المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المنظمات الاسلامية في الهند تدعو الى رمي جثث الارهابيين على السفارة السعودية او الباكستانية



أمير الدهاء
11-27-2010, 11:46 AM
مومباي: دفن 9 من منفذي الهجمات تحت أرضية سجن شديد الحراسة


الهند تنتقد باكستان في الذكرى الثانية للاعتداءات


نيودلهي: براكريتي غوبتا

في الوقت الذي تحيي فيه الهند الذكرى الثانية لاعتداءات 26 نوفمبر (تشرين الثاني)، قامت شرطة مومباي، في عملية بالغة السرية، بدفن جثث تسعة من الإرهابيين الباكستانيين الذين شاركوا في الاعتداء على العاصمة التجارية للهند الذي استمر 3 أيام وراح ضحيته 170 شخصا أغلبهم من الأجانب. بينما اعتُقل المهاجم العاشر، أجمل أمير كساب، حيا، وحكمت عليه محكمة هندية بالإعدام، لكن القرار لم ينفذ بعد. وأشارت مصادر إلى أن الجثث دفنت في سجن تالوغا شديد الحراسة، وتم تغسيل جثامين القتلى والصلاة عليها قبل دفنها. ونتيجة للحساسية الشديدة للقضية ومعارضة العديد من المنظمات الإسلامية لدفن القتلى في أي مكان في الهند، تولت الشرطة الهندية ضمان بقاء الأمر سرا ولم يتم تسريب معلومات عن عملية الدفن.

كان من الدوافع وراء القرار النفقات الباهظة للاحتفاظ بجثث القتلى في غرفة مكيفة في مشرحة مستشفى سير جيه جيه والحراسة الأمنية القوية على مدار الساعة.

ونتيجة لعدم المطالبة باستعادة الجثث، كان الاحتفاظ بجثث إرهابيين مثل هذه الفترة الطويلة سابقة لم تحدث في أي مكان في العالم.

كانت العديد من المنظمات الإسلامية الهندية قد رفضت دفن جثث الإرهابيين في مقابرها، الذين اعتبرتهم قتلة. ففي أوائل العام الماضي، رفض المجلس الإسلامي السماح بدفنهم في مارين لاينز بادا قبرستان.

وقد بعث المجلس برسالة إلى المقابر الإسلامية في عموم الهند بعدم دفن أي من الإرهابيين إذا تقرر دفنهم في أرض هندية. وقالت هيئة المسجد الجامع التي تتمتع بنفوذ واسع، وتدير مقبرة قبرستان، التي يبلغ حجمها 7.5 فدان، إنها لن تسمح بدفنهم؛ لأنهم ليسوا مسلمين بحق. حتى إن بعض المؤسسات اقترحت في أعقاب انتهاء العملية الإرهابية إلقاء جثثهم في مقر المفوضية الباكستانية العليا في نيودلهي أو في السفارة السعودية.

كان عملاء مكتب التحقيقات من بين الذين فحصوا الجثث. وطالبت الهند باكستان أمس، في الذكرى الثانية لهجمات مومباي التي وقعت في 26 نوفمبر عام 2008 وراح ضحيتها أكثر من 150 شخصا وإصابة المئات، بضرورة معاقبة منفذي تلك الهجمات.

وفي بيان أصدره وزير الشؤون الخارجية إس. إم. كريشنا بهذه المناسبة قال: «ندعو باكستان مجددا إلى تفكيك آلة تشغيل الإرهاب والإفلات من العقاب في الأراضي الواقعة تحت سيطرتها، كما ندعوها أيضا إلى سرعة تقديم مرتكبي هجمات مومباي إلى العدالة». وأضاف كريشنا: «في الذكرى الثانية لوقوع تلك الهجمات البربرية فإن الهند تحيي هذا اليوم احتراما لأبنائها وبناتها والضيوف الأجانب من الأبرياء الذين راحوا ضحية هذا الاعتداء المتوحش»، مؤكدا أن «هذا اليوم هو تذكير صارخ بأنه ما من سبب من الممكن أن يبرر الإرهاب».

وأوضح: «إن الهند تسعى إلى وجود روابط وعلاقات سلمية مستقرة وتعاونية مع باكستان»، مضيفا «لقد قمت بزيارة إسلام آباد في يوليو (تموز) الماضي لإجراء محادثات هناك، كما قمت بدعوة وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي إلى زيارة نيودلهي لاستكمالها». وشدد على أن الهند ملتزمة بإنهاء جميع المسائل والأمور العالقة مع باكستان «عن طريق الحوار».

من جهته، نعى رئيس وزراء الهند مانموهان سينغ، في رسالة له، الضحايا الذين راحوا بسبب تلك الهجمات. وقامت قوات الأمن والشرطة، التي تصدت للكوماندوز المؤلف من 10 مقاتلين مدججين بالسلاح، باستعراض في شوارع مومباي، بينما تجمع السكان أمام المواقع المستهدفة، وهي فندق تاج محل بالاس ومحطة القطار ومقهى سياحي ومركز ديني يهودي. وسيدشن شرطيون نصبا تذكاريا، تكريما لذكرى زملائهم الذين قُتلوا خلال مطاردة أحد المهاجمين. وأقيمت سهرة أضيئت خلالها الشموع ليل الخميس/ الجمعة، بينما تم تنظيم تجمع ديني مساء أول من أمس عند نصب باب الهند الشهير قبالة البحر. وبثت قنوات تلفزيون العالم أجمع صور هجوم الإسلاميين على فندق تاج محل ونقلت مشاهد الرعب الذي تملك النزلاء وهم يحاولون الفرار.

وقتل في المجموع 166 شخصا بينهم العديد من السياح الأجانب وجرح نحو 300 آخرين.

إلى ذلك، أعربت باكستان أمس عن تصميمها على تقديم مرتكبي هجمات مومباي الإرهابية التي وقعت عام 2008 للعدالة، في الوقت الذي أحيت فيه الهند الذكرى الثانية للهجمات التي استهدفت عاصمتها التجارية والمالية. وصرح وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي للصحافيين في مدينة مولتان وسط البلاد: «نرغب في معاقبة الأشخاص الذين تورطوا في هذه الهجمات».

وقال: إن باكستان ما زالت تتعاون مع الهند وتتبادل المعلومات معها بهدف تحقيق تقدم نحو معاقبة المجرمين. غير أن تصريحات قريشي صدرت بعد مرور يوم على اتهام الهند جارتها «بعدم إحراز تقدم» في تقديم زعماء المسلحين الذين يقفون وراء الهجوم للعدالة. ونقلت وكالة «برس ترست أوف إنديا» الهندية عن مصادر رسمية أنه تم توجيه مذكرة دبلوماسية «شديدة اللهجة» إلى السفارة الباكستانية في نيودلهي تحث إسلام آباد على أن «تفي بالتزامها وتعهدها» باتخاذ إجراء ضد مدبري الهجمات التي خلفت 166 قتيلا.