بهلول
10-05-2010, 09:47 AM
هل اكتفيت؟!
بقلم / محمد عبدالقادر الجاسم
قبل وقت قصير من كتابة هذا المقال، تمكنت بفضل من الله سبحانه وتعالى من تحقيق انتصار قانوني مهم على رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد وفريقه القانوني ومعهم النيابة العامة أيضا. فقد حكمت دائرة تمييز الجنح قبل قليل بعدم جواز نظر الطعن بالتمييز الذي قدمته النيابة العامة ضد الحكم الصادر لصالحي بالبراءة من محكمة الجنح المستأنفة في واحدة من القضايا التي أقامها ضدي الشيخ ناصر المحمد.. وجاء هذا الحكم ليؤكد براءتي مجددا، وكانت محكمة الجنح المستأنفة قد شككت في سلامة الدليل الوحيد الذي قدمه ضدي الشيخ ناصر المحمد وهو عبارة عن "سي دي" زعم أنه مسجل عليه ندوة شاركت فيها، وكنت قد أكدت أمام المحكمة أن "السي دي" مفبرك. ليس هذا فحسب، بل أن أسباب حكم دائرة تمييز الجنح تضمنت ما يمكن وصفه "بالإدانة" للنيابة العامة،
فقد كشفت المحكمة النقاب عن تعرض ورقة مهمة من أوراق الطعن، هي عريضة الطعن، إلى "الشطب والتغيير والإضافة" بعد تقديمها إلى المحكمة، وهو شطب وتغيير وإضافة تتصل بتاريخ تقديم الطعن بالتمييز والجهة التي قدم إليها. وهنا لابد من معرفة أن النيابة العامة كانت قد قدمت أوراق الطعن إلى محكمة غير مختصة ثم قدمتها بعد فوات الميعاد إلى محكمة ثانية.. بالطبع القانون يجرم الشطب وتغيير الحقيقة في المستندات الرسمية، لذلك فإن إثبات حكم دائرة تمييز الجنح لما تعرضت له أوراق الدعوى من شطب وتغيير وإضافة يفتح الباب أمام المساءلة القانونية الجادة لمن أمر ولمن قام بالشطب والتغيير والأمر بيد المجلس الأعلى للقضاء!
والآن.. هل يحق لي مقاضاة رئيس مجلس الوزراء وتقديم بلاغ ضده اتهمه فيه بارتكاب جريمة البلاغ الكاذب؟ بالطبع أملك هذا الحق، وقد سبق أن أعلنت عن رغبتي بمقاضاته وتقديم قضية ضده في أحد مخافر الكويت، وطلبت منه الحضور بشخصه والخضوع للتحقيق في المخفر.. أليس هو من قال بأنه يحترم القضاء وأن الدستور في جيبه؟! حسنا تعالوا نختبر هذا القول، فهل تظنون أن الشيخ ناصر المحمد سوف يقبل الخضوع للتحقيق في مخفر الفردوس مثلا أو مخفر الصالحية.. أو حتى مخفر الشويخ؟!
أليس من حقي مقاضاته ومقاضاة النيابة العامة بعد أن أثبت القضاء أن "السي دي" "مفبرك" وأن أوراق القضية تعرضت للعبث؟! أليس من حقي مقاضاته ومقاضاة النيابة العامة بعد أن تم حبسي ظلما مدة (12) يوم العام الماضي في المباحث الجنائية بسببه؟! أليس من حقي أن أطالبه بتعويض بسبب تجنيه علي؟!
بالطبع أملك كل الحق، ولو فعلت فلن يكون تصرفي خطأ. لكن.. هل من مصلحة الكويت أن أفعل ذلك؟ في الحقيقة تنتابني الحيرة.. فلو أنني رجحت الجانب القانوني فقط فلن أتردد في اتخاذ كافة الإجراءات ضد رئيس مجلس الوزراء وضد كل من اشترك في جرم يتصل في القضية الأخيرة.. فأنا الآن بيدي أحكام نهائية من الاستئناف والتمييز تدين خصومي وتنصفني.. لكن لو رجحت الجانب السياسي فلربما ترددت في اتخاذ الإجراءات القانونية.. وإلى أن أحسم أمري، فإنني أود أن أتوجه إلى الشيخ ناصر المحمد بكلمة مباشرة صريحة:
ألا تظن يا بوصباح أنه آن أوان الانسحاب والتوقف عن ملاحقتي سياسيا؟ ألا تظن أنك وفريقك القانوني، قد تماديتم في محاولة تقييد حريتي؟
ألا تدرك يا بوصباح حجم الخسائر المتتالية التي لحقت بك في الجانب السياسي والقانوني؟ يا بوصباح لقد خدعك من نصحك بملاحقتي، إن الرابح الوحيد هم "أنصارك" الذين يتكسبون من التصاقهم بك ومن تحريضك ضدي.. لقد قلتها لك من قبل يا بوصباح وأكررها اليوم: "الكويت أكبر منك ومني"، فيا بوصباح لا تجعل نفسك أداة طيعة لمن يريد استغلال نفوذك وأموالك، فهؤلاء سوف يدمرونك سياسيا بعد أن يحققوا منافع شتى من قربهم منك.. بوصباح اسمعها مني: لن تفيدك قضاياك ولن تخدمك تصريحات محاميك، ومقالاتي لن تتوقف إلا بمشيئة الله، وليس بيني وبينك، من جانبي أنا، أي عداء شخصي رغم كل ما قمت به ضدي. دعنا نتفرغ كل منا في مجاله لمهماتنا الأساسية.. دع عنك الملاحقات والقضايا والمحاكم..
دع عنك كل هذا الصراع الذي لا يفيدك ولا يفيد الكويت في شيء واسحب قضاياك واقلب الصفحة ولترتقي خصومتنا السياسية، أقول لك هذا القول وأنا في موقع قوة لا ضعف، فالقضاء أنصفني وأدانك أنت وفريقك القانوني.. حبستني فخرجت أكثر قوة.. اتهمتني ظلما فأدانك الرأي العام.. قطعت مصدر رزقي الوحيد وهو الكتابة في جريدة "عالم اليوم"، فاستعنا أنا وأولادي عليك بالله واكتفينا به حسيبا.. سعى أنصارك إلى تشويه سمعتي فارتفع مقداري عند الناس.. فإلى أين تريد الوصول.. حبس وقطع رزق وإيذاء وملاحقة.. هل لديك المزيد؟! مقالاتي لن تتغير لأنني أنطلق من إيمان راسخ بقوله تعالى "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين" صدق الله العظيم.
على كل حال، أمامك "موسم" سياسي حافل بالأحداث يا بوصباح التي ربما.. أقول ربما تبعدك عن منصبك، وحينها سوف تقفز "الفئران" من سفينتك. إن المعارك القادمة تشكل ذروة الصراع بينك وبين بعض "عيال عمك"، فالانقسام واضح بين فريقك أنت والشيخ جابر المبارك من جهة، وفريق الشيخ أحمد الفهد من جهة أخرى، ولا تنسى أن الكفة تميل لصالح فريق الشيخ أحمد الذي يحظى بشعبية كبيرة وبقدرة على الحركة والمناورة تفوق بكثير قدرات فريقك، صحيح أن التحالف القديم بين الشيخ أحمد الفهد وجاسم الخرافي بدأ يتصدع، وهو ما يتيح لك الاستعانة "بخبرات" جاسم الخرافي، إلا أن الرأي العام "يشجع" الشيخ أحمد وفريقه وليس فريقك، كما أنه أصبح متاحا أمام الشيخ أحمد الاستعانة "بخبرات" أحمد السعدون في إطار الصياغة الجديدة لعلاقتهما السياسية.
في النهاية أقول لك يا بوصباح.. حين تسحب قضاياك وتتوقف عن ملاحقة خصومك، حتى في هذا الوقت المتأخر، فإنك تصون كرامتك أولا وتكسب احترام الرأي العام المحلي والدولي ثانيا، فلا تتردد.
بقلم / محمد عبدالقادر الجاسم
قبل وقت قصير من كتابة هذا المقال، تمكنت بفضل من الله سبحانه وتعالى من تحقيق انتصار قانوني مهم على رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد وفريقه القانوني ومعهم النيابة العامة أيضا. فقد حكمت دائرة تمييز الجنح قبل قليل بعدم جواز نظر الطعن بالتمييز الذي قدمته النيابة العامة ضد الحكم الصادر لصالحي بالبراءة من محكمة الجنح المستأنفة في واحدة من القضايا التي أقامها ضدي الشيخ ناصر المحمد.. وجاء هذا الحكم ليؤكد براءتي مجددا، وكانت محكمة الجنح المستأنفة قد شككت في سلامة الدليل الوحيد الذي قدمه ضدي الشيخ ناصر المحمد وهو عبارة عن "سي دي" زعم أنه مسجل عليه ندوة شاركت فيها، وكنت قد أكدت أمام المحكمة أن "السي دي" مفبرك. ليس هذا فحسب، بل أن أسباب حكم دائرة تمييز الجنح تضمنت ما يمكن وصفه "بالإدانة" للنيابة العامة،
فقد كشفت المحكمة النقاب عن تعرض ورقة مهمة من أوراق الطعن، هي عريضة الطعن، إلى "الشطب والتغيير والإضافة" بعد تقديمها إلى المحكمة، وهو شطب وتغيير وإضافة تتصل بتاريخ تقديم الطعن بالتمييز والجهة التي قدم إليها. وهنا لابد من معرفة أن النيابة العامة كانت قد قدمت أوراق الطعن إلى محكمة غير مختصة ثم قدمتها بعد فوات الميعاد إلى محكمة ثانية.. بالطبع القانون يجرم الشطب وتغيير الحقيقة في المستندات الرسمية، لذلك فإن إثبات حكم دائرة تمييز الجنح لما تعرضت له أوراق الدعوى من شطب وتغيير وإضافة يفتح الباب أمام المساءلة القانونية الجادة لمن أمر ولمن قام بالشطب والتغيير والأمر بيد المجلس الأعلى للقضاء!
والآن.. هل يحق لي مقاضاة رئيس مجلس الوزراء وتقديم بلاغ ضده اتهمه فيه بارتكاب جريمة البلاغ الكاذب؟ بالطبع أملك هذا الحق، وقد سبق أن أعلنت عن رغبتي بمقاضاته وتقديم قضية ضده في أحد مخافر الكويت، وطلبت منه الحضور بشخصه والخضوع للتحقيق في المخفر.. أليس هو من قال بأنه يحترم القضاء وأن الدستور في جيبه؟! حسنا تعالوا نختبر هذا القول، فهل تظنون أن الشيخ ناصر المحمد سوف يقبل الخضوع للتحقيق في مخفر الفردوس مثلا أو مخفر الصالحية.. أو حتى مخفر الشويخ؟!
أليس من حقي مقاضاته ومقاضاة النيابة العامة بعد أن أثبت القضاء أن "السي دي" "مفبرك" وأن أوراق القضية تعرضت للعبث؟! أليس من حقي مقاضاته ومقاضاة النيابة العامة بعد أن تم حبسي ظلما مدة (12) يوم العام الماضي في المباحث الجنائية بسببه؟! أليس من حقي أن أطالبه بتعويض بسبب تجنيه علي؟!
بالطبع أملك كل الحق، ولو فعلت فلن يكون تصرفي خطأ. لكن.. هل من مصلحة الكويت أن أفعل ذلك؟ في الحقيقة تنتابني الحيرة.. فلو أنني رجحت الجانب القانوني فقط فلن أتردد في اتخاذ كافة الإجراءات ضد رئيس مجلس الوزراء وضد كل من اشترك في جرم يتصل في القضية الأخيرة.. فأنا الآن بيدي أحكام نهائية من الاستئناف والتمييز تدين خصومي وتنصفني.. لكن لو رجحت الجانب السياسي فلربما ترددت في اتخاذ الإجراءات القانونية.. وإلى أن أحسم أمري، فإنني أود أن أتوجه إلى الشيخ ناصر المحمد بكلمة مباشرة صريحة:
ألا تظن يا بوصباح أنه آن أوان الانسحاب والتوقف عن ملاحقتي سياسيا؟ ألا تظن أنك وفريقك القانوني، قد تماديتم في محاولة تقييد حريتي؟
ألا تدرك يا بوصباح حجم الخسائر المتتالية التي لحقت بك في الجانب السياسي والقانوني؟ يا بوصباح لقد خدعك من نصحك بملاحقتي، إن الرابح الوحيد هم "أنصارك" الذين يتكسبون من التصاقهم بك ومن تحريضك ضدي.. لقد قلتها لك من قبل يا بوصباح وأكررها اليوم: "الكويت أكبر منك ومني"، فيا بوصباح لا تجعل نفسك أداة طيعة لمن يريد استغلال نفوذك وأموالك، فهؤلاء سوف يدمرونك سياسيا بعد أن يحققوا منافع شتى من قربهم منك.. بوصباح اسمعها مني: لن تفيدك قضاياك ولن تخدمك تصريحات محاميك، ومقالاتي لن تتوقف إلا بمشيئة الله، وليس بيني وبينك، من جانبي أنا، أي عداء شخصي رغم كل ما قمت به ضدي. دعنا نتفرغ كل منا في مجاله لمهماتنا الأساسية.. دع عنك الملاحقات والقضايا والمحاكم..
دع عنك كل هذا الصراع الذي لا يفيدك ولا يفيد الكويت في شيء واسحب قضاياك واقلب الصفحة ولترتقي خصومتنا السياسية، أقول لك هذا القول وأنا في موقع قوة لا ضعف، فالقضاء أنصفني وأدانك أنت وفريقك القانوني.. حبستني فخرجت أكثر قوة.. اتهمتني ظلما فأدانك الرأي العام.. قطعت مصدر رزقي الوحيد وهو الكتابة في جريدة "عالم اليوم"، فاستعنا أنا وأولادي عليك بالله واكتفينا به حسيبا.. سعى أنصارك إلى تشويه سمعتي فارتفع مقداري عند الناس.. فإلى أين تريد الوصول.. حبس وقطع رزق وإيذاء وملاحقة.. هل لديك المزيد؟! مقالاتي لن تتغير لأنني أنطلق من إيمان راسخ بقوله تعالى "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين" صدق الله العظيم.
على كل حال، أمامك "موسم" سياسي حافل بالأحداث يا بوصباح التي ربما.. أقول ربما تبعدك عن منصبك، وحينها سوف تقفز "الفئران" من سفينتك. إن المعارك القادمة تشكل ذروة الصراع بينك وبين بعض "عيال عمك"، فالانقسام واضح بين فريقك أنت والشيخ جابر المبارك من جهة، وفريق الشيخ أحمد الفهد من جهة أخرى، ولا تنسى أن الكفة تميل لصالح فريق الشيخ أحمد الذي يحظى بشعبية كبيرة وبقدرة على الحركة والمناورة تفوق بكثير قدرات فريقك، صحيح أن التحالف القديم بين الشيخ أحمد الفهد وجاسم الخرافي بدأ يتصدع، وهو ما يتيح لك الاستعانة "بخبرات" جاسم الخرافي، إلا أن الرأي العام "يشجع" الشيخ أحمد وفريقه وليس فريقك، كما أنه أصبح متاحا أمام الشيخ أحمد الاستعانة "بخبرات" أحمد السعدون في إطار الصياغة الجديدة لعلاقتهما السياسية.
في النهاية أقول لك يا بوصباح.. حين تسحب قضاياك وتتوقف عن ملاحقة خصومك، حتى في هذا الوقت المتأخر، فإنك تصون كرامتك أولا وتكسب احترام الرأي العام المحلي والدولي ثانيا، فلا تتردد.