المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غوغل والبحث عن المستقبل عندما تطرح هواتفها مجانا لمنافسة آيفون



عباس الابيض
08-20-2010, 09:08 AM
Holman W.Jenkins,Jr - the Wall Street Journal


لقد حان اليوم الذي سيصبح فيه صندوق بحث غوغل خارج مركز حياتنا «أون لاين».

بالنسبة إلى البعض, كانت شركة غوغل تبدو شاحبة قليلاً في الآونة الأخيرة. وقد انخفض سعر أسهمها. وبينما كان يبدو أن كل شيء يسير كما تتمنى الشركة جاء جهاز 'آي فون' من أبل ليطلق موجة من نمو الشبكة العنكبوتية تجاوزت الى حد كبير صندوق التصفح والبحث لدى غوغل. وكان معنى ثورة أبل نهاية هيمنة غوغل الإعلانية على الشبكة 'الويب'.

لكن ذلك كان منذ ستة أشهر. وعندما جلست مجموعة من محرري وول ستريت جورنال أخيراً مع الرئيس التنفيذي لغوغل إريك شميت بدا أبعد ما يكون عن رجل تواجه شركته أزمة منتصف العمر, فضلا عن تلميحات التعرض للنهاية.

ويرجع سبب ذلك الى انه قبل يومين فقط اعلنت 'غوغل' تقديرات تقول إن 200000 من هواتف 'أندرويد' الذكية كان يتم تفعيلها يومياً, ويمثل ذلك عدداً مضاعفاً خلال ثلاثة أشهر فقط. ومنذ بداية السنة كانت هواتف 'أندرويد' تتفوق في المبيعات على 'آي فون' بنسبة كبيرة, ويبدو أنها ستتجاوز 'أبل' في حصة السوق الدولي.

صحيح أن 'أبل' تبيع هواتفها بهوامش مغرية ومترفة, بينما تقدم غوغل 'أندرويد' مجاناً لصناع الهاتف المركب، ولكن ذلك لا يدعو الى القلق حسب رأي 'شميت' الذي يقول إن 'مليار شخص يقومون بعمل ما, وتوجد عدة طرق لكسب المال, وصدقوني نحن سنجني الكثير من المال لقاء هذا'.

ويضيف السيد شميت: في مجال التقنية بصورة عامة, إذا كنت تملك منصة ذات قيمة فإن بوسعك تحقيق أرباح منها. وعلى سبيل المثال فإن غوغل مضطرة إلى مشاطرة أبل عوائد البحث المتولدة من مستخدمي 'آي فون'. أما في 'أندرويد' فإن غوغل تحتفظ بـ 100 في المئة. وذلك الفارق وحده, يقول 'شميت', هو أكثر من كاف لتسديد تكلفة تطوير 'أندرويد' المتواصلة.

وسيأتي عما قريب 'كروم او اس' الذي تأمل غوغل أن يفعل في الجداول ما يفعله 'أندرويد' في الهواتف الذكية. أي إعطاء غوغل حصة متحكمة في المستقبل، ويترك في هذه الحال ميكروسوفت في الحضيض.

هل سيكون ذلك كله على هذا القدر من السهولة؟ لقد انخفض سعر سهم غوغل بحوالي 150 دولاراً منذ بداية السنة. وبدأ نقاد المال طرح أسئلة مشككة وهم يستغربون لمَ لا تقدم المزيد من الأموال النقدية الضخمة لديها الى المساهمين على شكل إعادة شراء وأرباح. ويشك البعض في أن ذلك الإغراء كله قد يشجع فقط السيد شميت إضافة الى المؤسسين سيرجي برين ولاري بيج على المضي في أفكار تحايل لا تجدي نفعاً. وقد وصفت مجلة فورتشن أخيراً غوغل بـ'بقرة النقد'.

ولكن السيد شميت يرى أن التحدي الحقيقي لم يخطر بعد على بال معظم المستثمرين: كيف يمكن الحفاظ على امتياز غوغل في إعلانات الشبكة العنكبوتية التي تمثل مصدراً لكل أرباحها تقريباً، عندما يصبح 'البحث' قديم الطراز.

لقد حان اليوم الذي سيصبح فيه صندوق بحث غوغل خارج مركز حياتنا 'اون لاين'. وماذا عندئذ؟ ويقر السيد شميت بأننا 'نحاول معرفة ماهية مستقبل البحث. وأنا أعني ذلك بطريقة ايجابية. ونحن مازلنا سعداء لاستمرارنا في البحث. ولكن ثمة فكرة واحدة تقول إن المزيد والمزيد من الأبحاث تجري نيابة عنك وبدون أن تتكبد أي عناء. وأنا أظن أن معظم الناس لا يريدون من غوغل الإجابة عن أسئلتهم, بل أن يقول لهم ما يتعين عليهم عمله في الخطوة التالية'.

ويضيف السيد شميت أن جيلاً من الأجهزة القوية المحمولة باليد ستدخل الخدمة عما قريب, وهي قادرة على إدهاشك بمعلومات لم تكن تعلم أنك تريد معرفتها 'والشيء الذي يجعل الصحف مشوقة جداً يمكن توفيره الآن. ونحن في حقيقة الأمر نستطيع تقديمه بصورة إلكترونية'.

من الواضح أن السيد شميت يركز على جمهوره, الذي يتكون اليوم من مجموعات مكرسة ومتعلقة بالصحف. وهو يتحدث بنبرة تحسر حول 'الكارثة الاقتصادية المتمثلة في الصحيفة الأميركية'. كما أكد لنا انه في الطوفان المقبل ستكون الماركات الموثوقة أكثر أهمية من أي وقت مضى. ويضيف أن من غير المعروف ما إذا كانت الماركة الرابحة ستبرز من بين مجموعات جديدة أو موجودة في الوقت الراهن. غير أن شركة غوغل تريد المراهنة على شيء واحد وهو: إن الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها حل مشكلة عدم وجود كميات كافية من العوائد لأجل جمع الأخبار تتمثل في زيادة الدخل المالي, والطريقة الوحيدة التي أعرف لتحقيق ذلك تتمثل في الإعلانات المستهدفة. ذلك هو عملنا.

إن السيد شميت يؤمن بقضية الإعلان المستهدف لأنه, ببساطة, يؤمن في أي شيء مستهدف. 'إن قوة الاستهداف الفردي– التقنية- ستكون جيدة تماماً وسيكون من الصعب بالنسبة الى الناس مشاهدة أو استهلاك أشياء لم يتم تصميمها لهم بصورة ما'.

وينطوي ذلك على قدر من الخوف عندما تفكر فيه. ولكن بالنسبة الى المستثمرين ورؤساء الشركات فإن السؤال المهم يتمثل, بالطبع, في نوع الشركات التي ستسيطر على تلك الفرص. قد تعتبر شركة غوغل نفسها صديقة ومساعدة لوسائل الإعلام, ولكنها ترى نفسها أيضاً مسيطرة على المعلومات المستهدفة. ويقول السيد شميت: 'عندما تنتقل من صندوق البحث الى المرحلة التالية من غوغل أنت تريد الانتقال من مرحلة ما قمت بطباعته الى مرحلة ما كنت قصدته. وذلك بشكل أساسي دور 'المعلومات السرية الاصطناعية'. وأنا أظن أننا سنكون الشركة الرائدة في العالم في هذا الميدان مدة طويلة'.

ولكن الشركة في هذه الأثناء تواجه عقبات قانونية وتنظيمية وسياسية تزداد بصورة مستمرة. وجدال حياد الشبكة الذي قادته غوغل تعرض لانعطاف مفاجئ دفع العديد من حلفائها السابقين في قطاع 'المصلحة العامة' الى اتهامها بالخيانة.

والسؤال الآن هو عن مستقبل لاسلكية الإنترنت في الوقت الراهن. ويمثل هذا الجانب الأساس الراسخ للشراكة بين غوغل و'فيريزون' والمبنية على تطوير برامج 'أندرويد' لدى غوغل. غير أن غوغل انفصلت عن حلفائها وتجرأت على التحدث عن الجوانب غير العملية من حياد الشبكة على شبكات الجوال حيث من المحتمل أن يتجاوز الطلب حدود الاستطاعة في المستقبل المنظور.

وإذا كانت هذه المسألة لن توشك على أن تتحول الى مشكلة سياسية بالنسبة الى الشركة فإنها تواجه أيضاً تمحيصاً متنامياً في مسائل التجميع الضخم للرسملة والخصوصية. ويعمل على تقوية هذا الاتجاه عدد متزايد من خصوم 'بيلتواي'، وكان آخرهم لاري ايليسون واوراكل. ويقول السيد شميت إن هناك مجموعة من الناس تعارض أي شيء تقوم شركة غوغل به. والخصم الأول سيكون مايكروسوفت.

لدى السيد شميت فكرة شاملة عن هذه اللعبة. فقد قام بتنظيم حملة على التجميع الضخم للرساميل لدى بيل غيتس أند كو في التسعينيات من القرن الماضي. والآن وبعد أن انقلبت الطاولات يقول إن غوغل ستسود من خلال ما يقول إنه فشل مايكروسوفت في القيام به– التأكد من أن كل خطوة هي 'جيدة للمستهلكين, وعادلة بالنسبة الى المنافسين'.

وها هي غوغل تتخذ نظرة سخية مماثلة لبواعثها بشأن قضية الخصوصية السياسية الجدل. ويقول السيد شميت إن التنظيم غير ضروري لأن غوغل تواجه حوافز قوية من أجل معاملة مستخدميها بطريقة صحيحة, وذلك نظراً إلى أنهم سيتخلون عنها بمجرد قيام غوغل بأي شيء يرونه 'مروعاً' بالنسبة الى معلوماتهم الشخصية.

حقاً؟ قد يشكك البعض في امكانية انصراف المستخدمين عن خدمات غوغل. ومن المؤكد ان السيد شميت على حق في أن الأسئلة تمضي الى ما هو أبعد من غوغل. وهو يقول: 'أنا لا أصدق أن المجتمع يفهم ما يحدث عندما يكون كل شيء متوافراً, ويمكن معرفته وتسجيله من قبل كل شخص طوال الوقت'. وحسب توقعاته فإن كل شاب أو فتاة سيتمتع بحق تغيير اسمه بصورة آلية بعد البلوغ، وذلك من أجل تجنب الصور التي حفظت عنه, أو عنها, في مواقع الأصدقاء.

ويقول: 'أنا أعني أن علينا التفكير في هذه الأشياء كمجتمع, ولست أتحدث عن الجوانب المروعة حقاً مثل الإرهاب أو الوصول الى أشياء سيئة وشريرة'.