مرجان
12-20-2010, 12:38 AM
سميرة فريمش - النهار
annahar@annaharkw.com
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2010/12/19/d8e0b184-243e-41c3-9607-8c2e21a83dab_main.jpg
السيد علي فضل
يحمل أفكارا ومبادئ والده العلامة الراحل محمد حسين فضل الله، كما يحمل هموم وطنه كأنما لم يحملها غيره من الحريصين على وحدة لبنان واستقراره.
وبمناسبة زيارته الى الكويت التقت «النهار» السيد علي فضل الله رئيس جمعية المبرات الخيرية ومؤسساة المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله الذي يعتبر ان زيارته للكويت فرصة طيبة ومحطة مهمة، خصوصا بعد لقائه صاحب السمو والرسالة التي حملها له الى جميع اللبنانيين وحرص على ان يتوحد اللبنانيون، ليمنعوا مريدي الفتن من تحقيق مآربهم وغاياتهم.
وشعور السيد فضل الله بعواطف جياشة للكويت، يؤكد ان شيعة الكويت ولاؤهم الاول والاخير لوطنهم لا لأي جهة أخرى.
ودعا السيد فضل الله جميع المسلمين الى التركيز على اسلامهم ومواجهة التحديات التي تواجههم بدلا من التفكير في قضايا داخلية يمكن ان تفرقهم.
كما دعا الى ان تكون عاشوراء لجميع المسلمين، معللا ذلك بان سيدنا الحسين عليه السلام خرج لجميع المسلمين وكان ولايزال نقطة التقائهم، لانه كان يدافع عما امر به جده سيدنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم.
وبهدوء كبير وبابتسامة المتواضع تطرق فضل الله في حديثه الى مسؤولية العلماء في توحيد الأمة ونشر الوعي داخل المجتمعات، مؤكدا ان ما تشهده الساحات الاسلامية من مشادات طائفية غايتها الوحيدة تحقيق مكاسب سياسية.
فضل الله الذي احب لبنان ويأمل تجاوز الازمة الحالية والا تتطور الى صراع شيعي - سني أدلى بالاجابات التالية:
نعيش هذه الايام، ذكرى عاشوراء كيف وجدتم احياء هذه الذكرى في الكويت؟
يشعر الانسان بان هناك سعياً حثيث بجعل عاشوراء بما امكن ان تكون اسلامية، وهذا نلمسه بما يقدم من تذكار ومواعظ وايضا في العمل الجاد في تغطية مسيرة الحسينية بما قد يسيء اليها، لاننا دائما ندعو الى ان ننسب الى الحسين والى اصحابه والى كل هذه الدماء من خلال تقديمنا للحسين في عنفوانه وفي قوته ورباطة جأشة وايمانه، ولا نريد ان تسيء عاشوراء الى الحسين عندما نعلق باب الحسين، ونبقيه في دائرة خاصة، فنحن نريد بالحسين ان ينطلق الى الواقع الانساني، لان الحسين عليه السلام هو نقطة التقاء جميع المسلمين، لانهم جميعا يعتبرونه «سيد شباب الجنة» وهو من رسول الله كما قال -صلى الله عليه وآله وسلم- «الحسين مني وأنا من الحسين» وكذلك الجميع يمجدون الحسين -عليه السلام- وما يراه الانسان في مصر يؤكد هذه المقولة.
ونريد بالحسين ان نطلقه في الفضاء الواسع، لان شعارات الحسين لم تكن شعارات اسلامية وكان همه ان يحفظ الاسلام وان يبقيه نقيا وصادقا وان يحرك الاسلام في نفوس المسلمين، والحسين ايضا هو انسان في حركته، انطلق ليمنع الظلم والطغيان الذي كان قد يحصل ويستمر من حاكم ظالم وفاجر ومستبد، فالحسين هو الخليفة الشرعي للمسلمين في تلك الفترة، ودائما نؤكد ان نزيل من عاشوراء بعض الاشياء التي تسيء اليها من خلال ضرب الرؤوس وجلد الذات بالسلاسل وغير ذلك ما نعتبره محرما من الناحية الشرعية، لان مواساة الحسين لا تكون من خلال ذلك وانما بمواقفه، كذلك هذه الاعمال بامكانها ان تسيء للذين يقيمون هذه الاحتفالية تسيء للمذهب الذي ينتمون اليه، والانسان لا يريد ان يؤذي نفسه. على هذا الاساس نحن نرى في الكويت سعيا متناميا لدى الواعين بعدم تقديم عاشوراء بهذه الصورة، وهذا ما سمعناه خلال هذه الزيارة خصوصا بمنع بعض الاشعار التي كانت تقدم سابقا والتي كانت تحتوي على نوع من الغلو والتجريح والتجاوز للحدود، ولذلك بتنا الآن نحس بان هناك سعي لجعل عاشوراء اسلامية منفتحة على الآخر وتقديمها بالصورة الصحيحة.
تأكيد على الإصلاح
هناك متشددون من الطائفتين الشيعية والسنية، وذكرتم ان سيدنا الحسين يعد نقطة التقاء المسلمين، كيف نوظف خصال ومكارم هذا الرجل لجمع شمل المسلمين والقضاء على التعصب؟
ذلك يتم عندما نؤكد ان سيدنا الحسين -عليه السلام- كان اسلاميا بشعاراته عندما خرج للدفاع عن جميع المسلمين وليس عن طائفة معينة دون اخرى، فالحسين كان يريد اصلاح الواقع الاسلامي، ويريد ان يؤكد ما دعا اليه النبي والقرآن «فلتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر»، وكذلك ما جاء في القرآن الكريم «المؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر» وايضا الحسين عندما انطلقت اهدافه من خلال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- عندما قال: «أيها الناس سمعت رسول الله يقول: من رأى منكم سلطانا جائرا مستحلا لكرم الله، ناكثا لعهده، عاتيا بعبده بالاثم والعدوان لم يغير عليه بقول»، ألا وإن هؤلاء مشكلتهم انهم القوم لزموا الشيطان واحلوا حرام الله وحرموا حلاله، فهذا هو الاساس. وعندما نقدم عاشوراء بهذه الصورة نستطيع ان نجعل منها اسلامية، وكذلك عندما لا نثير التشنجات والعصبيات المذهبية في عاشوراء من خلال استحضار ما ورد في التاريخ بطريقة غير علمية، فلابد من مناقشة التاريخ مع دراسة ولكن عندما لا نستحضر التاريخ وباحقاده الدفينة ونشعر الانسان بأنه يريد ان يتوجه الى الآخر الذي يختلف معه في المذهب، عند ذلك نجعل عاشوراء اسلامية، وكذلك عندما نوضح معنى السيرة التي تطرح في عاشوراء لان البعض يعترض على طرح اشارات الحسين، لانهم يفهمونها على انها موجهة لمن يختلفون في المذهب مع الشيعة والقضية ليست كذلك، وايضا ازالة بعض الاجواء التي تساهم في وضع الحاجز بين الانسان وعاشوراء وبين اصحاب المذهب، ونطالب بان يكون هناك وعي لتقديم عاشوراء بصورة اسلامية، ونجعلها منفتحة، وندعو المسلمين جميعا وخصوصا السنة بان تكون عاشوراء تعنيهم لان الحسين -عليه السلام- لم يستشهد لطائفة كان يسعى اليها، وانما استشهد لعلو مبادئ الاسلام ومن اجل ان يكرس ما قاله وما جاء به الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- وان ينهي عن المنكر وان يأمر بالمعروف وتصويب المسار الاسلامي، وهذا ما ينبغي ان نؤكد عليه.
ولذلك ندعو المسلمين جميعا بان عاشوراء تعنيهم كقضية اسلامية، وليست قضية شيعية، وهذا يحتاج الى لقاء وتفاهم المسلمين، ونحن نرى ايجابية في هذا الامر في لبنان وفي سورية، عندما يشارك علماء من السنة في عاشوراء ويتحدثون، ونريد ان تعم هذه الظاهرة كل الدول الاسلامية، وان تكون مكانا يتحدث فيه الجميع لنزيل الحساسيات وتصويب مسار عاشوراء. لانها ليست من الشيعة مقابل السنة.
مكاسب سياسية
الا تعتقد ان هناك من يريد تحقيق مكاسب سياسية، لاثارة مثل هذه الحساسيات التي تحدثنا عنها خصوصا في احتفالات عاشوراء؟
أكيد ان البعض يحمل هذا الفكر من اجل تأجيج الواقع السياسي وقد يكون الامر ايضا ناتجاً عن جهل البعض بمنطلقات الحسين - عليه السلام - بحيث يوجهها بالاتجاه الخطأ، والبعض اساسا لا يشعر بانه معني بموضوع الوحدة الاسلامية، وينظر ان يبقي الشيعة في دائرتهم وان ينعزلوا عن الاخرين.
فلابد ان يشعر الانسان عندما يفكر اسلاميا في ان الوحدة الاسلامية هي دعوة القرآن.. (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) والله سبحانه وتعالى دعا الى ان تكون منا أمة وكذلك (واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا، وكنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها».
فالله سبحانه وتعالى يحثنا على النظر الى ايجابيات توحدنا كمسلمين لنصنع حضارة، وعندما اختلفنا وتجذر الخلاف بيننا وسمحتم للذين يريدون ان يصطادوا في الماء العكر، حصل ما حصل في الواقع الاسلامي وانقلبت الصورة، حيث ان المسلمين على هامش الحياة.
مسؤولية العلماء
الا تعتقدون ان هناك مسؤولية تقع على علماء الاسلام بمختلف طوائفهم فيما يحدث؟
العلماء عليهم مسؤولية كبيرة، ودورهم هو محاربة البدع اذا ظهرت، واخماد اجواء التشنج والاختلاف او ذلك المطلوب منهم ان يقوموا بدورهم.
ونحن نؤكد دائما على ان يتحدث العلماء وللاسف نجد البعض يتحدث ونجد طائفة اخرى منهم وهم الاكثر يريدون ان يبقى في اطاره المذهبي الذي رضي ان يكون فيه ولا يريد ان يفتح المجال على الصورة الاكبر، الصور الاسلامية او على العالم باسره ونحن ندعو العلماء ان يطلقوا الصوت ونحن نثمن ما صدر أخيراً من شيخ الازهر وبعض الفتاوى ايضا التي صدرت من علماء شيعة بتحريم سب الصحابة وامهات المؤمنين ونحن نريد ان نؤكد اهمية الحوار، ولكن هذا لا يكفي، فلابد ان يكون للواعين والمثقفين دور في هذا الاطار، وكذلك الحكام وكل انسان في موقعه، لابد ان يطلق كلمة للاصلاح كما امرنا سبحانه وتعالى وعلينا ان نؤكد على وحدة المسلمين.
تدخلات أجنبية
هناك من يتهم اطرافا اجنبية بمحاولة اثارة هذه الفتن بين مختلف الطوائف والمذاهب الاسلامية، خصوصا بين السنة والشيعة، ما رأيكم في هذا الرأي؟
بطبيعة الحال هذا الموضوع هو مشروع قديم، حديث ونحن نؤكد انه لابد ان نتحسس ان هناك مشروعا اجنبيا ضدهم، وذلك لموقع العالم الاسلامي الاستراتيجي وللثروات الطبيعية الموجودة في هذه الدول، وبالتالي سيكونون دائما عرضة لهذه المؤامرات ومن مصلحة الاخرين، الا نكون اقوياء، ولكن دائما نركز على المسلمين ألا ينساقوا وراء هذه الاجواء لان المشكلة ليست في الاخر، لان القوي دائما يسعى لان يبقى الاخرون ضعفاء، والمشكلة ألا نعمل على اضعاف انفسنا، والمسلمون يعرفون المآرب الاخرى، لكنهم يصرون على اضعاف انفسهم.
فالجميع يعرف ان هناك سعياً استكبارياً اميركياً ولاي دولة قوية اخرى تريد ان يبقى المسلمون على الصورة التي هم عليها، ولهذا فلابد من تحرك المسلمين ليكونوا حريصين على ثرواتهم ويمنعوا وقوع جميع هذه المؤامرات ولا ينبغي دائما ان نفكر فيما يريده الاخرون، ولكن لابد ان نفكر فيما نريد نحن.
الشارع العربي وفي التفافه حول المقاومة اللبنانية في حرب تموز 2006، اثبت سقوط نظرية الانتماء الطائفي وكرّس نظرية الانتماء للوطن وللاسلام فلماذا الاتهامات توجه دائما للشارع على انه منقسم، هل من مصلحة في ذلك؟
هذا طبيعي، لمن يسعى لاثارة الفتنة الطائفية، ومنع تقريب المسلمين ببعضهم بعضا، وتفتيت مواقع القوة لديهم، لان لا يلتف المسلمون حول نقطة التقاء وقوة بينهم، وهدفهم تفرقة المسلمين والعرب. وعلى المسلمين ان يكونوا واعين وألا يسمحوا للاخرين بان يسقطوا مواقع قوتهم وهذا الكلام موجه للجميع وفي اي موقع كانوا.
فهذا الالتفاف لم يكن الاول ولا الاخير الذي يتعرض للتفتيت، فنجد ان باكستان التي تعد قوة اسلامية نووية الان تتعرض لهجمات ارهابية، وهذا الامر مدبر وينطبق على جميع المسلمين.
تشويه ومحاربة الإسلام
هناك من علماء السنة من نادوا بعدم نشر المذهب الشيعي في الدول السنية وعدم نشر المذهب السني في الدول الشيعية، وذلك منعاً لوقوع فتنة، كيف ترون هذه الدعوة، وهل بامكاننا الالتزام بها؟
نحن نؤكد ضرورة ان نعيش أزمة داخل الاسلام، لأن أزمتنا ليس هنا وانما أزمتنا في الاستكبار الذي يسعى لاسقاط الاسلام ويسعى الكثيرون لاسقاط الاسلام في نفوس أبنائنا وتشويه صورته في الخارج، وألا يكون لنا أي قوة، فلابد ان نوجه لمحاربة هذه الاشياء، وألا يشعر بأن هناك أزمة داخل الاسلام، فالاهم لدينا عندما يترك الانسان اسلامه أو تشوه هذه الصورة لدى الآخر، وان نشعر بأزمة اذا شعرنا اننا لا نستطيع ان ندخل انساناً الى الاسلام بسبب ما يتعرض له من حروب.
المد الشيعي في المنطقة
هناك أيضا من يتهم ايران بنشر المذهب الشيعي في المنطقة ليكون لها مواطن نفوذ كيف ترون ذلك؟
أعتقد أن شيعة العالم وليس شيعة المنطقة فقط ولاؤهم الاول لأوطانهم والحرص عليها، وهذا ما نعرفه في لبنان لوجود حرص على بقاء لبنان قويا في مواجهة اسرائيل، ولم يذكر أحد الاساءة الى لبنان، وهذا ما نجده أيضا في الكويت، حيث انهم يحرصون على سلامة وأمن الكويت، والمرجع الديني محمد حسين فضل الله كان دائما يحرص على أن يكون الكويتيون أمينين على بلدهم، ونحن دائما في لقاءاتنا نؤكد حرصنا على قوة الكويت لان قوتها هي قوة للعرب وللمسلمين، وهي قوة يستفيد منها الجميع، وهذا ينطبق على جميع الدول العربية الأخرى، فنحن نؤكد على ضرورة ألا يشعر المسلمون بالخوف من بعضهم البعض وهناك من يسعى بأن يشعر السنة بالخوف من ايران أو أن يشعر المسلمون الشيعة بالخوف من المملكة العربية السعودية مثلا، في سعيهم لتأزيم العلاقة بين الدول الاسلامية والمسلمين ولابد ألا نستكين لهذا الجو وعلينا أن نؤكد ان المسلمين هم وحدة وان نزيل ما يفرقنا ومن يدعي ان هناك تيارات تسعى للمد الشيعي في المنطقة أو في المقابل مد سني، وان هناك أموالا طائلة تصرف في هذا المجال، فأين الارقام التي تتحدث عن هذا الأمر؟ وهل يعقل أن ينشر المعتقد أو الفكر بالأموال؟ فأعتقد أن هذه الفكرة لن تكون بالضرورة صحيحة، فيمكن بالمال ان يؤلف كتاب لكي ينشر فكراً، فالفكر لابد ان يكون مقنعا، ولذلك قد تكون هناك مبالغة في هذا الأمر.
الصراع الطائفي
لماذا ظهرت هذه الفتن مع ظهور أزمات سياسية في العالم العربي، خصوصا بعد تحرير العراق، حيث ظهرت هناك أزمة طائفية، ومن له المصلحة في ذلك، خصوصا ان العراق مثلا تخلص من حاكم جائر؟
مع الاسف الصراع الذي صور في العراق بعد سقوط النظام البائد هو صراع سني - شيعي وهذا غير صحيح لان الواقع يدل على أن هناك صراعا سياسيا داخل العراق، وكذلك في لبنان حيث اننا نجد ان فريق 8 آذار فيه سنة وشيعة ودروز ومسيحيون وفي المقابل نجد ان فريق 14 آذار أيضا يحوي مختلف الطوائف والديانات، ولذلك نجد أن الصراع السياسي في العراق مثلا يمكن ان يشمل أطرافا موجودة في الحكم أو بين أطراف من الحكم البائد وأطراف من الحكم الجديد.
فهناك من يصور ان هناك صراعا مذهبيا ويصور هذه الاثارة بعناصر مذهبية والاساءة الى مقدسات المعلمين ولذا تستخدم الورقة المذهبية والطائفية للاثارة في الواقع السياسي، ومع الأسف لا يوجد وعي لدى الناس لان فكروا في هذا الاطار.
فما يحدث في لبنان حاليا، يصور على أن هناك مشكلة بين السنة والشيعة بما حصل من جريمة كبيرة حدثت بأن تغتال شخصية قيادية سنية وان يكون المتهم فيها من الطائفة الشيعية، وهذا ما ينم ان الصراع شيعي - سني، فنحن ندعو الى أن تبقى الامور في نصابها القضائي، ومع الأسف نرى أن الأمور تأخذ منحى آخر، وندعو العالم العربي والاسلامي الى ان قوته في وحدته وان جميع الامم توحد، مثل الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة رغم ان توحدهم في الشكل وليس في المضمون، فالعالم العربي والاسلامي معني بمواجهة التحديات التي تواجهه ولا يمكن ان يواجهها الا بوحدته وألا يستفرد أي بلد عربي أو اسلامي ويعاني وحده، وبالتالي ستسقط القدس وستسقط فلسطين وجميع قضايانا اذا بقينا على هذه الحال.
استشراف مستقبل لبنان
رغم ان حديثنا اخذ منحى دينياً الا انها مناسبة لان نستشرف رؤيتك لمستقبل لبنان في ظل ما يحدث وفي ظل ما لمستوه من تخوف لدى صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حول هذا الموضوع!
مع الاسف لبنان لايزال محكوماً بعدم الاستقرار ومع الاسف ان اللبنانيين لايزالون يصرون على ألا يستقروا ذلك لعدم وعيهم الكافي للمخاطر التي يمكن ان تفتك بهم سواء من الخارج او الداخل.
فنحن دائما ما ندعو الى الجلوس الى طاولة واحدة وللاسف هناك شتات والكل يريد ان ينفذ مشروعه ويضحي بالاخر من اجل ذلك، ولذلك نحن نرى ان المستقبل غير مستقر اذا ما بقي اللبنانيون على هذه الحال، فآن الاوان لان نغير طريقة التفكير، وألا يستفيد الخارج على حساب الوطن، واذا لم يتحقق ذلك فلن يكون لبنان على خير.
فما نشهده هو ظاهرة وقد تكون ظواهر اخرى والمهم ان يبدأ اللبنانيون بالتفكير بالانفتاح على بعضهم بعضاً وان يخرج كل واحد من طائفيته ومن مذهبيته لحساب الوطن وان يفكر الجميع بان لبنان يحتاج روح الوحدة لمواجهة جميع التحديات.
فلابد ان كل هذه الالام والاحزان التي يعاني منها اللبنانيون على المستوى السياسي وعلى المستوى الامني لابد ان يفكر اللبنانيون بقلب واحد وان يفكروا بشكل جدي بان يقوموا على قاعدة واحدة وكيف يمكنهم ان ينقذوا لبنان وسط احباط جميع المشاريع التي يراد تنفيذها والتي تسوق من الساحة اللبنانية.
فآن الاوان ان يلتف اللبنانيون حول طاولة واحدة وان يستمعوا لصوت العقل ولمصلحة الوطن.
فهناك تخوفات حقيقية لما ستحمله الايام المقبلة، لكن لنبقى متفائلين.
العمل الخيري
نختم حديثنا بعملكم الخيري، خصوصاً ان لبنان كما ذكرت يعد ساحة للتجاذبات السياسية الدولية او لهجمات صهيونية، ما الدور الذي تقومون به من خلال ترؤسكم لهذه المبرات، وما مصادر التمويل؟
هي مناسبة اخرى لاتوجه بالشكر لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد على مكرمته في اعادة بناء مبرتنا بعد ما تعرضت لقصف اسرائيلي في حرب تموز 2006، ونحن نعمل كباقي المؤسسات والمبرات الخيرية الموجودة على مساعدة الايتام والارامل والمحتاجين، خصوصاً وان الحرب الاخيرة اضافت اسماء اخرى لقوائم الشهداء واليتامى والارامل وكذلك المحتاجين نحن نقدم لهم يد المساعدة، كما لدينا جانب تثقيفي وتعليمي نساهم به في نشر الوعي لدى الناس.
وتبقى هذه المؤسسات تعمل على اعداد برامج اجتماعية وخيرية وتمد يدها للجميع.
اما مصادر تمويليها فنحن نعتمد على اهل الخير وعلى التبرعات التي تقدم وبالطرق القانونية.
هل لديكم تبرعات خارجية؟
لا نحن لا نعتمد على هذه التبرعات وانما جل اعتمادنا على التبرعات من اللبنانيين والمحسنين لعمل الخير.
annahar@annaharkw.com
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2010/12/19/d8e0b184-243e-41c3-9607-8c2e21a83dab_main.jpg
السيد علي فضل
يحمل أفكارا ومبادئ والده العلامة الراحل محمد حسين فضل الله، كما يحمل هموم وطنه كأنما لم يحملها غيره من الحريصين على وحدة لبنان واستقراره.
وبمناسبة زيارته الى الكويت التقت «النهار» السيد علي فضل الله رئيس جمعية المبرات الخيرية ومؤسساة المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله الذي يعتبر ان زيارته للكويت فرصة طيبة ومحطة مهمة، خصوصا بعد لقائه صاحب السمو والرسالة التي حملها له الى جميع اللبنانيين وحرص على ان يتوحد اللبنانيون، ليمنعوا مريدي الفتن من تحقيق مآربهم وغاياتهم.
وشعور السيد فضل الله بعواطف جياشة للكويت، يؤكد ان شيعة الكويت ولاؤهم الاول والاخير لوطنهم لا لأي جهة أخرى.
ودعا السيد فضل الله جميع المسلمين الى التركيز على اسلامهم ومواجهة التحديات التي تواجههم بدلا من التفكير في قضايا داخلية يمكن ان تفرقهم.
كما دعا الى ان تكون عاشوراء لجميع المسلمين، معللا ذلك بان سيدنا الحسين عليه السلام خرج لجميع المسلمين وكان ولايزال نقطة التقائهم، لانه كان يدافع عما امر به جده سيدنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم.
وبهدوء كبير وبابتسامة المتواضع تطرق فضل الله في حديثه الى مسؤولية العلماء في توحيد الأمة ونشر الوعي داخل المجتمعات، مؤكدا ان ما تشهده الساحات الاسلامية من مشادات طائفية غايتها الوحيدة تحقيق مكاسب سياسية.
فضل الله الذي احب لبنان ويأمل تجاوز الازمة الحالية والا تتطور الى صراع شيعي - سني أدلى بالاجابات التالية:
نعيش هذه الايام، ذكرى عاشوراء كيف وجدتم احياء هذه الذكرى في الكويت؟
يشعر الانسان بان هناك سعياً حثيث بجعل عاشوراء بما امكن ان تكون اسلامية، وهذا نلمسه بما يقدم من تذكار ومواعظ وايضا في العمل الجاد في تغطية مسيرة الحسينية بما قد يسيء اليها، لاننا دائما ندعو الى ان ننسب الى الحسين والى اصحابه والى كل هذه الدماء من خلال تقديمنا للحسين في عنفوانه وفي قوته ورباطة جأشة وايمانه، ولا نريد ان تسيء عاشوراء الى الحسين عندما نعلق باب الحسين، ونبقيه في دائرة خاصة، فنحن نريد بالحسين ان ينطلق الى الواقع الانساني، لان الحسين عليه السلام هو نقطة التقاء جميع المسلمين، لانهم جميعا يعتبرونه «سيد شباب الجنة» وهو من رسول الله كما قال -صلى الله عليه وآله وسلم- «الحسين مني وأنا من الحسين» وكذلك الجميع يمجدون الحسين -عليه السلام- وما يراه الانسان في مصر يؤكد هذه المقولة.
ونريد بالحسين ان نطلقه في الفضاء الواسع، لان شعارات الحسين لم تكن شعارات اسلامية وكان همه ان يحفظ الاسلام وان يبقيه نقيا وصادقا وان يحرك الاسلام في نفوس المسلمين، والحسين ايضا هو انسان في حركته، انطلق ليمنع الظلم والطغيان الذي كان قد يحصل ويستمر من حاكم ظالم وفاجر ومستبد، فالحسين هو الخليفة الشرعي للمسلمين في تلك الفترة، ودائما نؤكد ان نزيل من عاشوراء بعض الاشياء التي تسيء اليها من خلال ضرب الرؤوس وجلد الذات بالسلاسل وغير ذلك ما نعتبره محرما من الناحية الشرعية، لان مواساة الحسين لا تكون من خلال ذلك وانما بمواقفه، كذلك هذه الاعمال بامكانها ان تسيء للذين يقيمون هذه الاحتفالية تسيء للمذهب الذي ينتمون اليه، والانسان لا يريد ان يؤذي نفسه. على هذا الاساس نحن نرى في الكويت سعيا متناميا لدى الواعين بعدم تقديم عاشوراء بهذه الصورة، وهذا ما سمعناه خلال هذه الزيارة خصوصا بمنع بعض الاشعار التي كانت تقدم سابقا والتي كانت تحتوي على نوع من الغلو والتجريح والتجاوز للحدود، ولذلك بتنا الآن نحس بان هناك سعي لجعل عاشوراء اسلامية منفتحة على الآخر وتقديمها بالصورة الصحيحة.
تأكيد على الإصلاح
هناك متشددون من الطائفتين الشيعية والسنية، وذكرتم ان سيدنا الحسين يعد نقطة التقاء المسلمين، كيف نوظف خصال ومكارم هذا الرجل لجمع شمل المسلمين والقضاء على التعصب؟
ذلك يتم عندما نؤكد ان سيدنا الحسين -عليه السلام- كان اسلاميا بشعاراته عندما خرج للدفاع عن جميع المسلمين وليس عن طائفة معينة دون اخرى، فالحسين كان يريد اصلاح الواقع الاسلامي، ويريد ان يؤكد ما دعا اليه النبي والقرآن «فلتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر»، وكذلك ما جاء في القرآن الكريم «المؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر» وايضا الحسين عندما انطلقت اهدافه من خلال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- عندما قال: «أيها الناس سمعت رسول الله يقول: من رأى منكم سلطانا جائرا مستحلا لكرم الله، ناكثا لعهده، عاتيا بعبده بالاثم والعدوان لم يغير عليه بقول»، ألا وإن هؤلاء مشكلتهم انهم القوم لزموا الشيطان واحلوا حرام الله وحرموا حلاله، فهذا هو الاساس. وعندما نقدم عاشوراء بهذه الصورة نستطيع ان نجعل منها اسلامية، وكذلك عندما لا نثير التشنجات والعصبيات المذهبية في عاشوراء من خلال استحضار ما ورد في التاريخ بطريقة غير علمية، فلابد من مناقشة التاريخ مع دراسة ولكن عندما لا نستحضر التاريخ وباحقاده الدفينة ونشعر الانسان بأنه يريد ان يتوجه الى الآخر الذي يختلف معه في المذهب، عند ذلك نجعل عاشوراء اسلامية، وكذلك عندما نوضح معنى السيرة التي تطرح في عاشوراء لان البعض يعترض على طرح اشارات الحسين، لانهم يفهمونها على انها موجهة لمن يختلفون في المذهب مع الشيعة والقضية ليست كذلك، وايضا ازالة بعض الاجواء التي تساهم في وضع الحاجز بين الانسان وعاشوراء وبين اصحاب المذهب، ونطالب بان يكون هناك وعي لتقديم عاشوراء بصورة اسلامية، ونجعلها منفتحة، وندعو المسلمين جميعا وخصوصا السنة بان تكون عاشوراء تعنيهم لان الحسين -عليه السلام- لم يستشهد لطائفة كان يسعى اليها، وانما استشهد لعلو مبادئ الاسلام ومن اجل ان يكرس ما قاله وما جاء به الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- وان ينهي عن المنكر وان يأمر بالمعروف وتصويب المسار الاسلامي، وهذا ما ينبغي ان نؤكد عليه.
ولذلك ندعو المسلمين جميعا بان عاشوراء تعنيهم كقضية اسلامية، وليست قضية شيعية، وهذا يحتاج الى لقاء وتفاهم المسلمين، ونحن نرى ايجابية في هذا الامر في لبنان وفي سورية، عندما يشارك علماء من السنة في عاشوراء ويتحدثون، ونريد ان تعم هذه الظاهرة كل الدول الاسلامية، وان تكون مكانا يتحدث فيه الجميع لنزيل الحساسيات وتصويب مسار عاشوراء. لانها ليست من الشيعة مقابل السنة.
مكاسب سياسية
الا تعتقد ان هناك من يريد تحقيق مكاسب سياسية، لاثارة مثل هذه الحساسيات التي تحدثنا عنها خصوصا في احتفالات عاشوراء؟
أكيد ان البعض يحمل هذا الفكر من اجل تأجيج الواقع السياسي وقد يكون الامر ايضا ناتجاً عن جهل البعض بمنطلقات الحسين - عليه السلام - بحيث يوجهها بالاتجاه الخطأ، والبعض اساسا لا يشعر بانه معني بموضوع الوحدة الاسلامية، وينظر ان يبقي الشيعة في دائرتهم وان ينعزلوا عن الاخرين.
فلابد ان يشعر الانسان عندما يفكر اسلاميا في ان الوحدة الاسلامية هي دعوة القرآن.. (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) والله سبحانه وتعالى دعا الى ان تكون منا أمة وكذلك (واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا، وكنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها».
فالله سبحانه وتعالى يحثنا على النظر الى ايجابيات توحدنا كمسلمين لنصنع حضارة، وعندما اختلفنا وتجذر الخلاف بيننا وسمحتم للذين يريدون ان يصطادوا في الماء العكر، حصل ما حصل في الواقع الاسلامي وانقلبت الصورة، حيث ان المسلمين على هامش الحياة.
مسؤولية العلماء
الا تعتقدون ان هناك مسؤولية تقع على علماء الاسلام بمختلف طوائفهم فيما يحدث؟
العلماء عليهم مسؤولية كبيرة، ودورهم هو محاربة البدع اذا ظهرت، واخماد اجواء التشنج والاختلاف او ذلك المطلوب منهم ان يقوموا بدورهم.
ونحن نؤكد دائما على ان يتحدث العلماء وللاسف نجد البعض يتحدث ونجد طائفة اخرى منهم وهم الاكثر يريدون ان يبقى في اطاره المذهبي الذي رضي ان يكون فيه ولا يريد ان يفتح المجال على الصورة الاكبر، الصور الاسلامية او على العالم باسره ونحن ندعو العلماء ان يطلقوا الصوت ونحن نثمن ما صدر أخيراً من شيخ الازهر وبعض الفتاوى ايضا التي صدرت من علماء شيعة بتحريم سب الصحابة وامهات المؤمنين ونحن نريد ان نؤكد اهمية الحوار، ولكن هذا لا يكفي، فلابد ان يكون للواعين والمثقفين دور في هذا الاطار، وكذلك الحكام وكل انسان في موقعه، لابد ان يطلق كلمة للاصلاح كما امرنا سبحانه وتعالى وعلينا ان نؤكد على وحدة المسلمين.
تدخلات أجنبية
هناك من يتهم اطرافا اجنبية بمحاولة اثارة هذه الفتن بين مختلف الطوائف والمذاهب الاسلامية، خصوصا بين السنة والشيعة، ما رأيكم في هذا الرأي؟
بطبيعة الحال هذا الموضوع هو مشروع قديم، حديث ونحن نؤكد انه لابد ان نتحسس ان هناك مشروعا اجنبيا ضدهم، وذلك لموقع العالم الاسلامي الاستراتيجي وللثروات الطبيعية الموجودة في هذه الدول، وبالتالي سيكونون دائما عرضة لهذه المؤامرات ومن مصلحة الاخرين، الا نكون اقوياء، ولكن دائما نركز على المسلمين ألا ينساقوا وراء هذه الاجواء لان المشكلة ليست في الاخر، لان القوي دائما يسعى لان يبقى الاخرون ضعفاء، والمشكلة ألا نعمل على اضعاف انفسنا، والمسلمون يعرفون المآرب الاخرى، لكنهم يصرون على اضعاف انفسهم.
فالجميع يعرف ان هناك سعياً استكبارياً اميركياً ولاي دولة قوية اخرى تريد ان يبقى المسلمون على الصورة التي هم عليها، ولهذا فلابد من تحرك المسلمين ليكونوا حريصين على ثرواتهم ويمنعوا وقوع جميع هذه المؤامرات ولا ينبغي دائما ان نفكر فيما يريده الاخرون، ولكن لابد ان نفكر فيما نريد نحن.
الشارع العربي وفي التفافه حول المقاومة اللبنانية في حرب تموز 2006، اثبت سقوط نظرية الانتماء الطائفي وكرّس نظرية الانتماء للوطن وللاسلام فلماذا الاتهامات توجه دائما للشارع على انه منقسم، هل من مصلحة في ذلك؟
هذا طبيعي، لمن يسعى لاثارة الفتنة الطائفية، ومنع تقريب المسلمين ببعضهم بعضا، وتفتيت مواقع القوة لديهم، لان لا يلتف المسلمون حول نقطة التقاء وقوة بينهم، وهدفهم تفرقة المسلمين والعرب. وعلى المسلمين ان يكونوا واعين وألا يسمحوا للاخرين بان يسقطوا مواقع قوتهم وهذا الكلام موجه للجميع وفي اي موقع كانوا.
فهذا الالتفاف لم يكن الاول ولا الاخير الذي يتعرض للتفتيت، فنجد ان باكستان التي تعد قوة اسلامية نووية الان تتعرض لهجمات ارهابية، وهذا الامر مدبر وينطبق على جميع المسلمين.
تشويه ومحاربة الإسلام
هناك من علماء السنة من نادوا بعدم نشر المذهب الشيعي في الدول السنية وعدم نشر المذهب السني في الدول الشيعية، وذلك منعاً لوقوع فتنة، كيف ترون هذه الدعوة، وهل بامكاننا الالتزام بها؟
نحن نؤكد ضرورة ان نعيش أزمة داخل الاسلام، لأن أزمتنا ليس هنا وانما أزمتنا في الاستكبار الذي يسعى لاسقاط الاسلام ويسعى الكثيرون لاسقاط الاسلام في نفوس أبنائنا وتشويه صورته في الخارج، وألا يكون لنا أي قوة، فلابد ان نوجه لمحاربة هذه الاشياء، وألا يشعر بأن هناك أزمة داخل الاسلام، فالاهم لدينا عندما يترك الانسان اسلامه أو تشوه هذه الصورة لدى الآخر، وان نشعر بأزمة اذا شعرنا اننا لا نستطيع ان ندخل انساناً الى الاسلام بسبب ما يتعرض له من حروب.
المد الشيعي في المنطقة
هناك أيضا من يتهم ايران بنشر المذهب الشيعي في المنطقة ليكون لها مواطن نفوذ كيف ترون ذلك؟
أعتقد أن شيعة العالم وليس شيعة المنطقة فقط ولاؤهم الاول لأوطانهم والحرص عليها، وهذا ما نعرفه في لبنان لوجود حرص على بقاء لبنان قويا في مواجهة اسرائيل، ولم يذكر أحد الاساءة الى لبنان، وهذا ما نجده أيضا في الكويت، حيث انهم يحرصون على سلامة وأمن الكويت، والمرجع الديني محمد حسين فضل الله كان دائما يحرص على أن يكون الكويتيون أمينين على بلدهم، ونحن دائما في لقاءاتنا نؤكد حرصنا على قوة الكويت لان قوتها هي قوة للعرب وللمسلمين، وهي قوة يستفيد منها الجميع، وهذا ينطبق على جميع الدول العربية الأخرى، فنحن نؤكد على ضرورة ألا يشعر المسلمون بالخوف من بعضهم البعض وهناك من يسعى بأن يشعر السنة بالخوف من ايران أو أن يشعر المسلمون الشيعة بالخوف من المملكة العربية السعودية مثلا، في سعيهم لتأزيم العلاقة بين الدول الاسلامية والمسلمين ولابد ألا نستكين لهذا الجو وعلينا أن نؤكد ان المسلمين هم وحدة وان نزيل ما يفرقنا ومن يدعي ان هناك تيارات تسعى للمد الشيعي في المنطقة أو في المقابل مد سني، وان هناك أموالا طائلة تصرف في هذا المجال، فأين الارقام التي تتحدث عن هذا الأمر؟ وهل يعقل أن ينشر المعتقد أو الفكر بالأموال؟ فأعتقد أن هذه الفكرة لن تكون بالضرورة صحيحة، فيمكن بالمال ان يؤلف كتاب لكي ينشر فكراً، فالفكر لابد ان يكون مقنعا، ولذلك قد تكون هناك مبالغة في هذا الأمر.
الصراع الطائفي
لماذا ظهرت هذه الفتن مع ظهور أزمات سياسية في العالم العربي، خصوصا بعد تحرير العراق، حيث ظهرت هناك أزمة طائفية، ومن له المصلحة في ذلك، خصوصا ان العراق مثلا تخلص من حاكم جائر؟
مع الاسف الصراع الذي صور في العراق بعد سقوط النظام البائد هو صراع سني - شيعي وهذا غير صحيح لان الواقع يدل على أن هناك صراعا سياسيا داخل العراق، وكذلك في لبنان حيث اننا نجد ان فريق 8 آذار فيه سنة وشيعة ودروز ومسيحيون وفي المقابل نجد ان فريق 14 آذار أيضا يحوي مختلف الطوائف والديانات، ولذلك نجد أن الصراع السياسي في العراق مثلا يمكن ان يشمل أطرافا موجودة في الحكم أو بين أطراف من الحكم البائد وأطراف من الحكم الجديد.
فهناك من يصور ان هناك صراعا مذهبيا ويصور هذه الاثارة بعناصر مذهبية والاساءة الى مقدسات المعلمين ولذا تستخدم الورقة المذهبية والطائفية للاثارة في الواقع السياسي، ومع الأسف لا يوجد وعي لدى الناس لان فكروا في هذا الاطار.
فما يحدث في لبنان حاليا، يصور على أن هناك مشكلة بين السنة والشيعة بما حصل من جريمة كبيرة حدثت بأن تغتال شخصية قيادية سنية وان يكون المتهم فيها من الطائفة الشيعية، وهذا ما ينم ان الصراع شيعي - سني، فنحن ندعو الى أن تبقى الامور في نصابها القضائي، ومع الأسف نرى أن الأمور تأخذ منحى آخر، وندعو العالم العربي والاسلامي الى ان قوته في وحدته وان جميع الامم توحد، مثل الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة رغم ان توحدهم في الشكل وليس في المضمون، فالعالم العربي والاسلامي معني بمواجهة التحديات التي تواجهه ولا يمكن ان يواجهها الا بوحدته وألا يستفرد أي بلد عربي أو اسلامي ويعاني وحده، وبالتالي ستسقط القدس وستسقط فلسطين وجميع قضايانا اذا بقينا على هذه الحال.
استشراف مستقبل لبنان
رغم ان حديثنا اخذ منحى دينياً الا انها مناسبة لان نستشرف رؤيتك لمستقبل لبنان في ظل ما يحدث وفي ظل ما لمستوه من تخوف لدى صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حول هذا الموضوع!
مع الاسف لبنان لايزال محكوماً بعدم الاستقرار ومع الاسف ان اللبنانيين لايزالون يصرون على ألا يستقروا ذلك لعدم وعيهم الكافي للمخاطر التي يمكن ان تفتك بهم سواء من الخارج او الداخل.
فنحن دائما ما ندعو الى الجلوس الى طاولة واحدة وللاسف هناك شتات والكل يريد ان ينفذ مشروعه ويضحي بالاخر من اجل ذلك، ولذلك نحن نرى ان المستقبل غير مستقر اذا ما بقي اللبنانيون على هذه الحال، فآن الاوان لان نغير طريقة التفكير، وألا يستفيد الخارج على حساب الوطن، واذا لم يتحقق ذلك فلن يكون لبنان على خير.
فما نشهده هو ظاهرة وقد تكون ظواهر اخرى والمهم ان يبدأ اللبنانيون بالتفكير بالانفتاح على بعضهم بعضاً وان يخرج كل واحد من طائفيته ومن مذهبيته لحساب الوطن وان يفكر الجميع بان لبنان يحتاج روح الوحدة لمواجهة جميع التحديات.
فلابد ان كل هذه الالام والاحزان التي يعاني منها اللبنانيون على المستوى السياسي وعلى المستوى الامني لابد ان يفكر اللبنانيون بقلب واحد وان يفكروا بشكل جدي بان يقوموا على قاعدة واحدة وكيف يمكنهم ان ينقذوا لبنان وسط احباط جميع المشاريع التي يراد تنفيذها والتي تسوق من الساحة اللبنانية.
فآن الاوان ان يلتف اللبنانيون حول طاولة واحدة وان يستمعوا لصوت العقل ولمصلحة الوطن.
فهناك تخوفات حقيقية لما ستحمله الايام المقبلة، لكن لنبقى متفائلين.
العمل الخيري
نختم حديثنا بعملكم الخيري، خصوصاً ان لبنان كما ذكرت يعد ساحة للتجاذبات السياسية الدولية او لهجمات صهيونية، ما الدور الذي تقومون به من خلال ترؤسكم لهذه المبرات، وما مصادر التمويل؟
هي مناسبة اخرى لاتوجه بالشكر لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد على مكرمته في اعادة بناء مبرتنا بعد ما تعرضت لقصف اسرائيلي في حرب تموز 2006، ونحن نعمل كباقي المؤسسات والمبرات الخيرية الموجودة على مساعدة الايتام والارامل والمحتاجين، خصوصاً وان الحرب الاخيرة اضافت اسماء اخرى لقوائم الشهداء واليتامى والارامل وكذلك المحتاجين نحن نقدم لهم يد المساعدة، كما لدينا جانب تثقيفي وتعليمي نساهم به في نشر الوعي لدى الناس.
وتبقى هذه المؤسسات تعمل على اعداد برامج اجتماعية وخيرية وتمد يدها للجميع.
اما مصادر تمويليها فنحن نعتمد على اهل الخير وعلى التبرعات التي تقدم وبالطرق القانونية.
هل لديكم تبرعات خارجية؟
لا نحن لا نعتمد على هذه التبرعات وانما جل اعتمادنا على التبرعات من اللبنانيين والمحسنين لعمل الخير.