المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علاوي الى نيويورك. . . دفاعا عن مطاليب الشعب العراقي أم دعما لبوش؟



سيد مرحوم
10-06-2004, 10:53 AM
علاوي الى نيويورك. . . دفاعا عن مطاليب الشعب العراقي أم دعما لبوش؟

أرض السواد - الدكتور جمال العلي



مشاركة رئيس الوزراء العراقي المؤقت أياد علاوي في الأجتماع التاسع والخمسين للجمعية العامة للامم المتحدة في ظل الظروف الخطيرة الراهنة التي تعصف بعراقنا الجريح ومع اقتراب موعد اجراء الانتخابات الحرة المزمع اقامتها في بداية العام الميلادي الجديد والتي أكد دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الاميركي مؤخرا على عدم اقامتها بالشكل الذي زعمه الاحتلال ومن أجلها شن حربه العدوانية على العراق وذلك لاقامة انتخابات نزيهة وديمقراطية وحرة في بلادنا، فأن زيارة علاوي لنيويورك لم ولن تشكل ضرورة وهذا مايعرفه كل من يتابع الازمة العراقية من قريب أو بعيد

المشهد العراقي كان يؤكد على ضرورة تواجد علاوي في العراق والمساعدة على تثبيت الوضع الامني في البلاد بدلا من القيام بمثل هذه الرحلات الديكورية حتى اذا كان المقصود منها هو دعم القضية العراقية ومطاليب أبناء شعبنا الشرعية الداعية الى انهاء الاحتلال ومنح شعبنا المظلوم حق تقرير مصيره بنفسه وأن لايضحى شعب فلسطين اخر، فكيف بها الزيارة( أن) تكون دعما لمن شن الحرب على شعب أعزل ذنبه الوحيد هو أن عاش أكثر من ثلاثة عقود تحت سلطة نظام دموي أرهابي بشع وحشي.؟

علاوي ودون لف ودوران يعلن وأمام أعضاء مجلسي الكونغرس والشيوخ الاميركيين . . ان الاغلبية الساحقةيقصد( بها حفنة من البعثيين من رفاق نضاله وحشد من الارهابيين الذين دفعتهم المخابرات الاميركية والاسرائيلية الى العراق) من العراقيين ممتنون للولايات المتحدة لخلعها صدام حسين متناسيا( من أن الادارة الاميركية هي التي جاءت بصدام وحزبه الدموي ودعمته بكل الامكانات وعلى مدى العقود الماضية ليضحى شرطيها في المنطقة.)

كما أكد علاوي على صحة القرار الاميركي بشن الحرب على العراق وذلك تقديرا منه للسيد الاميركي الذي جاء به الى سدة الحكم واحتضنه وعلمه ودربه لاكثر من عقد من الزمن في مؤسسات البنتاغون والسي آي ايه ودفع له ولاعوانه الكثير قائلا/. من المال وهو مايقر به كل الاقرار دون حياء خاصة عندما خاطب الحاضرين. قراركم بخوض الحرب لم يكن سهلا ولكنه القرار الصحيح. . . لاتوجد كلمات للاميركيين/ يمكن التعبير عما تدين به الاجيال القادمة من العراقيين من شكر سعيا منه لتفادي نقمة وغضب العراق الحالي والمستقبلي ضده وضد الاحتلال، حيث شكره أعضاء الكونغرس والشيوخ الاميركيين بكل حرارة عندما كانوا يصفقون له طويلا وهم واقفين تعبيرا منهم على شكر هذا التلميذ الذكي الذي ينفذ لهم . مايشاء ون كما فعل من قبله صدام
وشعر رئيس وزراء بلادنا بالحزن الشديد على القتلى من الاميركان الذين سقطوا قتلى في العراق خلال الفترة الماضية من الاحتلال متناسيا عشرات الالاف من الضحايا الذين سقطوا من أبناء شعبنا خاصة من النساء والاطفال والشيوخ الابرياء بقنابل الحقد الصليبي للاحتلال، داعيا قوات الاحتلال الاستمرار في نهجها . بقمع المعارضة والمقاومة وخنق كل صوت ينادي بضرورة انهاء الاحتلال , جئت الى هنا لاشكركم وأعدكم ان تضحياتكم لن تذهب /.
وبعد أن أكد علاوي وديمقراطيتكم/، سدى. . . واننا نناضل من أجل الحرية والديمقراطية. . ديمقراطيتنا قائلا/ أتهم وسائل الاعلام بعدم نقل الحقائق عن التقدم الذي يتحقق في العراق اليوم وسائل الاعلام الاجنبية رحلت ولم تعد مهتمة لكن مدننا باتت تستفيد من المساعدات الاقتصاديةوالانسانيةذبح( الاطفال والابرياء بقنابل تصل زنة الواحدة منها نصف طن) بمليارات الدولارات

فالحرية والديمقراطية التي يعنيها علاوي هي تلك التي أكدها دونالد رامسفيلد في حديثه الاخير عندما أكد قائلا. . أنه لن تجري في العراق انتخابات في غالبية المدن العراقية بل سيتم الاكتفاء بأجراء انتخابات صورية في بعض مدن العراق بذريعة أنعدام الامن هناك، والتقدم الذي يقصده علاوي هو الدمار والقتل الجماعي الذي يتعرض له أبناء شعبنا الابي في كل شبر من أرضنا المقدسة على يد الاحتلال والارهابيين والبعثيين معا

أما المساعدات الاقتصادية والانسانية التي قصدها علاوي في كلمته فهي تدمير البنى التحتية والاسواق والمتاجر ودور السكن والشوارع وشبكات الماء والكهرباء والهاتف حيث يعيش شعبنا حاليا القرون الوسطى من التاريخ البشري، فيما يراه العالم برمته وهو يذبح ويسبى ويسلب وتنهب ثرواته في وضح النهار دون معارضة حتى شكلية كانت، وتنهب ثروات نفطه بمليارات الدولارات على يد اعوان بوش امثال تشيني ورامسفيلد وبريمر وغيرهم من أصحاب الشركات الاميركية الماضية وهوما فضحته وسائل الاعلام ال16 كهاريبتون وماسواها خلال الاشهر العالمية حتى الاميركية منها

الانتخابات الاميركية هي أهم بكثير لدى علاوي من انتخابات العراق ومستقبله وحتى ابناء شعبه رغم أنه رئيس وزراء حكومة عراقية مؤقتة حيث أن فوز بوش في دخول البيت الابيض مرة اخرى يعني ضمان بقاء علاوي في سدة الحكم لسنوات أطول كماهو الحال مع كرزاي في أفغانستان واخرين في اماكن اخرى من العالم، لذا نراه يخوض الحرب الدعائية من أجل بوش في الانتخابات الرئاسية الاميركية ويسارع لنجدة رفيقه ومن دعمه حتى الان كي يؤكد صدق ادعاءات بوش بضرورة شن الحرب على العراق في وقت أخذت شعبية المرشح الجمهوري بوش بالتراجع أمام المرشح الديمقراطي جون كيري ويناقض نفسه دون وعي عندما يؤكد بأن الوضع في العراق
يزداد سوءا يوما بعد آخر،متناسيا التقدم الذي حققه الاحتلال كما يزعم

كما ان شعبة الاستخبارات الاسرائيلية استعانت بباحثين مختصين في الشؤون العراقية والشرق اوسطية وبعض مراكز البحث التابعة لأجهزة الجيش والامن لاعداد تقرير عن الوضع العراقي، وجاء التقرير في اربعين صفحة من القطع الكبير وتسلم رئيس الحكومة نسخة منه، ووزعت نسخ منه الى بعض المؤسسات الرسمية ذات العلاقة

ويؤكد التقرير من ان الخطة الاميركية لفرض السيطرة والاستقرار على العراق تواجه صعوبات وعقبات كبيرة، الا ان الامور ما زالت تسير كما هو مخطط لها والعناصر الاساسية التي تقرر ان تلعب دورا هاما في انجاح الخطة ما زالت موجودة في الساحة العراقية وتقوم بتنفيذ دورها كما هو مطلوب منها، وعلى رأس هذه العناصر اياد علاوي رئيس الوزراء المؤقت

ونضيف الى ذلك الرسالة التي قدمها العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الاميركي الى ادارة بوش احتجاجا على التناسق الكامل للخطابات التي القاها علاوي امام المسؤولين في اميركا وما اعلنه بوش هناك وفي الامم المتحدة والتي تدل كل الدلالة على ان كاتب هذه الخطابات هو شخص واحد وعقل أميركي متطرف لم يتطرق من خلالها
الى مصلحة العراق ابدا الكل يعي جيدا من أن الامور تزداد سوءا يوما بعد آخر في عراقنا الجريح المحتل ولكن هذا الامر لن يكون حائلا امام مطالبتنا بأقامة انتخابات نزيهة وحرة وبكل ديمقراطية في شتى ربوع عراقنا والاحتلال كفيل وطبقا للمواثيق والمعاهدات الدولية بضمان الامن في بلادنا لاقامة مثل هذه الانتخابات ،ولكن مايدور وراء الكواليس يؤكد لنا خلاف ذلك وهو مايقلقنا ويقلق قادتنا وزعماء نا والمجتمع الدولي برمته بعد أن كثر الحديث عن احتمال تأجيل الانتخابات أو أقامتها بصورة شكلية في بعض قليل جدا من مدننا

ومن هذا المنطلق نرى أن حالات الاعراب عن القلق تجاه ذلك أخذت تتزايد وصيحات المطالبة بأجراء انتخابات حرة وشاملة أخذت تعلو من كل جهة وصوب ومن أن السيد السيستاني ربما يتراجع عن تأييده للانتخابات احتجاجا على تأجيلها أو خوفا من نقض حقوق الاكثرية لذا فأنه سيدعو الى اجراء تغييرات على خطة الانتخابات الثاني المقبل يناير/كانون التي وضعها الاخضر الابراهيمي والمزمع اقامتها في كما أن هناك مخاوف شديدة بعد ما نقل من وجود اتفاق بين سلطات الاحتلال وطرة الاحزاب السياسية الجديدة التي يؤسسها سياسيون منفيون ذوو علاقة مع أوساط اللوبي الصهيوني في أميركا وبريطانيا وبالتعاون مع بقايا نظام صدام البائد من البعثيين المجرمين وبدعم من رفاقهم الذين يمسكون بزمام الامور حاليا في بلادناوالتي أخذت تتفاقم بشكل مذهل في عراقنا دون أن تجلب أنتباه احد من أبناء الشعب الذي شغلته الاحداث الدامية والمأساوية التي تحيط به من كل صوب

فاذا ما ثبت لدى كل فرد من ابناء شعبنا الغيارى من أن الانتخابات سوف لن تكون نزيهة وغير ديمقراطية وبعيدة عن الحرية وعلى حساب غصب حقوق الاغلبية المطلقة فأنه سوف لن يشارك فيها وسيقاطعها وسيعلنها انتخابات غير شرعية وحينئذ سيرى العالم وكل المستبدين والمستكبرين والطغاة ومن يقف الى جانبهم ما سيفعله شعبنا بهؤلاء الخونة وكل من حاك مثل هذا المخطط الجهنمي الاجرامي

الانتخابات العراقية القادمة شأن عراقي بحت لن ندع لأية جهة كانت عربية أو أجنبية ، قريبة أو بعيدة، جارة أو غيرها ، احتلال أو معارضة له التدخل في هذا الشأن الداخلي لنا مهما كان ذلك لصالحنا أو ضدنا . . . نحن شعب نريد أن نجرب الديمقراطية الحقيقية والحكم الشعبي بأنفسنا فدعونا وشأننا ولاتتدخلوا في ذلك أبدا. . . فمن تدخل في ما لايعنيه لقي مالا يرضيه