جمال
11-02-2010, 07:25 AM
كثيرون يقتنونها في بيوتهم لاعتقادهم بأنها تجلب الحظ وتطرد الشر
02/11/2010
القاهرة - صفاء عزب:
تذكر الروايات التاريخية أن لويس الرابع عشر ملك فرنسا كان يشرب دماء السلاحف اعتقادا منه أن دماءها تطيل العمر, بعد أن علم أن عمرها يصل الى مئة وخمسين عاما, وهناك بالفعل سلحفاة ضخمة محنطة بالمتحف البريطاني عاشت 150 سنة. كما أن كثيرا من الشعوب ومنهم المصريون يقبلون على اقتناء السلاحف في بيوتهم اعتقادا في أنها تجلب الحظ وتطرد الأرواح الشريرة.
واذ كنا ننظر للسلحفاة دائما على أنها كائن كسول وشديد البطء في الحركة لدرجة الملل فإن لهذا الكائن الغريب الذي ينتمي لعالم الزواحف حكايات وقصصاً غريبة حول الاعتقاد بمنافعه كعلاج لكثير من المشكلات المتعلقة بالفحولة والخصوبة, كما وجد كذلك أن هناك من يفضلون لحومها, فالولايات المتحدة الأميركية وحدها تصدر سلاحف لأكثر من ستين دولة منها من يستوردها خصيصا كطعام للأغنياء لارتفاع أسعارها, وهناك بعض الشعوب تلتهمها لقيمتها الغذائية المرتفعة كالشعب الماليزي الذي دفع حكومته للتحذير مرارا من ذبح السلاحف خوفا من خطر الانقراض, كما يتناولون بيضها خصوصا المائية منها في الجزر والمناطق البحرية من أجل مزيد من الخصوبة والفحولة للاعتقاد السائد بأن بيض الزواحف يعادل أقوى المنشطات الجنسية.
مزايا طبية
والأمر ليس وليد العصر فالبحث عن الشفاء وأسرار الفحولة والسعادة الزوجية لدى السلاحف يرجع لأزمنة بعيدة كما تؤكدها كتب التراث العربي, وهنا يشير الدكتور يوسف زيدان رئيس مركز تطوير التراث بمكتبة الاسكندرية الى أن القزويني قد ألف كتابا أطلق عليه " عجائب المخلوقات " تناول فيه المزايا الطبية للسلحفاة وبالغ في أهميتها اذ قال ان أي ألم في الجسم يمكن شفاؤه بمجرد وضع السلحفاة على موضع الألم, كما أنه وضع ذيل السلحفاة خاصة أثناء فورتها الجنسية على رأس من يريد زيادة قدراته في الاستثارة والرغبة الجنسية يزيد بالفعل من قدرته الجنسية كما أن مسح مكان الألم بدماء السلاحف يفيد في شفاء العضو, بالاضافة الى أن العرب كما ذكر الكتاب كانوا يستخدمون بيض السلاحف في علاج السعال والصرع... ولكن هذا لا يعني الايمان بتلك الوصفات أو المعتقدات لأنها من وحي التراث الأقرب للطب الشعبي وهو ما لا يمكن أن يعتد به في المحافل العلمية, ولكنه تراث موجود لمن يريد أن يعرف, وهناك الكثير من كتب التراث المليئة بالغرائب من هذا النوع.
ثمانية أنواع
وعن حياة السلاحف وعالمها المثير وما اذا كانت حقا تحمل أسرارا للشفاء كما هو مذكور في كتب التراث القديم يقول الدكتور عبد الرحمن بشطر-الأستاذ بكلية العلوم جامعة القاهرة: هناك انواع كثيرة للسلاحف تصل الى ثمانية, منها الأخضر والأسود ومنها كبير الرأس والصغير, وهناك البري والبحري, ومنها ما هو مسطح أو جلدي, ولكل نوع من هذه الأنواع خصائص مظهرية وسمات خاصة به, فبعضها يصل وزنه لأكثر من طن وطولها لأكثر من مترين, ومنها سلاحف تصل أطوالها الى سنتيمترات فقط. وتعد السلاحف من الكائنات القديمة على ظهر الكرة الأرضية فهي موجودة منذ نحو مئتي مليون عام وإن كانت شهدت أشكالها تطورات عبر الزمن , وهي تتزاوج كأي كائن للحفاظ على النوع وتبيض, ولكنها لا ترقد على البيض وتكتفي فقط بوضع التراب عليه لاخفائه عن الأعداء, وقد تبيض السلحفاة في المرة الواحدة 6 بيضات أو 200 بيضة حسب النوع ويستغرق خروج الصغار من البيض ما بين شهرين الى ثلاثة أشهر, والغريب أن بعض الاناث تحتفظ بالسائل المنوي للذكور ولا يلقح البيض الا بعد سنوات, والأغرب أن السائل يظل محتفظا بقوته وفاعليته طوال تلك المدة, وربما من هذا المدخل ارتبطت السلاحف بالخصوبة والفحولة في المعتقدات الشعبية, كما أن بعض أنواع السلاحف تتغذى على ثعابين وأفاعي وقاذورات من المياه أو البيئة التي تعيش فيها, وبالتالي لاينصح بأكلها أو شرب دمائها أبدا لخطورتها على الصحة.
لحوم سامة
ويشارك في التحذير من تناول السلاحف الدكتورة ليلى أحمد- أستاذ الجهاز الهضمي بطب قصر العيني بقولها: مهما كانت المغريات المشاعة حول هذا الموضوع لأن بعض الأنواع من السلاحف تكون سامة بسبب ما تأكله من طعام غير نباتي وهناك أبحاث حديثة صدرت من هيئات علمية دولية كبرى في هذا المجال تحذر من أن هذه اللحوم تكون مسممة أحيانا وتعرض من يتناولها للخطر لاحتوائها على ميكروب "السالمونيلا " نتيجة تغذيتها خلال فترة حياتها البرية على مخلفات الحيوانات الأخرى, ومنظمة الأغذية والأدوية الأميركية نشرت تقريرا تحذر فيه من الاصابة بأمراض خطيرة بسبب السلاحف خاصة بعد أن أصيب مئات الآلاف من الأميركيين بالتسمم من جراء تناول وجبة السلاحف.. والميكروبات الموجودة بالسلاحف تظل كامنة ولا تظهر أعراضها الا بعد فترة قد تصل الى سنة, ما يعرض أجهزة الجسم لمزيد من الخطر, بالاضافة الى أنها تحتوي على طفيليات وديدان في الأمعاء, ويؤدي الاختلاط بها للعدوى الميكروبية خاصة على الأطفال. كما أن شرب دماء الحيوانات من العادات المذمومة طبيا وصحيا لخطورتها على الجهاز الهضمي غير المؤهل لاستقبال وهضم محتويات هذا الدم ومشتقاته بحالتها, خصوصاً مع سرعة تعرضه للتلوث بالميكروبات الخطيرة وسرعة تعرض الدم لتغيرات من شأنها زيادة الاضرار بمن يشربه.
وصفات شعبية
وعن مدى صحة الاعتقاد في علاقتها بالفحولة وما اذا كان يمكن استخراج مادة
فعالة لعلاج الضعف الجنسي منها يقول الدكتور طارق أنيس -أستاذ الذكورة بطب
قصر العيني: هذه المعتقدات لا أساس علمياً لها, وهي مجرد وصفات شعبية كغيرها من الموروثات, ولا توجد أبحاث علمية تؤكد هذا الأمر, بل قد تضر الشخص وتعرضه للخطر, وهي ليست أول مرة يتم فيها الربط بين الحيوانات وبين القدرات الجنسية للانسان, وهناك بعض القبائل تأكل مخاصي النسر أو ذيل التمساح أو أي عضو ذكرى
لحيوانات معروفة بالقوة والشراسة اعتقادا بأن ذلك سينقل عدوى الفحولة لمن يتناولها, وهو تفكير ساذج بعيد كل البعد عن الحقائق العلمية.
02/11/2010
القاهرة - صفاء عزب:
تذكر الروايات التاريخية أن لويس الرابع عشر ملك فرنسا كان يشرب دماء السلاحف اعتقادا منه أن دماءها تطيل العمر, بعد أن علم أن عمرها يصل الى مئة وخمسين عاما, وهناك بالفعل سلحفاة ضخمة محنطة بالمتحف البريطاني عاشت 150 سنة. كما أن كثيرا من الشعوب ومنهم المصريون يقبلون على اقتناء السلاحف في بيوتهم اعتقادا في أنها تجلب الحظ وتطرد الأرواح الشريرة.
واذ كنا ننظر للسلحفاة دائما على أنها كائن كسول وشديد البطء في الحركة لدرجة الملل فإن لهذا الكائن الغريب الذي ينتمي لعالم الزواحف حكايات وقصصاً غريبة حول الاعتقاد بمنافعه كعلاج لكثير من المشكلات المتعلقة بالفحولة والخصوبة, كما وجد كذلك أن هناك من يفضلون لحومها, فالولايات المتحدة الأميركية وحدها تصدر سلاحف لأكثر من ستين دولة منها من يستوردها خصيصا كطعام للأغنياء لارتفاع أسعارها, وهناك بعض الشعوب تلتهمها لقيمتها الغذائية المرتفعة كالشعب الماليزي الذي دفع حكومته للتحذير مرارا من ذبح السلاحف خوفا من خطر الانقراض, كما يتناولون بيضها خصوصا المائية منها في الجزر والمناطق البحرية من أجل مزيد من الخصوبة والفحولة للاعتقاد السائد بأن بيض الزواحف يعادل أقوى المنشطات الجنسية.
مزايا طبية
والأمر ليس وليد العصر فالبحث عن الشفاء وأسرار الفحولة والسعادة الزوجية لدى السلاحف يرجع لأزمنة بعيدة كما تؤكدها كتب التراث العربي, وهنا يشير الدكتور يوسف زيدان رئيس مركز تطوير التراث بمكتبة الاسكندرية الى أن القزويني قد ألف كتابا أطلق عليه " عجائب المخلوقات " تناول فيه المزايا الطبية للسلحفاة وبالغ في أهميتها اذ قال ان أي ألم في الجسم يمكن شفاؤه بمجرد وضع السلحفاة على موضع الألم, كما أنه وضع ذيل السلحفاة خاصة أثناء فورتها الجنسية على رأس من يريد زيادة قدراته في الاستثارة والرغبة الجنسية يزيد بالفعل من قدرته الجنسية كما أن مسح مكان الألم بدماء السلاحف يفيد في شفاء العضو, بالاضافة الى أن العرب كما ذكر الكتاب كانوا يستخدمون بيض السلاحف في علاج السعال والصرع... ولكن هذا لا يعني الايمان بتلك الوصفات أو المعتقدات لأنها من وحي التراث الأقرب للطب الشعبي وهو ما لا يمكن أن يعتد به في المحافل العلمية, ولكنه تراث موجود لمن يريد أن يعرف, وهناك الكثير من كتب التراث المليئة بالغرائب من هذا النوع.
ثمانية أنواع
وعن حياة السلاحف وعالمها المثير وما اذا كانت حقا تحمل أسرارا للشفاء كما هو مذكور في كتب التراث القديم يقول الدكتور عبد الرحمن بشطر-الأستاذ بكلية العلوم جامعة القاهرة: هناك انواع كثيرة للسلاحف تصل الى ثمانية, منها الأخضر والأسود ومنها كبير الرأس والصغير, وهناك البري والبحري, ومنها ما هو مسطح أو جلدي, ولكل نوع من هذه الأنواع خصائص مظهرية وسمات خاصة به, فبعضها يصل وزنه لأكثر من طن وطولها لأكثر من مترين, ومنها سلاحف تصل أطوالها الى سنتيمترات فقط. وتعد السلاحف من الكائنات القديمة على ظهر الكرة الأرضية فهي موجودة منذ نحو مئتي مليون عام وإن كانت شهدت أشكالها تطورات عبر الزمن , وهي تتزاوج كأي كائن للحفاظ على النوع وتبيض, ولكنها لا ترقد على البيض وتكتفي فقط بوضع التراب عليه لاخفائه عن الأعداء, وقد تبيض السلحفاة في المرة الواحدة 6 بيضات أو 200 بيضة حسب النوع ويستغرق خروج الصغار من البيض ما بين شهرين الى ثلاثة أشهر, والغريب أن بعض الاناث تحتفظ بالسائل المنوي للذكور ولا يلقح البيض الا بعد سنوات, والأغرب أن السائل يظل محتفظا بقوته وفاعليته طوال تلك المدة, وربما من هذا المدخل ارتبطت السلاحف بالخصوبة والفحولة في المعتقدات الشعبية, كما أن بعض أنواع السلاحف تتغذى على ثعابين وأفاعي وقاذورات من المياه أو البيئة التي تعيش فيها, وبالتالي لاينصح بأكلها أو شرب دمائها أبدا لخطورتها على الصحة.
لحوم سامة
ويشارك في التحذير من تناول السلاحف الدكتورة ليلى أحمد- أستاذ الجهاز الهضمي بطب قصر العيني بقولها: مهما كانت المغريات المشاعة حول هذا الموضوع لأن بعض الأنواع من السلاحف تكون سامة بسبب ما تأكله من طعام غير نباتي وهناك أبحاث حديثة صدرت من هيئات علمية دولية كبرى في هذا المجال تحذر من أن هذه اللحوم تكون مسممة أحيانا وتعرض من يتناولها للخطر لاحتوائها على ميكروب "السالمونيلا " نتيجة تغذيتها خلال فترة حياتها البرية على مخلفات الحيوانات الأخرى, ومنظمة الأغذية والأدوية الأميركية نشرت تقريرا تحذر فيه من الاصابة بأمراض خطيرة بسبب السلاحف خاصة بعد أن أصيب مئات الآلاف من الأميركيين بالتسمم من جراء تناول وجبة السلاحف.. والميكروبات الموجودة بالسلاحف تظل كامنة ولا تظهر أعراضها الا بعد فترة قد تصل الى سنة, ما يعرض أجهزة الجسم لمزيد من الخطر, بالاضافة الى أنها تحتوي على طفيليات وديدان في الأمعاء, ويؤدي الاختلاط بها للعدوى الميكروبية خاصة على الأطفال. كما أن شرب دماء الحيوانات من العادات المذمومة طبيا وصحيا لخطورتها على الجهاز الهضمي غير المؤهل لاستقبال وهضم محتويات هذا الدم ومشتقاته بحالتها, خصوصاً مع سرعة تعرضه للتلوث بالميكروبات الخطيرة وسرعة تعرض الدم لتغيرات من شأنها زيادة الاضرار بمن يشربه.
وصفات شعبية
وعن مدى صحة الاعتقاد في علاقتها بالفحولة وما اذا كان يمكن استخراج مادة
فعالة لعلاج الضعف الجنسي منها يقول الدكتور طارق أنيس -أستاذ الذكورة بطب
قصر العيني: هذه المعتقدات لا أساس علمياً لها, وهي مجرد وصفات شعبية كغيرها من الموروثات, ولا توجد أبحاث علمية تؤكد هذا الأمر, بل قد تضر الشخص وتعرضه للخطر, وهي ليست أول مرة يتم فيها الربط بين الحيوانات وبين القدرات الجنسية للانسان, وهناك بعض القبائل تأكل مخاصي النسر أو ذيل التمساح أو أي عضو ذكرى
لحيوانات معروفة بالقوة والشراسة اعتقادا بأن ذلك سينقل عدوى الفحولة لمن يتناولها, وهو تفكير ساذج بعيد كل البعد عن الحقائق العلمية.