2005ليلى
12-20-2010, 12:52 AM
معارضة كويتية في الخارج!!
كتب , د.وليد الطبطبائى
http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/images/92_w.png
2010/12/19
اذا استمر نهج الحكومة الحالي في ملاحقة واستهداف ا لاصوات والاقلام الناقدة لها فاننا قد نصل الى وضع ينتقل فيه جزء من المعارضة الكويتية الى الخارج بحثاً عن حرية النقد والتعبير عن الرأي بعيدا عن الملاحقات القضائية و«الهراوات» والسجون، وبذا ننضم الى باقي الدول العربية التي لا يحصل مثقفوها على حرية النقد الا في لندن او غيرها من عواصم الغرب.
الحكومة استسهلت طريق القبضة الامنية وادارت علاقتها مع نواب المعارضة ومع النخبة المثقفة عن طريق اجهزة الاستخبارات وعناصر المباحث وقوات مكافحة الشغب، وصار كل نقد صريح يفسر على انه جريمة امن دولة وتطاول على ثوابت النظام حتى ضاق الافق على كل كويتي يغار على الدستور وعلى سيادة القانون وعلى المكتسبات الشعبية، فأي كلمة تدين الفساد السياسي وانحراف الاداء الحكومي تسعى الحكومة الى تحويلها الى «بهدلة» في الثكنات الامنية.
هذا النهج سيقود في النهاية الى تفكير بعض الكويتيين في الانتقال الى الخارج «او الغوص عميقا في سراديب الانترنت» لانشاء معارضة قادرة على الجهر بالحقائق ومواجهة الفساد بلا رتوش او مجاملات.
وانا حين اتوقع نشوء معارضة كويتية في الخارج فانني لا اتمناها، فالمعارضة في الداخل – حين لا تقمع ولا تسلب حقوقها – يقودها ممثلو الشعب ووجهاء المجتمع وتصنعها النخب المثقفة في اجواء من المسؤولية والوضوح مراعاة الثوابت والحرص على المصلحة العامة، اما المعارضة في الخارج فتقودها الاشباح وليس لها ضوابط ولا ترتهن الى الثوابت الدستورية ولا التقدير الموضوعي للمصلحة الوطنية.
المعارضة الداخلية معارضة مسؤولة تخضع للنقد والمراجعة والتصحيح، اما المعارضة الخارجية فلا ضوابط ولا اعراف ولا حدود في مهاجمة السلطة وشخوصها، وما دام الاعلام الفاسد قد تجرد من كل الاخلاقيات والقيم في شتمه للنواب وللمعارضين وفي الافتراء عليهم، فان المعارضة التي تنشأ في الخارج قد تهبط الى هذا المستوى نفسه ولكن ضد الحكومة وحزبها، ولكم ان تتصوروا كم من «المادة الغنية» ستجد المعارضة الخارجية في تناولها لقيادات الحكومة ومواليها.
لماذا تريد الحكومة الكويتية تصفية المعارضة الداخلية المسؤولة؟ وهل تفضل السلطة معارضة خارجية بلا ضوابط؟!!
كتب , د.وليد الطبطبائى
http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/images/92_w.png
2010/12/19
اذا استمر نهج الحكومة الحالي في ملاحقة واستهداف ا لاصوات والاقلام الناقدة لها فاننا قد نصل الى وضع ينتقل فيه جزء من المعارضة الكويتية الى الخارج بحثاً عن حرية النقد والتعبير عن الرأي بعيدا عن الملاحقات القضائية و«الهراوات» والسجون، وبذا ننضم الى باقي الدول العربية التي لا يحصل مثقفوها على حرية النقد الا في لندن او غيرها من عواصم الغرب.
الحكومة استسهلت طريق القبضة الامنية وادارت علاقتها مع نواب المعارضة ومع النخبة المثقفة عن طريق اجهزة الاستخبارات وعناصر المباحث وقوات مكافحة الشغب، وصار كل نقد صريح يفسر على انه جريمة امن دولة وتطاول على ثوابت النظام حتى ضاق الافق على كل كويتي يغار على الدستور وعلى سيادة القانون وعلى المكتسبات الشعبية، فأي كلمة تدين الفساد السياسي وانحراف الاداء الحكومي تسعى الحكومة الى تحويلها الى «بهدلة» في الثكنات الامنية.
هذا النهج سيقود في النهاية الى تفكير بعض الكويتيين في الانتقال الى الخارج «او الغوص عميقا في سراديب الانترنت» لانشاء معارضة قادرة على الجهر بالحقائق ومواجهة الفساد بلا رتوش او مجاملات.
وانا حين اتوقع نشوء معارضة كويتية في الخارج فانني لا اتمناها، فالمعارضة في الداخل – حين لا تقمع ولا تسلب حقوقها – يقودها ممثلو الشعب ووجهاء المجتمع وتصنعها النخب المثقفة في اجواء من المسؤولية والوضوح مراعاة الثوابت والحرص على المصلحة العامة، اما المعارضة في الخارج فتقودها الاشباح وليس لها ضوابط ولا ترتهن الى الثوابت الدستورية ولا التقدير الموضوعي للمصلحة الوطنية.
المعارضة الداخلية معارضة مسؤولة تخضع للنقد والمراجعة والتصحيح، اما المعارضة الخارجية فلا ضوابط ولا اعراف ولا حدود في مهاجمة السلطة وشخوصها، وما دام الاعلام الفاسد قد تجرد من كل الاخلاقيات والقيم في شتمه للنواب وللمعارضين وفي الافتراء عليهم، فان المعارضة التي تنشأ في الخارج قد تهبط الى هذا المستوى نفسه ولكن ضد الحكومة وحزبها، ولكم ان تتصوروا كم من «المادة الغنية» ستجد المعارضة الخارجية في تناولها لقيادات الحكومة ومواليها.
لماذا تريد الحكومة الكويتية تصفية المعارضة الداخلية المسؤولة؟ وهل تفضل السلطة معارضة خارجية بلا ضوابط؟!!