المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تزوير التاريخ.....الشعوبي حسن العلوي نموذجا



الدكتور عادل رضا
12-12-2010, 12:43 AM
تزوير التاريخ .. الشعوبي حسن العلوي نموذجا


د . موسى الحسيني
mzalhussaini@btinternet.com
9/12/2010

نشر الكاتب الكويتي ، الاستاذ الدكتور عادل رضا على موقع كتابات بتاريخ 18 / 9/ 2010 مقالا بعنوان " تزوير التاريخ .. حسن العلوي نموذجا " ، معتمدا كتابي المعنون " ساطع الحصري والخطاب الطائفي الجديد " ، كمصدر اساسي من المصادر التي استند اليها في كتابته . تم اعادة نشر المقال ، خلال الاسابيع القليلة التالية ، في اكثر من 87 موقعا على الانترنت .


بقدر ما اشكر الدكتور عادل على اعتماده على الكتاب المذكور اعلاه ، استميحه عذرا في استعارة عنوان مقالتي هذه منه ، باستثناء اضافة شعوبي. لان العنوان يختزل ويحشد الكثير من الحقائق ، عندما اختار اخطر واسفل شعوبيا حاقدا على كل ما هو عربي وعراقي ، كنموذج من نماذج المزورين في العصر الحديث . اما اضافة صفة الشعوبية للتعريف بالمعني ليست شتيمة مغرض، او محاولة في ذم المعني او تبخيس قيمته ، بل ان الشعوبية هي التوصيف المنطقي الواقعي لحالته كدخيل على العرب والعروبة ، رغم انه عاش وترعرع على ارضها ، وشرب من مائها وتنفس هوائها ، واكل من خيراتها ، الا انه واجه ذلك بنكران جميل ، وسيكولوجيا شعوبية عدائية متطرفة ،تعكس حجم العقد النفسية الدفينة التي تحرك نوازعه المريضة الحاقدة على كل ما هو عربي . رغم ان روادالحركة القومية العربية الاوائل التزموا و الى يومنا هذا بتعريف النبي (ص) وتشخيصه لمفوم العربي : " ليس العربية منكم بأب او أم ، العربي من تكلم اللغة العربية " . لم تكن العروبة او العربية او الامة العربية ، شاذة عن غيرها من الامم في انها لاتتميز بوحدة الدم بل هي نتيجة لتفاعل الاقوام والشعوب التي سكنت المنطقة العربية منذ القدم ، تفاعلت ، فيما بينها ، ومع الارض العربية لتصل لهذا الشكل المعروفة به الان .( لاحظ ساطع الحصري اراء في الوطنية والقومية ص : 17-32 ،حول القومية العربية ص :77-82)

عندما اقول توصيف ، ذلك ان الشعوبية كحركة ثقافية وسياسية انتقلت في اشكالها المتاخرة خلال العصر العباسي من الدعوة للمساواة بين العرب والاثنيات الاخرى ، الفارسية خاصة ، الى العبث بالتاريخ العربي ، والثقافة العربية بحثا عما يمكن ان يكون مادة تصلح للاستخدام في التبخيس من قيمة العقل العربي ، والثقافة العربية ، ثم تحولت في مراحلها الاخيرة ، مستغلة ضعف الدولة العباسية وتهافت خلفائها المتاخرين ،لتدمير كيان الدولة ، وزرع الفتن الداخلية لتفكيكها . تلك هي الشعوبية بمعناها المختصر .


لم تتوقف توجهات بعض المستوطنين الاجانب في البلاد العربية ، والعراق خاصة من بث سمومهم الشعوبية باشكال مختلفة وحسب قدراتهم ، وما تسمح به الظروف السياسية لهم ، للعبث بتاريخ الامة ، ووحدتها .
ان من خبائث الشعوبية ، وكي تتستر على حقدها وتلونه بسمات اخلاقية واسلامية ، حاول بعض الشعوبيين التظاهربالغلو في حب ال البيت ، والربط بين التشيع والحقد على كل ما هو عربي ، ليهاجموا تحت شعار حب ال البيت والحرص على التشيع والشيعة وفقه ال البيت كل ما هو عربي ، مستغلين ما يجتمع عليه العرب من شيعة وسنة من احترام الى حد القداسة لال بيت النبي ( ص) .


التشيع بالنسبة لهم ليس غطاء لتبرير حقدهم فقط ، بل كان ايضا درع لحماية انفسهم ، يكموا به افواه المسلمين ، فقد ربطوا بين التشيع والشعوبية ، بحيث يبدو الراد عليهم بموقف الطائفي السني المنحاز ضد الشيعة . ( الشيعة والدولة القومية ) ، مع مابين الاثنين من فرق .


كان واحدا من اساليب الشعوبية الخبيثة ، اختلاق الاحاديث عن ال البيت ودسها في كتب الشيعة . فهذا الامام الصادق (ع) يقول في وصف احد الشعوبيين من الغلاة : "كان المغيرة بن سعيد يتعمد الكذب على ابي وياخذ كتب اصحابه، وكان اصحابه المستترون باصحاب ابي ياخذون الكتب من اصحاب ابي فيدفعونها الى المغيرة فكان يدس فيها الكفر والزندقة ويسندها الى ابي ثم يدفعها الى اصحابه فيامرهم ان يثبتوها في الشيعة ، فكل ما كان في كتب اصحاب ابي من الغلو فذاك مما دسه المغيرة بن سعيد في كتبهم " (الكشي ، الرجال ، ، ص : 196 ) .

ويجد القارئ الكثير من الامثلة على تلك الخباثة الشعوبية ، فلم يكن المغيرة بن سعيد الاول ولا اخر الشعوبيين .

فالتزوير ، والدس ، والكذب سمة شعوبية ، بل من سماتها الاصيلة ، المتجذرة فيها .فالشعوبية ليست حركة سياسية ، كما هي ليست فكرة ايدولوجية او نظرية ، لا في الاصل ولا في النتائج ، بل هي حالة مرضية سايكولوجية .فهي لادخل لها مثلا بالحركة القومية الفارسية او الهندية او التركية ، كحركات سياسية تمتلك المبررات المنطقية للعمل على تشكيل دولها القومية على اراضيها القومية دون ان تكون مضطرة لممارسة الحقد على العرب او غيرهم . والشعوبي الهندي او الفارسي الاصل ، لايحلم بان يبني دولته القومية على ارض العراق مثلا ، لانه يعرف استحالة هذا ورفض العراقيين شيعة وسنة واديان اخرى لذلك ويعرف انهم سيقفون كحد السيف لمنع هذا التجاوز . لكنه يجد في العراقي وعرب العرب موضوعا لاشباع احقاده . حتى عندما تقول له اغرب يارجل عنا واذهب الى بلدك ما دمنا نثير حقدك وكراهيتك ، فهو يرفض ، لانه سوف لن يجد كرم الاخلاق ، وحلاوة العيش في بلده الام كما هو يتمتع بها على الارض العربية . وفي بلده الام سوف لن يجد موضوعات لحقده ، والحقد فيه وعنده هو شريان الحياة الذي تشكلت حوله سيكولوجيته المرضية .
ان الشعوبية هي ميل او اتجاه سيكولوجي ، مبني اساسا على الحقد والكراهية. والكره ، يؤشر على ارتباك وتخلخل في الشخصية وعجز عن التعايش والاندماج في المجتمع ، يعود الى الكثير من الاسباب التي يحتاج شرحها الى مقالة مستقلة . الا انها بمحتواها السيكولوجي هي مجموعة عقد ذات شحنة عاطفية قوية للاحساس بالنقص امام الاخرين لايستطيع المريض مقاومتها ، تصبغ كل سلوك الفرد وتصرفاته ، بما فيها لغته . لذلك تجد الشعوبي عندما يكذب ، وحسن عليوي هندش ( المتسمي بالعلوي ) ، كمثال ، لايخجل ولايشعر بالحرج من الكذب بل يستطرق به بما يشبه العفوية والبديهة ، حتى ليوهم القارئ او المستمع غير النبه او المطلع ، بصحة ما يسمع .


الكذب عند الشعوبي الهندي الاصل حسن عليوي هندش ، سليقة ونظام واسلوب حياة ، ووسيلة للعيش والنصب والاحتيال ، وميل مرضي لايقوى على السيطرة عليه .باختصارهو منظومة مبنية ومركبة على الكذب . والحديث عن كذبه يحتاج لعدد من المؤلفات بحجم كتبه . لكن سنكتفي بالامثلة المختاره من كتبه التي يكذب بعضها الاخر .


كما لااريد ان اعيد كتابة ما ذكره الدكتور عادل من امثلة على كذب حسن ابن عليوي هندش .لكن قصة الدكتورة هلكا كراهام التي ذكرها الدكتور عادل في مقاله تقدم مثلا بسيطا . اراد ابن هندش ان يوحي للقارئ باهميته ، وان كتاباته مقروءة حتى من قبل تاتشر ، رئيسة الوزراء البريطانية في الثمانينات ،وليعطي كلامه مصداقية اكثر اختار اسم الدكتورة هلكا ، باعتبار ان من الصعب الوصول اليها لسؤالها عن صحة ما يقوله ، كما انه لم يتوقع على ما يبدو انها ستطلع على محتوى كتابه .



الدكتورة هلكا صديقة تعود علاقتي بها الى منتصف 2005 ، جمعتني بها هموم الثقافة والسياسة والكتابة ، منذ ذلك الحين كنت الاقيها على فترات متقاربة بمعدل مرة كل شهر او شهرين ، لكني لم اكن مطلع على كتاب ابن هندش " العراق الاميركي " ، فقد تركت قراءة ما يكتبه هذا الرجل بعد ان اكتشفت حجم الزيف والكذب والتحريف الذي ورد في كتابه" الشيعة والدولة القومية" ، الى ان نبهني الدكتور عادل للموضوع ، بعد ان نشر مقالته ، فسالت الدكتورة هلكا عن الموضوع لتؤكد نفس جوابها للدكتور عادل رضا انها لم تعرف هذا الانسان ، ولم تلتقي به سابقا ، هذا عدا عن كونها لم تشاركه يوما اي مشروع في الكتابة لا عن العراق ، ولا عن اي موضوع اخر . فما الغاية من اختلاق هكذا كذبات ، الا الطبيعة المرضية التي تجبر صاحبها على اختلاق القصص . والا مشاعر النقص التي تجعل من صاحبها يبحث عن الاسماء المشهورة ليختلق القصص عن علاقته بها ، وتاخذ الكذاب عادة الحماسة ، ليصل من خلال الدكتورة هلكا للادعاء بانه كان محور اهتمام تاتشر الى الحد الذي تضطر معه تاتشر للتدخل ، بل الترجي والتوسل والتوسط عند الاخرين ليتوقف حسن عن الكتابة بلغة هو لايعرفها اصلا . وتاتشر رئيسة وزراء دولة عظمى ، مشغولة بهموم عالمية ومع ذلك فهي تتوقف عن عملها لتطلع على ماذا كتب هذا الدعي . عندما يسقط او يحذف اسم الدكتورة هلكا من القصة ، يترتب عليه بالنتيجة ، حذف اسم تاتشر . فما الذي كسبه هذا الدعي .. !؟ - سنجيب على هذا السؤال في الجزء القادم-


مثال اخر قدمه الدكتور عادل ، موثقا عن ادعاء حسن بالعلاقة الحميمة التي تربطه بعزيز الحكيم " كما ورد في كتاب " العراق الاميركي "، التي عاد فكذبها هو نفسه في كتابه" شيعة العراق وشيعة السلطة ".. كما هي علاقته المزعومة مع الشيخ احمد الوائلي التي لم يصرح بها حسن الا بعد وفاة المرحوم الشيخ . وعلاقتنا العائلية بالشيخ الوائلي ليست بخافية على اي من العراقيين المقيمين في سوريا قبل الاحتلال . ولم اسمع يوما من الشيخ الوائلي الا كلمات الاحتقار والتقزز من سيرة هذا الدعي . ومرة وامام مجموعة من العراقيين في جلسة في محل السيد مضر الحلو ، لاادري كيف ورد اسم هذا الدعي ، فقال الشيخ الوائلي ( رحمه الله ) : دعونا من سيرة هذا الشلايتي السرسري ، انها والله لتقزز النفس ، ويشعر الانسان معها بالحاجة للقئ ، لم يكفيه انه شتمنا في العراق ، جاء هنا يدعي الوصل ، ويطاردنا بترهاته ". كنت اعرف ان الشيخ الوائلي كان قد علم بقصة تحرش حسن بابن احد رجال الدين في دمشق .


بدأ حسن الادعاء بانه يلتقي سرا بالشيخ الوائلي ..!؟ ( بقية صوت ) ولايدري الانسان ما مصدر وسبب هذه السرية ..!؟ لكنه في كتابه العراق الامريكي ، و شيعة العراق وشيعة السلطة اصبحت علاقة علنية ، وزيارات متبادلة . وليعطي حسن نفسه قيمة زائفة ادعى ان الشيخ كان يتبادل معه الزيارات . في حين رواية الشيخ لي وللاخرين ان هذه العلاقة لاتتجاوز ، زيارة واحدة قام بها حسن لمنزل الشيخ برفقة احد رجال الدين عندما بدأ يعلن توبته . ولقاء في مجلس تعزيةاقامه الشيخ دكسن في دار احد العراقيين ، وحضرها حسن لتاكيد توبته كما تاب الحر بن يزيد الرياحي ، كما يوصفها هو امام رجال الدين الذين اتصل بهم او زارهم في منازلهم كل ذلك ، حصل في 1983-1984 وانتهى.


لاشك ان الصفاقة ، بل الوقاحة التي تتحكم بالانسان الى هذا الحد من الكذب والتدليس ، ليست ظاهرة عادية ، بل هي حالة مرضية ، لايقوى المريض على السيطرة عليها .فالكذب والتزييف والادعاء بانه على علاقات حميمة مع علية القوم من العراقيين ، وظيفة سيكولوجية لاشعورية لتهدئة ضغط مشاعر بالنقص ، التي تفرضها الاحساس بالدونية لرجولة مهتوكة ، او كما وصفتها دراسة نشرت بجريدة الزمان عدد 22/1 / 2002 لتفسير اسباب توجهاته الشعوبية ، وبمصطلحات الجريدة " رجل شاذ لايرتاح ولايهدا الا بماء الرجال " . والعهدة على الكاتب والجريدة ، رغم ان سيرة حسن في سوريا لاتنفي ذلك .


للكذب والتدليس عند حسن عليوي هندش وظيفة اخرى ، هي تسويق نفسه ، فهي اداة للارتزاق ، والنصب والاحتيال .( كما سيرد تفصيله ) . قبل ذاك وللابتعاد عن العموميات ، نود العودة لتوصيف شعوبية هذا المتهالك بعقد نقصه .


طرح شارون وايتان عام 1982 مشروعهما لاعادة تقسيم الدول العربية الى دويلات صغيرة متناحرة ،كانت حصة العراق منها ثلاث دول ، كردية وسنية واخرى شيعية . تلاقف الشعوبيون وبعض اليهود من اصل عربي الفكرة ، ليكتشف الانسان فجأة هذا الحرص الغريب عند هؤلاء الحثالات من سقط المتاع ، على شيعة العراق ، والعراق خاصة .


بادر حسن عليوي هندش المتسمي بالعلوي بكتابة " التاثيرات التركية في الحركة القومية العربية ،مزورا الوقائع والاحداث والمصادر ليثبت ان غالبية اهل بغداد من ابناء الطائفة السنية ليسوا الا اتراك تسلطوا بتامر مع بريطانيا على السلطة في العراق . ، حتى عبد المحسن السعدون اعتبره تركيا باعتبار انه متزوج من تركية والاخرين على اساس اما ثقافتهم او دراستهم ، او نسب امهاتهم .


ثم مقابل خمسة الاف دولار من عادل عبد المهدي ومثلها من السيد محمد بحر العلوم ، ليقوم باكبر كذبة وتزوير عرفه تاريخ الكتابة بالعربية في كتابه الشيعة والدولة القومية منذ ايام حماد عجرد وحماد الراوية . رصدتٌ في هذا الكتاب اكثر من عشرين تزويرا ، وكذبة ، وتحويرا لنص او خبر ، في كتابي الموسوم " ساطع الحصري والخطاب الطائفي الجديد "، ولم يقدم حسن ولا رواية صحيحة مع انه بصلافة مرضية كان يشير لمصادر رواياته ليدلل على علمية الكتابة ووثوقية هذه الروايات . مستغفلا ، ومستهينا بعقل القارئ ، وقدرته على الوصول للمصادر . ظاهرة كانت غريبة جدا من الصلافة والجرأة في ينقل كاتبا نصا محورا ومع ذلك يؤشر للمصدر الاصلي .


.
في كتابيه المذكورين حاول حسن ان يزيف كل تاريخ الدولة العراقية ، يحرف النصوص ، ويغير المعاني والمصطلحات ليثب خيانة السنة العرب ، وتامرهم مع بريطانية لحرمان الشيعة العرب من حقهم بالدولة العراقية كمواطنين .نفس المنهج الذي استمر بالتاكيد عليه في ان" السنة اخذوا الوطن ، و الشيعة اخذوا الوطنية " (العراق الاميركي 24).لااعرف اذا كان هناك من مصطلح يعاكس الوطنية غير الخيانة .
في كتابيه هذين ، كما في كتبه الاخرى التي ظل يردد بها نفس الدعاوى الزائفة حول تضخيم واقع الطائفية في العراق .



فهو يختزل تاريخ العراق بانه ليس الا تاريخ الصراع الشيعي السني ، وليس فيه من شئ اخر مميز ( الشيعة والدولة القومية 9-10 ) ، وبطريقة شعوبية خبيثة حاول الربط بين الحركة القومية العربية والسنة ، والعروبة والسنة ، وجرد الشيعة من سمتهم العربية الى الحد الذي اعتبر به الخلاف الشيعي – السني هو بمستوى الخلاف الاميركي – الياباني اوالخلاف الفرنسي – الالماني . يقول ابن هندش : "كم هو جميل ان يصبح التنافس بين السنة والشيعة على غرار التنافس بين اليابان والامريكان ، والمانيا وفرنسا " ( العراق الاميركي : ص 42 ). اما العيش المشترك بين ابناء الطائفتين لمئات السنين ، والانتساب للدم الواحد عند العشائر العربية المنقسمة بين الطائفتين ، كشمر ، والجنابات وال تميم ، وزبيد ، والجبور وغيرهم من العشائر ، كيف يمكن ان نصل بهم الى مرحلة التنافس والتعاون كما هو الحال بين اميركا واليابان . امر لايدركه صاحب عقل او فكر الا هذا الهندي المستعرب .




ان تاريخ العراق ليس كما يختزله هذا الشعوبي ، الهندي الاصل في انه يتمحور حول الصراع الشيعي – السني ، بل هو تاريخ عطاء وفكر وحضارة ، وابداع ، وفن ، وقيم اخلاقية . اختزل عرب العراق التاريخ العربي في بعض مراحله ، وكان العراق مركزا تتمحور حوله كل الاحداث في عموم الوطن العربي ، بل العالم .كانت بغداد كما هي دمشق والقاهرة ، والكوفة والبصرة ، هي من تصنع تاريخ الحضارة العالمية وتوجه مسار التاريخ بارادة اهلها .بفقهائها ، علمائها ، متكلميها ، لغوييها ، حتى بزنادقتها وشطارها ، قبلة لانظار العالم ، ونموذجا للتقليد .


نسى حسن عليوي هندش ، وهو الدعي بانه المفكر المبدع ، صانع الرؤوساء ، وموجه القادة والزعماء ، خبير اللغة العربية ، العارف بادابها ، ان الاسلام بدا بمكة ، ورغم الخلافات السياسية بين الصحابة ، ومروره بدمشق لاكثر من مئة عام ، لم يترجم بمدارسه الفقهية المعروفة الا على يد اهل العراق . التشيع نشأ في الكوفة ، وحركة الخوارج ظهرت في الكوفة ، وحركة المعتزلة والمرجئة ظهرتا في الكوفة والبصرة ، ومدارس الفقه السني ظهرت في بغداد ، ومن تشكل منها خارج العراق ، لم يستطيع ان يتجاوز فقهاء بغداد والكوفة والبصرة .حتى اللغة العربية التي يدعي حسن انها تخصصه لم تاخذ قواعدها النحوية الا في العراق ، ويعتمد اللغويين في محاججاتهم على حكم مدرستي الكوفة او البصرة .
تلك هي عقدة اختيار العراق من قبل اليمين المسيحي المتصهين للبدء بتنفيذ مشروع شارون – ايتان لتقسيم الدول العربية الحالية .


كل هذه الحضارة ، والجدل ، وتوظيف العقل في فهم الدين ،واشتراطه كاساس للايمان ، فلا ايمان بدون علم او معرفة كما يرى معتزلة العراق ومتكلميه . ، والموقف من الحاكم الجائر ، ومفهوم العدل في الاسلام وكل هذا الجدل العقلي والفلسفي لااثر له ولاقيمة عند هذا الشعوبي الهندي الاصل ، فقط الصراع السني – الشيعي ، الذي قارب ان يكون شبيها بالصراع الياباني الاميركي ، او الفرنسي – الالماني ، كما يتمنى .
انه ينفي حركة التاريخ هذه ويحاصرها بالجمود والوقوف عند الخلافات الشيعية – السنية ، بل هو يعزل تاريخ العراق عن التاريخ العربي ، وكانه ما كان ومازال واحدا .



ان غاية اعداء العراق والامة العربية ،من صهاينة وشعوبيين ، هي تجريد هذا الجدل العقلي، والتراث العلمي المتنوع في الاجتهادات والاراءوالنظريات ،من عقلانيته ، وتحويله الى حالة سلبية لزرع الفتن، عكس ما اراد لها اصحابها من المفكرين العظام . اعادة صياغة نتاجات العقل العربي في العراق وتحويلها كاداة لتعميم الجهل ، واستنهاض التخلف ، وتغييب العقل . تشويه الحقائق وتغييبها ، لابعاد المواطن العادي نحو امور وتفسيرات بعيدة عن الواقع وعن متطلبات حاجاته اليومية ، وامنه وامن وطنه ، وتقدمه ومستقبل اولاده . المهم من الافضل علي او عمر ، وكان علي وعمر لم يتعاونا من اجل دعم الدولة العربية – الاسلامية الى الحد الذي يعتبر به علي ان عمر هو " اصل العرب " ( نهج البلاغة ، ج2 ، ص :30 ) .


من بغداد ايضا يمكن زرع جرثومة الفتنة الطائفية ، استثمار الحالة النفسية والذهنية للفرد العراقي بعد اكثر من ربع قرن من الانهاك وتعب الحروب والحصار والمجاعات والخوف ، لاستثمار اندفاعات هؤلاء" السباقين بالهدم والبناء " لنشر الفوضى والانقسامات والحروب البينية بين العرب خاصة ، والمسلمين عامة. يظل العراق بارتقاءه او محنه محركا للتاريخ العالمي . فالعراقيين اهل راي وجدل .


يبدو ان جماعات اليمين المسيحي المتصهين ، ومفكري وقيادي الصهيونية العالمية كانوا اكثر قدرة على فهم دور العراق التاريخي والمعاصر ، عندما اختاروا العراق كمنطلق لتنفيذ خططهم وتحقيق مشروعهم الشرق اوسطي الجديد .


ان كتبه الستة التي كرسها لطرح الموضوعة الطائفية ، لم يقدم حسن عليوي هندش فيها لافكرة ولاتصور منطقي فكل ما مطروح فيها من رؤى لاسند لها لانها مبنية على امنيات ، واكاذيب ، وبهتان ، وتزوير .. فهو يكتب بدون منهج علمي او التزام باداب واخلاقيات القراءة والكتابة ، ولن يجد القارئ النبه لافكرة عقلانية ولانظرية . هي شحنات خبيثة لاثارة العداء بين ابناء الطائفتين ، وتحريض رخيص لهذا ضد ذاك . ولكي يعطي نفسه صفة الكاتب الجاد المخلص المجرد يستغبي القارئ و يدعي احيانا انه قومي ، وتارة انه شيعي ملتزم غصبا عنه " انا شيعي شئت ام ابيت أنكرت ام اهتديت ، تبرات او توليت "( العراق الاميركي 42 )، واخرى علماني (لعلي لااستطيع حتى هذه الساعة ان افضل مذهبا دينيا على اخر لسبب بسيط هو كوني شخصا غير ملتزم بالمنهج الديني في الحياة " ( الشيعة والدولة القومية ص :9 )، وهو قومي تارة ، وضد القومية ، وبعثي وضد البعثية ، كل ذلك ليسوق خباثته ، وحسب متطلبات الموقف او المصدر المامول به للتفضل بالصدقة .


انه يحاول اثارة مشاعر الخوف عند هذا الطرف تارة ، والاخر تارة اخرى ، ويوسع الخلافات حتى ليبدو وكان ليس هناك من حل غير الانقسام والانفصال السياسي ، كما حال فرنسا والمانيا ، او اليابان واميركا .
في كتابيه الاخيرين بعد الاحتلال " العراق الاميركي" ، و"شيعة العراق وشيعة السلطة" . لايتكلم حسن عن الاحتلال ، واسبابه أو نتائجه التي نزلت بالعراق ، خرابا ، وحروبا ومجازر . بل يظل ملتصقا بالخلافات الشيعية – السنية ، ولاينظر للاحتلال الا من هذا المنظار . بالعكس ، فانه وهو الذي اعتبر تحالف شيخ سني مع بريطانيا جريمة تاريخية لاتغتفر وحمل جريرتها لسنة العراق جميعا . يرى في الاحتلال الاميركي ثورة نوعية وتطور، فهو يقول : " لقد وجد الاميركان انفسهم في العراق كما وجد الثوار الايرانيون انفسهم وحيدين في ايران ،ولم يتمتعوا بعد بتذوق طعم النصر ، فحوصرت الثورتان ، ومنعتا من التصدير ، الثورة الاسلامية في ايران ،والثورة الاميركية في العراق ." ( العراق الاميركي ، ص : 121 ) .


الاحتلال يصبح ثورة ، لولا عوامل الجهل عند العراقيين لشعت بانوارها وخيرها على من حولها من الدول .


ان العراقيين بمفهوم هذا الشعوبي ، ليسوا اهل طيبة ووفاء ، ويفتقرون للنقاء الاخلاقي والاصالة ، لانهم لم يشكروا الاميركان بعد على نعمة الاحتلال والقتل الذي تعرضوا له ، تحت اسم هذه الثورة . فهو يقول : " كان الانظف ، والانقى للسرائر والنفوس وللحركات والاحزاب ان تعترف بالجميل وتقر امام الله والناس ان الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا والدول الاخرى الهامشية قامت بدور في العراق ما كان لنا جميعا ان ننجزه " ( 118 )


اين الوطنية التي ادعاها حسن عليوي هندش في كتابه " الشيعة والدولة القومية " ، والتي على اساسها اتهم السنة بالخيانة والعمالة لبريطانيا، والتي استخدمها لبث سمومه التحريضية التقسيمية . اصبحت الوطنية بعد الاحتلال معايير ديماغوجية ميكافيلية قديمة . ففي كتاب العراق الاميركي يفسر الوطنية : "كمفهوم عام ، اشاطرك الراي ، لكننا تحت تاثير سلوك ديماغوجي ميكافيلي نابع من المعايير القديمة القائمة على ان درجة نقاء السياسي العراقي او العربي ، ترتفع وتنخفض بمقدار قربه او بعده من السياسة الغربية ." ( 118 )



تلك هي وطنية الشعوبي ، مهما تستر على سقوطه وخيانته فهو لايمتلك الا ان يلوي المصطلحات ليا ، ليحرفها ويبعدها عن معانيها ومضامينها الاصلية ، ويطوعها لحقده وسقوطه الاخلاقي ،فهو بدلا من ان يدعوا للاندماج وتجاوز المحنة باقل الخسائر ، يروج لافكار التشظي ، والانقسام والفرقة .حتى في عز كذبه ونفاقه للتغطية على شعوبيته ، لايتوقف عن التركيز على الفروق والانقسامات الطائفية ويقدمها في صورة الفروق غير القابلة للتسوية والاندماج .

في الجزء الثاني
- نصاب بجلباب مفكر
- حسن العلوي يجد اباه

الدكتور عادل رضا
01-05-2011, 02:43 AM
الشعوبي حسن العلوي – نصاب بجلباب المفكر

د . موسى الحسيني

mzalhussaini@btinternet.com

2/1 /2011

عندما يلجأ حسن عليوي هندش في كتابه " الشيعة والدولة القومية " الى تحوير وتزوير الروايات التي يأخذها من مذكرات سندرسن باشا ، وساطع الحصري ، وغيرها من المصادر ، فيغير الاسماء ، والتواريخ ، والاماكن ، من اجل ان يروج لمقولته في ان تاريخ العراق ما هو الا تاريخ الصراع السني – الشيعي ، وان السنة العرب في العراق تخلوا عن عقيدتهم ، وخانوا الوطن وهيمنوا على خيراته ليعطوا الشيعة العرب الوطنية ، ويعقب في ان الوطنية ليست الا معاني ومفاهيم تافهة لاتتجاوز اصدار منشور سري او كتابة شعار على الجدران ، يعيش عليها السذج في اوهامهم (العراق الاميركي ، ص : 24 ) . يمكن ان نفهم ان الطائفية كدور المطلوب من حسن ان يلعبه ، ووسيلة للاعتياش والارتزاق على حساب المؤسسات التي يهمها تفتيت وتقسيم العراق . الا انه لايمكن فهم التزوير والكذب الا دلالة على الانحطاط الخلقي، وضغط مشاعر الاحساس بالدونية ، كما لايمكن ان يفهم التزوير الا كاداة للنصب والاحتيال . وهذه ليست تهمة نتهم بها ابن عليوي هندش ، بل يؤكدها هو في كتبه . ليقدم لنا حالة مرضية نموذجية عن شخصية النصاب . نحن هنا سنستشهد بما كتبه هو في كتبه لا من تصوراتنا الخاصة، قد نتدخل فقط في اعادة ترتيب القصص التي عرضها هو عن نفسه في اكثر من كتاب.



النصاب عادة لايشعر بالندم ، او بالذنب ، وتؤكد الدراسات السيكولوجية على حقيقة انه يعكس حالة من اللامبالاة حيال سلوكياته الغير مقبولة اجتماعيا :

"- انه لا يشعر بالذنب؛ فمهما كان عدد ضحاياه، ومهما كانت معاناتهم من سلوكه، فهو لا يشعر تجاههم بأي ذنب أو تعاطف.

- لا يتعلم من أخطائه؛ ولهذا نجد في حياته الكثير من محاولات الكذب والتضليل والخداع والتزوير، وأن تعرض بسبب ذلك لمشكلات اجتماعية أو قانونية، ومع ذلك لا يكف عن تكرار أفعاله السلبية " (د . محمد المهدي ، سيكولوجيا النصب والاحتيال ، واحة النفس المطمئنة . كذلك كتاب رزق سند ابراهيم رزق ، سيكولوجيا النصاب) .



فهو لايتوقف عن هذا السلوك لانه بالنسبة له اسلوب حياة ، ومورد عيش ورزق.اضافة الى انه حاجة سيكولوجية لتخفيف ضغط المشاعر بالدونية ، و يعتقد انه بتمرير كذبه وحيله يحقق الانتصار على الاخرين ، وينتقم منهم بنفس الوقت ، ليشعر بذلك بشئ من السمو المطلوب للتخلص من دونيته ، فها هو غلب الاخرين يعني انه احسن منهم . ان مشاعر السمو هذه تخفف مرحليا ضغط الشعور بالدونية لكنها لاتلغيه ، فيعود بعد فترة للعب نفس الدور ، ليس بيده بل غصبا عنه ، فهو دوني بطبعه . لذلك قد لايكون النصاب فقيرا بالضرورة وليس بحاجة مادية للمزيد من المال ، لكن الحاجة السيكولوجية تظل تضغط عليه ..



نحن نتكلم هنا عن حالة مرضية ، سيكولوجيا ،مصابة ب "انا" مهتوكة او مهانة ، مشبعة بمشاعر الاحساس بالدونية ، و "انا عليا" هشة ومشوهة ، بلا قيم او مثل . فحسن عليوي هندش الذي لاشك عاش الكثير من الحرمانات ، في طفولته ومراهقته ، كما تعرض لانتهاكات شخصية مخجلة كما نشرت ذلك جريدة الزمان في عدد 22 / 1 / 2002. لم يجد في شخصية ابيه ،كاتب الحجب والتعويذات الملا عليوي هندش ، ما يمكن ان يشكل معيارا لبناء انا عليا مثالية لضبط سلوكيات الانا المنهكة بعقدها ، الضعيفة اما غزائزها .



تتشكل الانا الاعلى عادة من طبقتين هما : الضمير ، وهو الجهاز او المركب الذي يختزن المثل العليا التي خالفها الطفل وتعرض للعقاب بسبب مخالفته لذلك . والذات المثالية التي تتضمن مجموعة المفاهيم التي يمتصها عقل الفرد بفعل العقاب والاثابة . ووظيفة الضمير هي منع" الهو" مركز الغرائز الفطرية ، من فرض حاجاته على الانا وتقوية دفاعات الانا . ويحقق الانا الاعلى وظائفه هذه من خلال اثارة الاحساس بالشعور بالذنب( موسى الحسيني ، سلطة الاخلاق في المجتمع العربي ، 155) . ان حسن يفتقد للمنظومة النفسية التي تشكل الاحساس بالذنب ، وتلك هي احدى خصائص النصاب الذي يعاني من عقدة الشعور بالدونية .



ان التحليل السيكولوجي لهذا النصاب ،وتداخل مظاهر الميول الشعوبية بسلوكيات النصب والاحتيال يشير الى ان حالته يمكن ان تكون نتيجة لتفاعل عوامل وتاثيرات الشعور بالدونية مع ميول سيكوباثية ، عدوانية تتجه في عدائها لكل ما هو عربي ، يغطيها كما هو ديدن الشعوبيين الاوائل بالتظاهر بالتعصب للشيعة والتشيع وفقه ال البيت . ويكثرون من ترديد الاية الكريمة " وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا " للايحاء والخداع في انهم ينطلقون في عدائهم للعروبة على اساس ارادة الهية .



قد يعترض احد المتخلفين و الجهلاء الطائفيين من السنة بان الرجل تراجع عن توجهاته هذه بكتابه عن الخليفة عمر . لكن احدا لم ينتبه الى ان حسن اهان عمر ( رض) بكتابه يوم مثل ابيه بعمر وقال انه كان يحمل عصا مثلها بدرة عمر (رض) ، يقول ان اباه يخفق بها الناس عندما يرى "في بعضهم خروجاعلى الذوق العام ، او خروجا على ما هو شرعي " (عمر والتشيع ، ص : 18 ) ، في حين ان الحقيقة ان اباه كان يحمل العصا ليتقي بها اذية اولاد المحلة الذين كانوا يركضون خلفه استهزاء وسخرية . والا باي حق واي قوة تلك التي تجعل صبي صيادي السمك ، وعامل البناء الجاهل يمتلك القدرة على تحديد ما هو خارج على الذوق او الشرع ..!؟ كما انه انقلب على عمر ( رض ) في كتابه " شيعة العراق وشيعة السلطة " وردد في اكثر من خمسة مواقع في الكتاب انه سيجعل من قضية دعواه للاستيلاء على املاك الغير ، كقضية فدك ، ووضع لذلك عنوان فرعي "فدك السيد خلف تجربة شخصية مع حالة فساد " (ص : 234 ) ، لاادري الا تفهم من هذه العبارة ان " فدك " بالاصل تمثل حالة فساد ايضاً..!؟ . وفدك هي احد مصادر الخلاف الشيعي السني ، حيث يعتقد فقهاء الشيعة ان الخليفتين ابو بكر وعمر ( رض ) اغتصبا حقا لفاطمة ورثته من ابيها ( عليهما السلام ) ، ويعتقد فقهاء السنة انهما تصرفا وفقا لحديث نبوي عن كون الانبياء لايورثون .



حسن جاهز لان ينقلب ذات اليمين وذات الشمال ، وفقا لمصلحته . لامبدأ ، ولا التزام يمنعه ، هو كل شئ في نفس الوقت ، عددت ادعاءاته في كتابه عن العراق الاميركي فوجدت انه : قومي عربي ، علماني ، شيعي ، سني من اتباع ابو حنيفة ، ليبرالي ، اميركي ، معاد للاحتلال ، بعثي ، ضد البعث . ان هلاوس الدونية وحدها تحتمل ان تجتمع كل هذه الانتماءات في شخص واحد، وتعني ان الرجل لاانتماء له الا لنفسه ومصلحته . انه نموذج لمفكري عصر العولمة والاحتلال ، فهم يمكن ان يكونوا كل شئ لكن لاطعم اخلاقي اووطني لهم .



عاش حسن ، كما يذكر في اكثر من موقع في كتبه ، مع عائلته - والديه واخوه هادي- ، في منزل اخواله . اي ان اباه كان في حالة تعرف باللهجة الشعبية العراقية بالجعيدة ، مشتقة من القعود ، للدلالة على الرجل الذي يعيش في كنف اقربائه ، وخاصة اهل زوجته، لفقر حاله ، ليعتاش عليهم ، وما يقدمونه من صدقات او معونات ، دون ان يكلف نفسه عناء العمل والمشقة . وكان حسن طيلة حياته في بيت اخواله او خاله منذ الولادة حتى تخرجه من الكلية ، ولم يذكر في اي من كتبه التي تحدث فيها عن نفسه خاصة كتابي بقية صوت ، والعراق الاميركي عن حادثة ولو بسيطة عن جد لابيه او عم له ، وعندما يتكلم عن عائلته الكبيرة يقصد بها بوضوح عائلة اخواله ، وزوج خالته (عبد الكريم قاسم ، ص :9) ، مع ان اراضي جده التي ادعى بها في كتابه شيعة السلطة ، لاتبعد عن بيت اخواله الا عبرة النهر .وهذا ما يفضح كذبه في انه حفيد السيد خلف ، الذي يسميه فقيه الكرادة . فما كان يتناسب مع مكانة فقيه الكرادة ان يترك ابنه يرتزق بما يجود عليه انسباءه .



لم يتحدث حسن حتى ما بعد الاختلال عن اي اعمام له ، عدا مرتين ، ذكر فيهما اسم السيد محمد السيد محمود الشرع على انه من اعمامه ( الشيعةوالدولة القومية ، ص : 132 ، دولة الاستعارة القومية ، ص : 64 ) . والسيد محمد من وجهاء الجنوب المعروفين ، ولنا به معرفة شخصية مباشرة . لكن المشكلة هنا ان حسن يدعي انه ابن السيد نوري خلف سلمان ، يفترض انه يلقب بالعلوي . لم يوضح لنا حسن كيف يمكن قبول هذا الاختلاف في اسماء الاباء والالقاب ، هل أن اباه كان اخا للسيد محمد من ام واحدة وابوين مختلفين مثلا ..!؟ كل شئ ممكن في هلاوس الدونية .



ان رحلة حسن عليوي هندش للبحث عن ابيه ، والتخلص من ميراث الجندي الهندي ، والى ان عثر على السيد نوري ، كانت منهكة و طويلة . حاول خلالها ان يجمع شهود زور ، ويركب القصص ، حتى عثر على صحفي مغمور كان يعمل بامرة باقر صولاغ ، في جريدته نداء الرافدين التي كان يصدرها في دمشق قبل الاحتلال . تطوع هذا الصحفي لان يشهد له انه من عائلة الشرع ، بشرط ، على ما يبدو ان يضع اسمه على كتاب " بقية صوت " على اساس انه هو من اجرى الحوار مع حسن ، فشهد حسن لنفسه باسم هذا الصحفي بانه من عائلة الشرع ( بقية صوت ، ص :9 ) . قبل ان يكتشف السيد نوري . بئس الشهادة والشاهد .



ان معلوماتي الشخصية عن هوية الجندي الهندي الذي تم تسريحه في الرميثة ، المعروف باسم عليوي هندش ، قبل ان يسرق لقب العلوي ويستخدمه، كنت قد حصلت عليها منذ عام 1970 من حفيد السيد محمد السيد محمود الشرع نفسه ، وهو السيد مهدي صالح الشرع ، الذي تربط والدته بوالدة حسن صلة قرابة ، تحولت في هلاوس الدونية علاقة ارتباط بالنسب لعائلة الشرع . اكد المعلومة ولو بشكل مخفف الكاتب هادي العلوي ، في كتابه " في الدين والتراث " ، فقال ان اباه كان يعمل صباغا في بيت احد الضباط الانكليز . وان هذا الضابط الانكليزي كان يكشف للصباغ مخططات بريطانيا في العراق . عندما اندفع هادي العلوي في مواقفه المضادة للحركة القومية العربية ، متهما اياها بانها صناعة بريطانية بشهادة ابيه . اضطررت لكشف حقيقة الاسباب الكامنة خلف التوجهات الشعوبية عند الاثنين ، فكتبت مقالا للرد على هادي بنفس الجريدة التي نشرت مقالة هادي ، " البديل الاسلامي " الصادرة بتاريخ 1 /10 /1987 . وذكرت القصة بالتفصيل في كتابي " ساطع الحصري والخطاب الطائفي الجديد " . وكما ذكرت في الجزء الثاني من هذه الدراسة استجاب هادي لمقالتي وغير لقبه من العلوي الى البغدادي طيلة فترة حياته حتى وفاته .



ان حسن عليوي هندش ، وامام اكثر من 45 من رجال الدين والعراقيين المقيمين في سوريا قبل الاحتلال ، كشف هويته الحقيقية عندما ذهب لمنزل الحاج رضا الاسدي في المزة ليعلن توبته الشيعية الاولى في شتاء عام 1983 ، وقف في باب الديوان ليقول باعلى صوته " انا السيد حسن بن السيد عليوي العلوي ، كنت من سرسرية صدام ، فهل لي عندكم من توبة " ( احمد السماوي ، سيرة سرسري ، منتديات ياعراق في 13 /5/2010) . كيف ولماذا اصبح عليوي هندش المنتحل لقب العلوي هو نفسه السيد نوري السيد خلف ..!؟



تلك هي هلاوس الدونية عند مفكري الاحتلال ، وكتابه ، كل شئ جائز . البلد لاحكومة فيه ولا سلطة ، وتزوير الهويات والاوراق تطور اتقانها مع تطور استخدام اجهزة الكومبيوتر .


تشترك عائلة حسن في سكن اخواله ،مع خالته الاخرى وزوجها - صياد السمك - حسون العيسى (عبد الكريم قاسم ، ص : 20 ) . اي ان البيت كان يضم مجموعة عوائل . وهو بيت طيني صغير، كما يؤشر حسن لذلك(عمر والتشيع 15-18 ) ، يفتقر لابسط الخدمات الصحية المطلوبة في المنزل حتى العادي ، فهو منزل بلا حمام حتى تاريخ 14 تموز 1958 ، سنة تخرج حسن من الكلية (عبد الكريم قاسم ، ص :18 )



ورغم ان حسن ، وبهدف التشهير بسلطة البعث ، ذكر من جملة الاحداث التي اعتبرها ادانة للسلطة في كتابه دولة الاستعارة القومية ، هو مصادرتها لبعض البيوت في منطقة كرادة مريم ، وذكر اسماء 13 شخص من ملاكي الدور (ص : 109-110) ، لم يورد ذكرا لمنزل يعود لحسن او اقربائه ،فقط يؤشر الى ان الاجلاء شمل عائلة عدنان الحمداني ، وهو ما يزال وزيرا للتخطيط ، اي لاشك انه استلم التعويض باعتباره هو لاعائلة حسن ، اصحاب الملك الحقيقين . ان حسن الذي يدعي انه هو الذي بنى وشكل المعارضة لنظام البعث ، ما كان يمكن ان يفوت حادثة كهذه لينسبها او يضيفها لبطولاته الوهمية في مواجهة النظام . يتساءل في كتابه شيعة العراق ، ص : 236 : "فهذا الذي اغتصب قصور الجادرية ..لم لا يضيف لتلك القصور دار السيد خلف " . سواء كان حسن يقصد نظام الاحتلال او نظام البعث ، السؤال نفسه يوجه له لماذا لم تذكر ذلك قبل 2009 ، وقد نصبت نفسك مدافعا عن اصحاب القصور المصادرة ، منذ عام 1993 في كتابك دولة الاستعارة القومية . كل شئ جائز في هلاوس الدونية ، وقد غدى كل مافي البلد عرضة للنهب والاغتصاب .



بعد الاحتلال بستة سنوات فقط ، ولاول مرة ، بدأ حسن عليوي هندش يصرح بانه ابن السيد نوري السيد خلف .ملاك بساتين الكرادة- الزوية ( عمر والتشيع ، ص :18 ) . مالذي يجعل ابن فقيه الكرادة ، الماسك بعصاه كما هو الخليفة عمر ليمنع ماهو ضد الذوق وضد الشرع، ومالك بساتينها ، ان يرتضي السكن كجعيدة ..!؟ وكيف يتحول حسن عليوي هندش بقدرة قادر الى ابن السيد نوري ملاك الكرادة . فكتابه عن عبد الكريم قاسم الذي تكلم به عن عائلته واحوالها صدر في 1983 ،كما ان كتابه بقية صوت الذي يوصف فيه فقر حال عائلته صدر في عام 2000 ، تكلم فيه ايضا عن فقر حال عائلته ولم يؤشر الى انه من عائلة ملاكي الاراضي ، لكنه فجأة تحول الى ابن ملاك بساتين الكرادة في كتابه " عمر والتشيع " الصادر في2007 ، ذكر ذلك كمجرد تلميح او اشارة الى املاك جده التي لم تمنع على مايبدو من ان يعيش ابوه عند انسباءه . ثم في " شيعة السلطة وشيعة الحكم " الصادر في عام 2009 ، اصبح الموضوع قضية حق يطالب بها . انه حقه في املاك الجادرية هذه المرة . لماذا سكت كل هذه المدة التي تقارب الستة سنوات عن هذا الحق ،وهو كما يقول في كتابه العراق الاميركي كان من اوائل من دخلوا العراق على ظهر الدبابة الاميركية .



ان هذه الاملاك التي يدعي حسن انها ملك ابيه وجده ، مؤشر عليها في السجلات العقارية انها تعود السيد نوري الذي مات دون ان يخلف احد ، فغدت من املاك الدولة . لكن حسن اتهم جميع من في سلطة الاحتلال بالتزوير . ليس غريبا ان يستخدم دونيا مثل حسن ميكانزيم الاسقاط السيكولوجي فيتهم الاخرين بالتزوير ، فهو كغيره من لصوص الاحتلال الذي سرقوا اموال الدولة ، يريد حصته منهم .



ليس هناك من تفسير غير ما فضح حسن به نفسه في كتاب شيعة العراق ، يبدو انه اراد ان يستغل غياب السلطة والدولة في العراق ، وقد خرج من المولد بلا حمص ولا حتى سفارة ، ليسرق تركات رجل مات ولم يخلف ولدا ، كما تؤشر ذلك سجلات السجل العقاري في المنطقة .وليس هناك ما هو اسهل من استخراج هويات شخصية باسماء مزورة جديدة في العراق الجديد . وهو يعرف هشاشة الموقف الاخلاقي للمسؤولين في سلطة الاحتلال ، وعرف كيف يبتزهم ، اما ان يدخلوه كشريك ، ويعطوه حصة مما يسرقون او يشهر بهم ، وما اكثر الثغرات الاخلاقية التي بامكانه ان ينفذ منها . يبدو ان عضوية البرلمان كانت الثمن لان يلجم فمه ويسكت .



ما لم ينتبه له الكثيرون له هو غياب حسن عيوي هندش عن جلسة افتتاح ما يسمى بالبرلمان الجديد ، مع العلم انه يجب ان يكون رئيس الجلسة بحكم السن . وتلك مناسبة لايمكن لحسن ان يفوتها ولو حملوه على نقالة ، ليس بسبب وعكة صحية كما اشيع ، بل لان البعض اصر على ان يحضر حسن للبرلمان بهويته الحقيقية ، واسمه الحقيقي حسن عليوي العلوي . واذاعت القناة العراقية الرسمية خبر الاقتتاح في نشرتها المسائية، مشيرة الى ان الجلسة سيفتتحها النائب حسن عليوي العلوي ، بهذا الاسم بالضبط . فهرب حسن كي لايضطر لكشف تزويره . تلكم هي الاسباب الحقيقية لغياب المفكر الكبير ، والسياسي المخضرم .



ان هذا ليست المرة الاولى التي يتجرأ بها هذا النصاب على سرقة اموال الغير . ففي عام 1966 سبق ان حاول سرقة منزلين من امراة عراقية من ال مظلوم كانت مقيمة في سوريا ، ثم التحقت بزوجها للعيش في هولندا ، كانت على علاقة باحدى زوجات حسن ، استغل حسن هذه العلاقة ليطلب منها استئجار الشقة الكائنة في منطقة الزاهرة لمدة شهر واحد فقط لاستضافة اخت زوجته القادمة لزيارة قصيرة . الا انه استغفل المراة واستغل ثقتها ليحول العقد الى عقد دائم حيث لايحق للمؤجر اخراج المستاجر ، وان عاش عشرات السنين ، كما لايحق له رفع قيمة الايجار مهما تغيرت الاحوال الاقتصادية في البلد .



اما شقة نفس السيدة في شتورا بلبنان ، وكانت المراة قد تركت مفتاحها عند شقيق زوجها ، المسجل في جامعة شتورا مما يفرض عليه التحرك بين لبنان وسوريا برفقة احد اصحاب السيارات التي تحمل مهمة خاصة كانت السلطات السورية المختصة تقدمها لبعض العراقيين لتسهيل سفرهم للبنان متجاوزين نقاط التفتيش على الحدود .تبرع حسن في احدى المرات بايصال الشاب المذكور الى لبنان ، وبات معه في الشقة ، وعرف ان الشقة وبسبب ظروف الحرب لم تسجل في السجل العقاري ، اشترتها المراة بعقد خاص مع المالك الاصلي. بعد ايام تحايل حسن على الشاب لياخذ منه المفتاح دون ان ياخذه معه بحجة انه ذاهب بمهمة خاص مع اشخاص اخرين لايريدون ان يراهم احد



بعدها بدأ حسن يتهرب من اخذ الشاب الى لبنان . وعندما تمكن الشاب من السفر مع شخص اخر اكتشف ان حسن قد غير القفل .وذهب الى مالك الشقة الاول مع شخصين مهددا بانهما شهود على انه اشترى الشقة من السيدة الغائبة، وان الشاهدان هم ممن يعمل في احد اجهزة المخابرات ، ويمكن ان يؤذوه لو امتنع عن توقيع عقد بيع جديد باسمه


عندما جاءت السيدة الى سوريا لتسوية الامر ، واستعادة شقتيها ، هددها النصاب حسن بانه سيخبر السلطات الامنية ضدها بانها مرسلة من قبل المخابرات العراقية لتشويه سمعته ، وعبثا حاولت السيدة الاستنجاد بوجوه الجالية العراقية لاخذ حقها منه الا ان الجميع اعتذر بان هكذا نصاب لاينفع معه الكلام ، الى ان تدخل اخوه هادي مصرا وضاغطا عليه ان يعيد للمراة املاكها ، ولم يوافق حسن على ذلك الا بعد ان دفعت المراة مبلغ خمسة الاف دولار ادعى انه صرفها لتحسين شقى لبنان ودهنها . (تفاصيل القصة في : موسى الحسيني ، ساطع الحصري والخطاب الطائفي الجديد ، ص : 161 )



ان هذا الحسن عندما يتكلم عن المفكر العربي ساطع الحصري يقول " ان سيكولوجيته لاتدل على نفس كبيرة او مترفعة " مع ان الحصري معروف باستقامته الاخلاقية ، عاش من كده الخاص ، ومن واردات كتبه ، ومات لايملك حتى منزلا خاص به ، وهو من كان مديرا عاما للتعليم في الدولة العثمانية ووزيرا للمعارف في الدولة العربية في الشام ، ومدير معارف المملكة العراقية ثم مدير عام مديرية الاثار العامة العراقية .



تلك هي سيكولوجية النصاب ، عند الحديث على كرام الناس يتهمهم بعدم الاستقامة والصغر ليوحي انه كبير النفس مترفع عن الصغائر ، كجزء من شباكه لصيد الضحايا


ان النصب والاحتيال عند حسن هو منهج عيش وسيرة حياة ، رافقته منذ الصغر ، فهو يذكر في كتابه عن عبد الكريم قاسم ، ص : 57 ، كيف انه وواحد من ابناء اخواله كانوا يستغلون حالة الرعب التي نشرها الشيوعيون في الشارع ، من قتل وسحل بالحبال ، فكان حسن وقريبه يضعون رمز حمامة السلام على صدورهم ويذهبون الى مطعم تاجران لتهديد صاحب المطعم وتخويفه بتسميعه شعارات شيوعية بهدف ابتزازه واكل وجبة غداء او عشاء مجانا . كان ذلك عام 1958-1959 ، وقتها ، كان حسن قد تخرج من الكلية وتم تعينه مدرسا للغة العربية وهو بعمر بين ال23 -24 سنة ، ووجبة الطعام في حينها لاتساوي الا مبلغا تافها بالنسبة لراتب مدرس اذ لاتتجاوز قيمتها 90-120 فلسا على اكثر تقدير . اي نفس دنيئة هذه ..!؟


ان ذكر حسن لهذه الواقعة تعني ان الرجل مريض فعلا ولا يمتلك القدرة على اخفاء عيوبه التي ربما اعتبرها محاسن ، وشطارة . وتلك احد خصائص النصب عندما يغدو مرضا . فالقصة تؤشر على مدى هشاشة وتشوه ما يعرف ب "الانا الاعلى " بمدرسة التحليل النفسي . وكما ذكرنا في اعلاه ان النصاب يفتقد لمنظومة الاحساس بالذنب .



من كتب حسن واحاديثه يكتشف الانسان ان النصب والاحتيال كان نمطا تربويا تعلمه حسن من ابيه ، فهو عندما يتكلم عن حركة الاعمار التي بدات في منطقتهم في منتصف الخمسينات من القرن الماضي، وابوه ممن كانوا يشتغلوا كعامل بناء ( قال عنه معمار متخصص ببناء البيوت الحديثة ) . كان هذا المعمار المتخصص ينصب على ابنه حسن ، يقول حسن " كلفني ابي برش الماء على اسس البناء صباحا ومساء، مقابل اجر لم استلمه بعد انتهاء ايام العيد الثلاثة ، فخسرت العيد وربع الدينار الموعود به "( عبد الكريم قاسم ، ص : 10 ) . كان ذلك في الاعوام بين 1955-1957 ، يعني ان حسن كان طالبا في الكلية في عامه الثالث او الرابع، ومع ذلك فهو لايستطيع ان يحصل من ابيه حتى على ربع الدينار – وهو ثمن ليس بالكبير- حتى في ايام العيد رغم انه اجر مقابل عمل شاق نسبيا ، وليس عيديه من اب فاضل لابنه في ايام العيد التي لايبخل بها حتى الفقير على ابنه ، فالدناءه وليس الفقر هي ما منع الاب ان يحرم ابنه من العيد والاجر معا ، والا حتى في القرى والمدن الصغيرة يضطر الاب لبيع شيئا من ماشيته او يقترض ليعطي العيدية لابناءه .



الجزء الاخير سنناقش ونعرض فيه عمليات النصب والاحتيال التي مارسها حسن عليوي هندش على الحكومات العربية ، والخليجية خاصة .