جمال
09-15-2010, 09:54 PM
الوطن السعودية
gmt 3:32:00 2010 الأربعاء 15 سبتمبر
محمد السحيمي
صدق الله العلي العظيم؛ إذ يقول في سورة "النور" ـ وما أعظم دلالة اسم السورة! ـ: {إن الذين جاءوا بالإفك عصبةٌ منكم لاتحسبوه شراً لكم بل هو خيرٌ لكم}! وهاهي "عصبةٌ" منا تتولى كبر الإفك من جديد، وتقيم حفلةً لسبِّ سيدتنا أم المؤمنين/ "عائشة" الصدِّيقة بنت الصديق! هذا هو الشر الظاهر لنا، فأين الخير الذي يخبرنا به العليم الخبير؟
إنه كما كان الإفك في عهد النبي ـ فداه كل من خان رسالته وشوه تعاليمها وشخصن مبادئها ـ امتحاناً وتمحيصاً لإيمان الصحابة، وتعريةً لنفاق المنافقين، فقد جاء الإفك "العصري" كصعقة كهرباء لعقولنا، تذكرنا برموزٍ أفنت عمرها في نقد التراث المليء بسذاجاتٍ وسخافات لا يمكن أن يعتنقها المرء ـ سنياً كان أم شيعياً ـ إلا إذا تخلى عن عقله، وجعل من جمجمته منفضةً لسجائر المتاجرين بالدين، عبر تاريخنا المتلاطم بالمغالطات والافتراءات!
والسيد/ "محمد حسين فضل الله" ـ رحمه الله ـ يأتي في مقدمة هذه الرموز، امتداداً لمشروع "طه حسين" في النقد الثقافي المقدام! وقد جاءت حادثة الإفك "اللندني" الأخيرة لتؤكد لنا أن مشروع "فضل الله" هو السائد في شيعة المملكة العربية السعودية على الأقل، يحمل مشاعله حكماء أفذاذ، ووطنيون لايساومون على مبادئهم، كالسيد/ "حسن النمر"، والسيد/ "حسن الصفار"، والسيد/ "عبدالله الموسوي"، والقاضي/ "محمد الجيراني"، وغيرهم ممَّن ورثوا أرضاً سقاها أجدادهم بالعرق والدم، جنباً إلى جنب مع أشقائهم السنة، تحت راية الموحد العظيم/ "الملك عبدالعزيز"، الذي وافقت ليلة البارحة ـ الخامس من شوال ـ ذكرى فتحه المجيد للرياض!
أما من يتابع ردة الفعل الشيعية الكاسحة على الإفك "اللندني" السقيم، فسيدرك أن الناس لم تعد تقبل التبعية "الخرفانية"، ولم تعد تنطلي عليها تخبطات نظام سياسي يحتضر في "إيران" نفسها! ولم تعد تفترض محض المصادفة في تزامن "الحفلة" مع انفضاح خلايا التخريب في "الكويت" و"البحرين"! بل لقد نفضت هذه الحيلة القديمة الغبار عن ذاكرتنا؛ لتعود إلى أصل الحكاية: حيث بدأ المذهب "الشيعي" سياسياً خالصاً؛ احتجاجاً على خلع "السفاح العباسي" البيعة السرية لـ"محمد ذي النفس الزكية العلوي"! ثم انتبه زعماؤه لأهمية الخطاب الديني في دغدغة وتهييج مشاعر الناس، إلى أن انتهى إلى "ولاية الفقيه" التي مازالت تجر الشعب الإيراني إلى الهاوية!
بينما كان المذهب السني فقهياً خالصاً؛ حيث مات "أبو حنيفة" في السجن، رافضاً تولي القضاء "لأبي جعفر المنصور"! ورفض "مالك" رغبة "المنصور" نفسه فرض كتابه "الموطأ" على المسلمين؛ إدراكاً "مالكياً" لأهمية الاختلاف والتنوع الفكري!
ومن خير هذا الإفك أن اتضح رفض شيعة المملكة "تسييس" مذهبهم؛ لنقفز خطوة مهمة نحو التقارب الوطني المنشود، وليمت "الشامتون" بغيظهم!!
gmt 3:32:00 2010 الأربعاء 15 سبتمبر
محمد السحيمي
صدق الله العلي العظيم؛ إذ يقول في سورة "النور" ـ وما أعظم دلالة اسم السورة! ـ: {إن الذين جاءوا بالإفك عصبةٌ منكم لاتحسبوه شراً لكم بل هو خيرٌ لكم}! وهاهي "عصبةٌ" منا تتولى كبر الإفك من جديد، وتقيم حفلةً لسبِّ سيدتنا أم المؤمنين/ "عائشة" الصدِّيقة بنت الصديق! هذا هو الشر الظاهر لنا، فأين الخير الذي يخبرنا به العليم الخبير؟
إنه كما كان الإفك في عهد النبي ـ فداه كل من خان رسالته وشوه تعاليمها وشخصن مبادئها ـ امتحاناً وتمحيصاً لإيمان الصحابة، وتعريةً لنفاق المنافقين، فقد جاء الإفك "العصري" كصعقة كهرباء لعقولنا، تذكرنا برموزٍ أفنت عمرها في نقد التراث المليء بسذاجاتٍ وسخافات لا يمكن أن يعتنقها المرء ـ سنياً كان أم شيعياً ـ إلا إذا تخلى عن عقله، وجعل من جمجمته منفضةً لسجائر المتاجرين بالدين، عبر تاريخنا المتلاطم بالمغالطات والافتراءات!
والسيد/ "محمد حسين فضل الله" ـ رحمه الله ـ يأتي في مقدمة هذه الرموز، امتداداً لمشروع "طه حسين" في النقد الثقافي المقدام! وقد جاءت حادثة الإفك "اللندني" الأخيرة لتؤكد لنا أن مشروع "فضل الله" هو السائد في شيعة المملكة العربية السعودية على الأقل، يحمل مشاعله حكماء أفذاذ، ووطنيون لايساومون على مبادئهم، كالسيد/ "حسن النمر"، والسيد/ "حسن الصفار"، والسيد/ "عبدالله الموسوي"، والقاضي/ "محمد الجيراني"، وغيرهم ممَّن ورثوا أرضاً سقاها أجدادهم بالعرق والدم، جنباً إلى جنب مع أشقائهم السنة، تحت راية الموحد العظيم/ "الملك عبدالعزيز"، الذي وافقت ليلة البارحة ـ الخامس من شوال ـ ذكرى فتحه المجيد للرياض!
أما من يتابع ردة الفعل الشيعية الكاسحة على الإفك "اللندني" السقيم، فسيدرك أن الناس لم تعد تقبل التبعية "الخرفانية"، ولم تعد تنطلي عليها تخبطات نظام سياسي يحتضر في "إيران" نفسها! ولم تعد تفترض محض المصادفة في تزامن "الحفلة" مع انفضاح خلايا التخريب في "الكويت" و"البحرين"! بل لقد نفضت هذه الحيلة القديمة الغبار عن ذاكرتنا؛ لتعود إلى أصل الحكاية: حيث بدأ المذهب "الشيعي" سياسياً خالصاً؛ احتجاجاً على خلع "السفاح العباسي" البيعة السرية لـ"محمد ذي النفس الزكية العلوي"! ثم انتبه زعماؤه لأهمية الخطاب الديني في دغدغة وتهييج مشاعر الناس، إلى أن انتهى إلى "ولاية الفقيه" التي مازالت تجر الشعب الإيراني إلى الهاوية!
بينما كان المذهب السني فقهياً خالصاً؛ حيث مات "أبو حنيفة" في السجن، رافضاً تولي القضاء "لأبي جعفر المنصور"! ورفض "مالك" رغبة "المنصور" نفسه فرض كتابه "الموطأ" على المسلمين؛ إدراكاً "مالكياً" لأهمية الاختلاف والتنوع الفكري!
ومن خير هذا الإفك أن اتضح رفض شيعة المملكة "تسييس" مذهبهم؛ لنقفز خطوة مهمة نحو التقارب الوطني المنشود، وليمت "الشامتون" بغيظهم!!