الفتى الذهبي
08-23-2010, 01:15 AM
الجمعة، 20 أغسطس 2010
http://www.youm7.com/images/NewsPics/large/s1020091214425.jpg
سامح سيف اليزل
ريم عبد الحميد - محمود محيى - إبراهيم بدوى
◄◄اللواء فؤاد حسين: أساليب الموساد واحدة جوازات سفر مزورة والعمل بالسياحة والبيزنس
◄◄ألبرتو فاجيلو ادعى إسلامه لمعرفة أسرار الصناعات الكيماوية فى الجزائر
◄◄«جوزلين باينى» تستخدم الزواج العرفى لتوطين اليهود المغاربة وشركات تدريب لحماية النفط بوابة الموساد للخليج
فتحت قنبلة الكشف عن ترحيل ليبيا الجاسوس الإسرائيلى رافائيل حداد الذى كان معتقلاً منذ شهر مارس الماضى فى طرابلس، الباب أمام تساؤلات عن أهداف أعمال الموساد السرية فى العديد من الدول العربية، خاصة دول شمال أفريقيا والخليج العربى البعيدة عن الصراع العربى الإسرائيلى حاليا، خاصة أن الجاسوس كان يلتقط مجرد صور لمبان يهودية تاريخية.
الخبراء أكدوا أن الموساد قام بتغيير إستراتيجيته تجاه بعض الدول العربية باختراقها بالجواسيس من الداخل والخارج وعبر المندوبين والعملاء الأجانب، وهو ما يؤكده اللواء سامح سيف اليزل، الخبير الإستراتيجى، أن المخابرات الإسرائيلية لا تكف عن تجنيد عملاء لها بكل الدول فى إطار يحكم سياسة الموساد التى تتخذ من جمع المعلومات مهمة رئيسية ودائمة، ولا تفرق المخابرات الإسرائيلية فى هذا الاتجاه بين الدول الحدودية أو غير الحدودية، لأن الأساس هو جمع المعلومات، ويفسر ذلك الكشف عن بعض العملاء فى بلاد المغرب العربى البعيد نوعا ما عن الصراع العربى الإسرائيلى المباشر، مشيرا إلى أن ما حدث فى ليبيا مؤخرا ما هو إلا إحدى المحاولات المستمرة للموساد للحصول على المعلومات التى تختلف أهميتها باختلاف التوقيت ومجريات الأحداث سواء كانت تلك المعلومات عسكرية أواقتصادية أو سياسية أو حتى اجتماعية.
ويتفق مع ماذكره اليزل اللواء فؤاد حسين، الخبير الإستراتيجى فى مكافحة التجسس سابقا، مؤكدا أن تجنيد الموساد لعملاء فى الخليج سهّل عملية اغتيال محمود المبحوح والامتداد إلى مناطق أخرى كالمغرب العربى رغم خروج المنظمات الفلسطينية منها، وتقوم به قطاعات متخصصة داخل الموساد ومن أهدافها جمع المعلومات عن الدول العربية لإحداث الوقيعة بينها وبث الخلافات والمشاكل الحدودية، لكن الجديد الذى يؤكده اللواء حسين استخدام العملاء أساليب مكررة فى المنطقة العربية مثل جوازات السفر المزورة.
ويشير اللواء حسين إلى قضية جاسوس الجزائر لمعرفة معلومات عن مناطق استخراج النفط مثلا، وهو أمر قد يتكرر فى دول كالسودان حديثة العهد بالبترول.
كان الجاسوس رافائيل حداد، عميل الموساد الذى يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والتونسية، قد وصل إلى تونس قادماً من إسطنبول، ومنها توجه إلى ليبيا، حيث قام بجولة فى عدة مدن ليبية هى طرابلس وبنغازى ودرنة، وقام خلال جولته بالتقاط صور لمبان يهودية قديمة فى ليبيا، لحساب مؤسسة يهودية تاريخية مقرها فى إسرائيل، بزعم السياحة، لكن بحثه عن وثائق داخل المبانى التاريخية لليهود جعل السلطات الليبية تشك فيه وتقوم باعتقاله، واتضح خلال التحقيقات معه أنه مكلف من قبل غطاء للموساد يسمى مركز شالوم لتوثيق التراث اليهودى فى العالم، وكان من المقرر إحالته إلى المحاكمة، لكن تدخل وسيط أوروبى أدى إلى ترحيله من طرابلس إلى فيينا، وفقا لما ذكرته المصادر ذاتها.
التحقيقات كشفت أيضا أن حداد تلقى معلومات استخباراتية بأن ليبيا لا تسمح بدخول الإسرائيليين إلى أراضيها عادة، فاستخدم جواز سفره التونسى لدخول البلاد، وهو ما اكتشفته ليبيا لاحقاً.
وكانت عملية إطلاق سراح حداد قد استحوذت على مساحات كبيرة من وسائل الإعلام العالمية والإسرائيلية، فقد ذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية أنه جرى إطلاق سراح «حداد» عبر جهود بذلها وزير الخارجية الإسرائيلى، أفيجدور ليبرمان، من خلال علاقات تربطه بالملياردير اليهودى النمساوى مارتن شلاف الذى يرتبط بعلاقات تجارية فى الجماهيرية.
وهناك رواية أخرى للوساطة بين تل أبيب وطرابلس كشفتها صحيفة يديعوت أحرونوت التى تقول إن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، اتصل بنظيره الإيطالى سيلفيو برلسكونى، فاستخدم الأخير ما له من رصيد إيجابى مع أصدقائه الليبيين، لكنه لم يفلح فى إقناع طرابلس بإطلاق سراحه، واستنجدت إسرائيل بالحكومة الفرنسية فتدخلت قدر الإمكان ولم تنجح أيضاً، ومثلها حاولت الولايات المتحدة الأمريكية ومعها منظمات مدنية أمريكية وأوروبية مقبولة النشاط من السلطات الليبية، ولكن من دون طائل، واستنجدت أيضاً بمكتب الرئيس التونسى زين العابدين بن على، فحاول ولم ينجح.
من أشهر عملاء الموساد بالجزائر ما تم الكشف عنه مؤخرا فى نهاية شهر مارس الماضى عندما كشفت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية عن القبض على عميل للموساد الإسرائيلى يحمل جواز سفر إسبانياً مزورا بالجزائر.
وكانت مصادر جزائرية قد صرحت بأن عميل الموساد دخل الجزائر منتحلا شخصية مزيفة لشخص إسبانى يدعى ألبرتو فاجيلو، يبلغ من العمر 35 عاما, وقضى 10 أيام فى البلاد قبل اعتقاله، مشيرة إلى أن عميل الموساد حصل على تأشيرة دخول البلاد من خلال إحدى السفارات الأوروبية قبل توجهه إلى الجزائر عبر برشلونة.
وكان الجاسوس متقنا للغة العربية ويتردد بكثرة على الأحياء الشعبية ويدعى أنه مسلم، وقد كان يؤدى الصلاة جماعة فى مسجد بلال ابن رباح بالمدينة ويجلس مع العامة فى المقاهى، ويظهر بملامح عربية، بهدف جمع بيانات دقيقة عن النمو الصناعى للجزائر، خاصة الصناعات الكيماوية ومشتقات البترول.
يختلف شكل التجسس الإسرائيلى فى المغرب عن غيره من باقى الدول العربية، حيث اعتمد الموساد على تجنيد فتيات مغربيات سواء كن يهوديات أو مسلمات، فبحسب المعلومات الواردة فى تقارير وخواطر عميلة الموساد جوزلين باينى، عملت المخابرات الإسرائيلية على هيكلة مجموعة بالمغرب ضمنها فتيات مغربيات جميلات، من عائلات مغربية، مسلمات المولد والتربية والعقيدة، وقد لعبت هذه المجموعة دورا كبيرا فى استغلال الزواج العرفى أو زواج المتعة لاصطياد شخصيات عربية ذات ثقل، خاصة من دول الخليج.
وكانت هذه المجموعة تستغل الزواج العرفى أيضاً فى تهجير فتيات صغيرات السن وبيعهن لشبكات الدعارة بالخارج بعد اختيار بعضهن للعمل لصالح الموساد دون أن يدرين بذلك.
وقد نشطت مجموعة المغرب فى جلب بعض الفتيات المغربيات وكان من بين هؤلاء واحدة تسمى «نبيلة. ف» التى كانت مهمتها مراقبة الأجانب القادمين إلى المغرب، لاسيما من يظن الموساد أنه يشكل خطراً على إسرائيل، وكان من بين مهامها أيضا الاقتراب من الأمريكيين من أصل عربى ممن يدعمون جهود السلام بالشرق الأوسط فى الإدارة الأمريكية، وكانت «نبيلة. ف» تقدم نفسها كعميلة لمخابرات الإمارات العربية، وسبق لهذه المجموعة أن عملت فى بانكوك وتايلندا فى إطار مراقبة بعض الشخصيات الأمريكية من أصل عربى.
واستغل الموساد «نبيلة. ف» فى جلب جملة من المغربيات إلى إسرائيل لممارسة الدعارة، ومن ضحاياها «وداد. أ» التى تم إدماجها ضمن مجموعة من العاهرات ترصد خطوات الشخصيات المهمة بأوروبا.
غطاء جديد لعمل الموساد فى الخليج العربى المفتوح اقتصاديا على العالم وهو شركات خاصة لأمن المنشآت النفطية والاستثمارية الكبرى.
وهو ما كشفت عنه صحيفة يديعوت أحرونوت، الإسرائيلية فى تقرير يشير إلى وجود عشرات من ضباط الاحتياط التابعين للجيش الإسرائيلى وعناصر من جهاز «الموساد» يعملون فى دول الخليج العربى، تحت مسمى «شركات خاصة للتدريب».
وأوضحت يديعوت أن ضباط الجيش وعملاء الموساد من خريجى الوحدات القتالية فى جهاز الأمن العام الداخلى «الشاباك» ووحدات الكوماندوز فى الجيش الإسرائيلى وتتراوح أعمارهم حول سن 25 عاماً.
وكانت قد نشرت الصحيفة صوراً لمدربين إسرائيليين تحت أسماء أوروبية وغربية مستعارة مثل ألمانيا وأيرلندا وكذلك أسماء أسترالية، خشية انكشاف هويتهم الإسرائيلية وتعريض حياتهم للخطر، وتكمن مهمة شركة التدريب الأساسية فى تدريب عناصر للجيش من دول الخليج فى وحدات خاصة للعديد من المهام، منها طرق حماية آبار النفط، والمنتشرة فى جميع أنحاء الخليج العربى، وإعداد مجموعات لملاحقة من تصفهم بـ«الإرهابيين» وكيفية التعامل معهم، خاصة فى المناطق المأهولة بالسكان وعمليات المطاردة وجمع المعلومات، بالإضافة إلى تدريبات عسكرية على العديد من أنواع السلاح.
ولفتت الصحيفة إلى أن عناصر الموساد المنتشرة فى دول الخليج يحظر عليهم حمل جواز السفر تحت أى ظرف من الظروف، وكذلك يمنع عليهم استئجار سيارة ويتم نقلهم عبر سائقين، كذلك فإنهم يصلون إلى دول الخليج بعد تغيير على الأقل ثلاث طائرات وبالعادة يكون طريقهم عبر الأردن أو أنطاليا التركية.
وأضافت الصحيفة أن هذا المشروع «استمر على مدار عامين، من العام 2007 إلى العام 2009، وعاد إلى إسرائيل جميع الضباط وعناصر الموساد منذ ثلاثة شهور فقط بعد إنهاء عمليات التدريب».
ولم يقتصر عمل الشركة الإسرائيلية على التدريب العسكرى والأمنى، بل إن مالك الشركة يقيم ويدير شركته من إحدى الدول العربية، ووقع عقوداً مع دول خليجية لتزويدها بأجهزة رقابة أمنية متطورة تكنولوجياً مقابل مبالغ مالية باهظة.
ظهرت السودان على أجندة الموساد الإسرائيلى منذ تولى جبهة الإنقاذ الحكم برئاسة المشير عمر البشير لتحالفها مع حركات إسلامية فى الداخل والخارج. خاصة حماس وحزب الله ومن ورائهما إيران.
وكشفت عملية ضرب إسرائيل قافلة تضم مدنيين فى السودان بحجة تهريب أسلحة إلى غزة عن وجود عملاء للموساد على الأراضى السودانية.
وكان العامل الاستخبارى هو اللاعب الأكبر فى هذه العملية، فعملية بهذا الحجم وبهذه الخطورة لا يمكن لتل أبيب أن تقدم عليها دون تخطيط عميق ومعلومات استخبارية دقيقة من الأرض، حيث تعد المعلومات المخابراتية هى المحرك الرئيس للقيام بأى عمل مشابه، وكان السودان قد شكل فى الفترة الأخيرة بيئة لأجهزة استخبارية عالمية عديدة تحت غطاء أسماء شركات ومنظمات إغاثة، ولذلك قامت حكومة السودان مؤخرا بعد قرار اعتقال البشير بطرد العديد من هذه المنظمات.
وشكلت السودان بيئة خصبة أيضا للعمل الاستخبارى الإسرائيلى لموقعها الجغرافى الإستراتيجى المطل على البحر الأحمر، والذى يعتبر المنفذ الإستراتيجى لإسرائيل، كما أن السودان تشكل الساحة الخلفية لمصر والعمق الأمنى لها، ولأجل هذا أصبحت السودان هدفا لعمليات الموساد بهدف استغلالها فى تهديد الأمن القومى المصرى والسيطرة على منابع النيل بهدف الضغط عليها وحماية الأمن القومى الإسرائيلى والسيطرة على البحر الأحمر والتحكم فى الحركة هناك.
http://www.youm7.com/images/NewsPics/large/s1020091214425.jpg
سامح سيف اليزل
ريم عبد الحميد - محمود محيى - إبراهيم بدوى
◄◄اللواء فؤاد حسين: أساليب الموساد واحدة جوازات سفر مزورة والعمل بالسياحة والبيزنس
◄◄ألبرتو فاجيلو ادعى إسلامه لمعرفة أسرار الصناعات الكيماوية فى الجزائر
◄◄«جوزلين باينى» تستخدم الزواج العرفى لتوطين اليهود المغاربة وشركات تدريب لحماية النفط بوابة الموساد للخليج
فتحت قنبلة الكشف عن ترحيل ليبيا الجاسوس الإسرائيلى رافائيل حداد الذى كان معتقلاً منذ شهر مارس الماضى فى طرابلس، الباب أمام تساؤلات عن أهداف أعمال الموساد السرية فى العديد من الدول العربية، خاصة دول شمال أفريقيا والخليج العربى البعيدة عن الصراع العربى الإسرائيلى حاليا، خاصة أن الجاسوس كان يلتقط مجرد صور لمبان يهودية تاريخية.
الخبراء أكدوا أن الموساد قام بتغيير إستراتيجيته تجاه بعض الدول العربية باختراقها بالجواسيس من الداخل والخارج وعبر المندوبين والعملاء الأجانب، وهو ما يؤكده اللواء سامح سيف اليزل، الخبير الإستراتيجى، أن المخابرات الإسرائيلية لا تكف عن تجنيد عملاء لها بكل الدول فى إطار يحكم سياسة الموساد التى تتخذ من جمع المعلومات مهمة رئيسية ودائمة، ولا تفرق المخابرات الإسرائيلية فى هذا الاتجاه بين الدول الحدودية أو غير الحدودية، لأن الأساس هو جمع المعلومات، ويفسر ذلك الكشف عن بعض العملاء فى بلاد المغرب العربى البعيد نوعا ما عن الصراع العربى الإسرائيلى المباشر، مشيرا إلى أن ما حدث فى ليبيا مؤخرا ما هو إلا إحدى المحاولات المستمرة للموساد للحصول على المعلومات التى تختلف أهميتها باختلاف التوقيت ومجريات الأحداث سواء كانت تلك المعلومات عسكرية أواقتصادية أو سياسية أو حتى اجتماعية.
ويتفق مع ماذكره اليزل اللواء فؤاد حسين، الخبير الإستراتيجى فى مكافحة التجسس سابقا، مؤكدا أن تجنيد الموساد لعملاء فى الخليج سهّل عملية اغتيال محمود المبحوح والامتداد إلى مناطق أخرى كالمغرب العربى رغم خروج المنظمات الفلسطينية منها، وتقوم به قطاعات متخصصة داخل الموساد ومن أهدافها جمع المعلومات عن الدول العربية لإحداث الوقيعة بينها وبث الخلافات والمشاكل الحدودية، لكن الجديد الذى يؤكده اللواء حسين استخدام العملاء أساليب مكررة فى المنطقة العربية مثل جوازات السفر المزورة.
ويشير اللواء حسين إلى قضية جاسوس الجزائر لمعرفة معلومات عن مناطق استخراج النفط مثلا، وهو أمر قد يتكرر فى دول كالسودان حديثة العهد بالبترول.
كان الجاسوس رافائيل حداد، عميل الموساد الذى يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والتونسية، قد وصل إلى تونس قادماً من إسطنبول، ومنها توجه إلى ليبيا، حيث قام بجولة فى عدة مدن ليبية هى طرابلس وبنغازى ودرنة، وقام خلال جولته بالتقاط صور لمبان يهودية قديمة فى ليبيا، لحساب مؤسسة يهودية تاريخية مقرها فى إسرائيل، بزعم السياحة، لكن بحثه عن وثائق داخل المبانى التاريخية لليهود جعل السلطات الليبية تشك فيه وتقوم باعتقاله، واتضح خلال التحقيقات معه أنه مكلف من قبل غطاء للموساد يسمى مركز شالوم لتوثيق التراث اليهودى فى العالم، وكان من المقرر إحالته إلى المحاكمة، لكن تدخل وسيط أوروبى أدى إلى ترحيله من طرابلس إلى فيينا، وفقا لما ذكرته المصادر ذاتها.
التحقيقات كشفت أيضا أن حداد تلقى معلومات استخباراتية بأن ليبيا لا تسمح بدخول الإسرائيليين إلى أراضيها عادة، فاستخدم جواز سفره التونسى لدخول البلاد، وهو ما اكتشفته ليبيا لاحقاً.
وكانت عملية إطلاق سراح حداد قد استحوذت على مساحات كبيرة من وسائل الإعلام العالمية والإسرائيلية، فقد ذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية أنه جرى إطلاق سراح «حداد» عبر جهود بذلها وزير الخارجية الإسرائيلى، أفيجدور ليبرمان، من خلال علاقات تربطه بالملياردير اليهودى النمساوى مارتن شلاف الذى يرتبط بعلاقات تجارية فى الجماهيرية.
وهناك رواية أخرى للوساطة بين تل أبيب وطرابلس كشفتها صحيفة يديعوت أحرونوت التى تقول إن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، اتصل بنظيره الإيطالى سيلفيو برلسكونى، فاستخدم الأخير ما له من رصيد إيجابى مع أصدقائه الليبيين، لكنه لم يفلح فى إقناع طرابلس بإطلاق سراحه، واستنجدت إسرائيل بالحكومة الفرنسية فتدخلت قدر الإمكان ولم تنجح أيضاً، ومثلها حاولت الولايات المتحدة الأمريكية ومعها منظمات مدنية أمريكية وأوروبية مقبولة النشاط من السلطات الليبية، ولكن من دون طائل، واستنجدت أيضاً بمكتب الرئيس التونسى زين العابدين بن على، فحاول ولم ينجح.
من أشهر عملاء الموساد بالجزائر ما تم الكشف عنه مؤخرا فى نهاية شهر مارس الماضى عندما كشفت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية عن القبض على عميل للموساد الإسرائيلى يحمل جواز سفر إسبانياً مزورا بالجزائر.
وكانت مصادر جزائرية قد صرحت بأن عميل الموساد دخل الجزائر منتحلا شخصية مزيفة لشخص إسبانى يدعى ألبرتو فاجيلو، يبلغ من العمر 35 عاما, وقضى 10 أيام فى البلاد قبل اعتقاله، مشيرة إلى أن عميل الموساد حصل على تأشيرة دخول البلاد من خلال إحدى السفارات الأوروبية قبل توجهه إلى الجزائر عبر برشلونة.
وكان الجاسوس متقنا للغة العربية ويتردد بكثرة على الأحياء الشعبية ويدعى أنه مسلم، وقد كان يؤدى الصلاة جماعة فى مسجد بلال ابن رباح بالمدينة ويجلس مع العامة فى المقاهى، ويظهر بملامح عربية، بهدف جمع بيانات دقيقة عن النمو الصناعى للجزائر، خاصة الصناعات الكيماوية ومشتقات البترول.
يختلف شكل التجسس الإسرائيلى فى المغرب عن غيره من باقى الدول العربية، حيث اعتمد الموساد على تجنيد فتيات مغربيات سواء كن يهوديات أو مسلمات، فبحسب المعلومات الواردة فى تقارير وخواطر عميلة الموساد جوزلين باينى، عملت المخابرات الإسرائيلية على هيكلة مجموعة بالمغرب ضمنها فتيات مغربيات جميلات، من عائلات مغربية، مسلمات المولد والتربية والعقيدة، وقد لعبت هذه المجموعة دورا كبيرا فى استغلال الزواج العرفى أو زواج المتعة لاصطياد شخصيات عربية ذات ثقل، خاصة من دول الخليج.
وكانت هذه المجموعة تستغل الزواج العرفى أيضاً فى تهجير فتيات صغيرات السن وبيعهن لشبكات الدعارة بالخارج بعد اختيار بعضهن للعمل لصالح الموساد دون أن يدرين بذلك.
وقد نشطت مجموعة المغرب فى جلب بعض الفتيات المغربيات وكان من بين هؤلاء واحدة تسمى «نبيلة. ف» التى كانت مهمتها مراقبة الأجانب القادمين إلى المغرب، لاسيما من يظن الموساد أنه يشكل خطراً على إسرائيل، وكان من بين مهامها أيضا الاقتراب من الأمريكيين من أصل عربى ممن يدعمون جهود السلام بالشرق الأوسط فى الإدارة الأمريكية، وكانت «نبيلة. ف» تقدم نفسها كعميلة لمخابرات الإمارات العربية، وسبق لهذه المجموعة أن عملت فى بانكوك وتايلندا فى إطار مراقبة بعض الشخصيات الأمريكية من أصل عربى.
واستغل الموساد «نبيلة. ف» فى جلب جملة من المغربيات إلى إسرائيل لممارسة الدعارة، ومن ضحاياها «وداد. أ» التى تم إدماجها ضمن مجموعة من العاهرات ترصد خطوات الشخصيات المهمة بأوروبا.
غطاء جديد لعمل الموساد فى الخليج العربى المفتوح اقتصاديا على العالم وهو شركات خاصة لأمن المنشآت النفطية والاستثمارية الكبرى.
وهو ما كشفت عنه صحيفة يديعوت أحرونوت، الإسرائيلية فى تقرير يشير إلى وجود عشرات من ضباط الاحتياط التابعين للجيش الإسرائيلى وعناصر من جهاز «الموساد» يعملون فى دول الخليج العربى، تحت مسمى «شركات خاصة للتدريب».
وأوضحت يديعوت أن ضباط الجيش وعملاء الموساد من خريجى الوحدات القتالية فى جهاز الأمن العام الداخلى «الشاباك» ووحدات الكوماندوز فى الجيش الإسرائيلى وتتراوح أعمارهم حول سن 25 عاماً.
وكانت قد نشرت الصحيفة صوراً لمدربين إسرائيليين تحت أسماء أوروبية وغربية مستعارة مثل ألمانيا وأيرلندا وكذلك أسماء أسترالية، خشية انكشاف هويتهم الإسرائيلية وتعريض حياتهم للخطر، وتكمن مهمة شركة التدريب الأساسية فى تدريب عناصر للجيش من دول الخليج فى وحدات خاصة للعديد من المهام، منها طرق حماية آبار النفط، والمنتشرة فى جميع أنحاء الخليج العربى، وإعداد مجموعات لملاحقة من تصفهم بـ«الإرهابيين» وكيفية التعامل معهم، خاصة فى المناطق المأهولة بالسكان وعمليات المطاردة وجمع المعلومات، بالإضافة إلى تدريبات عسكرية على العديد من أنواع السلاح.
ولفتت الصحيفة إلى أن عناصر الموساد المنتشرة فى دول الخليج يحظر عليهم حمل جواز السفر تحت أى ظرف من الظروف، وكذلك يمنع عليهم استئجار سيارة ويتم نقلهم عبر سائقين، كذلك فإنهم يصلون إلى دول الخليج بعد تغيير على الأقل ثلاث طائرات وبالعادة يكون طريقهم عبر الأردن أو أنطاليا التركية.
وأضافت الصحيفة أن هذا المشروع «استمر على مدار عامين، من العام 2007 إلى العام 2009، وعاد إلى إسرائيل جميع الضباط وعناصر الموساد منذ ثلاثة شهور فقط بعد إنهاء عمليات التدريب».
ولم يقتصر عمل الشركة الإسرائيلية على التدريب العسكرى والأمنى، بل إن مالك الشركة يقيم ويدير شركته من إحدى الدول العربية، ووقع عقوداً مع دول خليجية لتزويدها بأجهزة رقابة أمنية متطورة تكنولوجياً مقابل مبالغ مالية باهظة.
ظهرت السودان على أجندة الموساد الإسرائيلى منذ تولى جبهة الإنقاذ الحكم برئاسة المشير عمر البشير لتحالفها مع حركات إسلامية فى الداخل والخارج. خاصة حماس وحزب الله ومن ورائهما إيران.
وكشفت عملية ضرب إسرائيل قافلة تضم مدنيين فى السودان بحجة تهريب أسلحة إلى غزة عن وجود عملاء للموساد على الأراضى السودانية.
وكان العامل الاستخبارى هو اللاعب الأكبر فى هذه العملية، فعملية بهذا الحجم وبهذه الخطورة لا يمكن لتل أبيب أن تقدم عليها دون تخطيط عميق ومعلومات استخبارية دقيقة من الأرض، حيث تعد المعلومات المخابراتية هى المحرك الرئيس للقيام بأى عمل مشابه، وكان السودان قد شكل فى الفترة الأخيرة بيئة لأجهزة استخبارية عالمية عديدة تحت غطاء أسماء شركات ومنظمات إغاثة، ولذلك قامت حكومة السودان مؤخرا بعد قرار اعتقال البشير بطرد العديد من هذه المنظمات.
وشكلت السودان بيئة خصبة أيضا للعمل الاستخبارى الإسرائيلى لموقعها الجغرافى الإستراتيجى المطل على البحر الأحمر، والذى يعتبر المنفذ الإستراتيجى لإسرائيل، كما أن السودان تشكل الساحة الخلفية لمصر والعمق الأمنى لها، ولأجل هذا أصبحت السودان هدفا لعمليات الموساد بهدف استغلالها فى تهديد الأمن القومى المصرى والسيطرة على منابع النيل بهدف الضغط عليها وحماية الأمن القومى الإسرائيلى والسيطرة على البحر الأحمر والتحكم فى الحركة هناك.