الفتى الذهبي
10-10-2010, 12:43 AM
http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/images/36_w.png
كتب خليل علي حيدر - الوطن
2010/10/09
شيخ الدين الكويتي، الذي قابله الزميل خالد عبدالله العوضي قبل سنوات في مكة المكرمة اثناء تأدية فريضة الحج، مخيف فعلا!
فهذا الشيخ، يقول الزميل العوضي، ممن نشاهدهم على شاشات التلفاز وفي الصحف والجرائد، وكان أحد شيوخ حملة الحج التي كان الزميل أحد حجاجها!
حدث اللقاء في ردهة المبنى الخاص بحجاج تلك الحملة، وكانت القنوات الاخبارية وقتها تعرض صورا لاعدام «صدام حسين»، وبجانبي شيخ الدين يقول فخاطبني الشيخ موجها كلامه لي: هذا الرجل، ويقصد صدام حسين، «كان بطلا، والكويتيون جميعهم جهرا أو سرا، كانوا من مؤيديه»، ولم يرد عليه العوضي تجنبا للنقاش والجدل، فكرر الشيخ كلامه، واضاف: «هذا من حمانا وحمى بوابتنا الشرقية».
فلما رد عليه الزميل العوضي واستهجن منه مثل هذا الكلام ووصفه من غدر بنا وهتك عرضنا وسلب ارضنا بالبطل، لمجرد انه حارب من يعتبرهم الشيخ خارج ملة الاسلام، كان جواب الشيخ: «نعم لقد حمى هذا الرجل ديننا من هؤلاء الروافض»!.
فسأله الزميل الفاضل سؤالاً في الصميم: هل لديك أبناء؟ فأجاب الشيخ نعم، فقال له: «ارجو يا شيخ الا تكون قد ربيتهم على مفاهيمك هذه، فعواقبها وخيمة على مستقبل وطننا فيما لو سادت مثل هذه الافكار» (القبس، 2010/9/25).
هذا «الحوار» دار قبل اربع سنوات، ونحن اليوم على ابواب موسم الحج وقد خرجنا للتو من مشكلة طائفية كان اعتمادنا فيها على العقلاء من شيوخ الدين واساتذة الجامعة ورجال ونساء المجتمع، ولا نعرف ما الذي سيستجد علينا من احداث حتى يوم الوقوف بعرفة، ولكن هل الافكار الطائفية الانتقامية التي تلفظ بها شيخ الدين المعروف المشهور هذا قد اندثرت واختفت؟
كلا بالطبع. فتاريخنا للأسف، بالنسبة للبعض، مجرد تحسر على الطغاة وترحم على أيامهم وتقديم المبررات لما اقترفوا من جرائم.
الكاتب الصحافي «سيد نصار»، الذي كان آخر من التقى صدام قبل سقوط بغداد، كتب يوم 15 ديسمبر 2003 في صحيفة الشرق الأوسط يقول مدافعاً عن الطاغية: «لو نظرنا لما فعله صدام في العراق، لوجدنا انه فعل الكثير، فقد حول بغداد من قرية موحشة الى واحدة من اهم عواصم الوطن العربي، كما انه أقام الكثير من الجامعات واعد جيشاً قوياً يدافع به عن بلاده، ولم يجره الى هذه النهاية سوى خطـئه الوحيد الذي ارتكبه بغزو الكويت، واعطاء الاكراد اكثر من حقوقهم وهم لا يمثلون سوى نسبة قليلة من الشعب العراقي». أما الكويت فقد سرقت النفط العراقي «وهي قد اعترفت بذلك»!.
آلاف الناس في العالم العربي وربما الملايين يدافعون حتى اليوم عن حزم الحجاج، وعن جرأة هتلر، وربما حتى عن بن لادن والزرقاوي وقادة النشاط الارهابي و«أبطال الجهاد».
بين هؤلاء عدد لا بأس به من المتعلمين والخريجين والمثقفين وشيوخ الدين ممن قابل زميلنا الفاضل العوضي احدهم.
الطريف، ان نفس هؤلاء ربما ابدوا استغرابهم في مناسبات اخرى متسائلين: لماذا لا تترسخ الديموقراطية ولا تنتشر في العالم العربي؟!
خليل علي حيدر
كتب خليل علي حيدر - الوطن
2010/10/09
شيخ الدين الكويتي، الذي قابله الزميل خالد عبدالله العوضي قبل سنوات في مكة المكرمة اثناء تأدية فريضة الحج، مخيف فعلا!
فهذا الشيخ، يقول الزميل العوضي، ممن نشاهدهم على شاشات التلفاز وفي الصحف والجرائد، وكان أحد شيوخ حملة الحج التي كان الزميل أحد حجاجها!
حدث اللقاء في ردهة المبنى الخاص بحجاج تلك الحملة، وكانت القنوات الاخبارية وقتها تعرض صورا لاعدام «صدام حسين»، وبجانبي شيخ الدين يقول فخاطبني الشيخ موجها كلامه لي: هذا الرجل، ويقصد صدام حسين، «كان بطلا، والكويتيون جميعهم جهرا أو سرا، كانوا من مؤيديه»، ولم يرد عليه العوضي تجنبا للنقاش والجدل، فكرر الشيخ كلامه، واضاف: «هذا من حمانا وحمى بوابتنا الشرقية».
فلما رد عليه الزميل العوضي واستهجن منه مثل هذا الكلام ووصفه من غدر بنا وهتك عرضنا وسلب ارضنا بالبطل، لمجرد انه حارب من يعتبرهم الشيخ خارج ملة الاسلام، كان جواب الشيخ: «نعم لقد حمى هذا الرجل ديننا من هؤلاء الروافض»!.
فسأله الزميل الفاضل سؤالاً في الصميم: هل لديك أبناء؟ فأجاب الشيخ نعم، فقال له: «ارجو يا شيخ الا تكون قد ربيتهم على مفاهيمك هذه، فعواقبها وخيمة على مستقبل وطننا فيما لو سادت مثل هذه الافكار» (القبس، 2010/9/25).
هذا «الحوار» دار قبل اربع سنوات، ونحن اليوم على ابواب موسم الحج وقد خرجنا للتو من مشكلة طائفية كان اعتمادنا فيها على العقلاء من شيوخ الدين واساتذة الجامعة ورجال ونساء المجتمع، ولا نعرف ما الذي سيستجد علينا من احداث حتى يوم الوقوف بعرفة، ولكن هل الافكار الطائفية الانتقامية التي تلفظ بها شيخ الدين المعروف المشهور هذا قد اندثرت واختفت؟
كلا بالطبع. فتاريخنا للأسف، بالنسبة للبعض، مجرد تحسر على الطغاة وترحم على أيامهم وتقديم المبررات لما اقترفوا من جرائم.
الكاتب الصحافي «سيد نصار»، الذي كان آخر من التقى صدام قبل سقوط بغداد، كتب يوم 15 ديسمبر 2003 في صحيفة الشرق الأوسط يقول مدافعاً عن الطاغية: «لو نظرنا لما فعله صدام في العراق، لوجدنا انه فعل الكثير، فقد حول بغداد من قرية موحشة الى واحدة من اهم عواصم الوطن العربي، كما انه أقام الكثير من الجامعات واعد جيشاً قوياً يدافع به عن بلاده، ولم يجره الى هذه النهاية سوى خطـئه الوحيد الذي ارتكبه بغزو الكويت، واعطاء الاكراد اكثر من حقوقهم وهم لا يمثلون سوى نسبة قليلة من الشعب العراقي». أما الكويت فقد سرقت النفط العراقي «وهي قد اعترفت بذلك»!.
آلاف الناس في العالم العربي وربما الملايين يدافعون حتى اليوم عن حزم الحجاج، وعن جرأة هتلر، وربما حتى عن بن لادن والزرقاوي وقادة النشاط الارهابي و«أبطال الجهاد».
بين هؤلاء عدد لا بأس به من المتعلمين والخريجين والمثقفين وشيوخ الدين ممن قابل زميلنا الفاضل العوضي احدهم.
الطريف، ان نفس هؤلاء ربما ابدوا استغرابهم في مناسبات اخرى متسائلين: لماذا لا تترسخ الديموقراطية ولا تنتشر في العالم العربي؟!
خليل علي حيدر