المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ليلة الهرير في بغداد تدحض التباهي بالقدرات الضعيفة



الفتى الذهبي
11-04-2010, 06:17 AM
كتب زهير الدجيلي : القبس


http://www.alqabas-kw.com/Temp/Authors/c3411f71-0c8d-4b28-b6c1-e682eefaad74_author.jpg

زهير الدجيلي

كانت ليلة الثلاثاء ليلة دامية، حيث شهدت 21 انفجارا منسقا ومرتبا في اكثر من 16 منطقة بغدادية في الكرخ والرصافة، فجرت فيها 11 سيارة مفخخة وما يقارب 9 عبوات، واطلاق قذائف هاون هنا وهناك في تزامن بدأ من السابعة مساء حتى التاسعة. وفوجئت قوات عمليات بغداد بهذه التفجيرات التي جاءت عشية تشييع قتلى الهجوم الإرهابي على كنيسة سيدة النجاة حيث سقط 52 قتيلا واكثر من 70جريحا معظمهم من المسيحيين.

وكانت بغداد تشهد حدثين اولهما افتتاح معرض بغداد الدولي الذي احبطت فاعليته هذه التفجيرات، ولم يعد يلقى جمهورا كافيا. وثانيهما الاستعدادات للمبادرة البرزانية من اجل حل مشكلة تشكيل الحكومة، حيث اثّرت فيها اجواء التدهور الأمني وقد تؤخرها بعض الشيء.

لكن الشيء الأهم هو كيف باستطاعة المواطن ان يقتنع بتلك الادعاءات التي تطلقها الحكومة عن القدرات الأمنية لقوات عمليات بغداد، والتباهي بها في وقت تخترق بغداد طولا وعرضا بالمتفجرات وكأن قوات بغداد نائمة في حظائرها؟

لقد اطلقت تفجيرات ليلة الثلاثاء صوت انذار مدويا ينبه المواطنين الى عدم تصديق كل ما يقال عن استعداد القوات العراقية لتولي الملف الأمني بعد انسحاب القوات الأميركية التي ما تزال في الساحة ولم تنسحب كما يقال، لأن الهجوم على الكنيسة شهد وجودا مكثفا لقوات اميركية تدعم القوات العراقية. وكذلك الحال ليلة التفجيرات الدامية، حيث شاركت في فرض حظر التجوال وغلق مداخل بغداد ومخارجها فيما اصوات الانفجارات تدوي داخل العاصمة.

مصادر القبس لديها وجهات نظر متعددة حول ما حصل وما سيحصل في المستقبل. فمنها من يقول ان تأخير تشكيل الحكومة يشجع القوى الارهابية على تصعيد عملياتها لتحقيق جو نفسي خانق يساعد على نجاح تداعيات سياسية منتظرة ضد النظام القائم. ومنها من يقول ان ادارة الدولة بالطريقة التي قامت بها حكومة المالكي وما ارتكبته من خروقات وتجاوزات وفساد، يهيئ الأجواء للتدهور.

ومنها من يقول ان الاختراقات في الأجهزة الأمنية من قبل القوى المعارضة والجماعات المسلحة ما زالت قائمة وكبيرة. ومنها من يقول ان التقصير في معالجة قضية الصحوات واستخدام اسلوب النبذ في معاملتهم أدى الى ارتداد الكثير منهم وعودتهم الى الجماعات المسلحة.

لكن اهم الآراء التي قيلت لـ القبس هو أن مضمون العملية السياسية والصيغة الطائفية االغالبة التي تسعى الى انتزاع السلطة بقوة التكتل الطائفي والعرقي تجعل العراق يبقى بلدا على بركان حتى لو اصبح بستانا بنظر حكامه.