مرتاح
11-03-2010, 12:13 AM
http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/images/65278_o.png
نخيلها يحترق.. وبراكينها قد تنفجر:
«الحائط» مثالية لعشاق الرحلات البرية
فوهات البراكين التي تغطي معظم أرضها تشقها أودية الروافد الغربية لوادي الرمة الشهير
البلدة الحديثة التي بنيت على أرض صخرية نقلت سكان «فدك» الثمانين ألفا نقلة حضارية
«فدك» التي يزورها الناس من كل مكان أصبحت رمزا لوحدة المسلمين ولآمالهم
نخيلها هل ينتمي إلى صدر الإسلام كما يقول أهل الحائط؟
حائل- حسن عبدالله:
«فدك» اسم يثير الشجون لكن زيارتها تكشف الأحزان والهموم، فالمدينة التي سجلت اسمها كعلامة فارقة في التاريخ الإسلامي، بين فرقتين وطائفتين، أصبحت رمزا لوحدة المسلمين ولآمالهم وطموحاتهم، فالآن تزورها العمائم البيضاء والسوداء وتتجولان سويا وهما تنظران إلى نخيلها «المبارك» بأسى، وتبتسمان وتتصافحان ثم ترحلان.. كل إلى تاريخه.
http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/images/65279_o.png
زيارة «فدك» باعتبارها مدينة صنعت تاريخا كانت بمثابة مفاجأة كنت أنتظرها، فعندما علمت من مسؤول قافلة الإعلام الخليجي التاسعة محمد الرشيد، والتي نظمتها هيئة السياحة والآثار السعودية، أن الرحلة ستمتد إلى «فدك» التاريخية «ونخيلها» الذي حفر لنفسه مكانة في وجدان المسلمين، اندهشت ثم رحت أسترجع الحكاية بالكامل عبر التاريخ، والأكثر مفاجأة أنك عندما تزور «فدك» الآن في القرن الخامس عشر الهجري، ستراها وقد احتفظت لك بتاريخها في القرن الأول الهجري.. البيوت.. البشر.. الهواء كل شيء يبدو وكأنه يتمسك بأزمنته وتاريخه، إلا ان النخيل النحيل الذي تساقطت عراجينه، ومات بعضه واقفا يحكي القصة بالكامل.
http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/images/65280_o.png
فكأني برسول الله صلى الله عليه وسلم، بعد أن فرغ من قتال أهل خيبر من اليهود وفتحها، يلوي زمام ناقته المفضلة القصواء كي تتجه إلى «فدك» التي تقع ضمن نطاق حرة خيبر وتسمى حرة فدك أو حرة بني رشيد- الحرة هي الأرض البركانية السوداء والمملكة العربية السعودية بها نحو ثلاث عشرة حرة كبيرة وتقع على بعد 160 كيلو مترا شمال المدينة المنورة و280 كيلومتراً جنوب غرب حائل- وإذا برسل أهل فدك الذين فزعوا من سقوط خيبر يقابلون الرسول صلى الله عليه وسلم في خيبر أو في الطائف حسب رواية أخرى ويطلبون منه الصلح مقابل نصف نخيل فدك- وفي رواية مقابل كل النخيل- فقبل النبي ذلك منهم، فكانت فدك لرسول الله صلى الله عليه وسلم خالصة، لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب.
وظلت «فدك» التي دخلت الإسلام طوعا منذ فتحها في العام السابع الهجري وحتى صعود النبي صلى الله عليه وسلم الى الرفيق الاعلى في العام الحادي عشر الهجري، رمزاً للسلام والوداعة.
وبعد ذلك جاءت السيدة فاطمة رضي الله عنها والعباس إلى خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصديق يلتمسان ميراثهما من رسول الله وهما حينئذ يطلبان أرضه من فدك وسهمه من خيبر فقال لهما أبو بكر اني سمعت رسول الله يقول «لا نورث ما تركنا صدقة انما يأكل آل محمد في هذا المال» واني والله لا أدع أمرا رأيت رسول الله يصنعه فيه إلا صنعته.
ويبدو ان السيدة فاطمة لم تكن قد سمعت بحديث ابيها، فاعترضت وبكت.. وهنا تحولت «فدك» إلى «جرح» في الضمير المسلم مازال البعض منا يصر على نكئه رغم دخول القصة كلها في ذمة التاريخ.
مرافقونا إلى فدك – التي تحول اسمها الى الحائط في القرن الثالث الهجري نسبة الى ساكنيها خلال تلك الفترة من فخذ الحائط، بعد ترحيل قبائل بني قيس العدنانية – أصروا على ان نستشرف «فدك» من فوق احد البيوت اللبنية القديمة .
صعدنا ورحنا نتأمل: النخيل يدور حولنا منتصبا واقفا بلا رأس، أو اعجاز خاوية فيما يشبه الجنازة.. فهو ميت.. وثمة دخان كثيف يتصاعد من نخلات قاومت الزمن فاحرقها اهلها.
بعض المؤرخين قدروا عدد نخيل فدك بحوالي 30 ألف نخلة ولذلك كانت عبر عصورها المختلفة مكتفية ذاتيا من التمر. ابناء فدك السمر احاطوا بنا وبدوا متوترين. تقدم احدهم وهو رجل ستيني اسمه خلف عيد الحائطي وازاح المرشد السياحي المرافق لنا، وأشار وهو يقول: «البعض من هذا النخيل تجاوز عمره الألف سنة. وأظن انه ينتسب الى فترة صدر الاسلام».
ولما اعترضت على كون هذه المعلومة من الصعب تصديقها رد الحائطي: «هذا النخيل توارثناه عن اجداد اجداد اجدادنا وادعو الجميع الى دراسته والتحقق منه. الحائط بلده قديمة جدا حصلت على اسمها من فدك بن نوح ووردت اخبارها في عصر ماقبل الميلاد في عهد الملك البابلي نابو نيدس، وكقاعدة مهمة في قلب بلاد غطفان من القيسية المضرية العدنانية».
وشكا خلف الحائطي من كون البلدة لم تأخذ حظها من الاهتمام على الخريطة السياحية السعودية على الرغم من تمتعها بمقومات سياحية وأثرية نادرة.
وصدق الحائطي الاسمر: فالحائط التي تبلغ مساحتها (24000 كم2) ويسكنها نحو 80 ألف شخص يعملون بالتجارة والزراعة والمرافق الحكومية، تتنوع تضاريسها بحيث تبدو مثالية لعشاق الرحلات البرية.. فالرمال ذهبية ناصعة والصخور سوداء مضيئة والحرار وفوهات البراكين التي تغطي معظم ارضها تشقها الأودية المشكلة للروافد الغربية لوادي الرمة الشهير اكبر واعظم الادوية بالمملكة، اضافة الى الواحات ذات التربة الخصبة والقيعان والروضات واشجار الطلح والسلم والنخيل.. وكذلك الجبال الشاهقة والمتوسطة ثم السهول شرقي حرة خيبر.
وترتفع الحائط عن سطح البحر بحوالي 1300 متر.. تتدرج بالارتفاع كلما اتجهنا نحو الغرب حيث الجبل الابيض.. جبل البرد والهواء الطلق والمنتجع السياحي الفريد.
وثمة حصون وقلاع اثرية مشيدة بالحجارة البركانية- ساحدثك عنها حديثا مفصلا فيما بعد –وثمة حصون وقلاع أثرية ممهورة برسومات ثمودية وبخطوط المسند العربي والكوفي والاسلامية تبقى شاهدة على مرور حضارات عريقة تعاقبت على فدك أو الحائط، ويعتقد المختصون أن الكشوفات الأثرية الراهنة قد لا تشكل إلا جزءاً يسيراً من تاريخ وتراث وحضارة أرض فدك، التي تحتاج إلى الكثير من البحوث الأثرية والحفريات للتنقيب عن تاريخ لايزال مطموراً تحت حجارتها السوداء.
البلدة القديمة تقف شامخة.. وبعض منازلها العتيقة مازال مأهولاً.. لكن البلدة الحديثة التي تم بناؤها على أرض صخرية تم تنسيقها وتمهيدها حلت محلها ونقلت السكان نقلة حضارية مهمة. فعبر مؤسسة الأمير سلطان الخيرية بنيت القرية وفق تصاميم هندسية خاصة روعيت فيها الخصوصية الاجتماعية للسكان إلى جانب المعايير الفنية والاقتصادية الحديثة.
مزارع الحائط في الأودية والأماكن المنخفضة المنبسطة والعيون تعد من الظواهر الطبيعية التي تستحق البحث والتنقيب والدراسة. ففدك عرفت منذ القدم بمواردها المائية.. حيث العيون الفوارة المتدفقة بغزارة والمياه العذبة النقية التي تجري ليل نهار لكن الكثير من العيون طمرتها الرمال والزمن.
كانت فدك منطقة صناعية في يوم من الأيام، ويصنع بها المجوهرات والقطائف والمشالح وقد روى الواقدي ان النبي صلى الله عليه وسلم ارتدى قطيفة فدكية وأبوبكر ارتدى عباءة فدكية، ويوم فتح خيبر وجدوا 1500 قطيفة وزعها الرسول الكريم على النساء المشاركات في المعركة لكن المدينة عادت سيرتها الأولى.. إلى الزراعة وخصوصاً زراعة النخيل.
ويزور «فدك» عشرات الشخصيات السياسية العالمية في أوقات مختلفة، ومنهم رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران الشيخ هاشمي رفسنجاني، وغيره من أصحاب العمائم البيضاء والسوداء، ومن المهتمين بآثار وتاريخ فدك. ويقف كل الزائرين أمام نخيل فدك القديم… يستنطقونه ويجترون معه أحداث التاريخ وصراعاته لكن النخيل النحيل يتنهد وينفث دخانه ولا يرد.. فقد مات.
نخيلها يحترق.. وبراكينها قد تنفجر:
«الحائط» مثالية لعشاق الرحلات البرية
فوهات البراكين التي تغطي معظم أرضها تشقها أودية الروافد الغربية لوادي الرمة الشهير
البلدة الحديثة التي بنيت على أرض صخرية نقلت سكان «فدك» الثمانين ألفا نقلة حضارية
«فدك» التي يزورها الناس من كل مكان أصبحت رمزا لوحدة المسلمين ولآمالهم
نخيلها هل ينتمي إلى صدر الإسلام كما يقول أهل الحائط؟
حائل- حسن عبدالله:
«فدك» اسم يثير الشجون لكن زيارتها تكشف الأحزان والهموم، فالمدينة التي سجلت اسمها كعلامة فارقة في التاريخ الإسلامي، بين فرقتين وطائفتين، أصبحت رمزا لوحدة المسلمين ولآمالهم وطموحاتهم، فالآن تزورها العمائم البيضاء والسوداء وتتجولان سويا وهما تنظران إلى نخيلها «المبارك» بأسى، وتبتسمان وتتصافحان ثم ترحلان.. كل إلى تاريخه.
http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/images/65279_o.png
زيارة «فدك» باعتبارها مدينة صنعت تاريخا كانت بمثابة مفاجأة كنت أنتظرها، فعندما علمت من مسؤول قافلة الإعلام الخليجي التاسعة محمد الرشيد، والتي نظمتها هيئة السياحة والآثار السعودية، أن الرحلة ستمتد إلى «فدك» التاريخية «ونخيلها» الذي حفر لنفسه مكانة في وجدان المسلمين، اندهشت ثم رحت أسترجع الحكاية بالكامل عبر التاريخ، والأكثر مفاجأة أنك عندما تزور «فدك» الآن في القرن الخامس عشر الهجري، ستراها وقد احتفظت لك بتاريخها في القرن الأول الهجري.. البيوت.. البشر.. الهواء كل شيء يبدو وكأنه يتمسك بأزمنته وتاريخه، إلا ان النخيل النحيل الذي تساقطت عراجينه، ومات بعضه واقفا يحكي القصة بالكامل.
http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/images/65280_o.png
فكأني برسول الله صلى الله عليه وسلم، بعد أن فرغ من قتال أهل خيبر من اليهود وفتحها، يلوي زمام ناقته المفضلة القصواء كي تتجه إلى «فدك» التي تقع ضمن نطاق حرة خيبر وتسمى حرة فدك أو حرة بني رشيد- الحرة هي الأرض البركانية السوداء والمملكة العربية السعودية بها نحو ثلاث عشرة حرة كبيرة وتقع على بعد 160 كيلو مترا شمال المدينة المنورة و280 كيلومتراً جنوب غرب حائل- وإذا برسل أهل فدك الذين فزعوا من سقوط خيبر يقابلون الرسول صلى الله عليه وسلم في خيبر أو في الطائف حسب رواية أخرى ويطلبون منه الصلح مقابل نصف نخيل فدك- وفي رواية مقابل كل النخيل- فقبل النبي ذلك منهم، فكانت فدك لرسول الله صلى الله عليه وسلم خالصة، لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب.
وظلت «فدك» التي دخلت الإسلام طوعا منذ فتحها في العام السابع الهجري وحتى صعود النبي صلى الله عليه وسلم الى الرفيق الاعلى في العام الحادي عشر الهجري، رمزاً للسلام والوداعة.
وبعد ذلك جاءت السيدة فاطمة رضي الله عنها والعباس إلى خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصديق يلتمسان ميراثهما من رسول الله وهما حينئذ يطلبان أرضه من فدك وسهمه من خيبر فقال لهما أبو بكر اني سمعت رسول الله يقول «لا نورث ما تركنا صدقة انما يأكل آل محمد في هذا المال» واني والله لا أدع أمرا رأيت رسول الله يصنعه فيه إلا صنعته.
ويبدو ان السيدة فاطمة لم تكن قد سمعت بحديث ابيها، فاعترضت وبكت.. وهنا تحولت «فدك» إلى «جرح» في الضمير المسلم مازال البعض منا يصر على نكئه رغم دخول القصة كلها في ذمة التاريخ.
مرافقونا إلى فدك – التي تحول اسمها الى الحائط في القرن الثالث الهجري نسبة الى ساكنيها خلال تلك الفترة من فخذ الحائط، بعد ترحيل قبائل بني قيس العدنانية – أصروا على ان نستشرف «فدك» من فوق احد البيوت اللبنية القديمة .
صعدنا ورحنا نتأمل: النخيل يدور حولنا منتصبا واقفا بلا رأس، أو اعجاز خاوية فيما يشبه الجنازة.. فهو ميت.. وثمة دخان كثيف يتصاعد من نخلات قاومت الزمن فاحرقها اهلها.
بعض المؤرخين قدروا عدد نخيل فدك بحوالي 30 ألف نخلة ولذلك كانت عبر عصورها المختلفة مكتفية ذاتيا من التمر. ابناء فدك السمر احاطوا بنا وبدوا متوترين. تقدم احدهم وهو رجل ستيني اسمه خلف عيد الحائطي وازاح المرشد السياحي المرافق لنا، وأشار وهو يقول: «البعض من هذا النخيل تجاوز عمره الألف سنة. وأظن انه ينتسب الى فترة صدر الاسلام».
ولما اعترضت على كون هذه المعلومة من الصعب تصديقها رد الحائطي: «هذا النخيل توارثناه عن اجداد اجداد اجدادنا وادعو الجميع الى دراسته والتحقق منه. الحائط بلده قديمة جدا حصلت على اسمها من فدك بن نوح ووردت اخبارها في عصر ماقبل الميلاد في عهد الملك البابلي نابو نيدس، وكقاعدة مهمة في قلب بلاد غطفان من القيسية المضرية العدنانية».
وشكا خلف الحائطي من كون البلدة لم تأخذ حظها من الاهتمام على الخريطة السياحية السعودية على الرغم من تمتعها بمقومات سياحية وأثرية نادرة.
وصدق الحائطي الاسمر: فالحائط التي تبلغ مساحتها (24000 كم2) ويسكنها نحو 80 ألف شخص يعملون بالتجارة والزراعة والمرافق الحكومية، تتنوع تضاريسها بحيث تبدو مثالية لعشاق الرحلات البرية.. فالرمال ذهبية ناصعة والصخور سوداء مضيئة والحرار وفوهات البراكين التي تغطي معظم ارضها تشقها الأودية المشكلة للروافد الغربية لوادي الرمة الشهير اكبر واعظم الادوية بالمملكة، اضافة الى الواحات ذات التربة الخصبة والقيعان والروضات واشجار الطلح والسلم والنخيل.. وكذلك الجبال الشاهقة والمتوسطة ثم السهول شرقي حرة خيبر.
وترتفع الحائط عن سطح البحر بحوالي 1300 متر.. تتدرج بالارتفاع كلما اتجهنا نحو الغرب حيث الجبل الابيض.. جبل البرد والهواء الطلق والمنتجع السياحي الفريد.
وثمة حصون وقلاع اثرية مشيدة بالحجارة البركانية- ساحدثك عنها حديثا مفصلا فيما بعد –وثمة حصون وقلاع أثرية ممهورة برسومات ثمودية وبخطوط المسند العربي والكوفي والاسلامية تبقى شاهدة على مرور حضارات عريقة تعاقبت على فدك أو الحائط، ويعتقد المختصون أن الكشوفات الأثرية الراهنة قد لا تشكل إلا جزءاً يسيراً من تاريخ وتراث وحضارة أرض فدك، التي تحتاج إلى الكثير من البحوث الأثرية والحفريات للتنقيب عن تاريخ لايزال مطموراً تحت حجارتها السوداء.
البلدة القديمة تقف شامخة.. وبعض منازلها العتيقة مازال مأهولاً.. لكن البلدة الحديثة التي تم بناؤها على أرض صخرية تم تنسيقها وتمهيدها حلت محلها ونقلت السكان نقلة حضارية مهمة. فعبر مؤسسة الأمير سلطان الخيرية بنيت القرية وفق تصاميم هندسية خاصة روعيت فيها الخصوصية الاجتماعية للسكان إلى جانب المعايير الفنية والاقتصادية الحديثة.
مزارع الحائط في الأودية والأماكن المنخفضة المنبسطة والعيون تعد من الظواهر الطبيعية التي تستحق البحث والتنقيب والدراسة. ففدك عرفت منذ القدم بمواردها المائية.. حيث العيون الفوارة المتدفقة بغزارة والمياه العذبة النقية التي تجري ليل نهار لكن الكثير من العيون طمرتها الرمال والزمن.
كانت فدك منطقة صناعية في يوم من الأيام، ويصنع بها المجوهرات والقطائف والمشالح وقد روى الواقدي ان النبي صلى الله عليه وسلم ارتدى قطيفة فدكية وأبوبكر ارتدى عباءة فدكية، ويوم فتح خيبر وجدوا 1500 قطيفة وزعها الرسول الكريم على النساء المشاركات في المعركة لكن المدينة عادت سيرتها الأولى.. إلى الزراعة وخصوصاً زراعة النخيل.
ويزور «فدك» عشرات الشخصيات السياسية العالمية في أوقات مختلفة، ومنهم رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران الشيخ هاشمي رفسنجاني، وغيره من أصحاب العمائم البيضاء والسوداء، ومن المهتمين بآثار وتاريخ فدك. ويقف كل الزائرين أمام نخيل فدك القديم… يستنطقونه ويجترون معه أحداث التاريخ وصراعاته لكن النخيل النحيل يتنهد وينفث دخانه ولا يرد.. فقد مات.