المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شريط فيديو عن طائرة البنتاغون في 11 سبتمبر يظهر رواج نظرية المؤامرة



المهدى
10-08-2004, 08:36 AM
مسؤول يرد بأن الحكومة ليست بهذه الكفاءة لتنفيذ هذه النظريات

لندن: كارول مورلو*

أمضى دارن وليامز اربعة اسابيع في منزله في بلدة صغيرة في انجلترا، لاعداد فيلم فيديو قصير يثير اسئلة جديدة بخصوص هجوم 11 سبتمبر 2001 على مبنى البنتاغون.
ويزعم الفيديو وهو بعنوان «11/9: ضربة البنتاغون» الى ان طائرة اميركان ايرلاينز الرحلة رقم 77 لم ترتطم بالبنتاغون بل ارتطم به صاروخ او طائرة صغيرة.

ويعرض الفيديو مجموعات من الصور التقطت بعد فترة قصيرة من الارتطام، تتخللها روايات لشهود عيان. وتبدو الصور غير متناسقة مع الدمار الذي تسببت فيه طائرة جامبو ولم يذكر احد انه شاهد طائرة. وتشير اسهم حمراء الى نوافذ غير محطمة في المبنى المحترق. وكان رجال الاطفاء يقفون حول حفرة دائرية بطريقة متناسقة مع حائط البنتاغون حيث ارتطمت به طائرة البوينغ من طراز 757، وقطرها اقل من 20 قدما.

وقد انزل ملايين من الناس حول العالم شريط الفيديو على الإنترنت، بعدما سمعوا به عن طريق الاحاديث المتبادلة ومحركات البحث في الإنترنت والبريد الإلكتروني.
وتجدر الاشارة الى ان التاريخ الاميركي يزدحم بنظريات المؤامرة, فقد اشاع المتطرفون الكثير من الشائعات عن مؤامرات سرية من الماسونيين والمصرفيين والكاثوليك والشيوعيين. اما الان فقد تحولوا الى الإنترنت وتنتشر الشكوك حول العالم ليس في شهور واسابيع ولكن خلال ايام وساعات. ويشير دو توماس وهو استاذ الاتصالات في جامعة جنوب كاليفورنيا الذي يحاضر في مجال التقنية والمجموعات الفرعية الى ان عملية الانتشار اصبحت فورية الان. واضاف «لم يعد الامر مجرد موقع على الإنترنت يقول: انظر الى هذا. بل عشرة الاف شخص يبعث كل منهم برسالة بريد إلكترونية الى عشرة اشخاص، الذين يرسلونها بدورهم الى اشخاص اخرين».

ويمكن ان يصبح فيديو البنتاغون تجربة للدراسة. فقد صمم وليامز موقعا على الإنترنت للفيديو www.pentagonstrike.co.uk ثم بعث بنسخة الى لورا نايت جادزيك وهي مؤلفة اميركية تعيش في فرنسا من بين كتبها كتاب يتناول خطف مخلوقات مقبلة من كواكب اخرى للبشر. ووليامز، البالغ من العمر 31 سنة، محلل انظمة عضو في جماعة على الإنترنت تديرها لورا تناقش قضايا تتعلق بالعلوم والسياسة والظواهر الخارقة.

وفي 23 اغسطس وضعت لورا عنوان موقع شريط الفيديو في موقعها، www.Cassiopaea.org. وفي خلال 36 ساعة انهار موقع وليامز تحت ضغط عشرات الالف من الزوار. وفي تكساس تلقى عامل سابق في كازينو قمار، كان قد حمل شريط الفيديو على موقعه ما يزيد على 700 الف زيارة يوميا. وفي لويزيانا، وضع كوربورال في البحرية شريط الفيديو على موقعه الخاص، الذي يزوره عادة مجموعة محدودة من الاصدقاء والاقارب، وفجأة تلقى الموقع 20 الف زيارة. وفي البرتا تلقى موقع سائق اجرة على الإنترنت 6 اضعاف الزيارات التي يتلقاها عادة بعدما وضع عنوان موقع يعرض فيه الفيديو.

وعبر الاف من المواقع، كان الطلب على هذا الشريط كبيرا لدرجة ان بعض امناء الموقع طالبوا بتبرعات لدفع تكلفة الموجات الاضافية.
و«ضربة البنتاغون» هي اخر الامثلة واكثرها جاذبية للعدد المتزايد من مواقع الإنترنت والكتب واشرطة الفيديو التي تشير الى ان شيئا ما غير طائرة تجارية ارتطمت بالبنتاغون.
لقد كان الجمهور المتزايد المستعد للاستماع لنظريات المؤامرة بخصوص احداث 11 سبتمبر قضية مزعجة بالنسبة للذين يعملون في لجنة التحقيق في هجمات 11 سبتمبر المشكلة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

وقال فيليب زليكو المدير التنفيذي للجنة «لقد ناقشنا النظريات. وعندما كتبنا التقرير، كنا حذرين بعدم الرد على كل هذه النظريات. واوضح ان ذلك يرضي حاجة عميقة لدى الناس التي خلقوها. ما حاولنا القيام به بدلا من ذلك هو قول الحقيقة وقولها بإضافة الكثير من التفاصيل النقدية التي نعلم انها ستساهم في ازالة الاوهام».

ونظريات المؤامرة تنتشر عادة عقب الاحداث المؤلمة. ويشير مايكل باركون العالم السياسي في جامعة سيراكيوز الذي اصدر عدة كتب حول ثقافة التآمر ان روايات شهود العيان المتناقضة وغير المتكاملة تؤدي الى تفسيرات مختلفة للاحداث.

واوضح ان «نظريات المؤامرة هي واحدة من الوسائل لتفهم ما حدث واستعادة الشعور بالسيطرة. وبالطبع هي غير صحيحة عادة، ولكنها مطمئنة نفسيا. ولان ما يذكرونه هو ان كل شيء مرتبط ولا يحدث شيء بالصدفة، وهناك نوعية من النظام في العالم، حتى لو كان من فعل قوى الشر. اعتقد انه من الناحية النفسية، انها بطريقة ما تواسي الكثير من الناس». الاعتقاد في ان الحكومة كذبت حول هجمات 11 سبتمبر جاء من اليمين واليسار على السواء، فيما يقول خبراء ان الشك غالبا ما يكون هو المعيار السائد عند النظر الى ادارة الرئيس بوش.

وكان ديفيد راي غريفين، الاستاذ السابق لعلم اللاهوت في كلية كليرمونت لعلوم الاديان استبعد النظرية التي ذهب اصحابها الى ان الدمار الذي الحق بالبنتاغون في 11 سبتمبر لم يكن بفعل واحدة من الطائرات المخطوفة. ولكن بعد زيارته لعدة مواقع على الإنترنت تطرح تساؤلات حول هجمات 11 سبتمبر نشر غريفين كتابا بعنوان «بيرل هاربر الجديد» اورد فيه ان طائرة البوينغ 757 ربما ألحقت دمارا اكبر بكثير وتدميرا واسعا حول البنتاغون.

اما مجموعة لورا نايت ـ جادزيك فظلت تتناول وتبحث في مناقشاتها على موقعها على الإنترنت هذه القضية على مدى عامين ونصف العام. شكلت هذه المناقشات اساسا لمقالات كتبت فيها لورا نايت ـ جادزيك ان شهود العيان كانوا من المفترض ان يشاهدوا طائرة كبيرة. وتعتقد لورا ان البنتاغون هوجم بواسطة طائرة اصغر حجما وان اعضاء ادارة بوش كانوا متواطئين بعض الشيء لأن ذلك يصب في مصلحة اسرائيل والمستفيدين من الحرب. يقول زيليكو ان ضرب طائرة اميركان ايرلاينز المخطوفة لجزء من مبنى البنتاغون امر لا جدال حوله، ويعزو واحدا من الاسباب الى ان من عمل في الحكومة يدرك جيدا انها ليست بهذه الكفاءة والمقدرة التي تمكنها من تنفيذ مثل هذه النظريات.