المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المشروع العربي المضاد الذي يساوي بين ايران واسرائيل



لطيفة
08-23-2010, 05:06 PM
http://www.asriran.com/files/ar/news/2010/8/23/22136_245.jpg


ان المشروع الذي يساوي بين ايران واسرائيل ، ليس يعتبر مشروعا مناهضا لايران وحدها فحسب بل يعد خيانة للعرب انفسهم ، لانه ومن خلال ايجاد الثغرة والشرخ في الجبهة المناهضة

للصهيونية، فسيكون بوسع اسرائيل ترسيخ هيمنتها على العالم العربي. في حين ان ايران بوصفها القوة الاقليمية التي تركز على الدوام على التقارب الاسلامي تملك قابلية ان تكون ثقل التوازن في المنطقة وهذا التوازن ، سيجعل الجبهة الاسلامية – العربية تتنفس الصعداء ويحول دون ان تحقق اسرائيل اهدافها التوسيعة.


عصر ايران

1- تم احتلال فلسطين، وتاسست اسرائيل وتشرد ملايين العرب. واضافة الى فلسطين احتلت اجزاء واسعة من الاراضي العربية على يد الصهاينة.

وتكبد العرب خلال عدة حروب مضنية، هزائم مهلكة على يد الجيش الاسرائيلي.

وثار الراي العام العربي والاسلامي ضد اسرائيل وترسخت في الادبيات السياسية بالعالم العربي والاسلامي فكرة ان الصهيونية تعد اكبر واكثر الاخطار المحدقة بالعرب والمسلمين.

2- وكانت ايران ما قبل انتصار الثورة الاسلامية عام 1979 ، تقيم علاقات حسنة مع اسرائيل، ومع انتصار الثورة الاسلامية انضمت الجمهورية الاسلامية الى الجبهة الاسلامية المناهضة لاسرائيل واصبحت في فترة زمنية وجيزة تقف في الخط الامامي لمواجهة الصهيونية.

وهذا الخيار فرض بطبيعة الحال اثمانا مادية ومعنوية باهظة على ايران ، الا ان مواجهة الصهيونية ودعم الجبهة المناهضة لاسرائيل لاسيما في فلسطين ولبنان، بقيت كاستراتيجية تاريخية على جدول الاعمال.

3- وبالضبط عندما دخلت ايران مع غالبية الجماهير غير العربية ، ساحة النضال العملي والحقيقي ضد اسرائيل،
تخلى قادة بعض الدول العربية الذين كانوا حتى الامس يقفون في مواجهة اسرائيل، عن النضال. ففي مصر، حدثت اتفاقية "كامب ديفيد" ومن ثم رفع الاردن وبعده بعض الدول العربية في افريقيا ومنطقة الخليج الفارسي و... الراية البيضاء امام اسرائيل.

وتم افتتاح مكاتب التمثيل الدبلوماسي الاسرائيلي في بعض هذه الدول العربية ووصل حجم التبادل الاقتصادي بين الجانبين الى مليارات الدولارات.

4- الا ان الشعوب العربية وعلى النقيض من قادتها المنفعلين، لا تريد التخلي عن اخوانهم واخواتهم العرب والمسلمين في الاراضي المحتلة وتركهم يواجهون مصيرهم لمفردهم.

ان هذه الشعوب وفي خضم صمت وعجز قادتهم العرب ، تسمع صوت ايران ، وترى خطواتها التي اتخذتها من اجل فلسطين ولتحرير قبلة المسلمين الاولى من براثن الاحتلال الصهيوني.

وينتاب القادة العرب شعور بالخوف والقلق من ايجاد التضامن الاسلامي الجديد ومحوره ايران الاسلامية. كما ان اسرائيل التي تخلصت للتو من القادة العرب، تصبح غاضبة من تبوؤ ايران مركز الريادة في الجبهة المعادية لاسرائيل.

واميركا التي هي بصدد عزل ايران، قلقة لانها ترى ان الصحوة الاسلامية انبثقت من ايران وان انظار شعوب الدول العربية متجهة نحو ايران.

يجب اذن التوصل الى حل! وتتبادل اميركا واسرائيل وبعض القادة العرب الراي. يجب جعل ايران منبوذة من وجهة نظر الشعوب العربية، كيف؟ الجواب لدى الاستراتيجيين الامريكيين : "ان اسرائيل تعتبر الاكثر كراهية في العالم لدى العرب والاخطر عليهم ؛ ويكفي ان يتم مقارنة اي دولة بهذه الظاهرة المقيتة ، لكي تنتقل الكراهية لاسرائيل اليها، ويتبلور بذلك مشروع جعل ايران رديفا لاسرائيل في الاعلام الغربي وبعض وسائل الاعلام العربية".

ويحصل هذا في حين ان ايران واسرائيل هم الد اعداء احدهما الاخر. ويحاول الاعلام التابع لهذا التيار في الوقت الحاضر الايحاء بان ايران تشكل خطرا على العرب مثلما تعتبر اسرائيل خطرا محدقا على العرب!

ان المشروع الذي يساوي بين ايران واسرائيل ، ليس يعتبر مشروعا مناهضا لايران وحدها فحسب بل يعد خيانة للعرب انفسهم ، لانه ومن خلال ايجاد الثغرة والشرخ في الجبهة المناهضة للصهيونية، فسيكون بوسع اسرائيل ترسيخ هيمنتها على العالم العربي. في حين ان ايران بوصفها القوة الاقليمية التي تركز على الدوام على التقارب الاسلامي تملك قابلية ان تكون ثقل التوازن في المنطقة وهذا التوازن ، سيجعل الجبهة الاسلامية – العربية تتنفس الصعداء ويحول دون ان تحقق اسرائيل اهدافها التوسيعة.

ان الذين يصرون على جعل اسم ايران الاسلامية رديفا لاسرائيل الصهيونية ، هم بلا شك اما اصدقاء جهلة او اعداء متربصون.