المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسلوب جديد للقاعدة بالعراق



سلسبيل
09-18-2010, 12:38 AM
"الانتحاري المجهول" مثالا





الجزيرة نت-بغداد

ذكر مسؤول عراقي رفيع أن تنظيم القاعدة في العراق ابتكر أسلوبا جديدا في تنفيذ الهجمات ضد المؤسسات والدوائر وأجهزة الأمن، هو استخدام ما سماه "الانتحاري المجهول".

وعزا محمد العسكري المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع العراقية لجوء القاعدة إلى هذا الأسلوب، إلى قلة عناصر التنظيم في العراق.

وأوضح أن عنصرين أو أكثر من القاعدة يقومون باستئجار سيارة للنقل الخاص، وبينما يحاول أحدهم إشغال السائق بحديث جانبي، يقوم الآخر بوضع قنبلة داخل السيارة، وتتم متابعتها عن بعد، حيث يغادر الأشخاص هذه السيارة في حين ينفذ آخرون التفجير عن بعد.

وطالبت الأجهزة الأمنية أصحاب سيارات النقل (التاكسي) بتوخي الحيطة والحذر، ومحاولة إجراء تفتيش لجميع الزبائن، إلا أن ردودا متباينة صدرت من أصحاب السيارات، مؤكدين أنهم لا يملكون صلاحيات التفتيش، كما أن كل سيارة ستكون بحاجة إلى امرأة مرافقة لتفتيش النساء، وهذا أمر يستحيل تحقيقه.

وجاءت المعلومات التي كشف عنها العسكري في وقت تصاعدت فيه وتيرة الهجمات التي تبناها تنظيم دولة العراق الإسلامية وتم خلالها اختراق الحواجز الأمنية ووصول خمسة انتحاريين إلى قلب قيادة عمليات بغداد في مبنى وزارة الدفاع القديم بباب المعظم وسط بغداد.

كما دارت معارك شرسة في منطقة الحديد التي تبعد 50 كلم من العاصمة بغداد وتبعد 10 كلم عن مركز محافظة ديالى، وأعلنت السلطات العراقية أن المعارك تواصلت ثلاثة أيام، واضطرت القوات العراقية إلى الانسحاب والاستعانة بالطائرات الأميركية.

وذلك في حين انتشر القناصة من عناصر تنظيم القاعدة فوق أشجار النخيل، كما تم زرع عشرات العبوات على الطريق العام الذي تسلكه القوات الأمنية التي حاولت اقتحام البساتين التي سيطرت عليها عناصر القاعدة.


العسكري عزا الأسلوب الجديد إلى قلة عناصر تنظيم القاعدة بالعراق (الجزيرة -أرشيف)


اعتراف
ويعترف مثنى التميمي رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة ديالى الواقعة شمال شرق بغداد، في حديث للجزيرة نت، بما سماه القدرات الكبيرة لتنظيم القاعدة في تصنيع القنابل والعبوات اللاصقة.

ويقول "هذه الأساليب التي يتبعها تنظيم القاعدة برزت بقوة ووضوح في "معركة النخيل" التي حدثت في حي "الحديد" ضد التنظيم، فقد وجد الجيش العراقي هذه الآليات الجديدة في زرع العبوات، التي قد تفوق حتى إمكانية الجيش العراقي".

ويضيف "كما يستخدم عناصر القاعدة التقنيات الحديثة الموجودة لدى التنظيم في صنع العبوات، وخصوصا العبوات اللاصقة بالسيارات، وهذا الأمر يشكل سابقة لم تشهدها محافظة ديالى، وبالتالي فإن القوات الأمنية يجب أن تكون على مستوى عال وتستخدم التقنيات الحديثة لمواجهة خطر قوة تنظيم القاعدة".

بدوره يقول اللواء جمال طاهر بكر مدير شرطة كركوك إن تنظيم القاعدة يعمل على تطوير أساليبه بين فترة وأخرى، ويؤكد للجزيرة نت أن طريقة دس العبوات داخل الحافلات، وكذلك السيارات المفخخة أو التفجيرات من مناطق بعيدة عن الهدف، أو عن طريق الهاتف النقال، هي طرق مستخدمة في العراق.

ويضيف "ترد إلينا معلومات عن السيارات المتوقفة ولا يوجد شخص بداخلها ونحن باعتبارنا شرطة وأجهزة أمنية مسؤولة نتخذ الإجراءات اللازمة، ونرسل فرقًا للكشف عن المتفجرات، حيث يتم تفتيش السيارة بواسطة أجهزة خاصة، وإذا كان هناك شك في وجود متفجرات يتم تفكيك السيارة".

ويتابع "غالبًا ما تكون هذه البلاغات عن السيارات المركونة كيدية، وللأسف فإن ذلك يؤدي إلى تأخرنا في أداء واجباتنا، وانشغالنا بأمور لا تستوجب ذلك". وعن معلوماتهم الأمنية عن "الانتحاري المجهول"، قال "إننا لم نلمس وجود مثل هذا النوع من الانتحاريين، لكننا لا نستبعد ذلك".


الراوي: الانتحاريون منهج تستخدمه القاعدة منذ ولادتها (الجزيرة نت-أرشيف)


الانتحاريون
من جهته يقول العميد وليد الراوي الخبير الأمني العراقي للجزيرة نت "الانتحاريون منهج تستخدمه القاعدة منذ الإعلان عن التنظيم سواء كان ذلك في أفغانستان أو في السعودية أو في العراق وكذلك في اليمن، وهذا أحد أساليبهم المعروفة الذي له علاقة بالمسألة الدينية".

ويضيف "أما بالنسبة لموضوع الانتحاري المجهول فهو بالتأكيد مجهول، فمن الذي يعرف أن هذا الشخص انتحاري، وأنه يرتدي حزامًا ناسفًا ويدخل في تجمع سواء كان للجيش أو الشرطة أو القوات الأميركية أو كان أهدافا أخرى، ولكنه بالتأكيد معلوم ومعروف بالنسبة للفصيل أو الجماعة التي أرسلته، فهذا الموضوع ليس بشيء جديد".

ويتابع "أما موضوع العبوات الناسفة، التي توضع في السيارات بعد إلهاء السائق وما شاكل ذلك، فهذا الأسلوب استخدمته القوات الأميركية وربما بعض القوات العراقية"، مشيرا إلى أن من أساليب تنظيم القاعدة استخدام أو تجنيد بعض الناس للقيام بالأعمال الانتحارية، أو من يسمونهم بالاستشهاديين أو الانتحاريين، وأن أساليب القاعدة تتجدد باستمرار.

المصدر: الجزيرة