية، وما هي علاقتكم بالمجلس الشيعي الأعلى؟
- نرى ان الموقف الشيعي موحد، حيث ان هناك عملا متواصلا بين هذه المجاميع، ولا شك ان هناك اختلافا في وجهات النظر وهو امر طبيعي، ولكن هناك تواصل فيما بين الشيعة وكذلك الشيعة والمسيحيون والسنة وهو امر مطلوب منذ القدم.
كما ان هناك تواصلاً جيداً مع نائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان، اضافة الى كل المحبة والاحترام، وهذا مطلوب في كل المراحل، حيث تعلمنا من سماحة السيد هذا الانفتاح لافنتاحه على الجميع سواء المجتمع الشيعي والسني والمسيحي، مع انه كان حريصا على حل اية اشكالات والتصدي لها باستمرار.
اجتهاد علي أمين
* ما رأيكم بتصريحات السيد علي أمين؟
- لا اعتقد بأن لدى السيد علي امين مشكلة مع الشيعة في لبنان، ولكن له رأيه وتوجهاته السياسية وهي امر طبيعي قد يتخذ الانسان موقفاً لا يراه الآخرون، وكذلك هو امر طبيعي في الاجتهاد الشيعي، فهناك اجتهاد في الفقه كما يوجد اجتهاد في الجانب الثقافي والسياسي، وللسيد علي امين رأيه كما للاخرين آراء أخرى.
الهجوم على المسلمين
* كما ان هناك هجوما على شيعة لبنان هناك ايضا هجوم الشيعة في العالم فما سبب ذلك؟
- الصراحة هناك هجوم على الاسلام في العالم، وهو امر طبيعي لان الآخرين يشعرون بان الاسلام يملك في داخله قوة وحيوية وعليه فانهم يبذلون قصارى جهدهم لمواجهة المسلمين الذين يقفون ضد مشاريع الاستكبار وعليه يسعون لإيقاف مواقف المسلمين بكل قوة، لذا هناك توجه لعدم تنامي أية قوة اسلامية، والمطلوب من المسلمين ان يفكروا جيدا بنقاط ضعفهم حتى لا يسمحوا للآخرين ان ينفذوا اليهم من خلال هذه النقاط، وهذا ما ندعو اليه دائما ولاشك ان كانت هناك مشاكل مع الشيعة فمن البديهي ان هناك مشاكل مع المسلمين بشكل عام.
http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/images/78168_o.png
الطائفية مجمع عشائري
* ما رأيك بالطائفية التي انتشرت في الآونة الأخيرة؟
- يجب ان يدرك الجميع بان الطائفية لا تمثل الدين ولكنها تمثل تجمعا عشائريا، وكان سماحة السيد يشير الى هذا دائما، ونرى انه عندما نتحدث عن المواقع الطائفية نجد ان رموزها لا يكونون ملتزمين بالدين او المذهب، فالطائفية تمثل عنوانا يلتقي عليه الجميع وقد لا يكون هذا العنوان هو المضمون، ونحن ندعو الى الالتزام وعدم الدعوة الى ما يسمى بالطائفية كما اننا ندعو الانسان الالتزام عندما يكون منفتحا على الآخرين عكس ان كان طائفيا فانه سيغلق الابواب على نفسه ليعيش اطاره المنغلق ويشعر بوجود حواجز بينه وبين الآخرين، ومن هنا اقول يجب ان يكون الانسان الملتزم منفتحا من موقعه الفكري والروحي وهي دعوة الباري عز وجل في كتابه الكريم {قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا}، وكذلك دعوة للمسلمين {وان تنازعتم في شيء فردوه الى الله ورسوله}، ودعوته في العلاقة لغير المسلمين {وانا واياكم لعلى هدى او ضلال مبين}، ونرى بانه على الانسان الشعور برسم جسر علاقته مع الآخرين، والا يمنع رسم هذا الجسر عن طريق مواقع الاختلاف في هذا الاطار والتأكيد على رسم الجسور التي تشكل القاعدة كما قال الامام علي عليه السلام «الناس صنفان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق» ومن هنا على الانسان ان ينشئ جسر الدين فيه الانسانية حتى يلتقي فيه مع الآخرين.
الحسين شهيد القيم والمبادئ
* ولكن هناك اصوات ترتفع وتكثر خلال المناسبات الدينية وخاصة في عاشوراء الامام الحسين عليه السلام الذي يقره البعض بانه يوم فرح وسرور؟
- نعتقد جميعا بان المسلمين يرون بان الامامين الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة ويجلونهما ولا نعتقد ان هناك انساناً يدرك بان الامام الحسين استشهد في كربلاء كان لهدف ذاتي بل انه خرج قائلا: «اني لم أخرج اشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا انما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي آمر بالمعروف وانهى عن المنكر فمن قبلني بقبول حسن فالله اولى بالحق ومن رد علي اصبر حتى يحكم الله بيني وبينكم».
والمعروف ان الامام الحسين عليه السلام انطلق حيث انطلق جده الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم ولهذا قال «ايها الناس سمعت رسول الله يقول «من رأى منكم سلطانا جائرا مستحلا لحرام الله ناكث العهد عمل في عباده بالاثم والعدوان، فلا يغير عليه بقول أو فعل كان حقا على الله ان يدخله مدخله، الا وان هؤلاء القوم قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن واحلوا جرائم الله وحرموا حلاله واستأثروا بالغي وعطل الحدود».
ونرى أن الامام الحسين عليه السلام واجه القوم بهذا المنطق، لذا فالقضية هي قضية الاسلام ولها دلالة بأن من يرى ان الامام الحسين عليه السلام استشهد لهذه القيم والمبادئ لابد وان يحزن، وليس من الضروري ان يكون الحزن اسلاميا بل انسانيا، لأن الامام الحسين عليه السلام وقف من اجل هذه القيم والانسانية خاصة وان الطرف الآخر كان يساء اليه والى قيمه ومبادئه وقوانينه وتعطيل الحدود وهدر اموال الناس، وباعتقادي انه لا يمكن لأي انسان يفكر بانسانيته يعتبر يوم عاشوراء يوم فرح وسرور.
زيارة شكر وتقدير
* هل هذه اول زيارة لكم للكويت، وما هدف الزيارة؟
- كانت لدي عدة زيارات سابقة، وهدف هذه الزيارة هو الالتقاء بالاخوة الكويتيين الذين لدينا معهم علاقات ود ومحبة، اضافة الى فضل الكويتيين على اللبنانيين، والعلاقة المميزة مع سماحة السيد رضوان الله تعالى عليه، وجئنا لنشكر اهل الكويت الاعزاء على تعازيهم ومشاركتهم ومحبتهم ووفائهم، كذلك شكر سمو أمير البلاد المفدى وسمو ولي عهده الأمين وسمو رئيس مجلس الوزراء على ما ابدوه من مشاعر طيبة في نعيهم لسماحة السيد، ولقد عبرنا عن تقديرنا الكبير على المشاعر الجياشة والعاطفة الصادقة، وزيارة الاخوة الاعزاء الذين لدينا معهم علاقات طيبة وصادقة.
الحسين للجميع
* كانت لديكم عدة زيارات للحسينيات في الكويت، فما رأيكم بهذه الحسينيات؟
- لقد وجدنا جموعا كبيرة في الحسينيات وخاصة في هذا الشهر للمشاركة في احياء الشعائر الحسينية، ونتمنى دائما ان تكون الجموع عامة بمشاركة الجميع في هذه المناسبات، ولقد اكدنا مرارا بأن الامام الحسين عليه السلام هو للجميع وعنوان للثلاثي بين الجميع والوحدة بين المسلمين سواء بشخصه أو حياته أو في استشهاده.
ونجد ان هناك وعيا متناميا لدى اولئك الذين يقدمون السيرة الحسينية وهم حريصون على هذا التداول حول مسيرة عاشوراء، والحرص على ان يعيش عاشوراء في كل العقول والقلوب وازالة بعض المظاهر التي تسيء اليها من خلال ضرب الرؤوس والسلاسل والاجواء الاخرى التي تسيء الى عاشوراء، ولقد رأينا ان هناك طريقا لتقديم عاشوراء بالصورة الاسلامية بأن عاشوراء ليست للشيعة فقط، وان كلمة يالثارات الحسين هي في مواجهة السنة، بل هذه الكلمة هي في مواجهة كل ظلم وعدوان، وللعلم هناك من دعا لجعل عاشوراء الحسين اسلامية وانسانية وهذا ما ندعو اليه وان يعمم ونحسن استغلال عاشوراء التي تعمل على صناعة الفكر الاسلامي الصافي النقي مع العاطفة الاسلامية والمشاعر الحيوية، وان تقدم عاشوراء كجزء من السيرة الاسلامية والا يكون منفصلا.
يحرم أذى الجسد
* ما رأي سماحة السيد بالشعائر الحسينية؟
- حرم سماحة السيد كل الوسائل العنيفة من ضرب الرؤوس والسلاسل واعتبرها وسائل لا تمت الى مواساة الامام الحسين عليه السلام، فهناك طرق عديدة للمواساة مثل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحمله لكل انواع الألم والمعاناة في هذا الطريق ومواجهة العدو الاسرائيلي وغيره، هذه الوسائل والمواقف هي التي يمكن للمؤمن ان يعبر عنها، كما ان السيد يرى ان هذه الشعائر تسيء الى صورة الامام الحسين عليه السلام واصحابه والى المذهب الذي ينطلق به من يقوم بمثل هذه الشعائر، ويرى انه لا يجوز للانسان ان يؤذي جسده الا في المواقع التي يجوّزها الله تعالى مثل الجهاد، وعليه فإن السيد حرم التدخين لانه يؤذي الانسان وحرم كل شيء يؤذي جسد الانسان وكل ما كان ضرره اكبر من نفعه اعتبره السيد حراما وكان يدعو الى التعبير العصري عن عاشوراء من خلال اثارة المشاعر الحزينة والعاطفة والفكر مع الندب الخفيف وتقديم السيرة الصحيحة.
التدخين حرام ولا يفطر
* ولكن سماحة السيد اجاز التدخين في رمضان.
- السيد حرم التدخين في رمضان كما حرمه بشكل عام وهو مطروح في الرسالة العملية، ولكنه يرى ان التدخين لا يفطر ان صادف الصائم اي دخان في الطريق وليس معنى ذلك التدخين المعتاد عليه، وعليه فانه يرى ان قام الانسان بالتدخين فقد ارتكب حراما ولكنه لا يفطر.
الكويت في لبنان
* هل من كلمة في نهاية اللقاء؟
- سعداء بوجودنا في الكويت ونشهد بان الكويت تمثل البلد الاول وليس الثاني وهي كلبنان حيث اننا نشعر بالاجواء اللبنانية وسط الاخوة الاعزاء ولا نشعر بالغربة، ولابد ان يكون لدينا تقدير كبير للكويت قيادة وشعبا على كل جهودها التي عبرت عنها من خلال الصندوق الكويتي للتنمية، وايضا من خلال مساهماتها الاخرى التي لم تبخل بها على لبنان ودعمها لاقتصاد لبنان ووقوفها مع لبنان في كافة المشاكل والازمات والظروف ولابد من الشكر الجزيل والخاص لسمو أمير البلاد المفدى على الهبة التي قدمها لإعادة بناء مبرة الإمام علي عليه السلام، مع انها لم تكن ضمن مشروع صندوق التنمية.
وكل الشكر للكويت وما قدمه شعب الكويت، وعندما نتجول في لبنان نرى آثار الكويت والكويتيين في كثير من المدن وقرى لبنان، وهذا يعبر عن روحية العطاء والكرم الاصيل للكويتيين حيث انهم يساهمون من اجل رضى الله وخدمة الناس.
2010/12/25
http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/images/78166_o.png
السيد علي فضل الله متحدثاً للزميل عباس دشتي (Alwatan)
لم نناقش إعلان مرجع بدلاً من السيد فالأمر بحاجة إلى كثير من الدراسة لاختيار المناسب
مستمرون على نهج الانفتاح والعلاقة مع الآخرين ولا حواجز تمنعنا من الاتصال بالمراجع
الشيعة جزء من النسيج اللبناني ومشاركون في مواجهة التحديات كافة
اتهام بعض الأفراد لا يعني تعميم الأمر على كل أبناء الطائفة وعلينا معالجة موضوع الحريري في إطاره المحدود
المسلمون جميعاً مستهدفون وليس الطائفة الشيعية فقط خوفا من تنامي الإسلام
الحسين شهيد القيم والمبادئ والحزن عليه إنساني إسلامي عام
ضرب الرؤوس وما يشابهه لا يجوز في الاحتفال بـ«عاشوراء»
لقاء اجراه عباس دشتي:
اشاد السيد علي فضل الله بالقيادة السياسية لدولة الكويت ودورها في تخفيف المعاناة عن الشعب اللبناني خلال الازمات المتتالية وآخرها حرب يوليو 2006، مضيفا يكفي اللبناني ان يمر على المدن والقرى اللبنانية التي قامت الكويت باعادة بنائها ليدرك دورها.
ولفت في لقاء مع «الوطن» الى انه جاء للكويت لتقديم الشكر والتقدير للكويت والكويتيين لمشاركتهم في تعازي السيد محمد حسين فضل الله وعلى ما أبرزوه من مشاعر طيبة.
وقال ان السيد محمد فضل الله استنكر مظلومية السيدة الزهراء عليها السلام بكسر الباب على ضلعها وانه بنى رأيه على الاسانيد العلمية، كما حرم الشعائر الحسينية المعتمدة على اذى الجسد مثل ضرب الرؤوس والسلاسل.
واكد ان شيعة لبنان هم جزء من النسيج اللبناني متمنيا ان يكون لهم حضور في كل الميادين،
وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
المرجع البديل
* ما سبب عدم اعلان مرجع بدلا من سماحة السيد الفقيد محمد حسين فضل الله بعد وفاته؟
- حتى الآن لم تدخل المؤسسة في مناقشة هذا الموضوع مع وجود استعداد لدراسته جيدا، لان الامر بحاجة الى الكثير من الدراسة والتشاور حتى تصل الى اختيار الشخص الذي باستطاعته استكمال هذه المسيرة التي انطلق منها سماحة السيد رضوان الله تعالى عليه في المجال الفقهي.
ولكن هناك رأي للفقهاء بالموافقة على تقليد المرجع الميت والقناعة بكونه الاعلم، ومن البدهي ان هناك متابعة من المؤسسة والمتابعين والمقلدين له وستكون للمؤسسة موقف في هذا الاطار، عندما ترى القناعة بشخص يمكنه استكمال المسيرة حتى الآن لم تتقدم اية شخصية لطرح مرجعيته ليكون خلفا لسماحة السيد.
السيد الغريفي
* كانت هناك اقاويل واصابع تدور حول السيد عبدالله الغريفي ليكون خليفة للمرجع الفقيد، فما صحة ذلك؟
- سماحة السيد عبدالله الغريفي من الاشخاص المشهود لهم في الساحة الفقهية ودوره كبير في المجالات الدينية، كما كان رفيق الدرب لسماحة السيد، ولكنه لم يطرح نفسه ليكون بديلا لسماحة السيد فضل الله، وربما لا يرغب الدخول في هذا المجال وهو من الاشخاص الذين كانوا يرون مرجعية السيد وتميزه.
فتاوى السيد كافية
* اذا كيف تصدر الفتاوى من مكتب السيد؟
- الحاصل الآن هو تبيان الفتاوى التي اصدرها سماحة السيد في حياته والامور المتعلقة ببدايات الشهور، وليست هناك فتاوى جديدة او كما يقال المسائل المستحدثة فيمكن الرجوع الى الفتاوى السابقة او المراجع الآخرين، وارى ان اراء سماحة السيد كافية للمكلف على الاقل في هذه المرحلة، وكما يقال انه في المسائل المستحدثة يجب الرجوع الى المرجع الحي ولكن من خلال معرفتنا بسماحة السيد ومتابعتنا للاستفتاءات التي تطلق على رأي السيد فلسنا بحاجة للرجوع الى فتاوى مرجع آخر حيث ان فتاوى السيد كافية.
* إلى من ترجعون حول المسائل المستحدثة؟
- حتى الآن لم يصدر رأي من مكتب سماحة السيد أو المؤسسة في هذا الإطار، ولكن سيصدر بيان بهذا الشأن في المرحلة المقبلة، مع أننا لسنا بحاجة إلى فتاوى مراجع آخرين، والمكلف هو الذي يحدد إلى من يرجع من المراجع الأحياء.
علاقتنا بالمراجع
* كان لسماحة السيد دور كبير في إيجاد القنوات الاجتماعية مع الآخرين، فهل مكتب السيد على نفس النمط بالعلاقة مع المراجعين الآخرين؟
- من الطبيعي أننا نستمر على نفس النهج الذي كان عليه سماحة السيد بعلاقته مع المراجع الآخرين الذين نجلهم ونوقرهم، فهناك تواصل عن طريق مكاتب المراجع، وليست هناك أية حواجز تمنعنا من الاتصال مع المراجع.
مقلدو السيد
* أين ينتشر مقلدو السيد؟
- ليس هناك مكان محدد لانتشار مقلدي السيد فهم في الكويت وفي العالم العربي وأوروبا وأمريكا واستراليا، فهناك امتداد لمرجعية السيد في كل مكان، ولكن ليس هناك إحصائية بالمعنى الدقيق، ولكن من خلال الأسئلة التي تصل للمكتب ندرك مدى ثقافة عدد مقلدي السيد ولاشك أن استمرار المقلدين بعد وفاة سماحة السيد يدل على الحجم الكبير لمرجعيته، أي أن هذا التفاعل الذي وجدناه في الآونة الأخيرة رأينا وجود أعداد ضخمة لمقلدي السيد.
ظلامة الزهراء
* كان لسماحة السيد رأي مخالف مع الكثير من الجماعات الشيعية حول مظلومية السيدة الزهراء عليها السلام، فهل كان لدى السيد شك حول هذه المظلومية؟
- سماحة السيد لم يشك في مظلومية السيدة الزهراء عليها السلام في حياتها وهذا يعرفه الكل من خلال خطبتها، ولكن سماحة السيد نقض حادثة الهجوم على بيتها وكسر ضلعها، فقد ناقش السيد الموضوع على مستوى السند والمضمون وأنه لا يمكن حدوث ذلك بوجود الإمام علي عليه السلام، حيث كان على الأقل بإمكانه الدفاع عن زوجته، كما أن السيد لم يعتقد بأن هؤلاء القوم الذين قدموا لأخذ البيعة من الإمام وأن يتجرؤوا بالهجوم على ابنة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم على الأقل من موقع سياسي إن لم نتحدث من موقع ديني، فقد ناقش سماحة السيد هذا الأمر وتحدث عن رأيه، وكان السيد يتمنى مناقشة هذا الرأي مع المخالفين والمعارضين، مع أن هؤلاء كان حديثهم غير علمي، لذا فإن السيد ينفي بأن السيدة الزهراء عليها السلام ظلمت.
وسماحة السيد من الأشخاص الذين يؤكدون ضرورة مناقشة ما ورد في التاريخ مع أن هناك من ينظر بعدم مناقشة التاريخ حتى لا يخل بالحدث ومساراته وظلاماته وتركه على ما كان عليه، كما أن السيد كان يرى بأنه على المسلمين بشكل عام والشيعة بشكل خاص مناقشة التغيرات وإيجاد السبل الكفيلة للتوحيد فيما بينهم وإزالة الأحقاد التي في التي في نفوسهم تجاه بعضهم البعض، حتى لايناقش هذا الفكر عندها يبدو انه غير صحيح والمطلوب العمل على تنقية الفكر من كل ما يدخل اليه في كل مرحلة من مراحل الحياة لاسيما ماورد الينا عن الرسول الاكرم عليه الصلاة والسلام والتدقيق في سنده والمضمون وعرضه على المنطق كما جاء في الروايات «وماجاءكم من حديث من بر وفاجر فاعرضوا على كتاب الله فما وافق كتاب الله فخذوه وماخالف كتاب الله فاضربوا به عرض الحائط ولا تأخذو به».
علماء لم يقبلوا الموضوع
* ما الفارق بين اسانيد السيد بعدم ظلامة السيدة الزهراء عليها السلام في هذه الجزئية وبين الكتب التي اشارت الى ذلك؟
- علينا ان ندرك ان هناك اجتهادا في هذا المجال، ولقد استطاع سماحة السيد من خلال اجتهاده ان يصل لقناعة كاملة من حيث السند والمضون ان هذا الحدث ليس صحيحا، وليس من الضروري انه وقف موقفا سلبيا ناقشوا ذلك علميا، خاصة وان هناك الكثير ممن ناقشوا الموضوع مناقشة علمية، فهناك المرجع الديني الكبير العالم الشيخ المفيد وكذلك المرجع الشيخ حسين كاشفا الغطاء حيث قال ان الاشكال لايقبله عقلي، وناقش الموضوع في كتابه جنة المأوى، كما ناقش الموضوع السيد معروف الحسني في كتابه سيرة الأئمة الاثني عشر، ومن جهة لم يتطرق السيد عبدالحسين شرف الى الموضوع في كتاب المراجعات، وعندما سأله سماحة السيد في زيارته الى لبنان عن الموضوع فرد بانه لم يثبت عنده لذا لم يطرح الموضوع في مناقشته شيخ الازهر في ذلك الكتاب، وهناك الكثير من العلماء الذين ناقشوا الموضوع مناقشة علمية وروائياً ومن حيث المضمون.
ولانرضى بان تكون المناقشة بطريقة تؤدي الى ان يشمت بالفكر الشيعي والانتقاص من المذهب، لذا فان الالتزام بالمذهب يجب ان يكون وفق قناعة راسخة وليست بقضايا لم تثبت امام النقد.
تواصل الشيعة
* كيف ترون وضع شيعة لبنان وسط كثرة الاحزاب والاوضاع السياسية هناك؟
- من المؤكد ان شيعة لبنان هم جزء من النسيج اللبناني ولهم دور في المشاركة بكافة المجالات بكل حرية وقوة من اجل جعل البلد بامكانه مواجهة التحديات، وعليه ندعو الى المشاركة الفعالة في المواقع كافة لذا نجد الحضور في كل الميادين، ونرى ان هناك تكاملا بين كل اللبنانين والتعاون بالمشاركة في العملية السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ونرى ان هناك تداخلا بين الشيعة وغيرهم من الاحزاب وليس هناك انفصال، وهذا هو المطلوب من الشيعة بتواجدهم وتواصلهم مع الآخرين وعدم الانغلاق على انفسهم واعتبار انفسهم مواطنين في اي بلد يعيشون فيه ويتفاعلون مع الآخرين.
http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/images/78167_o.png
عدم تعميم المشاكل
* وكان هناك هجوم من قبل البعض على الشيعة بعد مقتل رفيق الحريري بل أن هناك اصابع الاتهام تشير الى حزب الله؟
- من الطبيعي ان هناك تنوعاً للشيعة في لبنان ولديهم اتجاهات متعددة، وفي الوقت نفسه هناك تواصل بين كل الفئات الشيعية، وكذلك تواصل الشيعة مع غيرهم، فمن الطبيعي ونتيجة الواقع اللبناني فأي ظرف يحدث لأي طرف لاشك انه ينعكس على الآخرين، اي ان حصلت مشكلة مع الانسان الشيعي فانه يتحول الى كل الشيعة والعكس تماماً مع السنة، مع اننا نحرص ونؤكد ضرورة وجود ضوابط ينطلق منها الجميع حتى لا تتحول المشكلة الى الدائرة الطائفية او المذهبية وتعميق المشاكل مع الاحزاب الاخرى، لذا يجب الا نعمم هذه الاشكالات، وكذلك في الكويت يجب الا تعمم المشاكل بين السنة والشيعة حتى لا تصل الأمور الى التصرف المشين او الاساءة لاحد الرموز الاساسية التي يجلها الآخر وعدم التوسع في مثل هذه الأمور.
والمعروف ان المشكلة حالياً في لبنان هي حول استشهاد رفيق الحريري تلك الشخصية التي كان لها موقع في لبنان وكذلك في الدائرة السنية، وعليه تم اخيراً توجيه الاتهام لأفراد الشيعة، ومن الطبيعي ان الاتهام باق حتى صدور القرارات النهائية مع ان البعض يؤكد وجود اشكال بين السنة والشيعة، لذا علينا وضع المشكلة في نصابها بعد دراستها، والمعروف ان هناك أفراداً متهمون بهذه القضية وليس كل الشيعة وان كان هناك تحفظ على هذا الاتهام وتحيط به اشكالات كثيرة ولكن لا ينبغي ان توجه المشكلة بوجود مشكلة سنية شيعية، فيجب ترك القضية في اطارها الثقافي المحدود ومعالجتها في اطارها المحدود.
علاقات متواصلة
* وهل هناك اختلاف بين المجاميع الشيعية، وما هي علاقتكم بالمجلس الشيعي الأعلى؟
- نرى ان الموقف الشيعي موحد، حيث ان هناك عملا متواصلا بين هذه المجاميع، ولا شك ان هناك اختلافا في وجهات النظر وهو امر طبيعي، ولكن هناك تواصل فيما بين الشيعة وكذلك الشيعة والمسيحيون والسنة وهو امر مطلوب منذ القدم.
كما ان هناك تواصلاً جيداً مع نائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان، اضافة الى كل المحبة والاحترام، وهذا مطلوب في كل المراحل، حيث تعلمنا من سماحة السيد هذا الانفتاح لافنتاحه على الجميع سواء المجتمع الشيعي والسني والمسيحي، مع انه كان حريصا على حل اية اشكالات والتصدي لها باستمرار.
اجتهاد علي أمين
* ما رأيكم بتصريحات السيد علي أمين؟
- لا اعتقد بأن لدى السيد علي امين مشكلة مع الشيعة في لبنان، ولكن له رأيه وتوجهاته السياسية وهي امر طبيعي قد يتخذ الانسان موقفاً لا يراه الآخرون، وكذلك هو امر طبيعي في الاجتهاد الشيعي، فهناك اجتهاد في الفقه كما يوجد اجتهاد في الجانب الثقافي والسياسي، وللسيد علي امين رأيه كما للاخرين آراء أخرى.
الهجوم على المسلمين
* كما ان هناك هجوما على شيعة لبنان هناك ايضا هجوم الشيعة في العالم فما سبب ذلك؟
- الصراحة هناك هجوم على الاسلام في العالم، وهو امر طبيعي لان الآخرين يشعرون بان الاسلام يملك في داخله قوة وحيوية وعليه فانهم يبذلون قصارى جهدهم لمواجهة المسلمين الذين يقفون ضد مشاريع الاستكبار وعليه يسعون لإيقاف مواقف المسلمين بكل قوة، لذا هناك توجه لعدم تنامي أية قوة اسلامية، والمطلوب من المسلمين ان يفكروا جيدا بنقاط ضعفهم حتى لا يسمحوا للآخرين ان ينفذوا اليهم من خلال هذه النقاط، وهذا ما ندعو اليه دائما ولاشك ان كانت هناك مشاكل مع الشيعة فمن البديهي ان هناك مشاكل مع المسلمين بشكل عام.
http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/images/78168_o.png
الطائفية مجمع عشائري
* ما رأيك بالطائفية التي انتشرت في الآونة الأخيرة؟
- يجب ان يدرك الجميع بان الطائفية لا تمثل الدين ولكنها تمثل تجمعا عشائريا، وكان سماحة السيد يشير الى هذا دائما، ونرى انه عندما نتحدث عن المواقع الطائفية نجد ان رموزها لا يكونون ملتزمين بالدين او المذهب، فالطائفية تمثل عنوانا يلتقي عليه الجميع وقد لا يكون هذا العنوان هو المضمون، ونحن ندعو الى الالتزام وعدم الدعوة الى ما يسمى بالطائفية كما اننا ندعو الانسان الالتزام عندما يكون منفتحا على الآخرين عكس ان كان طائفيا فانه سيغلق الابواب على نفسه ليعيش اطاره المنغلق ويشعر بوجود حواجز بينه وبين الآخرين، ومن هنا اقول يجب ان يكون الانسان الملتزم منفتحا من موقعه الفكري والروحي وهي دعوة الباري عز وجل في كتابه الكريم {قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا}، وكذلك دعوة للمسلمين {وان تنازعتم في شيء فردوه الى الله ورسوله}، ودعوته في العلاقة لغير المسلمين {وانا واياكم لعلى هدى او ضلال مبين}، ونرى بانه على الانسان الشعور برسم جسر علاقته مع الآخرين، والا يمنع رسم هذا الجسر عن طريق مواقع الاختلاف في هذا الاطار والتأكيد على رسم الجسور التي تشكل القاعدة كما قال الامام علي عليه السلام «الناس صنفان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق» ومن هنا على الانسان ان ينشئ جسر الدين فيه الانسانية حتى يلتقي فيه مع الآخرين.
الحسين شهيد القيم والمبادئ
* ولكن هناك اصوات ترتفع وتكثر خلال المناسبات الدينية وخاصة في عاشوراء الامام الحسين عليه السلام الذي يقره البعض بانه يوم فرح وسرور؟
- نعتقد جميعا بان المسلمين يرون بان الامامين الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة ويجلونهما ولا نعتقد ان هناك انساناً يدرك بان الامام الحسين استشهد في كربلاء كان لهدف ذاتي بل انه خرج قائلا: «اني لم أخرج اشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا انما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي آمر بالمعروف وانهى عن المنكر فمن قبلني بقبول حسن فالله اولى بالحق ومن رد علي اصبر حتى يحكم الله بيني وبينكم».
والمعروف ان الامام الحسين عليه السلام انطلق حيث انطلق جده الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم ولهذا قال «ايها الناس سمعت رسول الله يقول «من رأى منكم سلطانا جائرا مستحلا لحرام الله ناكث العهد عمل في عباده بالاثم والعدوان، فلا يغير عليه بقول أو فعل كان حقا على الله ان يدخله مدخله، الا وان هؤلاء القوم قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن واحلوا جرائم الله وحرموا حلاله واستأثروا بالغي وعطل الحدود».
ونرى أن الامام الحسين عليه السلام واجه القوم بهذا المنطق، لذا فالقضية هي قضية الاسلام ولها دلالة بأن من يرى ان الامام الحسين عليه السلام استشهد لهذه القيم والمبادئ لابد وان يحزن، وليس من الضروري ان يكون الحزن اسلاميا بل انسانيا، لأن الامام الحسين عليه السلام وقف من اجل هذه القيم والانسانية خاصة وان الطرف الآخر كان يساء اليه والى قيمه ومبادئه وقوانينه وتعطيل الحدود وهدر اموال الناس، وباعتقادي انه لا يمكن لأي انسان يفكر بانسانيته يعتبر يوم عاشوراء يوم فرح وسرور.
زيارة شكر وتقدير
* هل هذه اول زيارة لكم للكويت، وما هدف الزيارة؟
- كانت لدي عدة زيارات سابقة، وهدف هذه الزيارة هو الالتقاء بالاخوة الكويتيين الذين لدينا معهم علاقات ود ومحبة، اضافة الى فضل الكويتيين على اللبنانيين، والعلاقة المميزة مع سماحة السيد رضوان الله تعالى عليه، وجئنا لنشكر اهل الكويت الاعزاء على تعازيهم ومشاركتهم ومحبتهم ووفائهم، كذلك شكر سمو أمير البلاد المفدى وسمو ولي عهده الأمين وسمو رئيس مجلس الوزراء على ما ابدوه من مشاعر طيبة في نعيهم لسماحة السيد، ولقد عبرنا عن تقديرنا الكبير على المشاعر الجياشة والعاطفة الصادقة، وزيارة الاخوة الاعزاء الذين لدينا معهم علاقات طيبة وصادقة.
الحسين للجميع
* كانت لديكم عدة زيارات للحسينيات في الكويت، فما رأيكم بهذه الحسينيات؟
- لقد وجدنا جموعا كبيرة في الحسينيات وخاصة في هذا الشهر للمشاركة في احياء الشعائر الحسينية، ونتمنى دائما ان تكون الجموع عامة بمشاركة الجميع في هذه المناسبات، ولقد اكدنا مرارا بأن الامام الحسين عليه السلام هو للجميع وعنوان للثلاثي بين الجميع والوحدة بين المسلمين سواء بشخصه أو حياته أو في استشهاده.
ونجد ان هناك وعيا متناميا لدى اولئك الذين يقدمون السيرة الحسينية وهم حريصون على هذا التداول حول مسيرة عاشوراء، والحرص على ان يعيش عاشوراء في كل العقول والقلوب وازالة بعض المظاهر التي تسيء اليها من خلال ضرب الرؤوس والسلاسل والاجواء الاخرى التي تسيء الى عاشوراء، ولقد رأينا ان هناك طريقا لتقديم عاشوراء بالصورة الاسلامية بأن عاشوراء ليست للشيعة فقط، وان كلمة يالثارات الحسين هي في مواجهة السنة، بل هذه الكلمة هي في مواجهة كل ظلم وعدوان، وللعلم هناك من دعا لجعل عاشوراء الحسين اسلامية وانسانية وهذا ما ندعو اليه وان يعمم ونحسن استغلال عاشوراء التي تعمل على صناعة الفكر الاسلامي الصافي النقي مع العاطفة الاسلامية والمشاعر الحيوية، وان تقدم عاشوراء كجزء من السيرة الاسلامية والا يكون منفصلا.
يحرم أذى الجسد
* ما رأي سماحة السيد بالشعائر الحسينية؟
- حرم سماحة السيد كل الوسائل العنيفة من ضرب الرؤوس والسلاسل واعتبرها وسائل لا تمت الى مواساة الامام الحسين عليه السلام، فهناك طرق عديدة للمواساة مثل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحمله لكل انواع الألم والمعاناة في هذا الطريق ومواجهة العدو الاسرائيلي وغيره، هذه الوسائل والمواقف هي التي يمكن للمؤمن ان يعبر عنها، كما ان السيد يرى ان هذه الشعائر تسيء الى صورة الامام الحسين عليه السلام واصحابه والى المذهب الذي ينطلق به من يقوم بمثل هذه الشعائر، ويرى انه لا يجوز للانسان ان يؤذي جسده الا في المواقع التي يجوّزها الله تعالى مثل الجهاد، وعليه فإن السيد حرم التدخين لانه يؤذي الانسان وحرم كل شيء يؤذي جسد الانسان وكل ما كان ضرره اكبر من نفعه اعتبره السيد حراما وكان يدعو الى التعبير العصري عن عاشوراء من خلال اثارة المشاعر الحزينة والعاطفة والفكر مع الندب الخفيف وتقديم السيرة الصحيحة.
التدخين حرام ولا يفطر
* ولكن سماحة السيد اجاز التدخين في رمضان.
- السيد حرم التدخين في رمضان كما حرمه بشكل عام وهو مطروح في الرسالة العملية، ولكنه يرى ان التدخين لا يفطر ان صادف الصائم اي دخان في الطريق وليس معنى ذلك التدخين المعتاد عليه، وعليه فانه يرى ان قام الانسان بالتدخين فقد ارتكب حراما ولكنه لا يفطر.
الكويت في لبنان
* هل من كلمة في نهاية اللقاء؟
- سعداء بوجودنا في الكويت ونشهد بان الكويت تمثل البلد الاول وليس الثاني وهي كلبنان حيث اننا نشعر بالاجواء اللبنانية وسط الاخوة الاعزاء ولا نشعر بالغربة، ولابد ان يكون لدينا تقدير كبير للكويت قيادة وشعبا على كل جهودها التي عبرت عنها من خلال الصندوق الكويتي للتنمية، وايضا من خلال مساهماتها الاخرى التي لم تبخل بها على لبنان ودعمها لاقتصاد لبنان ووقوفها مع لبنان في كافة المشاكل والازمات والظروف ولابد من الشكر الجزيل والخاص لسمو أمير البلاد المفدى على الهبة التي قدمها لإعادة بناء مبرة الإمام علي عليه السلام، مع انها لم تكن ضمن مشروع صندوق التنمية.
وكل الشكر للكويت وما قدمه شعب الكويت، وعندما نتجول في لبنان نرى آثار الكويت والكويتيين في كثير من المدن وقرى لبنان، وهذا يعبر عن روحية العطاء والكرم الاصيل للكويتيين حيث انهم يساهمون من اجل رضى الله وخدمة الناس.