مجاهدون
10-01-2004, 01:15 AM
يوم وفاته صمتت مقاهي بغداد وسكتت أجهزة المذياع حزنا عليه
كتب زهير الدجيلي:
في العاشرة والنصف من صباح الاثنين 21/أكتوبر عام 1963. وقف ناظم الغزالي أمام المرآة في حمام بيته ليحلق ذقنه، ثم فجأة سقط صريع نوبة قلبية أنهت حياته في تلك الساعة. وبذلك انتهت حياة أشهر مطرب عراقي، اشتهرت الأغنية العراقية عربيا وعالميا بصوته وبأغانيه التي مازال يرددها الكثير من عشاق الغناء العربي، ومن غرائب الصدف أنه مات بعد أيام من حصوله على المركز الأول في مهرجان الأغنية العربية التراثية في ذلك العام. وفي حينها قيل مات سيد درويش العراق.
ناظم الغزالي الذي أطلق عليه الكثير من النقاد الموسيقيين ومحبو الغناء العربي لقب عندليب العراق، كان يستحق عن جدارة مثل هذا اللقب و هذا الوصف، ليس لعذوبة صوته أو لمضامين أغانيه القريبة من الذوق العام للمستمع العربي، بل لطريقة أدائه والألوان التراثية التي تجمع بين الحداثة والقديم التي كان يؤديها. وكان العراقيون أينما سافروا وحلوا لا يسمعون حين يجري الحديث عن العراق والفن العراقي إلا اسم ناظم الغزالي وبعض مطالع أغانيه التي باتت محفوظات تردد على كل لسان.. طالعة من بيت ابوها، رايحة لبيت الجيران.. فات ماسلم علي، يمكن الحلو زعلان.. ميحانه ميحانه، غابت شمسنا الحلو ماجانه.. حيك بابا حيك.. ذوله المرمروني.. وعلى جسر المسيب سيبوني.. خايف عليها.. تلفان بيها.. شامة ودكة بالحنج من يشتريها.
ابن الحيدرخانة
الحيدرخانة إحدى محلات بغداد الشعبية العريقة التي تطل على وسط شارع الرشيد. شأنها شأن المحلات الفقيرة التي تكثر فيها الأزقة والحارات، ورواد مقاهيها الشعبية من كل صنف ولون، فهي محلة بغدادية عريقة شهدت أحداثا سياسية واجتماعية كبيرة، وكانت المظاهرات والتجمعات السياسية في جامعها المعروف باسمها أكثر فصول الحياة في محلة الحيدرخانة حين ولد ناظم الغزالي عام1921.
ففي تلك المقاهي الشعبية البغدادية التي كانت في النهار مقاهي وفي الليل ملاهي و«تياتروات» بدأ ناظم الغزالي مشواره الفني بعد أن اشتد عوده وبدأ مرحلة الصبا والشباب. فكانت مقاهي بغداد القديمة مثل مقهى الشط ومقهى عزاوي والشورجة ومقهى صفو تشهد أمسيات الغزالي في سنوات نشأته الأولى، وكان صوته الشجي الذي شد الأسماع اليه آنذاك ينبئ الجميع بظهور مطرب جديد يبقي على غناء المقام حيا في النفوس.
وأنهى ناظم الغزالي دراسته الابتدائية والمتوسطة بين عامي 1931 ـ 1936، وكانت بغداد آنذاك تشهد انقلاب الجنرال بكر صدقي وهو أول انقلاب عسكري مهد لعصر الانقلابات العسكرية العربية. وكان الصراع السياسي على السلطة يأخذ وقت واهتمام الكثير من أبناء النخبة الحاكمة آنذاك، مما قلل من اهتمامهم بالثقافة والفنون. لكن ذلك التاريخ عام 1936 أيضا يذكرنا بتأسيس الإذاعة العراقية التي كانت تسمى «الأذاعة اللاسلكية العراقية» وهي من أوائل الاذاعات العربية، وبانطلاق الاذاعة وجد المطربون الريفيون الأوائل انطلاقة جديدة لأصواتهم ومواهبهم وأصبح بمقدورهم الوصول بأصواتهم الى منازل الجمهور، بدلا من حضورهم المحدود في المقاهي البغدادية. ومن حسن حظ ناظم الغزالي أن معهد الفنون الجميلة أُسس آنذاك ووجد فيه فرصة العمر. اتجه إلى العمل نهارا والغناء ليلا لأن لقمة العيش تتطلب ذلك، وليس بمقدور الفن آنذاك وحتى لوقت قريب أن يجعل صاحبه شبعان. فبعد عطالة متقطعة جعلت الفأر يهرب من بيته، عمل الغزالي في وظائف عديدة، وفي المساء كان يذهب للغناء في بعض المقاهي مع مطربين ومطربات قد يكونون أكثر شهرة شعبية منه لكنهم ليسوا في مستواه الثقافي، إلا أن تأسيس معهد الفنون الجميلة في بداية الأربعينات الذي أصبح مكانه في احدى البنايات المطلة على دجلة قرب محلة الحيدرخانة، جاء في وقته بالنسبة إلى الغزالي وكان فرصة العمر بالنسبة إليه، فسارع اليه والتحق به طالبا. لكنه لم يلتحق طالبا في صف الموسيقى والغناء ، إنما اصبح طالبا في صف المسرح والتمثيل، فموهبة التمثيل كانت عند الغزالي متجلية تنافس موهبة الغناء لديه، وهذه ميزة قد يشترك فيها الكثير من الفنانين الموهوبين في العالم العربي وليس العراق وحده.
لكن الغزالي قرر أن لايضيع المشيتين فجمع دراسة التمثيل والمسرح مع دراسة الموسيقى والغناء وكان يقف وراءه في المعهد لصقل موهبته فنانون كبار كانوا اساتذته الأوائل أمثال حقي الشبلي الذي أرسله الى محمد القبنجي ليتعلم منه أكثر فأكثر اصول ومعارف أداء المقام العراقي.
تخرج الغزالي من المعهد عام 1948 واتجه الى الإذاعة. ليجد أمامه نخبة من الملحنين والشعراء. وحين دخل الغزالي الإذاعة آنذاك كان عضوا في فرقة الموشحات الأندلسية التي أشرف عليها الشيخ علي الدرويش، لكنه قبل ذلك كان عضوا في اشهر فرقة للتمثيل هي «فرقة الزبانية» وأعمال هذه الفرقة التي برز فيها ناظم الغزالي ممثلا كوميديا لم تقصر أعمالها على التمثيليات والمسرحيات الكوميدية، التي كان فيها الممثلون يختصون بشخصيات شعبية مرسومة سلفا عرفوا بها، إنما قدموا أيضا مسرحيات عربية وعالمية ودخل الغزالي إلى الإذاعة ممثلا ومطربا وموسيقيا وهذا ما أتاح له أن يكون فنانا متنوع المواهب.
السينما تأخذ الغزالي
في ذلك التاريخ من أواخر الأربعينات وبداية الخمسينات كانت في بغداد محاولات لإنتاج سينمائي تكللت بالنجاح فيما بعد بإنتاج عدة أفلام منها القاهرة بغداد والحارس وغيرها. وكان ناظم الغزالي في شكله وصوته ومواهبه معرض للإغواء السينمائي، فكان منتجو تلك الأفلام يجدون فيه الشخصية المناسبة لأفلامهم خصوصا حين كان الغزالي يجمع موهبتي التمثيل والغناء. فاستجاب الغزالي وانتقل الى السينما يمثل ويغني في أفلام عراقية تقلد أفلام الاستعراضات المصرية واللبنانية أيام زمان. أمثال «ياسلام على الحب» و«القاهرة بغداد». كانت تجربة فنية عابرة في حياة ناظم الغزالي الفنية لم تضف إليه شيئا.
وسجل ناظم الغزالي أولى أغانيه الإذاعية التي استقبلها الجمهور بانسجام نفسي تام حين قالت الأغنية «وين ألقاك وأنا المضيع ذهب» .لحنها له الموسيقار وديع خوندة. وغنى الغزالي أول أغنية إذاعية جرى فيها التوزيع الهارموني موسيقيا هي أغنية «مروا على الحلوين ماودعوني» لحنها له ناظم نعيم الذي قدم للغزالي أكثر من خمسة عشر لحنا من أغانيه الشهيرة. ثم تناوب على تقديم الألحان اليه كبار الموسيقيين في مقدمتهم جميل بشير الأخ الأكبر للفنان منير بشير ، وفيما بعد اختص الغزالي لنفسه تلحين أغانيه فقدم أغاني ذات حرفة موسيقية جيدة. وإذا كان ناظم الغزالي قد أخذ أشعار معظم أغانيه من الشاعر المعروف جبوري النجار، فإنه أخذ أيضا من التراث الشعري الغنائي العربي فقدم منها أجمل أغانيه التي اشتهرت في الوطن العربي مثل «عيرتني بالشيب وهو وقار.. ليتها عيرت بما هو عار» و«أقول وقد ناحت بقربي حمامة.. أيا جارتا لو تشعرين بحالي». مثلما أخذ من التراث العراقي وغنى للموصلي وغيره.
وقد وجد الغزالي شريكة حياته فتزوج أشهر فنانة عراقية تجاريه في صنعة الغناء المحترف من المقامات والبستات والأغاني الفولكلورية وهي الفنانة سليمة مراد. وحين تزوجها قال عن زواجه إنه تزوج قبل فوات الأوان، «ومن غير المعقول أن أظل أعزب أو أن أتزوج امرأة لاعلاقة لها بالفن».
كان الغزالي وطنيا وقوميا يحب وطنه وغنى للعروبة، مثلما غنى لثورة الجزائر في إحدى الحفلات التي أحياها لنصرة نضال الشعب الجزائري في نادي الجمارك في البصرة، وحين توفي رثاه كبار الفنانين العرب وكتبت عنه الصحافة العربية مثلما تكتب عن نجم أفل. وقالوا عنه من المؤسف أن يموت الغزالي وهو في ذروة مجده الغنائي وقمة عطائه. واذا كان العراق يعتز بفنانيه الكبار وبشعرائه وأدبائه فإن ناظم الغزالي في القلوب وفي الذاكرة دائما مع جواد سليم والرصافي والزهاوي والجواهري والبياتي وعزيز علي وحضيري ابو عزيز وداخل حسن وان اختلفت الصور والألوان والمواهب.
كتب زهير الدجيلي:
في العاشرة والنصف من صباح الاثنين 21/أكتوبر عام 1963. وقف ناظم الغزالي أمام المرآة في حمام بيته ليحلق ذقنه، ثم فجأة سقط صريع نوبة قلبية أنهت حياته في تلك الساعة. وبذلك انتهت حياة أشهر مطرب عراقي، اشتهرت الأغنية العراقية عربيا وعالميا بصوته وبأغانيه التي مازال يرددها الكثير من عشاق الغناء العربي، ومن غرائب الصدف أنه مات بعد أيام من حصوله على المركز الأول في مهرجان الأغنية العربية التراثية في ذلك العام. وفي حينها قيل مات سيد درويش العراق.
ناظم الغزالي الذي أطلق عليه الكثير من النقاد الموسيقيين ومحبو الغناء العربي لقب عندليب العراق، كان يستحق عن جدارة مثل هذا اللقب و هذا الوصف، ليس لعذوبة صوته أو لمضامين أغانيه القريبة من الذوق العام للمستمع العربي، بل لطريقة أدائه والألوان التراثية التي تجمع بين الحداثة والقديم التي كان يؤديها. وكان العراقيون أينما سافروا وحلوا لا يسمعون حين يجري الحديث عن العراق والفن العراقي إلا اسم ناظم الغزالي وبعض مطالع أغانيه التي باتت محفوظات تردد على كل لسان.. طالعة من بيت ابوها، رايحة لبيت الجيران.. فات ماسلم علي، يمكن الحلو زعلان.. ميحانه ميحانه، غابت شمسنا الحلو ماجانه.. حيك بابا حيك.. ذوله المرمروني.. وعلى جسر المسيب سيبوني.. خايف عليها.. تلفان بيها.. شامة ودكة بالحنج من يشتريها.
ابن الحيدرخانة
الحيدرخانة إحدى محلات بغداد الشعبية العريقة التي تطل على وسط شارع الرشيد. شأنها شأن المحلات الفقيرة التي تكثر فيها الأزقة والحارات، ورواد مقاهيها الشعبية من كل صنف ولون، فهي محلة بغدادية عريقة شهدت أحداثا سياسية واجتماعية كبيرة، وكانت المظاهرات والتجمعات السياسية في جامعها المعروف باسمها أكثر فصول الحياة في محلة الحيدرخانة حين ولد ناظم الغزالي عام1921.
ففي تلك المقاهي الشعبية البغدادية التي كانت في النهار مقاهي وفي الليل ملاهي و«تياتروات» بدأ ناظم الغزالي مشواره الفني بعد أن اشتد عوده وبدأ مرحلة الصبا والشباب. فكانت مقاهي بغداد القديمة مثل مقهى الشط ومقهى عزاوي والشورجة ومقهى صفو تشهد أمسيات الغزالي في سنوات نشأته الأولى، وكان صوته الشجي الذي شد الأسماع اليه آنذاك ينبئ الجميع بظهور مطرب جديد يبقي على غناء المقام حيا في النفوس.
وأنهى ناظم الغزالي دراسته الابتدائية والمتوسطة بين عامي 1931 ـ 1936، وكانت بغداد آنذاك تشهد انقلاب الجنرال بكر صدقي وهو أول انقلاب عسكري مهد لعصر الانقلابات العسكرية العربية. وكان الصراع السياسي على السلطة يأخذ وقت واهتمام الكثير من أبناء النخبة الحاكمة آنذاك، مما قلل من اهتمامهم بالثقافة والفنون. لكن ذلك التاريخ عام 1936 أيضا يذكرنا بتأسيس الإذاعة العراقية التي كانت تسمى «الأذاعة اللاسلكية العراقية» وهي من أوائل الاذاعات العربية، وبانطلاق الاذاعة وجد المطربون الريفيون الأوائل انطلاقة جديدة لأصواتهم ومواهبهم وأصبح بمقدورهم الوصول بأصواتهم الى منازل الجمهور، بدلا من حضورهم المحدود في المقاهي البغدادية. ومن حسن حظ ناظم الغزالي أن معهد الفنون الجميلة أُسس آنذاك ووجد فيه فرصة العمر. اتجه إلى العمل نهارا والغناء ليلا لأن لقمة العيش تتطلب ذلك، وليس بمقدور الفن آنذاك وحتى لوقت قريب أن يجعل صاحبه شبعان. فبعد عطالة متقطعة جعلت الفأر يهرب من بيته، عمل الغزالي في وظائف عديدة، وفي المساء كان يذهب للغناء في بعض المقاهي مع مطربين ومطربات قد يكونون أكثر شهرة شعبية منه لكنهم ليسوا في مستواه الثقافي، إلا أن تأسيس معهد الفنون الجميلة في بداية الأربعينات الذي أصبح مكانه في احدى البنايات المطلة على دجلة قرب محلة الحيدرخانة، جاء في وقته بالنسبة إلى الغزالي وكان فرصة العمر بالنسبة إليه، فسارع اليه والتحق به طالبا. لكنه لم يلتحق طالبا في صف الموسيقى والغناء ، إنما اصبح طالبا في صف المسرح والتمثيل، فموهبة التمثيل كانت عند الغزالي متجلية تنافس موهبة الغناء لديه، وهذه ميزة قد يشترك فيها الكثير من الفنانين الموهوبين في العالم العربي وليس العراق وحده.
لكن الغزالي قرر أن لايضيع المشيتين فجمع دراسة التمثيل والمسرح مع دراسة الموسيقى والغناء وكان يقف وراءه في المعهد لصقل موهبته فنانون كبار كانوا اساتذته الأوائل أمثال حقي الشبلي الذي أرسله الى محمد القبنجي ليتعلم منه أكثر فأكثر اصول ومعارف أداء المقام العراقي.
تخرج الغزالي من المعهد عام 1948 واتجه الى الإذاعة. ليجد أمامه نخبة من الملحنين والشعراء. وحين دخل الغزالي الإذاعة آنذاك كان عضوا في فرقة الموشحات الأندلسية التي أشرف عليها الشيخ علي الدرويش، لكنه قبل ذلك كان عضوا في اشهر فرقة للتمثيل هي «فرقة الزبانية» وأعمال هذه الفرقة التي برز فيها ناظم الغزالي ممثلا كوميديا لم تقصر أعمالها على التمثيليات والمسرحيات الكوميدية، التي كان فيها الممثلون يختصون بشخصيات شعبية مرسومة سلفا عرفوا بها، إنما قدموا أيضا مسرحيات عربية وعالمية ودخل الغزالي إلى الإذاعة ممثلا ومطربا وموسيقيا وهذا ما أتاح له أن يكون فنانا متنوع المواهب.
السينما تأخذ الغزالي
في ذلك التاريخ من أواخر الأربعينات وبداية الخمسينات كانت في بغداد محاولات لإنتاج سينمائي تكللت بالنجاح فيما بعد بإنتاج عدة أفلام منها القاهرة بغداد والحارس وغيرها. وكان ناظم الغزالي في شكله وصوته ومواهبه معرض للإغواء السينمائي، فكان منتجو تلك الأفلام يجدون فيه الشخصية المناسبة لأفلامهم خصوصا حين كان الغزالي يجمع موهبتي التمثيل والغناء. فاستجاب الغزالي وانتقل الى السينما يمثل ويغني في أفلام عراقية تقلد أفلام الاستعراضات المصرية واللبنانية أيام زمان. أمثال «ياسلام على الحب» و«القاهرة بغداد». كانت تجربة فنية عابرة في حياة ناظم الغزالي الفنية لم تضف إليه شيئا.
وسجل ناظم الغزالي أولى أغانيه الإذاعية التي استقبلها الجمهور بانسجام نفسي تام حين قالت الأغنية «وين ألقاك وأنا المضيع ذهب» .لحنها له الموسيقار وديع خوندة. وغنى الغزالي أول أغنية إذاعية جرى فيها التوزيع الهارموني موسيقيا هي أغنية «مروا على الحلوين ماودعوني» لحنها له ناظم نعيم الذي قدم للغزالي أكثر من خمسة عشر لحنا من أغانيه الشهيرة. ثم تناوب على تقديم الألحان اليه كبار الموسيقيين في مقدمتهم جميل بشير الأخ الأكبر للفنان منير بشير ، وفيما بعد اختص الغزالي لنفسه تلحين أغانيه فقدم أغاني ذات حرفة موسيقية جيدة. وإذا كان ناظم الغزالي قد أخذ أشعار معظم أغانيه من الشاعر المعروف جبوري النجار، فإنه أخذ أيضا من التراث الشعري الغنائي العربي فقدم منها أجمل أغانيه التي اشتهرت في الوطن العربي مثل «عيرتني بالشيب وهو وقار.. ليتها عيرت بما هو عار» و«أقول وقد ناحت بقربي حمامة.. أيا جارتا لو تشعرين بحالي». مثلما أخذ من التراث العراقي وغنى للموصلي وغيره.
وقد وجد الغزالي شريكة حياته فتزوج أشهر فنانة عراقية تجاريه في صنعة الغناء المحترف من المقامات والبستات والأغاني الفولكلورية وهي الفنانة سليمة مراد. وحين تزوجها قال عن زواجه إنه تزوج قبل فوات الأوان، «ومن غير المعقول أن أظل أعزب أو أن أتزوج امرأة لاعلاقة لها بالفن».
كان الغزالي وطنيا وقوميا يحب وطنه وغنى للعروبة، مثلما غنى لثورة الجزائر في إحدى الحفلات التي أحياها لنصرة نضال الشعب الجزائري في نادي الجمارك في البصرة، وحين توفي رثاه كبار الفنانين العرب وكتبت عنه الصحافة العربية مثلما تكتب عن نجم أفل. وقالوا عنه من المؤسف أن يموت الغزالي وهو في ذروة مجده الغنائي وقمة عطائه. واذا كان العراق يعتز بفنانيه الكبار وبشعرائه وأدبائه فإن ناظم الغزالي في القلوب وفي الذاكرة دائما مع جواد سليم والرصافي والزهاوي والجواهري والبياتي وعزيز علي وحضيري ابو عزيز وداخل حسن وان اختلفت الصور والألوان والمواهب.