المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مفكرون يطالبون بتطوير الخطاب الإسلامي



الفراتي
01-16-2003, 01:56 AM
مفكرون يطالبون بتطوير الخطاب الإسلامي

طالب عدد من المفكرين والعلماء المسلمين بتطوير الخطاب الإسلامي وتوحيده حتى يتمكن من التعامل مع مشكلات الأمة الإقليمية والتحاور مع الحضارات الأخرى، منددين بالمشروع الغربي الذي يهدف إلى تشويه صورة الإسلام.

وقال الدكتور "عصام البشير" وزير الأوقاف السوداني في كلمته التي ألقاها الأحد 12-1-2003 في ختام اليوم الثاني لندوة "نحو حوار بنّاء بين الحضارات" التي تنظمها وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بالكويت: "ينبغي أن يتسم الخطاب الإسلامي بالخصوصية التي تعالج أوضاعنا برفق وموضوعية، كما يجب أن يتجه خطابنا نحو نقد الذات، وليس جلدها لأن جلد الأمة معول هدم".

وطالب البشير بتأسيس منهج فكري يقوم على الوسطية والاعتدال، ويبتعد عن عصبية الانتماء المذهبي أو الفقهي أو الفكري أو الدعوي أو الحركي، بما يتيح للأمة الإسلامية الالتقاء على الثوابت الكبرى والوقوف في خندق واحد إزاء قضاياها الكبرى وهمومها العظمى.

وأوضح وزير الأوقاف السوداني "نحن نحتاج إلى التصالح مع الذات، ورفع شعار التصالح بين الأنظمة وشعوبها، وخاصة العاملين في الحقل الإسلامي، والبحث عن القاسم المشترك الذي تلتقي عليه القيادات الرسمية مع العمل الشعبي".

ودعا إلى توحيد الرؤية الإسلامية إزاء بعض المصطلحات التي راجت في الفترة الأخيرة، واختلفت دلالتها مثل مفاهيم "حقوق الإنسان" ومصطلح "الإرهاب"، كبداية لمشروع مواجهة الحملات الغربية التي تعتبر العدوان الإسرائيلي دفاعًا عن النفس بينما تعتبر المقاومة الفلسطينية المشروعة إرهابًا، خاصة في ظل نشاط الآلة الإعلامية الغربية التي أدت إلى تشويه الفكر ومسخ الثقافات.

خيارات المواجهة

من ناحيته ندد الدكتور محمد عمارة المفكر الإسلامي بالمشروع السياسي الغربي الهادف لتزييف صورة الإسلام عبر عقول المفكرين والمثقفين العرب والمسلمين لتبني المشروع الحضاري الغربي بدلا من النموذج الإسلامي.

وأشار إلى أن هذا المشروع عمل على تضليل الشعوب الغربية؛ ليضعها في المواجهة مع الإسلام، وصولا لتحقيق الهيمنة على العالم الإسلامي ونهب ثرواته.

وطرح عمارة عددا من الخيارات لمواجهة هذا المشروع، منها:

خيار الاستسلام الذي ينبع من منطق اليأس، موضحا "أنه خيار بائس يعتبر أصحابه أننا بإزاء شيء جديد غير مسبوق في تاريخ الإسلام والمسلمين، وينسون أننا أمام دورة من دورات التدافع والصراع، وأننا واجهنا أسوأ منه عبر التاريخ".

وأشار إلى أن الخيار الثاني هو خيار العنف العشوائي، مؤكدا أنه يحرم قضايانا العادلة من دعم أصدقائنا في تيارات الفكر الغربي وحتى من الشعوب العربية، فضلا عن أنه يسيء إلى حقيقة الجهاد الإسلامي.

وأضاف أن الخيار الثالث يتمثل في المقاومة الإسلامية الشاملة التي تمثل إرادة الصمود نقطة البداية فيها؛ باعتبارها الفارق بين النصر والهزيمة، مشيرا إلى أنه يجب أن يلي الصمود إرادة ترتيب البيت العربي والإسلامي في إطار الإمكانات الفكرية والبشرية والمادية الهائلة التي تملكها الأمة الإسلامية.

مراجعة للطرفين

من جانبه قال فهمي هويدي المفكر الإسلامي: "إنه لا ينبغي أن نجري حوارا مع الحضارات الأخرى، بينما حوارنا مقطوع مع أهلنا وبني جلدتنا وأبناء حضارتنا، ولا بد أن نؤكد أن حوارنا مع الآخر لن يكلل بالنجاح إلا إذا حققنا نجاحا ولو نسبيا في حوارنا مع أنفسنا وإخوتنا، ومع كل الساكنين في بيتنا العربي والإسلامي الكبير".

واعتبر هويدي في الوقت نفسه أنه "إذا كانت لدينا سلبيات كثيرة تحتاج إلى تصويب؛ فإن الطرف الغربي يحتاج بدوره لأن يراجع سياساته فضلا عن حساباته ومنظومة قيمه"، موضحا أنه "ليست مجتمعاتنا وحدها التي تعاني من التطرف؛ لأن هذه الآفات موجودة في كل مجتمع إنساني، وإنها في العالم العربي والإسلامي أضعف منها في أقطار أخرى، وأوضحُ مثال له ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين".

وقال: إن النموذج الذي نقدمه في ممارساتنا وحياتنا العملية سيظل وحده الذي يمكن أن يقنع الآخرين برقي مشروعنا وإيجابية تعاليمنا وسمو شريعتنا، مشيرا إلى أنه يمكن توظيف القيم الدينية لتحقيق الأهداف النبيلة والخيرة.

وأضاف هويدي أن "الاهتمام بحوار الحضارات تراجع بعد أحداث 11 سبتمبر؛ حيث تنامت قوة التيار الداعي إلى بسط هيمنة الإمبراطورية الأمريكية، ولم تعد أجندة المجتمع الدولي أو الأمريكي تُعنى بمسألة حوار الحضارات ولا بالتعددية، وإنما أصبح عنوان حملتها هو "الحملة الدولية لمكافحة الإرهاب".

وأوضح أن الميزانية التي كانت مخصصة لحوار الحضارات حولت إلى ما يسمى بمشروع "الدبلوماسية الشعبية ومبادرة الديموقراطية والتنمية" الذي استهدفت به الولايات المتحدة تجميل صورتها في العالم العربي والإسلامي.