زهير
11-29-2010, 11:25 AM
الحريري: لن أقول أي شيء وشخص يصوب سلاحا إلى رأسي
رئيس الحكومة اللبنانية في مقابلة تنشرها «الشرق الأوسط»: يتعين علي أن أكون قادرا على الاحتواء وأن أكون مثل الإسفنجة
http://www.aawsat.com/2010/11/27/images/news1.596993.jpg
رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري (تصوير: دالاتي ونهرا)
جانين زكريا *
* ما شعورك العام بالوضع في لبنان في هذه اللحظة؟
- لقد أصبح لبنان بلدا جديدا تماما، وبعد أربع سنوات فقط من حرب 2006 (مع إسرائيل)، وبعد الخسائر المباشرة وغير المباشرة التي تكبدناها والأرواح التي فقدناها، التقطت البلاد أنفاسها من جديد.
والمشكلة الرئيسية التي نعاني منها في لبنان، وفي المنطقة، هي عدم وجود عملية سلام حقيقية وأعتقد أن هذه هي المشكلة الرئيسية في المنطقة. ويتحدث الكثيرون عن الأسلحة والتهريب وحزب الله وكل هذه الأمور، ولكن هل لو كان هناك عملية سلام شامل، كنا سنتحدث عن هذه الأمور؟ هل كنا سنتحدث عن هذه المشكلات التي لدينا اليوم؟ لو تمكنا من التوصل لحل لهذه المشكلة في مدريد عام 1991 عندما ذهبنا إلى هناك ولم يكن لدينا كل هذه المشكلات التي لدينا اليوم، هل لو حققنا السلام في تسعينات القرن الماضي كنا سنظل عند هذه النقطة حتى اليوم؟
في تسعينات القرن الماضي لم يكن هناك تنظيم القاعدة ولا حركة حماس ولا كل هذه الجماعات المتطرفة. ولكن انظر إلى ما نحن عليه اليوم بعد 19 عاما. سؤالي هو: إذا لم نتحرك باتجاه إنجاح عملية السلام، سلام شامل في الشرق الأوسط على أساس مؤتمر مدريد، ومبادرة السلام العربية (2002)، ماذا سيكون عليه الوضع بعد عشر سنوات؟ هل يدرك الجميع كيف ينمو التطرف في هذه المنطقة؟
* هل الغرب لا يفهم هذا؟
- أعتقد أن المجتمع الدولي يحتاج إلى الاستيقاظ ويجب أن يستيقظ، لقد حان الوقت للمضي قدما في عملية السلام؟ والجميع يعلم أنه يتعين علينا القيام بذلك.
* كيف يبدو لك الأمر الآن؟ وهل تتعامل مع الضغوط التي أعتقد أنك تتعرض لها؟
- في الحقيقة، الجميع يسألني هذا السؤال، وأنا لا أشعر بأنني تحت أي ضغط. لكنه هذه فترة مليئة بالتحديات وهي فترة صعبة. وما أحاول التركيز عليه هو الحفاظ على هذا البلد. والحفاظ على وحدة اللبنانيين سيكون مهمة صعبة للغاية. ولكن يتعين علي أن أكون قادرا على الاحتواء، وأن أكون مثل الإسفنجة، أن أستوعب كل ما يحدث اليوم. كما يتعين على أن أكون قادرا على رؤية ما وراء الدخان المحيط بي، وأن أظل صامدا وأسير على نفس الطريق الذي بدأت السير فيه، وعندئذ سيكون الأمر سهلا. ولا يوجد هنا من يقدم لي كل شيء على طبق من فضة، ولذلك فتحقيق هذا الهدف لن يكون بالأمر الهين.
* دائما ما يكون لبنان مشحونا سياسيا لذلك ففي بعض الأحيان من الصعب معرفة ما إذا كانت هذه لحظة أزمة فريدة أم أن هناك الكثير من المبالغة؟
- أعتقد أن ما يحتاج إليه المرء هو رؤية ما وراء الأحداث التي تقع الآن، وإذا حاولت أن ترى أبعد من ذلك فستكون على ما يرام. وفي بعض الأحيان يكون هذا الأمر صعبا، حيث يكون الدخان كثيفا جدا. ولكن أعتقد أن إصرارك على الرؤية سوف يمكنك من تحقيق من ذلك.
* هل تعني هذه اللحظة المتعلقة بالمحكمة وتهديد حزب الله وهذا الجدل الدائر حول محاكمة شهود الزور؟
- نعم. أنظر إلى ما وراء ذلك، بالنسبة لي فإن المهم اليوم، في كل ما تراه، هو كيفية الحفاظ على وحدة لبنان. المواطنون خائفون والجميع يخاف أحيانا بسبب ذلك الانقسام الذي نعيشه. ولكن النظر في كيفية إنهاء هذا الانقسام، وفهم مخاوف البعض في حزب الله أو غيرهم، وكذلك فهم أنها تمثل مشكلة للبنان ويجب أن يكون هناك أفكار حقيقية حول كيفية الحفاظ على وحدة البلاد وعدم حدوث صراع طائفي بل توحيد المواطنين بغض النظر عن الانقسامات الموجودة. وأعتقد أن اللبنانيين لديهم قواسم مشتركة أكثر من الاختلافات التي بينهم. وأرى أن الخطأ الذي نقع فيه، في بعض الأحيان، هو أننا نركز على الاختلافات بدلا من القواسم المشتركة بيننا. وأعتقد أن لدينا الكثير من القواسم المشتركة كلبنانيين ما دمنا نفكر كلبنانيين، لكن هذا ليس بالأمر الهين. وعلى الرغم من أنني، في بعض الأحيان، قد أبدو مثاليا أو متفائلا جدا، لكني أعتقد أن والدي كان يقول لي: «إن داخل كل شيء سيئ يوجد جانب طيب وسوف يأتي يوم ويظهر هذا الجانب الطيب، ودائما سيكون هناك غد». لذا فما دمت أؤمن بهذين الأمرين أرى أن لبنان سيكون في أيد أمينة.
* يتحدث الكثيرون عن التناقض بين كونك رئيس وزراء لبنان واستمرارك في مساعيك لتحقيق العدالة لوالدك من خلال محكمة يوجد انقسام كبير حولها هنا. كيف يمكن أن تجمع بين الأمرين؟
- أنا أسعى من أجل تحقيق العدالة للبلاد. ليس ثمة من يعيد والدي للحياة مرة أخرى، أسعى لوضع حد لإفلات البعض من العقاب والمسؤولية على ما يرتكبونه. وفي النهاية، نعم، هناك انقسام في البلاد، ولكن أعتقد إذا كان لدينا حالة هدوء وبعض من النضج السياسي وجلسنا للحديث والحوار حول مصالح البلاد، سيكون هناك الكثير من القضايا التي نتشارك فيها نفس الرؤية.
* حتى مع حزب الله؟
- حتى مع الجميع. في النهاية، حزب الله هو حزب سياسي فاز بعدد من مقاعد البرلمان، في منطقته، أي إن نوابه منتخبون ديمقراطيا. لذلك فإما أننا نريد أن نحترم الديمقراطية أو لا. وبالتالي علينا أن نتفق على هذا الأمر مع كل الأحزاب السياسية الأخرى، نختلف سياسيا ولكن هذا لا يعني أن نتوقف عن الحوار والنقاش. وأعتقد أننا جميعا في النهاية لبنانيون وعلينا أن نجلس ونتحدث مع بعضنا البعض. وعلينا أن نلتزم بالحوار وأن نتوافق على حلول لبعض القضايا.
وأعود لنفس المشكلة، معظم مشكلاتنا يأتي من خارج لبنان، وبشكل أساسي، عندما تتحدث بناء على أسس طائفية، هذه هي المشكلة التي لدينا اليوم، لو كان هناك سلام، ما وصلنا إلى هذه النقطة. الجميع يتحدث عن هذا الحزب السياسي أو ذاك. ولكن السبب هو عدم وجود سلام شامل.
وأعتقد أن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بحاجة إلى فهم أننا عندما واجهنا مشكلة الأزمة المالية العالمية اتحدنا وتعاملنا معها. وعندما يتعلق الأمر بالتغير المناخي نلتقي جميعا ونتناقش. وأيضا عندما نتعامل مع مشكلة الإرهاب والتطرف ولا يمكنك تعريف المشكلات كما ترغب لأسباب سياسية لذلك ترى المواطنين في الشرق الأوسط يقولون إن المشكلة الرئيسية التي تواجهنا هي الصراع العربي الإسرائيلي.
والوضع ليس أن العرب لم يتوافقوا على نقطة ما بطرح مبادرتهم للسلام على الطاولة وبقولهم انظروا هذا ما لدينا، ماذا لديكم أنتم لنا؟ بل إننا نواجه حصارا جماعيا يحاول إغراق عملية السلام في التفاصيل. وهذا يجب أن لا يحدث. إننا بحاجة إلى قيادة في هذا الشأن ولا توجد قيادة في إسرائيل. عند نقطة معينة كان لدينا (رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحق) رابين الذي كان يريد السلام. إنه الشخص الذي كان يعتقد في السلام في المنطقة ولكن (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو لا يؤمن بالسلام، وهو الشخص الذي دمر اتفاق أوسلو كما أنه ليس على استعداد للحديث عن سلام حقيقي في المنطقة، فهو يضع مسألة الأمن كأساس لبرنامجه السياسي كله ولكنه لن يحصل على الأمن ما لم يحقق السلام. إذا كان هناك سلام مبني على اتفاق سلام شامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وبين السوريين والإسرائيليين والعالم العربي، وجزء منه هو لبنان، نعم، فسوف يحصل على السلام.
* كيف كان شعوركم تجاه زيارة الرئيس أحمد نجاد للبنان في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي؟
- كأي رئيس، جاء لزيارة لبنان وغادر. وقد قال ما في نفسه وقلت ما في نفسي، وقلت له إن هذا المحور الذي تحدثت عنه والذي ذكرته لا نوافق عليه. لقد قلت له صراحة إننا لا نوافق على أن نكون محورا.
* هل قلت له ذلك خلال لقاء مباشر؟
- نعم، قلت له إننا نؤمن بأننا جزء من الجامعة العربية، وأن مبادرة السلام العربية أعدت في بيروت، ونحن نؤمن بهذا.
* ألم تزعجك الحشود الغفيرة التي استقبلته في الضاحية الجنوبية المعقل الرئيسي لحزب الله؟ إذ يبدو أن ذلك شكل قلقا للولايات المتحدة؟
- إنني لبناني، وأرى الأمر من نظرة مختلفة، فأنا لا أنظر إلى الأمر بنفس الطريقة التي ينظر بها الأميركيون. فهو رئيس قدم إلى لبنان، وبعض اللبنانيين استقبلوه في الضاحية. لذا ماذا في ذلك؟
* كيف كانت زيارتك إلى سورية؟
- أنا الآن رئيس لوزراء لبنان وينبغي علي أن أقيم علاقات طيبة مع كل الدول العربية، وسورية دولة عربية. وقد كنا بحاجة إلى بدء صفحة جديدة، لذا اتخذت هذه الخطوة. وعلى هذا الأساس ذهبت إلى سورية وأجرينا محادثات غاية في الوضوح مع الرئيس بشار الأسد. عبرت له فيها عن وجهة نظري تجاه العلاقة بين دولتين تحترم كل منهما الأخرى، وعن دولتين تريدان إقامة علاقات بين مؤسساتهما. وأعتقد أن هناك الكثير من المقومات الاقتصادية بين لبنان وسورية، فسورية سوق كبيرة بالنسبة للبنان. وقد بدأنا هذه الاتفاقية بيننا وبين سورية وتركيا والأردن.
* هل تنوي تطبيع العلاقات مع سورية؟
- نعم.
* كيف تصف الدور السوري الآن في لبنان مقارنة بعام 2005؟
- الوضع مختلف تماما. أعني؛ قبل خمس سنوات كان هناك الكثير من التوترات بين البلدين، واليوم زالت هذه التوترات. هناك علاقات طيبة بين الحكومتين. ورغم اعتقاد البعض ضعف العلاقات بين البلدين، أو توتر علاقتي بسورية، لكن هذا لا يعنينا. فكلتا المؤسستين تتمتع بالحكمة والوزراء يجرون محادثات مع بعضهم البعض وعندما يكون هناك أمر هام أتحدث إلى الرئيس الأسد، وهذه كلها أمور جيدة، وهو الأهم بالنسبة لنا.
من ناحية أخرى، لا يمكننا القول إن علاقاتنا مع سورية لم تكن صعبة خلال السنوات الخمس الأخيرة، لقد كانت صعبة للغاية لكنها اليوم أفضل بعشر مرات.
ما يميل البعض إلى نسيانه أن المحكمة تحقق في اغتيال باسل فليحان وجورج حاوي وسمير القصير وجبران تويني وبيير الجميل وآخرين. لقد اغتيل أربعة نواب في البرلمان السابق.
* بم تفسر توقف الاغتيالات في الوقت الراهن؟
- إذا كان لديك تفسير فسأكون سعيدا بسماعه.
* كأن حزب الله يريد القول «أنا أرفض نتائج تحقيقات المحكمة»؟
- هذا صحيح، فإذا نظرت إلى الشهور القليلة الماضية، كانت هناك الكثير من الأمور التي قيلت، لكنهم لم يتحدثوا صراحة عما يرغبون في سماعه مني. أعتقد أنك تدركين علمي بأن الكثيرين، وحزب الله أحد هؤلاء، يروجون أنني أرغب في إحداث انقسام في البلاد. وهذا ما أدركه أيضا، ولا بد من أتعامل معه. الخلافات بيني وبين حزب الله هي أنك لن تستطيع حل هذه القضية دون عودة الهدوء إلى البلاد. وإذا ما تصاعدت لهجة الخطاب بيننا وبينهم سيتصاعد التوتر وستزداد الفرقة، ومن ثم فإنني أرى أن هذا شأن المحكمة الدولية. هذا المحكمة الدولية شكلتها الأمم المتحدة بموجب القرار رقم 1757. ولن يغير ما أقوله أو ما أفعله من ذلك في شيء، لكن ما ينبغي عمله هو الهدوء، وعودة الهدوء إلى الشارع وإلى لغة الخطاب والحديث على أساس عدم تضخيم القضية أكثر من ذلك. ومن خلال هذا الحوار يمكننا التوصل إلى ما يمكن أن يوحد لبنان بدلا من تقسيمه. هذا هو نهجي. فلن أقول أي شيء وأحدهم يصوب سلاحا إلى رأسي، أنا لست هذا الشخص، ولا أعمل وفق هذا الأساس، ولا أعمل تحت التهديد. ولا أخضع للضغوط. لكني أرى ما يحتاجه لبنان. أنا أرى أن الطريقة الوحيدة التي يمكن للبنان الخروج بها من هذا المأزق تتمثل في فترة هدوء حيث يمكننا إقامة حوار هادئ خلال هذه الفترة والتوصل إلى أي طريقة توحد اللبنانيين لا أن تفرقهم.
* لذلك أنت ترى أن المحكمة لا تزال هي الوسيلة الشرعية لمحاكمة قتلة والدك؟
- نعم.
* لماذا غيرت موقفك من تورط سورية؟
- في عام 2005، كان هناك الكثير من التوتر والاتهامات التي ألقيت يمينا ويسارا ووسطا ليس من جانبنا فقط بل من كل الأطراف، وأعتقد أن اتخاذ خطوة شجاعة والتحرك إلى الأمام وإصلاح العلاقات مع بلد مثل سورية أمر مهم. لقد قلت ما كان يتعين علي قوله وما أومن به وما زلت أفعل ذلك. لذلك لا يمكن القول إن التوتر في عام 2005 لم يكن مرتفعا. لقد كان مرتفعا للغاية وبصورة متطرفة وعلى الجانبين وليس على جانبنا فقط. وقلنا ما كان يتعين علينا قوله. قلت ما أعتقده وهو أننا نرى أن سورية تلعب أيضا دورا إيجابيا في لبنان.
* هل سبق لك أن اتهمت حزب الله بالتورط في مقتل والدك؟
- هناك تصريحان لي قلت فيهما عكس ذلك تماما.
* ألا تعتقد أن حزب الله متورط؟
- بالنسبة لي كل لوائح الاتهام سوف يتم الإعلان عنها. الإعلام هو الإعلام، يقول الكثير من الأشياء، لكني لا أعرف حقيقة من الذي ستشير إليه لوائح الاتهام.
* وهذا يدفع حزب الله إلى المطالبة بمحاكمة من يصفهم بشهود الزور أمام المحكمة العليا اللبنانية. وأنت وقفت بحزم شديد ضد هذا الطلب.
- أنا ضد كل شهود الزور وأدعو إلى محاكمتهم جميعا. لكني أرى أنهم يجب أن لا يحاكموا أمام المجلس الأعلى للعدل ولكن من خلال المسار الطبيعي، محاكمة عادية أمام المحاكم العادية لأني أعتقد أن هذا لا يجب أن يكون بنفس أهمية اغتيال رفيق الحريري وبيير الجميل وآخرين. وبالإضافة إلى ذلك فإن القانون في لبنان لا يسمح بإجراء هذه المحاكمات أمام «مجلس القضاء الأعلى». القانون يحظر ذلك والبعض يريد أن يفسر القانون وفقا لأهوائه وأنا لا أعتقد أن ذلك ممكن، وأرى أننا بحاجة إلى الالتزام بالقانون وبما يحدث في المحاكم اللبنانية التي سبق أن حاكمت الآلاف من شهود الزور.
* هل الولايات المتحدة استيقظت فجأة على ما يحدث في لبنان بعد فترة من الغياب؟
- نحن دائما على اتصال مع واشنطن وأوروبا والجميع. وأعتقد أن جزءا من ذلك بسبب التوتر الذي حدث مؤخرا. لكن أعتقد أن هناك سببا آخر وهو الحائط الذي اصطدمت به عملية السلام والخوف من إمكانية حدوث أمر ما في المستقبل. لقد اصطدمت عملية السلام بحائط من صخر وأعتقد أنه من الضروري أن نتحدث مع بعضنا البعض لنرى ما يمكن عمله.
* هل هناك ما يمكن أن تقوم به الولايات المتحدة لدعم ومناصرة حركة 14 آذار الداعمة للديمقراطية أو لجعل مهمتك أسهل؟
- أعتقد أن واشنطن بحاجة إلى مساعدة لبنان لا حزب سياسي أو جزء من لبنان وهذا ما تقوم به واشنطن. ما أود أن تكون عليه العلاقة بين واشنطن ولبنان هو أنه إذا كانت واشنطن ترغب في الاستثمار في هذه المنطقة فعليها أن تستثمر في عملية السلام الشامل. وينبغي أن يكون ذلك هو تركيزها الوحيد.
* كيف تعيش بعيدا عن عائلتك؟
- هذا أمر صعب، صعب للغاية. إنهم يعيشون في الرياض، لأنني أريد لأبنائي أن يحيوا حياة طبيعية. الحياة في لبنان في ظل كل هذه التهديدات التي نتلقاها في بعض الأحيان صعبة. أنا لا أريد لهم أن يعيشوا محاطين بنحو 100 من رجال الأمن. إنه قرار صعب، لكني أذهب لرؤيتهم في كثير من الأحيان، أحاول أن أقوم بزيارتهم مرة أو مرتين في الشهر. وزوجتي وأولادي يعيشون هناك في منزلنا. وأسرة زوجتي يعيشون هناك وهم سعداء بالحياة في الرياض.
* من الذي يتابع لك أعمالك التجارية؟ هل تفتقدها؟
- أفتقدهم جميعا. لكني سأستمر في القيام بما يتعين علي من أجل صالح بلادي. والآن يقوم أخي بمتابعة الأعمال التجارية وأداؤه جيد جدا. وهو في الواقع يؤدي أفضل مني وأنا فخور به. ونحن نناقش هذه الأمور من حين لآخر.
* قيل لي إنك تدخن السيجار الكوبي.
- هووو
* وتحب ركوب الدراجات النارية؟
- «هارلي». لدي عدد قليل منها هنا. لم أكن أستطيع ركوبها في الماضي. وقد أقيم مهرجان لدرجات هارلي في 1 أكتوبر الماضي، وكان من المفترض أن أشارك فيه لكن الأمن أخبرني أنني لا يمكنني فعل ذلك. وأقوم بجمع درجات هارلي. ومعظم أصدقائي يضعون دراجاتهم في بيتي حتى نخرج معا في السعودية، في جدة.
* لديك هواية الغوص وتغذية أسماك القرش وهوايات أخرى؟
- نقوم بذلك في جدة، وهذه ليست بالهواية الخطيرة، أضع سمكة في جيبي لأن أسماك القرش تحب أي حيوان آخر.
* أنت تحب الطهي واستضافة الآخرين.
- أستطيع طهي كل الأكلات، الهندية والفرنسية والصينية والعربية.
* أين تعلمت ذلك؟
- من الكتب، الأسبوع الماضي كان هناك مأدبة عشاء كبيرة لطبقي المفضل وهو الكبسة، وهو طبق سعودي من الأرز واللحم. وأعد هذه الكبسة بطريقتي الخاصة.
* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»
رئيس الحكومة اللبنانية في مقابلة تنشرها «الشرق الأوسط»: يتعين علي أن أكون قادرا على الاحتواء وأن أكون مثل الإسفنجة
http://www.aawsat.com/2010/11/27/images/news1.596993.jpg
رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري (تصوير: دالاتي ونهرا)
جانين زكريا *
* ما شعورك العام بالوضع في لبنان في هذه اللحظة؟
- لقد أصبح لبنان بلدا جديدا تماما، وبعد أربع سنوات فقط من حرب 2006 (مع إسرائيل)، وبعد الخسائر المباشرة وغير المباشرة التي تكبدناها والأرواح التي فقدناها، التقطت البلاد أنفاسها من جديد.
والمشكلة الرئيسية التي نعاني منها في لبنان، وفي المنطقة، هي عدم وجود عملية سلام حقيقية وأعتقد أن هذه هي المشكلة الرئيسية في المنطقة. ويتحدث الكثيرون عن الأسلحة والتهريب وحزب الله وكل هذه الأمور، ولكن هل لو كان هناك عملية سلام شامل، كنا سنتحدث عن هذه الأمور؟ هل كنا سنتحدث عن هذه المشكلات التي لدينا اليوم؟ لو تمكنا من التوصل لحل لهذه المشكلة في مدريد عام 1991 عندما ذهبنا إلى هناك ولم يكن لدينا كل هذه المشكلات التي لدينا اليوم، هل لو حققنا السلام في تسعينات القرن الماضي كنا سنظل عند هذه النقطة حتى اليوم؟
في تسعينات القرن الماضي لم يكن هناك تنظيم القاعدة ولا حركة حماس ولا كل هذه الجماعات المتطرفة. ولكن انظر إلى ما نحن عليه اليوم بعد 19 عاما. سؤالي هو: إذا لم نتحرك باتجاه إنجاح عملية السلام، سلام شامل في الشرق الأوسط على أساس مؤتمر مدريد، ومبادرة السلام العربية (2002)، ماذا سيكون عليه الوضع بعد عشر سنوات؟ هل يدرك الجميع كيف ينمو التطرف في هذه المنطقة؟
* هل الغرب لا يفهم هذا؟
- أعتقد أن المجتمع الدولي يحتاج إلى الاستيقاظ ويجب أن يستيقظ، لقد حان الوقت للمضي قدما في عملية السلام؟ والجميع يعلم أنه يتعين علينا القيام بذلك.
* كيف يبدو لك الأمر الآن؟ وهل تتعامل مع الضغوط التي أعتقد أنك تتعرض لها؟
- في الحقيقة، الجميع يسألني هذا السؤال، وأنا لا أشعر بأنني تحت أي ضغط. لكنه هذه فترة مليئة بالتحديات وهي فترة صعبة. وما أحاول التركيز عليه هو الحفاظ على هذا البلد. والحفاظ على وحدة اللبنانيين سيكون مهمة صعبة للغاية. ولكن يتعين علي أن أكون قادرا على الاحتواء، وأن أكون مثل الإسفنجة، أن أستوعب كل ما يحدث اليوم. كما يتعين على أن أكون قادرا على رؤية ما وراء الدخان المحيط بي، وأن أظل صامدا وأسير على نفس الطريق الذي بدأت السير فيه، وعندئذ سيكون الأمر سهلا. ولا يوجد هنا من يقدم لي كل شيء على طبق من فضة، ولذلك فتحقيق هذا الهدف لن يكون بالأمر الهين.
* دائما ما يكون لبنان مشحونا سياسيا لذلك ففي بعض الأحيان من الصعب معرفة ما إذا كانت هذه لحظة أزمة فريدة أم أن هناك الكثير من المبالغة؟
- أعتقد أن ما يحتاج إليه المرء هو رؤية ما وراء الأحداث التي تقع الآن، وإذا حاولت أن ترى أبعد من ذلك فستكون على ما يرام. وفي بعض الأحيان يكون هذا الأمر صعبا، حيث يكون الدخان كثيفا جدا. ولكن أعتقد أن إصرارك على الرؤية سوف يمكنك من تحقيق من ذلك.
* هل تعني هذه اللحظة المتعلقة بالمحكمة وتهديد حزب الله وهذا الجدل الدائر حول محاكمة شهود الزور؟
- نعم. أنظر إلى ما وراء ذلك، بالنسبة لي فإن المهم اليوم، في كل ما تراه، هو كيفية الحفاظ على وحدة لبنان. المواطنون خائفون والجميع يخاف أحيانا بسبب ذلك الانقسام الذي نعيشه. ولكن النظر في كيفية إنهاء هذا الانقسام، وفهم مخاوف البعض في حزب الله أو غيرهم، وكذلك فهم أنها تمثل مشكلة للبنان ويجب أن يكون هناك أفكار حقيقية حول كيفية الحفاظ على وحدة البلاد وعدم حدوث صراع طائفي بل توحيد المواطنين بغض النظر عن الانقسامات الموجودة. وأعتقد أن اللبنانيين لديهم قواسم مشتركة أكثر من الاختلافات التي بينهم. وأرى أن الخطأ الذي نقع فيه، في بعض الأحيان، هو أننا نركز على الاختلافات بدلا من القواسم المشتركة بيننا. وأعتقد أن لدينا الكثير من القواسم المشتركة كلبنانيين ما دمنا نفكر كلبنانيين، لكن هذا ليس بالأمر الهين. وعلى الرغم من أنني، في بعض الأحيان، قد أبدو مثاليا أو متفائلا جدا، لكني أعتقد أن والدي كان يقول لي: «إن داخل كل شيء سيئ يوجد جانب طيب وسوف يأتي يوم ويظهر هذا الجانب الطيب، ودائما سيكون هناك غد». لذا فما دمت أؤمن بهذين الأمرين أرى أن لبنان سيكون في أيد أمينة.
* يتحدث الكثيرون عن التناقض بين كونك رئيس وزراء لبنان واستمرارك في مساعيك لتحقيق العدالة لوالدك من خلال محكمة يوجد انقسام كبير حولها هنا. كيف يمكن أن تجمع بين الأمرين؟
- أنا أسعى من أجل تحقيق العدالة للبلاد. ليس ثمة من يعيد والدي للحياة مرة أخرى، أسعى لوضع حد لإفلات البعض من العقاب والمسؤولية على ما يرتكبونه. وفي النهاية، نعم، هناك انقسام في البلاد، ولكن أعتقد إذا كان لدينا حالة هدوء وبعض من النضج السياسي وجلسنا للحديث والحوار حول مصالح البلاد، سيكون هناك الكثير من القضايا التي نتشارك فيها نفس الرؤية.
* حتى مع حزب الله؟
- حتى مع الجميع. في النهاية، حزب الله هو حزب سياسي فاز بعدد من مقاعد البرلمان، في منطقته، أي إن نوابه منتخبون ديمقراطيا. لذلك فإما أننا نريد أن نحترم الديمقراطية أو لا. وبالتالي علينا أن نتفق على هذا الأمر مع كل الأحزاب السياسية الأخرى، نختلف سياسيا ولكن هذا لا يعني أن نتوقف عن الحوار والنقاش. وأعتقد أننا جميعا في النهاية لبنانيون وعلينا أن نجلس ونتحدث مع بعضنا البعض. وعلينا أن نلتزم بالحوار وأن نتوافق على حلول لبعض القضايا.
وأعود لنفس المشكلة، معظم مشكلاتنا يأتي من خارج لبنان، وبشكل أساسي، عندما تتحدث بناء على أسس طائفية، هذه هي المشكلة التي لدينا اليوم، لو كان هناك سلام، ما وصلنا إلى هذه النقطة. الجميع يتحدث عن هذا الحزب السياسي أو ذاك. ولكن السبب هو عدم وجود سلام شامل.
وأعتقد أن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بحاجة إلى فهم أننا عندما واجهنا مشكلة الأزمة المالية العالمية اتحدنا وتعاملنا معها. وعندما يتعلق الأمر بالتغير المناخي نلتقي جميعا ونتناقش. وأيضا عندما نتعامل مع مشكلة الإرهاب والتطرف ولا يمكنك تعريف المشكلات كما ترغب لأسباب سياسية لذلك ترى المواطنين في الشرق الأوسط يقولون إن المشكلة الرئيسية التي تواجهنا هي الصراع العربي الإسرائيلي.
والوضع ليس أن العرب لم يتوافقوا على نقطة ما بطرح مبادرتهم للسلام على الطاولة وبقولهم انظروا هذا ما لدينا، ماذا لديكم أنتم لنا؟ بل إننا نواجه حصارا جماعيا يحاول إغراق عملية السلام في التفاصيل. وهذا يجب أن لا يحدث. إننا بحاجة إلى قيادة في هذا الشأن ولا توجد قيادة في إسرائيل. عند نقطة معينة كان لدينا (رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحق) رابين الذي كان يريد السلام. إنه الشخص الذي كان يعتقد في السلام في المنطقة ولكن (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو لا يؤمن بالسلام، وهو الشخص الذي دمر اتفاق أوسلو كما أنه ليس على استعداد للحديث عن سلام حقيقي في المنطقة، فهو يضع مسألة الأمن كأساس لبرنامجه السياسي كله ولكنه لن يحصل على الأمن ما لم يحقق السلام. إذا كان هناك سلام مبني على اتفاق سلام شامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وبين السوريين والإسرائيليين والعالم العربي، وجزء منه هو لبنان، نعم، فسوف يحصل على السلام.
* كيف كان شعوركم تجاه زيارة الرئيس أحمد نجاد للبنان في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي؟
- كأي رئيس، جاء لزيارة لبنان وغادر. وقد قال ما في نفسه وقلت ما في نفسي، وقلت له إن هذا المحور الذي تحدثت عنه والذي ذكرته لا نوافق عليه. لقد قلت له صراحة إننا لا نوافق على أن نكون محورا.
* هل قلت له ذلك خلال لقاء مباشر؟
- نعم، قلت له إننا نؤمن بأننا جزء من الجامعة العربية، وأن مبادرة السلام العربية أعدت في بيروت، ونحن نؤمن بهذا.
* ألم تزعجك الحشود الغفيرة التي استقبلته في الضاحية الجنوبية المعقل الرئيسي لحزب الله؟ إذ يبدو أن ذلك شكل قلقا للولايات المتحدة؟
- إنني لبناني، وأرى الأمر من نظرة مختلفة، فأنا لا أنظر إلى الأمر بنفس الطريقة التي ينظر بها الأميركيون. فهو رئيس قدم إلى لبنان، وبعض اللبنانيين استقبلوه في الضاحية. لذا ماذا في ذلك؟
* كيف كانت زيارتك إلى سورية؟
- أنا الآن رئيس لوزراء لبنان وينبغي علي أن أقيم علاقات طيبة مع كل الدول العربية، وسورية دولة عربية. وقد كنا بحاجة إلى بدء صفحة جديدة، لذا اتخذت هذه الخطوة. وعلى هذا الأساس ذهبت إلى سورية وأجرينا محادثات غاية في الوضوح مع الرئيس بشار الأسد. عبرت له فيها عن وجهة نظري تجاه العلاقة بين دولتين تحترم كل منهما الأخرى، وعن دولتين تريدان إقامة علاقات بين مؤسساتهما. وأعتقد أن هناك الكثير من المقومات الاقتصادية بين لبنان وسورية، فسورية سوق كبيرة بالنسبة للبنان. وقد بدأنا هذه الاتفاقية بيننا وبين سورية وتركيا والأردن.
* هل تنوي تطبيع العلاقات مع سورية؟
- نعم.
* كيف تصف الدور السوري الآن في لبنان مقارنة بعام 2005؟
- الوضع مختلف تماما. أعني؛ قبل خمس سنوات كان هناك الكثير من التوترات بين البلدين، واليوم زالت هذه التوترات. هناك علاقات طيبة بين الحكومتين. ورغم اعتقاد البعض ضعف العلاقات بين البلدين، أو توتر علاقتي بسورية، لكن هذا لا يعنينا. فكلتا المؤسستين تتمتع بالحكمة والوزراء يجرون محادثات مع بعضهم البعض وعندما يكون هناك أمر هام أتحدث إلى الرئيس الأسد، وهذه كلها أمور جيدة، وهو الأهم بالنسبة لنا.
من ناحية أخرى، لا يمكننا القول إن علاقاتنا مع سورية لم تكن صعبة خلال السنوات الخمس الأخيرة، لقد كانت صعبة للغاية لكنها اليوم أفضل بعشر مرات.
ما يميل البعض إلى نسيانه أن المحكمة تحقق في اغتيال باسل فليحان وجورج حاوي وسمير القصير وجبران تويني وبيير الجميل وآخرين. لقد اغتيل أربعة نواب في البرلمان السابق.
* بم تفسر توقف الاغتيالات في الوقت الراهن؟
- إذا كان لديك تفسير فسأكون سعيدا بسماعه.
* كأن حزب الله يريد القول «أنا أرفض نتائج تحقيقات المحكمة»؟
- هذا صحيح، فإذا نظرت إلى الشهور القليلة الماضية، كانت هناك الكثير من الأمور التي قيلت، لكنهم لم يتحدثوا صراحة عما يرغبون في سماعه مني. أعتقد أنك تدركين علمي بأن الكثيرين، وحزب الله أحد هؤلاء، يروجون أنني أرغب في إحداث انقسام في البلاد. وهذا ما أدركه أيضا، ولا بد من أتعامل معه. الخلافات بيني وبين حزب الله هي أنك لن تستطيع حل هذه القضية دون عودة الهدوء إلى البلاد. وإذا ما تصاعدت لهجة الخطاب بيننا وبينهم سيتصاعد التوتر وستزداد الفرقة، ومن ثم فإنني أرى أن هذا شأن المحكمة الدولية. هذا المحكمة الدولية شكلتها الأمم المتحدة بموجب القرار رقم 1757. ولن يغير ما أقوله أو ما أفعله من ذلك في شيء، لكن ما ينبغي عمله هو الهدوء، وعودة الهدوء إلى الشارع وإلى لغة الخطاب والحديث على أساس عدم تضخيم القضية أكثر من ذلك. ومن خلال هذا الحوار يمكننا التوصل إلى ما يمكن أن يوحد لبنان بدلا من تقسيمه. هذا هو نهجي. فلن أقول أي شيء وأحدهم يصوب سلاحا إلى رأسي، أنا لست هذا الشخص، ولا أعمل وفق هذا الأساس، ولا أعمل تحت التهديد. ولا أخضع للضغوط. لكني أرى ما يحتاجه لبنان. أنا أرى أن الطريقة الوحيدة التي يمكن للبنان الخروج بها من هذا المأزق تتمثل في فترة هدوء حيث يمكننا إقامة حوار هادئ خلال هذه الفترة والتوصل إلى أي طريقة توحد اللبنانيين لا أن تفرقهم.
* لذلك أنت ترى أن المحكمة لا تزال هي الوسيلة الشرعية لمحاكمة قتلة والدك؟
- نعم.
* لماذا غيرت موقفك من تورط سورية؟
- في عام 2005، كان هناك الكثير من التوتر والاتهامات التي ألقيت يمينا ويسارا ووسطا ليس من جانبنا فقط بل من كل الأطراف، وأعتقد أن اتخاذ خطوة شجاعة والتحرك إلى الأمام وإصلاح العلاقات مع بلد مثل سورية أمر مهم. لقد قلت ما كان يتعين علي قوله وما أومن به وما زلت أفعل ذلك. لذلك لا يمكن القول إن التوتر في عام 2005 لم يكن مرتفعا. لقد كان مرتفعا للغاية وبصورة متطرفة وعلى الجانبين وليس على جانبنا فقط. وقلنا ما كان يتعين علينا قوله. قلت ما أعتقده وهو أننا نرى أن سورية تلعب أيضا دورا إيجابيا في لبنان.
* هل سبق لك أن اتهمت حزب الله بالتورط في مقتل والدك؟
- هناك تصريحان لي قلت فيهما عكس ذلك تماما.
* ألا تعتقد أن حزب الله متورط؟
- بالنسبة لي كل لوائح الاتهام سوف يتم الإعلان عنها. الإعلام هو الإعلام، يقول الكثير من الأشياء، لكني لا أعرف حقيقة من الذي ستشير إليه لوائح الاتهام.
* وهذا يدفع حزب الله إلى المطالبة بمحاكمة من يصفهم بشهود الزور أمام المحكمة العليا اللبنانية. وأنت وقفت بحزم شديد ضد هذا الطلب.
- أنا ضد كل شهود الزور وأدعو إلى محاكمتهم جميعا. لكني أرى أنهم يجب أن لا يحاكموا أمام المجلس الأعلى للعدل ولكن من خلال المسار الطبيعي، محاكمة عادية أمام المحاكم العادية لأني أعتقد أن هذا لا يجب أن يكون بنفس أهمية اغتيال رفيق الحريري وبيير الجميل وآخرين. وبالإضافة إلى ذلك فإن القانون في لبنان لا يسمح بإجراء هذه المحاكمات أمام «مجلس القضاء الأعلى». القانون يحظر ذلك والبعض يريد أن يفسر القانون وفقا لأهوائه وأنا لا أعتقد أن ذلك ممكن، وأرى أننا بحاجة إلى الالتزام بالقانون وبما يحدث في المحاكم اللبنانية التي سبق أن حاكمت الآلاف من شهود الزور.
* هل الولايات المتحدة استيقظت فجأة على ما يحدث في لبنان بعد فترة من الغياب؟
- نحن دائما على اتصال مع واشنطن وأوروبا والجميع. وأعتقد أن جزءا من ذلك بسبب التوتر الذي حدث مؤخرا. لكن أعتقد أن هناك سببا آخر وهو الحائط الذي اصطدمت به عملية السلام والخوف من إمكانية حدوث أمر ما في المستقبل. لقد اصطدمت عملية السلام بحائط من صخر وأعتقد أنه من الضروري أن نتحدث مع بعضنا البعض لنرى ما يمكن عمله.
* هل هناك ما يمكن أن تقوم به الولايات المتحدة لدعم ومناصرة حركة 14 آذار الداعمة للديمقراطية أو لجعل مهمتك أسهل؟
- أعتقد أن واشنطن بحاجة إلى مساعدة لبنان لا حزب سياسي أو جزء من لبنان وهذا ما تقوم به واشنطن. ما أود أن تكون عليه العلاقة بين واشنطن ولبنان هو أنه إذا كانت واشنطن ترغب في الاستثمار في هذه المنطقة فعليها أن تستثمر في عملية السلام الشامل. وينبغي أن يكون ذلك هو تركيزها الوحيد.
* كيف تعيش بعيدا عن عائلتك؟
- هذا أمر صعب، صعب للغاية. إنهم يعيشون في الرياض، لأنني أريد لأبنائي أن يحيوا حياة طبيعية. الحياة في لبنان في ظل كل هذه التهديدات التي نتلقاها في بعض الأحيان صعبة. أنا لا أريد لهم أن يعيشوا محاطين بنحو 100 من رجال الأمن. إنه قرار صعب، لكني أذهب لرؤيتهم في كثير من الأحيان، أحاول أن أقوم بزيارتهم مرة أو مرتين في الشهر. وزوجتي وأولادي يعيشون هناك في منزلنا. وأسرة زوجتي يعيشون هناك وهم سعداء بالحياة في الرياض.
* من الذي يتابع لك أعمالك التجارية؟ هل تفتقدها؟
- أفتقدهم جميعا. لكني سأستمر في القيام بما يتعين علي من أجل صالح بلادي. والآن يقوم أخي بمتابعة الأعمال التجارية وأداؤه جيد جدا. وهو في الواقع يؤدي أفضل مني وأنا فخور به. ونحن نناقش هذه الأمور من حين لآخر.
* قيل لي إنك تدخن السيجار الكوبي.
- هووو
* وتحب ركوب الدراجات النارية؟
- «هارلي». لدي عدد قليل منها هنا. لم أكن أستطيع ركوبها في الماضي. وقد أقيم مهرجان لدرجات هارلي في 1 أكتوبر الماضي، وكان من المفترض أن أشارك فيه لكن الأمن أخبرني أنني لا يمكنني فعل ذلك. وأقوم بجمع درجات هارلي. ومعظم أصدقائي يضعون دراجاتهم في بيتي حتى نخرج معا في السعودية، في جدة.
* لديك هواية الغوص وتغذية أسماك القرش وهوايات أخرى؟
- نقوم بذلك في جدة، وهذه ليست بالهواية الخطيرة، أضع سمكة في جيبي لأن أسماك القرش تحب أي حيوان آخر.
* أنت تحب الطهي واستضافة الآخرين.
- أستطيع طهي كل الأكلات، الهندية والفرنسية والصينية والعربية.
* أين تعلمت ذلك؟
- من الكتب، الأسبوع الماضي كان هناك مأدبة عشاء كبيرة لطبقي المفضل وهو الكبسة، وهو طبق سعودي من الأرز واللحم. وأعد هذه الكبسة بطريقتي الخاصة.
* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»