الدكتور عادل رضا
12-12-2010, 12:43 AM
تزوير التاريخ .. الشعوبي حسن العلوي نموذجا
د . موسى الحسيني
mzalhussaini@btinternet.com
9/12/2010
نشر الكاتب الكويتي ، الاستاذ الدكتور عادل رضا على موقع كتابات بتاريخ 18 / 9/ 2010 مقالا بعنوان " تزوير التاريخ .. حسن العلوي نموذجا " ، معتمدا كتابي المعنون " ساطع الحصري والخطاب الطائفي الجديد " ، كمصدر اساسي من المصادر التي استند اليها في كتابته . تم اعادة نشر المقال ، خلال الاسابيع القليلة التالية ، في اكثر من 87 موقعا على الانترنت .
بقدر ما اشكر الدكتور عادل على اعتماده على الكتاب المذكور اعلاه ، استميحه عذرا في استعارة عنوان مقالتي هذه منه ، باستثناء اضافة شعوبي. لان العنوان يختزل ويحشد الكثير من الحقائق ، عندما اختار اخطر واسفل شعوبيا حاقدا على كل ما هو عربي وعراقي ، كنموذج من نماذج المزورين في العصر الحديث . اما اضافة صفة الشعوبية للتعريف بالمعني ليست شتيمة مغرض، او محاولة في ذم المعني او تبخيس قيمته ، بل ان الشعوبية هي التوصيف المنطقي الواقعي لحالته كدخيل على العرب والعروبة ، رغم انه عاش وترعرع على ارضها ، وشرب من مائها وتنفس هوائها ، واكل من خيراتها ، الا انه واجه ذلك بنكران جميل ، وسيكولوجيا شعوبية عدائية متطرفة ،تعكس حجم العقد النفسية الدفينة التي تحرك نوازعه المريضة الحاقدة على كل ما هو عربي . رغم ان روادالحركة القومية العربية الاوائل التزموا و الى يومنا هذا بتعريف النبي (ص) وتشخيصه لمفوم العربي : " ليس العربية منكم بأب او أم ، العربي من تكلم اللغة العربية " . لم تكن العروبة او العربية او الامة العربية ، شاذة عن غيرها من الامم في انها لاتتميز بوحدة الدم بل هي نتيجة لتفاعل الاقوام والشعوب التي سكنت المنطقة العربية منذ القدم ، تفاعلت ، فيما بينها ، ومع الارض العربية لتصل لهذا الشكل المعروفة به الان .( لاحظ ساطع الحصري اراء في الوطنية والقومية ص : 17-32 ،حول القومية العربية ص :77-82)
عندما اقول توصيف ، ذلك ان الشعوبية كحركة ثقافية وسياسية انتقلت في اشكالها المتاخرة خلال العصر العباسي من الدعوة للمساواة بين العرب والاثنيات الاخرى ، الفارسية خاصة ، الى العبث بالتاريخ العربي ، والثقافة العربية بحثا عما يمكن ان يكون مادة تصلح للاستخدام في التبخيس من قيمة العقل العربي ، والثقافة العربية ، ثم تحولت في مراحلها الاخيرة ، مستغلة ضعف الدولة العباسية وتهافت خلفائها المتاخرين ،لتدمير كيان الدولة ، وزرع الفتن الداخلية لتفكيكها . تلك هي الشعوبية بمعناها المختصر .
لم تتوقف توجهات بعض المستوطنين الاجانب في البلاد العربية ، والعراق خاصة من بث سمومهم الشعوبية باشكال مختلفة وحسب قدراتهم ، وما تسمح به الظروف السياسية لهم ، للعبث بتاريخ الامة ، ووحدتها .
ان من خبائث الشعوبية ، وكي تتستر على حقدها وتلونه بسمات اخلاقية واسلامية ، حاول بعض الشعوبيين التظاهربالغلو في حب ال البيت ، والربط بين التشيع والحقد على كل ما هو عربي ، ليهاجموا تحت شعار حب ال البيت والحرص على التشيع والشيعة وفقه ال البيت كل ما هو عربي ، مستغلين ما يجتمع عليه العرب من شيعة وسنة من احترام الى حد القداسة لال بيت النبي ( ص) .
التشيع بالنسبة لهم ليس غطاء لتبرير حقدهم فقط ، بل كان ايضا درع لحماية انفسهم ، يكموا به افواه المسلمين ، فقد ربطوا بين التشيع والشعوبية ، بحيث يبدو الراد عليهم بموقف الطائفي السني المنحاز ضد الشيعة . ( الشيعة والدولة القومية ) ، مع مابين الاثنين من فرق .
كان واحدا من اساليب الشعوبية الخبيثة ، اختلاق الاحاديث عن ال البيت ودسها في كتب الشيعة . فهذا الامام الصادق (ع) يقول في وصف احد الشعوبيين من الغلاة : "كان المغيرة بن سعيد يتعمد الكذب على ابي وياخذ كتب اصحابه، وكان اصحابه المستترون باصحاب ابي ياخذون الكتب من اصحاب ابي فيدفعونها الى المغيرة فكان يدس فيها الكفر والزندقة ويسندها الى ابي ثم يدفعها الى اصحابه فيامرهم ان يثبتوها في الشيعة ، فكل ما كان في كتب اصحاب ابي من الغلو فذاك مما دسه المغيرة بن سعيد في كتبهم " (الكشي ، الرجال ، ، ص : 196 ) .
ويجد القارئ الكثير من الامثلة على تلك الخباثة الشعوبية ، فلم يكن المغيرة بن سعيد الاول ولا اخر الشعوبيين .
فالتزوير ، والدس ، والكذب سمة شعوبية ، بل من سماتها الاصيلة ، المتجذرة فيها .فالشعوبية ليست حركة سياسية ، كما هي ليست فكرة ايدولوجية او نظرية ، لا في الاصل ولا في النتائج ، بل هي حالة مرضية سايكولوجية .فهي لادخل لها مثلا بالحركة القومية الفارسية او الهندية او التركية ، كحركات سياسية تمتلك المبررات المنطقية للعمل على تشكيل دولها القومية على اراضيها القومية دون ان تكون مضطرة لممارسة الحقد على العرب او غيرهم . والشعوبي الهندي او الفارسي الاصل ، لايحلم بان يبني دولته القومية على ارض العراق مثلا ، لانه يعرف استحالة هذا ورفض العراقيين شيعة وسنة واديان اخرى لذلك ويعرف انهم سيقفون كحد السيف لمنع هذا التجاوز . لكنه يجد في العراقي وعرب العرب موضوعا لاشباع احقاده . حتى عندما تقول له اغرب يارجل عنا واذهب الى بلدك ما دمنا نثير حقدك وكراهيتك ، فهو يرفض ، لانه سوف لن يجد كرم الاخلاق ، وحلاوة العيش في بلده الام كما هو يتمتع بها على الارض العربية . وفي بلده الام سوف لن يجد موضوعات لحقده ، والحقد فيه وعنده هو شريان الحياة الذي تشكلت حوله سيكولوجيته المرضية .
ان الشعوبية هي ميل او اتجاه سيكولوجي ، مبني اساسا على الحقد والكراهية. والكره ، يؤشر على ارتباك وتخلخل في الشخصية وعجز عن التعايش والاندماج في المجتمع ، يعود الى الكثير من الاسباب التي يحتاج شرحها الى مقالة مستقلة . الا انها بمحتواها السيكولوجي هي مجموعة عقد ذات شحنة عاطفية قوية للاحساس بالنقص امام الاخرين لايستطيع المريض مقاومتها ، تصبغ كل سلوك الفرد وتصرفاته ، بما فيها لغته . لذلك تجد الشعوبي عندما يكذب ، وحسن عليوي هندش ( المتسمي بالعلوي ) ، كمثال ، لايخجل ولايشعر بالحرج من الكذب بل يستطرق به بما يشبه العفوية والبديهة ، حتى ليوهم القارئ او المستمع غير النبه او المطلع ، بصحة ما يسمع .
الكذب عند الشعوبي الهندي الاصل حسن عليوي هندش ، سليقة ونظام واسلوب حياة ، ووسيلة للعيش والنصب والاحتيال ، وميل مرضي لايقوى على السيطرة عليه .باختصارهو منظومة مبنية ومركبة على الكذب . والحديث عن كذبه يحتاج لعدد من المؤلفات بحجم كتبه . لكن سنكتفي بالامثلة المختاره من كتبه التي يكذب بعضها الاخر .
كما لااريد ان اعيد كتابة ما ذكره الدكتور عادل من امثلة على كذب حسن ابن عليوي هندش .لكن قصة الدكتورة هلكا كراهام التي ذكرها الدكتور عادل في مقاله تقدم مثلا بسيطا . اراد ابن هندش ان يوحي للقارئ باهميته ، وان كتاباته مقروءة حتى من قبل تاتشر ، رئيسة الوزراء البريطانية في الثمانينات ،وليعطي كلامه مصداقية اكثر اختار اسم الدكتورة هلكا ، باعتبار ان من الصعب الوصول اليها لسؤالها عن صحة ما يقوله ، كما انه لم يتوقع على ما يبدو انها ستطلع على محتوى كتابه .
الدكتورة هلكا صديقة تعود علاقتي بها الى منتصف 2005 ، جمعتني بها هموم الثقافة والسياسة والكتابة ، منذ ذلك الحين كنت الاقيها على فترات متقاربة بمعدل مرة كل شهر او شهرين ، لكني لم اكن مطلع على كتاب ابن هندش " العراق الاميركي " ، فقد تركت قراءة ما يكتبه هذا الرجل بعد ان اكتشفت حجم الزيف والكذب والتحريف الذي ورد في كتابه" الشيعة والدولة القومية" ، الى ان نبهني الدكتور عادل للموضوع ، بعد ان نشر مقالته ، فسالت الدكتورة هلكا عن الموضوع لتؤكد نفس جوابها للدكتور عادل رضا انها لم تعرف هذا الانسان ، ولم تلتقي به سابقا ، هذا عدا عن كونها لم تشاركه يوما اي مشروع في الكتابة لا عن العراق ، ولا عن اي موضوع اخر . فما الغاية من اختلاق هكذا كذبات ، الا الطبيعة المرضية التي تجبر صاحبها على اختلاق القصص . والا مشاعر النقص التي تجعل من صاحبها يبحث عن الاسماء المشهورة ليختلق القصص عن علاقته بها ، وتاخذ الكذاب عادة الحماسة ، ليصل من خلال الدكتورة هلكا للادعاء بانه كان محور اهتمام تاتشر الى الحد الذي تضطر معه تاتشر للتدخل ، بل الترجي والتوسل والتوسط عند الاخرين ليتوقف حسن عن الكتابة بلغة هو لايعرفها اصلا . وتاتشر رئيسة وزراء دولة عظمى ، مشغولة بهموم عالمية ومع ذلك فهي تتوقف عن عملها لتطلع على ماذا كتب هذا الدعي . عندما يسقط او يحذف اسم الدكتورة هلكا من القصة ، يترتب عليه بالنتيجة ، حذف اسم تاتشر . فما الذي كسبه هذا الدعي .. !؟ - سنجيب على هذا السؤال في الجزء القادم-
مثال اخر قدمه الدكتور عادل ، موثقا عن ادعاء حسن بالعلاقة الحميمة التي تربطه بعزيز الحكيم " كما ورد في كتاب " العراق الاميركي "، التي عاد فكذبها هو نفسه في كتابه" شيعة العراق وشيعة السلطة ".. كما هي علاقته المزعومة مع الشيخ احمد الوائلي التي لم يصرح بها حسن الا بعد وفاة المرحوم الشيخ . وعلاقتنا العائلية بالشيخ الوائلي ليست بخافية على اي من العراقيين المقيمين في سوريا قبل الاحتلال . ولم اسمع يوما من الشيخ الوائلي الا كلمات الاحتقار والتقزز من سيرة هذا الدعي . ومرة وامام مجموعة من العراقيين في جلسة في محل السيد مضر الحلو ، لاادري كيف ورد اسم هذا الدعي ، فقال الشيخ الوائلي ( رحمه الله ) : دعونا من سيرة هذا الشلايتي السرسري ، انها والله لتقزز النفس ، ويشعر الانسان معها بالحاجة للقئ ، لم يكفيه انه شتمنا في العراق ، جاء هنا يدعي الوصل ، ويطاردنا بترهاته ". كنت اعرف ان الشيخ الوائلي كان قد علم بقصة تحرش حسن بابن احد رجال الدين في دمشق .
بدأ حسن الادعاء بانه يلتقي سرا بالشيخ الوائلي ..!؟ ( بقية صوت ) ولايدري الانسان ما مصدر وسبب هذه السرية ..!؟ لكنه في كتابه العراق الامريكي ، و شيعة العراق وشيعة السلطة اصبحت علاقة علنية ، وزيارات متبادلة . وليعطي حسن نفسه قيمة زائفة ادعى ان الشيخ كان يتبادل معه الزيارات . في حين رواية الشيخ لي وللاخرين ان هذه العلاقة لاتتجاوز ، زيارة واحدة قام بها حسن لمنزل الشيخ برفقة احد رجال الدين عندما بدأ يعلن توبته . ولقاء في مجلس تعزيةاقامه الشيخ دكسن في دار احد العراقيين ، وحضرها حسن لتاكيد توبته كما تاب الحر بن يزيد الرياحي ، كما يوصفها هو امام رجال الدين الذين اتصل بهم او زارهم في منازلهم كل ذلك ، حصل في 1983-1984 وانتهى.
لاشك ان الصفاقة ، بل الوقاحة التي تتحكم بالانسان الى هذا الحد من الكذب والتدليس ، ليست ظاهرة عادية ، بل هي حالة مرضية ، لايقوى المريض على السيطرة عليها .فالكذب والتزييف والادعاء بانه على علاقات حميمة مع علية القوم من العراقيين ، وظيفة سيكولوجية لاشعورية لتهدئة ضغط مشاعر بالنقص ، التي تفرضها الاحساس بالدونية لرجولة مهتوكة ، او كما وصفتها دراسة نشرت بجريدة الزمان عدد 22/1 / 2002 لتفسير اسباب توجهاته الشعوبية ، وبمصطلحات الجريدة " رجل شاذ لايرتاح ولايهدا الا بماء الرجال " . والعهدة على الكاتب والجريدة ، رغم ان سيرة حسن في سوريا لاتنفي ذلك .
للكذب والتدليس عند حسن عليوي هندش وظيفة اخرى ، هي تسويق نفسه ، فهي اداة للارتزاق ، والنصب والاحتيال .( كما سيرد تفصيله ) . قبل ذاك وللابتعاد عن العموميات ، نود العودة لتوصيف شعوبية هذا المتهالك بعقد نقصه .
طرح شارون وايتان عام 1982 مشروعهما لاعادة تقسيم الدول العربية الى دويلات صغيرة متناحرة ،كانت حصة العراق منها ثلاث دول ، كردية وسنية واخرى شيعية . تلاقف الشعوبيون وبعض اليهود من اصل عربي الفكرة ، ليكتشف الانسان فجأة هذا الحرص الغريب عند هؤلاء الحثالات من سقط المتاع ، على شيعة العراق ، والعراق خاصة .
بادر حسن عليوي هندش المتسمي بالعلوي بكتابة " التاثيرات التركية في الحركة القومية العربية ،مزورا الوقائع والاحداث والمصادر ليثبت ان غالبية اهل بغداد من ابناء الطائفة السنية ليسوا الا اتراك تسلطوا بتامر مع بريطانيا على السلطة في العراق . ، حتى عبد المحسن السعدون اعتبره تركيا باعتبار انه متزوج من تركية والاخرين على اساس اما ثقافتهم او دراستهم ، او نسب امهاتهم .
ثم مقابل خمسة الاف دولار من عادل عبد المهدي ومثلها من السيد محمد بحر العلوم ، ليقوم باكبر كذبة وتزوير عرفه تاريخ الكتابة بالعربية في كتابه الشيعة والدولة القومية منذ ايام حماد عجرد وحماد الراوية . رصدتٌ في هذا الكتاب اكثر من عشرين تزويرا ، وكذبة ، وتحويرا لنص او خبر ، في كتابي الموسوم " ساطع الحصري والخطاب الطائفي الجديد "، ولم يقدم حسن ولا رواية صحيحة مع انه بصلافة مرضية كان يشير لمصادر رواياته ليدلل على علمية الكتابة ووثوقية هذه الروايات . مستغفلا ، ومستهينا بعقل القارئ ، وقدرته على الوصول للمصادر . ظاهرة كانت غريبة جدا من الصلافة والجرأة في ينقل كاتبا نصا محورا ومع ذلك يؤشر للمصدر الاصلي .
.
في كتابيه المذكورين حاول حسن ان يزيف كل تاريخ الدولة العراقية ، يحرف النصوص ، ويغير المعاني والمصطلحات ليثب خيانة السنة العرب ، وتامرهم مع بريطانية لحرمان الشيعة العرب من حقهم بالدولة العراقية كمواطنين .نفس المنهج الذي استمر بالتاكيد عليه في ان" السنة اخذوا الوطن ، و الشيعة اخذوا الوطنية " (العراق الاميركي 24).لااعرف اذا كان هناك من مصطلح يعاكس الوطنية غير الخيانة .
في كتابيه هذين ، كما في كتبه الاخرى التي ظل يردد بها نفس الدعاوى الزائفة حول تضخيم واقع الطائفية في العراق .
فهو يختزل تاريخ العراق بانه ليس الا تاريخ الصراع الشيعي السني ، وليس فيه من شئ اخر مميز ( الشيعة والدولة القومية 9-10 ) ، وبطريقة شعوبية خبيثة حاول الربط بين الحركة القومية العربية والسنة ، والعروبة والسنة ، وجرد الشيعة من سمتهم العربية الى الحد الذي اعتبر به الخلاف الشيعي – السني هو بمستوى الخلاف الاميركي – الياباني اوالخلاف الفرنسي – الالماني . يقول ابن هندش : "كم هو جميل ان يصبح التنافس بين السنة والشيعة على غرار التنافس بين اليابان والامريكان ، والمانيا وفرنسا " ( العراق الاميركي : ص 42 ). اما العيش المشترك بين ابناء الطائفتين لمئات السنين ، والانتساب للدم الواحد عند العشائر العربية المنقسمة بين الطائفتين ، كشمر ، والجنابات وال تميم ، وزبيد ، والجبور وغيرهم من العشائر ، كيف يمكن ان نصل بهم الى مرحلة التنافس والتعاون كما هو الحال بين اميركا واليابان . امر لايدركه صاحب عقل او فكر الا هذا الهندي المستعرب .
ان تاريخ العراق ليس كما يختزله هذا الشعوبي ، الهندي الاصل في انه يتمحور حول الصراع الشيعي – السني ، بل هو تاريخ عطاء وفكر وحضارة ، وابداع ، وفن ، وقيم اخلاقية . اختزل عرب العراق التاريخ العربي في بعض مراحله ، وكان العراق مركزا تتمحور حوله كل الاحداث في عموم الوطن العربي ، بل العالم .كانت بغداد كما هي دمشق والقاهرة ، والكوفة والبصرة ، هي من تصنع تاريخ الحضارة العالمية وتوجه مسار التاريخ بارادة اهلها .بفقهائها ، علمائها ، متكلميها ، لغوييها ، حتى بزنادقتها وشطارها ، قبلة لانظار العالم ، ونموذجا للتقليد .
نسى حسن عليوي هندش ، وهو الدعي بانه المفكر المبدع ، صانع الرؤوساء ، وموجه القادة والزعماء ، خبير اللغة العربية ، العارف بادابها ، ان الاسلام بدا بمكة ، ورغم الخلافات السياسية بين الصحابة ، ومروره بدمشق لاكثر من مئة عام ، لم يترجم بمدارسه الفقهية المعروفة الا على يد اهل العراق . التشيع نشأ في الكوفة ، وحركة الخوارج ظهرت في الكوفة ، وحركة المعتزلة والمرجئة ظهرتا في الكوفة والبصرة ، ومدارس الفقه السني ظهرت في بغداد ، ومن تشكل منها خارج العراق ، لم يستطيع ان يتجاوز فقهاء بغداد والكوفة والبصرة .حتى اللغة العربية التي يدعي حسن انها تخصصه لم تاخذ قواعدها النحوية الا في العراق ، ويعتمد اللغويين في محاججاتهم على حكم مدرستي الكوفة او البصرة .
تلك هي عقدة اختيار العراق من قبل اليمين المسيحي المتصهين للبدء بتنفيذ مشروع شارون – ايتان لتقسيم الدول العربية الحالية .
كل هذه الحضارة ، والجدل ، وتوظيف العقل في فهم الدين ،واشتراطه كاساس للايمان ، فلا ايمان بدون علم او معرفة كما يرى معتزلة العراق ومتكلميه . ، والموقف من الحاكم الجائر ، ومفهوم العدل في الاسلام وكل هذا الجدل العقلي والفلسفي لااثر له ولاقيمة عند هذا الشعوبي الهندي الاصل ، فقط الصراع السني – الشيعي ، الذي قارب ان يكون شبيها بالصراع الياباني الاميركي ، او الفرنسي – الالماني ، كما يتمنى .
انه ينفي حركة التاريخ هذه ويحاصرها بالجمود والوقوف عند الخلافات الشيعية – السنية ، بل هو يعزل تاريخ العراق عن التاريخ العربي ، وكانه ما كان ومازال واحدا .
ان غاية اعداء العراق والامة العربية ،من صهاينة وشعوبيين ، هي تجريد هذا الجدل العقلي، والتراث العلمي المتنوع في الاجتهادات والاراءوالنظريات ،من عقلانيته ، وتحويله الى حالة سلبية لزرع الفتن، عكس ما اراد لها اصحابها من المفكرين العظام . اعادة صياغة نتاجات العقل العربي في العراق وتحويلها كاداة لتعميم الجهل ، واستنهاض التخلف ، وتغييب العقل . تشويه الحقائق وتغييبها ، لابعاد المواطن العادي نحو امور وتفسيرات بعيدة عن الواقع وعن متطلبات حاجاته اليومية ، وامنه وامن وطنه ، وتقدمه ومستقبل اولاده . المهم من الافضل علي او عمر ، وكان علي وعمر لم يتعاونا من اجل دعم الدولة العربية – الاسلامية الى الحد الذي يعتبر به علي ان عمر هو " اصل العرب " ( نهج البلاغة ، ج2 ، ص :30 ) .
من بغداد ايضا يمكن زرع جرثومة الفتنة الطائفية ، استثمار الحالة النفسية والذهنية للفرد العراقي بعد اكثر من ربع قرن من الانهاك وتعب الحروب والحصار والمجاعات والخوف ، لاستثمار اندفاعات هؤلاء" السباقين بالهدم والبناء " لنشر الفوضى والانقسامات والحروب البينية بين العرب خاصة ، والمسلمين عامة. يظل العراق بارتقاءه او محنه محركا للتاريخ العالمي . فالعراقيين اهل راي وجدل .
يبدو ان جماعات اليمين المسيحي المتصهين ، ومفكري وقيادي الصهيونية العالمية كانوا اكثر قدرة على فهم دور العراق التاريخي والمعاصر ، عندما اختاروا العراق كمنطلق لتنفيذ خططهم وتحقيق مشروعهم الشرق اوسطي الجديد .
ان كتبه الستة التي كرسها لطرح الموضوعة الطائفية ، لم يقدم حسن عليوي هندش فيها لافكرة ولاتصور منطقي فكل ما مطروح فيها من رؤى لاسند لها لانها مبنية على امنيات ، واكاذيب ، وبهتان ، وتزوير .. فهو يكتب بدون منهج علمي او التزام باداب واخلاقيات القراءة والكتابة ، ولن يجد القارئ النبه لافكرة عقلانية ولانظرية . هي شحنات خبيثة لاثارة العداء بين ابناء الطائفتين ، وتحريض رخيص لهذا ضد ذاك . ولكي يعطي نفسه صفة الكاتب الجاد المخلص المجرد يستغبي القارئ و يدعي احيانا انه قومي ، وتارة انه شيعي ملتزم غصبا عنه " انا شيعي شئت ام ابيت أنكرت ام اهتديت ، تبرات او توليت "( العراق الاميركي 42 )، واخرى علماني (لعلي لااستطيع حتى هذه الساعة ان افضل مذهبا دينيا على اخر لسبب بسيط هو كوني شخصا غير ملتزم بالمنهج الديني في الحياة " ( الشيعة والدولة القومية ص :9 )، وهو قومي تارة ، وضد القومية ، وبعثي وضد البعثية ، كل ذلك ليسوق خباثته ، وحسب متطلبات الموقف او المصدر المامول به للتفضل بالصدقة .
انه يحاول اثارة مشاعر الخوف عند هذا الطرف تارة ، والاخر تارة اخرى ، ويوسع الخلافات حتى ليبدو وكان ليس هناك من حل غير الانقسام والانفصال السياسي ، كما حال فرنسا والمانيا ، او اليابان واميركا .
في كتابيه الاخيرين بعد الاحتلال " العراق الاميركي" ، و"شيعة العراق وشيعة السلطة" . لايتكلم حسن عن الاحتلال ، واسبابه أو نتائجه التي نزلت بالعراق ، خرابا ، وحروبا ومجازر . بل يظل ملتصقا بالخلافات الشيعية – السنية ، ولاينظر للاحتلال الا من هذا المنظار . بالعكس ، فانه وهو الذي اعتبر تحالف شيخ سني مع بريطانيا جريمة تاريخية لاتغتفر وحمل جريرتها لسنة العراق جميعا . يرى في الاحتلال الاميركي ثورة نوعية وتطور، فهو يقول : " لقد وجد الاميركان انفسهم في العراق كما وجد الثوار الايرانيون انفسهم وحيدين في ايران ،ولم يتمتعوا بعد بتذوق طعم النصر ، فحوصرت الثورتان ، ومنعتا من التصدير ، الثورة الاسلامية في ايران ،والثورة الاميركية في العراق ." ( العراق الاميركي ، ص : 121 ) .
الاحتلال يصبح ثورة ، لولا عوامل الجهل عند العراقيين لشعت بانوارها وخيرها على من حولها من الدول .
ان العراقيين بمفهوم هذا الشعوبي ، ليسوا اهل طيبة ووفاء ، ويفتقرون للنقاء الاخلاقي والاصالة ، لانهم لم يشكروا الاميركان بعد على نعمة الاحتلال والقتل الذي تعرضوا له ، تحت اسم هذه الثورة . فهو يقول : " كان الانظف ، والانقى للسرائر والنفوس وللحركات والاحزاب ان تعترف بالجميل وتقر امام الله والناس ان الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا والدول الاخرى الهامشية قامت بدور في العراق ما كان لنا جميعا ان ننجزه " ( 118 )
اين الوطنية التي ادعاها حسن عليوي هندش في كتابه " الشيعة والدولة القومية " ، والتي على اساسها اتهم السنة بالخيانة والعمالة لبريطانيا، والتي استخدمها لبث سمومه التحريضية التقسيمية . اصبحت الوطنية بعد الاحتلال معايير ديماغوجية ميكافيلية قديمة . ففي كتاب العراق الاميركي يفسر الوطنية : "كمفهوم عام ، اشاطرك الراي ، لكننا تحت تاثير سلوك ديماغوجي ميكافيلي نابع من المعايير القديمة القائمة على ان درجة نقاء السياسي العراقي او العربي ، ترتفع وتنخفض بمقدار قربه او بعده من السياسة الغربية ." ( 118 )
تلك هي وطنية الشعوبي ، مهما تستر على سقوطه وخيانته فهو لايمتلك الا ان يلوي المصطلحات ليا ، ليحرفها ويبعدها عن معانيها ومضامينها الاصلية ، ويطوعها لحقده وسقوطه الاخلاقي ،فهو بدلا من ان يدعوا للاندماج وتجاوز المحنة باقل الخسائر ، يروج لافكار التشظي ، والانقسام والفرقة .حتى في عز كذبه ونفاقه للتغطية على شعوبيته ، لايتوقف عن التركيز على الفروق والانقسامات الطائفية ويقدمها في صورة الفروق غير القابلة للتسوية والاندماج .
في الجزء الثاني
- نصاب بجلباب مفكر
- حسن العلوي يجد اباه
د . موسى الحسيني
mzalhussaini@btinternet.com
9/12/2010
نشر الكاتب الكويتي ، الاستاذ الدكتور عادل رضا على موقع كتابات بتاريخ 18 / 9/ 2010 مقالا بعنوان " تزوير التاريخ .. حسن العلوي نموذجا " ، معتمدا كتابي المعنون " ساطع الحصري والخطاب الطائفي الجديد " ، كمصدر اساسي من المصادر التي استند اليها في كتابته . تم اعادة نشر المقال ، خلال الاسابيع القليلة التالية ، في اكثر من 87 موقعا على الانترنت .
بقدر ما اشكر الدكتور عادل على اعتماده على الكتاب المذكور اعلاه ، استميحه عذرا في استعارة عنوان مقالتي هذه منه ، باستثناء اضافة شعوبي. لان العنوان يختزل ويحشد الكثير من الحقائق ، عندما اختار اخطر واسفل شعوبيا حاقدا على كل ما هو عربي وعراقي ، كنموذج من نماذج المزورين في العصر الحديث . اما اضافة صفة الشعوبية للتعريف بالمعني ليست شتيمة مغرض، او محاولة في ذم المعني او تبخيس قيمته ، بل ان الشعوبية هي التوصيف المنطقي الواقعي لحالته كدخيل على العرب والعروبة ، رغم انه عاش وترعرع على ارضها ، وشرب من مائها وتنفس هوائها ، واكل من خيراتها ، الا انه واجه ذلك بنكران جميل ، وسيكولوجيا شعوبية عدائية متطرفة ،تعكس حجم العقد النفسية الدفينة التي تحرك نوازعه المريضة الحاقدة على كل ما هو عربي . رغم ان روادالحركة القومية العربية الاوائل التزموا و الى يومنا هذا بتعريف النبي (ص) وتشخيصه لمفوم العربي : " ليس العربية منكم بأب او أم ، العربي من تكلم اللغة العربية " . لم تكن العروبة او العربية او الامة العربية ، شاذة عن غيرها من الامم في انها لاتتميز بوحدة الدم بل هي نتيجة لتفاعل الاقوام والشعوب التي سكنت المنطقة العربية منذ القدم ، تفاعلت ، فيما بينها ، ومع الارض العربية لتصل لهذا الشكل المعروفة به الان .( لاحظ ساطع الحصري اراء في الوطنية والقومية ص : 17-32 ،حول القومية العربية ص :77-82)
عندما اقول توصيف ، ذلك ان الشعوبية كحركة ثقافية وسياسية انتقلت في اشكالها المتاخرة خلال العصر العباسي من الدعوة للمساواة بين العرب والاثنيات الاخرى ، الفارسية خاصة ، الى العبث بالتاريخ العربي ، والثقافة العربية بحثا عما يمكن ان يكون مادة تصلح للاستخدام في التبخيس من قيمة العقل العربي ، والثقافة العربية ، ثم تحولت في مراحلها الاخيرة ، مستغلة ضعف الدولة العباسية وتهافت خلفائها المتاخرين ،لتدمير كيان الدولة ، وزرع الفتن الداخلية لتفكيكها . تلك هي الشعوبية بمعناها المختصر .
لم تتوقف توجهات بعض المستوطنين الاجانب في البلاد العربية ، والعراق خاصة من بث سمومهم الشعوبية باشكال مختلفة وحسب قدراتهم ، وما تسمح به الظروف السياسية لهم ، للعبث بتاريخ الامة ، ووحدتها .
ان من خبائث الشعوبية ، وكي تتستر على حقدها وتلونه بسمات اخلاقية واسلامية ، حاول بعض الشعوبيين التظاهربالغلو في حب ال البيت ، والربط بين التشيع والحقد على كل ما هو عربي ، ليهاجموا تحت شعار حب ال البيت والحرص على التشيع والشيعة وفقه ال البيت كل ما هو عربي ، مستغلين ما يجتمع عليه العرب من شيعة وسنة من احترام الى حد القداسة لال بيت النبي ( ص) .
التشيع بالنسبة لهم ليس غطاء لتبرير حقدهم فقط ، بل كان ايضا درع لحماية انفسهم ، يكموا به افواه المسلمين ، فقد ربطوا بين التشيع والشعوبية ، بحيث يبدو الراد عليهم بموقف الطائفي السني المنحاز ضد الشيعة . ( الشيعة والدولة القومية ) ، مع مابين الاثنين من فرق .
كان واحدا من اساليب الشعوبية الخبيثة ، اختلاق الاحاديث عن ال البيت ودسها في كتب الشيعة . فهذا الامام الصادق (ع) يقول في وصف احد الشعوبيين من الغلاة : "كان المغيرة بن سعيد يتعمد الكذب على ابي وياخذ كتب اصحابه، وكان اصحابه المستترون باصحاب ابي ياخذون الكتب من اصحاب ابي فيدفعونها الى المغيرة فكان يدس فيها الكفر والزندقة ويسندها الى ابي ثم يدفعها الى اصحابه فيامرهم ان يثبتوها في الشيعة ، فكل ما كان في كتب اصحاب ابي من الغلو فذاك مما دسه المغيرة بن سعيد في كتبهم " (الكشي ، الرجال ، ، ص : 196 ) .
ويجد القارئ الكثير من الامثلة على تلك الخباثة الشعوبية ، فلم يكن المغيرة بن سعيد الاول ولا اخر الشعوبيين .
فالتزوير ، والدس ، والكذب سمة شعوبية ، بل من سماتها الاصيلة ، المتجذرة فيها .فالشعوبية ليست حركة سياسية ، كما هي ليست فكرة ايدولوجية او نظرية ، لا في الاصل ولا في النتائج ، بل هي حالة مرضية سايكولوجية .فهي لادخل لها مثلا بالحركة القومية الفارسية او الهندية او التركية ، كحركات سياسية تمتلك المبررات المنطقية للعمل على تشكيل دولها القومية على اراضيها القومية دون ان تكون مضطرة لممارسة الحقد على العرب او غيرهم . والشعوبي الهندي او الفارسي الاصل ، لايحلم بان يبني دولته القومية على ارض العراق مثلا ، لانه يعرف استحالة هذا ورفض العراقيين شيعة وسنة واديان اخرى لذلك ويعرف انهم سيقفون كحد السيف لمنع هذا التجاوز . لكنه يجد في العراقي وعرب العرب موضوعا لاشباع احقاده . حتى عندما تقول له اغرب يارجل عنا واذهب الى بلدك ما دمنا نثير حقدك وكراهيتك ، فهو يرفض ، لانه سوف لن يجد كرم الاخلاق ، وحلاوة العيش في بلده الام كما هو يتمتع بها على الارض العربية . وفي بلده الام سوف لن يجد موضوعات لحقده ، والحقد فيه وعنده هو شريان الحياة الذي تشكلت حوله سيكولوجيته المرضية .
ان الشعوبية هي ميل او اتجاه سيكولوجي ، مبني اساسا على الحقد والكراهية. والكره ، يؤشر على ارتباك وتخلخل في الشخصية وعجز عن التعايش والاندماج في المجتمع ، يعود الى الكثير من الاسباب التي يحتاج شرحها الى مقالة مستقلة . الا انها بمحتواها السيكولوجي هي مجموعة عقد ذات شحنة عاطفية قوية للاحساس بالنقص امام الاخرين لايستطيع المريض مقاومتها ، تصبغ كل سلوك الفرد وتصرفاته ، بما فيها لغته . لذلك تجد الشعوبي عندما يكذب ، وحسن عليوي هندش ( المتسمي بالعلوي ) ، كمثال ، لايخجل ولايشعر بالحرج من الكذب بل يستطرق به بما يشبه العفوية والبديهة ، حتى ليوهم القارئ او المستمع غير النبه او المطلع ، بصحة ما يسمع .
الكذب عند الشعوبي الهندي الاصل حسن عليوي هندش ، سليقة ونظام واسلوب حياة ، ووسيلة للعيش والنصب والاحتيال ، وميل مرضي لايقوى على السيطرة عليه .باختصارهو منظومة مبنية ومركبة على الكذب . والحديث عن كذبه يحتاج لعدد من المؤلفات بحجم كتبه . لكن سنكتفي بالامثلة المختاره من كتبه التي يكذب بعضها الاخر .
كما لااريد ان اعيد كتابة ما ذكره الدكتور عادل من امثلة على كذب حسن ابن عليوي هندش .لكن قصة الدكتورة هلكا كراهام التي ذكرها الدكتور عادل في مقاله تقدم مثلا بسيطا . اراد ابن هندش ان يوحي للقارئ باهميته ، وان كتاباته مقروءة حتى من قبل تاتشر ، رئيسة الوزراء البريطانية في الثمانينات ،وليعطي كلامه مصداقية اكثر اختار اسم الدكتورة هلكا ، باعتبار ان من الصعب الوصول اليها لسؤالها عن صحة ما يقوله ، كما انه لم يتوقع على ما يبدو انها ستطلع على محتوى كتابه .
الدكتورة هلكا صديقة تعود علاقتي بها الى منتصف 2005 ، جمعتني بها هموم الثقافة والسياسة والكتابة ، منذ ذلك الحين كنت الاقيها على فترات متقاربة بمعدل مرة كل شهر او شهرين ، لكني لم اكن مطلع على كتاب ابن هندش " العراق الاميركي " ، فقد تركت قراءة ما يكتبه هذا الرجل بعد ان اكتشفت حجم الزيف والكذب والتحريف الذي ورد في كتابه" الشيعة والدولة القومية" ، الى ان نبهني الدكتور عادل للموضوع ، بعد ان نشر مقالته ، فسالت الدكتورة هلكا عن الموضوع لتؤكد نفس جوابها للدكتور عادل رضا انها لم تعرف هذا الانسان ، ولم تلتقي به سابقا ، هذا عدا عن كونها لم تشاركه يوما اي مشروع في الكتابة لا عن العراق ، ولا عن اي موضوع اخر . فما الغاية من اختلاق هكذا كذبات ، الا الطبيعة المرضية التي تجبر صاحبها على اختلاق القصص . والا مشاعر النقص التي تجعل من صاحبها يبحث عن الاسماء المشهورة ليختلق القصص عن علاقته بها ، وتاخذ الكذاب عادة الحماسة ، ليصل من خلال الدكتورة هلكا للادعاء بانه كان محور اهتمام تاتشر الى الحد الذي تضطر معه تاتشر للتدخل ، بل الترجي والتوسل والتوسط عند الاخرين ليتوقف حسن عن الكتابة بلغة هو لايعرفها اصلا . وتاتشر رئيسة وزراء دولة عظمى ، مشغولة بهموم عالمية ومع ذلك فهي تتوقف عن عملها لتطلع على ماذا كتب هذا الدعي . عندما يسقط او يحذف اسم الدكتورة هلكا من القصة ، يترتب عليه بالنتيجة ، حذف اسم تاتشر . فما الذي كسبه هذا الدعي .. !؟ - سنجيب على هذا السؤال في الجزء القادم-
مثال اخر قدمه الدكتور عادل ، موثقا عن ادعاء حسن بالعلاقة الحميمة التي تربطه بعزيز الحكيم " كما ورد في كتاب " العراق الاميركي "، التي عاد فكذبها هو نفسه في كتابه" شيعة العراق وشيعة السلطة ".. كما هي علاقته المزعومة مع الشيخ احمد الوائلي التي لم يصرح بها حسن الا بعد وفاة المرحوم الشيخ . وعلاقتنا العائلية بالشيخ الوائلي ليست بخافية على اي من العراقيين المقيمين في سوريا قبل الاحتلال . ولم اسمع يوما من الشيخ الوائلي الا كلمات الاحتقار والتقزز من سيرة هذا الدعي . ومرة وامام مجموعة من العراقيين في جلسة في محل السيد مضر الحلو ، لاادري كيف ورد اسم هذا الدعي ، فقال الشيخ الوائلي ( رحمه الله ) : دعونا من سيرة هذا الشلايتي السرسري ، انها والله لتقزز النفس ، ويشعر الانسان معها بالحاجة للقئ ، لم يكفيه انه شتمنا في العراق ، جاء هنا يدعي الوصل ، ويطاردنا بترهاته ". كنت اعرف ان الشيخ الوائلي كان قد علم بقصة تحرش حسن بابن احد رجال الدين في دمشق .
بدأ حسن الادعاء بانه يلتقي سرا بالشيخ الوائلي ..!؟ ( بقية صوت ) ولايدري الانسان ما مصدر وسبب هذه السرية ..!؟ لكنه في كتابه العراق الامريكي ، و شيعة العراق وشيعة السلطة اصبحت علاقة علنية ، وزيارات متبادلة . وليعطي حسن نفسه قيمة زائفة ادعى ان الشيخ كان يتبادل معه الزيارات . في حين رواية الشيخ لي وللاخرين ان هذه العلاقة لاتتجاوز ، زيارة واحدة قام بها حسن لمنزل الشيخ برفقة احد رجال الدين عندما بدأ يعلن توبته . ولقاء في مجلس تعزيةاقامه الشيخ دكسن في دار احد العراقيين ، وحضرها حسن لتاكيد توبته كما تاب الحر بن يزيد الرياحي ، كما يوصفها هو امام رجال الدين الذين اتصل بهم او زارهم في منازلهم كل ذلك ، حصل في 1983-1984 وانتهى.
لاشك ان الصفاقة ، بل الوقاحة التي تتحكم بالانسان الى هذا الحد من الكذب والتدليس ، ليست ظاهرة عادية ، بل هي حالة مرضية ، لايقوى المريض على السيطرة عليها .فالكذب والتزييف والادعاء بانه على علاقات حميمة مع علية القوم من العراقيين ، وظيفة سيكولوجية لاشعورية لتهدئة ضغط مشاعر بالنقص ، التي تفرضها الاحساس بالدونية لرجولة مهتوكة ، او كما وصفتها دراسة نشرت بجريدة الزمان عدد 22/1 / 2002 لتفسير اسباب توجهاته الشعوبية ، وبمصطلحات الجريدة " رجل شاذ لايرتاح ولايهدا الا بماء الرجال " . والعهدة على الكاتب والجريدة ، رغم ان سيرة حسن في سوريا لاتنفي ذلك .
للكذب والتدليس عند حسن عليوي هندش وظيفة اخرى ، هي تسويق نفسه ، فهي اداة للارتزاق ، والنصب والاحتيال .( كما سيرد تفصيله ) . قبل ذاك وللابتعاد عن العموميات ، نود العودة لتوصيف شعوبية هذا المتهالك بعقد نقصه .
طرح شارون وايتان عام 1982 مشروعهما لاعادة تقسيم الدول العربية الى دويلات صغيرة متناحرة ،كانت حصة العراق منها ثلاث دول ، كردية وسنية واخرى شيعية . تلاقف الشعوبيون وبعض اليهود من اصل عربي الفكرة ، ليكتشف الانسان فجأة هذا الحرص الغريب عند هؤلاء الحثالات من سقط المتاع ، على شيعة العراق ، والعراق خاصة .
بادر حسن عليوي هندش المتسمي بالعلوي بكتابة " التاثيرات التركية في الحركة القومية العربية ،مزورا الوقائع والاحداث والمصادر ليثبت ان غالبية اهل بغداد من ابناء الطائفة السنية ليسوا الا اتراك تسلطوا بتامر مع بريطانيا على السلطة في العراق . ، حتى عبد المحسن السعدون اعتبره تركيا باعتبار انه متزوج من تركية والاخرين على اساس اما ثقافتهم او دراستهم ، او نسب امهاتهم .
ثم مقابل خمسة الاف دولار من عادل عبد المهدي ومثلها من السيد محمد بحر العلوم ، ليقوم باكبر كذبة وتزوير عرفه تاريخ الكتابة بالعربية في كتابه الشيعة والدولة القومية منذ ايام حماد عجرد وحماد الراوية . رصدتٌ في هذا الكتاب اكثر من عشرين تزويرا ، وكذبة ، وتحويرا لنص او خبر ، في كتابي الموسوم " ساطع الحصري والخطاب الطائفي الجديد "، ولم يقدم حسن ولا رواية صحيحة مع انه بصلافة مرضية كان يشير لمصادر رواياته ليدلل على علمية الكتابة ووثوقية هذه الروايات . مستغفلا ، ومستهينا بعقل القارئ ، وقدرته على الوصول للمصادر . ظاهرة كانت غريبة جدا من الصلافة والجرأة في ينقل كاتبا نصا محورا ومع ذلك يؤشر للمصدر الاصلي .
.
في كتابيه المذكورين حاول حسن ان يزيف كل تاريخ الدولة العراقية ، يحرف النصوص ، ويغير المعاني والمصطلحات ليثب خيانة السنة العرب ، وتامرهم مع بريطانية لحرمان الشيعة العرب من حقهم بالدولة العراقية كمواطنين .نفس المنهج الذي استمر بالتاكيد عليه في ان" السنة اخذوا الوطن ، و الشيعة اخذوا الوطنية " (العراق الاميركي 24).لااعرف اذا كان هناك من مصطلح يعاكس الوطنية غير الخيانة .
في كتابيه هذين ، كما في كتبه الاخرى التي ظل يردد بها نفس الدعاوى الزائفة حول تضخيم واقع الطائفية في العراق .
فهو يختزل تاريخ العراق بانه ليس الا تاريخ الصراع الشيعي السني ، وليس فيه من شئ اخر مميز ( الشيعة والدولة القومية 9-10 ) ، وبطريقة شعوبية خبيثة حاول الربط بين الحركة القومية العربية والسنة ، والعروبة والسنة ، وجرد الشيعة من سمتهم العربية الى الحد الذي اعتبر به الخلاف الشيعي – السني هو بمستوى الخلاف الاميركي – الياباني اوالخلاف الفرنسي – الالماني . يقول ابن هندش : "كم هو جميل ان يصبح التنافس بين السنة والشيعة على غرار التنافس بين اليابان والامريكان ، والمانيا وفرنسا " ( العراق الاميركي : ص 42 ). اما العيش المشترك بين ابناء الطائفتين لمئات السنين ، والانتساب للدم الواحد عند العشائر العربية المنقسمة بين الطائفتين ، كشمر ، والجنابات وال تميم ، وزبيد ، والجبور وغيرهم من العشائر ، كيف يمكن ان نصل بهم الى مرحلة التنافس والتعاون كما هو الحال بين اميركا واليابان . امر لايدركه صاحب عقل او فكر الا هذا الهندي المستعرب .
ان تاريخ العراق ليس كما يختزله هذا الشعوبي ، الهندي الاصل في انه يتمحور حول الصراع الشيعي – السني ، بل هو تاريخ عطاء وفكر وحضارة ، وابداع ، وفن ، وقيم اخلاقية . اختزل عرب العراق التاريخ العربي في بعض مراحله ، وكان العراق مركزا تتمحور حوله كل الاحداث في عموم الوطن العربي ، بل العالم .كانت بغداد كما هي دمشق والقاهرة ، والكوفة والبصرة ، هي من تصنع تاريخ الحضارة العالمية وتوجه مسار التاريخ بارادة اهلها .بفقهائها ، علمائها ، متكلميها ، لغوييها ، حتى بزنادقتها وشطارها ، قبلة لانظار العالم ، ونموذجا للتقليد .
نسى حسن عليوي هندش ، وهو الدعي بانه المفكر المبدع ، صانع الرؤوساء ، وموجه القادة والزعماء ، خبير اللغة العربية ، العارف بادابها ، ان الاسلام بدا بمكة ، ورغم الخلافات السياسية بين الصحابة ، ومروره بدمشق لاكثر من مئة عام ، لم يترجم بمدارسه الفقهية المعروفة الا على يد اهل العراق . التشيع نشأ في الكوفة ، وحركة الخوارج ظهرت في الكوفة ، وحركة المعتزلة والمرجئة ظهرتا في الكوفة والبصرة ، ومدارس الفقه السني ظهرت في بغداد ، ومن تشكل منها خارج العراق ، لم يستطيع ان يتجاوز فقهاء بغداد والكوفة والبصرة .حتى اللغة العربية التي يدعي حسن انها تخصصه لم تاخذ قواعدها النحوية الا في العراق ، ويعتمد اللغويين في محاججاتهم على حكم مدرستي الكوفة او البصرة .
تلك هي عقدة اختيار العراق من قبل اليمين المسيحي المتصهين للبدء بتنفيذ مشروع شارون – ايتان لتقسيم الدول العربية الحالية .
كل هذه الحضارة ، والجدل ، وتوظيف العقل في فهم الدين ،واشتراطه كاساس للايمان ، فلا ايمان بدون علم او معرفة كما يرى معتزلة العراق ومتكلميه . ، والموقف من الحاكم الجائر ، ومفهوم العدل في الاسلام وكل هذا الجدل العقلي والفلسفي لااثر له ولاقيمة عند هذا الشعوبي الهندي الاصل ، فقط الصراع السني – الشيعي ، الذي قارب ان يكون شبيها بالصراع الياباني الاميركي ، او الفرنسي – الالماني ، كما يتمنى .
انه ينفي حركة التاريخ هذه ويحاصرها بالجمود والوقوف عند الخلافات الشيعية – السنية ، بل هو يعزل تاريخ العراق عن التاريخ العربي ، وكانه ما كان ومازال واحدا .
ان غاية اعداء العراق والامة العربية ،من صهاينة وشعوبيين ، هي تجريد هذا الجدل العقلي، والتراث العلمي المتنوع في الاجتهادات والاراءوالنظريات ،من عقلانيته ، وتحويله الى حالة سلبية لزرع الفتن، عكس ما اراد لها اصحابها من المفكرين العظام . اعادة صياغة نتاجات العقل العربي في العراق وتحويلها كاداة لتعميم الجهل ، واستنهاض التخلف ، وتغييب العقل . تشويه الحقائق وتغييبها ، لابعاد المواطن العادي نحو امور وتفسيرات بعيدة عن الواقع وعن متطلبات حاجاته اليومية ، وامنه وامن وطنه ، وتقدمه ومستقبل اولاده . المهم من الافضل علي او عمر ، وكان علي وعمر لم يتعاونا من اجل دعم الدولة العربية – الاسلامية الى الحد الذي يعتبر به علي ان عمر هو " اصل العرب " ( نهج البلاغة ، ج2 ، ص :30 ) .
من بغداد ايضا يمكن زرع جرثومة الفتنة الطائفية ، استثمار الحالة النفسية والذهنية للفرد العراقي بعد اكثر من ربع قرن من الانهاك وتعب الحروب والحصار والمجاعات والخوف ، لاستثمار اندفاعات هؤلاء" السباقين بالهدم والبناء " لنشر الفوضى والانقسامات والحروب البينية بين العرب خاصة ، والمسلمين عامة. يظل العراق بارتقاءه او محنه محركا للتاريخ العالمي . فالعراقيين اهل راي وجدل .
يبدو ان جماعات اليمين المسيحي المتصهين ، ومفكري وقيادي الصهيونية العالمية كانوا اكثر قدرة على فهم دور العراق التاريخي والمعاصر ، عندما اختاروا العراق كمنطلق لتنفيذ خططهم وتحقيق مشروعهم الشرق اوسطي الجديد .
ان كتبه الستة التي كرسها لطرح الموضوعة الطائفية ، لم يقدم حسن عليوي هندش فيها لافكرة ولاتصور منطقي فكل ما مطروح فيها من رؤى لاسند لها لانها مبنية على امنيات ، واكاذيب ، وبهتان ، وتزوير .. فهو يكتب بدون منهج علمي او التزام باداب واخلاقيات القراءة والكتابة ، ولن يجد القارئ النبه لافكرة عقلانية ولانظرية . هي شحنات خبيثة لاثارة العداء بين ابناء الطائفتين ، وتحريض رخيص لهذا ضد ذاك . ولكي يعطي نفسه صفة الكاتب الجاد المخلص المجرد يستغبي القارئ و يدعي احيانا انه قومي ، وتارة انه شيعي ملتزم غصبا عنه " انا شيعي شئت ام ابيت أنكرت ام اهتديت ، تبرات او توليت "( العراق الاميركي 42 )، واخرى علماني (لعلي لااستطيع حتى هذه الساعة ان افضل مذهبا دينيا على اخر لسبب بسيط هو كوني شخصا غير ملتزم بالمنهج الديني في الحياة " ( الشيعة والدولة القومية ص :9 )، وهو قومي تارة ، وضد القومية ، وبعثي وضد البعثية ، كل ذلك ليسوق خباثته ، وحسب متطلبات الموقف او المصدر المامول به للتفضل بالصدقة .
انه يحاول اثارة مشاعر الخوف عند هذا الطرف تارة ، والاخر تارة اخرى ، ويوسع الخلافات حتى ليبدو وكان ليس هناك من حل غير الانقسام والانفصال السياسي ، كما حال فرنسا والمانيا ، او اليابان واميركا .
في كتابيه الاخيرين بعد الاحتلال " العراق الاميركي" ، و"شيعة العراق وشيعة السلطة" . لايتكلم حسن عن الاحتلال ، واسبابه أو نتائجه التي نزلت بالعراق ، خرابا ، وحروبا ومجازر . بل يظل ملتصقا بالخلافات الشيعية – السنية ، ولاينظر للاحتلال الا من هذا المنظار . بالعكس ، فانه وهو الذي اعتبر تحالف شيخ سني مع بريطانيا جريمة تاريخية لاتغتفر وحمل جريرتها لسنة العراق جميعا . يرى في الاحتلال الاميركي ثورة نوعية وتطور، فهو يقول : " لقد وجد الاميركان انفسهم في العراق كما وجد الثوار الايرانيون انفسهم وحيدين في ايران ،ولم يتمتعوا بعد بتذوق طعم النصر ، فحوصرت الثورتان ، ومنعتا من التصدير ، الثورة الاسلامية في ايران ،والثورة الاميركية في العراق ." ( العراق الاميركي ، ص : 121 ) .
الاحتلال يصبح ثورة ، لولا عوامل الجهل عند العراقيين لشعت بانوارها وخيرها على من حولها من الدول .
ان العراقيين بمفهوم هذا الشعوبي ، ليسوا اهل طيبة ووفاء ، ويفتقرون للنقاء الاخلاقي والاصالة ، لانهم لم يشكروا الاميركان بعد على نعمة الاحتلال والقتل الذي تعرضوا له ، تحت اسم هذه الثورة . فهو يقول : " كان الانظف ، والانقى للسرائر والنفوس وللحركات والاحزاب ان تعترف بالجميل وتقر امام الله والناس ان الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا والدول الاخرى الهامشية قامت بدور في العراق ما كان لنا جميعا ان ننجزه " ( 118 )
اين الوطنية التي ادعاها حسن عليوي هندش في كتابه " الشيعة والدولة القومية " ، والتي على اساسها اتهم السنة بالخيانة والعمالة لبريطانيا، والتي استخدمها لبث سمومه التحريضية التقسيمية . اصبحت الوطنية بعد الاحتلال معايير ديماغوجية ميكافيلية قديمة . ففي كتاب العراق الاميركي يفسر الوطنية : "كمفهوم عام ، اشاطرك الراي ، لكننا تحت تاثير سلوك ديماغوجي ميكافيلي نابع من المعايير القديمة القائمة على ان درجة نقاء السياسي العراقي او العربي ، ترتفع وتنخفض بمقدار قربه او بعده من السياسة الغربية ." ( 118 )
تلك هي وطنية الشعوبي ، مهما تستر على سقوطه وخيانته فهو لايمتلك الا ان يلوي المصطلحات ليا ، ليحرفها ويبعدها عن معانيها ومضامينها الاصلية ، ويطوعها لحقده وسقوطه الاخلاقي ،فهو بدلا من ان يدعوا للاندماج وتجاوز المحنة باقل الخسائر ، يروج لافكار التشظي ، والانقسام والفرقة .حتى في عز كذبه ونفاقه للتغطية على شعوبيته ، لايتوقف عن التركيز على الفروق والانقسامات الطائفية ويقدمها في صورة الفروق غير القابلة للتسوية والاندماج .
في الجزء الثاني
- نصاب بجلباب مفكر
- حسن العلوي يجد اباه