الدكتور عادل رضا
10-10-2004, 11:30 PM
7 عاما على اغتيال الثائر الأرجنتيني ارنستو تشي جيفارا
كتابات - ترجمة / نديم علاوي
"إنّني أؤمن بأنَّ النضال المسلّح هو الطريق الوحيد أمام الشعوب الساعية إلى التحرّر. ويعتبرني الكثيرون مغامراً" - ارنستو تشي جيفارا
في التاسع من أكتوبر عام 1967, نفذت مجموعة من العسكريين البوليفيين , المدربة على يد عملاء ال CIA وضباط وحدة ( القبعات الخضر ) الأمريكان أمر الإعدام بارنستو تشي جيفارا.
اليوم , وبعد مرور 37 عاما على مقتل جيفارا, تبقى عملية اغتياله حدثا تاريخيا يلفه الكثير من الإبهام والغموض , خاصة وان تفاصيل تلك القضية لازالت أسيرة المطامع السياسية والفنتازيا الأيديولوجية , وبعيدا عن ذلك, فان عملية اغتيال تشي ما تزال تمثل أحد أهم المشاهد المأسوية في تاريخ حرب العصابات في أمريكا اللاتينية. تلك الحرب التي طبعتها أربعة فصول مهمة:
1 - التحاق تشي بحركة المقاومة المسلحة في بوليفيا.
2-اعتقاله .
3- اغتياله على يد وحدة ( القبعات الخضر).
4- دفن جثمان تشي.
الفصل الأول بدأ بتسلل تشي برفقة 120 من رفاقه الثوريين الكوبيين إلى بوليفيا بهدف تنظيم حركة مقاومة شاملة , وهو القرار الذي تبين فيما بعد انه بني على تقديرات خاطئة.
كان تشي يعتقد بأنه سيواجه الطريقة الكلاسيكية نفسها التي سلكتها معظم أنظمة أمريكا اللاتينية الديكتاتورية في مواجهتها للثوار, مسقطا من حساباته التواجد الأمريكي القوي والكثيف هناك.
إضافة إلى ذلك فان تشي لم يحصل على ما كان يتوقعه من دعم من قبل السكان المحليين أو من الحزب الشيوعي البوليفي ( حليف السوفيت) , الذي لم ترق له فكرة حرب العصابات التي كان يقودها تشي. يشير الكثيرون من كتاب سيرة تشي إلى أن المخابرات الأمريكية جندت أعدادا كبيرة من المعادين للسلطة الكوبية , ودربتهم على طريقة انتزاع الاعترافات بالقوة للحصول على المعلومات الكافية حول تحركات تشي من القرويين البوليفيين.
الفصل الثاني يبدأ في يوم 8 أكتوبر من عام 1967 بعد أن نجحت القوات البوليفية في تحديد موقع إحدى الوحدات التي كان يقودها تشي ومساعده العامل البوليفي أوريخيو سيمون كوبا سارافيا في وادي كويمبراذا الضيق على امتداد نهر سان انتونيو في لا خينكورا, وما تلاها من معارك شرسة حوصرت خلالها وحدة تشي وأصيب خلالها تشي نفسه بجروح بليغة نجم عنها نزيف دموي حاد.
الاعتقال المأساوي.
مشهد اعتقال تشي كان مأساويا بحق كما وصفه شهود عيان, فبينما كان المقاتل الأرجنتيني ينزف صاح بالجنود ( أنا تشي جيفارا, قيمتي حيا اكثر من قيمتي ميتا).
فليكس رودريغاس , أحد عملاء المخابرات الأمريكية أذاع نبأ اعتقال تشي مستخدما جملة من كلمتين ( بابا كانسادو) أي ( الأب متعب) والتي تعني حسب شفرتهم الخاصة ( تم الإمساك بتشي وهو جريح).
اتخذت عملية اعتقال تشي شكلا مأساويا وفي غاية العنف , فقد نقل تشي ملفوفا ببطانية وساقية مثقوبتان بالرصاص ويداه موثقتان إلى ظهره " كان اشبه بكتلة من القمامة" مرمية في زاوية من زوايا إحدى قاعات مدرسة في قرية غنيكويرا , كما ذكر لاحقا رودريغاس لمدير شبكة ال CIA في قاعدة لانكلاي العسكرية
الفصل الثالث اغلق في ساعات الصباح الأولى من يوم 9/10/1967 , حين تلقى العسكريون الذين وصلوا للتأكد من نبأ اعتقال تشي الأوامر بإعدامه , على أن يكون البيان الرسمي مقتل تشي أثناء المعارك , لأن الحكومة البوليفية كانت تخشى مضاعفات مثول جيفارا أمام المحكمة الذي لا مفر منها.
وبينما كان راديو بوليفيا يعلن النبأ الكاذب عن موت تشي أثناء المعارك, كان تشي يقف بكل قواه منتصبا وظهره إلى السبورة السوداء منتظرا تنفيذ حكم الإعدام. ( لتعرف , انك ستقتل رجلا واحدا فقط ) , كانت هذه هي كلمات تشي الأخيرة للعقيد تيران الذي اشرف على عملية الإعدام , بعد ذلك وصل عسكريون آخرون تحدوهم الرغبة بإطلاق النار على تشي , وبدءوا بالفعل بإطلاق النار على جثته.
لكن الستار لم يسدل على حياة ارنستو تشي إلا في وقت متأخر جدا, وبالتحديد في أكتوبر عام 1997 , عندما أودعت عظام جيفارا في ضريح في سانت كلارا في كوبا , بحضور الرئيس الكوبي فيل كاسترو وعشرات الآلاف من المواطنين الكوبيين .
http://www.enet.gr/online/online_text?c=111&id=99504036
كتابات - ترجمة / نديم علاوي
"إنّني أؤمن بأنَّ النضال المسلّح هو الطريق الوحيد أمام الشعوب الساعية إلى التحرّر. ويعتبرني الكثيرون مغامراً" - ارنستو تشي جيفارا
في التاسع من أكتوبر عام 1967, نفذت مجموعة من العسكريين البوليفيين , المدربة على يد عملاء ال CIA وضباط وحدة ( القبعات الخضر ) الأمريكان أمر الإعدام بارنستو تشي جيفارا.
اليوم , وبعد مرور 37 عاما على مقتل جيفارا, تبقى عملية اغتياله حدثا تاريخيا يلفه الكثير من الإبهام والغموض , خاصة وان تفاصيل تلك القضية لازالت أسيرة المطامع السياسية والفنتازيا الأيديولوجية , وبعيدا عن ذلك, فان عملية اغتيال تشي ما تزال تمثل أحد أهم المشاهد المأسوية في تاريخ حرب العصابات في أمريكا اللاتينية. تلك الحرب التي طبعتها أربعة فصول مهمة:
1 - التحاق تشي بحركة المقاومة المسلحة في بوليفيا.
2-اعتقاله .
3- اغتياله على يد وحدة ( القبعات الخضر).
4- دفن جثمان تشي.
الفصل الأول بدأ بتسلل تشي برفقة 120 من رفاقه الثوريين الكوبيين إلى بوليفيا بهدف تنظيم حركة مقاومة شاملة , وهو القرار الذي تبين فيما بعد انه بني على تقديرات خاطئة.
كان تشي يعتقد بأنه سيواجه الطريقة الكلاسيكية نفسها التي سلكتها معظم أنظمة أمريكا اللاتينية الديكتاتورية في مواجهتها للثوار, مسقطا من حساباته التواجد الأمريكي القوي والكثيف هناك.
إضافة إلى ذلك فان تشي لم يحصل على ما كان يتوقعه من دعم من قبل السكان المحليين أو من الحزب الشيوعي البوليفي ( حليف السوفيت) , الذي لم ترق له فكرة حرب العصابات التي كان يقودها تشي. يشير الكثيرون من كتاب سيرة تشي إلى أن المخابرات الأمريكية جندت أعدادا كبيرة من المعادين للسلطة الكوبية , ودربتهم على طريقة انتزاع الاعترافات بالقوة للحصول على المعلومات الكافية حول تحركات تشي من القرويين البوليفيين.
الفصل الثاني يبدأ في يوم 8 أكتوبر من عام 1967 بعد أن نجحت القوات البوليفية في تحديد موقع إحدى الوحدات التي كان يقودها تشي ومساعده العامل البوليفي أوريخيو سيمون كوبا سارافيا في وادي كويمبراذا الضيق على امتداد نهر سان انتونيو في لا خينكورا, وما تلاها من معارك شرسة حوصرت خلالها وحدة تشي وأصيب خلالها تشي نفسه بجروح بليغة نجم عنها نزيف دموي حاد.
الاعتقال المأساوي.
مشهد اعتقال تشي كان مأساويا بحق كما وصفه شهود عيان, فبينما كان المقاتل الأرجنتيني ينزف صاح بالجنود ( أنا تشي جيفارا, قيمتي حيا اكثر من قيمتي ميتا).
فليكس رودريغاس , أحد عملاء المخابرات الأمريكية أذاع نبأ اعتقال تشي مستخدما جملة من كلمتين ( بابا كانسادو) أي ( الأب متعب) والتي تعني حسب شفرتهم الخاصة ( تم الإمساك بتشي وهو جريح).
اتخذت عملية اعتقال تشي شكلا مأساويا وفي غاية العنف , فقد نقل تشي ملفوفا ببطانية وساقية مثقوبتان بالرصاص ويداه موثقتان إلى ظهره " كان اشبه بكتلة من القمامة" مرمية في زاوية من زوايا إحدى قاعات مدرسة في قرية غنيكويرا , كما ذكر لاحقا رودريغاس لمدير شبكة ال CIA في قاعدة لانكلاي العسكرية
الفصل الثالث اغلق في ساعات الصباح الأولى من يوم 9/10/1967 , حين تلقى العسكريون الذين وصلوا للتأكد من نبأ اعتقال تشي الأوامر بإعدامه , على أن يكون البيان الرسمي مقتل تشي أثناء المعارك , لأن الحكومة البوليفية كانت تخشى مضاعفات مثول جيفارا أمام المحكمة الذي لا مفر منها.
وبينما كان راديو بوليفيا يعلن النبأ الكاذب عن موت تشي أثناء المعارك, كان تشي يقف بكل قواه منتصبا وظهره إلى السبورة السوداء منتظرا تنفيذ حكم الإعدام. ( لتعرف , انك ستقتل رجلا واحدا فقط ) , كانت هذه هي كلمات تشي الأخيرة للعقيد تيران الذي اشرف على عملية الإعدام , بعد ذلك وصل عسكريون آخرون تحدوهم الرغبة بإطلاق النار على تشي , وبدءوا بالفعل بإطلاق النار على جثته.
لكن الستار لم يسدل على حياة ارنستو تشي إلا في وقت متأخر جدا, وبالتحديد في أكتوبر عام 1997 , عندما أودعت عظام جيفارا في ضريح في سانت كلارا في كوبا , بحضور الرئيس الكوبي فيل كاسترو وعشرات الآلاف من المواطنين الكوبيين .
http://www.enet.gr/online/online_text?c=111&id=99504036