المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صوتُ صفيرِ البلبل ...



هبة الله
10-08-2004, 09:28 AM
لسماع القصيدة .. إضغط على الوصلة التالية ...
http://www.geocities.com/htollah/bolbol.ram

لحفط القصيدة .. ضع زر الماوس على الوصلة السفلى .. وإضغط الزر الأيمن للماوس .. وإختار ...
Save Target As ...
http://www.r4ever.com/fun/poem/bolbol.ra

كان الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور لا يعطي الشاعر على قصيدة نقلها من غيره ...

و كان يحفظ ما يسمع من أول مرة .. وله غلام يحفظ القصيدة من مرتين .. وجارية تحفظ القصيدة من ثلاث ...

فكان الشاعر يكتب قصيدة طويلة .. يدبجها طول ليلة وليلتين وثلاث ...

فيقول له الخليفة .. إن كانت من قولك أعطيناك وزن الذي كتبته عليها ذهبا .. وإن كانت من منقولك لم نعطك عليها شيئا ...

فيوافق الشاعر ويلقيها على مسامع الخليفة .. فيحفظها الخليفة من أول مرة .. فيقول له أنني أحفظها منذ زمن بعيد فيقولها له ...

ثم يؤكد ذلك بالغلام الذي حفظها أيضا .. فيذكرها كاملة .. ثم ينادي على الجارية فتقولها كاملة ...

فيشك الشاعر في نفسه وهكذا مع كل الشعراء .. فبينما هم كذلك إذا بالأصمعي يقدم عليهم فيشكون إليه حالهم ...

فقال دعوا الأمر لي .. فكتب قصيدة ملونة الأبيات والموضوعات .. فتنكر بزي إعرابي وأتى الأمير ليسمعه شعره ...

فقال الخليفة .. أتعرف الشروط .. قال نعم ...

قال هات القصيدة ...

فقال الأصمعي ...

صوتُ صفيرِ البلبلِ *** هيجَ قلبي الثملِ ...

الماءُ والزهرُ معا *** مع حُسنِ لحظِ المقلِ ...

وأنت يا سيدَ لي *** وسيدي ومولى لي ...

فكم فكم تيمّني *** غُزّيلٌ عقيقلي ...

قطفته من وجنةٍ *** من لثمِ وردِ الخجلِ ...

فقال لا لا .. لا لا لا *** وقد غدى مهرولِ ...

والخوذُ مالت طربًا *** من فعلِ ذاك الرجل ...

فولولت وولولت *** ولي ولي يا ويل لي ...

فقلت لا تولولي *** وبيني اللؤلؤ لي ...

قالت له حين كذا *** انهض وجد بالنقلِ ...

وفتيةٍ سقونني *** قهوةً كالعسل لي ...

شممتُها بأنفي *** أزْكى من القرنفلِ ...

في وسط بستانٍ حُلي *** بالزهر والسرورُ لي ...

والعودُ دندن دنى لي *** والطبلُ طبطب طاب لي ...

طب طبطب طب طبطب *** طب طبطب طبطب لي ...

والساقي سقْ سقْ سقَ لي *** والرقصُ قد طاب إلي ...

شوى شوى وشاهشُ *** على ورق سفرجل ...

وغردَ القمرُ يصيح *** ملل في مللِ ...

ولو تراني راكبًا *** على حمارٍ أهزلِ ...

يمشي على ثلاثةٍ *** كمشيةِ العرنجلِ ...

والناس ترجم جملي *** في السوق بالقبقبلي ...

والكل كعكع كعكع *** خلفي ومن حويللي ...

لكن مشيةُ هاربًا *** من خشية العقنقلي ...

إلى لقاءِ ملك *** معظم مبجلِ ...

يأمرُ لي بخلعةِ حمراء *** كالدم دملي ...

أجرُّ فيها ماشيًا *** مبغددًا للذيل ...

أنا الأديب الألمعي *** من حي أرضِ الموصلِ ...

نظمتُ قطعًا زُخرفت *** يعجزُ عنها الأدبلي ...

أقول في مطلعها *** صوتُ صفيرِ البلبلِ ...

فتلعثم الخليفة .. ولم يستطع أن يحفظها لصعوبة كلماتها وتداخل حروفها ...

فنادى الغلام فلم يستطع أن يحفط شيئا غير أبيات متقطعة ...

ونادى الجارية فعجزت ...

عندئذ قال الخليفة أحضر ما كتبته عليها لنعطيك وزنه ذهبا ...

قال الأصمعي ورثت عمود رخام من أبي نقشت عليه القصيدة ...

وهو على ظهر الناقة لا يحمله إلا أربعة من الجنود .. فانهار الخليفة .. وجيء بالعمود .. فوزن كل ما في الخزنة ...

وعندما أراد الخروج .. عرف الخليفة أنه الأصمعي .. وعرف منه سبب حيلته .. فاتفق معه أن يعطي الشعراء ما تيسر من أجل تشجيعهم .. على أن يرجع له ما أخذه من الخزنة ...