المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بإمكان زوار أميركا من الكويتيين تقديم شكاوى للأمن الداخلي بالإنترنت لو تعرضوا لمعاملة سيئة بالمطار



سلسبيل
11-11-2010, 12:31 AM
مستشار السياسات في مكتب الحقوق والحريات المدنية في «الأمن الداخلي» الأميركية يفخر بأصوله المصرية

لخميس 11 نوفمبر 2010 - الأنباء


http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMNEW/articlefiles/NM/149785-1p43.jpg

جورج سليم

انصهار المسلمين في أميركا بات أكثر صعوبة بعد «11 سبتمبر» .. وهدفنا ضمان التنوع «الإثني والديني» في الحكومة

مكتب الحقوق والحريات المدنية أنشئ بهدف التواصل مع الجاليات المسلمة والعربية والآسيوية
لندن ـ عاصم علي


أقر مستشار السياسات في مكتب الحقوق والحريات المدنية في وزارة الأمن الداخلي الأميركية جورج سليم في مقابلة خاصة مع «الأنباء» بأن انصهار المهاجرين المسلمين في المجتمع الأميركي بات أكثر صعوبة بعد اعتداءات «11 سبتمبر»، موضحا أن في إمكان الزوار الكويتيين الى الولايات المتحدة، وبينهم الطلاب، تقديم شكاوى الى مكتبه الحكومي عبر موقعه على الانترنت في حال تعرضهم لمعاملة سيئة على أيدي السلطات في المطارات الأميركية أو داخل الولايات المتحدة.

جورج سليم من أصول مصرية وزوجته لبنانية، وكلفته وزارة الأمن الداخلي التي تضم «أكثر من 220 ألف موظف»، التواصل عبر مكتب الحقوق والحريات المدنية مع الجاليات المسلمة والعربية في الولايات المتحدة، وتشجيع المواطنين الأميركيين من أصول عربية ومسلمة على العمل في المؤسسات الامنية للدولة.

وفي اطار هذه المهمة، أطلق سليم وفريق عمله العام الماضي مبادرة لتشجيع الناطقين باللغة العربية في الولايات المتحدة على العمل في مؤسسات حكومية مثل مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) ووزارة الأمن الداخلي.

«الأنباء» التقت سليم في السفارة الأميركية في لندن التي زارها في مهمة رسمية لمدة أسبوع وفيما يلي نص الحوار:

قالت صحيفة «واشنطن بوست» عنك العام الماضي انك «تبني الجيل المقبل من الأميركيين المدربين لمكافحة النشاطات الارهابية» عبر تشجيع الأميركيين العرب على الانضمام الى المؤسسات الحكومية. هل حقا تبني مثل هذا الجيل؟

ركزت (واشنطن بوست) على جانب واحد من المبادرات التي نعمل عليها، وهي التواصل (مع الجاليات العربية والمسلمة) لضمان مشاركتها في القوة العاملة للأمن القومي الأميركي. ولهذا السبب استخدمت هذه الجملة.، لكنني في الحقيقة لست متخصصا في ايجاد موظفين أو التوظيف بتاتا. ولكن في مثل هذه المبادرات والبرامج، نعمل لضمان التنوع (الاثني والديني) في المؤسسات الحكومية.

عملت في مجال تنظيم الجاليات لدى المعهد العربي الأميركي برئاسة د.جيمس زغبي، قبل الانضمام الى وزارة الأمن الداخلي. ماذا حملت معك من تلك التجربة؟

عملت لدى د.زغبي في السنوات التي تلت اعتداءات «11 سبتمبر» وحتى عام 2004، ورأيت حاجة ملحة الى نوعية الحوار الذي نتحدث عنه الآن في الحكومة الفيدرالية. في السنوات التي تلت «11 سبتمبر»، كانت هناك جهود للتواصل والحوار مع مسؤولين حكوميين، وخصوصا في المجال الأمني، لكن الجاليات طالبت بجهود أكبر للتواصل ولبرامج ومبادرات الحوار، وأحسست بحاجة الى العمل في القطاع الحكومي والمساهمة في مثل هذه المنتديات والحوارات، وإلى أن أكون على الجانب الآخر منها (الحكومة).

ذكرت سابقا أن بإمكان غير الأميركيين تقديم شكاوى الى مكتبك في حال تعرضهم الى معاملة غير لائقة في المطارات الأميركية وداخل الولايات المتحدة. هل بإمكان الزائر الكويتي أو الكويتية مثلا اللجوء إلى الموقع الالكتروني لمكتبك لتقديم شكوى؟

بالتأكيد، وزارة الأمن الداخلي التي تأسست منذ عام 2002-2003 تضم 22 وكالة حكومية وبينها الجمارك والهجرة. وفي حال تعرض طلاب كويتيين يدرسون في الولايات المتحدة مثلا إلى اشكال مع الوزارة يتعلق بحرياتهم وحقوقهم المدنية، سنكون سعداء بمساعدتهم.

بعد وقوع سلسلة تفجيرات في دول أوروبية مثل بريطانيا وكان المنفذون مواطنين مسلمين ولدوا فيها، ظهرت الولايات المتحدة كأنها بمنأى عن مثل هذا التهديد الداخلي، واعتبرها البعض نموذجا لاندماج المهاجرين المسلمين. هل تغير هذا الأمر بعد احباط مؤامرات عدة وراءها مسلمون أميركيون؟

إذا نظرنا الى النموذج الأوروبي لدمج المهاجرين من هذه الدول، اعتقدنا بأن الولايات المتحدة كانت محمية من مثل هذه المشكلات. لكن خلال السنوات الماضية، أدى الارتفاع الحاصل في الحوادث المحلية المنشأ إلى اعادة النظر في نظرتنا الى اندماج الجاليات المهاجرة في الولايات المتحدة.

وأعطيك مثالا محددا على ذلك هو الجاليات الصومالية ومعظم أبنائها من اللاجئين. ما لاحظناه هو أن هذه الجاليات الجديدة، وليست تلك التي جاءت في السبعينات والثمانينات وحتى في مطلع التسعينات، تواجه تحديات جديدة وأولى من نوعها لم نتواصل تاريخيا معها بين عامي 2002 و2005، لم يكن هناك تواصل دائم مع الجاليات الصومالية في الولايات المتحدة. التحديات الأولية للوكالات الامنية مع أي جالية تكمن في بناء الثقة وعلاقة قائمة على الاحترام المتبادل وليس التدقيق والاشتباه. ولهذا فإن مكتبي هو في الواجهة الأمامية لعمل الوزارة، وذلك للتشديد على أن العلاقة مع الوكالة الأمنية مبنية في شكل أساسي على حماية الحقوق والحريات المدنية أولا وأخيرا. من هنا يمكن الحديث عن تهديدات أمنية داخل هذه الجاليات، والبدء بمعالجتها.

منظمات المسلمين الاميركيين مثل «كير» تشير الى ارتفاع في عدد الاعتداءات على المسلمين أخيرا بعد الجدل حول انشاء مركز اسلامي في نيويورك، وبروز تهديدات ارهابية جديدة. هل تتفق مع ذلك؟

لم أطلع على الاحصاءات. لكن أعرف بأن وزارة العدل سجلت أعلى رقم لجرائم الكراهية ضد العرب والمسلمين وأبناء طائفة السيخ، أو من يشتبه في انتمائه الى هذه الجاليات في عامي 2002 و2003. لم أر الأرقام الواردة العام الماضي، لكن لو أخذنا في الاعتبار عدد الحوادث على المستوى الوطني، أقول إن هناك ارتفاعا أكيدا في جرائم الكراهية. ولهذا السبب أشدد على أهمية برامجنا وتوفير فرص لتقديم شكاوى.

تتعامل أيضا مع أبناء طائفة السيخ، هل حقا أصبحوا الهدف الرئيسي لجرائم كراهية المسلمين، بدلا من المسلمين أنفسهم؟

أول جريمة كراهية بعد اعتداءات 11 سبتمبر كانت ضد السيخ. هناك عدد كبير جدا من الحوادث ضدهم لأن الناس الذين يرتكبون جرائم الكراهية يرون العمامة واللحية فيعتقدون مباشرة بأنهم مسلمون.

في بداية حديثنا، ميزت بين الموجات الأخيرة من المهاجرين المسلمين وبين من سبقوهم، هل ازداد الاندماج صعوبة للمسلمين بعد اعتداءات 11 سبتمبر؟

بالتأكيد. لا أعتقد بأن وصفة الانصهار في الولايات المتحدة فاعلة جدا وأثبتت فاعليتها، وبأن الانصهار الكامل والتمثيل مسألة وقت أمام أي جالية مهاجرة مهما كانت أصولها.


من هو جورج سليم؟


يعمل جورج سليم مستشار سياسات في مكتب الحقوق والحريات المدنية في وزارة الأمن الداخلي الاميركي.

وتتمثل واجباته في إبداء النصح والمشورة لرؤساء المكتب بخصوص تقاطع الحقوق المدنية مع الأمن الوطني.

وهذا يتضمن:

1 - العمل مع وكالات فيدرالية أخرى لتطوير وتعزيز انخراط الحكومة في الشؤون المدنية، والمبادرات الديبلوماسية.

2 - التعامل مع المجتمعات الاميركية، العربية، السيخية، الاسلامية والآسيوية.

3 - مساعدة مسؤولي تنفيذ القانون للتعامل بشكل أفضل مع الاقليات العرقية والدينية.

قبل انضمامه الى وزارة الأمن الداخلي عمل سليم في وزارة العدل ـ مكتب مدير خدمات العلاقات الاجتماعية الذي أنشئ بناء على قانون الحقوق المدنية عام 1964، وهو المكتب الفيدرالي الوحيد الذي يخول مساعدة وحدات الحكومة المحلية والفيدرالية، والمنظمات الخاصة والعامة وجماعات المجتمع المدني للمساهمة في حل وضع التوترات الطائفية والعرقية والحوادث والقلاقل المدنية، حصل سليم على جائزة الجدارة في وزارة العدل عام 2006 وجائزة التميز من وزارة الأمن الداخلي عام 2008.