المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نساء خلف القضبان».. عندما لا ينفع الندم !



جمال
12-05-2010, 12:14 PM
استغلال المرأة في عالم المخدرات يكشف عن «خسة المروجين»

«http://s.alriyadh.com/2010/12/05/img/610444950630.jpg

سجينات يتحدثن ل»الرياض» عن تجربتهن المريرة مع المخدرات

الرياض، تحقيق- عذراء الحسيني

في سجن النساء عالم مليء بقصص من واقع حياة قاسية وتجارب مُرة، اختلفت فيها الأسباب وتعددت الظروف، لكن في النهاية كانت تؤدى إلى مكان واحد هو السجن، في ذلك المكان الكثير من السجينات في حالة التوقيف تختلط أوضاعهن بأحوال أخريات ممن تم الحكم عليهن.
نحن هنا أمام سجينات من فئة (المدمنات) وهن اللواتي تم توقيفهن وسجنهن على خلفية المخدرات، وكثيراً ما تدفع المرأة الثمن نتيجة لبعض القرارات الخاطئة، بدافع حماية عائلتها، أو لضعف شخصيتها أمام زوجها، أو نتيجة ضغوط وإكراهات الحياة، وبالرغم من هذا الوضع إلا أن
عدد السجينات المواطنات على خلفية هذه الأسباب هن فئة قليلة
.
تهريب القات

للنزيلة "س. ر" حكاية حزينة في هذا الطريق، فهي بالرغم من كونها أُماً لخمسة أطفال، لم تكن تحسب أن ما أقدمت عليه يدخل تحت طائلة المنع بسبب جهلها بالقانون، بل لم تكن تعلم أن تهريب "القات" يمكن أن يؤدي بها إلى السجن، فحين قامت بتعبئة "القات" في حقيبتها أثناء عودتها من جازان إلى الرياض، كان ذلك بسبب إدمانها له، حيث يذهب ثلث راتب زوجها في شرائه وتخزينه، وعند المرور بإحدى نقاط التفتيش في طريق جازان الرياض وقعت الكمية المهربة في أيدي رجال الأمن فصودرت، ودخلت هي السجن مع زوجها، والمفارقة أنها وضعت تلك الكمية دون علم زوجها، الأمر الذي أدى إلى خروجه بعد ثلاثة أسابيع، إثر اعترافها بفعلتها أمام أبنائها الخمسة الذين يزورونها كل ثلاثاء.



سجينة هرّبت القات دون علم زوجها وأخرى تنتظر الحشيش والخمر ووقعت في الفخ!


حشيش وخمر!

أما النزيلة "ف. ن" فقد اضطرت بسبب سوء تفاهم مع شقيقتها إلى ترك المنزل مع طفلتيها؛ لتسكن مع إحدى صديقاتها التي أغرتها بأول "سيجارة"، كانت سبباً لسلوك هذا الطريق إلى الإدمان في الكحول والحشيش، ومن ثم الخروج للتعرف على أناس كثيرين في هذه "السكة" الخطرة، حتى تم القبض عليها على خلفية جريمة تعاطي المخدرات، واليوم لا تتمنى سوى العودة إلى منزلها وإلى ابنتيها، حيث حكم عليها بسبع سنوات على خلفية التعاطي، قائلةً: اتفقت مع رجل أن أخرج معه، وأخذت أختي معي، وحين وصلنا إلى المنزل، سألني: هل تريدون خمراً؟، فطلبت أن يحضر لي الحشيش، والخمر لأختي، فأخبرنا أن الصعوبة هي في الحصول على الحشيش، وحين قلت له: إنني أعرف شخصاً يبيع الحشيش طلب مني مكالمته وتحديد موعد لقائه، مضيفةً أنه في طريقنا إليه وبمجرد وصولنا إلى مكان الشخص، أجرى الرجل مكالمة هاتفية مع أحد الأشخاص، وسرعان ما أحاطت بنا سيارات رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعرفت حينها أن الرجل مخبر سري.


نزيلة: صوت ابني بكاني

صوت ابني أبكاني

النزيلة "ع. ب" من الجنسية العربية وأم لطفلين، قُبض عليها على خلفية ترويج مخدرات وحيازة غرام ونصف من الحبوب.
وكانت قد قدمت مع زوجها إلى المملكة منذ ثلاث سنوات، حيث كان زوجها يدير العديد من محلات الملابس النسائية؛ ونتيجة لفشله في تجارة الملابس ووقوعه في ديون جعلته حبيس المنزل، وحينها تعرفت على سيدة من جنسيتها أدخلتها إلى عالم "السهرات والليالي الحمراء"، وعرّفتها على أناس انجرت معهم إلى تعاطي المسكرات والحشيش.



http://s.alriyadh.com/2010/12/05/img/895405286953.jpg


سجينة تتحدث عن تجربتها مع المخدرات: صديقات السوء ضيعنني



تقول "ع. ب": مع مرور الوقت أهملت أطفالي بعد أن كانوا يدرسون في مدارس أجنبية وتركت شؤونهم مع الخدم، وتعرفت في ذلك العالم على أناس أشكال وألوان، وأوهمت زوجي أنني أعمل لدى سيدة مجتمع ثرية حين رأى معي مبالغ مالية كبيرة، وعندما اكتشف أمري بالصدفة غضب مني وطلب مني الإقلاع عن هذا الانحراف، مضيفةً أنه قبل على مضض بسبب حاجتنا إلى المال، ومع مرور الأيام أصبح يساعدني في عملي، مشيرةً إلى أنه في الجلسة الأخيرة داهم رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المكان الذي كنا فيه، ووجدوا كمية من المخدرات للاستعمال الشخصي، الأمر الذي أحالنا إلى السجن أنا وزوجي، وحتى الآن لا نعرف متى سيصدر الحكم بحقنا على خلفية هذه القضية، ذاكرةً أنها أرسلت أطفالها إلى بلدها عند شقيقتها اليتيمة التي لم تتجاوز 18 عاماً!، وتتابع حديثها وهي تبكي: أشد ما يحزنني هو صوت طفلي الصغير عندما يحادثني هاتفياً.


مها: «الفراغ العاطفي» كارثة!

التأهيل الإصلاحي

وللوقوف على خلفيات تلك الأسباب المؤدية إلى السجن بتهمة الإدمان وانعكاساتها النفسية والاجتماعية على المرأة السجينة وأفراد أسرتها، كان لنا هذا الحديث مع الباحثة الاجتماعية في سجن النساء "مها الدوسري" التي تحدثت قائلةً: في البداية يكون القلق والتوتر حيال التكيف مع وضع السجينة، وهذا يتطلب جهداً كبيراً من أجل تهيئة وضعها النفسي عبر العديد من الجلسات، وذلك مهم للبدء في الجانب الإصلاحي لها، وفي النهاية نتغلب على الوضع عبر تمكينها من متابعة أطفالها والاتصال بهم، مضيفةً أن التأهيل الإصلاحي يتواصل عبر فصول الدراسة الصباحية والمسائية، وكذلك جلسات الوعظ والإرشاد، مؤكدةً أنهن حققن نجاحات بنسبة لا بأس بها، لاسيما عند الانتقال من جلسات علاج المركز الطبي بخصوص السجينات المدمنات اللواتي تبدو عليهن أحياناً بوادر الانسحاب من الجلسات، ولكن مع انتظام المعالجة يبدأن بالخضوع والانقياد لفريق إدارة السجن التي تحرص كل الحرص على تهيئتهن لدخول برنامج الإصلاح.

حرمان وإهمال


وبخصوص الأسباب التي تلعب دوراً في مثل هذه الجرائم تقول "مها الدوسري": هناك أسباب عديدة منها: ضعف الوازع الديني وعدم الخوف من الله، ففي غياب الوازع الديني لدى المرأة قد يؤدي ذلك بها إلى الانحراف، وتكون قابلة للدخول في عالم المخدرات والجرائم الأخلاقية مع بعض ضعاف النفوس، وكذلك تلعب الظروف الأسرية السيئة التي تحيط بالمرأة كالمشاكل الزوجية الخطرة، وخلافات المرأة مع ولي أمرها، إلى جانب عدم الاستقرار الذي قد يؤدي إلى هروبها من الواقع الذي تعيش فيه، والبحث عن الاستقرار في أي مكان لتكون عرضة للانحراف، وكذلك الفراغ العاطفي وإهمال الزوجة أو الأخت أو الأم من قبل ولي الأمر، وتركها مع قرناء السوء الذين قد يؤثرون عليها، مشيرةً إلى أن الفراغ قد يجر إلى أفعال سلبية كالوقوع في المنكرات وقابلية الوقوع بسهولة في الانحراف والجريمة.
وعن تضحية بعض الزوجات وتحملهن المسؤولية الكاملة حيال رفع قضية جنائية، توضح "مها الدوسري" أن هذا يعود إلى شخصية الزوجة الضعيفة والمنقادة بالخضوع الذي يكبلها ويجعلها تتحمل تبعات القضية عن زوجها، وهي لا تعلم أن ذلك قد يكلفها أكثر من خمس سنوات من عمرها، لاسيما في قضايا المخدرات وترويجها.