المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أوباما لمساعديه: نريد أن نوضح للشعب أن السرطان في باكستان



بهلول
09-30-2010, 10:46 AM
إدارته وضعت خطة عسكرية سرية للانتقام تشمل ضربات ضد 150 معسكرا في باكستان




واشنطن: بوب وودورد *

أرسل الرئيس باراك أوباما مستشاره الخاص للأمن القومي، الجنرال المتقاعد جيمس جونز، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه»، ليون بانيتا، إلى باكستان لعقد سلسلة من الاجتماعات العاجلة والسرية في 19 مايو (أيار) عام 2010.

وقبل ذلك بأقل من ثلاثة أسابيع، حاول مواطن أميركي، يبلغ من العمر 30 عاما، ولد في باكستان، تفجير إحدى سيارات الدفع الرباعي في ميدان التايمز في مدينة نيويورك. وتصاعدت الأدخنة من هذه القنبلة بدائية الصنع، التي علمته جماعة إرهابية قائمة في باكستان، كيفية تصنيعها، لكنها لم تنفجر. وكان الحظ فقط هو الذي منع وقوع الكارثة.

وأخبر جونز، الرئيس الباكستاني، آصف علي زرداري، في اجتماع في إسلام آباد: «إننا نعيش في الوقت الضائع. نعتبر محاولة ميدان التايمز مخططا ناجحا لأن الوكالات الاستخباراتية الأميركية والباكستانية لم تستطع اعتراضها أو إيقافها».

واعتقد جونز أن باكستان، وهي حليف أميركي له نهج مستقل في تعقب بعض الجماعات الإرهابية وتأييد جماعات أخرى، تلعب لعبة الروليت الروسية. واتضح أن خزانة المسدس كانت فارغة خلال المرات الكثيرة السابقة، بيد أن جونز اعتقد أنها لم تكن سوى مسألة وقت قبل أن تكون هناك طلقة بداخلها.

وكانت المخاوف بشأن باكستان تقود فريق الأمن القومي الخاص بالرئيس أوباما لأكثر من عام. وقال أوباما قبل مراجعة استراتيجيته في أفغانستان وباكستان في خريف عام 2009: إن المصالح الأميركية الأكثر إلحاحا كانت في الحقيقة في باكستان، وهي قوة نووية بقيادة حكومة مدنية ضعيفة، وجيش مهيمن ووكالة استخباراتية ترعى الجماعات الإرهابية.

ولا تعمل «القاعدة» وطالبان أفغانستان فقط من الملاذات الآمنة داخل باكستان، لكن كما حذر مسؤولون في الاستخبارات الأميركية، أوباما مرارا وتكرارا، تقوم الجماعات الإرهابية بتجنيد مواطنين من الغرب تتيح لهم وثائق السفر الخاصة بهم، للتحرك بحرية في أوروبا وأميركا الشمالية.

وكان أوباما قد قرر أنه لن يتم التسامح مع الملاذات الآمنة. وأعلن أثناء اجتماع في المكتب البيضاوي في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2009، قرب نهاية مراجعة الاستراتيجية، «نحتاج أن نوضح للشعب أن السرطان في باكستان». وقال إن السبب في إنشاء أفغانستان آمنة وتتمتع بالحكم الذاتي هو «عدم انتشار هذا السرطان هناك».

وذهب جونز وبانيتا إلى باكستان لإخبار زرداري أن أوباما يريد أربعة أشياء للمساعدة على منع أي هجوم إرهابي على الأراضي الأميركية، وهذه الأشياء هي مشاركة كاملة للمعلومات الاستخباراتية، وتعاون أكثر ثقة بشأن مكافحة الإرهاب، وموافقة أسرع على تأشيرات الدخول للأفراد الأميركيين المسافرين إلى باكستان، ونفاذ إلى بيانات المسافرين بالجو، على الرغم من رفض ذلك في الماضي.

وقال جونز لزرداري إذا كانت سيارة رباعية الدفع قد انفجرت في ميدان التايمز، لا قدر الله، لما تمت هذه المحادثة بيننا. إذا نجحت أي محاولة في المستقبل، فسيضطر أوباما إلى القيام بأشياء لن تحبها باكستان. وقال مستشار الأمن القومي: «لن يكون أحد قادرا على إيقاف الرد والعواقب. وهذا ليس تهديدا، بل مجرد بيان لحقيقة سياسية».

ولم يقدم جونز أي تفاصيل بشأن ما كان يقصده. وكان لدى إدارة أوباما خطة «للثأر»، وهي واحدة من أكثر الخطط الطارئة والعسكرية حساسية وسرية. ودعت الخطة إلى تفجير نحو 150 معسكرا إرهابيا محددا في هجوم وحشي يهدف إلى المعاقبة داخل باكستان.

ورد زرداري قائلا: انتظر ثانية. إذا كانت لدينا شراكة استراتيجية، فلماذا لا نقترب أكثر من بعضنا البعض بدلا من الانفصال في مواجهة أزمة مثل تلك التي تصفها؟

واعتقد زرداري أنه أبرم بالفعل صفقة لاستيعاب شريكه الاستراتيجي، ببعض المخاطر السياسية. وسمح للطائرات من دون طيار التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بقصف معسكرات «القاعدة» وغيرها من الجماعات الإرهابية في مناطق داخل باكستان، مما تسبب في موجة غضب شعبية بسبب انتهاك السيادة الباكستانية. كما أخبر مسؤولي الاستخبارات الأميركية، بصفة سرية، في نهاية عام 2008، أن أي وفيات بين المدنيين الأبرياء جراء قصف الطائرات من دون طيار، هي تكلفة القيام بعمل ضد الزعماء البارزين لتنظيم القاعدة. وقال زرداري: «اقتلوا الكبار. الخسائر غير المقصودة تقلقكم أنتم الأميركيين، لكنها لا تقلقني».

وكجزء من الشراكة، كان الجيش الباكستاني يتلقى أكثر من ملياري دولار سنويا من الولايات المتحدة لمحاربة الإرهابيين، الذين يعملون في المناطق النائية بالقرب من الحدود الأفغانية. بيد أن الأموال لم تمنع عناصر الاستخبارات الباكستانية من دعم الجماعتين البارزتين التابعتين لطالبان الأفغانية من قتل جنود أميركيين في أفغانستان.

وقال جونز: «لا تستطيع القيام بشيء لا يكلفك أي أموال. قد يكون هذا الأمر صعبا من الناحية السياسية، لكنه الشيء الصائب الذي يجب أن تقوم به، إذا كنت تفكر حقا في مستقبل دولتك. وهذا الشيء، رفض لجميع أشكال الإرهاب باعتبارها أداة حيوية للسياسة الوطنية داخل حدود دولتك».

ورد زرداري، قائلا: «لقد رفضناها».

وكان جونز وبانيتا قد سمعا هذه التصريحات من قبل. بيد أنه مهما توخت باكستان الحذر مع الجماعات الإرهابية الكثيرة التي تعمل داخل حدودها، فذلك ليس جيدا أو فعالا بالصورة الكافية. وعلى مدار العام الماضي، كانت الأولوية الأولى في هذا البلد هي الإجهاز على فرع حركة طالبان الذي نشأ داخل البلاد، وهي شبكة تعرف باسم «تحريك طالبان».
وطرح بانيتا «مخطط صلة»، جرى تطويره من مقابلات مكتب التحقيقات الفيدرالي والمعلومات الاستخباراتية الأخرى، وأظهر كيف أن «تحريك طالبان» ساعدت المتهم بمحاولة تفجير ميدان التايمز، فيصل شاه زاد.

وأخبر بانيتا، زرداري: «انظر، هذه هي. إنها الشبكة. إنها تعود هنا». وتعقبها بأصبعه. «وإننا نواصل سلوك المسارات الاستخباراتية التي تشير إلى أن (تحريك طالبان) ستنفذ هجمات أخرى داخل الولايات المتحدة».
كانت هذه قضية معلومات استخباراتية حقيقية، وليس تكهنا، حسبما ذكر بانيتا.
ثم تحول جونز وبانيتا إلى المعلومات الاستخباراتية المقلقة بشأن حركة عسكر طبية، وهي الجماعة التي تقف وراء هجمات بومباي في الهند عام 2008، التي أسفرت عن مصرع 175 فردا، بينهم ستة أميركيين.

وقال جونز إن السلطات الباكستانية تحتجز قائد هجمات مومباي، لكن لم يتم استجوابه بصورة كافية «ويواصل توجيه عمليات عسكر طبية من مركز الاعتقال». وتشير المعلومات الاستخباراتية إلى أن عسكر طيبة تهدد بتنفيذ هجمات في الولايات المتحدة وأن هذه الاحتمالية «تتصاعد يوما بعد يوم». ولم يبد أن زرداري فهم ذلك.

وقال وزير الخارجية شاه محمود قريشي، الذي كان أيضا حاضرا في الاجتماع، «سيدي الرئيس، هذا ما يقولونه.. إنهم يقولون إذا كان هناك في الحقيقة هجوم ناجح في الولايات المتحدة، فإنهم سيتخذون خطوات للتعامل مع ذلك هنا، وأنه لدينا مسؤولية للتعاون الآن مع الولايات المتحدة».
قال زرداري مدافعا: «إذا حدث شيء كهذا، فإن ذلك لا يعني أننا تحولنا فجأة إلى أشخاص سيئين فنحن جميعا شركاء».

ورفض بانيتا وجونز، دفاع زرداري، فربما لا يكون هناك سبيل لإنقاذ الشراكة الاستراتيجية، وللتأكيد على وجهة نظر جونز قال بانيتا: «إذا حدث ذلك، فإنه يعني أن كل الاتفاقات لم تعد قائمة».

فيما بعد التقى المبعوثان الأميركيان بالجنرال أشفاق كياني، قائد الجيش الباكستاني وأقوى شخصية في البلاد.

وعلى الرغم من تخرج كياني في كلية القادة والأركان في فورت ليفنورث بولاية كنساس، فإنه كان صنيعة الجيش الباكستاني، حيث قضى الرجل أكثر من 40 عاما في التألق على الجبهة الشرقية في مواجهة التهديد الهندي، خصم باكستان اللدود منذ أن تأسست الدولتان عام 1947. وكان هذا جزءا من التركيب الوراثي لضباط الجيش الباكستاني. وكان صعبا وربما من المستحيل بالنسبة لجنرال باكستاني أن يحول بصره عن التهديد الباكستاني ليتجه صوب الناحية الأخرى في أفغانستان.
وقال جونز لكياني إن العد التنازلي بدأ الآن بشأن مطالب أوباما الأربعة. كان أوباما يريد تقرير تقدم خلال 30 يوما. ولم يتأثر كياني كثيرا، فقد كانت لديه مخاوف أخرى، وقال: «سأكون أول من يعترف، بأنني متوجس من الهند».
وضع بانيتا سلسلة من المطالب الإضافية لعمليات وكالة الاستخبارات المركزية. وقد وافق الرئيس أوباما على هذه المطالب خلال جلسة أكتوبر (تشرين الأول) عام 2009، خلال مراجعة استراتيجية أفغانستان - باكستان.

كان مدير الاستخبارات المركزية يعتقد أن الضربات الجوية للطائرات من دون طيار كانت السلاح الأكثر نجاعة في تاريخ الحرب. وكان يرغب في استخدامها بصورة أكبر.

سمحت باكستان لطائرات «بريداتور» بالتحليق في مناطق جغرافية محددة، أطلق عليها اسم «الصناديق»، ونظرا لأن الباكستانيين وضعوا عددا كبيرا من القوات في الجنوب، فلم يسمحوا بتحديد «صندوق» في هذه المنطقة.

وقال بانيتا: «نحن بحاجة إلى صندوق في هذه المنطقة، فنحن بحاجة إلى القدرة على شن هجماتنا هناك». ورد كياني بأنه يرى أنهم يحظون ببعض القدرة على الوصول إلى هذه المنطقة.
انتاب جونز وبانيتا شعور بأنهما لم يحققا سوى إنجاز محدود. وتساءل بانيتا بإحباط: «كيف يمكن أن تشن حربا وهناك ملاذات آمنة عبر الحدود؟ إنها حرب مجنونة».

وخلص بانيتا إلى أن الولايات المتحدة بحاجة إلى بعض القوات البرية للقضاء على الملاذات الآمنة، وأوضح أن وكالة الاستخبارات المركزية لديها قواتها الخاصة، جيش سري قوامه 3 آلاف عنصر من الأفغان يعرفون باسم «فرق مكافحة الإرهاب». وتشن بعض فرق مكافحة الإرهاب هذه، عملياتها في الوقت الراهن عبر الحدود في باكستان.

وقال بانيتا: «لا يمكننا القيام بذلك من دون بعض القوات البرية، ويمكن أن يكون هؤلاء الجنود باكستانيون أو أميركيون، المهم أننا في حاجة إلى وجود بعض القوات على الأرض في هذه المنطقة».

رافق جونز وبانيتا في رحلتهما إلى باكستان اللفتنانت جنرال دوغلاس لوت، منسق مجلس الأمن القومي لأفغانستان وباكستان، الذي أشرف على كتابة تقرير بشأن الرحلة من ثلاث صفحات للرئيس، وقعه جونز.

بداية احتوى التقرير على تلخيص متشائم، أشار في بدايته إلى الهوة بين السلطات المدنية والعسكرية الباكستانية، وأن الولايات المتحدة لم تتمكن من تحقيق تقدم مع هؤلاء الأشخاص، فقد أجروا محادثات مع زرداري الذي لم يكن يستطيع أن يقدم لهم شيئا. أما كياني فيملك القوة لتقديم العون، لكنه يرفض تقديم الكثير، ولا يستطيع أحد أن يجبره على غير ذلك. كان التقييم غاية في التشاؤم، وخلص إلى أن الأمر أشبه ما يكون باللغز.

أبدى جونز انزعاجا من ربط النجاح في أفغانستان بتقديم باكستان العون، فقد كان يرى أن الولايات المتحدة لن تستطيع الفوز في أفغانستان طالما أن الملاذات الآمنة ظلت قائمة في باكستان. فقد كانت أشبه بسرطان في خطة الرئيس التي أعلنها نهاية 2009.
ثانيا، قال التقرير إن الباكستانيين لم يملكوا الإحساس ذاته بالأهمية مثل الأميركيين. كانت هناك هجمات إرهابية للمجموعات الإرهابية في باكستان، لذا لم يتمكنوا من الإحساس بالتأثير النفسي لهجمة صغيرة منفردة على الأراضي الأميركية.

كان الباكستانيون يرتكبون خطأ آخر بتطبيق المنطق ذاته على الهند، من وجهة نظر جونز. فإذا ما قامت جماعة عسكر طيبة، التي تقف وراء هجمات مومباي، بتنفيذ عملية أخرى هناك، فلن تتمكن الهند من كبت تحفظها الذي كانت عليه حينئذ. ومن ثم سيتوجب على رئيس الوزراء مانهموهان سينغ، الذي نجا بالكاد من هزيمة سياسية بعد التفجيرات، من الرد علي الهجمة.
الخيارات بالنسبة للرئيس أوباما ستكون محدودة للغاية في أعقاب هجمة أخرى تشن من باكستان. بيد أنه قبيل هجمة كهذه سيكون لديه المزيد من الخيارات، خاصة إذا أوفت باكستان بالشروط الأربعة التي وضعها الرئيس.

بعد رحلة جونز - بانيتا، تحسن التعاون الباكستاني بشأن التأشيرات. وعندما التقيت الرئيس أوباما بعد شهرين من محاولة تفجير تايمز سكوير الفاشلة، أكد لي تقدم الجهود الباكستانية في جهود مكافحة الإرهاب. وقال لي: «لقد زادوا من تعاونهم خلال الأشهر الثمانية عشرة الماضية على نحو بارز». واعترضت على ذلك بالقول: «لكن ذلك ليس كافيا».
قال أوباما: «نعم، بكل تأكيد».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»



الرئيس الأميركي باراك أوباما وإلى يمينه نائب الرئيس جو بايدن في اجتماع بالشأن العراقي مع هيئة الأمن القومي (رويترز)

فيثاغورس
09-30-2010, 03:49 PM
ارجو من الرئيس الامريكي بو حسين ان يركز على السعودية لأنها منبع الارهاب في العالم وبؤرة السرطان وقرن الشيطان كما أخبر بذلك النبي محمد ( ص )