المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أشجان في خراسان ......عبدالله زمان



لطيفة
10-27-2010, 06:25 AM
عبدالله زمان - الراي


في مقالنا السابق «شكر وعرفان لبلد الزعفران» المنشور بتاريخ 19/10/2010 استعرضنا كيف استقبلتنا السلطات الإيرانية بحفاوة وتطرقنا لبعض أوجه الرحلة التي قمنا بها إلى مدينة مشهد بالجمهورية الإسلامية الإيرانية ومجموعة من الزملاء في الصحافة ووسائل الإعلام برعاية مشكورة من «جمعية الصحافيين الكويتية» ومنسق الرحلة النشط والمجتهد والمرح أيضاً الأستاذ عدنان الراشد.

اليوم استذكر بعض الخواطر التي اختزنتها لأسردها على شكل عناوين فرعية.
سيادة التوجه العقلاني

الخميس 6/10/2010 كان يوم مغادرتنا متوجهين إلى مدينة مشهد المقدسة، كتب د. عصام الفليج «بوعبدالله» للزميلة «الوطن» مقالاً بعنوان «إيران.. مشروع مستقبل». ولأن الأمور تؤخذ بخواتيمها، أنقل بالنص خاتمة ما قاله في مقاله «إن إيران مشروع مستقبل اقتصادي وعلمي، فلنساعد هذا المستقبل على الاستقرار والنجاح، دون الولوج في خلافات لسنا طرفاً فيها».
ولعمري فإن التوجه العقلاني الذي يحمله «بوعبدالله» حري به أن يعمم على أصحاب الفكر والنخب المتقدمة ليسود في المجتمع، وحسبي بأن النزعة المبنية على العقل والتعقّل والتي تجنح وتميل للاستقرار وبناء استراتجيات شاهقة عمودياً إلى الله تبارك وتعالى، وعريضة أفقياً بين جميع أطياف المسلمين، أقول هي النزعة التي يجب أن يسلّط الضوء عليها وما تحتويها من حس وذائقة لاستشراف المستقبل. فالعزيز «بوعبدالله» ولأنه يحمل هكذا توجه استطاع رسم معالم الرحلة قبل بدئها.
وما لمسته شخصياً من أخي د. عصام كان نموذجاً راقياً للتعايش المتأصل فينا ككويتيين والأخوة الصادقة كمسلمين. كما تبادلنا الآراء بشأن توحيد صفوف المسلمين في أصقاع الأرض تحت راية الإسلام وما دون ذلك يُحل بشكل هادئ ورصين. لا سيما دور الجمهورية الإسلامية الإيرانية في العالم الإسلامي وقضية المسلمين المركزية وهي القدس وفلسطين المحتلة.
فما أحوجنا للعقلاء في هذه الأيام وحملة التوجه الذي يحمله الفليج. كما أبارك لأبنه العزيز (عبدالله) لعقد قرانه السعيد بعد عودتنا من الرحلة بتاريخ 10/10/2010 رزقكم الله تعالى الذرية الصالحة والواعية.
عين الرضى وعين السخط
أن تصاحب في سفرك رجلاً مثل الأستاذ سامي النصف «بوعبداللطيف» فأنت على موعد لدروس وفوائد تقتنصها من خبرة هذا الرجل. بالطائرة وأثناء رحلة العودة، دار نقاش بيننا وشاركنا بعض الأخوة. فقال النصف بالحرف «حينما تدخل أي دولة، تختار أي العينين تريد أن تراها بها، فإن كانت بالعين الإيجابية فإنك سترى كل شيء إيجابي، وإن كانت عينك سلبية، فإنك ترى كل شيء سلبي وإن أعجبك». فلا زالت تدور تلك المعادلة في ذهني لمدلولاتها التي سوف تخرج ما في باطن الصدور. فاعتمدت أحد مصاديق كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وقوله «تكلموا تعرفوا... فإن المرء مخبوء تحت لسانه» وقلت لنفسي لابد من تلك الأداة التي بواسطتها نكتشف بأي العينين دخلنا بها نحن أعضاء الوفد لهذه الديار. حتى كتب البعض مقالات مليئة بالإيجابيات عن الرحلة والبلد المضيف. وهنا أستطيع الجزم بأن الغالبية العظمى من الأعضاء استخدموا العين الإيجابية في مشاهداتهم لواقع الجمهورية الإسلامية الإيرانية. ونسأل الله تعالى أن يبعد عنّا جميعاً العين السلبية في المرات المقبلة، ورحم الله القائل: «وعين الرضى عن كل عيب كليلة... ولكن عين السخط تبدي المساويا».
مطبعة القرآن والمصحف المزعوم
أثناء زيارتنا أكبر مطبعة للقرآن الكريم في الشرق الأوسط، عرفت لاحقاً بأن أخونا مبدع قناة «الكوت» عمّار تقي ألقى غمزة فكاهية قائلاً «طحنا عليهم يطبعون مصحف فاطمة» في التفاته عفوية لتثبيت الفكرة بأن مصحف فاطمة ما هو إلاّ نسج من الخيال ولا حقيقة لهذا الأمر. وأنا بدوري عند الاستراحة بالمطبعة رأيت أحد الأعضاء ماسكاً بنسخة من القرآن الكريم، وهو نتاج المطبعة ذاتها، وتساءلت بشكل عام «يا أخوان، هل هذا الكتاب الكريم هو نفسه الذي يُطبع في مطابع سائر المسلمين؟» عندها ضحك البعض وقال أحد الزملاء ضاحكاً «وصلت الرسالة... وصلت».
مرت علينا قبل أسبوعين ذكرى ولادة الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام، فسلامٌ على الرضا يوم ولد، ويوم استشهد، ويوم يبعث حياً.

عبدالله زمان
zaman.inbox@hotmail.com