المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تزوير التاريخ.....حسن العلوي نموذجا



الدكتور عادل رضا
09-18-2010, 05:29 PM
إن عملية تزوير التاريخ هي فكرة تشغل عقل كل المهتمين بالثقافة والمعرفة، فهناك الكثير من الروايات غير المقبولة عقليا, أو أنها روايات تتناقض مع منطق العقل العلمي السليم، و تتعارض مع مجريات الإحداث المنطقية المطلوب توافرها في تلك الإحداث.

أن هناك تزوير يمارسه بعض الكتاب و بعض المستثقفين, أن تزوير و تدليس للحقائق والإحداث كافية لان تحرك اهتمام اي مثقف أو كاتب محقق , يريد للحقيقة أن تعيش بين الناس.

أن( مصادر التاريخ) مهمة , لأن هناك أمورا كثيرة يمكن ان تتشكل على اساس هذا التزوير في المصادر التاريخية, و هذه أمور قد تتحكم بسلوك الناس الحالي و المستقبلي ، و قد يكون لها الدور الكبير بخصوص علاقاتهم داخل المجتمع, و أمور أخري .

الوجه الأخر للمشكلة هو إن( مزوري التاريخ) هؤلاء يمارسون تزويرهم دون خجل أو تردد، أو خوف من إن يكتشف قارئ أو كاتب محقق كذبهم و تزويرهم و تدليسهم. فهم يمتلكون قدر غريب من الصلافة و الجلافة بحيث لا يترددوا عن تزويرهم .

ما يدفعني لكتابة هذه المقالة ما صادفني من قضية شخصية كشفت كيف ان البعض لايتردد ان يسرق اسماء معروفه يتباهى بمعرفتها ليظهر نفسه وكانه شخصية عالمية مهمة .


كنت في زيارة للصديقة العزيزة الدكتورة هيلغا جراهام الصحفية البريطانية المشهورة في جريدة الأبزيرفر و الباحثة الأكاديمية في شئون الشرق الأوسط في منزلها في العاصمة البريطانية لندن, ضمن دعوة شخصية للعشاء , و تذكرت كلاما غريبا قرأته لأحدهم و أسمه حسب الكتاب هو حسن العلوي.

ذكر الكاتب مشددا علي رواية تعني انه على صلة وعلاقة متينة بالدكتورة هيلغا .! و عمل معها !و يفبرك حسن العلوي قصة غريبة و مضحكة عن تدخل تاتشر!!! لوقف عملا صحافيا مشتركا مع الدكتورة هيلغا كان يهدف لمواجهة نظام صدام حسين ، للايحاء باهميته الى الحد ان تتدخل مارغريت تاتشر شخصيا للأمر بإيقاف نشاطات حسن العلوي المشتركة مع الدكتورة هيلغا!؟


ليس هناك مؤشرا واحد يمكن ان يؤشر على ان حسن العلوي وصل لهذه العالمية التي يدعيها بحيث تتدخل تاتشر باعماله ونشاطاته ، يعني ان تاتشر كانت تقرا له ، وتعترف بان كتاباته يمكن ان تغير معادلات العلاقات بين الدول .



مع ذلك دفعني فضول الباحث للتعرف من الدكتورة هيلغا عن حقيقة الامر.


عجبتُ لردة فعل للدكتورة هيلغا الغاضب ، المستغرب ، المستهجن .

فأجابت بالنفي القاطع و قالت:

أن هذا الكلام غير صحيح.

و أضافت الدكتورة هيلغا:

من يكون هذا؟

و من هو؟

و ما هي قيمته العلمية و الأكاديمية ليعمل معي؟

أنا لا أعرفه و لم التق به مطلقا في حياتي

و بأي حق يذكر أسمي في كتابه؟

و لماذا يكذب بهذا الشكل السافر؟

عرضت عليها صورته المنشورة على غلاف كتابه : العراق الأميركي .

فقالت : هذا الشخص لا أعرفه و هذه أول مرة أري فيها صورته!؟

قرات لها ما يقوله حسن في كتاب العراق الأمريكي ما نصه:

"قد كنت أشارك الصحفية الباحثة الأوروبية السيدة هيلغا كراهام في كتابة أبحاث عن الشأن العراقي , و كان حسين قاسم يترجمه لي و لها عندما هزتنا قضية إعدام بازوفت المحرر في نفس الجريدة , و بدأنا حملة صحفية ضد صدام حسين تدخلت رئيسة وزراء بريطانيا آنذاك السيدة مارغريت تاتشر بطريق و أخري , لإيقاف هذه الحملة من أجل المصالح البريطانية كما فهمت إذ لوحت لي بأهمية عدم إزعاج الرئيس العراقي.

وكنت ساعتها أشارك في برنامج قدمه
ريتشارد كلاس (ريتشارد كلاس. صحفي أميركي معروف اختطف في مطار بيروت مع صديقه نجل وزير الدفاع اللبناني آنذاك السيد علي عسيران وأطلق سراحه فاكتسب شهرة عالية أهلته لتقديم برنامج في التلفزيون البريطاني) للتلفزيون البريطاني عن العراق، فأوقفت العمل في هذا البرنامج وقلت له، أننا لسنا أدوات تستخدم في المصالح البريطانية متى شئتم، واتصلت بمحاميي لإرسال إنذار إذا ما بث هذا اللقاء"



هذا الأمر أثار في شخصي الفضول و الحيرة عن هذا الشخص الذي يكذب كذبا صريحا سمجا و بجرأة لم أعهدها من أحد , بمعني:

رأيت أناس يتجرؤون علي الكذب و التزوير و لكن لم تصادفني حالة بمثل هذه الجرأة والقدرة على الكذب دون خجل لم أراها في حياتي , هذا التدليس و اختلاق القصص و الادهي و الآمر هو أستغباء الناس و تصورهم كالجهلة من باب :

يا معود منو يقرأ في زمننا هذا؟



أن هذا الأمر أخذني إلي رحلة بحث و تقصي من باب الفضول و أيضا من باب البحث العلمي لأجد العجب العجاب.


لقد قضيت وقتا لمطالعة كتب حسن العلوي من هذا الباب لتنفتح أبواب من غرائب الأمور و عجائبها , مع اتصالات شخصية أجريتها مع معارفنا و أصدقائنا الثقات الموثقين و من نعرف في سوريا و غير سوريا في مختلف أنحاء العالم فتحت أمور أغرب مما قرأته في كتب المذكور.


بالإضافة إلي كتاب الدكتور موسى الحسيني المعنون " ساطع الحصري والخطاب الطائفي الجديد" ، الذي ناقش فيه الكاتب الأطروحات والدعاوى التي اتهم بها البعض الأستاذ ساطع الحصري بالطائفية ، خصص الدكتور موسي الحسيني ثلاث فصول كاملة من كتابه لمناقشة مثل هذه الاتهامات التي وجهها الكاتب حسن العلوي او حسن عليوي هندش ( كما يسميه الحسيني ) للأستاذ ساطع الحصري ، اتخذت نقاشات الحسيني اتجاهين: :

الأول : طبيعة الاتهامات وجهها حسن العلوي للحصري، مع إثبات بطلانها بالحجة والوثيقة

الثاني :الأسباب الشخصية التي دفعت حسن العلوي،لكيل هذه الاتهامات؟ .



كشف موسي الحسيني قدرة غريبة عند حسن العلوي للتزييف والكذب ، وتزوير الإحداث المنقولة من مصادر ، لم يتردد حسن في الإشارة إليها ، غير أبه و لا مكترث بما سيكتشفه القارئ من اختلاف في المعنى والتفاصيل ، بين النص الأصلي ، وطريقة عرضها من قبل حسن العلوي أو حسن عليوي هندش كما يطلق عليه الدكتور موسي الحسيني

لقد كشف الدكتور موسي الحسيني أن حسن العلوي زور وحرف نصوصا بدون خجل ولا تردد ، بما يقربه من حالة صفاقة ، تؤشر و تُشير بشكل واضح إن هذا الإنسان لايمتلك إي معنى للإحساس بالخجل .

لا أريد هنا إن أعيد ما كتبه الحسيني، و ما كشفه من تزييف لمصادر وروايات بلغ عددها أكثر من 20 رواية في كتاب حسن المعنون " الشيعة والدولة القومية “.

سأكتفي هنا بالإشارة إلى واحدة منها و للقاري الكريم أن يعود إلي قراءة هذا الكتاب المهم كاملا إذا أراد , هذه الأهمية تكمن في شخص الكاتب و هو من المناضلين الأوائل لحكم البعث في حين كان الآخرون ممن هم ألان في المنطقة الخضراء في أحضان سلطة البعث آنذاك!!!! مضافا إليه التاريخ العائلي المعروف و المشرف كابن للعالم الجليل المرحوم عبد الزهرة الحسيني رحمه الله عليه, ناهيك عن الدرجة الأكاديمية التي يحتلها موسي الحسيني كباحث و محلل سياسي معروف.


نعيد القول:

أننا لسنا نريد أعادة ما ذكره الدكتور موسي الحسيني و لكن سأشير إلي واحدة منها و هي:

جاء في الصفحة 179 من كتاب الشيعة والدولة القومية من رواية لجلد جندي عراقي من الشيعة قام بها ضابط سني ، كدلالة على التعصب الطائفي عند ضباط الجيش السنة ( كما يقول حسن) ضد الجنود وهم شيعة (حسب قوله ) . وللدلالة على صحة الرواية يضع حسن مقدمة للرواية قائلا :

"يصف الدكتور سندرسن باشا ، طبيب العائلة المالكة إحدى عمليات الجلد التي تفرض على الجنود العراقيين" ، ثم يسرد الرواية ليضع في نهايتها رقماً للحاشية 141 ، ليذكر فيها تفاصيل المصدر اسمه وتاريخ طبعه ورقم الصفحة ، بما لا يترك شكا عند القارئ على صحة الرواية .وبالعودة للمصدر الأصلي وهو مذكرات سندرسن نكتشف إن سندرسن، يكتب بوضوح وبما لا يقبل الالتباس عن حالة جلد لجندي هندي من قبل ضابط انكليزي ، يخدمان في القوات البريطانية التي شاركت في احتلال العراق عام 1914 ، ولا دخل للجيش العراقي بالموضوع لأنه لم يكن هناك بالأصل جيشا عراقي في ذلك الوقت حتى يتهم ضباطه بالطائفية . فتاريخ تأسيس الجيش العراقي هو6 كانون الثاني 1921 .

الأغرب من ذلك إن حسن يستند لهذه الرواية التي ركبها من خياله ليشكك بالشرف العسكري لمؤسسي الجيش أمثال جعفر العسكري ، ياسين الهاشمي ، وطه الهاشمي غيرهم .

إي شرف هذا الذي يتكلم عنه حسن .. شرف من سماته الكذب والتزوير والافتراء!؟

لاشك إن حسن هنا كان يعانى من حالة إسقاط سيكولوجي كما يوصفه الدكتور موسي الحسيني، إي إن ينسب الإنسان ما به من عيوب إلى الآخرين كي يخفف من الضغط النفسي للمشاعر الحادة التي تسببها عوامل الإحساس بالنقص. .

لم يتوقف حسن العلوي عند حد الشتائم لقادة ومؤسسي الجيش بل راح يبني على هذه الرواية المزورة، مجموعة من الإحكام التي اعتبرها تحليلات فكرية لما جرى من إحداث عنف في 14 تموز 198، وما تلاها من فترات لاحقة.

إي تحليل هذا ،وأية أفكار أو فكر هذه التي تقوم على أساس روايات مفبركة بشكل غبي ، وتافه ، لا يدل على إي ذكاء لصاحبها .

مع ذلك يصر حسن العلوي على تقديم نفسه من خلال البرامج التلفزيونية على انه مفكر!؟



أنه من المعروف إن هذه المحطات تسال ضيوفها عادة عن العنوان و الصفة التي يريدون أن يتم تقديمهم بها من قبل المحطة التلفزيونية إلي المشاهدين(كاتب أو صحفي أو طبيب...الخ) فالضيف هو من يحدد صفته و الإشارة التي تشير إليه المحطة التلفزيونية عند اللقاء.


في قراءتي لما كتبه حسن العلوي في كتبه لم أجد أي فكر أو نظريات أو تنظير, بل وجدت و اكتشفت تناقضات تلغي بعضها البعض بشكل صارخ و واضح و بما يجرح عين القارئ الواعي ويثير اشمئزازه.


أن حسن العلوي شتم و سب المسلمين الشيعة في كتابه( دماء علي نهر الكرخا) ، لكنه عاد وكتب ما يناقض كل تلك الشتائم التي يسميها فكر، في كتابه ( الشيعة و الدولة القومية).


ففي كتابه (الشيعة والدولة القومية) نقض و ناقض حسن العلوي ، كل الأفكار والتشوهات التي نسبها للمذهب الشيعي في كتابه" دماء على نهر الكرخة "الذي نسب التشيع فيه لشخصية يهودية وهمية ، عبد الله بن سبأ ، ولبقايا المجوس , واتهم أيضا كل العلماء الشيعة بالعمالة للصهيونية والغرب الاستعماري.


متى كان حسن العلوي مفكرا!!؟؟ هل عندما اعتبر أن أصل الشيعة مزيجا من اليهودية والمجوسية!؟

أو عندما تغنى بفقه الإمام الصادق في كتابه الشيعة والدولة القومية!


في كتاب " الشيعة والدولة القومية " يتهم حسن السنة بالعمالة لبريطانية، ويحصر الوطنية بالشيعة.

كتابان يناقضان بعضهما البعض , بشكل واضح و جلي , بلا خجل و لا اعتذار و لا خط رجعة !؟

و لم يتوقف حسن العلوي عند هذا التناقض الفاضح فعاد مرة أخري ليتهم علماء الشيعة بخضوعهم للعمالة لبريطانية ، وأميركا في كتابه" شيعة السلطة" ص 77-82 ،184

لم تتوقف التناقضات و التضاربات الواضحة الجلية لحسن العلوي عند هذا الحد فقط ، بل عاد في كتاب" العراق الأميركي" ليعتبر إن عبد الرحمن النقيب من كان رمزا لخيانة السنة وعمالتهم في كتاب" الشيعة والدولة القومية "

أصبح النقيب سياسي عقلاني ،وعبقري ، وداهية , بقدرة قادر، في كتاب " العراق الأميركي "

فهناك عبد الرحمن النقيب خائنا و عميل و هنا عقلاني و عبقري و داهية!!!!!!!!!!

انطباعات او ملاحظات لاتدل على فكر عاقل او ناضج بل أمور تناقض بعضها البعض ، تلغي كل تلك الانطباعات او الاحكام التي بنى حسن كل مقولاته عليها في كتاب" الشيعة والدولة القومية".



حسن العلوي المتناقض بلا خجل و لا ورع هو الذي خاطب صدام حسين في ص3 ، في اهداء كتابه دماء على نهر الكرخة :

"وزعيم بابل المعاصرة من ذلك النمط الحضاري الذي عرفه العالم في مسلات الملك الصادق سرجون الاكدي، والمحرر الأول اتو حيكال ، والمشرع العظيم حمو رابي، في هذه اللحظة يسجل المؤرخون على الاجر مسلة صدام حسين ، وهذا الجهد مقدمة لهذه المسلة , واليه يرجع العمل الصالح ويرفع الجهد المتواضع " ( المقدمة والاهداء ص :3 )

لكن صدام الإله المقدس عند حسن العلوي , يصبح متخلف محكوم بقيم قرية فقيرة متخلفة في كتاب العراق الاميركي وكتبه السابقة.


فمتى كان حسن العلوي مفكرا وهو يطلق الاحكام الإلوهية والقدسية على صدام حسين !؟ أو كان حسن العلوي مفكرا عندما أصبح صدام حسين متخلفا بسبب الانحدار من قرية فقيرة.!؟

إن ملاحظة كتابات حسن العلوي وهو الدخيل على الفكر والتفكير, و هو من يطلب من الآخرين أن يطلقوا عليه لقب مفكر !؟ أن بملاحظات من هذا النوع نكتشف أمورا غريبة و أشياء عجيبة أخري.

أن من خلال هذه الكتابات اكتشفت إن العديد الأشخاص الذين يستشهد بهم هم بالأصل لا تربطهم به أية صلة أو علاقة.

و الغريب أيضا بأنه في حالات معينة يستشهد بأناس توفاهم الله و يربط نفسه و شخصه بهم زورا و تدليسا, و هذا الأمر كشفته أنا شخصيا عن طريق اتصالاتي الشخصية وبواسطة معارفي ومن العديد من الأشخاص الثقات الذين سألتهم عن العديد من الأمور كما ذكرت في بداية المقالة..

كمثل بسيط نقرأ أن حسن العلوي يردد كثيرا الحديث عن علاقة الصداقة التي تربطه بالمرحوم الشيخ أحمد الوائلي في كتابيه " العراق الأميركي " و " شيعة السلطة "، والكتابين صدرا بعد وفاة المرحوم الشيخ الوائلي ، وكان هذه الصداقة تشكلت بقدرة قادر بعد موت الشيخ .

من اتصلت بهم، ممن كانوا مقيمين في سوريا و لا زالوا, و أيضا من معارف المرحوم الشيخ أحمد الوائلي .

ذكروا و قالوا لي:

إن الشيخ الوائلي ورغم محاولات حسن الحثيثة التقرب إليه ، كان ينبذ حسن ويتهرب من رؤيته, مستذكرا تاريخ حسن العلوي مع حزب البعث.

كان الشيخ الجليل يتهرب منه، كلما حاول حسن اللقاء به، لذلك ما ذكره حسن العلوي عن علاقته بالشيخ احمد الوائلي و صداقته غير صحيح جملة و تفصيلا.

أن قصص الصداقة هذه كثيرة في كتب حسن العلوي لعل أغربها مثلا ، ما وصف به علاقته مع المرحوم السيد عبد العزيز الحكيم في كتاب العراق الأميركي ، يقول حسن العلوي: : "

فأنا أكتب واقترح واعترض وأنصح وأرفض وأقبل أموراً تصل إلى أصدقائي كالرئيس مسعود البارزاني والرئيس جلال الطالباني والرئيس إياد علاوي والدكتور أحمد الجلبي وزعيم الأغلبية البرلمانية عبد العزيز الحكيم ونائب الرئيس عادل عبد المهدي " ص : 4 .

النص يعني بوضوح:

إن علاقة حسن بالمرحوم عبد العزيز الحكيم من القوة بحيث يتقبل السيد عبد العزيز الحكيم دور حسن كموجه مباشر له:

ويقف حسن منه موقف يكتب له
ويقترح عليه !
ويعترض !
وينصح !
ويرفض !
ويقبل منه!

. ولاشك إن الرفض عقوبة، كما إن القبول يدلل على الرضا الذي يمكن إن تتبعه مكرمة.

إي إن صورة العلاقة يبدو فيها المرحوم عبد العزيز الحكيم بدور احد تلامذة حسن العلوي، الذي يراعون إرضائه ويبعدون عن إغضابه ويصححون سلوكهم السياسي وفقا لتوجيهاته.

هنا حسن العلوي يرفع نفسه و ينفخ في ذاته كقيادة فكرية و سياسية توجه المرحوم عبد العزيز الحكيم, بما يشبه الأوامر و التعليمات من قائد إلي متبوع . ويؤشر أيضا علي عمق العلاقة بينهما!!

و لكن حسن العلوي ينفي اي مصداقية لهذه الاقوال والادعاءات التي يضفيها على نفسه بما كتبه بشكل واضح و جلي في كتابه الجديد" شيعة السلطة ", بل يخبرنا بالحقيقة حين يذكر كيف إن عبد العزيز الحكيم كان يحتقره و يتجاهله في الأماكن التي تفرض الصدف التقائهما بها، كما حصل في مؤتمر لندن الشهير قبيل الغزو الأمريكي للعراق.

يوصف حسن العلوي طبيعة علاقته مع عبد العزيز الحكيم فيقول:
و فيما يلي نص ما كتبه حسن العلوي بالحرف:

" فلم يكن عزيز الحكيم قريبا مني ، ولا كنت قريبا منه ، ولم يحضر لقاءاتي مع السيد باقر الحكيم، ولا فكرت بزيارته ، ويعود ذلك إلى لحظة عابرة مرت علينا في جلسة يتيمة تحدث فيها بربع لسان وتحدثت إليه بصفر القلب ،وبادلته الجفوة بالجفاء ........ ، وفي مؤتمر لندن الذي انعقد أواسط كانون الثاني 2002 قبل سقوط صدام حسين ، فوجئت بدخول عزيز الحكيم إلى القاعة وكنت واقفا قبالة المدخل ، فمر ومعه بيان جبر ، والشيخ همام حمودي ، وحامد البياتي ، فلم يلقي أي منهم بالتحية ، فشموا رائحتها ، فأخذهم الكبر " ( شيعة السلطة179-180)

أين هي الحقيقة؟

هل الحقيقة هي عندما يدعي حسن العلوي انه يوجه و يقود وينصح بحكم علاقات الصداقة مع السياسيين العراقيين التي يدعيها حين العلوي معهم, ومنهم المرحوم عبد العزيز الحكيم..

أم أن الحقيقة هي عندما يتعامل معه السيد عزيز بالاحتقار والجفوة، ويتكلم مع حسن من وراء انفه كما يقول العراقيين، ويترفع حتى عن تحيته؟


نحن هنا امام نموذج متهالك من دعي , مزور للتاريخ , يريد إن يوظف ما عنده من معرفة او قدرة للكتابة للارتزاق والنفعية ،والتخريب الاخلاقي ، وحتى السياسي .

أن الباحث المدقق يحتاج إلى كتاب جديد بحجم كتاب الدكتور موسي الحسيني ليكشف كل التناقضات التي تنفي بعضها البعض, و تلغي بعضها البعض , في تزوير للتاريخ فج و صريح , بين كتابي العراق الأمريكي و كتاب شيعة السلطة.


الدكتور عادل رضا

الدكتور عادل رضا
12-14-2010, 12:47 PM
تزوير التاريخ .. الشعوبي حسن العلوي نموذجا


د . موسى الحسيني
mzalhussaini@btinternet.com
9/12/2010

نشر الكاتب الكويتي ، الاستاذ الدكتور عادل رضا على موقع كتابات بتاريخ 18 / 9/ 2010 مقالا بعنوان " تزوير التاريخ .. حسن العلوي نموذجا " ، معتمدا كتابي المعنون " ساطع الحصري والخطاب الطائفي الجديد " ، كمصدر اساسي من المصادر التي استند اليها في كتابته . تم اعادة نشر المقال ، خلال الاسابيع القليلة التالية ، في اكثر من 87 موقعا على الانترنت .


بقدر ما اشكر الدكتور عادل على اعتماده على الكتاب المذكور اعلاه ، استميحه عذرا في استعارة عنوان مقالتي هذه منه ، باستثناء اضافة شعوبي. لان العنوان يختزل ويحشد الكثير من الحقائق ، عندما اختار اخطر واسفل شعوبيا حاقدا على كل ما هو عربي وعراقي ، كنموذج من نماذج المزورين في العصر الحديث . اما اضافة صفة الشعوبية للتعريف بالمعني ليست شتيمة مغرض، او محاولة في ذم المعني او تبخيس قيمته ، بل ان الشعوبية هي التوصيف المنطقي الواقعي لحالته كدخيل على العرب والعروبة ، رغم انه عاش وترعرع على ارضها ، وشرب من مائها وتنفس هوائها ، واكل من خيراتها ، الا انه واجه ذلك بنكران جميل ، وسيكولوجيا شعوبية عدائية متطرفة ،تعكس حجم العقد النفسية الدفينة التي تحرك نوازعه المريضة الحاقدة على كل ما هو عربي . رغم ان روادالحركة القومية العربية الاوائل التزموا و الى يومنا هذا بتعريف النبي (ص) وتشخيصه لمفوم العربي : " ليس العربية منكم بأب او أم ، العربي من تكلم اللغة العربية " . لم تكن العروبة او العربية او الامة العربية ، شاذة عن غيرها من الامم في انها لاتتميز بوحدة الدم بل هي نتيجة لتفاعل الاقوام والشعوب التي سكنت المنطقة العربية منذ القدم ، تفاعلت ، فيما بينها ، ومع الارض العربية لتصل لهذا الشكل المعروفة به الان .( لاحظ ساطع الحصري اراء في الوطنية والقومية ص : 17-32 ،حول القومية العربية ص :77-82)

عندما اقول توصيف ، ذلك ان الشعوبية كحركة ثقافية وسياسية انتقلت في اشكالها المتاخرة خلال العصر العباسي من الدعوة للمساواة بين العرب والاثنيات الاخرى ، الفارسية خاصة ، الى العبث بالتاريخ العربي ، والثقافة العربية بحثا عما يمكن ان يكون مادة تصلح للاستخدام في التبخيس من قيمة العقل العربي ، والثقافة العربية ، ثم تحولت في مراحلها الاخيرة ، مستغلة ضعف الدولة العباسية وتهافت خلفائها المتاخرين ،لتدمير كيان الدولة ، وزرع الفتن الداخلية لتفكيكها . تلك هي الشعوبية بمعناها المختصر .


لم تتوقف توجهات بعض المستوطنين الاجانب في البلاد العربية ، والعراق خاصة من بث سمومهم الشعوبية باشكال مختلفة وحسب قدراتهم ، وما تسمح به الظروف السياسية لهم ، للعبث بتاريخ الامة ، ووحدتها .
ان من خبائث الشعوبية ، وكي تتستر على حقدها وتلونه بسمات اخلاقية واسلامية ، حاول بعض الشعوبيين التظاهربالغلو في حب ال البيت ، والربط بين التشيع والحقد على كل ما هو عربي ، ليهاجموا تحت شعار حب ال البيت والحرص على التشيع والشيعة وفقه ال البيت كل ما هو عربي ، مستغلين ما يجتمع عليه العرب من شيعة وسنة من احترام الى حد القداسة لال بيت النبي ( ص) .


التشيع بالنسبة لهم ليس غطاء لتبرير حقدهم فقط ، بل كان ايضا درع لحماية انفسهم ، يكموا به افواه المسلمين ، فقد ربطوا بين التشيع والشعوبية ، بحيث يبدو الراد عليهم بموقف الطائفي السني المنحاز ضد الشيعة . ( الشيعة والدولة القومية ) ، مع مابين الاثنين من فرق .


كان واحدا من اساليب الشعوبية الخبيثة ، اختلاق الاحاديث عن ال البيت ودسها في كتب الشيعة . فهذا الامام الصادق (ع) يقول في وصف احد الشعوبيين من الغلاة : "كان المغيرة بن سعيد يتعمد الكذب على ابي وياخذ كتب اصحابه، وكان اصحابه المستترون باصحاب ابي ياخذون الكتب من اصحاب ابي فيدفعونها الى المغيرة فكان يدس فيها الكفر والزندقة ويسندها الى ابي ثم يدفعها الى اصحابه فيامرهم ان يثبتوها في الشيعة ، فكل ما كان في كتب اصحاب ابي من الغلو فذاك مما دسه المغيرة بن سعيد في كتبهم " (الكشي ، الرجال ، ، ص : 196 ) .

ويجد القارئ الكثير من الامثلة على تلك الخباثة الشعوبية ، فلم يكن المغيرة بن سعيد الاول ولا اخر الشعوبيين .

فالتزوير ، والدس ، والكذب سمة شعوبية ، بل من سماتها الاصيلة ، المتجذرة فيها .فالشعوبية ليست حركة سياسية ، كما هي ليست فكرة ايدولوجية او نظرية ، لا في الاصل ولا في النتائج ، بل هي حالة مرضية سايكولوجية .فهي لادخل لها مثلا بالحركة القومية الفارسية او الهندية او التركية ، كحركات سياسية تمتلك المبررات المنطقية للعمل على تشكيل دولها القومية على اراضيها القومية دون ان تكون مضطرة لممارسة الحقد على العرب او غيرهم . والشعوبي الهندي او الفارسي الاصل ، لايحلم بان يبني دولته القومية على ارض العراق مثلا ، لانه يعرف استحالة هذا ورفض العراقيين شيعة وسنة واديان اخرى لذلك ويعرف انهم سيقفون كحد السيف لمنع هذا التجاوز . لكنه يجد في العراقي وعرب العرب موضوعا لاشباع احقاده . حتى عندما تقول له اغرب يارجل عنا واذهب الى بلدك ما دمنا نثير حقدك وكراهيتك ، فهو يرفض ، لانه سوف لن يجد كرم الاخلاق ، وحلاوة العيش في بلده الام كما هو يتمتع بها على الارض العربية . وفي بلده الام سوف لن يجد موضوعات لحقده ، والحقد فيه وعنده هو شريان الحياة الذي تشكلت حوله سيكولوجيته المرضية .
ان الشعوبية هي ميل او اتجاه سيكولوجي ، مبني اساسا على الحقد والكراهية. والكره ، يؤشر على ارتباك وتخلخل في الشخصية وعجز عن التعايش والاندماج في المجتمع ، يعود الى الكثير من الاسباب التي يحتاج شرحها الى مقالة مستقلة . الا انها بمحتواها السيكولوجي هي مجموعة عقد ذات شحنة عاطفية قوية للاحساس بالنقص امام الاخرين لايستطيع المريض مقاومتها ، تصبغ كل سلوك الفرد وتصرفاته ، بما فيها لغته . لذلك تجد الشعوبي عندما يكذب ، وحسن عليوي هندش ( المتسمي بالعلوي ) ، كمثال ، لايخجل ولايشعر بالحرج من الكذب بل يستطرق به بما يشبه العفوية والبديهة ، حتى ليوهم القارئ او المستمع غير النبه او المطلع ، بصحة ما يسمع .


الكذب عند الشعوبي الهندي الاصل حسن عليوي هندش ، سليقة ونظام واسلوب حياة ، ووسيلة للعيش والنصب والاحتيال ، وميل مرضي لايقوى على السيطرة عليه .باختصارهو منظومة مبنية ومركبة على الكذب . والحديث عن كذبه يحتاج لعدد من المؤلفات بحجم كتبه . لكن سنكتفي بالامثلة المختاره من كتبه التي يكذب بعضها الاخر .


كما لااريد ان اعيد كتابة ما ذكره الدكتور عادل من امثلة على كذب حسن ابن عليوي هندش .لكن قصة الدكتورة هلكا كراهام التي ذكرها الدكتور عادل في مقاله تقدم مثلا بسيطا . اراد ابن هندش ان يوحي للقارئ باهميته ، وان كتاباته مقروءة حتى من قبل تاتشر ، رئيسة الوزراء البريطانية في الثمانينات ،وليعطي كلامه مصداقية اكثر اختار اسم الدكتورة هلكا ، باعتبار ان من الصعب الوصول اليها لسؤالها عن صحة ما يقوله ، كما انه لم يتوقع على ما يبدو انها ستطلع على محتوى كتابه .



الدكتورة هلكا صديقة تعود علاقتي بها الى منتصف 2005 ، جمعتني بها هموم الثقافة والسياسة والكتابة ، منذ ذلك الحين كنت الاقيها على فترات متقاربة بمعدل مرة كل شهر او شهرين ، لكني لم اكن مطلع على كتاب ابن هندش " العراق الاميركي " ، فقد تركت قراءة ما يكتبه هذا الرجل بعد ان اكتشفت حجم الزيف والكذب والتحريف الذي ورد في كتابه" الشيعة والدولة القومية" ، الى ان نبهني الدكتور عادل للموضوع ، بعد ان نشر مقالته ، فسالت الدكتورة هلكا عن الموضوع لتؤكد نفس جوابها للدكتور عادل رضا انها لم تعرف هذا الانسان ، ولم تلتقي به سابقا ، هذا عدا عن كونها لم تشاركه يوما اي مشروع في الكتابة لا عن العراق ، ولا عن اي موضوع اخر . فما الغاية من اختلاق هكذا كذبات ، الا الطبيعة المرضية التي تجبر صاحبها على اختلاق القصص . والا مشاعر النقص التي تجعل من صاحبها يبحث عن الاسماء المشهورة ليختلق القصص عن علاقته بها ، وتاخذ الكذاب عادة الحماسة ، ليصل من خلال الدكتورة هلكا للادعاء بانه كان محور اهتمام تاتشر الى الحد الذي تضطر معه تاتشر للتدخل ، بل الترجي والتوسل والتوسط عند الاخرين ليتوقف حسن عن الكتابة بلغة هو لايعرفها اصلا . وتاتشر رئيسة وزراء دولة عظمى ، مشغولة بهموم عالمية ومع ذلك فهي تتوقف عن عملها لتطلع على ماذا كتب هذا الدعي . عندما يسقط او يحذف اسم الدكتورة هلكا من القصة ، يترتب عليه بالنتيجة ، حذف اسم تاتشر . فما الذي كسبه هذا الدعي .. !؟ - سنجيب على هذا السؤال في الجزء القادم-


مثال اخر قدمه الدكتور عادل ، موثقا عن ادعاء حسن بالعلاقة الحميمة التي تربطه بعزيز الحكيم " كما ورد في كتاب " العراق الاميركي "، التي عاد فكذبها هو نفسه في كتابه" شيعة العراق وشيعة السلطة ".. كما هي علاقته المزعومة مع الشيخ احمد الوائلي التي لم يصرح بها حسن الا بعد وفاة المرحوم الشيخ . وعلاقتنا العائلية بالشيخ الوائلي ليست بخافية على اي من العراقيين المقيمين في سوريا قبل الاحتلال . ولم اسمع يوما من الشيخ الوائلي الا كلمات الاحتقار والتقزز من سيرة هذا الدعي . ومرة وامام مجموعة من العراقيين في جلسة في محل السيد مضر الحلو ، لاادري كيف ورد اسم هذا الدعي ، فقال الشيخ الوائلي ( رحمه الله ) : دعونا من سيرة هذا الشلايتي السرسري ، انها والله لتقزز النفس ، ويشعر الانسان معها بالحاجة للقئ ، لم يكفيه انه شتمنا في العراق ، جاء هنا يدعي الوصل ، ويطاردنا بترهاته ". كنت اعرف ان الشيخ الوائلي كان قد علم بقصة تحرش حسن بابن احد رجال الدين في دمشق .


بدأ حسن الادعاء بانه يلتقي سرا بالشيخ الوائلي ..!؟ ( بقية صوت ) ولايدري الانسان ما مصدر وسبب هذه السرية ..!؟ لكنه في كتابه العراق الامريكي ، و شيعة العراق وشيعة السلطة اصبحت علاقة علنية ، وزيارات متبادلة . وليعطي حسن نفسه قيمة زائفة ادعى ان الشيخ كان يتبادل معه الزيارات . في حين رواية الشيخ لي وللاخرين ان هذه العلاقة لاتتجاوز ، زيارة واحدة قام بها حسن لمنزل الشيخ برفقة احد رجال الدين عندما بدأ يعلن توبته . ولقاء في مجلس تعزيةاقامه الشيخ دكسن في دار احد العراقيين ، وحضرها حسن لتاكيد توبته كما تاب الحر بن يزيد الرياحي ، كما يوصفها هو امام رجال الدين الذين اتصل بهم او زارهم في منازلهم كل ذلك ، حصل في 1983-1984 وانتهى.


لاشك ان الصفاقة ، بل الوقاحة التي تتحكم بالانسان الى هذا الحد من الكذب والتدليس ، ليست ظاهرة عادية ، بل هي حالة مرضية ، لايقوى المريض على السيطرة عليها .فالكذب والتزييف والادعاء بانه على علاقات حميمة مع علية القوم من العراقيين ، وظيفة سيكولوجية لاشعورية لتهدئة ضغط مشاعر بالنقص ، التي تفرضها الاحساس بالدونية لرجولة مهتوكة ، او كما وصفتها دراسة نشرت بجريدة الزمان عدد 22/1 / 2002 لتفسير اسباب توجهاته الشعوبية ، وبمصطلحات الجريدة " رجل شاذ لايرتاح ولايهدا الا بماء الرجال " . والعهدة على الكاتب والجريدة ، رغم ان سيرة حسن في سوريا لاتنفي ذلك .


للكذب والتدليس عند حسن عليوي هندش وظيفة اخرى ، هي تسويق نفسه ، فهي اداة للارتزاق ، والنصب والاحتيال .( كما سيرد تفصيله ) . قبل ذاك وللابتعاد عن العموميات ، نود العودة لتوصيف شعوبية هذا المتهالك بعقد نقصه .


طرح شارون وايتان عام 1982 مشروعهما لاعادة تقسيم الدول العربية الى دويلات صغيرة متناحرة ،كانت حصة العراق منها ثلاث دول ، كردية وسنية واخرى شيعية . تلاقف الشعوبيون وبعض اليهود من اصل عربي الفكرة ، ليكتشف الانسان فجأة هذا الحرص الغريب عند هؤلاء الحثالات من سقط المتاع ، على شيعة العراق ، والعراق خاصة .


بادر حسن عليوي هندش المتسمي بالعلوي بكتابة " التاثيرات التركية في الحركة القومية العربية ،مزورا الوقائع والاحداث والمصادر ليثبت ان غالبية اهل بغداد من ابناء الطائفة السنية ليسوا الا اتراك تسلطوا بتامر مع بريطانيا على السلطة في العراق . ، حتى عبد المحسن السعدون اعتبره تركيا باعتبار انه متزوج من تركية والاخرين على اساس اما ثقافتهم او دراستهم ، او نسب امهاتهم .


ثم مقابل خمسة الاف دولار من عادل عبد المهدي ومثلها من السيد محمد بحر العلوم ، ليقوم باكبر كذبة وتزوير عرفه تاريخ الكتابة بالعربية في كتابه الشيعة والدولة القومية منذ ايام حماد عجرد وحماد الراوية . رصدتٌ في هذا الكتاب اكثر من عشرين تزويرا ، وكذبة ، وتحويرا لنص او خبر ، في كتابي الموسوم " ساطع الحصري والخطاب الطائفي الجديد "، ولم يقدم حسن ولا رواية صحيحة مع انه بصلافة مرضية كان يشير لمصادر رواياته ليدلل على علمية الكتابة ووثوقية هذه الروايات . مستغفلا ، ومستهينا بعقل القارئ ، وقدرته على الوصول للمصادر . ظاهرة كانت غريبة جدا من الصلافة والجرأة في ينقل كاتبا نصا محورا ومع ذلك يؤشر للمصدر الاصلي .


.
في كتابيه المذكورين حاول حسن ان يزيف كل تاريخ الدولة العراقية ، يحرف النصوص ، ويغير المعاني والمصطلحات ليثب خيانة السنة العرب ، وتامرهم مع بريطانية لحرمان الشيعة العرب من حقهم بالدولة العراقية كمواطنين .نفس المنهج الذي استمر بالتاكيد عليه في ان" السنة اخذوا الوطن ، و الشيعة اخذوا الوطنية " (العراق الاميركي 24).لااعرف اذا كان هناك من مصطلح يعاكس الوطنية غير الخيانة .
في كتابيه هذين ، كما في كتبه الاخرى التي ظل يردد بها نفس الدعاوى الزائفة حول تضخيم واقع الطائفية في العراق .



فهو يختزل تاريخ العراق بانه ليس الا تاريخ الصراع الشيعي السني ، وليس فيه من شئ اخر مميز ( الشيعة والدولة القومية 9-10 ) ، وبطريقة شعوبية خبيثة حاول الربط بين الحركة القومية العربية والسنة ، والعروبة والسنة ، وجرد الشيعة من سمتهم العربية الى الحد الذي اعتبر به الخلاف الشيعي – السني هو بمستوى الخلاف الاميركي – الياباني اوالخلاف الفرنسي – الالماني . يقول ابن هندش : "كم هو جميل ان يصبح التنافس بين السنة والشيعة على غرار التنافس بين اليابان والامريكان ، والمانيا وفرنسا " ( العراق الاميركي : ص 42 ). اما العيش المشترك بين ابناء الطائفتين لمئات السنين ، والانتساب للدم الواحد عند العشائر العربية المنقسمة بين الطائفتين ، كشمر ، والجنابات وال تميم ، وزبيد ، والجبور وغيرهم من العشائر ، كيف يمكن ان نصل بهم الى مرحلة التنافس والتعاون كما هو الحال بين اميركا واليابان . امر لايدركه صاحب عقل او فكر الا هذا الهندي المستعرب .




ان تاريخ العراق ليس كما يختزله هذا الشعوبي ، الهندي الاصل في انه يتمحور حول الصراع الشيعي – السني ، بل هو تاريخ عطاء وفكر وحضارة ، وابداع ، وفن ، وقيم اخلاقية . اختزل عرب العراق التاريخ العربي في بعض مراحله ، وكان العراق مركزا تتمحور حوله كل الاحداث في عموم الوطن العربي ، بل العالم .كانت بغداد كما هي دمشق والقاهرة ، والكوفة والبصرة ، هي من تصنع تاريخ الحضارة العالمية وتوجه مسار التاريخ بارادة اهلها .بفقهائها ، علمائها ، متكلميها ، لغوييها ، حتى بزنادقتها وشطارها ، قبلة لانظار العالم ، ونموذجا للتقليد .


نسى حسن عليوي هندش ، وهو الدعي بانه المفكر المبدع ، صانع الرؤوساء ، وموجه القادة والزعماء ، خبير اللغة العربية ، العارف بادابها ، ان الاسلام بدا بمكة ، ورغم الخلافات السياسية بين الصحابة ، ومروره بدمشق لاكثر من مئة عام ، لم يترجم بمدارسه الفقهية المعروفة الا على يد اهل العراق . التشيع نشأ في الكوفة ، وحركة الخوارج ظهرت في الكوفة ، وحركة المعتزلة والمرجئة ظهرتا في الكوفة والبصرة ، ومدارس الفقه السني ظهرت في بغداد ، ومن تشكل منها خارج العراق ، لم يستطيع ان يتجاوز فقهاء بغداد والكوفة والبصرة .حتى اللغة العربية التي يدعي حسن انها تخصصه لم تاخذ قواعدها النحوية الا في العراق ، ويعتمد اللغويين في محاججاتهم على حكم مدرستي الكوفة او البصرة .
تلك هي عقدة اختيار العراق من قبل اليمين المسيحي المتصهين للبدء بتنفيذ مشروع شارون – ايتان لتقسيم الدول العربية الحالية .


كل هذه الحضارة ، والجدل ، وتوظيف العقل في فهم الدين ،واشتراطه كاساس للايمان ، فلا ايمان بدون علم او معرفة كما يرى معتزلة العراق ومتكلميه . ، والموقف من الحاكم الجائر ، ومفهوم العدل في الاسلام وكل هذا الجدل العقلي والفلسفي لااثر له ولاقيمة عند هذا الشعوبي الهندي الاصل ، فقط الصراع السني – الشيعي ، الذي قارب ان يكون شبيها بالصراع الياباني الاميركي ، او الفرنسي – الالماني ، كما يتمنى .
انه ينفي حركة التاريخ هذه ويحاصرها بالجمود والوقوف عند الخلافات الشيعية – السنية ، بل هو يعزل تاريخ العراق عن التاريخ العربي ، وكانه ما كان ومازال واحدا .



ان غاية اعداء العراق والامة العربية ،من صهاينة وشعوبيين ، هي تجريد هذا الجدل العقلي، والتراث العلمي المتنوع في الاجتهادات والاراءوالنظريات ،من عقلانيته ، وتحويله الى حالة سلبية لزرع الفتن، عكس ما اراد لها اصحابها من المفكرين العظام . اعادة صياغة نتاجات العقل العربي في العراق وتحويلها كاداة لتعميم الجهل ، واستنهاض التخلف ، وتغييب العقل . تشويه الحقائق وتغييبها ، لابعاد المواطن العادي نحو امور وتفسيرات بعيدة عن الواقع وعن متطلبات حاجاته اليومية ، وامنه وامن وطنه ، وتقدمه ومستقبل اولاده . المهم من الافضل علي او عمر ، وكان علي وعمر لم يتعاونا من اجل دعم الدولة العربية – الاسلامية الى الحد الذي يعتبر به علي ان عمر هو " اصل العرب " ( نهج البلاغة ، ج2 ، ص :30 ) .


من بغداد ايضا يمكن زرع جرثومة الفتنة الطائفية ، استثمار الحالة النفسية والذهنية للفرد العراقي بعد اكثر من ربع قرن من الانهاك وتعب الحروب والحصار والمجاعات والخوف ، لاستثمار اندفاعات هؤلاء" السباقين بالهدم والبناء " لنشر الفوضى والانقسامات والحروب البينية بين العرب خاصة ، والمسلمين عامة. يظل العراق بارتقاءه او محنه محركا للتاريخ العالمي . فالعراقيين اهل راي وجدل .


يبدو ان جماعات اليمين المسيحي المتصهين ، ومفكري وقيادي الصهيونية العالمية كانوا اكثر قدرة على فهم دور العراق التاريخي والمعاصر ، عندما اختاروا العراق كمنطلق لتنفيذ خططهم وتحقيق مشروعهم الشرق اوسطي الجديد .


ان كتبه الستة التي كرسها لطرح الموضوعة الطائفية ، لم يقدم حسن عليوي هندش فيها لافكرة ولاتصور منطقي فكل ما مطروح فيها من رؤى لاسند لها لانها مبنية على امنيات ، واكاذيب ، وبهتان ، وتزوير .. فهو يكتب بدون منهج علمي او التزام باداب واخلاقيات القراءة والكتابة ، ولن يجد القارئ النبه لافكرة عقلانية ولانظرية . هي شحنات خبيثة لاثارة العداء بين ابناء الطائفتين ، وتحريض رخيص لهذا ضد ذاك . ولكي يعطي نفسه صفة الكاتب الجاد المخلص المجرد يستغبي القارئ و يدعي احيانا انه قومي ، وتارة انه شيعي ملتزم غصبا عنه " انا شيعي شئت ام ابيت أنكرت ام اهتديت ، تبرات او توليت "( العراق الاميركي 42 )، واخرى علماني (لعلي لااستطيع حتى هذه الساعة ان افضل مذهبا دينيا على اخر لسبب بسيط هو كوني شخصا غير ملتزم بالمنهج الديني في الحياة " ( الشيعة والدولة القومية ص :9 )، وهو قومي تارة ، وضد القومية ، وبعثي وضد البعثية ، كل ذلك ليسوق خباثته ، وحسب متطلبات الموقف او المصدر المامول به للتفضل بالصدقة .


انه يحاول اثارة مشاعر الخوف عند هذا الطرف تارة ، والاخر تارة اخرى ، ويوسع الخلافات حتى ليبدو وكان ليس هناك من حل غير الانقسام والانفصال السياسي ، كما حال فرنسا والمانيا ، او اليابان واميركا .
في كتابيه الاخيرين بعد الاحتلال " العراق الاميركي" ، و"شيعة العراق وشيعة السلطة" . لايتكلم حسن عن الاحتلال ، واسبابه أو نتائجه التي نزلت بالعراق ، خرابا ، وحروبا ومجازر . بل يظل ملتصقا بالخلافات الشيعية – السنية ، ولاينظر للاحتلال الا من هذا المنظار . بالعكس ، فانه وهو الذي اعتبر تحالف شيخ سني مع بريطانيا جريمة تاريخية لاتغتفر وحمل جريرتها لسنة العراق جميعا . يرى في الاحتلال الاميركي ثورة نوعية وتطور، فهو يقول : " لقد وجد الاميركان انفسهم في العراق كما وجد الثوار الايرانيون انفسهم وحيدين في ايران ،ولم يتمتعوا بعد بتذوق طعم النصر ، فحوصرت الثورتان ، ومنعتا من التصدير ، الثورة الاسلامية في ايران ،والثورة الاميركية في العراق ." ( العراق الاميركي ، ص : 121 ) .


الاحتلال يصبح ثورة ، لولا عوامل الجهل عند العراقيين لشعت بانوارها وخيرها على من حولها من الدول .


ان العراقيين بمفهوم هذا الشعوبي ، ليسوا اهل طيبة ووفاء ، ويفتقرون للنقاء الاخلاقي والاصالة ، لانهم لم يشكروا الاميركان بعد على نعمة الاحتلال والقتل الذي تعرضوا له ، تحت اسم هذه الثورة . فهو يقول : " كان الانظف ، والانقى للسرائر والنفوس وللحركات والاحزاب ان تعترف بالجميل وتقر امام الله والناس ان الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا والدول الاخرى الهامشية قامت بدور في العراق ما كان لنا جميعا ان ننجزه " ( 118 )


اين الوطنية التي ادعاها حسن عليوي هندش في كتابه " الشيعة والدولة القومية " ، والتي على اساسها اتهم السنة بالخيانة والعمالة لبريطانيا، والتي استخدمها لبث سمومه التحريضية التقسيمية . اصبحت الوطنية بعد الاحتلال معايير ديماغوجية ميكافيلية قديمة . ففي كتاب العراق الاميركي يفسر الوطنية : "كمفهوم عام ، اشاطرك الراي ، لكننا تحت تاثير سلوك ديماغوجي ميكافيلي نابع من المعايير القديمة القائمة على ان درجة نقاء السياسي العراقي او العربي ، ترتفع وتنخفض بمقدار قربه او بعده من السياسة الغربية ." ( 118 )



تلك هي وطنية الشعوبي ، مهما تستر على سقوطه وخيانته فهو لايمتلك الا ان يلوي المصطلحات ليا ، ليحرفها ويبعدها عن معانيها ومضامينها الاصلية ، ويطوعها لحقده وسقوطه الاخلاقي ،فهو بدلا من ان يدعوا للاندماج وتجاوز المحنة باقل الخسائر ، يروج لافكار التشظي ، والانقسام والفرقة .حتى في عز كذبه ونفاقه للتغطية على شعوبيته ، لايتوقف عن التركيز على الفروق والانقسامات الطائفية ويقدمها في صورة الفروق غير القابلة للتسوية والاندماج .

في الجزء الثاني
- نصاب بجلباب مفكر
- حسن العلوي يجد اباه

الدكتور عادل رضا
12-20-2010, 01:18 AM
الدونية بجلباب المفكر .. الشعوبي حسن العلوي نموذجا

د . موسى الحسيني
mzalhussaini@btinternet.com
18 /12 / 2010

ليس المقصود باستخدام مفردة الدونية شتم المفكر الكبير حسن عليوي هندش المتسمي بحسن العلوي . نستخدم الدونية هنا لتوصيف عقدة النقص التي يعاني منها بشكل حاد هذا المفكر المبدع ، فهي مصطلح علمي قدمه الطبيب النفسي النمساوي ،الفريد ادلر في كتابه " الدونية العضوية و تعويضاتها السايكولوجية" عام 1917 ، وتابع دراساته عنها في كتاباته اللاحقه وهي عقدة لاشعورية تصيب بعض الاشخاص وتنشا معهم منذ الطفولة ، وتضغط نفسيا على مشاعر الفرد الذي يستجيب لاشعوريا بالبحث عن تعويضات او ميكانزيمات لاشعورية للتخفيف من ضغوطاتها على مشاعره . من امثلة هذه المظاهر التعويضية ، التباهي المضخم ،والادعاءات الكاذبة والقصص الوهمية عن قدرات الشخص المبالغ بها ، التي ينحو من خلالها الى اعطاء نفسه صورة الشخصية الجبارة ، العظيمة ، المميزة . عندما تتضخم هذه العقدة عادة عند التعرض لاحباطات كبيرة ، ما يجعل الفرد يضخم بشكل مبالغ به قصصه ورواياته عن عظمته وقدراته ،وتتصاعد معه مشاعر الاحساس بالدونية وهذيانات العظمة المزعومة الى حد الاصابة بالبانورايا . والمعروف ان البارونويا تاتي بشكل هجمات حادة . كما هو واضح في كتابي المفكر حسن عليوي هندش، الاخيرين : العراق الاميركي ، وشيعة العراق وشيعة السلطة .


نقول عقدة ، وعادة لاشعورية ، ولايقوى المريض على السيطرة عليها ، الا ان بعض المصابين قد يتمكن من ادراك عوامل نقصه ، فيعمل بشكل سوي في قبولها ، ويبحث عن وسائل عقلانية للتعويض عنها . فالمريض متى ما عرف طبيعة عقدته ، واسبابها تتحول العقدة الى حالة شعورية وتصبح مشكلة عادية يمكن حلها بالتفكير السليم وتفريغ شحناتها الضاغطة .


ومن يقرا كتب المفكر الدعي حسن العلوي سيكتشف فيها بسهولة ووضوح ، حالة ضاغطة ومضخمة من الشعور الحاد بالدونية ، تستفحل عقدته هذه عندما يتعرض للاحباط ، كما هو فشله في ان يصبح سفير العراق في سوريا ، فتتخذ مظاهر المرض النفسي المعروف بالبانورايا . تلك هي حالة الدوني ، اي المصاب بعقدة الشعور بالدونية .


اما المفكر ، يعني مبدع ، صانع للافكار ، والرؤى والنظريات المميزة ،هو من يستخدم قدراته العقلية والمعرفية ، وفقا لمنهج معين من مناهج البحث العلمي ليصل لتصور او تحليل او رؤية لتفسير ظاهرة ، او لعلاقة غامضة بين ظاهرتين او مجموعة من الظواهر الاجتماعية او الادبية اوالتاريخية وغيرها من حقول المعرفة ، بحيث يمكن استخدام هذه الفكَر او التفسيرات او التحليلات في بعض الاحيان ، كثوابت معيارية لقياس او تفسير ظاهرات اوعلل مشابهة في الحياة ، او في احدى مجالات المعرفة المحددة.


عندما يكتب حسين مروة كتابه النزعات المادية في الفلسفة العربية الاسلامية ، تختلف معه او تتفق ، الا انك تجد نفسك امام جهد ممنهج ، خاضع لشروط البحث العلمي مع امانة في النقل .لايمكنك تجاوزه في قراءاتك التالية للعقل العربي ، ولمختلف الاحداث التاريخية الاخرى. كذلك. الحال مع محمد عابد الجابري ، وهويوصف بنية العقل العقل العربي ، ويحفر في اعماقها ليكشف انها قائمة على اساس البيان والعرفان والبرهان ، تشعر انك امام راي ونظرية تعيد تفكيرك بكل ما هو شائع من مفاهيم عن العقل العربي .حتى عندما تقرأ نقد جورج طرابيشي له ، لا تمتلك الا ان تحترم الناقد والمنتقد ، وتشعر ان كل منهم اضاف لعقلك معرفة مميزة . وعندما كتب علي الوردي كتبه وفقا لمنهج اراد ان يوضح به تداخل المفاهيم الثقافية العربية في حالتها النكوصية التي غلبت على السلوك والتركيبة السيكولوجية في العراق بتاثير ما فرضته الدولة العثمانية ، تلك المفاهيم التي ما زالت تتمسك بالقيم العربية القديمة من عشائرية ، او بدوية ، في مواجهة قيم الاحتلال بما يمثله من قوة حديثة وعصرية في نظرتها للحرب والاحتلال ، والمصالح القومية ، والعلاقات الدولية ، في حين تختلط المفاهيم الفردية والعشائرية والدينية المؤطرة باطار رجعي ومتخلف ، عند الفرد العراقي باستثناء نخبة صغيرة جدا بالنسبة للحجم السكاني ، فالامية كانت الصفة السائدة في المجتمع .لنفهم من كل ذلك لماذا لم تحقق ثورة العشرين اهدافها . والموقف الاجتماعي من حركة التاريخ والحضارة في طبيعة المجتمع العراق او لنفهم لماذا تباطئ التطور والنمو في العراق حتى بعد تشكيل الدولة العراقية الحديثة ، ما هو دور النخب وما هو موقفها من عملية التغير الاجتماعي ، وغيرذلك من الامور ، لنتعلم كيف يمكن ان نستفيد من مناهج علم الاجتماع في فهم الاحداث السياسية .فانت تحتاج علي الوردي لقراءة تاريخ العراق قراءة موضوعية من منظور اجتماعي – ثقافي .اما الحسني كان مؤرخا حياديا ، يسجل الحدث دون التدخل في تفسيره .يقدمه كما هو ، وكما حصل دون التدخل في في البحث بتفاصيل اسبابه الاجتماعية – الثقافية ، فهو مؤرخ بكل معنى الكلمة ،يستحق اللقب بجدارة ، لكن لا نستطيع ان نوصفه كمفكر ، مثلا.
كذلك بقية المفكرين والكتاب الموضوعين العرب والعراقيين ، من امثال ساطع الحصري ، طه حسين ، الطيب تيزيني ، برهان غليون ، صادق جلال العظم ،ابو يعرب المرزوقي ، حسن حنفي ، محمد اركون ، محمد عادل العوا ، جورج جبور ، وحنا بطاطو وغيرهم الكثيرين من المفكرين العرب ، الذين يشعر الانسان باختلافات وفروق في تفكيره قبل وبعد قرائتهم .



اذا سمح احدا لنفسه ان يسمي حسن ابن عليوي هندش ، بالمفكر . مع كل تخريصاته وهذياناته البعيدة كل البعد عن الفكَر الناضجة . ترى ماذا سنسمي هؤلاء المفكرين والعلماء العرب ، علينا ان نبحث عن دلالات او تعريفات اخرى لتوصيفهم . لان استخدام تعريف مفكر لحسن العلوي هو حط وانحطاط بالفكر ، وشتيمة وتبخيس بحق المفكرين العرب .


لاشك ان من يوصف حسن بهذا التعريف ، اما ان يكون منافق مثله ، او جاهل ، او من انصاف المثقفين . هذا الذي يقرأ باحكام مسبقة ، مستفيدا من قابلية القراءة والحفظ ، دون ان يستخدم قدراته العقلية الاخرى ، يحلل ما يقرأ مثلا، يفحص المصادر ، يعرض ما يقرأه على اساسيات البحث العلمي ، يبحث عن ، يتفحص صدق الرواية ، داخليا ، وظاهريا ، يقارنها بسياقات السلوك العام لاشخاصها ، وضمن اطار المرحلة التاريخية التي حصلت بها ،كي يعطي لنفسه الحق او يمتلك القدرة على تقيم غيره من الكتاب ، ما اذا كانوا مفكرين ، او باحثين موضوعيين ، او مجرد كتاب استخدموا قدرتهم على الكتابة ، لعرض موضوع او الدعوة لترجيح ، او نقد فكرة ما . لذلك فان بعض انصاف المثقفين الذين اعتمدوا في طرح موضوع الطائفية في العراق مستشهدين بحسن العلوي ، هم من هذا النموذج من انصاف المثقفين امثال الكاتب باسم وهمي دكتور سعيد السامرائي او الدكتور عبد الخالق حسين ،قد يكون هناك بعض المثقفين والمفكرين الذين لايشك احدا بقدراتهم العلمية ، الا انهم متمسكين بمنهج شعوبي ، صهيوني معادي للعرب والعروبة ، كما هو الاستاذ سمير النقاش في كتابه عن شيعة العراق . لااحد يستطيع ان يشكك بعلمية الباحث سمير النقاش ، وانا متاكد من انه يعرف مدى كذب وتزوير حسن عليوي هندش في كتابه " الشيعة والدولة القومية " لكن سمير النقاش ، وهو يهودي عراقي الاصل ، هاجر برفقة اهله الى فلسطين المحتلة منذ اوائل الخمسينات . وكتب كتابه عن الشيعة لاحبا بهم ، ولارغبة في البحث عن الحقيقة ، لكن ضمن برنامج معد مسبقا للترويج لمشروع شارون – ايتان بضرورة تقسيم الدول العربية الكبيرة لدول صغيرة .كي يروج لموضوعة : مظلومية الشيعة " ، طبعا ليس تعاطفا انسانيا مع الشيعة ، بل هي وظيفة مكلف بها ليخدم مؤسسات الصهيونية العالمية التي ظلت تامل ان يتصاعد الخلاف الشيعي –السني الى حد الذبح . وعندما لايجد سمير النقاش مادة يمكن ان تدعم مزاعمه يلجأ عادة لامثال حسن عليوي هندش ، وهو يعرف جيدا انها مبنية على الزيف والبهتان . ذلك ما يعطيه العذر عند المحاججة او النقد ، سيدعي عندها بانه خدع و لم يلتفت الى ان احدا يمتلك هذه القدرة على التزييف .



اما الكاتب الدكتور عبد الخالق حسين ، في كتابته عن ساطع الحصري ، انا متاكد واراهن بقوة وثقة انه كتب ، واعطى رأياً بساطع الحصري معتمدا على كل من حسن العلوي ، والاسم الوهمي د . سعيد السامرائي ، دون العودة لاي من كتب ساطع الحصري التي ذكرها في اخر ما كتب كمصادر . كما انه لم يقرأ حتى كتاب كليفلاند ولا كتاب المستشرقة الروسية تيخونوفا .وان قرءهما فبعجالة قارئ الصحيفة لا بعقلية الدكتور ، وافترض ان جميع حاملي شهادة الدكتوراة يمتلكون المعرفة باصول البحث العلمي ، وسوف لن تعوزهم القدرة على اكتشاف التزييف والبهتان بكتابات حسن عليوي هندش .
ان كل ما كتبه د . عبد الخالق حسين عن ساطع الحصري اعتمد فيه على حسن ، وعلى سعيد السامرائي . وسعيد السامرائي اعتمد هو الاخر كليا في كتابه عن الطائفية في العراق على كتاب " الشيعة والدولة القومية" حتى ليشك القارئ احيانا ان سعيد السامرائي ليس هو الا حسن العلوي متنكرا .


لذلك اتمنى على الدكتور عبد الخالق ان يعيد قرائته لساطع الحصري، وبالعودة لكتابات الاستاذ ساطع الحصري نفسه ، لا ما قيل عنه . بعدها سنحترم كتاباته في اي نتائج يتوصل لها ان سلبا او ايجابا بحق المفكر القومي الاستاذ الكبير ساطع الحصري.وانا مستعد لتزويده بالمصادر المطلوبة بما فيها مذكرات الاستاذ ساطع الحصري ، وكتاب تيخونوفا ، وكليفلاند ، اذا تعهد كتابة باعادتها بعد فترة محددة اما الكتابة بهذا الشكل لاامتلك الا ان اقول عنه ليس الا كاتب ، او نصف مثقف .


لاشك ان انصاف المثقفين هؤلاء او الكتاب المحكومين بالاحكام المسبقة هم احد اسباب تضخم الاحساس بالدونية عند حسن ، فسيكولوجيا الدوني تجعله يفكر انهم يسخرون باعماقهم منه ، فهو يعرف نفسه اكثر منهم ، وهو يعرف انهم لايمكن ان يكونوا بمثل هذه السذاجة الى الحد الذي يتقبلون به هلاوسه وتخريصاته بهذه السهولة .


وعندما يعتقد انهم فعلا انخدعوا او صدقوا هلاوسه ،فهذا يعزز به الميكانزيمات الدفاعية اللاشعورية التي تدفعه اكثر فاكثر لتضخيم اكاذيبه وهلاوسه .


ان الربط بين ساطع الحصري والطائفية هو ربط شعوبي خبيث ، الغاية منه هو الربط بالايحاء بين المذاهب السنية و الحركة القومية العربية ، للوصول منها لنزع الهوية العربية من التشيع والشيعة العرب .
او ما يسميه حسن العلوي ، بتعجيم الشيعة او ترحيلهم من العروبة والهوية العربية ، التي لم يقل بها احداً غيره . سوى رواية نقلها عن اخيه عادي العلوي عن الدكتور عيسى سلمان ، كذبها مباشرة هادي العلوي في مجلة الحرية عدد 8 أب 1989 .


اي شعوبية حاقدة هذه التي تريد ان ترحل مئات العشائر العربية الى الفارسية ، واي خدمة تحلم بها ايران اكثر من ذلك ، انها كافية لان تنعش شارون من غيبوبته لو سمع ذلك .


عندما يختزل هذا الشعوبي الملتصق زورا بلقب العلوي تاريخ العراق بما سماه الصراع السني – الشيعي . وكل سني هو قومي عربي ، وان الحركة القومية العربية ما تشكلت الا كتعبير عن التعصب الطائفي عند سنة العراق من اجل انكار هوية الشيعة العرب ، وترحيلهم عن العروبة . .

كيف يمكن ان نفسر اذا ما ذكره د . فخري قدوري عن اول اجتماع جرى في منزله لانتخاب اول قيادة قطرية لحزب البعث فكان من بين اعضائها خمسة من سبعة من الشيعة . فؤاد الركابي ، وعبد الله الركابي ، تحسين معلة ،علي صالح السعدي ، شمس الدين كاظم ( هكذا عرفت البكر وصدام ، ص : 28 ) ، اكد الاستاذ فؤاد الركابي صحة ودقة الرواية .


كما كان هناك ستة من ثمانية من اعضاء القيادة القطرية التي قادت حركة 8 شباط ، هم من الشيعة العرب .( بطاطو ، الكتاب الثالث ، ص : 284 ).


حتى البعث بعهده الثاني بعد حركة 17 تموز 1968 ، ورغم كل الدعاوي الطائفية ، والاتهامات شارك الشيعة العرب في الحكم ووصلواالى اعلى المناصب ، كرئاسة الوزراء ، ووزارة الدفاع ، ورئاسة اركان الجيش ، والقيادة القطرية ، وباختصار كان " اكثر من ستين بالمائة من البعثيين هم من الشيعة وكان الكادر الوسطي في البعث يتألف من اكثر من سبعين بالمائة من الشيعة وهم اساس بنية الحزب التنظيمية والتكوينية وهم من تولى العمل الجماهيري والتتنظيمي فيه " (محمد البغدادي ، اكاذيب مظلومية الشيعة ، شبكة البصرة ،25/3/2005 )


كيف نفهم قبول القوميين من السنة العرب بقاء مهدي كبة كرئيس لحزب الاستقلال منذ اوائل الاربعينات وحتى حل الحزب .ان كل من حامد الجبوري ، احمد الحبوبي ، وهاشم علي محسن ، وغيرهم من اوائل المؤسسين لحركة القوميين العرب في العراق كانوا من الشيعة.


كيف نفهم مساهمة شيوخ القبائل العربية الشيعية في قيادة الحركة القومية العربية ممن عرفوا بجماعة الصليخ ، امثال الحاج عبد الواحد سكر ، ونور الياسري ومحسن ابو طبيخ وغيرهم ، ممن تحرك بقبائله من اجل اسقاط حكومة جميل المدفعي ، وفرض ياسين الهاشمي كرئيس وزراء جديد على القصر الملكي . وتدخل محسن ابو طبيخ لاختيار الوزراء الجدد في وزارة الهاشمي ( الحسني ، الجزء الرابع خاصة الصفحات من 60- 82 ) .


في الجانب الاخر ، كيف نفسر وفقا لنظرية المفكر الكبير حسن عليوي هندش ،استجابة مشايخ القبائل السنية في الرمادي –زوبع ، البومحيي ، الجنابات - لدعوة المجتهد الشيعي محمد ميرزا الشيرازي للمشاركة في ثورة العشرين ، واندفاع الشيخ ضاري المحمود الزوبعي لقتال البريطانيين الى الحد الذي اضطر ابنه الشيخ سلمان الى قتل القائد البريطاني ليجمان .( علي الوردي ، ج5 ، القسم الثاني ،ص :67-71 ) ، في حين وقف بعض شيوخ العشائر الشيعية في الجنوب ضد الثورة الشيخ خيون ال عبيد مثالا .


تظل بلا تفسير ايضا ، ظاهرة اندفاع مشايخ ووجوه السنة في الموصل وتكريت وبغداد لتاييد الشيخ مهدي الخالصي في دعوته لعقد مؤتمر في كربلاء للمطالبة بانهاء الاحتلال ، وتشكيل جيش عراقي مستقل ، كرد فعل على الهجوم الوهابي على مدينة الناصرية في عام 1922( الوردي ،ج6 ، ص:133 -1149 و الحسني ، ج1 ، ص:63-67) . مقابل الكثير من مشايخ العشائر الشيعة تنادوا لعقد مؤتمر مضاد في الحلة للمطالبة ببقاء الاحتلال ، والتخلي عن فكرة تشكيل جيش عراقي ، والاعتماد على حماية بريطانيا العظمى(نفس الصدر ، ص: 149-192) .


تعايش الشيعة والسنة وبقية العراقيين من ابناء الاديان الاخرى على مر العهود في الدولة العراقية الحديثة ، كمواطنين .تزاوجوا ، وتشاركوا في الاعمال والتجارة دون حساب للانتماء الطائفي او الديني . كما هي توجهاتهم السياسية كانت تخضع لقناعاتهم دون اي اعتبار مذهبي او ديني .توزعوا على الاحزاب والحركات السياسية يمين ويسار ، فبين الشيوعيين كما بين البعثيين والقوميين العرب كان هناك اعضاء قيادات واعضاء عاديين من مختلف التلاوين المذهبية ، قد لايعرف العضو حتى انتماء الاخرين الذين يعملون معه في نفس الخلية الحزبية .


قدم الحزب الاسلامي طلب اجازة للعمل العلني في زمن عبد الكريم قاسم على ان محسن الحكيم هو الراعي او المرشد ، والى عهد قريب جدا حتى ثمانينات القرن الماضي كان حزب الدعوة يدعي ان هناك على الاقل عضوين من قيادته من ابناء الطائفة السنية .


ان البحث العلمي يؤشر الى ان سبب المظلومية اذا كانت هناك مظلومية حقا ، هم مجتهدي الشيعة الذين كانوا بالغالب ايرانيين ، فقالوا بتحريم المدارس الحكومية ، كما هو تحريم العمل في وظائف الدولة العراقية ، بهدف عزل الشيعة العرب عن دولتهم ، حتى اضطرت الحكومات العراقية المختلفة في العهد الملكي الى التوسل ببعض الشيعة للمشاركة في تشكيل الوزارات . وتوزير الجاهل والامي الذي تعلم القراءة والكتابة فقط في تكايا الملالي . كما حصل مع عبد المهدي المنتفكي ، ومحسن ابو المحاسن . واول شيعي حصل على شهادة الحقوق صالح جبر ، عين محافظا للبصرة ثم رئيس وزراء . واول عراقي حصل على الدكتوراة فاضل الجمالي عين وزيرا ، عدة مرات ، ثم رئيسا للوزارة .


عن وزراء المعارف الاميين ، تحدث ساطع الحصري في مذكراته ، يشكوا معاناته معهم ليس لانهم شيعة بل لانهم متخلفين ، يريدوا ان يحولوا ديوان الوزارة الى مضيف خاص . يجمع عبد المهدي المنتفكي موظفي الوزارة لمدة اكثر من اربع ساعات ليناقشهم عن رايهم في تغير قطع التعريف التي توضع على باب كل غرفة ( الارمات ) ، هل يجب ان تكون من الحديد او من الخشب ، بعد ساعتين من الحوار الجاد جدا ، صارت القناعة ان تكون خشبية فطرح الوزير مشكلة اخرى ، هل يجب ان تكون ارضية الكتابة بالاسود والكتابة بالابيض ، او العكس او الافضل ان يكون طلاء الارضية بالاخضر .


ان ساطع الحصري ، المربي الاول في الدولة العثمانية ، وصاحب النظريات المعروفة في التربية ، ومدير معارف الدولة العلية العثمانية ، ثم وزير معارف اول دولة عربية حديثة قامت في سورية في 1918 . لاشك يعرف قيمة الزمن ، ويؤلمه هدر الوقت بهكذا تفاهات ، ، ويتعطل عمل موظفي ديوان الوزارة بامثال هكذا ترهات .


فالخلاف بينه وبين الوزير عبد المهدي لايمكن ان يحسب بحسابات طائفية بل بحسابات النزاع على الصلاحيات بين وزير متخلف ومدير عام ، حاصل على شهادات جامعية في وقته ، وله نظريات ، ووجهات نظر علمية في التربية .


الا ان ساطع الحصري يجب ان يكون طائفيا في المشروع الشعوبي التقسيمي ، والافمن الصعب ربط الحركة القومية العربية ، ثم العروبة بالسنة من عرب العراق ، وتجريد الشيعة من عروبتهم . ولو لم يكن ساطع الحصري موجودا ، كان يمكن ان يخلقوا رمزا حتى ولو خياليا ، ليعطوه ما نعتوا ساطع الحصري به من نعوت واتهامات بالطائفية .


بعد ان حددنا الاطار النظري لمحاكمة هذا الدوني المتلبس بجلباب المفكر ، سننتقل في الفصل القادم لمناقشة كتبه ، كمادة للبحث ، بغية الوصول الى نتائج موضوعية للفرضيات التي ححدناها في هذا الفصل وما قبله .

الفصل القادم : هلاوس دونية ..كتابات حسن العلوي نموذجا