هبة الله
10-01-2004, 11:37 AM
قلت له .. إن (ستار أكاديمي) هو أحد أسباب سقوط الدولة العباسية .. فالتفت الناس من حولي مندهشين .. وبادروني بالسؤال عن علاقة برنامج (ستار أكادمي) وولع الشباب والفتيات وتأثرهم به وهو برنامج حديث .. وبين سقوط الخلافة العباسية وهو حدث تاريخي قديم ...
فقلت لهم .. إن فكرة البرنامج قائمة على التدريب والتعليم .. وهذه رسالة عظيمة ولكنها إستخدمت بطريقة تجارية ولتحقيق هدف ربحي باستثمار الجنس النسائي والغناء ...
وإن كانت آثار البرنامج السلوكية والتربوية مدمرة بالطريقة التي عرضت فيها .. إلا أنه عمل جاد ذو أهداف تجارية .. ولا يُستغرب تنافس الشركات علي رعاية هذا البرنامج حتي فازت إحداها عندما دفعت مبلغ ستة ملايين دولار لرعايته ...
فالبرنامج إذن ليس تافها ولا سخيفا كما يصفه البعض .. وإنما للبرنامج أهداف تعليمية وتدريبية ومالية واضحة ولهذا أثر في نفس الصغار والكبار ...
ولو رجعنا إلي التاريخ لوجدنا أن الفتوحات الإسلامية أدخلت الجواري إلي المجتمع الإسلامي .. وأصبح لهن سوق تجاري يسمي بسوق النخاسين (النخاس بائع الرقيق) ...
وكانت المتاجرة بهن رابحة لأصحابها .. ومنهم (إبراهيم الموصلي وابنه اسحاق) ...
ثم تفنن الناس في ابتداع الوسائل التي تزيدهم ربحا .. فبدؤوا بتعليم الجواري الغناء حتي أصبح المغنون هم تجار الجواري والمعلمون لهن .. حتي ارتفع سعر الجواري وارتفع مستواهن العقلي ...
وأصبحت لهن برامج خاصة لتدريبهن وتعليمهن الرقص والأدب والشعر .. فأصبحن مغنيات مثقفات ...
وقد بدأ هذا المشروع في العصر الأموي ولكن كان الخلفاء والعلماء حريصين علي حفظ هوية الأمة .. وكانوا مدركين أن الهدف التجاري مهما كان ناجحا ينبغي أن لا يكون سببا في التدمير الأخلاقي .. فمنعوا تطور المشروع ...
ولكن في العصر العباسي فتحوا الباب مرة أخري وشجعوه وكان بداية السقوط ...
وصل الأثر إلي قصور الخلافة .. إلي درجة أن خلفاء بني العباس الستة وثلاثين إلا ثلاثة منهم من أولاد الجواري ...
وكان تأثير الجواري سيئا تربويا علي الأمة وخاصة في نشر الخلاعة والمجون .. إلا أن مشروعهم من الناحية المالية كان مربحا ...
وكان هم الشباب والفتيات بل وحتي الكبار هو الذهاب إلي الأسواق الخاصة بتدريب المغنيات والتنافس علي شرائهن .. حتي أصبح في كل بيت فضائية تديره جارية مدربة علي الغناء والرقص والشعر والأدب كل ليلة ...
فالتفت الحضور من حولي وقالوا لي .. إنها المرة الأولي التي نستمع فيها إلي هذا الربط بين (ستار أكادمي) القديم و(ستار أكادمي) الحديث ...
فقلت .. وأعتقد أنه سيكون في المستقبل أكثر من (ستار أكادمي) وسيأتي رعاة وتجار يطورون هذه الأفكار حتى يستخرجوا من كل بيت (ستار أكادمي) كما حدث في العصر العباسي ...
ولكن أقول .. طالما أنه عمل جاد وتجاري .. فنحن بحاجة إلي عمل آخر جاد وتجاري .. ولكنه يرفع أخلاق أبنائنا ويزيد من مستوى إيمانهم وتعلقهم بخالقهم ويجعلهم منارا يستضيء الناس بهم ...
للأستاذ .. جاسم محمد المطوع ...
نقلا عن مجلة الفرحة ...
http://al-farha.com/articles/topics.php?op=viewtopic&topic=19
فقلت لهم .. إن فكرة البرنامج قائمة على التدريب والتعليم .. وهذه رسالة عظيمة ولكنها إستخدمت بطريقة تجارية ولتحقيق هدف ربحي باستثمار الجنس النسائي والغناء ...
وإن كانت آثار البرنامج السلوكية والتربوية مدمرة بالطريقة التي عرضت فيها .. إلا أنه عمل جاد ذو أهداف تجارية .. ولا يُستغرب تنافس الشركات علي رعاية هذا البرنامج حتي فازت إحداها عندما دفعت مبلغ ستة ملايين دولار لرعايته ...
فالبرنامج إذن ليس تافها ولا سخيفا كما يصفه البعض .. وإنما للبرنامج أهداف تعليمية وتدريبية ومالية واضحة ولهذا أثر في نفس الصغار والكبار ...
ولو رجعنا إلي التاريخ لوجدنا أن الفتوحات الإسلامية أدخلت الجواري إلي المجتمع الإسلامي .. وأصبح لهن سوق تجاري يسمي بسوق النخاسين (النخاس بائع الرقيق) ...
وكانت المتاجرة بهن رابحة لأصحابها .. ومنهم (إبراهيم الموصلي وابنه اسحاق) ...
ثم تفنن الناس في ابتداع الوسائل التي تزيدهم ربحا .. فبدؤوا بتعليم الجواري الغناء حتي أصبح المغنون هم تجار الجواري والمعلمون لهن .. حتي ارتفع سعر الجواري وارتفع مستواهن العقلي ...
وأصبحت لهن برامج خاصة لتدريبهن وتعليمهن الرقص والأدب والشعر .. فأصبحن مغنيات مثقفات ...
وقد بدأ هذا المشروع في العصر الأموي ولكن كان الخلفاء والعلماء حريصين علي حفظ هوية الأمة .. وكانوا مدركين أن الهدف التجاري مهما كان ناجحا ينبغي أن لا يكون سببا في التدمير الأخلاقي .. فمنعوا تطور المشروع ...
ولكن في العصر العباسي فتحوا الباب مرة أخري وشجعوه وكان بداية السقوط ...
وصل الأثر إلي قصور الخلافة .. إلي درجة أن خلفاء بني العباس الستة وثلاثين إلا ثلاثة منهم من أولاد الجواري ...
وكان تأثير الجواري سيئا تربويا علي الأمة وخاصة في نشر الخلاعة والمجون .. إلا أن مشروعهم من الناحية المالية كان مربحا ...
وكان هم الشباب والفتيات بل وحتي الكبار هو الذهاب إلي الأسواق الخاصة بتدريب المغنيات والتنافس علي شرائهن .. حتي أصبح في كل بيت فضائية تديره جارية مدربة علي الغناء والرقص والشعر والأدب كل ليلة ...
فالتفت الحضور من حولي وقالوا لي .. إنها المرة الأولي التي نستمع فيها إلي هذا الربط بين (ستار أكادمي) القديم و(ستار أكادمي) الحديث ...
فقلت .. وأعتقد أنه سيكون في المستقبل أكثر من (ستار أكادمي) وسيأتي رعاة وتجار يطورون هذه الأفكار حتى يستخرجوا من كل بيت (ستار أكادمي) كما حدث في العصر العباسي ...
ولكن أقول .. طالما أنه عمل جاد وتجاري .. فنحن بحاجة إلي عمل آخر جاد وتجاري .. ولكنه يرفع أخلاق أبنائنا ويزيد من مستوى إيمانهم وتعلقهم بخالقهم ويجعلهم منارا يستضيء الناس بهم ...
للأستاذ .. جاسم محمد المطوع ...
نقلا عن مجلة الفرحة ...
http://al-farha.com/articles/topics.php?op=viewtopic&topic=19