الساعات الأخيرة للخميس الدموي في هيلتون طابا

[على]

لم يكن يوم الخميس الماضي عاديا بين العاملين الـ 350 تقريبا بفندق هيلتون طابا الذي يضم 410 غرف وأجنحة فندقية تطل جميعها على 3 دول غير مصر هم الاردن والمملكة السعودية واسرائيل. فحينما تسلموا وردية العمل الصباحية في تمام الساعة السابعة صباح الخميس الماضي كان العاملون مشغولين بترتيب جدول الاجازات خلال شهر رمضان فأغلبية العاملين المسلمين بالفندق يرغبون في افطار اول أيام رمضان مع اسرهم بالمحافظات المصرية، حيث ان 90% من العاملين بفندق طابا هيلتون من خارج محافظتي شمال وجنوب سيناء، إلا أن ازدحام الفندق بالنزلاء هذا الموسم بشكل غير معتاد ينبىء بأن الشهر سوف يكون موسم نزلاء ضخم.

وفي تمام الساعة العاشرة و10 دقائق كان الموظفون الثلاثة بقسم التليفونات والذي يقع في الدور الارضي بالفندق مع اقسام الهندسة والموارد البشرية والمغسلة ونظافة الغرف والمخازن والمشتريات ودواليب العمال والتدريب، منشغلين في استقبال وتحويل المكالمات. وفجأة شعر الجميع بصوت انفجار هائل هز معه القسم للمرة الاولى منذ نشأة الفندق حيث ان وجود قسم التليفونات تحت الارض يمنع الشعور بالصوت الخارجي تماما الا ان شدة الانفجار وما تبعه من انهيار الجانب الخرساني السابق التجهيز للفندق جعل صفارة الانذار تنطلق بلا توقف بصوت شديد تبعه خرس تمام لها وانهيار لخطوط الاتصالات بالفندق لتأثر سنترال الفندق بالهزة ثم انقطاع التيار الكهربي فجأة لعدة دقائق.

لم يشعر احد بقسم التليفونات الا وجميع العاملين يهربون عبر سلالم امان الطابق الارضي، ولم تجد نداءات الوكي توكي في إبلاغ قسم الامن الصناعي بما حدث فالجميع فوجئوا بالانفجار وبالصدمة التي لم يتدربوا عليها لفترة طويلة. وبعد الانفجار لم يكن من الواضح من اصيب ومن نجا ومن لم ينج، اذ ان العشرات لا يزالون تحت الانقاض بينهم عدد من العاملين فى الفندق. الا ان العشرات الذين نجوا من الهجمات بدأوا يفكرون فى ان الاضرار البالغة التي اصيب بها الفندق قد تعني انهم لن يعودوا الى العمل سريعا وانه لهذا ربما ينبغي عليهم ان يفكروا كيف سيتدبرون امرهم.