زهير
11-23-2010, 02:29 AM
الثلاثاء 23 نوفمبر 2010 بيروت ـ رويترز
http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMNEW/articlefiles/NM/151935-new1.jpg
غلاف كتاب أيها الأحبة
http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMNEW/articlefiles/NM/151935-2p50.jpg
العلامة الراحل السيد محمد حسين فضل الله
الكتاب الصغير الذي وزع أخيرا بعد وفاة العلامة السيد محمد حسين فضل الله لم يحتو على آراء وأقوال لم تعرف عنه في معانيها العامة، لكنه جاء هنا اذ يوثق ويذكر بكثير من المحتوى الفكري والفهم الديني والانفتاح الذي عرف عن الراحل الكبير.
ومن الأقوال العديدة للسيد فضل الله التي سجلت في الكتاب ما تناول منها العلاقات الإنسانية والعلاقات بين الشعوب والدول وبين الأديان وآراء له في فهم الدين وانعكاسات هذا الفهم على التصرف البشري للفرد والجماعة.
ودعا السيد فضل الله المسؤولين الايرانيين إلى أن ينفتحوا على الواقع الإسلامي كله.
وفيما يشكل نقطة التقاء بين الأديان والأفكار السياسية والاجتماعية المختلفة قال السيد فضل الله ردا على سؤال «إنني أومن بحقيقة وهي أن عليك أن تحب الذين يخاصمونك لتهديهم وتحب الذين يوافقونك لتتعاون معهم وإنني أحب الذين ألتقي بهم لأتعاون معهم على البر والتقوى وأحب الذين اختلف معهم لأتعاون معهم في الحوار من أجل الحقيقة».
وعنوان الكتاب هو «أيها الأحبة» وجاء في 63 صفحة متوسطة القطع ووزعته صحيفة «السفير» اللبنانية هدية منها للقراء.
وكتب مقدمة الكتاب السيد جعفر حسين فضل الله وتحدث فيما تحدث عن مواده التي وردت في شكل حوار وامتدت على مدة من الزمن أقدمها يعود إلى سنة 2000.
وقال العلامة الراحل «إن الحياة لا تحمل الحقد. الحقد موت والمحبة حياة وأنا أريد أن أحيا ولا أريد الموت».
وردا على سؤال عما إذا كان قد استطاع فعلا أن يحب من حقد عليه قال «إنني استطيع أن أقول إنني لا احقد عليه وربما يتحول هذا اللا حقد إلى شيء من المحبة العقلية: أن يبتعد هذا الإنسان عما هو فيه من خطأ أو ينطلق عما هو فيه من تخلف».
وقال في مجال آخر وفيما يعكس ما آمن به من آراء فلسفية وصوفية انه يعتقد ان الإنسان «اذا فكر بإنسانيته او بفطرته فانه يلتقي بالحقيقة ويلتقي بالإنسان الآخر ويملك ان يحاور الإنسان الآخر وان يتعاون معه.
«لذلك المشكلة في كثير من الناس انهم يعيشون الركام الذي يجتمع فوق الإنسانية مما يجمعه الإنسان من أطماعه وأحقاده ومن الأمور الضيقة التي يعيش فيها. مشكلتنا اليوم هي هذا الركام المتخلف في أحجاره وفي تعقيداته الذي يطبق على الفطرة فيحجبها عن الانفتاح على الله والحقيقة».
وتحت عنوان «كلمات ووصايا» وبالنسبة إلى «القيادة في الجمهورية الاسلامية الايرانية» قال السيد فضل الله «انني اقول لهم ـ اذا كنت في موقع الوصية لهم ـ فان عليهم ان ينفتحوا على الواقع الإسلامي كله باعتبار انهم يضعون انفسهم في موقع القيادة للمسلمين وهم يعلمون ـ ونحن نعلم ـ ان موقع القيادة للمسلمين لابد ان ينظر الى المسلمين بعينين مفتوحتين لا أن ينظر لهذا بعين تختلف عن العين التي ينظر بها لذاك».
وبالنسبة إلى العالم الإسلامي قال العلامة الراحل «إنني أوصي ـ إذا كان من حقي أن أطلق الوصايا ـ العالم الإسلامي بأن يحافظ على معنى الإسلام في عالميته: أن يكون عالما إسلاميا يحمل الفكر الإسلامي إلى الناس ويحمل المحبة الاسلامية إلى الإنسان ويحمل المسؤولية الكبرى في كل القضايا التي تتصل بالحياة من اجل «أسلمة الحياة» في الخط الأصيل للإسلام الذي يؤكد الوعي والانفتاح. أوصي بأن يتخفف من كل أثقال التخلف ومن كل أثقال الجهل ومن كل أثقال التمزق.
و«أوصي العالم الإسلامي بألا يجعل من الاختلاف المذهبي وسيلة من وسائل إسقاط الأخوة الإسلامية بل يواجه الاختلاف المذهبي كحالة تنوع ثقافية تتنوع فيها الأفكار وتختلف فيها وجهات النظر ليكون الحوار هو الأساس في حل هذه المشاكل... وذلك بأن نخلص لما قاله الله فلا نتعصب للخطأ إذا عشنا فيه بل ننطلق مع الله والرسول بكل فكر منفتح وبكل فهم واع وبكل موقف مسؤول».
وبالنسبة إلى الحركات الاسلامية قال السيد فضل الله الذي اعتبر في حياته مرشدا روحيا للحركة الاسلامية «إن على الحركات الاسلامية أن تعيش معنى الحركة الإسلامية في كل مواقعها وألا تتجمد في مذهبياتها وإقليمياتها بل تعمل جاهدة من أجل الحركة الإسلامية الواحدة ومن أجل القضايا الإسلامية الموحدة».
أما بالنسبة إلى أهل الكتاب وبشكل خاص المسيحيين فقد استشهد السيد فضل الله بعدة آيات قرآنية وقال «إننا نلتقي بالله لأننا لا نختلف معكم به وإن كنا نختلف معكم في شخصية هذا الإله»، وإن ما نلتقي عليه في الواقع الحياتي الإنساني فيما هي القيم الروحية والأخلاقية في الخطوط العامة للقيمة الدينية قد يصل إلى 80% فليس هناك صدق مسيحي يختلف عن صدق إسلامي وليست هناك عفة مسيحية تختلف عن عفة إسلامية وهكذا.
«تعالوا لنلتقي على الكلمة السواء في الإيمان بالله الواحد وفي مواجهة الاستكبار العالمي الذي يحاول فيه المستكبرون أن يجعلوا انفسهم أربابا للناس من خلال طريقتهم وخطوطهم الفكرية والسياسية والاجتماعية وما إلى ذلك».
أما عن اليهود فقال «أما الحوار الإسلامي ـ اليهودي فمشكلتنا مع اليهود هي مشكلة «إسرائيل» لان اليهود في العالم بشكل عام ـ مع بعض التحفظات ـ يلتزمون «إسرائيل» جملة وتفصيلا. لذلك نحن نقف أمام قوله تعالى (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم).
«إن مشكلة اليهود أنهم دائما كانوا ظالمين ومن الصعب جدا أن تحاور الظالم لأن الظالم يريد أن يفرض عليك بوسائل القوة ولا يريد أن يدخل معك في حوار».
السيد فضل الله الذي توفي قبل حوالي سنة والذي تعرض لمحاولات اغتيال أدى بعضها إلى سقوط عشرات بين قتلى وجرحى سئل عن لحظة الاقتراب من الموت وذلك إثر نوبة قلبية أصيب بها سنة 2006 فقال «لقد عشت هذه اللحظات في حياتي في أكثر من محاولة اغتيال وقد عشتها في الحالة المرضية الاخيرة كما عشتها في أيام القصف (الإسرائيلي) المجنون الذي كان يهز المنطقة التي أعيش فيها ويقترب من البيت الذي اسكنه، كنت اشعر بالاستسلام للقدر القادم لأنني في كل حياتي كنت أعيش ذلك».
وقيل له لو قدر لك ان تلقي كلمة في الحفل التأبيني الذي يقام لك عند الوفاة فما الذي كنت تقوله؟
فأجاب «من الممكن أن أقول: إن هذا الإنسان عاش حياته منفتحا على الرسالة منذ أن فتح عينيه على الحياة وعمل على أن يتحرك في خطوطها، وعانى وتألم في درب الرسالة وكان يحاول أن يكون صادقا وأن يكون مخلصا، وربما كانت النفس الأمارة بالسوء تأخذ عليه ما يأمله لكنه أكمل الرسالة بحسب طاقته».
http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMNEW/articlefiles/NM/151935-new1.jpg
غلاف كتاب أيها الأحبة
http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMNEW/articlefiles/NM/151935-2p50.jpg
العلامة الراحل السيد محمد حسين فضل الله
الكتاب الصغير الذي وزع أخيرا بعد وفاة العلامة السيد محمد حسين فضل الله لم يحتو على آراء وأقوال لم تعرف عنه في معانيها العامة، لكنه جاء هنا اذ يوثق ويذكر بكثير من المحتوى الفكري والفهم الديني والانفتاح الذي عرف عن الراحل الكبير.
ومن الأقوال العديدة للسيد فضل الله التي سجلت في الكتاب ما تناول منها العلاقات الإنسانية والعلاقات بين الشعوب والدول وبين الأديان وآراء له في فهم الدين وانعكاسات هذا الفهم على التصرف البشري للفرد والجماعة.
ودعا السيد فضل الله المسؤولين الايرانيين إلى أن ينفتحوا على الواقع الإسلامي كله.
وفيما يشكل نقطة التقاء بين الأديان والأفكار السياسية والاجتماعية المختلفة قال السيد فضل الله ردا على سؤال «إنني أومن بحقيقة وهي أن عليك أن تحب الذين يخاصمونك لتهديهم وتحب الذين يوافقونك لتتعاون معهم وإنني أحب الذين ألتقي بهم لأتعاون معهم على البر والتقوى وأحب الذين اختلف معهم لأتعاون معهم في الحوار من أجل الحقيقة».
وعنوان الكتاب هو «أيها الأحبة» وجاء في 63 صفحة متوسطة القطع ووزعته صحيفة «السفير» اللبنانية هدية منها للقراء.
وكتب مقدمة الكتاب السيد جعفر حسين فضل الله وتحدث فيما تحدث عن مواده التي وردت في شكل حوار وامتدت على مدة من الزمن أقدمها يعود إلى سنة 2000.
وقال العلامة الراحل «إن الحياة لا تحمل الحقد. الحقد موت والمحبة حياة وأنا أريد أن أحيا ولا أريد الموت».
وردا على سؤال عما إذا كان قد استطاع فعلا أن يحب من حقد عليه قال «إنني استطيع أن أقول إنني لا احقد عليه وربما يتحول هذا اللا حقد إلى شيء من المحبة العقلية: أن يبتعد هذا الإنسان عما هو فيه من خطأ أو ينطلق عما هو فيه من تخلف».
وقال في مجال آخر وفيما يعكس ما آمن به من آراء فلسفية وصوفية انه يعتقد ان الإنسان «اذا فكر بإنسانيته او بفطرته فانه يلتقي بالحقيقة ويلتقي بالإنسان الآخر ويملك ان يحاور الإنسان الآخر وان يتعاون معه.
«لذلك المشكلة في كثير من الناس انهم يعيشون الركام الذي يجتمع فوق الإنسانية مما يجمعه الإنسان من أطماعه وأحقاده ومن الأمور الضيقة التي يعيش فيها. مشكلتنا اليوم هي هذا الركام المتخلف في أحجاره وفي تعقيداته الذي يطبق على الفطرة فيحجبها عن الانفتاح على الله والحقيقة».
وتحت عنوان «كلمات ووصايا» وبالنسبة إلى «القيادة في الجمهورية الاسلامية الايرانية» قال السيد فضل الله «انني اقول لهم ـ اذا كنت في موقع الوصية لهم ـ فان عليهم ان ينفتحوا على الواقع الإسلامي كله باعتبار انهم يضعون انفسهم في موقع القيادة للمسلمين وهم يعلمون ـ ونحن نعلم ـ ان موقع القيادة للمسلمين لابد ان ينظر الى المسلمين بعينين مفتوحتين لا أن ينظر لهذا بعين تختلف عن العين التي ينظر بها لذاك».
وبالنسبة إلى العالم الإسلامي قال العلامة الراحل «إنني أوصي ـ إذا كان من حقي أن أطلق الوصايا ـ العالم الإسلامي بأن يحافظ على معنى الإسلام في عالميته: أن يكون عالما إسلاميا يحمل الفكر الإسلامي إلى الناس ويحمل المحبة الاسلامية إلى الإنسان ويحمل المسؤولية الكبرى في كل القضايا التي تتصل بالحياة من اجل «أسلمة الحياة» في الخط الأصيل للإسلام الذي يؤكد الوعي والانفتاح. أوصي بأن يتخفف من كل أثقال التخلف ومن كل أثقال الجهل ومن كل أثقال التمزق.
و«أوصي العالم الإسلامي بألا يجعل من الاختلاف المذهبي وسيلة من وسائل إسقاط الأخوة الإسلامية بل يواجه الاختلاف المذهبي كحالة تنوع ثقافية تتنوع فيها الأفكار وتختلف فيها وجهات النظر ليكون الحوار هو الأساس في حل هذه المشاكل... وذلك بأن نخلص لما قاله الله فلا نتعصب للخطأ إذا عشنا فيه بل ننطلق مع الله والرسول بكل فكر منفتح وبكل فهم واع وبكل موقف مسؤول».
وبالنسبة إلى الحركات الاسلامية قال السيد فضل الله الذي اعتبر في حياته مرشدا روحيا للحركة الاسلامية «إن على الحركات الاسلامية أن تعيش معنى الحركة الإسلامية في كل مواقعها وألا تتجمد في مذهبياتها وإقليمياتها بل تعمل جاهدة من أجل الحركة الإسلامية الواحدة ومن أجل القضايا الإسلامية الموحدة».
أما بالنسبة إلى أهل الكتاب وبشكل خاص المسيحيين فقد استشهد السيد فضل الله بعدة آيات قرآنية وقال «إننا نلتقي بالله لأننا لا نختلف معكم به وإن كنا نختلف معكم في شخصية هذا الإله»، وإن ما نلتقي عليه في الواقع الحياتي الإنساني فيما هي القيم الروحية والأخلاقية في الخطوط العامة للقيمة الدينية قد يصل إلى 80% فليس هناك صدق مسيحي يختلف عن صدق إسلامي وليست هناك عفة مسيحية تختلف عن عفة إسلامية وهكذا.
«تعالوا لنلتقي على الكلمة السواء في الإيمان بالله الواحد وفي مواجهة الاستكبار العالمي الذي يحاول فيه المستكبرون أن يجعلوا انفسهم أربابا للناس من خلال طريقتهم وخطوطهم الفكرية والسياسية والاجتماعية وما إلى ذلك».
أما عن اليهود فقال «أما الحوار الإسلامي ـ اليهودي فمشكلتنا مع اليهود هي مشكلة «إسرائيل» لان اليهود في العالم بشكل عام ـ مع بعض التحفظات ـ يلتزمون «إسرائيل» جملة وتفصيلا. لذلك نحن نقف أمام قوله تعالى (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم).
«إن مشكلة اليهود أنهم دائما كانوا ظالمين ومن الصعب جدا أن تحاور الظالم لأن الظالم يريد أن يفرض عليك بوسائل القوة ولا يريد أن يدخل معك في حوار».
السيد فضل الله الذي توفي قبل حوالي سنة والذي تعرض لمحاولات اغتيال أدى بعضها إلى سقوط عشرات بين قتلى وجرحى سئل عن لحظة الاقتراب من الموت وذلك إثر نوبة قلبية أصيب بها سنة 2006 فقال «لقد عشت هذه اللحظات في حياتي في أكثر من محاولة اغتيال وقد عشتها في الحالة المرضية الاخيرة كما عشتها في أيام القصف (الإسرائيلي) المجنون الذي كان يهز المنطقة التي أعيش فيها ويقترب من البيت الذي اسكنه، كنت اشعر بالاستسلام للقدر القادم لأنني في كل حياتي كنت أعيش ذلك».
وقيل له لو قدر لك ان تلقي كلمة في الحفل التأبيني الذي يقام لك عند الوفاة فما الذي كنت تقوله؟
فأجاب «من الممكن أن أقول: إن هذا الإنسان عاش حياته منفتحا على الرسالة منذ أن فتح عينيه على الحياة وعمل على أن يتحرك في خطوطها، وعانى وتألم في درب الرسالة وكان يحاول أن يكون صادقا وأن يكون مخلصا، وربما كانت النفس الأمارة بالسوء تأخذ عليه ما يأمله لكنه أكمل الرسالة بحسب طاقته».