غفوري
12-24-2010, 02:31 PM
الجمعة 24 ديسمبر 2010 - الأنباء
أي رجولة وبطولة تلك التي تجعل إنسانا يجهر بالحق في زمن كزمن الحجاج بن يوسف الثقفي، الطاغية. وحين تصدى العالم المؤمن سعيد بن جبير للأمانة التي وضعها الله في أعناق العلماء، أمانة الصدع بالحق، كان رضي الله عنه يعلم ان وراء هذا الأمر عنتا، وإرهاقا، واستشهادا.
لكن سعيد بن جبير لم يبال بكل ذلك، ومضى في الوفاء بالأمانة حتى وقع المحظور، وجيء به مكبلا أمام الحجاج. ويقول الحجاج، وقد أخذته العزة بالإثم: يا سعيد بن جبير، اختر لنفسك قتلة إني قاتلك بها، فيجيبه العالم المؤمن: بل اختر أنت لنفسك يا حجاج، فوالله ما تقتلني قتلة إلا قتلك الله مثلها في الآخرة، وأطرق الحجاج ثم قال: يا سعيد، أيسرك أن أعفو عنك؟
قال سعيد: يا حجاج، ان كان العفو فمن الله، وأما أنت فلا براءة لك ولا عذر. فاستشاط الحجاج غضبا، وصاح بالحراس: اذهبوا به فاقتلوه. فسار به الحراس يريدون قتله، فضحك العالم المؤمن ضحكة سمعها الحجاج، فنادى بالحراس ان ردوه، فعادوا به. قال الحجاج: ما يضحكك يا سعيد؟
قال سعيد: عجبت من جرأتك على الله، وحلم الله عليك. فأومأ الحجاج للحراس ان يقتلوه أمامه، فقال سعيد: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين. فاغتاظ الحجاج،
وصرخ: كبوه على وجهه،
فكبوه، فقال سعيد: منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى.
فذهب عقل الحجاج غضبا وصاح بالحراس: اذبحوه،
فصاح سعيد بن جبير والسياف يتقدم لذبحه:
أشهد ألا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ثم رفع رأسه إلى السماء
وقال: اللهم لا تسلط الحجاج على أحد يقتله من بعدي، وما كاد يتمها حتى عاجله السياف بضربة أردته شهيدا في سبيل الله، وسجّل التاريخ ان الطاغية الحجاج لم يعش بعد ذلك الا خمسة عشر يوما، لم ينم فيها أبدا، وكان ينادي بقية حياته:
ما لي ولسعيد بن جبير، ما لي ولسعيد بن جبير، كلما أردت النوم أخذ بعناقي، وظل يكررها حتى مات.
أي رجولة وبطولة تلك التي تجعل إنسانا يجهر بالحق في زمن كزمن الحجاج بن يوسف الثقفي، الطاغية. وحين تصدى العالم المؤمن سعيد بن جبير للأمانة التي وضعها الله في أعناق العلماء، أمانة الصدع بالحق، كان رضي الله عنه يعلم ان وراء هذا الأمر عنتا، وإرهاقا، واستشهادا.
لكن سعيد بن جبير لم يبال بكل ذلك، ومضى في الوفاء بالأمانة حتى وقع المحظور، وجيء به مكبلا أمام الحجاج. ويقول الحجاج، وقد أخذته العزة بالإثم: يا سعيد بن جبير، اختر لنفسك قتلة إني قاتلك بها، فيجيبه العالم المؤمن: بل اختر أنت لنفسك يا حجاج، فوالله ما تقتلني قتلة إلا قتلك الله مثلها في الآخرة، وأطرق الحجاج ثم قال: يا سعيد، أيسرك أن أعفو عنك؟
قال سعيد: يا حجاج، ان كان العفو فمن الله، وأما أنت فلا براءة لك ولا عذر. فاستشاط الحجاج غضبا، وصاح بالحراس: اذهبوا به فاقتلوه. فسار به الحراس يريدون قتله، فضحك العالم المؤمن ضحكة سمعها الحجاج، فنادى بالحراس ان ردوه، فعادوا به. قال الحجاج: ما يضحكك يا سعيد؟
قال سعيد: عجبت من جرأتك على الله، وحلم الله عليك. فأومأ الحجاج للحراس ان يقتلوه أمامه، فقال سعيد: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين. فاغتاظ الحجاج،
وصرخ: كبوه على وجهه،
فكبوه، فقال سعيد: منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى.
فذهب عقل الحجاج غضبا وصاح بالحراس: اذبحوه،
فصاح سعيد بن جبير والسياف يتقدم لذبحه:
أشهد ألا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ثم رفع رأسه إلى السماء
وقال: اللهم لا تسلط الحجاج على أحد يقتله من بعدي، وما كاد يتمها حتى عاجله السياف بضربة أردته شهيدا في سبيل الله، وسجّل التاريخ ان الطاغية الحجاج لم يعش بعد ذلك الا خمسة عشر يوما، لم ينم فيها أبدا، وكان ينادي بقية حياته:
ما لي ولسعيد بن جبير، ما لي ولسعيد بن جبير، كلما أردت النوم أخذ بعناقي، وظل يكررها حتى مات.