مطيري شيعي
09-12-2010, 01:25 AM
في القضية الطائفية
http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/images/32_w.png
كتب د.شملان يوسف العيسى
2010/09/11
تعود بعض أسباب التطرف لغياب الرؤية الحكومية الواضحة
تشهد الساحة المحلية في الكويت هذه الايام احتقانا سياسيا خطيرا سببه الاتهامات المتبادلة بين النواب السنة والشيعة حول ماكينة مدونة المدعو عثمان الخميس من السنة والمدعو ياسر الحبيب من الشيعة حيث طالب بعض النواب باسقاط الجنسية عن الحبيب والخميس ومنهم من طالب الانتربول بالقبض على ياسر الحبيب.
القضية الطائفية بالكويت معقدة ومتشابكة ولها ابعاد اجتماعية وسياسية خطيرة لا يعيها النواب من الطرفين.
ففي الاسبوع الماضي اتصلت بي سيدة تبكي وتطلب مني الكتابة عما حدث لها.. اخبرتني بأنها سيدة شيعية تحرص على اداء صلاة القيام (الجيام) في مسجد الدولة الكبير لأنها ترتاح لصوت الشيخ مشاري العفاسي.. ولم تحدث لها أي مشاكل.. لكن يوم الجمعة الماضي ذهبت الى صلاة المغرب في نفس المسجد وبعد الانتهاء من صلاتها هاجمتها سيدة سنية وجرت عباءتها واخذت تصرخ عليها لماذا تصلين في مسجدنا، وتقصد بها مسجد السنة، انتِ شيعية رافضة لماذا لا تذهبين الى مسجدكم.. المهم تركت المسجد وهي تبكي وذهبت لجهاز الامن في المسجد واخبرتهم بما حدث لها وسألتهم هل الشيعة ممنوعون من الصلاة في هذا المسجد.. اجابها رجال الامن في المسجد ان بيت الله مفتوح للجميع.. وقد بعثوا شرطيات للمسجد لمعرفة ما حدث.
قريب لي متزوج من امرأة شيعية ملتزمة.. وقد فضلت الصلاة في المسجد القريب من منزلهم وهو مسجد للسنة وفي كل مرة تذهب لاداء صلاة التراويح أو (الجيام) تفاجأ بعد الصلاة بمجموعة من النساء يخبرنها بأنهن عرفن بأنها شيعية من وضع يدها في الصلاة حيث تسربل يدها أو تطلقها.. المهم تحاول النساء اقناعها بتغيير مذهبها.
لقد تعمدت ذكر ما حدث للسيدتين الفاضلتين في المسجد الذي هو بيت الله ومن المفترض ان يكون مفتوحا للجميع لكن التطرف والغلو في الدين ظاهرة جديدة على مجتمعنا الكويتي، فالكويت على الرغم من حجمها الصغير وتركيبة سكانها القليلة الا انها تتمتع بديموقراطية وليدة وتعددية اثنية اضافت لها عمقا ثقافيا وتعددية فكرية.
لقد تأثرت الكويت في السنوات الاخيرة بمحيطها الاقليمي حيث انفجرت فيها مشكلة القبلية والطائفية لاعتبارات انتخابية ومطامح سياسية حزبية لبعض السياسيين فالبعض تأثر بالمذهب الوهابي بالسعودية والبعض الآخر تأثر بالمتغيرات المذهبية في كل من ايران والعراق.. فتأثيرات الثورة الخمينية في ايران والصراع الطائفي في العراق ولبنان اثرت كثيرا على الاوضاع في الكويت.
فالتدين والصحوة الاسلامية الشعبية منذ السبعينيات وحتى الآن لم تحصل بدون دعم وتشجيع من الحكومة فهي التي شجعت الشباب الكويتي للانخراط في العمل الجهادي في افغانستان وبعدها البوسنة والهرسك فالدولة هي التي دعمت وشجعت قيام البنوك والشركات الاسلامية والجمعيات الخيرية واعطت الكويت كلها رداء من الايمان والورع والتدين الشكلي.
اذا كنا جادين كدولة ومجتمع علينا التمعن في انتشار افكار الاسلام السياسي في بلدنا فالتطرف من قبل السنة والشيعة يعود الى غياب الرؤية الحكومية الواضحة.. قلناها ونكررها دوما نحن دولة دستورية مدنية عمادها الدستور والقانون.. فلماذا تزج الدولة نفسها في القضايا الدينية وتورط نفسها ونحن معها في خلافات المجتمع الواحد.
د.شملان يوسف العيسى
http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/images/32_w.png
كتب د.شملان يوسف العيسى
2010/09/11
تعود بعض أسباب التطرف لغياب الرؤية الحكومية الواضحة
تشهد الساحة المحلية في الكويت هذه الايام احتقانا سياسيا خطيرا سببه الاتهامات المتبادلة بين النواب السنة والشيعة حول ماكينة مدونة المدعو عثمان الخميس من السنة والمدعو ياسر الحبيب من الشيعة حيث طالب بعض النواب باسقاط الجنسية عن الحبيب والخميس ومنهم من طالب الانتربول بالقبض على ياسر الحبيب.
القضية الطائفية بالكويت معقدة ومتشابكة ولها ابعاد اجتماعية وسياسية خطيرة لا يعيها النواب من الطرفين.
ففي الاسبوع الماضي اتصلت بي سيدة تبكي وتطلب مني الكتابة عما حدث لها.. اخبرتني بأنها سيدة شيعية تحرص على اداء صلاة القيام (الجيام) في مسجد الدولة الكبير لأنها ترتاح لصوت الشيخ مشاري العفاسي.. ولم تحدث لها أي مشاكل.. لكن يوم الجمعة الماضي ذهبت الى صلاة المغرب في نفس المسجد وبعد الانتهاء من صلاتها هاجمتها سيدة سنية وجرت عباءتها واخذت تصرخ عليها لماذا تصلين في مسجدنا، وتقصد بها مسجد السنة، انتِ شيعية رافضة لماذا لا تذهبين الى مسجدكم.. المهم تركت المسجد وهي تبكي وذهبت لجهاز الامن في المسجد واخبرتهم بما حدث لها وسألتهم هل الشيعة ممنوعون من الصلاة في هذا المسجد.. اجابها رجال الامن في المسجد ان بيت الله مفتوح للجميع.. وقد بعثوا شرطيات للمسجد لمعرفة ما حدث.
قريب لي متزوج من امرأة شيعية ملتزمة.. وقد فضلت الصلاة في المسجد القريب من منزلهم وهو مسجد للسنة وفي كل مرة تذهب لاداء صلاة التراويح أو (الجيام) تفاجأ بعد الصلاة بمجموعة من النساء يخبرنها بأنهن عرفن بأنها شيعية من وضع يدها في الصلاة حيث تسربل يدها أو تطلقها.. المهم تحاول النساء اقناعها بتغيير مذهبها.
لقد تعمدت ذكر ما حدث للسيدتين الفاضلتين في المسجد الذي هو بيت الله ومن المفترض ان يكون مفتوحا للجميع لكن التطرف والغلو في الدين ظاهرة جديدة على مجتمعنا الكويتي، فالكويت على الرغم من حجمها الصغير وتركيبة سكانها القليلة الا انها تتمتع بديموقراطية وليدة وتعددية اثنية اضافت لها عمقا ثقافيا وتعددية فكرية.
لقد تأثرت الكويت في السنوات الاخيرة بمحيطها الاقليمي حيث انفجرت فيها مشكلة القبلية والطائفية لاعتبارات انتخابية ومطامح سياسية حزبية لبعض السياسيين فالبعض تأثر بالمذهب الوهابي بالسعودية والبعض الآخر تأثر بالمتغيرات المذهبية في كل من ايران والعراق.. فتأثيرات الثورة الخمينية في ايران والصراع الطائفي في العراق ولبنان اثرت كثيرا على الاوضاع في الكويت.
فالتدين والصحوة الاسلامية الشعبية منذ السبعينيات وحتى الآن لم تحصل بدون دعم وتشجيع من الحكومة فهي التي شجعت الشباب الكويتي للانخراط في العمل الجهادي في افغانستان وبعدها البوسنة والهرسك فالدولة هي التي دعمت وشجعت قيام البنوك والشركات الاسلامية والجمعيات الخيرية واعطت الكويت كلها رداء من الايمان والورع والتدين الشكلي.
اذا كنا جادين كدولة ومجتمع علينا التمعن في انتشار افكار الاسلام السياسي في بلدنا فالتطرف من قبل السنة والشيعة يعود الى غياب الرؤية الحكومية الواضحة.. قلناها ونكررها دوما نحن دولة دستورية مدنية عمادها الدستور والقانون.. فلماذا تزج الدولة نفسها في القضايا الدينية وتورط نفسها ونحن معها في خلافات المجتمع الواحد.
د.شملان يوسف العيسى