لمياء
11-24-2010, 01:19 AM
الأربعاء 24 نوفمبر 2010 - الأنباء
http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMNEW/templates/GlobalTemplate/204_3.jpg
من منا لا يعرف «سوق لندن» بمنطقة الشويخ؟
ومن منا لا يعرف ذلك الرجل الباسم دائما في وجه زبائنه والجالس على يمين بوابة السوق؟
كنت في الشهر أحرص على ان أمر بصاحب السوق أكثر من 3 مرات، أمازحه ونضحك وأسمع له وآخذ من تجاربه وخبرته، كانت كلماته تدخل قلبي، خاصة عندما يقول: يا ابني....
وهي كلمة «لزمة» يقولها لسانه «لكل» من يخاطبهم، ويذكرني هذا اللفظ بالعم عبدالله المطوع ـ طيب الله ثراه.
العم أبومحمد.. تاجر أمين وصادق ومتواضع وصابر، وقصة الصبر لها حكاية عظيمة فعندما أُبلغ ان نجله «محمد» رحمه الله استشهد في مكان عمله بالبترول قال «بإيمان» الواثق بالله: لله ما أعطى ولله ما أخذ اللهم اجعلنا من الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا (إنا لله وإنا إليه راجعون) هذا موقف لن أنساه له.
عندما اتصل بي أخي وتاج رأسي نجله خليل ـ بوحمد، يبلغني ان هادم اللذات جاء وأخذه، وقفت على جانب الطريق واجهشت بالبكاء لأن عشرات الصور والمواقف مرت على خاطري في هذه اللحظات الحزينة، كيف كان يستقبلني، وكيف كان يودعني، حواره الحلو، حديثه، عتابه، توجيهاته، آراؤه، مقترحاته، كان حريصا على الدعوة والعمل الخيري، خبيرا في شؤون الحياة.
وبالأمس عندما ودعته مع جمهور محبيه ومشيعيه في مقبرة الصليبخات كان نعشه ـ يرحمه الله ـ خفيفا على عباد الله، وكأنه يقول لهم أسرعوا الخطى، فهو المشتاق للقاء ربه ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ممتثلا لقوله تعالى: (يحبهم ويحبونه) نعم كان موقنا باليوم المحتوم فاستعد له بالعمل الصالح وتخلص منذ صغره من المال الربوي لأنه أعد لهذا اللقاء بكثرة الصلاة والإنفاق في سبيل الله، ولأنه أحب الله وأحب رسوله فهو يستعجل اللقاء، فالمرء مع من أحب.
يروى ان ملك الموت جاء الى الخليل ابراهيم عليه السلام ليقبض روحه فقال له: هل رأيت خليلا يميت خليله؟ فأوحى الله إليه: هل رأيت حبيبا يكره لقاء حبيبه؟ فقال يا ملك الموت اقبض.
العم أبومحمد ـ طيب الله ثراه ـ كان من المؤمنين بالآخرة وكنت في رمضان الماضي عازما على الذهاب الى دولة خليجية لتوزيع بعض الصدقات فقال بثقة المؤمن: يا ابني سأحملك بعض الصدقات فهي زرع الآخرة.
وللعم أبومحمد ـ رحمه الله ـ مناقب صعب ان تحصرها في مقال، فهو رجل عصامي نحت في الصخر وكوّن ثروة ولكنه لم ينس حق الله فيها من زكاة وصدقات وإنفاق لبناء عشرات المساجد وآخرها تخصيص قسيمتين في جنوب السرة لوقف القرآن.
أنا حزين، ويشاركني الحزن كثير من عيال الديرة ورواد أسواقه الذين أحبوه، ولكنني أبشرهم بأن نجله «خليل» على درب والده بخلقه وسلوكه وعمله، بار بأهله وأرحامه ورواد الأسواق الخاصة بالمرحوم إبراهيم الكندري.
وهكذا رحل العم إبراهيم الكندري عن الدنيا متمثلا قول الشافعي:
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي
جعلت الرجا مني بعفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته
بعفوك ربي كان عفوك أعظما
مازلت ذا عفو عن الذنب لم تزل
تجود وتعفو منّة وتكرما
آخر الكلام:
باسمي والعاملين معي في مشروع أبوالحصاني الخيري، أخي خالد الشميس وبقية الاخوة العاملين في المشروع، نقدم أحر التعازي لأسرته الكريمة، سائلين الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم ذويه الصبر والسلوان.
alamiyiah@yahoo.com
http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMNEW/templates/GlobalTemplate/204_3.jpg
من منا لا يعرف «سوق لندن» بمنطقة الشويخ؟
ومن منا لا يعرف ذلك الرجل الباسم دائما في وجه زبائنه والجالس على يمين بوابة السوق؟
كنت في الشهر أحرص على ان أمر بصاحب السوق أكثر من 3 مرات، أمازحه ونضحك وأسمع له وآخذ من تجاربه وخبرته، كانت كلماته تدخل قلبي، خاصة عندما يقول: يا ابني....
وهي كلمة «لزمة» يقولها لسانه «لكل» من يخاطبهم، ويذكرني هذا اللفظ بالعم عبدالله المطوع ـ طيب الله ثراه.
العم أبومحمد.. تاجر أمين وصادق ومتواضع وصابر، وقصة الصبر لها حكاية عظيمة فعندما أُبلغ ان نجله «محمد» رحمه الله استشهد في مكان عمله بالبترول قال «بإيمان» الواثق بالله: لله ما أعطى ولله ما أخذ اللهم اجعلنا من الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا (إنا لله وإنا إليه راجعون) هذا موقف لن أنساه له.
عندما اتصل بي أخي وتاج رأسي نجله خليل ـ بوحمد، يبلغني ان هادم اللذات جاء وأخذه، وقفت على جانب الطريق واجهشت بالبكاء لأن عشرات الصور والمواقف مرت على خاطري في هذه اللحظات الحزينة، كيف كان يستقبلني، وكيف كان يودعني، حواره الحلو، حديثه، عتابه، توجيهاته، آراؤه، مقترحاته، كان حريصا على الدعوة والعمل الخيري، خبيرا في شؤون الحياة.
وبالأمس عندما ودعته مع جمهور محبيه ومشيعيه في مقبرة الصليبخات كان نعشه ـ يرحمه الله ـ خفيفا على عباد الله، وكأنه يقول لهم أسرعوا الخطى، فهو المشتاق للقاء ربه ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ممتثلا لقوله تعالى: (يحبهم ويحبونه) نعم كان موقنا باليوم المحتوم فاستعد له بالعمل الصالح وتخلص منذ صغره من المال الربوي لأنه أعد لهذا اللقاء بكثرة الصلاة والإنفاق في سبيل الله، ولأنه أحب الله وأحب رسوله فهو يستعجل اللقاء، فالمرء مع من أحب.
يروى ان ملك الموت جاء الى الخليل ابراهيم عليه السلام ليقبض روحه فقال له: هل رأيت خليلا يميت خليله؟ فأوحى الله إليه: هل رأيت حبيبا يكره لقاء حبيبه؟ فقال يا ملك الموت اقبض.
العم أبومحمد ـ طيب الله ثراه ـ كان من المؤمنين بالآخرة وكنت في رمضان الماضي عازما على الذهاب الى دولة خليجية لتوزيع بعض الصدقات فقال بثقة المؤمن: يا ابني سأحملك بعض الصدقات فهي زرع الآخرة.
وللعم أبومحمد ـ رحمه الله ـ مناقب صعب ان تحصرها في مقال، فهو رجل عصامي نحت في الصخر وكوّن ثروة ولكنه لم ينس حق الله فيها من زكاة وصدقات وإنفاق لبناء عشرات المساجد وآخرها تخصيص قسيمتين في جنوب السرة لوقف القرآن.
أنا حزين، ويشاركني الحزن كثير من عيال الديرة ورواد أسواقه الذين أحبوه، ولكنني أبشرهم بأن نجله «خليل» على درب والده بخلقه وسلوكه وعمله، بار بأهله وأرحامه ورواد الأسواق الخاصة بالمرحوم إبراهيم الكندري.
وهكذا رحل العم إبراهيم الكندري عن الدنيا متمثلا قول الشافعي:
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي
جعلت الرجا مني بعفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته
بعفوك ربي كان عفوك أعظما
مازلت ذا عفو عن الذنب لم تزل
تجود وتعفو منّة وتكرما
آخر الكلام:
باسمي والعاملين معي في مشروع أبوالحصاني الخيري، أخي خالد الشميس وبقية الاخوة العاملين في المشروع، نقدم أحر التعازي لأسرته الكريمة، سائلين الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم ذويه الصبر والسلوان.
alamiyiah@yahoo.com