غفوري
10-24-2010, 10:40 PM
مقال بقلم الكاتب / محمد صادق الحسيني
http://media.farsnews.com/Media/8809/Images/jpg/A0783/A0783638.jpg
وكالة فارس : مرة اخرى تستعيد طهران عافيتها انطلاقا من مدينة قم المقدسة , وكأن التاريخ يعيد نفسه من جديدثمة من يتحدث عن "خمينية" جديدة اخذت تتحرك في عروق الحوزة الدينية و مجتمع النخبة الايراني منذ ايام وعلى مدى الساعة على انغام لقائات المرشد الاعلى للثورة مع كبار مراجع قم وعوائل شهدائها وحشود جماهيرها وا لتي ترافقت مع خطابات اعادت الحياة مرة اخرى الى ما بات يعرف ب "الاسلام السياسي " !
يذكر ان قائد الثورة الامام السيد علي الخامنئي قد بدأ بزيارة تاريخية لمدينة قم المقدسة قبل ايام ترافقت مع استقبال جماهيري حاشد قل نظيره قارنه العديدون مع الاستقبال التاريخي الذي حصل للامام المؤسس للثورة الامام الراحل آية الله الخميني لدى عودته من باريس الى طهران عشية الانتصار في العام 1979م !
ولعل الحركة التي بدأت تدب في كل شرايين الدولة والمجتمع منذ ايام كانت بسبب الانباء المتواترة القادمة من هناك والتي تؤكد تمكن مرشد الثورة الامام السيد علي الخامنئي من اعادة لم شمل الحوزة والقيادة الدينية من اعلى مستوياتها الى ادناها , في حركة وحدوية لافتة ما دفع معارضي النظام الذين طالما راهنوا على انقسام قم كخشبة خلاص لهم , اعتبارها بمثابة "القشة التي قصمت ظهر البعير " !
من جهة اخرى فان الانباء التي نشرها محافظ البنك المركزي الايراني يوم الخميس الفائت والتي تفيد " بوجود ما يزيد على المائة مليار دولار دولار في احتياطات الخزانة الوطنية وما يوازي نحو عشرة سنين من حاجة البلاد من احتياطي الذهب " دفعت بالمراقبين لمجريات تاثير العقوبات على ايران يتأكدون بعبثيتها اكثر من اي وقت مضى , وربما كان هذا واحدا من العوامل التي دفعت برئيس وزراء ايطاليا للتصريح :" بان العقوبات الدولية على ايران ليست ذا تاثير والاجدى اعتماد وسائل تقارب مع طهران اكثر من اساليب عزل " كما نشرت مواقع اليكترونية عديدة !
وفي كلتا الحالتين ثمة من يؤكد بان ما يحصل في هذين الاتجاهين من تطورات على الساحة الايرانية انما يعيد ترتيب الوضع الداخلي الايراني بشكل يجعل من الصعب على الغرب ان لم يكن من المستحيل ان يقهر ارادة صاحب القرار الايراني او ان يجعله ينحني امام عملية تضييق حلقة الحصار الاقتصادي عليه من الخارج , خاصة وان التعليمات الصادرة بهذا الخصوص من القيادة العليا واضحة لا لبس فيها :" استعدوا لقيام اقتصاد مقاوم وعمليات التفاف واسعة على العقوبات لجعلها اثرا بعد عين " كما جاء في احدى خطب الامام السيد علي الخامنئي قبل مدة قصيرة !
واذا ما اضفنا الانتصار الديبلوماسي اللافت الذي سجلته القيادة الايرانية على الساحة الاقليمية لاسيما ذلك الجانب المتعلق بالزيارة التاريخية للرئيس احمدي نجاد الى لبنان وما تركته من اثر على وزن ايران الاقليمي وامتداد نفوذها "مظهرا" على شواطئ المتوسط , فان من الصعب ان لم يكن من المستحيل بعد كل ذلك ان يبقي المفاوض الايراني الذي يستعد لجولة جديدة من المفاوضات مع مجموعة الخمسة زائد واحد على نفس الدرجة من الوزن والثقل
على اية حال فالعارفون ببعض خفايا ما يحصل بين طهران وقم يعتبرون المحطة الاخيرة لحركة القيادة الايرانية العليا بمثابة تتويج لديبلوماسية داخلية وخارجية قادها ولا يزال يقودها الامام الخامنئي شخصيا في كل محطاتها الداخلية والخارجية , وهو يعد لمفاجئات جديدة على المستوى الخارجي قد تكون فلسطين احدى محطاتها التاريخية , مستندين في ذلك الى حديث خاص تم ابلاغه في وقت ليس ببعيد على مستوى الخواص تم التاكيد فيه :" بان المنازلة الكبرى بين العدو الصهيوني وقوى المقاومة والممانعة لاشك واقعة وان على الجميع ان يستعد لها لانها ستكون الحاسمة والتي ستغير وجه المنطقة " على حد نقل اولئك الخواص
ايا تكن التكتيكات او الاساليب التي يتبعها الغرب مع طهران في عملية ما يسميه هو" بسياسة العصا والجزرة " فان كل مطلع على احوال الوضع الايراني من الداخل بات يعلم جيدا بان اثر تلك السياسة العرجاء لن تزيد النظام الايراني ونخبه وجماهيره الا مزيدا من الصلابة والصرامة ومزيدا من الالتفاف حول صانع القرار الوطني بعد ان استطاع ان يستنفر الذاكرتين الدينية والقومية ويحشدهما في اطار معركة مقدسة صار عنوانها "قيامة ايران الاسلامية الكبرى"
لا بل ثمة من يذهب الى ابعد من ذلك رابطا بين ما يحصل في ايران الداخل لاسيما على المستوى الديني والحوزوي تحديدا , وبين نهضة وتنامي الاسلام السياسي على مستوى الاقليم عموما ولاسيما على مستوى نموذج حزب الله اللبناني المتحالف استراتيجيا مع كل من دمشق وطهران , ليخلص بان ثمة مشروع نهضوي اسلامي مشرقي تعمل طهران بكل ما اوتيت من قوة ومن رباط الخيل على تكريسه وبلورته ليشكل نواة "مشرق جديد " ليقف حائلا بوجه "الشرق الاوسط الجديد " الامريكي الاسرائيلي والمعتمد لدى بعض الدوائر الاقليمية عنوانا لحروب فتنوية متنقلة مطلوب وئدها في مهدها مهما كلف ذلك من ثمن
وطبقا لما يتواتر من قم التي تحولت الى عاصمة مؤقتة لهذا المشروع في الايام القليلة الماضية والى حين انتهاء اقامة المرشد الاعلى هناك , فان هذا الامر قد تم تداوله بالتفصيل والدقة اللازمة مع كبار المراجع الدينيين والنخب الحوزوية ليكونوا في صورة ما تعد له طهران من استراتيجية اقليمية كبرى لاسيما في مجال "الحرب الناعمة" المعتمدة من جانب اصحاب مشروع "الشرق الاوسط الجديد " الآنف الذكر !
http://media.farsnews.com/Media/8809/Images/jpg/A0783/A0783638.jpg
وكالة فارس : مرة اخرى تستعيد طهران عافيتها انطلاقا من مدينة قم المقدسة , وكأن التاريخ يعيد نفسه من جديدثمة من يتحدث عن "خمينية" جديدة اخذت تتحرك في عروق الحوزة الدينية و مجتمع النخبة الايراني منذ ايام وعلى مدى الساعة على انغام لقائات المرشد الاعلى للثورة مع كبار مراجع قم وعوائل شهدائها وحشود جماهيرها وا لتي ترافقت مع خطابات اعادت الحياة مرة اخرى الى ما بات يعرف ب "الاسلام السياسي " !
يذكر ان قائد الثورة الامام السيد علي الخامنئي قد بدأ بزيارة تاريخية لمدينة قم المقدسة قبل ايام ترافقت مع استقبال جماهيري حاشد قل نظيره قارنه العديدون مع الاستقبال التاريخي الذي حصل للامام المؤسس للثورة الامام الراحل آية الله الخميني لدى عودته من باريس الى طهران عشية الانتصار في العام 1979م !
ولعل الحركة التي بدأت تدب في كل شرايين الدولة والمجتمع منذ ايام كانت بسبب الانباء المتواترة القادمة من هناك والتي تؤكد تمكن مرشد الثورة الامام السيد علي الخامنئي من اعادة لم شمل الحوزة والقيادة الدينية من اعلى مستوياتها الى ادناها , في حركة وحدوية لافتة ما دفع معارضي النظام الذين طالما راهنوا على انقسام قم كخشبة خلاص لهم , اعتبارها بمثابة "القشة التي قصمت ظهر البعير " !
من جهة اخرى فان الانباء التي نشرها محافظ البنك المركزي الايراني يوم الخميس الفائت والتي تفيد " بوجود ما يزيد على المائة مليار دولار دولار في احتياطات الخزانة الوطنية وما يوازي نحو عشرة سنين من حاجة البلاد من احتياطي الذهب " دفعت بالمراقبين لمجريات تاثير العقوبات على ايران يتأكدون بعبثيتها اكثر من اي وقت مضى , وربما كان هذا واحدا من العوامل التي دفعت برئيس وزراء ايطاليا للتصريح :" بان العقوبات الدولية على ايران ليست ذا تاثير والاجدى اعتماد وسائل تقارب مع طهران اكثر من اساليب عزل " كما نشرت مواقع اليكترونية عديدة !
وفي كلتا الحالتين ثمة من يؤكد بان ما يحصل في هذين الاتجاهين من تطورات على الساحة الايرانية انما يعيد ترتيب الوضع الداخلي الايراني بشكل يجعل من الصعب على الغرب ان لم يكن من المستحيل ان يقهر ارادة صاحب القرار الايراني او ان يجعله ينحني امام عملية تضييق حلقة الحصار الاقتصادي عليه من الخارج , خاصة وان التعليمات الصادرة بهذا الخصوص من القيادة العليا واضحة لا لبس فيها :" استعدوا لقيام اقتصاد مقاوم وعمليات التفاف واسعة على العقوبات لجعلها اثرا بعد عين " كما جاء في احدى خطب الامام السيد علي الخامنئي قبل مدة قصيرة !
واذا ما اضفنا الانتصار الديبلوماسي اللافت الذي سجلته القيادة الايرانية على الساحة الاقليمية لاسيما ذلك الجانب المتعلق بالزيارة التاريخية للرئيس احمدي نجاد الى لبنان وما تركته من اثر على وزن ايران الاقليمي وامتداد نفوذها "مظهرا" على شواطئ المتوسط , فان من الصعب ان لم يكن من المستحيل بعد كل ذلك ان يبقي المفاوض الايراني الذي يستعد لجولة جديدة من المفاوضات مع مجموعة الخمسة زائد واحد على نفس الدرجة من الوزن والثقل
على اية حال فالعارفون ببعض خفايا ما يحصل بين طهران وقم يعتبرون المحطة الاخيرة لحركة القيادة الايرانية العليا بمثابة تتويج لديبلوماسية داخلية وخارجية قادها ولا يزال يقودها الامام الخامنئي شخصيا في كل محطاتها الداخلية والخارجية , وهو يعد لمفاجئات جديدة على المستوى الخارجي قد تكون فلسطين احدى محطاتها التاريخية , مستندين في ذلك الى حديث خاص تم ابلاغه في وقت ليس ببعيد على مستوى الخواص تم التاكيد فيه :" بان المنازلة الكبرى بين العدو الصهيوني وقوى المقاومة والممانعة لاشك واقعة وان على الجميع ان يستعد لها لانها ستكون الحاسمة والتي ستغير وجه المنطقة " على حد نقل اولئك الخواص
ايا تكن التكتيكات او الاساليب التي يتبعها الغرب مع طهران في عملية ما يسميه هو" بسياسة العصا والجزرة " فان كل مطلع على احوال الوضع الايراني من الداخل بات يعلم جيدا بان اثر تلك السياسة العرجاء لن تزيد النظام الايراني ونخبه وجماهيره الا مزيدا من الصلابة والصرامة ومزيدا من الالتفاف حول صانع القرار الوطني بعد ان استطاع ان يستنفر الذاكرتين الدينية والقومية ويحشدهما في اطار معركة مقدسة صار عنوانها "قيامة ايران الاسلامية الكبرى"
لا بل ثمة من يذهب الى ابعد من ذلك رابطا بين ما يحصل في ايران الداخل لاسيما على المستوى الديني والحوزوي تحديدا , وبين نهضة وتنامي الاسلام السياسي على مستوى الاقليم عموما ولاسيما على مستوى نموذج حزب الله اللبناني المتحالف استراتيجيا مع كل من دمشق وطهران , ليخلص بان ثمة مشروع نهضوي اسلامي مشرقي تعمل طهران بكل ما اوتيت من قوة ومن رباط الخيل على تكريسه وبلورته ليشكل نواة "مشرق جديد " ليقف حائلا بوجه "الشرق الاوسط الجديد " الامريكي الاسرائيلي والمعتمد لدى بعض الدوائر الاقليمية عنوانا لحروب فتنوية متنقلة مطلوب وئدها في مهدها مهما كلف ذلك من ثمن
وطبقا لما يتواتر من قم التي تحولت الى عاصمة مؤقتة لهذا المشروع في الايام القليلة الماضية والى حين انتهاء اقامة المرشد الاعلى هناك , فان هذا الامر قد تم تداوله بالتفصيل والدقة اللازمة مع كبار المراجع الدينيين والنخب الحوزوية ليكونوا في صورة ما تعد له طهران من استراتيجية اقليمية كبرى لاسيما في مجال "الحرب الناعمة" المعتمدة من جانب اصحاب مشروع "الشرق الاوسط الجديد " الآنف الذكر !