طلال محمود
09-16-2010, 02:03 PM
تزامن أكثر من غريب ذاك الذي جعل كل من السياسي الإسرائيلي البارز يوسي بيلين ، ورئيس الإستخبارات العسكرية الإسرائيلية يتحدثا في زمن واحد حول قضية واحدة ، هي ' عدم قدرة الرئيس عباس عن إعادة قطاع غزة ' وأنه من الضعف للقيام بذلك ، بل أن يدلين العسكري الأمني يقول أن حماس تستعد للقيام بإنقلاب عسكري في الضفة الغربية ، حيث تمتلك المقدرة العسكرية الكافية .. كلام من شخصيتين مختلفتبن في المظهر - الموقف السياسي ، حيث بيلين من أحد أبرز أركان ' معسكر السلام الإسرائيلي' وكان لاعبا رئيسيا في مفاوضات أوسلو وإتفقاتها اللاحقة ( التي دمرها نتنياهو بفخر) ، وهو أيضا شريك ياسر عبد ربه في ' مبادرة جنيف' للسلام ( بما لها وعليها من ملاحظات ) ، في حين الثاني رجل أمني – إستخباري يعمل ضمن المؤسسة العسكرية لتحقيق الأهداف الإستراتيجية لدولة الإحتلال ، ويقدم التقديرات السياسية ذات البعد ' الإستراتيجي ' كما يقال في إسرائيل ..
ولو تجاوزنا الزمن واعتبرنا كلامهما جاء مصادفة سياسية ، فإن أتفاق كليهما على أنه لا يمكن الحديث عن ' إتفاق شامل' في المرحلة الحالية كون قطاع غزة لا يخضع للسلطة الوطنية ورئيسها ابو مازن ، ولا أمل قريب بعودته اليه ، وبالتالي من ' الأفضل البحث عن حلول مؤقتة' للضفة الغربية دون قطاع غزة في المرحلة الحالية . كلام كهذا يتوافق عليه سياسي بارز معاد لسياسة نتنياهو بل ويحتقره على المستوى الشخصي ، منذ زمن بعيد ويراه مسؤولا بشكل ما عن إغتيال رابين ، ومسؤول الإستخبارات عبر تقرير رسمي ، لا يمكن له أن يكون مصادفة سياسية ، بل هو إنعكاس لمجرى المشهد السياسي في إسرائيل ، وهو قناعة يبدو أنها باتت تسيطر على مختلف ألوان الطيف الحزبي الإسرائيلي ( عدا الأحزاب العربية ) ..
الكلام عن' ضعف ابومازن ' ليس حديثا أمنيا وليس كلاما عابرا لوصف ' الحالة ' الراهنة ، بل هو محاولة جادة من قبل إسرائيل لإستغلال ' الواقع الإنقسامي ' لفرض ' حل مؤقت' للمسألة الفلسطينية ، وهو الموقف الذي فكرت به حكومات إسرائيلية سابقة ، بدأت مع إعادة إحتلال الضفة الغربية وتدمير مؤسسات السلطة الوطنية برمزيتها الكيانية ، وكان صاحب السبق لهذه الفكرة أرئيل شارون ومررها عبر شمعون بيريز الى أطراف فلسطينية ، نقلتها بـ'حيادية' دون تمحيص سياسي ، ما اشاع في حينه عن قبول بعض الفلسطينين لها ، وإعيد ترسيخ الفكرة مجددا في ' خريطة الطريق' بشكل خبيث عبر كونه ' حل إختياري ' وليس ' إجباري' ، لكنه تم وضعه على طاولة البحث السياسي .. ورغم رفض الرئيس الخالد أبو عمار والقيادة الفلسطينية لهذه الفكرة كليا ، فإنها كانت تطل برأسها بين حين وآخر بحيث باتت هناك مقولة سياسية دارجة في اللغة السياسية الفلسطينية عرفت بـ'دولة الجدار' ، وتم إعادة إنتاجها في وثيقة سياسية تم نقاشها بين وفد من حركة حماس بقيادة د. احمد يوسف ووفد أوروبي في سويسرا العام 2007 ونتج عنها ما عرف أعلاميا بـ' وثيقة يوسف ' ( في الواقع هي وثيقة بين حماس ووفد أوروبي ) ، ولقد أنعشت حركة حماس هذه الفكرة ' المؤقتة' عندما تحدثت عن قبولها حل سياسي مقترن بهدنة طويلة .. وجاء سلوكهم السياسي في ترسيخ ' سلطتهم' في قطاع غزة على حساب البحث عن إنهاء الإنقسام ، ورفض المصالحة الوطنية برفض التوقيع على ' الوثيقة المصرية' ليمنح إسرائيل قوة سياسية جديدة في ' المشهد التفاوضي' ( سواء وافقت حماس أم لم توافق على ذلك ) ، واسست عليه ' نظريتها الراهنة بحل مؤقت ' في الضفة الغربية متناسين الوضع القائم في قطاع غزة ، وهو ما يعني بوضوح كامل القضاء على وحدة ' بقايا الوطن الفلسطيني ' وتفتيت الهوية الوطنية الفلسطينية ' وبالتالي منع قيام ' الدولة الفلسطينية ' في الضفة والقطاع ، وإستبدالها بـ' دولة نتنياهو الجديدة ' ' دولة الضفة ' و' كانتون غزة ' ..
ما تحدث عنه يوسي بيلين وكذا عاموس يدلين ليس كلاما في الهواء أو من الهواء ، بل هو ترجمة واقعية لما يتم التحضير له في المطبخ السياسي الإسرائيلي ، بعيدا عن كل ' الخدع التفاوضية الأمريكية ' ، وهو ما يستحق أخذه بالجدية الكاملة من القيادة الفلسطينية أولا ، لكيفية التعامل مع هذه المخطط الخطير ، وكذلك مطلوب ثانيا ، من قيادة حركة حماس وتحالفها الخاص بأن تعيد النظر في سلوكها العام ، سواء مواصلة رفض التصالح أو الإبتعاد عن التنسيق الوطني العام لمواجهة المشروع الإسرائيلي دون حسابات فئوية وإقليمية ضارة .. وأن لا تقع في فخ ' كانتون غزة ' مهما كان الإغراء الممنوح لها ..
ملاحظة : رسائل متبادلة ' تفاوضيا ' بين إسرائيل وسوريا تعيد للذاكرة ' هواية تلاعب المسارات ' الإسرائيلية – مسألة تحتاج وقفة كتابية ..
ولو تجاوزنا الزمن واعتبرنا كلامهما جاء مصادفة سياسية ، فإن أتفاق كليهما على أنه لا يمكن الحديث عن ' إتفاق شامل' في المرحلة الحالية كون قطاع غزة لا يخضع للسلطة الوطنية ورئيسها ابو مازن ، ولا أمل قريب بعودته اليه ، وبالتالي من ' الأفضل البحث عن حلول مؤقتة' للضفة الغربية دون قطاع غزة في المرحلة الحالية . كلام كهذا يتوافق عليه سياسي بارز معاد لسياسة نتنياهو بل ويحتقره على المستوى الشخصي ، منذ زمن بعيد ويراه مسؤولا بشكل ما عن إغتيال رابين ، ومسؤول الإستخبارات عبر تقرير رسمي ، لا يمكن له أن يكون مصادفة سياسية ، بل هو إنعكاس لمجرى المشهد السياسي في إسرائيل ، وهو قناعة يبدو أنها باتت تسيطر على مختلف ألوان الطيف الحزبي الإسرائيلي ( عدا الأحزاب العربية ) ..
الكلام عن' ضعف ابومازن ' ليس حديثا أمنيا وليس كلاما عابرا لوصف ' الحالة ' الراهنة ، بل هو محاولة جادة من قبل إسرائيل لإستغلال ' الواقع الإنقسامي ' لفرض ' حل مؤقت' للمسألة الفلسطينية ، وهو الموقف الذي فكرت به حكومات إسرائيلية سابقة ، بدأت مع إعادة إحتلال الضفة الغربية وتدمير مؤسسات السلطة الوطنية برمزيتها الكيانية ، وكان صاحب السبق لهذه الفكرة أرئيل شارون ومررها عبر شمعون بيريز الى أطراف فلسطينية ، نقلتها بـ'حيادية' دون تمحيص سياسي ، ما اشاع في حينه عن قبول بعض الفلسطينين لها ، وإعيد ترسيخ الفكرة مجددا في ' خريطة الطريق' بشكل خبيث عبر كونه ' حل إختياري ' وليس ' إجباري' ، لكنه تم وضعه على طاولة البحث السياسي .. ورغم رفض الرئيس الخالد أبو عمار والقيادة الفلسطينية لهذه الفكرة كليا ، فإنها كانت تطل برأسها بين حين وآخر بحيث باتت هناك مقولة سياسية دارجة في اللغة السياسية الفلسطينية عرفت بـ'دولة الجدار' ، وتم إعادة إنتاجها في وثيقة سياسية تم نقاشها بين وفد من حركة حماس بقيادة د. احمد يوسف ووفد أوروبي في سويسرا العام 2007 ونتج عنها ما عرف أعلاميا بـ' وثيقة يوسف ' ( في الواقع هي وثيقة بين حماس ووفد أوروبي ) ، ولقد أنعشت حركة حماس هذه الفكرة ' المؤقتة' عندما تحدثت عن قبولها حل سياسي مقترن بهدنة طويلة .. وجاء سلوكهم السياسي في ترسيخ ' سلطتهم' في قطاع غزة على حساب البحث عن إنهاء الإنقسام ، ورفض المصالحة الوطنية برفض التوقيع على ' الوثيقة المصرية' ليمنح إسرائيل قوة سياسية جديدة في ' المشهد التفاوضي' ( سواء وافقت حماس أم لم توافق على ذلك ) ، واسست عليه ' نظريتها الراهنة بحل مؤقت ' في الضفة الغربية متناسين الوضع القائم في قطاع غزة ، وهو ما يعني بوضوح كامل القضاء على وحدة ' بقايا الوطن الفلسطيني ' وتفتيت الهوية الوطنية الفلسطينية ' وبالتالي منع قيام ' الدولة الفلسطينية ' في الضفة والقطاع ، وإستبدالها بـ' دولة نتنياهو الجديدة ' ' دولة الضفة ' و' كانتون غزة ' ..
ما تحدث عنه يوسي بيلين وكذا عاموس يدلين ليس كلاما في الهواء أو من الهواء ، بل هو ترجمة واقعية لما يتم التحضير له في المطبخ السياسي الإسرائيلي ، بعيدا عن كل ' الخدع التفاوضية الأمريكية ' ، وهو ما يستحق أخذه بالجدية الكاملة من القيادة الفلسطينية أولا ، لكيفية التعامل مع هذه المخطط الخطير ، وكذلك مطلوب ثانيا ، من قيادة حركة حماس وتحالفها الخاص بأن تعيد النظر في سلوكها العام ، سواء مواصلة رفض التصالح أو الإبتعاد عن التنسيق الوطني العام لمواجهة المشروع الإسرائيلي دون حسابات فئوية وإقليمية ضارة .. وأن لا تقع في فخ ' كانتون غزة ' مهما كان الإغراء الممنوح لها ..
ملاحظة : رسائل متبادلة ' تفاوضيا ' بين إسرائيل وسوريا تعيد للذاكرة ' هواية تلاعب المسارات ' الإسرائيلية – مسألة تحتاج وقفة كتابية ..