المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجو «يغري» الطلبة للغياب عن محاضراتهم والتحلطم اسلوب يومي للبعض



أمير الدهاء
12-23-2010, 07:17 AM
الاستمتاع بالجلوس والسوالف بعيداً عن رتابة الدروس


http://www.alqabas-kw.com/Temp/Pictures/2010/12/23/ad3c1c94-9987-4310-9b34-cada1b2737d0.jpg

كلية الاداب

مريم الأمير

رغم قلة الأيام التي تشهد فيها البلاد اعتدالاً مناخياً وانخفاضاً في درجات الحرارة، مقارنة بطول فصل الصيف، وما يصاحبه من حرارة وغبار، يسعى الجميع، بما فيهم طلاب وطالبات الجامعة، إلى استغلال تلك الأيام، والاستمتاع بنفحات الجو الباردة ونسائمه العليلة والجلوس مع الأصدقاء، وتبادل الأحاديث و«السوالف» بعيداً عن جو الدراسة.

ومع تغير حالة الطقس وميله إلى البرودة، تتزايد ظاهرة «هروب» بعض الطلاب والطالبات من محاضراتهم، إما للجلوس في مقاعد الاستراحات الخارجية في كلياتهم، أو الخروج إلى المقاهي والمرافق العامة الأخرى والبحث عن المشروبات الدافئة، والهروب من روتين المحاضرات ورتابتها.
ويلاحظ عند الدخول إلى بعض الكليات، التي تمتاز بوجود مقاعد خارجية، انتشار الجلسات الطلابية، فهنا عدد من الطلاب يستمتعون بأنفاس سجائرهم، وهم يتحدثون عن مباريات كأس الخليج، وهناك تجمع من الطالبات تحتسين القهوة، وتتناولن إفطارهن، وهن تتحدثن عن الموضة وآخر صيحاتها، خصوصاً مع دخول موسم الملابس الشتوية، وها هي القبس تتجول بين «جمعات» الطلاب والطالبات، لرصد آرائهم حول ظاهرة الهروب من المحاضرات، وسببها.

بداية، قال الطالب فهد العلي، إن سبب الهروب هو الملل، الذي يعتري بعض المحاضرات، نتيجة الأسلوب التعليمي الرتيب لبعض الأساتذة خلال الشرح، وتكرار بعض الدروس، مشيراً إلى أن بعض الأساتذة لا يجيدون جذب الطلبة، وشد انتباههم، بسبب بدائية أسلوبهم التقليدي في الشرح.

تنسيق الجدول

وأفاد بدر العنجري بأن السبب الرئيسي هو جدول المحاضرات، الذي لا يراعى فيه تنسيق المواد بالشكل الذي يطرح فكرة التغيير لسرد المادة العلمية، وهذا سبب يدفعه إلى الهروب من إكمال المحاضرات الدراسية.

وأضاف زميله يوسف كمال، أنه يقسّم الأسبوع الدراسي إلى قسمين، على حد قوله، «قسم للجامعة، وقسم للربع»، وذلك لكسر الروتين الذي يعاني منه الطالب الأكاديمي.
بدورها، أوضحت الطالبة مريم عبدالله أن الجلوس في الهواء الطلق والتحدث مع الأصدقاء حول الأمور العلمية أو الاجتماعية يشكلان حافزاً لنعود إلى المحاضرة بنشاط، لافتة إلى أن الجامعة ليست للتزود بالعلوم فقط وإنما هي حياة اجتماعية أيضاً ومدرسة في الحياة.

أما سندس الخلف، فأشارت إلى أن سبب الهروب من المحاضرات هو الضغط المستمر من الأهل عليهن، للالتزام بالمحاضرات الدراسية، وعدم إهمالها، وهذا بدوره يفرض عليهن نوعاً من تقييد الحرية، ما يدفعهن إلى الهروب من المحاضرات الدراسية، وقضاء الوقت مع رفيقاتهن بعيداً عن هذه المحاضرات.

مواد كثيفة

من جانبه، أوضح محمود الخارجي، أن السبب وراء عدم التزامه بالمحاضرات الدراسية هو شعوره بالملل من أسلوب تلقين المحاضرات من قبل معظم الأساتذة، بحيث إنه إذا حضر أول محاضرة وكانت المادة الدراسية كثيفة، فذلك يؤثر على قدرته الاستيعابية في تحمل باقي المحاضرات، فيقرر على الفور تركها والذهاب إلى قضاء بعض الوقت مع الأصدقاء.

وأشار عبدالله الشمالي إلى أن وقت المحاضرة يسبب الملل بسبب استخدام بعض الأساتذة أساليب لا نستوعبها كطلبة وطرح بعض المفاهيم الدراسية وشرحها بشكل معقد، ما يخرجنا عن إطار الفهم والاستيعاب.

الصاحب ساحب

عن الجانب الأكاديمي، أشارت أستاذة علم النفس، د. نعيمة الطاهر، إلى أن سبب غياب الطلبة عن المحاضرات الدراسية يرجع إلى العديد من الأسباب، منها الضغوط الأسرية، خصوصاً بالنسبة للطالبات، لأنهن مقيدات بضوابط، بعيداً عن الحرية، مشيرة إلى أن «الصاحب ساحب»، نظراً لعدم وجود الوعي الكافي لدى الطلاب والطالبات حول التحصيل العلمي، موضحة أن العديد من الطالبات تعانين من مشكلات عاطفية وأسرية تدفعهن إلى الهروب من جو المحاضرات الدراسية.

وبينت الطاهر أن الطالب، الذي يسعى إلى التفوق دائماً ما يكون منضبطاً في مسألة الحضور، بعكس الطالب الذي يشغله فقط النجاح في المادة، بالإضافة إلى تساهل بعض الأساتذة في مسألة الغياب، مشيرة إلى أن نوع المادة يعد من الأسباب المهمة، التي تؤثر في مسألة الحضور، ويصعب على الأستاذ تسهيل المادة في بعض الأحيان، نظراً لجمودها وكمية المقرر.

وأفادت بأنه لا يستطيع أحد إجبار الطالب على الالتزام بالمحاضرات الدراسية، بل يعتمد على جديته ورغبته في التحصيل العلمي، والحصول على أعلى الدرجات، وسعيه للوصول إلى درجة التفوق.