المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : برجس البرجس: «فنشوني» تفنيشة نظيفة من كونا بسبب المجلس الوطني



زوربا
08-23-2010, 06:29 PM
أصبنا بأمراض الضغط والسكر والقلب لغياب المرح (2-2)


فوزي جاد الكريم - النهار


http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2010/08/23/6698cfa7-e7bb-41b8-862a-0445e0ca8caf_main.jpg

البرجس في إحدى الدول الآسيوية

مازال الحديث متواصلاً مع العم برجس البرجس والذي غلب على حواره الحنين الى الماضي بكل جوانبه فاستهل حديثه قائلاً ان الكويتيين كانوا ديموقراطيين في غياب الديموقراطية وحينما اتتهم باتوا دكتاتوريين مؤكداً ان الكويت الان في ورطة بسبب غياب المرح وهو ما اصاب غالبية الشعب بالامراض كالضغط والسكري والقلب.

محطات كثيرة توقف عندها لقائنا بالعم برجس ما اخفى على اللقاء المزيد من الاثارة ولاسيما الحديث عن وكالة الانباء الكويتية التي كلف بتأسيسها وجمعية الهلال الاحمر التي يتولى رئاسة مجلس ادارتها ومعهد التمريض وبنك الدم ثم أمية المتعلمين.

العم برجس اجرى لقاءات صحافية كثيرة مع ملوك ورؤساء دول ولكن اكثرها سخونة هو لقاؤه برئيس النظام العراقي البائد صدام حسين في مدينة فاس بالمغرب والذي بادره قائلاً: الا يوجد في العراق غير صدام؟ «فقضبة» صدام بعد الاجتماع على انفراد وطلب منه الاتصال به تلفونياً عند الحاجة.

ونفى العم برجس ان يكون هو من ترك «كونا» مؤكداً انهم فنشوه ولكن «تفنيشة» نظيفة بسبب بث نتائج انتخابات المجلس الوطني. أحداث كثيرة وساخنة تتعرف عليها في هذا اللقاء.

وماذا بعد تعينك مديراً لمكتب وزير الصحة؟

عُينت مديراً لمكتب وزير الصحة العم عبدالعزيز الصقر رحمه الله ولكن قبل الدخول الى التفاصيل اود الرجوع للحنين مرة أخرى لاشياء ربما ادونها في كتيب للذكرى، وليست مذكرات لانها تخص العظماء.

الحنين للماضي شيء مشوق، والسؤال هو لماذا كان يشعر الانسان في الماضي بالانبساط والراحة النفسية؟ فيما قبل كان في كل فريج براحة او نقعة ماي فيه سفن، وفي فصل الصيف كانت هذه البراحة تشهد عارضة «وسانجلي» ايضا كان هناك «مقصي» كنا نمارس هذه الالعاب على طريقتنا كنا نلعب التيلة والهول «وشتك» فالاشطط مثل الركبي فكانت العاباً مسلية.

وحتى أهل البحر حينما كانوا يذهبون من النقعة الى اليوم كانوا يرددون الادعية، لم يكن هناك شيء ممنوع أو حرام مثلما نسمع هذه الايام، فنحن الان في ورطة، الان كله «سمت» اعصابنا مشدودة، وليس هناك شيء يونس هذا حرام وذاك عيب وآخر ما يصير الآن الموسيقي مثلاً وهي شيء مسل كما انها غذاء الروح فما الحرام فيها حتى تُمنع في الفنادق وفي البيوت؟!

ففيما قبل كانوا يلعبون ويستئنسون والمساجد كانت ممتلئة، الابناء يتبعون اباهم الى المسجد، الآن يخرج عليك واحد من سن ابنائك يصارخ عليك ويقول لك يا ويلك من الله، والله ينتقم منك دون اسباب فلماذا هذا الكبت والضغط؟ لذلك حينما يأتي الصيف نرى نصف الكويتيين يهجرون البلاد، وكذلك في العُطل فكم تكلف هذه الهجرة الدولة من أموال؟ ولماذا لا يستثمرون اموالهم في الكويت؟ الناس الآن مجبرون على الهجرة بسبب الدكتاتورية المفروضة عليهم، نحن كنا ديموقراطيين قبل مجيء الديموقراطية وحينما جاءتنا بتنا دكتاتوريين! ولم نعد نعرف الصحيح فلا نستمتع بالحرية التي كفلها الدستور بسبب الممارسات الخاطئة، لذا فان معظم الكويتيين مصابون بامراض بالضغط والسكر والقلب وبسبب غياب المرح، حكام الكويت كان لديهم ترف اجتماعي، ضحك، موسيقى غناء كذلك البدو كان لهم تراثهم من غناء ورقص اما الآن طوقونا فحرام عليهم ممارسة هذا التعسبف على الشعب. فحينما كنا ننام على أسطح المنازل كنا نسمع اصوات الغناء - أحدهم يغني من زلولة اما الآن فهناك كبت غير صحي.

نعود الى سؤالنا بخصوص عملك مديراً لمكتب وزير الصحة.. هل لك ان تحدثنا عن هذه المرحلة؟

تعاونت مع العلم عبدالعزيز الصقر، واهم ما قمنا به هو التسجيل الصحي، فسهرنا الليالي لانجاز هذا المشروع، كذلك فان التمريض في هذه الفترة كان قاصراً على الفلسطينين والمصريين واللبنانيين والهنود فطرحت على العم عبدالعزيز فكرة انشاء

معهد للتمريض حتى يلتحق به الكويتيون، فرحب بالفكرة وذهبت الى المعهد العالي للتمريض في الاسكندرية ومديرته كانت د. سعاد حسين وتحايلت على الموضوع بطرقي الخاصة حتى أقنعتها ان تأتي الى الكويت لانشاء معهد للتمريض، وجاءت الى الكويت ووفرنا لها الامكانات المطلوبة الا ان المشكلة كانت في كيفية اقناع الكويتيات بالالتحاق بالمعهد، لكننا استطعنا اقناع ثماني كويتيات في البداية.

هل تتذكر أسماءهن؟

أتذكر بعضهن، لكن أخشى ذكر البعض وأنسى آخريات فيزعلن لذا اعفيني من الاجابة على هذا السؤال، المهم اهتممنا بالطالبات وعينا مرافقة لكل واحدة منهن تصحبها الى بيتها ذهابا وايابا وهي موجودة الآن - الله يعطيها الصحة والعافية- وهي واضحة الحمرا كانت تطلع تغني فكانت ترافق الطالبات ذهاباً وإياباً تُسلم كل واحدة لبيتها وفي العودة تصطحبهن الى المعهد، وبالاضافة الى الكويتيات الثماني اخذنا اربع طالبات فلسطينيات وكانت مدة الدراسة اربع سنوات بعد المتوسط ثلاث سنوات تمريض وواحدة ولادة وأمراض نساء.

ومن كان مديراً لـ«الصحة» في ذاك الوقت؟

يوسف الحجي كان وكيلا لـلصحة انذاك وكان سعد الناهض وكيلا مساعدا وكان العمل جاريا على قدم وساق، أنشأنا المعهد وبعده أنشأنا معهدا للمساعدات وكان يضم كويتيات وغير كويتيات وكانت كل دارسة تحصل على 40 دينارا شهريا تشجيعا لهن على الدراسة، لانني كنت على يقين من ان الممرضات الكويتيات لن يداومن ليلا، لذا اقترحت على الوزير انشاء معهد المساعدات فزاد العدد، وبعض القيادات النسائية في وزارة الصحة الان من خريجات المعهد لاسيما قيادات اقسام التمريض والمعهد مستمر في عمله حتى الآن.

جدل حول إدارة الصحة

كم سنة أمضيتها في مكتب الوزير؟

استمررت سنة وبضعة أشهر بعدها تغير الوزير وتركت العمل وأرجوك تعفيني من الخوض في هذا الموضوع لانني سأتطرق اليه في كتيبي الخاص بذكرياتي.

ماذا أضفت للصحة حينما عينت وكيلا لها؟

هناك أفكار كثيرة كنت أود ترجمتها، لكن تعيني لم يكن سهلا، بل جُوبه بصعوبات كثيرة، لكن هذا الموضوع ايضا لن أخوض فيه، لكن اذكر ان بعض الاطباء الكويتيين أخذوا موقفا بضرورة ان يكون وكيل الوزارة طبيبا وهو أمر خاطئ من وجهة نظري بل ينبغي ان يكون اداريا، وأنا على قناعة من أنني أكثر دراية في ادارة الوزارة من أي طبيب، فحدث موضوع طويل سأذكره في كتابي دون ذكر الاسماء لانني لا أريد تجريح أحد، فكانت لدينا أفكار وطموحات فمثلا من ضمن القرارات الخطيرة ذلك المتعلق بطلبات الوزارة بشأن المواد الطبية ادوية ومعدات، فكان هناك نظام مفروض على دائرة الصحة في ذلك الوقت منذ مستر بيري لظروف الكويت وعلاقتها ببريطانيا، وهو ان المواصفات لابد ان تكون انكليزية، وحينما تسلمت عملي تداولت مع الاخوان لالغاء هذا القرار نهائيا واستبداله بمواصفات دولية قد تتوافر في أجهزة أميركية أو فرنسية ولا تتوافر في الاجهزة البريطانية او على النقيض من ذلك قد تتوافر هذه المواصفات في جهاز بريطاني ولا تتوافر في غيره، وبالتالي فان المحك هو المواصفات الدولية دون تحيز لبلد ما، هذا القرار احدث انزعاجا حتى أن السفير البريطاني زارني في الوزارة وقال لي: حبيت أعرف ما تغير في الموضوع، فهل لديكم ملاحظات جعلتكم تتحولون إلى مواصفات اخرى؟ فقلت له ان هذا الامر خاص بنا، مثلما تريد أنت الافضل لبلدك، فلقد كان عندكم جنرال الكتريك وهي ماركة مشهورة في الادوات الكهربائية إلا أنكم الان بتم تستوردون ثلاجات وغسالات من ايطاليا.. فهل هذا حلال لكم وحرام علينا؟ وتفهم الموضوع ولكن على مضض وقلت له اذا كانت لديك ملاحظات فيمكنك توجيهها الى وزارة الخارجية بطريقة رسمية، واذا ما فرضت الخارجية الامر علينا فهذا موضوع آخر، فنحن نسير وفقا لمصلحة بلدنا، وهو يعلم تماماً اننا على حق، الا انه خرج غاضبا واوصلته الى المصعد وودعته بكل تقدير واحترام.

من أين استقيت أفكارك النيرة بخصوص بنك الدم ودار الأيتام؟

بالنسبة لبنك الدم فالفكرة جاءت من المختبر المركزي في المستشفى الاميري وكان قائما عليه هولي كيمان ثم جاءه طبيب اسمه علي انسي فكنا نستورد الدم من لبنان وعلي بصفته مختصا بالدم لاحظ ان الدم المستورد مغشوش ببعض المواد التي تؤثر على صحة المريض وابلغني بالموضوع، وهذا حدث عام 1962، فطلبت منه ان نقوم بحملة لجمع الدم من الكويتيين وفي الوقت نفسه نطلب دما من مصر ونترك لبنان وشكلنا لجنة من 12 طبيبا نجتمع كل يوم ثلاثاء الساعة السادسة في مختبر المستشفى الاميري نضع خططا توعوية للناس، نذهب الى العشيش والعوازم والوفرة ومختلف الاماكن لنُقنع الناس بالتبرع، وكان المتبرع يأخذ مكافأة قيمتها عشرة دنانير وعصيراً وخلافه، حينما كان يأتي الانكليز للعمل في الكويت في الخمسينيات وقت بيري كان الواحد منهم يذهب الى المستشفى ليعطيه فصيلته ويقول اذا احتجتم اتصلوا بي ولم يكن هذا الامر موجودا عندنا واجتهدت انا والاخوان في هذا الامر، وصار كلام من قبل الاخوان في لبنان بان فلانا بات يتدخل في الامور الفنية وانه يجبر الاطباء على طلب دم من اماكن اخرى وانه دم مغشوش قلبوا الموضوع واشتكوا للامير وقتها صباح السالم، وحينما جاءوا ليشتكوا

مني عند سموه ارسل في طلبي، وقال لي: سمعت ان لكم موقفاً من بعض موردي الدم وانت تتدخل في هذه المسألة وقلت له انني لا اتدخل في هذا الامر ولا افهم فيه ولكنني مسنق لحملة الدعاية وحث الناس على التبرع بالدم وليس اكثر من ذلك وقال: لا يقولون قلت له انا احضر لك نموذجا من المختبر من عند د. علي انسي لتراه بنفسك ليبين لك الغش وذهبت الى د. انسي في اليوم التالي وشرحت له القصة واعطاني كيس دم واصطحبته معي للشيخ صباح واطلعته عليه، فقال: عجيب كيفكم افعلوا ما تبونه واستمرينا في استيراد الدم من مصر الى ان تدفق المتبرعون وابتهج الاطباء لحصولهم على دم طازج يفيد المريض الى ان نجحنا عام 1973 في تصدير الدم الى الاردن وسورية.

وماذا عن الأيتام؟

الموضوع حساس بعض الشىء ولكنني من اجل التاريخ اقول ان الايتام كانوا في جناح 6 أ و6 ب في المستشفى الاميري واغلب هؤلاء الايتام من مجهولي الوالدين، ولاحظنا ان بعض الناس لا داعي لذكرهم كانوا يأخذون بعض اللقطاء ويعتبرونهم سبايا، فخشيت من هذه المسألة وذهبت الى دائرة الشؤون الاجتماعية وكانت الاخت نورية الحميضي مسؤولة عن بعض الشؤون الاجتماعية وشرحت لها القصة وقلت لها سأقابل المدير واطلب منه الحاق هؤلاء الايتام بدائرة الشؤون الاجتماعية او ان يبعدهم عن الامراض في المستشفى، وفعلا ساعدتني في مقابلة المدير حمد الرجيب - رحمه الله - وشرحت له القصة، وجمعنا مكان في العديلية بيت سالم العلي ونقلنا الايتام اليه واصبحت الشؤون مسؤولة عنهم واصبحت انا عضوا متطوعا في لجنة الايتام التابعة للشؤون الاجتماعية واستمريت معهم، وسمحنا بالتنبي من خلال بحث حالة طالب التبني وان يزور الباحث الاجتماعي الطفل المتبني ويتابع تغذيته وتعليمه، وان يسحب الطفل حال وجود قصور، وباتت الشؤون ترسل باحثين لمن يريد التبني.

«كونا» والعوائق النيابية

من انجازاتك العظيمة وكالة الانباء الكويتية فمن اين استقيت فكرتها؟

فكرة «كونا» كانت موجودة ولكنها اصطدمت ببعض العوائق النيابية، حيث اشترط النواب اشياء بعينها في سبيل الموافقة عليها، وكان مكلفاً بالفكرة الاخ احمد دشتي وبعد ان تركت «الصحة» اعطاني سمو الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد اجازة طويلة لاسباب سيكشف عنها كتابي وكلمني الشيخ جابر العلي وطلب مني انجاز فكرة وكالة الانباء وطلبت من سموه اعفائي بحجة ان هذه ليست شغلتي وكرر المحاولة ورفض الشيخ جابر العلي كلم المغفور له سمو الشيخ جابر الاحمد الذي كان وليا للعهد ورئيسا لمجلس الوزراء وكان سموه يعلم انني متقدم باستقالتي من الصحة فطلب مني تأسيس وكالة الانباء وقلت لسموه انني لا استطيع لان هذه ليست شغلتي فقال لي: لا تقدر وعندك الامكانية، واعطاني سموه محاضرة طويلة في الاعلام والدور الذي لعبه الاعلام في الحرب العالمية الثانية وطلبت منه مهلة لبعض الوقت حتى افكر في المسألة وبعد اربعة ايام اتصلت بـ د. عبدالحميد المشاري - رحمه الله - وحدد لي موعدا وذهبت لسموه وطلبت منه اعفائي وقال لي: انت تتهرب من واجبك الوطني؟ فقلت له: لا، فقال لابد ان تقبل الامر، فقلت لسموه اخشى يحدث خطأ فافشلكم، قال: لا اذا صار شيئاً خليه علي انا، وحدد المرسوم بتعيني وطلب منى جابر العلي ان يكون مكتبي عنده في الاعلام فقلت له لا انا متفق معك انت والشيخ جابر الاحمد الا اكون في وزارة الاعلام والا فكيف احافظ على استقلاليتها؟ فاذا بات موقعي في الوزارة فمعنى ذلك انها ستتبع «الاعلام» انا اتفقت مع الشيخ جابر - رحمه الله - ان تكون هيئة اعتبارية مستقلة وينص القانون على استقلاليتها وسألنا في الفتوى والتشريع واخرجنا قانونا ينص على ذلك، واجرنا مكانا وبدأنا الاتصالات وتعبت خلال الاشهر الستة الاولى لانني كنت اقرأ أي شىء يتعلق بالاعلام، وذهبت في زيارة لوكالة رويترز ووكالة فرانس برس والالمانية الى ان تشكلت لدي الفكرة، ثم زرت يونايتد برس واسوشيتدبرس، وخشيت من الاتفاق مع اي وكالة من الخمس الكبرى في العالم، لانها ستأكلني ولن يكون لي اسما، فبحثت عن وكالة متقدمة تكنولوجيا ومقبولة وهي وكالة «D.B.A» الالمانية وكان احمد دشتي وكيلا لي واتفقنا مع وكالة «D.B.A» ان تكون مشرفا ومستشارا لوكالة الانباء الكويتية حتى في خروجنا على الاخبار لا نخرج على خطوطهم بل على خطوط خاصة بنا، ونظير ذلك كنا ندفع لهم مبلغا من المال واتفقنا معهم لمدة سنة واستوعبنا المسألة وبدأنا البث الداخلي ثم الخارجي، وكان بالعربية اولاً ثم الانكليزية وواجهنا مشكلات كثيرة ولكننا تفاديناها.

وماذا عن لقاءاتك الرسمية ومن قابلت من الرؤساء؟

قابلت العديد من الرؤساء، منهم الرئيس المصري حسني مبارك، كلارسكي وايضا الرئيس الجزائري ولكن لقائي مع صدام حسين كان الاكثر سخونة، قابلت صدام حسين في مدينة فاس في المغرب فكان هناك مؤتمر قمة وكنت بصحبة سمو الامير وكان معنا رؤساء تحرير الصحف وطلبنا مقابلة صدام حسين، ومن طباعي انني حينما اكون مع اخرين لا اتحدث حتى لا احرق اسئلة رؤساء تحرير الصحف بل دائما ما اكون اخر المتحدثين، وطرح رؤساء التحرير اسئلة كثيرة على صدام وكما تعرف انه كان «يمركس» اللغة العربية بمصطلحات شعبية وحينما انتهت اسئلة رؤساء التحرير قلت له عندي سؤال وارجو ان توسع لي صدرك، وهو: لماذا وسائل الاعلام العراقية لا تذكر الا صدام والا يوجد في العراق غير صدام؟ حينما سمع السؤال «كش» فهو يعرفني لانني قابلته من قبل مرتين وكان معه طارق عزيز وطه ياسين رمضان وسعدون حمادي، فسأل طارق قائلا: هذا الشخص نسيت اسمه، فقال له: فلان، قال: تذكرت، واجاب قائلا: لم اكن اريد ذكر اسمي ولكن ما العمل فحتى عندما كنت نائبا في

في احد الالوية ابان الحرب العراقية الايرانية وكنت ادخل احد البيوت اسأل عن العائلات واولادها كان النسوة يهتفن ويقلن اولادنا فداء لك يا صدام مو للعراق.. لصدام وكذلك حينما اذهب الى المدارس، بل وحتى بمروري في بغداد كانت تخرج المظاهرات لاستقبالي وكنت اطلب من مرافقي صباح ان يُفرق هذه المظاهرات لان الرئيس كان احمد حسن البكر وهذا هو صباح موجود ثم نادى عليه واستشهد به في هذه الرواية.. فعظم له صباح وقال نعم سيدي.

ثم قلت له: عندي تعليق آخر قال تفضل، وطلبت منه توسيع صدره والا يفهمني خطأ وقلت المتعارف عليه ان القائد او الرئيس او الزعيم خادم للشعب وليس الشعب خادماً له، قال ايه صدق! وظهرت عليه بوادر الضجر وانتهى النقاش وخرجنا و«قضبني» انا وقال لو عندك اي شيء اتصل بي تلفونياً والقيادة من خلفي وهم يسمعون.

ومتى تركت «كونا»؟ ولماذا؟

تركت كونا عام 1992 وانا لم اتركها من تلقاء نفسي ولكنهم فنشوني ولكن تفنيشة نظيفة، حينما حدثت انتخابات المجلس الوطني كنت في الوكالة ولم يكن هناك اقبال وانا شخصياً لم اكن مقتنعاً ولم ادل بصوتي وكذلك اولادي ومن امون عليهم، ووزعوا مندوبين على الدوائر وطلبوا الدقة والا يؤخذ احصاء الا من مندوب من وزارة العدل، حتى يكون هناك مصداقية وفي المساء ظهرت النتائج واتى بها المندوبون واطلعت على الاحصائيات ويبدو ان الحكومة غضبت من بث النتائج المنخفضة بهذه السرعة وصار لغط حتى اتصل بي حمد الجوعان الله يشفيه، وقال لي بوخالد حدث شيء، فقلت له لا قال سمعنا بعض الاخبار، وجاءني وقال سمعت انهم غاضبون وربما يعتقلونك! فقلت له وماذا فعلت انا وبعد لحظات اتصلت بي ابنتي معها وقالت صار عليك شيء؟ فقلت لها خير قالت يقولون انهم يعتقلونك عرفت ان هناك زعلاً بسبب بث الموضوع، احدى الصحف كتبت المانشيت «انني استقلت وحدث نوع من التشويش من قبل بعض الاخوان الله يسامحهم ثم خرج قرار من مجلس الوزراء بضرورة تقاعد من خدم لمدة 30 سنة وانا سافرت في اجازة للخارج ووقع الغزو الغاشم واكملت واجبي الوطني ومكثت في مكتب الوكالة في لندن وعرفت ان صدام سيصدر مرسوماً جمهورياً بحل وكالة الانباء الكويتية وفعلاً حلها، ولكن انا اعلنت وجودها من لندن، وانها موجودة في مكتبها الرئيس في لندن، واتصل بي سمو الشيخ ناصر المحمد وطلب مني التركيز على الوكالة.

الهلال الأحمر.. وجه الكويت الانساني

وماذا حدث بعد ان انتقلت إلى الهلال الأحمر؟

انا لم انتقل الى الهلال الاحمر بل انني من مؤسسيه، وبعد ان تركت «كونا» ركزت نشاطي عليه، وكان رئيسه العم عبدالعزيز الصقر وكان معنا محمد النصف ومجموعة من رجالات الكويت، وفي البداية اخُترت نائباً للرئيس وبعد ان عُين عبدالرحمن العوضي وزيراً تنازل لي عن منصبه كأمين للجمعية فاصبحت اميناً وبات هو نائب لي وظللت الى ان تقاعد العم عبدالعزيز وتسلمت رئاسة الجمعية.

والجمعية هي اصل المظاهر الحضارية الانسانية لدولة الكويت، وانا اعتز بهذه المؤسسة ومستعد لبذل كل ما املك من قوة في سبيل هذه الجمعية، والحمد لله الحكومة تساندنا وسمو الأمير لا يدخر وسعاً في دعمنا، وسموه كان متبنياً للجمعية وقت ان كان وزيراً للخارجية والحمد لله نفتخر بعملنا.

مما تنزعج في الحياة؟

احب الوفاء، ويضايقني من ينكر المعروف فانا لا انسى فضل اي انسان عليّ من باب الوفاء، فاذا ما فقد الانسان هذه الخصلة فبالتأكيد سيكون امره مؤلماً.

وارجع بحنيني مرة اخرى للماضي، ومع عظيم تقديري لمن هم موجودون الآن الا ان رجالات الماضي كانت لهم مواقف مشرفة وكانوا يتمتعون بالجرأة ويدافعون عن مصالح الكويت الحقيقية، فكانوا يقابلون حكام الكويت ويبدون ما لديهم من ملاحظات، فكانوا يضعونهم في الصورة اولاً باول ولكن هذه النوعية من الرجال وللاسف غير موجودة الآن، وان كان البعض الان يريدون الحديث الا انهم خائفون على مصالحهم الشخصية، والآن نحن في محنة الحكومة واقعة تحت ارهاب المجلس واعضاء المجلس واقعون تحت ارهاب الناخبين والمتضرر في النهاية هو الكويت، نريد احد يتحدث عن مصلحة الكويت وخصوصاً موقعها الجغرافي والاضطرابات المحيطة بها، فالكويت تتطلب تضافر جهود جميع ابناءها صغاراً وكباراً وان ننظم حقوقنا الداخلية لمصلحة الكويت.

وماذا عن أمية المتعلمين؟

فيما قبل كانت الامية هي من لا يقرأ ولا يكتب، وكانت منتشرة وكان العالم اجمع يحاربها ولاسيما الدول النامية ولكن الان باتت هناك امية لدى المتعلمين، البعض يحصلون على اعلى الشهادات العلمية الا انهم اميون وهو ما يتضح جلياً حال وضعهم على المحك، وانا اعلم ان هناك مسببات لهذا الموضوع منها ضعف المناهج التعليمية وكثرة اعداد التلاميذ في الصفوف الدراسية مع وجود مُحاضر واحد يصعب تركيزه على جميع الطلبة وبالتالي سيكون المنُتج ليس على المستوى المطلوب.

وماذا عن حياتك العائلية؟

الحمد لله اعيش مع اولادي في جو من الحرية والديموقراطية يقولون ما يشاءون ويقدرون طبيعة عملي ولكنهم احياناً يوجهون لي بعض اللوم بخصوص التأخير عن الطعام ونحو ذلك وانا اعذرهم ولكنني مهتم بهم، وتربطنا عاطفة شديدة، وليست هناك حواجز بيننا، ينتقدونني واتقبل حكمهم وفي المقابل يستمعون الى توجيهاتي لهم.

وماذا عن ابنائك؟

خالد يعمل معي في الشركة مديراً ادارياً ومحمد يعمل في ديوان المحاسبة وضاري يعمل معي مهندساً في الشركة، ومها اكبر بناتي وهي امين عام في نادي الخريجين وامينة في جمعية حقوق الانسان ومهتمة بهذا الجانب.

وماذا عن الاحفاد؟

بيننا معارك واحياناً يمتحنوني في التلفونات لانني لا اعرف ارسل «مسج» فيأتي احدهم يعلمني واحياناً يقول لي انت ما تفهم لانني لا استوعب الالعاب الموجودة في التلفون.

ومن هم الاحفاد؟

فهد وزيد، وزيد مهتم بالسيارات مع ان عمره لا يتجاوز سبع سنوات، وسحر متزوجة ولديها اولاد وفهد الآن في الثانوية ومتميز وجميعهم والحمد لله متميزون.


http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2010/08/23/3f71e200-e18e-403d-a62f-96185be3b3d0_main.jpg


.. ومشاركاً في أحد الاجتماعات


http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2010/08/23/c3fef51e-fb9c-4706-bd65-6c41edbe5e6a_main.jpg

.. ومكرماً من الصليب الأحمر


http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2010/08/23/226177_3_main.JPGالاعلامي بدر بورسلي

تشكرات
11-05-2011, 03:46 PM
صح لسانك يالبرجس

كله كبت في كبت