المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا يحرص التكفيريون في مجلس الامة على حل المجلس ....البرغش مثالا



بركان
10-02-2010, 06:40 AM
«البلد يمر بأسوأ حقبة فساد في تاريخه ... والشعب سيجبر النواب الحكوميين على تغيير مواقفهم»


الحربش لتلفزيون «الراي»: أتمنى الإسراع بحل المجلس ... ما يُفعل اليوم بالكويت لم ينجح في فعله صدّام


http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2010/10/02/4.2_main.jpg

الحربش متحدثاً عبر تلفزيون «الراي»



|متابعة باسم عبدالرحمن|

انضم النائب الدكتور جمعان الحربش إلى ركب النواب الداعين إلى «انتخابات مبكرة لمجلس الامة، لانقاذ البلد من اسوأ حقبة فساد في تاريخه»، مؤكدا «ان الشعب الكويتي اصبح اكثر فطنة وعلما بمن يمثله حقيقة تحت قبة البرلمان ومن يمثل مصلحته ومصلحة شيخ ما».
واعتبر الدكتور الحربش في حديثه عبر تلفزيون «الراي» مساء اول من امس ان «ما يفعل اليوم بالكويت لم ينجح في فعله صدام، فالفساد يضرب اطنابه في العديد من قطاعات الدولة»، مشددا على ان «الامة الكويتية ستجبر ممثليها من النواب الداعمين للحكومة على تغيير مواقفهم المستقبلية»، متوقعا ان يشهد دور الانعقاد المقبل مواجهة سياسية ساخنة، وهنا تفاصيل اللقاء:

• كيف تقيم دور الانعقاد الماضي لمجلس الامة؟
- لم يكن دور الانعقاد الماضي طويلا لانه يجب ان لا يقل عن 8 اشهر بل قد يزيد عن ذلك وكان من الممكن ان نستمر لـ10 اشهر لانجاز الكثير من القوانين والتشريعات لكن بالنهاية الحكومة وبعض النواب حسموا هذا الموضوع، لكن دور الانعقاد الماضي شهد رفض ميزانية الدولة من قبل اكثر من21 نائبا في سابقة هي الاولى من نوعها بسبب ملاحظات عليها، كما شهد دور الانعقاد الماضي تفعيل الاداة الرقابية في عدة استجوابات احدها لرئيس الوزراء واربعة لكل من وزير الداخلية ووزير الدفاع ووزير الاعلام ووزير الاشغال كسرت بموجبها حاجز الخوف من انهاء الحياة السياسية بسبب هذه الاستجوابات، وكان جواز مرور هذه الاستجوابات هو تحالف كتل نيابية مع الحكومة ثمنه مناصب ووزارات واخشى ان يكون اكثر من ذلك رغم ان كثيرا من القضايا التي تم الاستجواب عليها جددت في فترة الصيف مما يمهد لدور انعقاد مقبل يشهد مواجهة سياسية مع الحكومة.
• ما اولوياتك خلال دور الانعقاد المقبل؟ وهل هي اجندة خاصة لك ام لكتلة التنمية والاصلاح التي تحظى بعضويتها ام الحركة الدستورية الاسلامية؟
- من خلال التجربة خلال 3 ادوار انعقاد لمجلس الامة ارى انه بالنهاية سواء كان النائب منتميا لكتلة او حركة فلديه هدف الرقابة والتشريع في مجلس الامة وتأتي القضايا الاخلاقية وقضايا المال العام اول جوانب الرقابة وجانب التشريع يخدم القضيتين، ونحن في كتلة التنمية والاصلاح وازنا بين القضيتين وكانت لنا مواقف واضحة منها ردا على الاسطوانة التي يرددها خصوم التيار الاسلامي انه لا يعنينا في المجلس سوى القضايا الشرعية لكن الحمد لله تولينا قضايا المال العام بجدارة سواء في ملف وزارة الدفاع او مصروفات ديوان سمو رئيس الوزراء او المصروفات السرية التي شهدت قفزة كبيرة من دون اي مبرر منطقي.
ونود الاشادة بوزارة الدفاع في ايقاف صفقة الرافال واتمنى ان يكون الايقاف نهائيا ونناشد وزير الدفاع عرض خطة التسليح العسكري للاربع سنوات القادمة على مجلس الامة حتى نسير على هدى في هذا الملف فهناك تناقض غريب في بلد به برلمان ويسجل معدلات مرتفعة في الفساد.
وبخصوص الملفات القادمة لي مصادري التي تثق في للقيام بامانتي ومنها ملف وزارة التربية وملف القياديين في الدولة الى جانب اننا في كتلة التنمية والاصلاح سنطلب من الحكومة كشف وثائق المفاعل النووي ونقول للحكومة بوضوح لا تخفون عنا اي معلومات بل اعرضوها في المجلس وان اقتنعنا بها سنؤيدها لكننا لا نقبل ان تدار هذه الملفات الخطيرة بعيدا عن المجلس.
كما كلفنا اللجنة المالية بملف التحقيق في غلاء الاسعار بعد ان فقدت الدولة القدرة المهنية على الرقابة على الاسعار وبعد ان وصل ثمن كرتون الطماطم الى 4 دنانير.
• ما آلية تحديد هذه الملفات؟
- في الحركة الدستورية نطرح كثيرا من الملفات ونرى اولويات عرضها ونتبناها لكن بعض هذه الملفات وصلني عنها معلومات حملتها للحركة وكتلة التنمية والاصلاح كما ان هناك ملفات بادر بها اعضاء كتلة التنمية والاصلاح، ونؤكد ان هذه الملفات ليست معروضة للصراع والمساءلة الا ان ابى الطرف الاخر وكثير ما يأبى.
> هل هناك تعارض بين ما تراه من قضايا مع الحركة الدستورية الاسلامية؟ ولمن يكون القرار النهائي؟
- القضايا المبدئية لا يوجد بيننا خلاف حولها مع الحركة الدستورية اما القضايا الاجتهادية التي بها تقدير سياسي خلال العام الماضي اصبحت هناك ثقة في تقدير المصلحة السياسية بالتعاون مع كتلة التنمية والاصلاح لذلك لا اعيش هذا الصراع سواء في الملفات او ادوات الرقابة والخط الذي نلتزم به خط شرعي ووطني. وخلال الاستجوابات السابقة يعرف الناس ان وجود اي شخص في الحكومة لن يغير قناعاتنا.
• صرحت بأن وزيرة التربية تعمل وفق اجندة فكرية ليبرالية في الفترة الاخيرة خصوصا في موضوع التعيينات... لماذا كل هذا التحامل على الوزيرة؟
- اعتقد ان وزيرة التربية هي التي اختارت المواجهة وعليها ان تتحمل النتائج، فمع كل تشكيل حكومي نعلن موقفنا برفض ان يتولى وزارة التربية شخصية (مؤدلجة) صاحبة توجه فكري وكنا نقول للحكومة ان لا تعيين لوزير اسلامي او ليبرالي لكنها كانت تعمل بعكس هذه النصيحة ومع ذلك ان تم تعيين مثل هذه الشخصية لا اسارع بالاصطدام بها بل التقي معها واراقب افعالها ولا تكون ردة الفعل من اول قرار الا بعد التأكد من ان الوزير استمرأ الاخلال بمعايير الكفاءة كما فعلت الدكتورة موضي الحمود.
• قلت ان التعيينات في الوزارة من خلال الوزير السابق والمستشار الحالي؟
- نعم فهناك ادلة وشواهد لكن المشكلة الاساسية في السنوات الاخيرة ان كل وزير يمسك بالوزارة يتصرف فيها وكأنها ملكه الشخصي وانها حق للمعارف والاقارب والتيار الذي ينتمي اليه، ووزيرة التربية بعدما انتهت اللجان من اختيار نواب المدير العام للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتي اختارت 3 قياديين الى وقتنا هذا لم تخرج قراراتهم، اضف الى ذلك انها عهدت بادارة المركز الوطني لتطوير التعليم الى دكتور متخصص بالخدمات المصرفية تاركة كل التخصصات التربوية ثم اخرجت قرارا بتكليفه بالمجلس الاعلى للتعليم.
• هل هو من نفس التوجه السياسي لوزيرة التربية؟
- انا لا افهم الا ذلك، لكن لا يوجد تسجيل بالقائمة حتى اقول ان هذا هو الدليل فما هي المعايير التي بموجبها تم تعيين متخصص بالدراسات المصرفية حتى يدير مركزا متخصصا في المناهج التربوية، ايضا الوزيرة شكلت لجنة لتعيين شواغر المناطق التعليمية وقابلت المتقدمين وانتهت من النتائج وتكتمت عليها واتاها بعض النواب لمحاباة فلان وعلان، ومنذ 8 اشهر والوزيرة متكتمة على النتيجة لتعيد اللجنة مرة اخرى.
• هل القانون يلزم الوزيرة الالتزام بما تصدره هذه اللجنة؟
- الوزيرة هي التي الزمت نفسها كما ان القانون يلزمها ذلك فعندما يصرح رئيس الوزراء بأن الدستور دوماً في جيبه وتدار العملية بهذه الطريقة فانها نكسة بلا شك في ادارة مؤسسات الدولة، وكان رد الدكتورة موضي الحمود نصفه متعلق بي والنصف الاخر متعلق بالتمديد للدكتور عبدالله الفهيد الذي لا ينتمي لاي تيار اسلامي، لكننا ابلغناها بعمل لجنة لتختار مديرا للجامعة وتركت الفهيد طوال مدة كبيرة لا يعلم ان كان سيمدد له ام لا، والان الجامعة تعاني من عدم وجود ادارة لها كما ان هناك 3 نواب للمدير انتهت مدتهم وانا اتساءل هل كان الدكتور عبدالله الفهيد خلال الفترة الماضية عرضة لمساومات نيابية لكي يستمر في منصبه من عدمه؟ وهل استخدم كورقة لكسب الاصوات وقت استجواب وزير الاعلام الشيخ احمد العبدالله؟
• لكن كان رد الوزيرة عليك بان الكفاءة هي المعيار في التعيين في المناصب القيادية لا رضوخا لاي تيارات سياسية؟
انا رددت على ذلك انه ان كانت الكفاءة هي المعيار فلماذا لم تعتمد نتائج لجان تعيين نواب المدير العام في هيئة التعليم التطبيقي والمناطق التعليمية والاخطر من ذلك سؤال في التربية الاسلامية بماذا تنصح زميلا لك يسب الصحابة وجاء الرد مهذبا مع سب الزنديق ياسر الحبيب للسيدة عائشة رضي الله عنها وقام احد النواب وطالب الوزيرة باقصاء التكفيريين من المناهج ووصف اساتذة في الجهاز التدريسي بانهم تكفيريون دون ان تدافع الوزيرة عن مرؤوسيها وانا سألتها ان كانوا ورقة سياسية تقدم للبعض ام ان عليها واجبا دستوريا ووطنيا ان اخطأوا تحاسبهم؟
• وماذا كان رد الوزيرة؟
- قالت انها لا تريد اثارة الساحة لكن عدم قيام الوزيرة بمسؤولياتها هو الاثارة الحقيقية، لذلك مسلك الوزيرة اعتقد انها سبقت فيه كل الوزراء السابقين.
• حتى مع تأكيد الوزيرة ان اختيار مدير الجامعة سيتم وفق لجنة متخصصة؟
- نحن ليست لدينا موانع لكن لماذا اختارت اللجنة منذ 4 أشهر حتى لا يحدث فراغ سياسي واؤكد للدكتورة موضي الحمود اننا سنراقب هذه اللجنة واعتقد انها تتبع توجها فكريا ولن نسمح بتسييس هذه المؤسسات بهذا النهج، واتحدى الوزيرة ان كنا طلبنا منها وضع قيادي بعينه.
• رد وزيرة التربية على تصريحاتك بأن معيار تعيين القياديين وفق الكفاءة يمكن ان يكون ردا لمن يقولون ان الخلاف بينكما بسبب خلافات في التوجهات السياسية؟
- ذكرت اننا نتحفظ على وجود شخصية ليبرالية في وزارة التربية، لكن هذا ليس دافعا للاستجواب حتى تقع المخالفات والدكتورة موضي الحمود هي اخت فاضلة كموقف شخصي منها لكنها اليوم في سدة مسؤولية وهناك تجاوزات خطيرة في وزارة التربية والجامعة وهيئة التعليم التطبيقي وهذه التجاوزات خلال اكثر من سنة.
• هل تعتبر ان هذا المنصب ولاية عامة كونها امرأة؟
- انا لا استهدفها كونها امرأة في ولاية عامة لأنه ان اردت الغاء الولاية العامة لابد لي من تشريع رغم تحفظنا على هذا الموضوع في السابق لكنني اتكلم عن اداء الوزيرة ولو كان جيدا لن استهدفها كما انني لو استهدفتها لأجل الولاية العامة فانه من الممكن ان تأتي خلفها امرأة اخرى في هذا المنصب، لكن الصراع ليس صراعا اسلاميا ليبراليا فهذه قضية وطنية وهناك معايير محددة وللمرة الاولى يحدث في تاريخ الجامعة ان تعاني من فراغ قيادي.
• لكن الوزيرة قالت ان الفهيد يرغب في التفرغ للتعليم والابحاث؟
- هي قالت ذلك لكن انا لا اعتقد ذلك وان كان يرغب في التفرغ من عدمه يجب ان يعلن مسبقا وبالنهاية لماذا التأجيل والمماطلة وهل كان الفهيد عرضة لمساومات واذا كان هذا هو التوجه لماذا لم تشكل الوزيرة اللجنة مسبقا، واذا كانت بصدد تشكيل لجنة حاليا لماذا لم تحترم لجنة تعيين قياديي هيئة التعليم التطبيقي التي انتهت من الاختيار من سنة واعتقد ان ذلك لضمان عدم السقوط عند اي مساءلة، الى جانب اخضاع كل شيء في الوزارة للضغط السياسي والمساومة وكل ذلك مسؤوليتها اما مسألة اننا نستهدفها لانها تخالفنا فكريا فنحن لا نريد ان يبقى صاحب توجه في هذا المنصب ولن نظلمها اذا كان اداؤها جيدا.
* النائب صالح الملا استغرب الهجوم على وزيرة التربية... ما ردك؟
- الاخ صالح الملا له الحق في ابداء رأيه لكن من الذي تسلم هذه الوزارة من التيار الاسلامي؟ أليس من تسلم هذه الوزارة من نفس خطك الفكري؟ أليست اكثر صراعات الاسلاميين مع وزراء ينتمون للتيار الليبرالي المنحازة اليه الحكومة في هذه الوزارة التوجيهية؟ لكن ان اراد الاخ صالح الملا أن استخدم نفس الاسلوب فنستطيع استخدامه في ملف الرياضة لكنني ارفض هذا الاستخدام ويذكر الملا انه عندما حضرت كتلته عندنا على خلفية استجواب رئيس الوزراء على ملف الرياضة قلنا لهم اننا معهم ان اثبتوا ادانة رئيس الوزراء. فهل يرضي الاخ صالح الملا ما يحدث من تجاوزات في وزارة التربية؟
• ما الذي يشجع الوزيرة على المضي قدما في هذا الامر رغم حديثك معها اكثر من مرة؟
- اعتقد ان الحقبة التي نعيشها اليوم تشجع على تجاوز القانون والفساد وضرب معايير الكفاءة عرض الحائط لأن المجلس هكذا الذي جاء نتاج حملة اسقطت البعض من التيارات المعارضة وانجحت الاخرين وفي النهاية احترمنا اختيار الناس لكن اقول للنواب الذين اعطوا للحكومة الدعم الهائل لتتجاوز 7 استجوابات ان ما حدث في فترة الصيف من ضرب للوحدة الوطنية وخلل في تعيينات المناصب القيادية والمحسوبيات مرده ان الحكومة قرأت انكم ورقة في جيبها وليس الدستور.
• قلت انكم ستراقبون الموقف خلال الايام المقبلة في مسألة اختيار مدير الجامعة... في حال لم يكن من ذوي الكفاءة... ما موقفكم عندئذ؟
- اعتقد ان التجاوزات موجودة حتى قبل اختيار مدير الجامعة، والوزيرة سلكت مسلك المواجهة، وفي هذا المنصب... لا نقول اختاروا شخصا بعينه واللجنة ستبين موقفنا فان تم الاختيار وفق الكفاءة، فاننا سندعم صاحب الكفاءة لكن ان كانت النتيجة وفق تخوفاتنا فان الوزيرة تحت المجهر واقول لها انها فوتت فرصا كثيرة لتدارك الاخطاء ولن نسمح لتيار تغريبي بأن يختطف وزارة التربية.
• هل ما زالت هناك اي فرصة لوزيرة التربية في مواجهة المساءلة او الاستجواب؟
- الوزيرة سلكت مسلك المواجهة اذا سنحدد الموعد والموضوع ولم انفرد بذلك الا بعد مشاورة بقية اعضاء كتلة التنمية والحركة الدستورية لأنني ارى ان مسلك الوزيرة مدمر لهذه الوزارة ومؤسساتها واحذر من بعد اخر الى جانب التوجه الفكري اخشى ان تكون هناك مصالح في كثير من العقود والاجهزة تم بناء عليها نقل بعض الاشخاص لتولي بعض المناصب وهو ما سنضع عليه المجهر ايضا.
• ألا يؤلمك ان الوزيرة لا تهتم لهذا الامر بموجب ان الحكومة لديها اغلبية نيابية؟
- بالنهاية سأقوم بدوري لكنني احذر الحكومة ألا تأمن الاغلبية السابقة فالحسبة من الممكن ان تقلب الطاولة، فالشارع به ضغط كبير وتململ من الواقع الموجود، فقائمة التعيينات الاخيرة يعرف عنها الشارع الكويتي بعد ان جاءت المناصب نتيجة الولاءات في ظل تغييب الكفاءات، وليس فقط سنتولى المساءلة في وزارة التربية انما سنضم اليها القطاع النفطي والمناصب في الوزارات الاخرى.
• هل اتخذ القرار باستجواب وزيرة التربية؟
- عندما نجتمع مع الاخوان ونقدر الوقت المناسب سنعلن ذلك لأننا نعتقد ان التجاوزات كبيرة منذ عام ونصف العام والوزيرة ليس في مسلكها ان تراجع نفسها لدرجة ان الواحد يتساءل هل ان الوزيرة لديها علم بانها ستغادر لكي تعمل لها اجندة قبل مغادرتها، فما هو موجود يستحق الاستجواب ويبقى فقط تحديد التوقيت والمحاور.
• تجاوزات القطاع النفطي التي تنوي كتلة التنمية والاصلاح فتحها في المرحلة المقبلة... ما الجديد في هذا الشأن؟
- اعتقد اننا في كتلة التنمية لم نتناول موضوع النفط في السابق لأنه لم تكن لدينا معلومات حوله باستثناء الغاء مشروع الداوكيميكال، وعقب تولي الشيخ احمد العبدالله لوزارة النفط علمنا ان هناك لجنة منذ عام تقوم بتقييم القياديين بالتعاون مع مستشار خارجي لتكون لجنة حيادية لكن بعد ان انتهت اللجنة من تقريرها قام الوزير بتعيين رئيس لمؤسسة البترول رغم ان التقرير يقضي باستبعاده وهي بمثابة الضربة لخطة التنمية التي تنادي بها الحكومة، وهذه رسالة خطيرة قضت على المهنية في القطاع النفطي واشعرتنا ان البلد يدار بأجندات تريد ان تقتطع من الكيكية ونسأل سمو رئيس الوزراء هل هذا هو الاصلاح؟ ومن هو التأزيمي... النواب ام الحكومة؟
• هل قام وزير النفط بذلك لايمانه بعدم قدرة المعارضة النيابية على التغيير في هذه القضايا؟
- من الواضح ان هذه الرسالة والفلسفة التي يتعاملون بها في البلد لكننا ان تحدثنا عن الجانب المهني ماذا سنقول لابنائنا ... ان الفاشل سيصل لا الكفاءة؟!، القضية اخلاقية في الاساس، فالجانب الاخلاقي ذبح على مقصلة المصالح والعلاقات الشخصية التي قدمت على مصلحة الكويت، وهذه القضية مستقبلا ستعصف بالحكومة والشارع سيجبر النواب على تغيير مواقفهم في المستقبل.
• هل هذه تمنيات ام وقائع؟
- لقد وصلنا الى مرحلة في سوء الادارة لم نشهدها في تاريخ ادارة البلد، لذلك انا متفائل ان الناس اليوم عرفت من يمثلها ومن يمثل مصلحته او مصلحة شيخ ما فنحن لسنا ضد الاسرة الكريمة لكن اليوم نحن امام مسؤوليات ومصلحة البلد، كما ان هناك الكثير من ابناء الاسرة الحاكمة من العقلاء الذين يتململون من طريقة الادارة الموجودة في الحكومة وحتى داخل الحكومة نحن نطالب من نتوسم من فيهم خير من الوزراء بان يقفوا وقفة امام هذه الاختيارات التي ضربت بالكفاءة عرض الحائط.
• هل التقرير الذي وصلك كان بالسر ام كان بطريقة معلنة؟
- التقرير وصلني بأي طريقة لا يهم لكنه وصل لأكثر من نائب ولدينا خلال الاسبوع المقبل في كتلة التنمية مؤتمر صحافي سنعلن فيه حقائق اكثر في ملف القياديين سواء في التربية او النفط او جهات اخرى.
• اذا كانت هناك قطاعات كبيرة في مؤسسات الدولة تعاني من الفساد فمحاربته مسؤولية من؟
- النواب عليهم مسؤولية الرقابة لكن لسنا رقباء على اناس ليس لديهم رقابة ذاتية، لكن الاشكالية في الكويت اليوم انه اصبحت هناك ثقافة فساد فالفساد استشرى في جميع الطبقات واصبح حلقات متعددة ومحاربتها يكون عبر سلطة تنفيذية قوية يكون لديها النية في الاصلاح لا ان تعقد صفقات على حساب البلد يكون هدفها اقامة دولة مؤسسات لا تسديد فواتير وزير لمن اوصله لمنصبه.
المواطنون اليوم يسمعون خطبا رنانة للحفاظ على الدستور والقانون والمال العام لكن كل هذه دعاوى ليس لها بينة، فالبلد يحتاج الى نفضة لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب لا بعائلته او انتمائه.
• بحكم عضويتك في لجنة التحقيق في قضية ابعاد الوافدين الايرانيين ماذا كانت ردود وزير الداخلية حول هذه القضية؟
- لا يمكن ان افشي ما جاء في لجنة التحقيق لان هذا التحقيق سري وما زال مستمرا لكن اللجنة ستنتهي الى حقيقة وموقف واضح يرفع للمجلس في دور الانعقاد المقبل، وفي ما يخص قضية ضابطي سلوى كنت اول من طالب بتشكيل لجنة تحقيق في هذه القضية وان ثبت صحة هذا الكلام ان لم يتخذ وزير الداخلية قرارا بعزل من قام بحبس الضابطين فانه يستحق المساءلة لكن لا اريد ان استبق التحقيق حتى نصل الى حقيقة ما حدث.
هناك ملاحظات كثيرة على وزارة الداخلية واستعراض للقوة امام الناس وحشد القوات الخاصة عند كل ندوة اعتقد انه تصرف سيئ ومحاولة لارهاب الناس والاخطر من ذلك فرزهم وكشف هوياتهم وعناوينهم، ورغم انني ضد اتهام قيادات الداخلية بالفساد لأن بها كفاءات لكن هناك بعض القيادات لديها تجاوزات ان ثبتت سنحاسب بموجبها الوزير في النهاية فالخلاف مع قيادة الوزير لهذه الوزارة، والشيء الخطير خروج بعض الوثائق الخاصة بالناس في الفضائيات ايا كان جنسيتهم كيف نقبل بوضع صورهم وصور جنسياتهم على هذه القنوات فوزير الداخلية مؤتمن على اسرار الناس واعراضهم، فهل وصلنا الى هذه المرحلة؟
• هل وصلك عبر «الراي» ان ضابطي سلوى تم ايقافهما بسبب تطبيقهما للقانون؟
- الموجود انه تم ايقافهما بسبب عصيانهما الاوامر بموجب بيان وزارة الداخلية لأنهما خرجا بدورية واحدة وتركا المخفر لكن ما هو موجود في الاوراق انه بسبب عصيانهما الاوامر ومسؤوليتنا ان نحقق المقصود بهذه الاوامر هل هو الكف عن عدم ضبط هذه الجريمة ام شيء اخر لا نعلمه، وقد شكلت لجنة تحقيق ان انتهت الى ادانة فيجب ان يتحمل وزير الداخلية المسؤولية وان كان العكس فيجب ان ينصر لكن الصورة المبدئية مخيفة ان هناك ضابطين اكتشفا فعلا فاضحا فتم حجزهما، واجمالا اقول لوزير الداخلية الادارة سيئة واستعراض القوة وحشد القوات الخاصة عند كل محاضرة سيستوجب منا موقفا من الحكومة. وعرض صور واسرار الناس في الفضائيات ستسأل عنه امام المولى عز وجل وامامنا عليها وكذلك تسييس العلاج في الخارج، فما يحدث في وزارة الداخلية جزء مما يحدث في وزارات اخرى ونتمنى ان يتغير هذا المسار اما بالمحاسبة وإما انتخابات جديدة، واتمنى ان يحل هذا المجلس حتى يحدث هناك حراك شعبي بما يحدث الان لأن الحكومة فهمت رسالة الاغلبية المؤيدة لها خطأ.
• الواقع الحالي يشير الى ان الحكومة مرتاحة الى الاغلبية النيابية الحالية وان المجلس سيكمل دورته، ما رأيك؟
- انتقدت النائب وليد الطبطبائي على تصريحه بان استمرار المجلس الحالي نكبة وقلت له تفاءل رغم انني ارى اننا ذاهبون الى طريق مسدود لكن في نفس الوقت نحن نثق بالله وفي الناس وبعض المسؤولين والوزراء ان يقفوا وقفة جادة وان يكون القادم للكويت وشعبها افضل من الواقع الحالي غير المسبوق بالفساد والذي يشهد تآكلاً من الداخل فما يفعل اليوم في الكويت لم ينجح في فعله صدام.
• هل ترى ان هناك خطرا على الوحدة الوطنية؟
- بالفعل هناك خطر على الوحدة الوطنية وانا ارفض كلام بعض الناس ان الوحدة الوطنية لا يؤثر فيها جاهل او سفيه لأن كل الفتن يشعلها اما جاهل وإما سفيه، وما يحدث في ضرب مكونات المجتمع الكويتي غير مسبوق والحكومة تركت هذا الموضوع واخشى ان تكون قد شجعت عليه والسبب اللعبة السياسية غير النزيهة والغاء الولاء للبلد وتقسيمه الى ولاءات، فالدول التي تريد البناء تقوم على معيار الصدق والامانة اما معيار الطائفة والقبيلة لا يبني الدولة بل يهدمها، ولهذا البلد ثوابت حافظ عليها الكويتيون على مر التاريخ ومنها احترام اصول الدين ونحن من زمان فينا شيعة وسنة لم نعهد ان يخرج منهم من يقوم بالطعن في عرض النبي عليه الصلاة والسلام بهذه الطريقة الاستفزازية وغياب دور الدولة في وأد الفتنة من بدايتها شجع على التشرذم، ففي تطبيق قانون المرئي والمسموع هناك بعض القنوات التي تصدر من الكويت تردد ما قاله ياسر الحبيب وسلم وزير الاعلام ملفاً كاملاً عن ذلك من دون ان يفعل شيئاً.
• اذا كان الهدف هو احداث فتنة، في المقابل ما دوركم في اخمادها؟
- نحن سلكنا كل السبل وكلمنا رئيس الوزراء وذهبنا الى القيادة السياسية وحذرنا من مغبة ما يحدث في البلد وسمعنا كلاماً جميلاً من جميع الاطراف واجتمعنا مع وزير الاعلام وسلمناه المخالفات ورغم ان القانون يسمح له بايقاف القنوات التي تدعو الى ازدراء واحتقار فئة بعينها لم يرد علينا الوزير وقام وكيل الوزارة الشيخ فيصل المالك بالرد علينا بان هناك احالات للنيابة وترك الايقاف، لكن بالنهاية خطاب سمو الامير كان واضحا والتزام رئيس الحكومة ايضا واضحا وقد فعلنا الادوات الدستورية لكن المستقبل يؤكد ان لم يكن هناك ايقاف للفتنة فانها ستعصف بالبلد لأن البلد اصبح يتآكل من الداخل مما يهدد بقاء الكويت ووجودها، وهذا الملف سيفتح في المستقبل واخشى ان تكون طريقة فتحه مؤلمة.

بركان
10-03-2010, 06:16 AM
لاري: من يقل إن استمرار المجلس كارثة فكلامه هو الكارثة بعينها.. ومن الأفضل تقنين صلاحيات الحكومة في سحب الجنسية


سميرة فريمش

annahar@annaharkw.com


http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2010/10/03/993be867-afa6-4a1d-a5f4-68fb06d24050_main.jpg


لاري متحدثا عن الوضع السياسي في

شمل حوارنا مع النائب السابق عن التحالف الوطني الاسلامي أحمد لاري قضايا متشعبة منها الداخلية وأخرى لما يحدث في المنطقة والعالم، ليؤكد لنا ان ما يحدث في العالم وما يحدث في الجوار وفي المنطقة يؤثر وبشكل فعال على الاوضاع الداخلية في الكويت. وقال ان الاحتقان السياسي والطائفي الموجود في العراق له أثر كبير على ما يحدث في الكويت، محملا اليمينيين من الفئتين تأجيج الأحداث.

وأشاد لاري بحكمة أسرة آل الصباح وبالمجتمع الكويتي على حسن ادارته لهذه المسائل بحكمة وموضوعية، معتقدا ان الفتنة الاخيرة لن تكون نهاية مطاف هذا الصراع. ونوّه لاري الى أن الكويت دولة مؤسسات يحكمها الدستور والقانون بامكانه حسم مثل هذه الامور والخلافات. ودعا لاري الى دحض هذه الفتن وايصال رسالة موحدة ومحاسبة المخطئين دون الضغط باتجاه معين لمعالجة أي أمور قد تحدث مستقبلا بما فيها النزاع القبلي والحضري، مطالبا بوجود ميزان للتعامل، آملا ان ما حدث في التاريخ فليبقى في خانة التاريخ. ورأى لاري ان يكون موضوع سحب أو اسقاط الجنسية هو الكي كآخر الدواء وبعد استنفاد جميع الطرق، مؤكدا ضرورة تطبيق القوانين وملاحقة المخطئين. وذكر لاري ان المواد الموجودة حاليا للجنسية تحمل عناوين عامة، داعيا لوضع قوانين مفصلة وضوابط قضائية كالسحب أو اسقاط الجنسية. ونفى لاري أن يكون له أي تحفظ حول سحب جنسية ياسر الحبيب، موضحا ان القانون أعطى الصلاحية كاملة لمجلس الوزراء لتقدير وتقرير ذلك.

كما تطرق لاري الى أداء مجلس الامة الحالي الذي اعتبره أكثر استقرارا من المجالس السابقة لوجود أغلبية عاقلة تتعامل مع الحكومة وفق الاطر والقنوات الدستورية. وتحدث لاري عن الخطة التنموية التي وصفها بأنها تشمل مشاريع «جامبو» دون ان تضع رؤية واضحة لحل المشاكل الكبيرة التي يعاني منها المجتمع كالبطالة والأزمة السكنية والاختناق المروري وغيرها. وفي الحوار المفصل مع «النهار» يتطرق لاري الى الملف الرياضي والأداء الحكومي وعلاقة الكويت بدول الجوار والاساءة للاسلام، لتكون التفاصيل التالية:

نبدأ حديثنا بالوضع السياسي القائم في البلد، كيف ترى هذا الوضع في ظل التجاذبات السياسية القائمة التي لم تعد مجرد تجاذبات بين السلطتين لتنتقل الى تجاذبات طائفية؟

بداية، أشكر القائمين على أسرة تحرير جريدة «النهار» لاتاحة هذه الفرصة، والوضع السياسي في البلد اليوم جزء من الوضع الاقليمي في المنطقة والوضع العالمي بشكل عام، فما يحدث في العالم وما يحدث في المحيط القريب منا يؤثر بلاشك على الاوضاع الداخلية، وكذلك أوضاعنا الداخلية لها نوع من الربط والتأثير مع الاوضاع العالمية، وبالتالي أعتقد ان الاحتقان الطائفي والسياسي الموجود في العراق يؤثر بشكل كبير على ما يحدث في الكويت، ناهيك عما يحدث في أفغانستان ولبنان وفلسطين، خصوصا قطاع غزة وكذلك ما يحدث مع مسلمي أوروبا مثل موضوع الحجاب والتعرض لشخصية الرسول الاكرم - صلى الله عليه وآله وسلم - وأخيرا موضوع حرق القرآن، فجميع هذه الامور تحدث ردود فعل وتفاعل لدى المجتمع الكويتي، وأعتقد ولله الحمد ان الكويت مرّت بكثير في مثل هذه الازمات والحمد لله، الله لطف وذلك بحكمة أسرة آل الصباح وبحكمة أغلب الفئات المكونة للنسيج العام للبلد.




وطبعا أصابع اليد ليست واحدة، وهنا نتوقع ان يكون أناس يمينيين في التعامل مع الطرف الآخر، والاحداث من كل فئة وهم يمثلون الرأي المتشدد جدا في مثل هذه الاطروحات، ما ينتج عنه نوع من التصعيد، لكن يتدخل الحكماء لمعالجة الامور بالوسطية، وحتى الان أعتقد أننا استطعنا كمجتمع وكأسرة ان ندير هذه الامور بحكمة وموضوعية وأعتقد ان ما حدث في الفترة الاخيرة لن يكون نهاية المطاف، وستستمر طالما لا يوجد استقرار في جوار الكويت وفي المنطقة العربية، ما يجعلنا نعيش هذه

الانعكاسات، وواجبنا ككويتيين ان نساهم في استقرار بلدنا واهلها، وان نضع مصلحة الكويت، قبل كل شيء، وهذا يستدعي ان نؤكد اننا دولة مؤسسات ودولة قانون، ودستور، واذا كان الاختلاف في تطبيق بعض الامور، الا ان الشكل العام ولله الحمد، لدينا دستور نفتخر به في الوطن العربي وقد يكون منا احسن دساتير العالم، وهنا نؤكد ان نحتكم الى احكام الدستور، مهما كان المخطئ منا، ولابد من تطبيق القوانين على اي شخص مهما كانت انتماءاته، لان القانون وضع لحسم مثل هذه الامور والخلافات.

فالتأكيد والحرص عليها لإلغاء المزايدات من هنا او هناك، او الضغط باتجاه معالجة اي احداث قد تحدث مستقبلاً.

واتمنى تداعي جميع الكويتيين لدحض هذه الفتن وايصال رسالة موحدة، فمثلا اذا اخطأ شخص من الطائفة الشيعية، يجب ان يستنكر الجميع «سنة وشيعة» هذا الخطأ وكذلك اذا اخطأ فرد من الفئة السنية لتشدد او تعصب معين، فنأمل ان نستنكر جميعنا هذا التشدد والتصرف.

وكذلك الامر بالنسبة للموضوع القبلي والحضري ونحن ضد هذا الطرح لان جميع الكويتيين يجمعهم القانون والدستور والارض، ولابد ان يكون هذا ميزان التعامل، وما حدث في التاريخ فليبق للتاريخ، ونحن رجال اليوم ولايوجد فرق بين المواطنين مهما كانت انتماءاتهم الطائفية او القبلية، ولا يوجد فرق بين الجميع حتى الذي حصل على الجنسية مؤخرا له كامل حقوق المواطنة ولايوجد فرق بين كويتي قديم وكويتي جديد، فطالما حصل على حق المواطنة فلابد ان يمارس حقوقه وان يتحمل مسؤولياته والواجبات التي عليه.

تعامل الحكومة مع قضية الحبيب

تطرقت الى نقطتين مهمتين، الأولى ان النفس الطائفي لن يختفي بسهولة والثانية: ضرورة الاحتكام لاحكام الدستور، كيف ترى تعامل الحكومة مع قضية المدعو ياسر حبيب، وهل اسقاط الجنسية عنه ينهي المسألة؟

لايوجد شك وجود قوانين تنظم الجنسية سواء الحصول عليها او اسقاطها او سحبها والتعامل مع من لديه جنسية بالتأسيس او من منحت له وفق المادة الثانية، مثلاً او الـ 5 أو الـ 7 وغيرها.

واعتقد بضرورة تطبيق القانون، فاذا كان القانون يستوجب مثل هذا الاجراء، فلابد من تطبيقه على الجميع وليس على فئة دون الاخرى حتى لا يكون هناك شعور بالتمييز في التعامل ولابد من التعامل وفق ميزان واحد.

فاذا طبق الامر على فرد من الطائفة الشيعية وطبقت عليه القوانين فلابد من تطبيق نفس هذه المعايير على المتشددين من الطائفة السنية الذين يتجاوزون على ثوابت الطائفة الاخرى.

واتمنى ان موضوع السحب والاسقاط آخر «دواء الكي»، اي يأتي بعد استنفاد جميع الطرق وذلك لوجود الكثيرين الذين لا يحبذون هذا الاجراء، وذلك بضرورة ملاحقة ومعاقبة المخطئ وفق القانون الكويتي وليس باللجوء الى مثل هذا الامر واغلاقه بهذه الطريقة، والبعض يفسرها انه اعطى نوعاً من الحماية لبعض من سحبت عنهم الجنسية، واعتقد ان معالجة مثل هذه المواضيع لابد ان تكون وفق القوانين المنظمة لها، لكن نتمنى تفعيل هذه القوانين ومحاسبة المخطئين ومحاكمتهم.

مزدوجو الجنسية

هل تؤيد من نادى بفتح ملف مزدوجي الجنسية بعد سحب جنسية المدعو الحبيب؟

القانون اعطى الصلاحية لمجلس الوزراء في موضوع السحب واذا كانت هناك بعض التعديلات لتقنين هذه الصلاحية بشكل اكثر واعطاء الصلاحية للمحاكم وللقضاء، اعتقد ان هذا الامر قد يكون افضل لان المواد الموجودة حاليا تحمل عناوين عامة، ويمكن ان تطبق في جميع الحالات، مثل الاخلال بالامن الاجتماعي او الامن الاقتصادي او المصلحة العليا للبلد، وارى انها عناوين عامة، ومع كل تقديرنا واحترامنا لقرار مجلس الوزراء، ولكننا نفضل ان يقنن هذا الامر بقانون وتوضع عليه ضوابط اكثر بحيث يتم ارجاع الامر للقضاء، وهذا يعطي نوعاً من الامن الاجتماعي، مع احترامي لصلاحيات مجلس الوزراء. وملاحظتنا على الصلاحيات التي اعطيت له وفق المادة 3 و4 وسحب الجنسية اذا ادى الامر الى تقويض الامن الاجتماعي او الامن الاقتصادي، ونحتاج الى اعادة النظر فيها وشرحها بالتفصيل او ان توكل هذه القرارات للمحاكم وللقضاء.

تحفظات

هل أفهم ان لديك بعض التحفظات حول قرار سحب الجنسية، وهل ترى انه لم يعالج بالطريقة الصحيحة؟

لا... القانون يعطي الصلاحية لمجلس الوزراء وكما قلت ان العملية تقديرية، وانا اتحدث بشكل عام ولم اعني الواقعة الاخيرة، وارى ان مجلس الوزراء يتحمل هذا القرار باعتباره المؤسسة التي تدير البلاد، وهم رأوا انه القرار المناسب الآن، وانا اتحدث عن ضرورة اعادة النظر في قوانين سحب الجنسية او سحبها وتوضيحها بأكثر تفصيل، باعتبارها مواد عامة، ويمكن ان توضع تشريعات اوضح في هذا الامر.

أياد أجنبية

قلت أن الوضع في المنطقة والوضع العالمي أثر بشكل أو بآخر على الوضع الداخلي بالبلاد، خصوصا عدم استقرار العراق، هل تعتقد بوجود اياد اجنبية تعمل على تأجيج الاوضاع لتحقيق مصالح معينة؟

في ظل وجود الفضائيات والانترنت وسهولة النقل والانتقال بين دول العالم بشكل عام، لم تعد الحواجز الجغرافية تمنع التأثير المتبادل وبالتالي فان موضوع الشحن الطائفي ليس له حدود، فما يحدث في العراق ينعكس على الكويت وما يحدث عندنا يعكس هناك، وكذلك موضوع الرسوم المسيئة للنبي الاكرم، وجدنا ان جميع الدول الاسلامية تأثرت وانزعجت لهذا الامر وبالتالي تحدث ردود افعال، وكذلك مجادلة المعتوه القس تيري جونز واحراق القرآن الامر الذي اثر في جميع الدول الاسلامية. والان لا يوجد من يدير ويحرك هذه الامور بمكان معين، فحدوث امر ما في اي منطقة ما قد يؤثر وبشكل سريع في المجتمعات الاخرى ونتعاطى معها. واذا ربطنا الامر ايضا بالصراع الاسلامي - الصهيوني نجد ان الوسائل العسكرية وضعت خاصة بعد حرب 2006 والفشل الذريع للكيان الصهيوني في تحقيق اي تقدم على الجبهة اللبنانية، وكذلك ما حدث لقطاع غزة في 2008 وكانت هناك هزيمة ثانية للعنجهية والآلة الصهيونية لم يعد الامر يحتاج الى اللجوء الى الخيار العسكري لحل الصراعات والان يستخدمون سلاحا قديما، جديدا وهي قضية فرق تسد وزرع الفتن بين اطياف المسلمين وفئاته وعلينا ان نربط بين هذه الاحداث مع هذه المعادلة والاستراتيجية، خاصة اذا ربطنا الامر بقضية ياسر حبيب ومحاولة حرق القرآن وتكريم رئيسة الوزراء الالمانية للرسام الكاريكاتيري الذي اساء لرسولنا الكريم وما يدور لمحاولة الوصول لاتفاق بين الكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية، وهذه الامور جميعا لها ارتباط مع بعضها بعضا ولابد ان تظهر لها في اي تحليل للاحداث المحلية، ومن الخلل ان نحلل الحدث بمعطياتنا الداخلية، لان الصراع عالمي وكبير، وقدرنا ان نكون دولة بهذا الحجم وبهذا الموقع الجغرافي وسط هذه الازمات الكبيرة.

دور دول الجوار

ولكن البعض يرى ان لبعض دول الجوار يد طولي في زعزعة المنطقة وتأجيج الصراع الطائفي فيها وخصوصا الكويت؟

هذه قاعدة عامة ليست فقط في الكويت، وانما جميع دول العالم بطريقة او بأخرى تتدخل في شؤون دول أخرى، ولا توجد دولة اليوم لا تعنيها الدول الاخرى خاصة المجاورة منها، وقد يكون هذا التدخل متفاوتا بنيه او بأخرى، لان الدول لديها تأثير بالدول المجاورة لها فيوجد ارتباط بين مجتمعات هذه الدول سواء عن طريق القرابة او المبادئ او المذهب، فالعناوين موجودة بجميع دول العالم، وبالتالي التأثير يكون متبادلا بنسبة او بأخرى، وجميع الدول يعنيها ان يكون لها تأثير في دولة اخرى. فلا يمكن ان نخبئ رؤوسنا في التراب مثل النعامة ونغمض اعيننا عما يحدث من حولنا. وما يهم دول الجوار ليس التأثير على نظام الحكم ويهمها تحقيق معادلات معينة كالاستقرار السياسي بالكويت قد يضر ببعض الدول المجاورة.

من تقصد بهذا الامر؟

انا اعطيت امرا عاما ولا اريد ان ادخل في التفاصيل والجميع اشقاؤنا ونحن نريد تحقيق الخير لهم، وما اتحدث عنه هو السياسة الواضحة وليست سياسة المجاملات، ونحن بالكويت انعم الله علينا بالديموقراطية رغم ان بها بعض الصداع والصراخ وتجاوز البعض الخطوط الحمراء بالقول او بالفعل، لكن علينا ان نتحمل هذا الوضع لان افضل من الوضع اللاديموقراطي، لاننا مررنا بتجارب، فبعد حل 76 و86 لم تكن هناك امور ايجابية بالبلد، حيث انهار المناخ بعد حل 76 وبعد حل 86 حدث الغزو الصدامي، ونحن كشعب كويتي لانتفاءل بغياب الحياة الديموقراطية، لان غيابها يعني قدوم اشياء لا تكون لمصلحة البلد ولا لاهلها رغم عدم علمنا بهذه الاشياء، وبالتالي نحن دولة لدينا لحد كبير والحمد لله حياة ديموقراطية ويجب ان نسعى لتعزيزها وتأكيدها واعتقد الآن ان الاستقرار النسبي الموجود بالبلاد مقارنة بالعام الماضي افضل واداء مجلس الامة افضل من العام الماضي.

أداء مجلس الأمة

كيف تقيم أداء مجلس الأمة الحالي مقارنة بأدائه في العام الماضي؟

أرى أن اداء المجلس الآن أفضل بكثير من العام الماضي والاستقرار ايضا افضل، والدليل على ذلك الاجواء التي كانت مشحونة بالاستجوابات ثم استيعابها فمثل تجاوز 4 استجوابات في جلسة واحدة والناس الان اكتشفت ان الاستجوابات ليس لها المحتوى الكبير، رغم انها حق دستوري وللنواب الحق في ممارسة هذا الحق، لكن الناس ايقنت ان محتوى الاستجوابات لا يستدعي الارتقاء للاستجواب ولم تكن هناك استجوابات مستحقة واعتقد ان الاغلبية الموجودة في المجلس متفاهمة واغلبية تتفق على الخطوط العامة ولا يريدون تأزيم الوضع في البلد، وهذا لا يعني ان اداء الحكومة اداء مثالي وبالعكس هناك امور كثيرة نفتقدها ، فلدينا تفاقم المشكلة الاسكانية وتفاقم البطالة ومشكلة الرياضة، رغم ان لدي رأي فيها وان نتجه نحو الحل او الانتهاء وما يوجد حاليا مجرد تداعيات واعتقد ان قرار الحسم تم دون الدخول في التفاصيل، وكذلك الخدمات الصحة رغم وجود خطط باقامة مستشفيات جديدة بادارة عالمية ولكن جميع هذه الامور تبقى مجرد كلام ونحن نظر الى الواقع، وخاصة ان مستوى دخل المواطن لا يرقى لتلبية متطلباته المعيشية، ما جعل مستواه المعيشي صعباً والكثيرون لديهم مشاكل الديون. رغم وجود وضع جيد لبعض الكوادر مثل المهندسين والاطباء واساتذة الجامعة، لكن نجد ان الاغلبية تعاني، خاصة فئة المتقاعدين، وفي النهاية رغم وجود اغلبية في المجلس واستقراره، الا ان لدينا مشاكل كبيرة، واجد ان الاغلبية البرلمانية اتفقت على ضرورة تسيير الامور والتركيز على الدور الرقابي المنوط بالمجلس. وان تكون هناك جدية وتسريع في تشريع القوانين الكثيرة الموجودة على جدول اعمال المجلس واللجان خصوصاً الاولويات منها، ففي مجلس 2006 ومجلس 2008 استطعنا انجاز اكثر من 50 في المئة من الاولويات التي تم الاتفاق عليها، ومع الاسف المجلس الحالي لم يستطع حتى الآن انجاز ربع الاولويات التي تم الاتفاق عليها، وما تصريح زميلنا د. علي العمير الا دليل على ذلك، فهو يحث المجلس على الالتزام بالاولويات التي تم الاتفاق عليها بين المجلسين وصدر بحقها قرارات. ونأمل ان تكون السنة المقبلة اكثر انجازاً، خصوصاً مع وجود اغلبية ترغب بالانجاز، ناهيك على تفعيل الدور الرقابي والا يكون ضمن الصراع السياسي الموجود في البلد، وان يكون انعكاساً له فلندع الى توجيه هذا الدور توجيها صحيحا في المكان الصحيح مع الشخص المناسب، وليس مثلما حدث مع وزير الداخلية وتأجيج الوضع في الداخل لمجرد تعهد النواب مع ناخبيهم باقالة الوزير، ولا يمكن ان تدار الامور بهذا الشكل، فاذا كان برنامج بعض الاعضاء هكذا فمع الاسف هذا يضعف اداء المجلس، وهذا لا يعني ايضاً انني ادافع عن اداء الحكومة، ولكن اقول بضرورة ان يكون للمعارضة او الذين يريدون مصلحة البلد من الاعضاء منهجية، فرغم اننا كنا ننتقد الحكومة بأن ليس لها رؤية الا انها وضعت الان خطة، رغم ما لدنيا من ملاحظات عليها والتي لا ترقى الى مستوى الدول الاخرى، باعتبارها تحتوي على مشاريع كبيرة «جامبو» لكن الامر جيد ودعنا ان ننجز شيئاً للبلد، ولكن مع هذا ننادي بضرورة ان تكون للمعارضة خطة ورؤية، فاذا كانت هذه الاخيرة تعترض على اداء واسلوب الحكومة، فماذا قدمتم انتم كأعضاء من طرح بدائل ونظرة لحل مشاكل البلد.

الطاقة البديلة

لدينا الآن الطرح للاتجاه للطاقة البديلة واقامة مشاريع نووية للطاقة السلمية الي تعد طاقة المستقبل فنجد من يستحوذ اليوم على هذه النوعية من الطاقة وسيكون للدولة الغنية مستقبل، ونطرح السؤال عما انجزنا نحن في هذا الاطار؟

هناك مشروع لامكانية اقامة مفاعل نووي للطاقة الذرية للاغراض السلمية؟ وكذلك التركيبة السكانية حيث نجد 1 كويتي الى 2.5 في المئة وافد، بعدد مليون ومئة الف كويتي الى مليونين و600 ألف وافد وهناك خلل موجود ويستدعي ان يوازن المجلس بين ممارسته دوره الرقابي ودوره التشريعي واركز على جانب الميزانية لان ممارسة المجلس في هذا الجانب لا تسير في مستوى المسؤولية والقسم الذي اقسموا عليه الاعضاء. ونجد ان النائب عدنان عبدالصمد رئيس اللجنة يعاني كثيراً من هذا الامر، والمجلس لا يمارس دوره الرقابي المالي من خلال الميزانيات وخصوصاً الحسابات الختامية، فهناك حسابات ختامية منذ عشر سنوات لم تبحث في المجلس، فكيف لحساب المسؤولين والجهات عن الخلل في الصرف والتجاوزات المالية اذا لم ننجز الحسابات الختامية وكما قال المثل الكويتي «اذا بغيت صاحب دوم نحاسبك اليوم» ونحن لا نحاسبهم كل عشر سنوات وبالتالي هناك خلل كبير في اداء مجلس الأمة وممارسة دوره الرقابي في الجانب المالي والتوجيه المالي لميزانية الدولة.

تعاون

اذا ركزنا على هذه النقطة الى اي مدى استعانة مجلس الأمة بجمعيات النفع العام المتخصصة في الرقابة المالية ومحاربة الفساد؟ وهل هناك تعاون بين هذه الجهات لكشف بعض التجاوزات التي تحدث؟

مع الاسف لدينا الكثير من المؤسسات المالية مثل «شال» التي لها معايير ومقايس ترقي الى التقارير العالمية وكذلك البنك الوطني لديه تقارير متميزة وايضا الجمعية الاقتصادية جمعية نفع عام، وجمعية الشفافية، ونتمنى ان تفعل هذه الجمعيات التخصصية دورها بشكل افضل من دورها الحالي، والامل ان يمارس المجتمع المدني دوره، اكبر مما هو عليه الان. وصحيح كما يقال «الشق عود اي الخلل كبير في البلد اليوم ولكن بدلاً من ان نلعن الظلام نشعل شمعة واليوم قدرنا ان نكون في هذا الوضع الاقليمي وفي مثلث القوى هذا، العراق والسعودية وايران وقدرنا ان تكون هناك العديد من الاطياف المتعددة وهذا لا يعني اليأس والابتعاد عن ممارسة دورنا.. لا وأرى ان كل واحد من خلال موقعه يجب ان يؤدي دوره المطلوب منه بالشكل الصحيح وندعو الله ان يلطف بهذا البلد. وانا شخصياً مع كل التشاؤم الموجود اعيش التفاؤل والامل لاعتقادي ان الانسان يكون ايمانه بالله كبيراً، والا اذا نظر الانسان الى الجانب الفارغ من الكاس يحس باحباط فلابد من النظر الى القسم المملوء من الكأس والكويت بها خير، والشعب الكويتي وصل الى جميع دول العالم ولدينا استثمارات كويتية خاصة في معظم دول العالم، وهذا القدم والشعب الكويتي شعب شجاع وجريء ومغامر ومواكب للتقدم العالمي وللمستجدات ولدينا ارادات نفطية كبيرة، ولدينا استقرار في الحكم والدستور، ولابد من التركيز على الجانب الايجابي لتطوير بلدنا وتنميته، واذا انتظرنا الاصوات المؤزمة والتي لا تريد خيراً للبلد ولا استقرارها ان تسكت فلن تسكت وانتظار سكوتهم للبدء في العمل فهذا غير صحيح، ويجب على المخلصين وبخط متواز مع هؤلاء ان يعملوا ويتفاعلوا او ان يقدموا النصيحة لمجلس الوزراء او لمجلس الأمة او اي جهة معنية في تنمية البلد بشريا واقتصادياً الا يبخلوا على الكويت ابداً.

بركان
10-03-2010, 06:19 AM
لاري: من يقل إن استمرار المجلس كارثة فكلامه هو الكارثة بعينها.. ومن الأفضل تقنين صلاحيات الحكومة في سحب الجنسية



سميرة فريمش



annahar@annaharkw.com




http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2010/10/03/993be867-afa6-4a1d-a5f4-68fb06d24050_main.jpg

لاري متحدثا عن الوضع السياسي في



شمل حوارنا مع النائب السابق عن التحالف الوطني الاسلامي أحمد لاري قضايا متشعبة منها الداخلية وأخرى لما يحدث في المنطقة والعالم، ليؤكد لنا ان ما يحدث في العالم وما يحدث في الجوار وفي المنطقة يؤثر وبشكل فعال على الاوضاع الداخلية في الكويت. وقال ان الاحتقان السياسي والطائفي الموجود في العراق له أثر كبير على ما يحدث في الكويت، محملا اليمينيين من الفئتين تأجيج الأحداث.

وأشاد لاري بحكمة أسرة آل الصباح وبالمجتمع الكويتي على حسن ادارته لهذه المسائل بحكمة وموضوعية، معتقدا ان الفتنة الاخيرة لن تكون نهاية مطاف هذا الصراع. ونوّه لاري الى أن الكويت دولة مؤسسات يحكمها الدستور والقانون بامكانه حسم مثل هذه الامور والخلافات. ودعا لاري الى دحض هذه الفتن وايصال رسالة موحدة ومحاسبة المخطئين دون الضغط باتجاه معين لمعالجة أي أمور قد تحدث مستقبلا بما فيها النزاع القبلي والحضري، مطالبا بوجود ميزان للتعامل، آملا ان ما حدث في التاريخ فليبقى في خانة التاريخ. ورأى لاري ان يكون موضوع سحب أو اسقاط الجنسية هو الكي كآخر الدواء وبعد استنفاد جميع الطرق، مؤكدا ضرورة تطبيق القوانين وملاحقة المخطئين. وذكر لاري ان المواد الموجودة حاليا للجنسية تحمل عناوين عامة، داعيا لوضع قوانين مفصلة وضوابط قضائية كالسحب أو اسقاط الجنسية. ونفى لاري أن يكون له أي تحفظ حول سحب جنسية ياسر الحبيب، موضحا ان القانون أعطى الصلاحية كاملة لمجلس الوزراء لتقدير وتقرير ذلك.

كما تطرق لاري الى أداء مجلس الامة الحالي الذي اعتبره أكثر استقرارا من المجالس السابقة لوجود أغلبية عاقلة تتعامل مع الحكومة وفق الاطر والقنوات الدستورية. وتحدث لاري عن الخطة التنموية التي وصفها بأنها تشمل مشاريع «جامبو» دون ان تضع رؤية واضحة لحل المشاكل الكبيرة التي يعاني منها المجتمع كالبطالة والأزمة السكنية والاختناق المروري وغيرها. وفي الحوار المفصل مع «النهار» يتطرق لاري الى الملف الرياضي والأداء الحكومي وعلاقة الكويت بدول الجوار والاساءة للاسلام، لتكون التفاصيل التالية:

نبدأ حديثنا بالوضع السياسي القائم في البلد، كيف ترى هذا الوضع في ظل التجاذبات السياسية القائمة التي لم تعد مجرد تجاذبات بين السلطتين لتنتقل الى تجاذبات طائفية؟

بداية، أشكر القائمين على أسرة تحرير جريدة «النهار» لاتاحة هذه الفرصة، والوضع السياسي في البلد اليوم جزء من الوضع الاقليمي في المنطقة والوضع العالمي بشكل عام، فما يحدث في العالم وما يحدث في المحيط القريب منا يؤثر بلاشك على الاوضاع الداخلية، وكذلك أوضاعنا الداخلية لها نوع من الربط والتأثير مع الاوضاع العالمية، وبالتالي أعتقد ان الاحتقان الطائفي والسياسي الموجود في العراق يؤثر بشكل كبير على ما يحدث في الكويت، ناهيك عما يحدث في أفغانستان ولبنان وفلسطين، خصوصا قطاع غزة وكذلك ما يحدث مع مسلمي أوروبا مثل موضوع الحجاب والتعرض لشخصية الرسول الاكرم - صلى الله عليه وآله وسلم - وأخيرا موضوع حرق القرآن، فجميع هذه الامور تحدث ردود فعل وتفاعل لدى المجتمع الكويتي، وأعتقد ولله الحمد ان الكويت مرّت بكثير في مثل هذه الازمات والحمد لله، الله لطف وذلك بحكمة أسرة آل الصباح وبحكمة أغلب الفئات المكونة للنسيج العام للبلد.

وطبعا أصابع اليد ليست واحدة، وهنا نتوقع ان يكون أناس يمينيين في التعامل مع الطرف الآخر، والاحداث من كل فئة وهم يمثلون الرأي المتشدد جدا في مثل هذه الاطروحات، ما ينتج عنه نوع من التصعيد، لكن يتدخل الحكماء لمعالجة الامور بالوسطية، وحتى الان أعتقد أننا استطعنا كمجتمع وكأسرة ان ندير هذه الامور بحكمة وموضوعية وأعتقد ان ما حدث في الفترة الاخيرة لن يكون نهاية المطاف، وستستمر طالما لا يوجد استقرار في جوار الكويت وفي المنطقة العربية، ما يجعلنا نعيش هذه

الانعكاسات، وواجبنا ككويتيين ان نساهم في استقرار بلدنا واهلها، وان نضع مصلحة الكويت، قبل كل شيء، وهذا يستدعي ان نؤكد اننا دولة مؤسسات ودولة قانون، ودستور، واذا كان الاختلاف في تطبيق بعض الامور، الا ان الشكل العام ولله الحمد، لدينا دستور نفتخر به في الوطن العربي وقد يكون منا احسن دساتير العالم، وهنا نؤكد ان نحتكم الى احكام الدستور، مهما كان المخطئ منا، ولابد من تطبيق القوانين على اي شخص مهما كانت انتماءاته، لان القانون وضع لحسم مثل هذه الامور والخلافات.

فالتأكيد والحرص عليها لإلغاء المزايدات من هنا او هناك، او الضغط باتجاه معالجة اي احداث قد تحدث مستقبلاً.

واتمنى تداعي جميع الكويتيين لدحض هذه الفتن وايصال رسالة موحدة، فمثلا اذا اخطأ شخص من الطائفة الشيعية، يجب ان يستنكر الجميع «سنة وشيعة» هذا الخطأ وكذلك اذا اخطأ فرد من الفئة السنية لتشدد او تعصب معين، فنأمل ان نستنكر جميعنا هذا التشدد والتصرف.

وكذلك الامر بالنسبة للموضوع القبلي والحضري ونحن ضد هذا الطرح لان جميع الكويتيين يجمعهم القانون والدستور والارض، ولابد ان يكون هذا ميزان التعامل، وما حدث في التاريخ فليبق للتاريخ، ونحن رجال اليوم ولايوجد فرق بين المواطنين مهما كانت انتماءاتهم الطائفية او القبلية، ولا يوجد فرق بين الجميع حتى الذي حصل على الجنسية مؤخرا له كامل حقوق المواطنة ولايوجد فرق بين كويتي قديم وكويتي جديد، فطالما حصل على حق المواطنة فلابد ان يمارس حقوقه وان يتحمل مسؤولياته والواجبات التي عليه.

تعامل الحكومة مع قضية الحبيب

تطرقت الى نقطتين مهمتين، الأولى ان النفس الطائفي لن يختفي بسهولة والثانية: ضرورة الاحتكام لاحكام الدستور، كيف ترى تعامل الحكومة مع قضية المدعو ياسر حبيب، وهل اسقاط الجنسية عنه ينهي المسألة؟

لايوجد شك وجود قوانين تنظم الجنسية سواء الحصول عليها او اسقاطها او سحبها والتعامل مع من لديه جنسية بالتأسيس او من منحت له وفق المادة الثانية، مثلاً او الـ 5 أو الـ 7 وغيرها.

واعتقد بضرورة تطبيق القانون، فاذا كان القانون يستوجب مثل هذا الاجراء، فلابد من تطبيقه على الجميع وليس على فئة دون الاخرى حتى لا يكون هناك شعور بالتمييز في التعامل ولابد من التعامل وفق ميزان واحد.

فاذا طبق الامر على فرد من الطائفة الشيعية وطبقت عليه القوانين فلابد من تطبيق نفس هذه المعايير على المتشددين من الطائفة السنية الذين يتجاوزون على ثوابت الطائفة الاخرى.

واتمنى ان موضوع السحب والاسقاط آخر «دواء الكي»، اي يأتي بعد استنفاد جميع الطرق وذلك لوجود الكثيرين الذين لا يحبذون هذا الاجراء، وذلك بضرورة ملاحقة ومعاقبة المخطئ وفق القانون الكويتي وليس باللجوء الى مثل هذا الامر واغلاقه بهذه الطريقة، والبعض يفسرها انه اعطى نوعاً من الحماية لبعض من سحبت عنهم الجنسية، واعتقد ان معالجة مثل هذه المواضيع لابد ان تكون وفق القوانين المنظمة لها، لكن نتمنى تفعيل هذه القوانين ومحاسبة المخطئين ومحاكمتهم.

مزدوجو الجنسية

هل تؤيد من نادى بفتح ملف مزدوجي الجنسية بعد سحب جنسية المدعو الحبيب؟

القانون اعطى الصلاحية لمجلس الوزراء في موضوع السحب واذا كانت هناك بعض التعديلات لتقنين هذه الصلاحية بشكل اكثر واعطاء الصلاحية للمحاكم وللقضاء، اعتقد ان هذا الامر قد يكون افضل لان المواد الموجودة حاليا تحمل عناوين عامة، ويمكن ان تطبق في جميع الحالات، مثل الاخلال بالامن الاجتماعي او الامن الاقتصادي او المصلحة العليا للبلد، وارى انها عناوين عامة، ومع كل تقديرنا واحترامنا لقرار مجلس الوزراء، ولكننا نفضل ان يقنن هذا الامر بقانون وتوضع عليه ضوابط اكثر بحيث يتم ارجاع الامر للقضاء، وهذا يعطي نوعاً من الامن الاجتماعي، مع احترامي لصلاحيات مجلس الوزراء. وملاحظتنا على الصلاحيات التي اعطيت له وفق المادة 3 و4 وسحب الجنسية اذا ادى الامر الى تقويض الامن الاجتماعي او الامن الاقتصادي، ونحتاج الى اعادة النظر فيها وشرحها بالتفصيل او ان توكل هذه القرارات للمحاكم وللقضاء.

تحفظات

هل أفهم ان لديك بعض التحفظات حول قرار سحب الجنسية، وهل ترى انه لم يعالج بالطريقة الصحيحة؟

لا... القانون يعطي الصلاحية لمجلس الوزراء وكما قلت ان العملية تقديرية، وانا اتحدث بشكل عام ولم اعني الواقعة الاخيرة، وارى ان مجلس الوزراء يتحمل هذا القرار باعتباره المؤسسة التي تدير البلاد، وهم رأوا انه القرار المناسب الآن، وانا اتحدث عن ضرورة اعادة النظر في قوانين سحب الجنسية او سحبها وتوضيحها بأكثر تفصيل، باعتبارها مواد عامة، ويمكن ان توضع تشريعات اوضح في هذا الامر.

أياد أجنبية

قلت أن الوضع في المنطقة والوضع العالمي أثر بشكل أو بآخر على الوضع الداخلي بالبلاد، خصوصا عدم استقرار العراق، هل تعتقد بوجود اياد اجنبية تعمل على تأجيج الاوضاع لتحقيق مصالح معينة؟

في ظل وجود الفضائيات والانترنت وسهولة النقل والانتقال بين دول العالم بشكل عام، لم تعد الحواجز الجغرافية تمنع التأثير المتبادل وبالتالي فان موضوع الشحن الطائفي ليس له حدود، فما يحدث في العراق ينعكس على الكويت وما يحدث عندنا يعكس هناك، وكذلك موضوع الرسوم المسيئة للنبي الاكرم، وجدنا ان جميع الدول الاسلامية تأثرت وانزعجت لهذا الامر وبالتالي تحدث ردود افعال، وكذلك مجادلة المعتوه القس تيري جونز واحراق القرآن الامر الذي اثر في جميع الدول الاسلامية. والان لا يوجد من يدير ويحرك هذه الامور بمكان معين، فحدوث امر ما في اي منطقة ما قد يؤثر وبشكل سريع في المجتمعات الاخرى ونتعاطى معها. واذا ربطنا الامر ايضا بالصراع الاسلامي - الصهيوني نجد ان الوسائل العسكرية وضعت خاصة بعد حرب 2006 والفشل الذريع للكيان الصهيوني في تحقيق اي تقدم على الجبهة اللبنانية، وكذلك ما حدث لقطاع غزة في 2008 وكانت هناك هزيمة ثانية للعنجهية والآلة الصهيونية لم يعد الامر يحتاج الى اللجوء الى الخيار العسكري لحل الصراعات والان يستخدمون سلاحا قديما، جديدا وهي قضية فرق تسد وزرع الفتن بين اطياف المسلمين وفئاته وعلينا ان نربط بين هذه الاحداث مع هذه المعادلة والاستراتيجية، خاصة اذا ربطنا الامر بقضية ياسر حبيب ومحاولة حرق القرآن وتكريم رئيسة الوزراء الالمانية للرسام الكاريكاتيري الذي اساء لرسولنا الكريم وما يدور لمحاولة الوصول لاتفاق بين الكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية، وهذه الامور جميعا لها ارتباط مع بعضها بعضا ولابد ان تظهر لها في اي تحليل للاحداث المحلية، ومن الخلل ان نحلل الحدث بمعطياتنا الداخلية، لان الصراع عالمي وكبير، وقدرنا ان نكون دولة بهذا الحجم وبهذا الموقع الجغرافي وسط هذه الازمات الكبيرة.

دور دول الجوار

ولكن البعض يرى ان لبعض دول الجوار يد طولي في زعزعة المنطقة وتأجيج الصراع الطائفي فيها وخصوصا الكويت؟

هذه قاعدة عامة ليست فقط في الكويت، وانما جميع دول العالم بطريقة او بأخرى تتدخل في شؤون دول أخرى، ولا توجد دولة اليوم لا تعنيها الدول الاخرى خاصة المجاورة منها، وقد يكون هذا التدخل متفاوتا بنيه او بأخرى، لان الدول لديها تأثير بالدول المجاورة لها فيوجد ارتباط بين مجتمعات هذه الدول سواء عن طريق القرابة او المبادئ او المذهب، فالعناوين موجودة بجميع دول العالم، وبالتالي التأثير يكون متبادلا بنسبة او بأخرى، وجميع الدول يعنيها ان يكون لها تأثير في دولة اخرى. فلا يمكن ان نخبئ رؤوسنا في التراب مثل النعامة ونغمض اعيننا عما يحدث من حولنا. وما يهم دول الجوار ليس التأثير على نظام الحكم ويهمها تحقيق معادلات معينة كالاستقرار السياسي بالكويت قد يضر ببعض الدول المجاورة.

من تقصد بهذا الامر؟

انا اعطيت امرا عاما ولا اريد ان ادخل في التفاصيل والجميع اشقاؤنا ونحن نريد تحقيق الخير لهم، وما اتحدث عنه هو السياسة الواضحة وليست سياسة المجاملات، ونحن بالكويت انعم الله علينا بالديموقراطية رغم ان بها بعض الصداع والصراخ وتجاوز البعض الخطوط الحمراء بالقول او بالفعل، لكن علينا ان نتحمل هذا الوضع لان افضل من الوضع اللاديموقراطي، لاننا مررنا بتجارب، فبعد حل 76 و86 لم تكن هناك امور ايجابية بالبلد، حيث انهار المناخ بعد حل 76 وبعد حل 86 حدث الغزو الصدامي، ونحن كشعب كويتي لانتفاءل بغياب الحياة الديموقراطية، لان غيابها يعني قدوم اشياء لا تكون لمصلحة البلد ولا لاهلها رغم عدم علمنا بهذه الاشياء، وبالتالي نحن دولة لدينا لحد كبير والحمد لله حياة ديموقراطية ويجب ان نسعى لتعزيزها وتأكيدها واعتقد الآن ان الاستقرار النسبي الموجود بالبلاد مقارنة بالعام الماضي افضل واداء مجلس الامة افضل من العام الماضي.

أداء مجلس الأمة

كيف تقيم أداء مجلس الأمة الحالي مقارنة بأدائه في العام الماضي؟

أرى أن اداء المجلس الآن أفضل بكثير من العام الماضي والاستقرار ايضا افضل، والدليل على ذلك الاجواء التي كانت مشحونة بالاستجوابات ثم استيعابها فمثل تجاوز 4 استجوابات في جلسة واحدة والناس الان اكتشفت ان الاستجوابات ليس لها المحتوى الكبير، رغم انها حق دستوري وللنواب الحق في ممارسة هذا الحق، لكن الناس ايقنت ان محتوى الاستجوابات لا يستدعي الارتقاء للاستجواب ولم تكن هناك استجوابات مستحقة واعتقد ان الاغلبية الموجودة في المجلس متفاهمة واغلبية تتفق على الخطوط العامة ولا يريدون تأزيم الوضع في البلد، وهذا لا يعني ان اداء الحكومة اداء مثالي وبالعكس هناك امور كثيرة نفتقدها ، فلدينا تفاقم المشكلة الاسكانية وتفاقم البطالة ومشكلة الرياضة، رغم ان لدي رأي فيها وان نتجه نحو الحل او الانتهاء وما يوجد حاليا مجرد تداعيات واعتقد ان قرار الحسم تم دون الدخول في التفاصيل،


وكذلك الخدمات الصحة رغم وجود خطط باقامة مستشفيات جديدة بادارة عالمية ولكن جميع هذه الامور تبقى مجرد كلام ونحن نظر الى الواقع، وخاصة ان مستوى دخل المواطن لا يرقى لتلبية متطلباته المعيشية، ما جعل مستواه المعيشي صعباً والكثيرون لديهم مشاكل الديون. رغم وجود وضع جيد لبعض الكوادر مثل المهندسين والاطباء واساتذة الجامعة، لكن نجد ان الاغلبية تعاني، خاصة فئة المتقاعدين، وفي النهاية رغم وجود اغلبية في المجلس واستقراره، الا ان لدينا مشاكل كبيرة، واجد ان الاغلبية البرلمانية اتفقت على ضرورة تسيير الامور والتركيز على الدور الرقابي المنوط بالمجلس. وان تكون هناك جدية وتسريع في تشريع القوانين الكثيرة الموجودة على جدول اعمال المجلس واللجان خصوصاً الاولويات منها، ففي مجلس 2006 ومجلس 2008 استطعنا انجاز اكثر من 50 في المئة من الاولويات التي تم الاتفاق عليها،


ومع الاسف المجلس الحالي لم يستطع حتى الآن انجاز ربع الاولويات التي تم الاتفاق عليها، وما تصريح زميلنا د. علي العمير الا دليل على ذلك، فهو يحث المجلس على الالتزام بالاولويات التي تم الاتفاق عليها بين المجلسين وصدر بحقها قرارات. ونأمل ان تكون السنة المقبلة اكثر انجازاً، خصوصاً مع وجود اغلبية ترغب بالانجاز، ناهيك على تفعيل الدور الرقابي والا يكون ضمن الصراع السياسي الموجود في البلد، وان يكون انعكاساً له فلندع الى توجيه هذا الدور توجيها صحيحا في المكان الصحيح مع الشخص المناسب، وليس مثلما حدث مع وزير الداخلية وتأجيج الوضع في الداخل لمجرد تعهد النواب مع ناخبيهم باقالة الوزير، ولا يمكن ان تدار الامور بهذا الشكل، فاذا كان برنامج بعض الاعضاء هكذا فمع الاسف هذا يضعف اداء المجلس، وهذا لا يعني ايضاً انني ادافع عن اداء الحكومة، ولكن اقول بضرورة ان يكون للمعارضة او الذين يريدون مصلحة البلد من الاعضاء منهجية، فرغم اننا كنا ننتقد الحكومة بأن ليس لها رؤية الا انها وضعت الان خطة،

رغم ما لدنيا من ملاحظات عليها والتي لا ترقى الى مستوى الدول الاخرى، باعتبارها تحتوي على مشاريع كبيرة «جامبو» لكن الامر جيد ودعنا ان ننجز شيئاً للبلد، ولكن مع هذا ننادي بضرورة ان تكون للمعارضة خطة ورؤية، فاذا كانت هذه الاخيرة تعترض على اداء واسلوب الحكومة، فماذا قدمتم انتم كأعضاء من طرح بدائل ونظرة لحل مشاكل البلد.

الطاقة البديلة

لدينا الآن الطرح للاتجاه للطاقة البديلة واقامة مشاريع نووية للطاقة السلمية الي تعد طاقة المستقبل فنجد من يستحوذ اليوم على هذه النوعية من الطاقة وسيكون للدولة الغنية مستقبل، ونطرح السؤال عما انجزنا نحن في هذا الاطار؟

هناك مشروع لامكانية اقامة مفاعل نووي للطاقة الذرية للاغراض السلمية؟ وكذلك التركيبة السكانية حيث نجد 1 كويتي الى 2.5 في المئة وافد، بعدد مليون ومئة الف كويتي الى مليونين و600 ألف وافد وهناك خلل موجود ويستدعي ان يوازن المجلس بين ممارسته دوره الرقابي ودوره التشريعي واركز على جانب الميزانية لان ممارسة المجلس في هذا الجانب لا تسير في مستوى المسؤولية والقسم الذي اقسموا عليه الاعضاء. ونجد ان النائب عدنان عبدالصمد رئيس اللجنة يعاني كثيراً من هذا الامر، والمجلس لا يمارس دوره الرقابي المالي من خلال الميزانيات وخصوصاً الحسابات الختامية، فهناك حسابات ختامية منذ عشر سنوات لم تبحث في المجلس، فكيف لحساب المسؤولين والجهات عن الخلل في الصرف والتجاوزات المالية اذا لم ننجز الحسابات الختامية وكما قال المثل الكويتي «اذا بغيت صاحب دوم نحاسبك اليوم» ونحن لا نحاسبهم كل عشر سنوات وبالتالي هناك خلل كبير في اداء مجلس الأمة وممارسة دوره الرقابي في الجانب المالي والتوجيه المالي لميزانية الدولة.

تعاون

اذا ركزنا على هذه النقطة الى اي مدى استعانة مجلس الأمة بجمعيات النفع العام المتخصصة في الرقابة المالية ومحاربة الفساد؟ وهل هناك تعاون بين هذه الجهات لكشف بعض التجاوزات التي تحدث؟

مع الاسف لدينا الكثير من المؤسسات المالية مثل «شال» التي لها معايير ومقايس ترقي الى التقارير العالمية وكذلك البنك الوطني لديه تقارير متميزة وايضا الجمعية الاقتصادية جمعية نفع عام، وجمعية الشفافية، ونتمنى ان تفعل هذه الجمعيات التخصصية دورها بشكل افضل من دورها الحالي، والامل ان يمارس المجتمع المدني دوره، اكبر مما هو عليه الان. وصحيح كما يقال «الشق عود اي الخلل كبير في البلد اليوم ولكن بدلاً من ان نلعن الظلام نشعل شمعة واليوم قدرنا ان نكون في هذا الوضع الاقليمي وفي مثلث القوى هذا، العراق والسعودية وايران وقدرنا ان تكون هناك العديد من الاطياف المتعددة وهذا لا يعني اليأس والابتعاد عن ممارسة دورنا.. لا وأرى ان كل واحد من خلال موقعه يجب ان يؤدي دوره المطلوب منه بالشكل الصحيح وندعو الله ان يلطف بهذا البلد.

وانا شخصياً مع كل التشاؤم الموجود اعيش التفاؤل والامل لاعتقادي ان الانسان يكون ايمانه بالله كبيراً، والا اذا نظر الانسان الى الجانب الفارغ من الكاس يحس باحباط فلابد من النظر الى القسم المملوء من الكأس والكويت بها خير، والشعب الكويتي وصل الى جميع دول العالم ولدينا استثمارات كويتية خاصة في معظم دول العالم، وهذا القدم والشعب الكويتي شعب شجاع وجريء ومغامر ومواكب للتقدم العالمي وللمستجدات ولدينا ارادات نفطية كبيرة، ولدينا استقرار في الحكم والدستور، ولابد من التركيز على الجانب الايجابي لتطوير بلدنا وتنميته،

واذا انتظرنا الاصوات المؤزمة والتي لا تريد خيراً للبلد ولا استقرارها ان تسكت فلن تسكت وانتظار سكوتهم للبدء في العمل فهذا غير صحيح، ويجب على المخلصين وبخط متواز مع هؤلاء ان يعملوا ويتفاعلوا او ان يقدموا النصيحة لمجلس الوزراء او لمجلس الأمة او اي جهة معنية في تنمية البلد بشريا واقتصادياً الا يبخلوا على الكويت ابداً.

بركان
10-03-2010, 06:23 AM
دور الانعقاد

الجميع يترقب دور الانعقاد التشريعي المقبل، كيف تراه هل ستكون هناك مجاذبات جديدة وتقديم استجوابات لعدد من الوزراء، ام ان الهدوء سيكون سيد الموقف؟

الآن نجد بعض الملاحظات والتركيز على وزيرة التربية ووزير الاعلام بخصوص منع الكتب في معرض الكتاب وملاحظات على وزير التجارة بخصوص الغلاء، والعام الماضي كان التركيز على وزير الاشغال وزير البلدية د. فاضل صفر ووزيري الدفاع والداخلية ورئيس الوزراء، واعتقد انه تم استيعاب هذا الامر، وما حدث كان له سلبياته وايجابياته حيث ان الايجابية تركزت على ان الجميع استطاع ان يمتص هذا المناخ وان يتعامل معه، تعاملاً دستورياً فالاعضاء كان لهم حق الاستجواب والاغلبية المتضامنة مع الحكومة تعاملت مع الاستجوابات وفقاً للدستور، وبالتالي من يطالب مع الاسف مما يسمى بالمعارضة بأن استمرار هذا المجلس كارثة فكلامه من كارثة

لانه جاء وفقاً للديموقراطية ووفقاً للدستور يطالب بحل مجلس الامة الديموقراطي وان استمراره كارثة، فهذا الكلام في حد ذاته كارثة، لانه يعتقد ان عدم سريان الامور وفق مزاجه ووفق ما يريد كارثة فهذا غير منطقي، فللعضو حق ممارسة صلاحياته، والاستجوابات كان لها مع الاسف سلبية، وذلك ان الاستجوابات كانت اداة غليظة لتقويم الاعوجاج ورغم انها مزعجة لدى بعض الوزراء لكنها افتقدت هيبتها السابقة، وانطفأت حالة الترقب والتشويق السائدة لدى المراقبين سواء من المواطنين والمقيمين ولم يعد الاستجواب يعطي معفوله التأثيري الذي كان يبتغيه الشرع، وبالتالي افرغت هذه الاداة الدستورية من محتواها وفعاليتها، لكن مع هذا نقول انه من حق الاعضاء تقديم استجوابات لكن بتدرج واولوية وتكثيف الاسئلة ولجان تحقيق وجلسات خاصة واذا استنفدت جميع هذه الامور، فمن حق العضو تقديم استجوابه، ونطالب الاعضاء بالاهتمام اكثر بهموم الناس وغير صحيح ان نركز على الجانب الرقابي وننسى المشاكل الكبيرة الموجودة في البلد وتوجيه الميزانيات توجيهاً صحيحاً، والخطة التنموية الموضوعة لمدة 5 سنوات بميزانية 35 مليار دينار يجب ان نناقش بشكل صحيح وان نبحث عن تمويل لهذه الخطة وان يشارك الجميع في هذه الخطة ويتفاعل معها، ولا نريد ان نستفيد فئة لا تتعدى اصابع اليد من اموال الخطة، لان الصراع قائم حاليا على هذه الكيكة والناس الاخرى ضائعة.




http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2010/10/03/f2a2fd5a-b4f2-4497-8e54-992ed62548ca_main.jpg

أحمد لاري


http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2010/10/03/7491495a-d152-46b1-ab50-fe3bfc7e5fc8_main.jpg

النائب السابق أحمد لاري متحدثا لـ «النهار» (تصوير محمد أمين)



شجاعة الحكومة

ألا تحسب للحكومة شجاعتها لمواجهة الاستجوابات وصعود الوزراء الى المنصة ومواجهة النواب، نقطة في اخماد الصراع الذي كان قائماً؟

نعم الحكومة مع الاغلبية البرلمانية نجحت في دور الانعقاد السابق في ان تستوعب هذه الاستجوابات عبر قنواتها الدستورية، وكم طالبنا الحكومة بمواجهة هذه الاستجوابات وذلك في مجلس 2008، وكنا على اتم الاستعداد للتعامل معها وفق القنوات الدستورية، ولكن لم أكن أعلم تحديداً تقديراتها انذاك وفي الفصل التشريعي الـ 13 اتخذت الحكومة القرار بمواجهة الاستجوابات وفعلا مثلما كنا مقدرين الموقف، اخذت هذه الاستجوابات وضعها الطبيعي.

حل المجلس

مطالبة البعض بحل المجلس، هل تتخوفون من حل اخر للمجلس ودخول الحياة السياسية في الكويت في نفق مظلم؟

لقد مررنا بتجارب كثيرة في مجلس 2008 وحتى 2003 الذي حل 2006، والحل وفقاً للدستور لا نرغب فيه، ونريد الاستقرار، لان الاستقرار وتعاون السلطتين واستمرار هذه العلاقة مهم جداً للاستقرار السياسي في البلاد، وهذا شيء مطلوب واذا حدث حل وفق القنوات الدستورية فلن يكون لدينا اعتراض اذا كان حمل المستقبل ما يعكر العلاقة بين السلطتين، أو ان يرى من بيده القرار استمرار هذا المجلس بهذا الشكل، وهذا نتركه لمن يعنيه الامر، واعتقد انه لا يوجد مؤشر لحل المجلس.

صلاحيات السلطتين

على الرغم من ان الدستور حدد صلاحية كل سلطة، الا ان البعض يرى ان مجلس الامة قفز على صلاحيات الحكومة الى ماذا ترجع هذا الامر؟

اذا مارست الحكومة دورها وبشكل صحيح وفي التوقيت الصحيح، فلن يلجأ الاعضاء للضغط على الحكومة بهذا الاسلوب، خاصة فيما يتعلق بالقوانين ذات الصفة التنفيذية لبعض التشريعات، وبالتالي يجب على الحكومة ان تستقرئ المشاكل الموجودة، وان تضع لها الحلول التشريعية المطلوبة، واستحداث بعض القوانين، وتسبق المجلس بتبني مثل هذا الطرح، مثل ما حدث في موضوع اسقاط القروض وقد تحدثت مع وزير المالية الحميضي انذاك حول هذه المطالبات التي توحي بوجود مشكلة حقيقية وفق متطلبات البنك المركزي والمعايير العالمية وفعلا لقد نجحت الحكومة في صندوق المعسرين الذي جاء كخطوة جيدة منها تخفيض الفوائد على من يدفع اكثر من نصف راتبه جراء القروض واصبحت تدفع ربع الراتب او اقل منه، وذلك يحمل الحكومة بعض الاعباء المالية في سبيل ان توفر حياة كريمة للاسرة، وهذا لا خلاف عليه، رغم ان البعض كان يطالب بطلب غير معقول باسقاط القروض جميعها.

تعديل «المعسرين»

ولايزال موضوع المعسرين محط انتقادات لدى البعض ويطالبون باجراء تعديلات، هل توافق هذا الرأي؟

صحيح كانت فائدة البنوك مرتفعة في فترة من الفترات ما ادى الى تراكم الديون على الناس بشكل غير متوقع وذلك لانهم كانوا يوقعون على النماذج دون الاطلاع عليها، والان نجد ان البنك المركزي ثبت الفائدة والغى شيئاً اسمه فائدة متغيرة، ولكن للاسف في وقت ليس في صالح المواطن، وانما لصالح البنوك، لان الفائدة اصبحت في مستويات متدنية والان هناك الكثير من الخطوات الجيدة، وهذا المثال يؤكد ضرورة مبادرة الحكومة لحل المشاكل وتفادي ضغوط النواب، مثلما حدث مع المعاقين وكنت اول رئيس للجنة المعاقين وطرحنا الفكرة التي تبت الان بقانون بانشاء هيئة مستقلة للمعاقين ويترأسها مدير وان كنت اطالب بمن يرأسها يكون بدرجة وزير او وكيل ولكن هذا غير مهم، ونأمل ان تشكل الهيئة وان تمارس دورها لان المعاقين يصل اليوم عددهم الى 30 ألف معاق وان تكون عن طريق المجلس الاعلى للمعاقين في مبنى واحد في الشعب البحري ويتبعون الوزير مباشر في ظل معاناة هذه الفئة، فكان يجب للدولة ان تبادر وألا تنتظر مبادرة الاعضاء ووضع اطارها الاداري الصحيح. ولابد ان تتحسس الدولة بمشاكل الناس وتحاول ان تبادر والا فسوف نعيش دائما هذه الضغوطات.

الخطة التنموية

تحدثت عن ملاحظات حول الخطة التنموية التي رصدت لها مبالغ كبيرة، والبعض يرى انه لا توجد بوادر لتطبيق هذه الخطة، كيف ترى هذا الرأي وما ابرز ملاحظاتك عليها؟

الخطة لم تعد حبراً على ورق وانما هي لم تعالج المشاكل الموجودة ولم تضع رؤية لها، مثل مشكلة البطالة وتراكم طلبات الاسكان والصحة والتربية والشهادات المزورة والازدحام المروري. والخطة جاءت عبارة عن مشاريع كبيرة للبنى التحتية تصل مبالغها الى مبالغ ضخمة تبلغ 35 مليار دينار خلال 5 سنوات، وان تكون هناك فائدة للناس من هذه الخطة واقامة المطارات والطرق والمستشفيات ولكن لابد ان يكون هناك منظور للخطة وللدخل ايضا، وللعمالة وللمشاريع وللوافدين وغيرها من المشاكل، وهل تعلمين الان ان الدولة ترفع الكوادر للاطباء والمهندسين، لم تأخذ بعين الاعتبار القطاع الخاص الذي لا يستطيع توفير مرتباتهم التي يتقاضونها من الحكومة او القطاع الحكومي، وهذا بسبب مشكلة للقطاع الخاص، خصوصاً ان عملهم في القطاع الحكومي أفضل من القطاع الاهلي مع مميزات اكثر، ولو كان هناك نظرة مدروسة لسلم الرواتب كنظرة عادلة مع القطاع الخاص لكان أفضل، ولكن الحكومة بهذا الاجراء ضرب القطاع الخاص، وكذلك اذا تعلق بالاطباء، وخصوص ان الدولة لا تستطيع استيعاب اعداد اضافية من هؤلاء الكوادر، ولنقس على ذلك بقية الأمور، واقول انه لا توجد خطة منهجية لما يريده من الكويت بعد 10 سنوات، واتحدى أي احد يقول عكس ذلك، ومع هذا قبلنا بها، هذا لا يعني اننا نريد الاحباط، وهناك وزراء جادون مثل د. فاضل صفر وان كانت شهادتي مجروحة فيه، لكن الجميع يشهد له بانجازاته والمجهودات التي يقوم بها، وكذلك الشيخ أحمد الفهد الذي يجتهد في مجال الاسكان، وبدل من احباط هؤلاء، يجب ان ننتقدهم نقدا صحيحا وموضوعي ونبرز ما للخطة وما عليها ونشد على ايديهم لتطوير هذه الانجازات ونأمل الأكثر.

الملف الرياضي

ذكرت ان ملف الرياضة قد حسم، كيف حسم؟

ما صرح وزير الشؤون واحالة الملف الى المحاكم، ولكن انطباعي الشخصي حول هذا الموضوع، ان الصراع الذي حدث ولايزال موجوداً بين جهتين حسم لصالح طرف معين من طرفي الصراع، وبالتالي الأمور ستنحى المنحى مستقبلاً وسيكون هناك نوع من الاستقرار النسبي ولا نقول استقراراً كاملاً، لكنه سيكون افضل من الاستقرار الحالي واحسن أداة لهذا الصراع هو القضاء لغلق هذا الملف لاننا تأخرنا كثيراً في المحافل الدولية والاقليمية، وبالتالي وجود احباط لدى الشارع الرياضي ولم يعد الجمهور الرياضي الكويتي يتابع هذه الفرق، واصبح يتوجه لتشجيع فرق أوروبية وبالتالي لابد من اعادة الروح لابنائنا وحثهم على تشجيع فرقنا المحلية ورفع مستواهم ورفع مستوى روحهم، وهذا ينعكس على انتخابات الفريق الوطني.

تفشي الفساد

أشدنا خلال هذا اللقاء بعدد من الوزراء، لكن البعض يرى ان الفساد في الكويت يتفشى بشكل ملفت، أين جمعيات النفع العام من محاربة هذا الفساد؟

الفساد موجود في جميع الدول بنسب متفاوتة، ولا توجد استثناءات، ولكن كيفية تقليل هذا الفساد الذي يعد هدراً للثروات الوطنية، خصوصاً الثروات البشرية باعتبارها الأهم أو الثروات المادية والطبيعية. والآن هناك دور للمجتمع المدني، ولدينا جمعية الدفاع عن المال العام وجمعية الشفافية وغيرها والصحافة ووسائل الاعلام التي تكشف وتسلط الضوء على هذه الأمور، وهناك جبهة لمكافحة الفساد، أسست وتحتاج الى تفعيل ورئيسها صالح الفضالة، وكذلك منظمة برلمانيون ضد الفساد، وأمينها العام المحلي صالح الفضالة أيضاً، فهذه المؤسسات تمارس دورها مع تشريعات مجلس الأمة الخاصة بهذا الموضوع، واللائحة التنفيذية لحماية المال العام، لابد ان تكون من اولويات الانعقاد المقبل ولابد ان تصدر خصوصاً اننا وقعنا الاتفاقية العالمية لمكافحة الفساد، ولكن لائحة تنفيذية يجب ان تصدر حتى يتم محاسبة المسؤولين، ونطالب الحكومة بضرورة تفعيل عمل ديوان المحاسبة وهذا الأمر يتكرر باعطائه الصلاحية لاحالة المسؤولين عن الفساد للنيابة، بدلاً من تحويله لمجلس الأمة، ونجد الكثير من التقارير المتراكمة في ادراج لجنة حماية المال العام البرلمانية او في اللجان الاخرى، ولم يتم محاسبة المسؤولين عن التجاوزات والهدر، وبالتالي يجب ان نعطي صلاحية مباشرة لديوان المحاسبة للاحالة للنيابة، ونجد ان ديوان المحاسبة يراقب الجانب المالي وليس الاداري ولذا يجب ان يكون هناك ديوان اخر غير ديوان الخدمة المدنية او حتى تفعيل هذا الاخير، لتشديد الرقابة على الفساد الرقابي خاصة اذا تعلق الامر بالمناصب العليا، لان الفساد يبدأ باختيار المسؤولين المقربين منه ويستطيع ان يحقق مصالحه الخاصة عن طريق هؤلاء واصدار القرارات التي تخدمه.

واذا استطعنا وضع معايير وضوابط متشددة في الأمور الادارية للقياديين نستطيع ان نقلل من هذا الفساد ولو نسبياً، والأهم من ذلك هو دور المؤسسات الدينية في تحفيز الدافع الذاتي سواء كان الجانب الوطني او الحس الديني، واعتقد انه اذا كانت هناك رقابة داخلية فان الفساد سيقل لان القوانين لم تحل هذه المشكلة يوماً بشكل كامل، لكن الاسلام استطاع ان يخلق رادعاً ذاتياً للانسان.

حقوق الإنسان

رغم الاشادة الأخيرة لحقوق الانسان بملف الكويت، الا ان الحكومة الاندونيسية اتهمت الكويت بالاساءة للعمالة المنزلية ومنعت مواطناتها من العمل في الكويت، كيف نرى هذا القرار وصحة ما يحمله من اساءة للعمالة الوافدة؟

وجود عدد هائل من الخادمات، قد يخلق بعض التصرفات الفردية التي لا نقبلها نحن كمجتمع كويتي، لا من الناحية الانسانية ولا من الناحية الاسلامية، ولكن غير صحيح تعميم هذه التصرفات الفردية على الكم الهائل الذين يعملون في الكويت والموجودون معززون مكرمون في بيوتنا، فنحن نعاملهم كفرد من أفراد الأسرة والكثير من الأسر الكويتية تعاملهم بهذا التعامل، لانهم اناس مغتربون وطالبون العمل من اجل لقمة العيش، وبالتالي هم يقدمون خدمة و معظم الاسر تقدم لهم مساعدات ويكرمونهم، ونجد ان الشواذ ليست قاعدة واعتقد ا ن الحكومة الاندونيسية لم تكن صائبة في هذا المجال فالعمالة في الكويت لها حقوقها وتحظى باحترام.

الطاقة البديلة

تحدثنا عن ضرورة اقامة مفاعل نووي للاغراض السلمية خصوصاً ان الكويت تعاني من مشاكل في الكهرباء والماء، تأخر الكويت في هذا المجال.. بما يفسر؟

ليس لدي متابعة دقيقة للموضوع، واعتقد اننا بدأنا في تشكيل لجنة لوضع دراسة ورؤية حول هذا الموضوع، وقد يكون وجود النفط، خاصة ان الكويت لن تكون من الدول الأولى التي ينفذ بها النفط مثلها مثل العراق والمملكة السعودية، واعتقد ان هذا العامل يؤدي الى عدم وجود جدية في البحث عن مصادر بديلة. وكنا نطالب بايجاد مصادر بديلة ليس من اجل تخويف الناس، ولكن لضرورة الموضوع مهما طالت سنوات توفر النفط لدنيا، ولكن لا يوجد اختلاف ان هذه الطاقة ستنفذ يوماً، وبالتالي لماذا تستنزف هذه الثروة ولابد من ايجاد بديل للقليل من استنزافنا للنفط ان نوفرها للمستقبل، خصوصاً ان ما يحدث الآن انه ليس بالصورة السريعة الانتقال الى الطاقة البديلة واسعار النفط دائماً في الصعود ويجب التشريع ليربط الانتاج بالاحتياج، ومن غير الصحيح الانتاج لغرض الانتاج فقط، واعتقد ان افضل استثمار هو استثمار النفط داخل الارض بدلاً من انتاجه واستثمار عائداته في الدول الغربية، خصوصاً بعد الانهيار المالي الذي اصاب هذه العواصم ولا ضمان مستقبلا بعدم تكرار هذه الأزمة، ونرى ان أفضل استمرار هو تقليل الانتاج للنفط على قدر احتياجنا للميزانية المطلوبة، وايضاً نسعى للطاقة البديلة، لانها ستخفف كثيراً استخدام واستنزاف النفط.

العلاقة مع ايران

اذا تحدثنا عن دول الجوار الكويتي، نجد ان بعض الاتهامات التي توجه الى ايران بمحاولة زعزعة المنطقة ومنها الكويت، خصوصا بعد الاعلان عن شبكة التجسس بغض النظر عن صحتها او بوجود خلايا نائمة او اعضاء من الحرس الثوري، كيف تجد هذه الاتهامات وهل من مصلحة الجارة ايران زعزعة الامن في الكويت؟

انا انقل هنا كلام لاحد كبار المسؤولين في الحكومة الذي اكد لي انه لم ير من ايران خلال الفترات السابقة اي شيء يذكر لزعزعة الامن او ما يتردد عن وجود خلايا نائمة، حتى بعدما اثير اخيرا خصوصا بعد نفي ايران لهذا الامر، ولا الدول الاخرى استطاعت ان تثبت هذه التهم على ايران.

ويجب ان ننأى بالكويت عن الصراع الاميركي - الايراني وقدرنا ان نكون في هذه البقعة الجغرافية وبين دول كبرى ووجود اميركي مصالحه مرتبطة بالنفط ويعتبر دول الخليج منطقة استراتيجية له وللعالم، وما يمكنا فعله هو ان نوازن بين هذه القوى، رغم اننا مرتبطون ارتباطا استراتيجيا مع الولايات المتحدة ولكن هذا لا يعني ان نتحيز لكل ما تمليه علينا اميركا وان كان لدينا بدائل محدودة، ولكن في الاطار الذي نستطيع فيه التحرك يجب ان نتحرك لتحييد الكويت عن اي صراع، مثلما اكده وزير الخارجية الا تكون الكويت مصدراً لاي اعتداء على الجارة ايران او ان يكون لنا اي دور في اي صراع قد يحدث لاسمح الله تعالى بين الولايات المتحدة وايران، لاننا كدولة قريبة من ايران سنتأثر مباشرة باي صراع الان اميركا البعيدة بآلاف الآميال عن ايران، اساطيلها موجودة في المنطقة وما يهمها تحقيق مصالحها، ونحن دولة ليست عظمى ولكننا دولة مستقلة ويجب ان تحافظ قدر المستطاع على حياديتها وان تكون مصلحة الكويت فوق كل اعتبار.

مد شيعي

لكن هناك بعض التخوفات لما يسمى بالمد الشيعي في المنطقة، خصوصا بعد محاولات الانقلاب التي كشفت عنها السلطات في البحرين كيف ترى هذا الموضوع؟

ليس لديّ معلومات دقيقة عما حدث في مملكة البحرين واعتقد ان الاغلبية الشيعية في البحرين لها مطالب ديموقراطية، واذا كان هناك البعض يتصرف تصرفات توحي بالشغب او غيره، فعليه تحمل مسؤولية هذه التصرفات، وارى ان الاغلبية الشيعية الموجودة هناك والمتمثلة في البرلمان لها علاقة جيدة مع السلطة ولهم مطالبات بمزيد من الحرية والديموقراطية وهذا حق مشروع، لكن يجب ان تكون ضمن القنوات الدستورية والقانونية والسلمية، واذا كان تصرف البعض غير لائق فاننا بالتأكيد نرفض هذه التصرفات الفردية، لاننا نهتم باستقرار البحرين، ونتمنى لهم كل الخير، وان شاء الله ان يتم التعامل مع هذه الاحداث وفق الدستور والقوانين المعمول بها وان يتجاوزوا هذه الازمة ونتمنى لهم المزيد من الامن والاستقرار.

الإساءة للإسلام

دائما ما نتحدث عما يحدث بين الطائفتين الشيعية والسنية ونسينا ما يتعرض له الاسلام من اهانات في الغرب، الا نتحمل نحن مسؤولية هذه الاساءات لوجود تناحر بين ابناء الامة الواحدة؟

هذا صحيح ويجب ان يكون لدينا هدف اساس نعمل له لمناصرة قضايانا القومية، ونعتقد ان انشغالنا بالامور الطائفية لن توصلنا الى شيء، وقد يكون هناك طرح ونقاش موضوعي في اماكنه الصحيحة سواء في الجامعات او في الحوزات الدينية او المؤسسات الدينية، وهو امر مطلوب بشرط الا تحمل جدلاً او تحمل اشارات او للتكسب الانتخابي، اما البعض مع الاسف متأخر عن نصرة قضايا فلسطين والقدس ونراه في المقدمة عند حدوث هذه الفتن، ونحن نذكر انفسنا ونذكر الاخرين بضرورة ان يكون لدينا اولوية لقضايانا القومية وان نبتعد عن الدخول والانجرار للتجاذبات الطائفية والمذهبية، لان الوسيلة الاخيرة لانشغالنا هي اثارة مثل هذه الفتن بين الطوائف المسلمة او بين ابناء الوطن الواحد من مسلمين ومسيحيين، وهناك تخوفات من المد الاسلامي الشيعي فقط، ونجد نمواً للاسلام في الغرب ووجود تركيا كدولة مسلمة نامية ضمن هذا المحيط، فالمسألة ليست بين الشيعة والسنة، واليوم لم تعد الاطروحة الغربية تملأ رأس الانسان عكس الاسلام الذي يجيب عن جميع تساؤلات النفس البشرية التي تحب الصدق والسلام وجميع هذه الامور موجودة في الاسلام عكس الغرب الذي يتميز بالكذب وخير دليل على ذلك اسرائيل والتعامل مع قضايانا معها والكيل بمكيالين رغم تشدقهم انهم مع الحريات والديموقراطية ومع الانسان، لكن هناك انتهاكاً لحقوق الفلسطينيين ويشردون ويحاصرون ولا مجيب لاي نداءات فنحن من يحاول ايصال المعونات لهم. ولم تعد الناس تؤمن بمصداقية الغرب والرأسمالية وعلى رأسها اميركا ونجد ان هذا النموذج سقط وزال، وهذه سنة ربانية لان الحكم يبقى مع الكفر ولا يبقى مع الظلم ولا يبقى الا العدل الموجود في الاسلام، واعتقد انهم خرجوا عن سيطرتهم مثل ما يحدث من سب او ذلك المعتوه الذي اراد حرق القرآن او مسألة الحجاب او المآذن وهذا ليس بالعقل، وهذا اكبر مؤشر على زوالهم ويدل على الجنون، والاسلام اجده في نمو ويشرفنا ان يكون مذهب آل البيت ينمو ونحن ننتمي له لانه من الاسلام، وهذا شرف لنا، ونحن لا نتعصب للشيعة كشيعة او كآل البيت فنحن فرحون بانتشار الاسلام وانتشار الفضيلة والعدالة، ونعتقد ان الفرج قريب، وانتهاء من يبحث عن مصالحه.

الالتزامات العراقية

لنختتم بالجارة العراق، فالبعض يرى انه على الرغم من تصريحات المسؤولين العراقيين بتنفيذ جميع القرارات الدولية تجاه الكويت، الا ان بعض الاصوات تخرج من حين الى اخر لتحاول تعكير صفو العلاقات بين البلدين، كيف ترى هذه المطالبات من بعض النواب؟

نحن نهتم بالموقف الرسمي للحكومة العراقية والاتفاقيات الدولية هي التي حددت مسألة الحدود بين البلدين وهي مسألة منتهية، لكن خروج اصوات من هنا وهناك تحاول ان تتكسب من وراء هذا الامر سياسيا وانتخابيا وتدفع باتجاه تعكير الاجواء والعلاقات الاخوية بين الدولتين الشقيقتين.

واتصور ان القيادتين في الشقيقة العراق وكذلك الحكومية الكويتية ومجلس الامة مدركون لهذه الامور ونتمنى ان يتجاوز العراق ازمة تشكيل الحكومة، لان استقرار العراق هو استقرار للكويت وللمنطقة واعتقد ان القضية هي قضية وقت لاغير.

انتخابات

هل يفكر أحمد لاري في خوض الانتخابات المقبلة اذا ما حل البرلمان قبل انتهاء مدته؟

هذا الامر سابق لاوانه ونحن كسياسيين موجودون بالساحة وممثل تيارنا التحالف الاسلامي الوطني عدنان عبدالصمد موجود في البرلمان يعمل مع الزميل الاخ د. يوسف الزلزلة، ونحن نتشرف بذلك ونتمنى للمجلس الاستمرار وان تجري الانتخابات في وقتها عام 2013، والى ذلك الوقت الله يعطينا العمر ولك ولجميع العاملين في جريدة «النهار» ونلتقي حينها ونقول لكم قرارنا النهائي.